الإسلام ثورة من البروليتارية المستضعفه ؟
إن الظروف الإجتماعية في الربع الأخير من القرن السادس للميلاد كانت حبلى بثورة تحريرية كبرى، "فلم يكن للفقراء ما يحميهم، لا القانون ولا العرف السائد ولا التقاليد التي أسستها حكومة التجار والمرابين، وحتى أصنام الكعبة، لم يكن هؤلاء الفقراء من بين ما تهتم بهم".
فكان الإسلام استجابة موضوعية لتلك الضرورة التاريخية، ثورة اجتماعية وعقائدية.
وقد أُدخل لأول مرة في تاريخ العرب عنصراً آخر فعّالاً في صنع التاريخ وهو عنصر الفقراء والمُستضعفين الذين دخلوا المعركة بكلّ ثقلهم العددي وبكل ثقل بؤسهم وأهمية دورهم الإنتاجي كقوة عمل قليلة التكاليف، وبذلك ساهموا في تسديد ضربة عنيفة إلى منطق البنية القبلية التي كانت تمر بعملية تفكك عميق، ووضعوا حاجزاً ولو إلى حين، أمام مطامح التجار في السلطة عن طريق بني أمية، لأن الأمور في ظل الثورة لم تعد تسير وفق عصبية المال والقبيلة، وإنما تسير وفق عصبية جديدة، هي عصبية الثورة المتجسدة في جماعة المؤمنين التي تضم أعداداً كبيرة من هؤلاء المُستضعفين، وهو ما تعكسه عدّة آيات مكّيّة من القرآن قبل الهجرة، وهي تعبّر فعلاً عن شعارات الثورة فكانت تهاجم أثرياء التجار بكل عنف وتتوعدهم بالجحيم وبئس المصير: " وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ (1) الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ (2) يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ (3) كَلَّا ۖ لَيُنبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ (4) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ (5) نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ (6) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ (7) إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ (8) فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةٍ (9) " (سورة الهمزة).
وتدعو إلى تحرير العبيد وتمنع الربا وتتوعد المطففين في الكيل وآكلي أموال اليتامى، والظالمين والإستغلاليين، وفي المقابل تبشّر هذه الآيات المُستضعفين وهم جمهور الثورة بأن الله سيورثهم الأرض: " وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ " (سورة القصص).
يقول أحمد عباس صالح: إن أكثر الذين وقفوا من الدعوة الإسلامية موقفاً عدائياً إلى أقصى درجة من العداء، هم الأغنياء سواء من أمية أو من هاشم أو من غيرها من القبائل، وقد ضمّهم تحالف قوي أساسه المصلحة الإقتصادية وحدها ضد الدين الجديد الذي كان يهدد مصالحهم.
ولم يكن ما يخ
إن الظروف الإجتماعية في الربع الأخير من القرن السادس للميلاد كانت حبلى بثورة تحريرية كبرى، "فلم يكن للفقراء ما يحميهم، لا القانون ولا العرف السائد ولا التقاليد التي أسستها حكومة التجار والمرابين، وحتى أصنام الكعبة، لم يكن هؤلاء الفقراء من بين ما تهتم بهم".
فكان الإسلام استجابة موضوعية لتلك الضرورة التاريخية، ثورة اجتماعية وعقائدية.
وقد أُدخل لأول مرة في تاريخ العرب عنصراً آخر فعّالاً في صنع التاريخ وهو عنصر الفقراء والمُستضعفين الذين دخلوا المعركة بكلّ ثقلهم العددي وبكل ثقل بؤسهم وأهمية دورهم الإنتاجي كقوة عمل قليلة التكاليف، وبذلك ساهموا في تسديد ضربة عنيفة إلى منطق البنية القبلية التي كانت تمر بعملية تفكك عميق، ووضعوا حاجزاً ولو إلى حين، أمام مطامح التجار في السلطة عن طريق بني أمية، لأن الأمور في ظل الثورة لم تعد تسير وفق عصبية المال والقبيلة، وإنما تسير وفق عصبية جديدة، هي عصبية الثورة المتجسدة في جماعة المؤمنين التي تضم أعداداً كبيرة من هؤلاء المُستضعفين، وهو ما تعكسه عدّة آيات مكّيّة من القرآن قبل الهجرة، وهي تعبّر فعلاً عن شعارات الثورة فكانت تهاجم أثرياء التجار بكل عنف وتتوعدهم بالجحيم وبئس المصير: " وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ (1) الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ (2) يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ (3) كَلَّا ۖ لَيُنبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ (4) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ (5) نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ (6) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ (7) إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ (8) فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةٍ (9) " (سورة الهمزة).
وتدعو إلى تحرير العبيد وتمنع الربا وتتوعد المطففين في الكيل وآكلي أموال اليتامى، والظالمين والإستغلاليين، وفي المقابل تبشّر هذه الآيات المُستضعفين وهم جمهور الثورة بأن الله سيورثهم الأرض: " وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ " (سورة القصص).
يقول أحمد عباس صالح: إن أكثر الذين وقفوا من الدعوة الإسلامية موقفاً عدائياً إلى أقصى درجة من العداء، هم الأغنياء سواء من أمية أو من هاشم أو من غيرها من القبائل، وقد ضمّهم تحالف قوي أساسه المصلحة الإقتصادية وحدها ضد الدين الجديد الذي كان يهدد مصالحهم.
ولم يكن ما يخ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق