المتابعون

09/09/2019

قصة الدودحية في اليمن

قصة من الواقع “الدودحية” والعشق الحرام قصة الدودحية في اليمن تكاد تماثل العديد من القصص والحكايات العربية مثل (الميجنة) في بلاد الشام والتي أصبحت رمزاً لفن الغرام في الأغاني الشعبية اليمنية بعد أن ترددت الأغنية مائتي عام وتوغل الناس في التدوين الفاضح الذي طال الدودحية فقط دون أدنى ذكر لحبيبها دفع الرئيس الإرياني بإتجاه التغطية على الأغنية الأصلية بأغنية تحمل كلمات أكثر "احتشاماً" وهي أغنية "خطر غصن القنا” التي كتب كلماتها الشاعر مطهر الإرياني *ردد الاغنية العديد من مطربي اليمن ودول الخليج وعرف الفنان عبد الله محمد في شبابه باسم الدودحية ونشرها في الطائف وغناهامحمد عبده ومحمد طاهر… * في العام 1997 جددت لمعانها المطربة اليهودية اليمنية الراحلة عفراء هزاع في ألبومها “كيريا” وحصلت بهذه الأغنية على جائزة الغناء العالمية “غرامي” لا تكاد تخلو ثقافة من قصة الثنائيات الغرامية التي تحكي قصة حب مكسور على صخرة العادات والتقاليد أو رفض البيئة المحيطة. فمن ثنائية "قيس وليلى" إلى ثنائية "روميو وجوليت" و "حسن ونعيمة" وغيرهم كثير. النسخة اليمنية لهذا الحب المكسور والمغضوب عليه هي قصة "الدودحية" ،هي حكاية من التراث الشعبي ، تحولت إلى أغنية شهيرة، يعود تاريخها إلى بدايات القرن التاسع عشر ومصادر أخرى تشير إلى ثلاثينيات القرن العشرين.ويشير الكاتب اليمني عبد الله البردوني إلى أن قصة الدودحية في اليمن تكاد تماثل العديد من القصص والحكايات العربية مثل (الميجنة) في بلاد الشام والتي أصبحت رمزاً لفن الغرام في الغناء كما هو حال الدودحية في الأغاني الشعبية اليمنية. اللافت في الأمر أن "الدودحية" ، وهي الطرف المؤنث في هذه الثنائية، هي التي تحملت لوحدها عبء التهكم و التشهير فيما خرج منها حبيبها مثل الشعرة من العجين. بعبارات أخرى، جميعنا يعرف أسماء العشاق الذكور لجولييت و نعيمة و ليلى وعزة و بثينة وحتى حبيب "أم البنين" ، فمن منكم يعرف ماهو إسم حبيب الدودحية؟ كانت الدودحية ابنة عائلة رفيعة المقام تقطن منطقة وادي بنا بمحافظة إب وقد جمعتها علاقة حب في السر مع ابن عمها ولكن قصة الحب لم يكتب لها النجاح وحالت الظروف دون تحقيق حلم الاثنين بالزواج ليقعا بفعل لوعة الغرام بعدها في وزر علاقة غير مشروعة سرعان ما انكشف سرها الخفي ووصل خبرهما إلى الحاكم في الناحية وقد وقع بين خيارين إما أن يتجاهل القضية ويصرف النظر عن الدودحية وابن عمها المنتميين لطبقة اجتماعية رفيعة المستوى أو يطبق حكم الشرع فيهما بالجلد والتعزير ويساوي في تطبيق الحدود بين الضعفاء والأغنياء وهو ما اختاره قراره الراجح في آخر الأمر فأمر رجاله أن يأتوا بالشاب والفتاة ويربطوا طبلاً على ظهر كل منهما ويطوفوا بهما القرى والوديان وسط ضرب الطبول وهو ما أدى إلى تفشي خبر الفضيحة في كل أرجاء اليمن بعد أن كان الحديث حولها محصوراً في بضعة قرى من نواحي وادي بنا الخصيب. وبرغم الاشتراك في الخطأ والتساوي في تطبيق العقوبة تحملت الدودحية “الرمز المؤنث” وحدها وزر الفضيحة وعقوبة الجاني المتسبب وأضحت وصمة عار في ناموس القبيلة.. عار لا يغسله إلا الدم وبالفعل ذلك ما حدث حين سارع أهلها إلى قتلها وإهدار دمها في الحال دون اكتراث.. وفي سياق الحديث عن الحكاية يشير عبد الله البردوني في كتابه “قضايا يمنية” ان “الدودحية” كانت ضحية عشق جسدته التقاليد فمنعت زواج العشيقين فأدى هذا إلى مايؤدي العشق المحروم فلاقت العشيقة مقتلها فشاعت عشرات الحكايات والاغنيات، فغناها كل اليمنيين من عام «41ـ 48». بعد أن ترددت الأغنية مائتي عام وتوغل الناس في التدوين الفاضح ،يحكى أن الرئيس الإرياني هو من دفع بإتجاه التغطية على الأغنية الأصلية بأغنية تحمل كلمات أكثر "احتشاماً" وهي أغنية "خطر غصن القنا التي كتب كلماتها الشاعر اليمني الكبير مطهر الإرياني. وهو ذلك النص الشهير والوجداني على نفس اللحن، الذي ردده كثير من مطربي اليمن والمملكة ودول الخليج (خطر غصن القنا/ وارد على الما/ نزل وادي بنا/ ومر جنبي/ وبأعيانه رنا نحوي/ وصوب سهامه واعتنى). ومنهم الفنان الكبير الراحل عبدالله محمد الذي عرف في شبابه باسم الدودحية لترديده ونشره الأغنية في الطائف، وقبله وبعده كان كثيرون رددوا الأغنية بدءا من علي الآنسي ثم عبد الرحمن باجنيد، وفايزة عبد الله ومحمد عبده، ومحمد عمر وطاهر حسين وصالح خيري وغيرهم. وتجدد لمعانها في العام 1997 عندما جددتها المطربة اليهودية اليمنية الراحلة عفراء هزاع في ألبومها “كيريا” وحصلت بهذه الأغنية على جائزة الغناء العالمية “غرامي”. في ما يلي نقدم لكم الاغنية بصوت الفنان اليهودي اليمني شلومو موقعة: https://youtu.be/Pm5OmBOuXA4 كلمات الاغنية: خطر غصن القنا وارد على الماء نزل وادي بناء ومر جنبي وبأجفانه رنا نحوي وصوب سهامه واعتنى وصاب قلبي أنا يا بوي أنا أمان يا نازل الوادي أمان أخذ قلبي وراح وشق صدري بالاعيان الصحاح يا طول همي ويا طول النواح من حب من حل هجري واستباح قتلي وظلمي أنا يا بوي أنا أمان يا نازل الوادي أمان لمه تقسى لمه وتهجر ابصر حبيبك ما أرحمه هايم بحبك جمالك تيمه وطول صدك وبعدك سمسمه ما اشد قلبك أنا يا بوي أنا أمان يا نازل الوادي أمان وذكرك في فمه غنوه وحبك جرى مجرى دمه يحلم بقربك ترفق وارحمه لا تعدمه الجفا شا تعدمه والذنب ذنبك أنا يا بوي أنا أمان يا نازل الوادي أمان

ليست هناك تعليقات: