المتابعون

18/10/2019

هكذا حطم اتفاق جدة احلام شرعية الاخوان .. قراءة في الاهداف والمضامين

ﻓﻴﻤﺎ ﻭﺻﻔﻪ ﻓﺮﻳﻖ ‏( ﺍﻟﺼﻘﻮﺭ‏) ﻓﻲ
ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﻄﻔﺔ ﺑﺎﻟﺨﻴﺎﻧﺔ ﻭﺻﻔﻪ
ﻓﺮﻳﻖ ‏( ﺍﻟﺤﻤﺎﺋﻢ ‏) ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺫﺍﺗﻬﺎ
ﺑﺎﻻﻧﺘﺼﺎﺭ ﻭﺍﻹﻧﺠﺎﺯ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ..
ﻫﻜﺬﺍ ﺣﻄﻢ ﺍﺗﻔﺎﻕ " ﺟﺪﺓ " ﺃﺣﻼﻡ
ﺷﺮﻋﻴﺔ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ! ﻗﺮﺍﺀﺓ ﻓﻲ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ
ﻭﺍﻟﻤﻀﺎﻣﻴﻦ
ﻓﻴﻤﺎ ﻭﺻﻒ ﻓﺮﻳﻖ ‏( ﺍﻟﺼﻘﻮﺭ‏) ﻓﻲ
ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﻄﻔﺔ ﻣﻦ
ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﺍﺗﻔﺎﻕ ﺟﺪﺓ ﺑﺎﻟﺨﻴﺎﻧﺔ ﻭﺻﻔﻪ
ﻓﺮﻳﻖ ‏( ﺍﻟﺤﻤﺎﺋﻢ ‏) ﻓﻲ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻫﺎﺩﻱ
ﺑﺎﻻﻧﺘﺼﺎﺭ ﻭﺍﻹﻧﺠﺎﺯ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ؛ ﺣﻴﺚ
ﺗﻤﻜﻨﺖ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻣﻦ ﺗﺼﻮﻳﺮ
ﺃﺣﻼﻡ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻲ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻣﺠﺮﺩ ﻟﻬﺚ ﻭﺭﺍﺀ
ﺍﻟﻤﻨﺎﺻﺐ، ﻭﺃﻧﻪ ﺗﺨﻠﻰ ﻋﻦ ﺣﻠﻢ ﺷﻌﺐ
ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﺍﻟﺘﻮﺍﻕ ﻟﻼﻧﻔﺼﺎﻝ. ﻭﻟﻜﻦ
ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﻲ ﻫﻮ: ﻫﻞ ﻣﺴﻮﺩﺓ
ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﻫﻲ ﻛﺬﻟﻚ ﺃﻱ ﺳﺘﻘﻀﻲ ﻋﻠﻰ
ﺣﻠﻢ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻻﻧﻔﺼﺎﻝ؟ ﻭﻣﺎ
ﻫﻲ ﻣﻜﺎﻣﻦ ﺍﻟﻀﻌﻒ ﻭﺍﻟﻘﻮﺓ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﺴﻮﺩﺓ؟ ﻭﻫﻞ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻜﺎﺳﺐ ﺃﻭ
ﺧﺴﺎﺋﺮ ﺳﺘﻠﺤﻖ ﺑﺎﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ
ﻣﻮﺍﻓﻘﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﻊ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ؟
ﺍﻟﺼﻔﻌﺎﺕ ﺍﻟﺜﻼﺙ
ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﻳﻮﺟﻪ ﺛﻼﺙ ﺻﻔﻌﺎﺕ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ
ﺇﺧﻮﺍﻥ ﺍﻟﻴﻤﻦ ‏(ﺣﺰﺏ ﺍﻹﺻﻼﺡ‏) :
ﺍﻷﻭﻟﻰ: ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻣﻨﺤﺖ ﺍﻟﻤﺴﻮﺩﺓ
ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻲ ﺍﻋﺘﺮﺍﻓﺎً ﻭﺷﺮﻋﻴﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ
ﻭﺩﻭﻟﻴﺔ ﻟﺘﻤﺜﻴﻞ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ . ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ :
ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺃﻛﺪﺕ ﻋﻠﻰ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﺍﻹﻣﺎﺭﺍﺕ
ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ، ﻭﻫﺬﺍ
ﺭﺩ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪﻣﺖ
ﺍﻟﻐﺎﻟﻲ ﻭﺍﻟﺮﺧﻴﺺ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﺤﺮﻳﺮ
ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ . ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ: ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺍﻋﺘﺮﻓﺖ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﻮﺩﺓ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﻗﻮﺍﺕ ﺧﺎﺭﺝ
ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ، ﻭﻫﺬﻩ ﺇﺷﺎﺭﺓ
ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻟﻠﺘﻨﻈﻴﻤﺎﺕ ﺍﻹﺭﻫﺎﺑﻴﺔ .
ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﺎﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻲ ﻣﻤﺜﻼً ﻟﺸﻌﺐ
ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ
ﻇﻠﺖ ﺃﺑﻮﺍﻕ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﻭﻣﺮﺗﺰﻗﺘﻬﺎ ﻣﻦ
ﺍﻹﻋﻼﻣﻴﻴﻦ ﺗﻌﻜﻒ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻞ
ﻭﻋﻠﻰ ﻣﺪﻯ ﺷﻬﺮﻳﻦ، ﻭﺷﻨﺖ ﻫﺠﻮﻣﺎ
ﻋﺪﺍﺋﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻲ، ﺗﻌﻠﻦ ﺭﻓﻀﻬﺎ
ﻟﻠﺤﻮﺍﺭ ﻣﻌﻪ، ﻓﻜﻴﻒ ﺇﺫﻥ ﺳﺘﺒﺮﺭ
ﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮﻫﺎ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺊ ﻟﻬﺬﻩ
ﺍﻟﻤﺴﻮﺩﺓ ﺍﻟﻤﻔﺼﻠﺔ - ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ
ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ - ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻘﺒﻞ
ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺘﻀﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﺘﺰﻳﻴﻒ ﻟﻠﺤﻘﺎﺋﻖ؟
ﻭﻟﻜﻦ ﻗﻄﻌﺎً ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﻟﻦ ﻳﻜﻮﻥ
ﺑﻤﻘﺪﻭﺭﻫﺎ ﺍﻟﺘﻨﺼﻞ ﻣﻦ ﺃﻗﻮﺍﻟﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ
ﻗﺬﻓﺖ ﺑﻬﺎ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻲ ﺑﺄﺑﺸﻊ ﺍﻷﻭﺻﺎﻑ،
ﻭﻋﻠﻰ ﻣﺪﻯ 24 ﺳﺎﻋﺔ ﻳﻮﻣﻴﺎ، ﻣﻦ
ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻼﺕ ﻭﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻜﺎﺫﺑﺔ ﻓﻲ
ﻗﻨﻮﺍﺗﻬﺎ ﺍﻹﻋﻼﻣﻴﺔ. ﻓﺒﻤﺎﺫﺍ ﺳﺘﻔﺴﺮ
ﻟﻬﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﻣﻨﺢ
ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻲ ﺗﻤﺜﻴﻼً ﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ
ﻭﻭﻋﺪﺍ ﺑﺘﺄﺟﻴﻞ ﺍﻟﺒﺖ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻮﻉ
ﺍﻻﻧﻔﺼﺎﻝ؟ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﻔﺴﺮ ﺍﻧﻘﺴﺎﻡ
ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ، ﻓﻔﻲ ﺣﻴﻦ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻓﺮﻳﻖ
ﻣﺘﻤﺴﻜﺎً ﺑﺮﻓﻀﻪ ﻟﻼﻧﺘﻘﺎﻟﻲ ﻓﺈﻥ ﻓﺮﻳﻘﺎً
ﺁﺧﺮ ﻳﻤﺪﺡ ﺍﻟﻤﺴﻮﺩﺓ ﻭﻳﻌﺘﺒﺮﻫﺎ ﺇﻧﺠﺎﺯﺍً
ﻟﻪ.
ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎﺕ ﺍﻹﺭﻫﺎﺑﻴﺔ
ﺃﺷﺎﺭﺕ ﺍﻟﻤﺴﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺰﺍﻡ ﺟﻤﻴﻊ
ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﻟﻤﺤﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻼﺕ
ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺟﺪﺓ ﺧﺎﺭﺝ ﺇﻃﺎﺭ
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ، ﻭﻫﺬﻩ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎﺕ ﺍﻹﺭﻫﺎﺑﻴﺔ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻣﻦ
ﺷﺄﻧﻪ ﺃﻥ ﻳﻘﻠﻖ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻧﻬﺎ
ﺗﻌﻄﻲ ﻏﻄﺎﺀً ﺷﺮﻋﻴﺎً ﻟﻬﺬﻩ
ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎﺕ، ﻭﻫﻲ ﺃﺣﺪ ﺃﺫﺭﻋﻬﺎ
ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﻓﻲ ﺍﺣﺘﻼﻝ
ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ‏( ﻃﺒﻌﺎً ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎﺕ ﻻ
ﺗﺴﺘﺨﺪﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ‏) . ﺇﺫﻥ ﻣﺎﺫﺍ
ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻣﺼﻴﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ؟ ﻭﻫﻞ
ﺳﻴﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﻭﻳُﻀﺤﻰ ﺑﻬﺎ؟
ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻲ .. ﺣﻨﻜﺔ ﻭﻛﻔﺎﺀﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ
ﺃﻇﻬﺮ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻲ ﺣﻨﻜﺔ ﻭﻛﻔﺎﺀﺓ ﻓﻲ
ﺣﻮﺍﺭ ﺟﺪﺓ، ﻛﺎﺷﻔﺎً ﻛﻞ ﺍﻷﻭﺭﺍﻕ
ﻭﺍﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻳﻦ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﻵﺧﺮ،
ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻣﻮﺭ:
ﺍﻷﻭﻝ : ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻟﻦ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﻌﺪ
ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺣﻜﺮﺍً ﻋﻠﻰ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺃﻭ ﺣﺰﺏ
ﻣﻌﻴﻦ، ﺑﻞ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﻣﻨﺎﺻﻔﺔ ﺑﻴﻦ
ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻭﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻋﺪﺓ
ﺍﻟﻜﻔﺎﺀﺍﺕ. ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﻮﺟﻮﺩ
ﻓﺴﺎﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻭﺧﻠﻞ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺴﻤﻰ
ﺑﺎﻟﺠﻴﺶ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ
ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ﻫﻴﻜﻠﺔ ﺍﻟﺠﻴﺶ .
ﻭﺃﺧﻴﺮﺍً: ﺇﻥ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ ﺳﺘﻜﻮﻥ
ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ ﻭﻻ ﺑﺪّ ﻣﻦ
ﺗﻔﺮﻍ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻟﺬﻟﻚ ﺍﻟﻬﺪﻑ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ
ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﺗﻨﺎﺯﻻً ﻟﻼﻧﺘﻘﺎﻟﻲ ﺇﻻ ﺃﻥ
ﺫﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﺑﻤﻘﺎﺑﻞ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﺤﻖ
ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﻤﺼﻴﺮ ﻟﻠﺠﻨﻮﺑﻴﻴﻦ ﺑﻌﺪ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﻭﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻃﺔ ﺑﺈﺻﻼﺣﺎﺕ
ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ .
ﻣﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻓﻮﻕ ﻛﻞ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ
ﻓﻴﻤﺎ ﺃﻛﺪﺕ ﺍﻟﻤﺴﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ
ﻟﻦ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺣﻜﺮﺍً ﻋﻠﻰ
ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺃﻭ ﺣﺰﺏ ﻣﻌﻴﻦ، ﺑﻞ ﺳﺘﻜﻮﻥ
ﺗﻤﺜﻴﻼً ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻭﺍﻟﺸﻤﺎﻝ
ﻭﻣﻨﺎﺻﻔﺔ، ﻭﻫﺬﺍ ﺑﺤﺪ ﺫﺍﺗﻪ ﺇﻧﺠﺎﺯ
ﻛﺒﻴﺮ ﻟﺴﺒﺐ ﺑﺴﻴﻂ، ﻭﻫﻮ ﺃﻥ ﺍﻷﺯﻣﺔ
ﻟﻴﺴﺖ ﺃﺯﻣﺔ ﺣﻜﻢ ﻓﻘﻂ ﺑﻞ ﺃﺯﻣﺔ ﺑﻴﻦ
ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻭﺍﻟﺸﻤﺎﻝ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻗﻮﻯ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ
ﺗﺮﻓﺾ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ
ﺍﻟﻤﺸﺆﻭﻣﺔ ﺗﻤﺖ ﺑﺎﻻﺗﻔﺎﻕ ﺑﻴﻦ ﺩﻭﻟﺘﻴﻦ
ﻭﺑﻤﺠﺮﺩ ﺃﻥ ﻳﺤﺪﺙ ﺧﻠﻞ ﻓﻲ ﺗﻄﺒﻴﻖ
ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﻓﺈﻥ ﻓﻚ ﺍﻻﺭﺗﺒﺎﻁ ﻭﺣﻞ
ﺍﻟﺪﻭﻟﺘﻴﻦ ﻫﻮ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﻟﺤﻞ
ﺍﻟﻨﺰﺍﻋﺎﺕ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ.
ﻭﺃﻋﻄﺖ ﻣﺴﻮﺩﺓ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﺑﻘﻴﺔ
ﺍﻟﻤﻜﻮﻧﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﺍﻙ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻲ ﺃﻳﻀﺎً
ﺗﻤﺜﻴﻼً ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ، ﻭﻣﻊ ﺃﻧﻨﻲ ﻋﻠﻰ
ﻏﻴﺮ ﺍﻃﻼﻉ ﺑﺎﻟﺜﻘﻞ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮﻱ ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﻤﺜﻠﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻜﻮﻧﺎﺕ، ﻭﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﻛﻞ
ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻜﻮﻧﺎﺕ ﺃﻥ ﺗﻀﻊ
ﻓﻲ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﻣﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﻴﻦ ﻓﻲ
ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺣﻠﻤﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻻﻧﻔﺼﺎﻝ ﻓﻮﻕ ﻛﻞ
ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ، ﻭﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺮﻓﺾ ﺃﻱ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ
ﺧﺒﻴﺚ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﻮﻯ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ
ﺃﻥ ﺗﻀﺮ ﺑﺎﺳﺘﻘﻼﻝ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ. ﻭﺍﻟﺸﻲﺀ
ﺫﺍﺗﻪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻘﻮﻯ ﺍﻟﺤﺰﺑﻴﺔ
ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺳﺘﻤﺜﻞ
ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ، ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻀﻊ ﻓﻲ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ
ﺃﻳﻀﺎً ﻣﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻻ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ
ﺍﻟﺤﺰﺑﻴﺔ ﺍﻟﻀﻴﻘﺔ .
ﻣﻨﺤﺖ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻫﺎﺩﻱ
ﺑﺘﺴﻤﻴﺔ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺣﻜﻮﻣﺘﻪ ﻭﺧﺼﻮﺻﺎً
ﻭﺯﺭﺍﺀ ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﺓ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺮﻳﺎﺽ ﺍﻋﺘﺮﺿﺖ
ﻋﻠﻰ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺗﻌﻴﻴﻦ ﻭﺯﻳﺮﻳﻦ ﻫﻤﺎ
ﺍﻟﻤﻴﺴﺮﻱ ﻭﺍﻟﺠﺒﻮﺍﻧﻲ؛ ﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻬﻤﺎ ﻣﻦ
ﺩﻭﺭ ﺳﻠﺒﻲ ﻓﻲ ﺃﺣﺪﺍﺙ ﻋﺪﻥ ﻭﺷﺒﻮﺓ
ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ، ﺑﻞ ﻻﺳﺘﻴﺎﺋﻬﺎ ﻟﻤﺎ ﻗﺎﻣﺎ ﺑﻪ
ﻣﻦ ﺍﺗﻬﺎﻣﺎﺕ ﻟﻠﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﺑﺎﻻﻧﺤﻴﺎﺯ
ﻟﻔﺮﻳﻖ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻲ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ
ﻃﺮﺩﻫﻤﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﺛﻢ ﻃﺮﺩﻫﻤﺎ
ﻣﻦ ﺟﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻣﺼﺮ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻧﺘﻬﻰ
ﺑﻬﻤﺎ ﺍﻟﻤﻄﺎﻑ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﺠﻮﺀ ﺇﻟﻰ ﻣﺴﻘﻂ
ﻋﻤﺎﻥ، ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮﻣﺎﻥ ﺑﺎﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﻣﻊ
ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ ﻭﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﻟﻠﺘﺂﻣﺮ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﺑﺎﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﻣﻊ ﻗﻄﺮ ﻭﺇﻳﺮﺍﻥ،
ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻌﺪ ﺗﺤﺪﻳﺎً ﺻﺎﺭﺧﺎً ﻹﺭﺍﺩﺓ
ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻒ؛ ﺑﻞ ﻳﻤﺜﻞ ﺗﻬﺪﻳﺪﺍً ﻟﻸﻣﻦ
ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﺃﻳﻀﺎً.
ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻻ ﺗﺴﺘﺤﻖ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ
ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺴﻮﺩﺓ ﺃﺷﺎﺭﺕ ﺑﻮﺿﻮﺡ
ﺇﻟﻰ ﺗﻮﺭﻁ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ
ﺍﻟﻤﺨﺘﻄﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ
ﻓﺴﺎﺩ ﻛﺒﻴﺮﺓ، ﻓﻤﺎ ﻓﻌﻠﺘﻪ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻣﻦ
ﺃﻋﻤﺎﻝ ﻓﺴﺎﺩ ﺗﻘﺸﻌﺮ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺑﺪﺍﻥ،
ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺃﻧﻪ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ
ﺳﻘﻄﺖ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺳﻘﻮﻃﺎً ﺃﺧﻼﻗﻴﺎً ﺑﻠﻎ
ﺣﺪﺍً ﻳﺮﻗﻰ ﺇﻟﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺟﺮﺍﺋﻢ
ﺍﻟﺤﺮﺏ، ﻓﻠﻴﺘﺼﻮﺭ ﻣﻌﻲ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﻛﻴﻒ
ﺍﺳﺘﺨﺪﻣﺖ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺳﻼﺡ ﺗﻌﻄﻴﻞ
ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﻓﻲ ﻋﺪﻥ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﺎً ﺳﻴﺎﺳﻴﺎً
ﺑﻬﺪﻑ ﺍﻟﻀﻐﻂ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻲ
ﻟﻼﺳﺘﺴﻼﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻤﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻲ،
ﻟﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﻓﺤﺴﺐ ﺑﻞ ﻛﻴﻒ ﺍﺳﺘﺨﺪﻣﺖ
ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺳﻼﺡ ﻋﺪﻡ ﺻﺮﻑ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﺎﺕ
ﻟﻠﻌﺴﻜﺮﻳﻴﻦ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﻴﻦ ﺑﻬﺪﻑ
ﺇﺧﻀﺎﻋﻬﻢ ﻭﺇﺫﻻﻟﻬﻢ، ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻌﺪ
ﺍﻧﺘﻬﺎﻛﺎً ﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺟﺮﻳﻤﺔ
ﺣﺮﺏ، ﻭﻫﻲ ﻻ ﺗﻜﺘﺮﺙ ﺑﻤﺎ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﻪ .
ﻟﺬﻟﻚ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺴﻮﺩﺓ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﻭﺍﺿﺤﺔ
ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺃﺷﺎﺭﺕ ﺇﻟﻰ ﺇﻧﻬﺎﺀ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ
ﻓﻲ ﺻﻔﻮﻑ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﻭﺗﺸﻜﻴﻞ
ﻟﺠﺎﻥ ﻣﺮﺍﻗﺒﺔ ﻟﻤﺘﺎﺑﻌﺔ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺻﺮﻑ
ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﺎﺕ ‏( ﺗﻤﺖ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﻟﻤﻮﺿﻮﻉ
ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﺎﺕ ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺮﺓ ‏).
ﺇﻥ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﺘﺠﻮﻳﻊ ﺷﻌﺐ
ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻭﻗﺘﻠﻪ ﻭﺇﺛﺎﺭﺓ ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ
ﻭﺯﻋﺰﻋﺔ ﺍﻷﻣﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ
ﻻ ﺗﺴﺘﺤﻖ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ، ﻓﺸﻌﺐ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ
ﻟﻴﺲ ﻏﺒﻴﺎً، ﻓﻬﻮ ﻳﻌﺮﻑ ﻣﻦ ﻫﻢ ﻭﺭﺍﺀ
ﺗﻌﻄﻴﻞ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻋﺪﻥ
ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ.
ﺇﻋﺎﺩﺓ ﻫﻴﻜﻠﺔ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺃﻭﻝ
ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺇﺳﻘﺎﻁ ﺍﻧﻘﻼﺏ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ
ﺇﻥ ﺇﻧﻬﺎﺀ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻓﻲ ﺻﻔﻮﻕ
ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ، ﻻ ﺃﻇﻦ ﺃﻧﻪ ﻣﻤﻜﻨﺎً
ﻣﺎﻟﻢ ﻳﺘﻢ ﺇﻗﺼﺎﺀ ﺑﺆﺭ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ
ﻭﺍﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﺑﺮﻣﻮﺯﻩ، ﺃﻣﺜﺎﻝ ﺍﻟﺠﻨﺮﺍﻝ
ﻋﻠﻲ ﻣﺤﺴﻦ ﺍﻷﺣﻤﺮ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ
ﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﻭﺍﻷﺏ ﺍﻟﺮﻭﺣﻲ
ﻟﻺﺭﻫﺎﺏ، ﻣﺎﻟﻢ ﻓﻠﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻱ
ﺗﻘﺪﻡ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﺃﻥ
ﺯﻋﻤﺎﺀ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻳﺘﺮﺑﻌﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻋﺮﺷﻪ.
ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺗﻠﺨﻴﺺ ﺃﻫﻢ ﺍﻹﺻﻼﺣﺎﺕ
ﺍﻟﻌﺎﺟﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ :
ﻓﻚ ﺍﺭﺗﺒﺎﻁ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺗﻤﻮﻳﻞ
ﻭﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎﺕ ﺍﻹﺭﻫﺎﺑﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﻳﺘﻢ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻨﺸﺎﻃﺎﺕ
ﺇﺭﻫﺎﺑﻴﺔ ﺿﺪ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻓﻘﻂ
‏( ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎﺕ ﻻ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﺄﻋﻤﺎﻝ
ﺇﺭﻫﺎﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ‏). ﺍﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ
ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻤﺮﺗﺒﺎﺕ
ﺍﻟﻮﻫﻤﻴﺔ ﻭﺇﻟﻐﺎﺋﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ
ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻭﺍﻹﺷﻬﺎﺭ ﺍﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﻤﻴﺰﺍﻧﻴﺔ
ﺍﻟﺴﻨﻮﻳﺔ ﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻳﻊ
ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻬﺎ. ﺇﻟﻐﺎﺀ ﺍﻟﺘﻌﻴﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﻐﻴﺮ
ﺷﺮﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺨﺎﺭﺟﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻣﺜﻞ
ﺗﻌﻴﻴﻨﺎﺕ ﺃﺋﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻭﺟﻤﺎﻋﺎﺕ
ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﻭﺯﻋﻤﺎﺀ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎﺕ
ﺍﻹﺭﻫﺎﺑﻴﺔ ﻛﻘﺎﺩﺓ ﻟﻸﻟﻮﻳﺔ. ﺇﻋﺎﺩﺓ
ﻫﻴﻜﻠﺔ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﻣﺒﺪﺃ
ﺍﻟﻜﻔﺎﺀﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘﺮﺍﺗﺒﻴﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ
ﻭﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﻘﺘﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ
ﺑﺎﻟﻮﻻﺀ ﻟﻠﻮﻃﻦ ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻠﻤﺼﺎﻟﺢ
ﺍﻟﺤﺰﺑﻴﺔ ﺍﻟﻀﻴﻘﺔ .
ﻭﻟﺬﻟﻚ - ﻭﻛﻤﺎ ﺃﺷﺎﺭﺕ ﺍﻟﻤﺴﻮﺩﺓ -
ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺗﻔﺮﻍ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻓﻲ ﺟﺒﻬﺔ
ﺍﻟﺘﺼﺪﻱ ﻻﻧﻘﻼﺏ ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ ﻟﻦ ﻳﺘﻢ
ﻣﺎﻟﻢ ﻳﺘﻢ ﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﺱ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ
ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﻇﻬﺮﻭﺍ ﻋﺪﻡ ﻧﻴﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﺭﺑﺔ
ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ، ﺑﻞ ﺇﻧﻨﺎ ﻧﺴﻤﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ
ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺗﻨﺴﻴﻘﺎ ﻭﻋﻤﻼ
ﻣﺸﺘﺮﻛﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﻭﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ
ﻟﻠﺤﺮﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ.
ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺍﻷﻣﺮ ﺇﻟﻰ ﺗﺼﺤﻴﺢ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻮﺿﻊ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻧﺰﻉ ﻣﻜﺎﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﺓ
ﻟﻬﺆﻻﺀ ﺍﻟﻤﺘﻨﻔﺬﻳﻦ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺣﺮﻣﺎﻧﻬﻢ
ﻣﻦ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﺜﺮﻭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﺒﺜﻮﻥ ﺑﻬﺎ
ﻟﺘﺨﺮﻳﺐ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﺷﻤﺎﻟﻪ ﻭﺟﻨﻮﺑﻪ؛ ﻭﺫﻟﻚ
ﺑﺘﺨﺼﻴﺺ ﺣﻘﻴﺒﺔ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻭﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ
ﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﺟﻨﻮﺑﻴﻴﻦ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻗﺮﺍﻁ
ﻳﺨﺘﺎﺭﻫﻢ، ﻭﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﻗﻴﺎﺩﺓ
ﺍﻷﺭﻛﺎﻥ ﻣﻨﺎﺻﻔﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﻴﻦ
ﻭﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﻴﻦ، ﻭﻫﺬﺍ ﻟﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ
ﻣﻜﺎﺳﺐ ﻭﻧﺘﺎﺋﺞ ﺳﺮﻳﻌﺔ ﻟﻠﺠﻨﻮﺑﻴﻴﻦ
ﻓﻘﻂ ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻠﺸﻤﺎﻟﻴﻴﻦ ﻭﺩﻭﻝ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻒ
ﺃﻳﻀﺎً.
‏( ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻳﻜﻤﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ‏)
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻤﺜﻞ : " ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻳﻜﻤﻦ ﻓﻲ
ﺍﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ " ﻓﻬﻨﺎﻙ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﻛﺜﻴﺮﺓ
ﻏﻴﺮ ﻭﺍﺿﺤﺔ، ﺑﻞ ﺇﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﺒﺎﺭﺍﺕ
ﺗﺤﻤﻞ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻌﻨﻰ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻲ
ﺳﻴﺘﺒﻊ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ ﻭﻳﻤﻨﺢ
ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﺮﺍﻋﻴﺔ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﺜﻘﺔ
ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ
ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻭﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻵﻟﻴﺔ
ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻓﻲ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﻭﺳﻴﺘﺮﻙ
ﻟﻠﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺿﺒﻂ ﺇﻳﻘﺎﻉ
ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ، ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻥ
ﻫﻨﺎﻙ ﺗﻮﻗﻌﺎﺕ ﺑﻤﺤﺎﻭﻻﺕ ﻟﻠﻘﻮﻯ
ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺇﻓﺸﺎﻝ ﻫﺬﺍ
ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ، ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻠﺖ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺣﻴﻨﻤﺎ
ﻋﻄﻠﺖ ﻭﺃﺟﻬﻀﺖ ﺍﺗﻔﺎﻕ ﻣﺎ ﺳﻤﻲ
ﺑﻮﺛﻴﻘﺔ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﻭﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﻓﻲ 1994
ﺍﻟﺬﻱ ﻭﻗﻌﺘﻪ ﻓﻲ ﻋﻤﺎﻥ ﻭﻋﺎﺩﺕ
ﻭﺍﻧﻘﻠﺒﺖ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﺷﻨﺖ ﺣﺮﺑﺎً ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻭﺍﺣﺘﻠﺘﻪ.
ﻓﻬﻞ ﻳﻔﻌﻠﻬﺎ ﺍﻷﺣﻤﺮ ﺑﺈﺟﻬﺎﺽ ﻫﺬﻩ
ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻬﺪﻫﺎ ﻭﺷﻦ ﺣﺮﺏ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ؟ ﻧﻘﻮﻝ: ﺇﻧﻚ ﻟﻦ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ؛
ﻟﺴﺒﺐ ﺑﺴﻴﻂ ﻫﻮ ﺃﻧﻚ ﻓﻲ ﻭﺿﻊ ﻻ
ﺗﺤﺴﺪ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﺄﻧﺖ ﻓﻲ ﺃﺿﻌﻒ
ﺣﺎﻻﺗﻚ، ﻭﺟﻨﻮﺏ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻟﻴﺲ ﻛﻤﺎ
ﺟﻨﻮﺏ ﺍﻷﻣﺲ

الحلتيت (مر البطارخ)

(مر البطارخ .أو. الحلتيت )،
من العقاقير التي يخافها الجن ولا يقدر ان يشمها واذا تناوله شارب السحر تقيء السحر حالا وهو من العقاقير الطبيعية التي لها من المنافع مالا عين رات وهو نوعان :

_الاول (مر بطارخ حجازي )
_والثاني (مر بطارخ افريقي أو الحلتيت) ومواطنه الاصلية (اليمن وعمان والصومال وشمال افريقيا )وهو يشبة لبان الذكر لكنه يميل للون البني

_ يستخدم في فطام الطفل الرضيع اذ يدهن به ثدي الام فيترك الطفل الرضاعة

_ يحل في الزيت ويستخدم دهان لعلاج البواسير ( العذر) وهو من اسرع علاجات البواسير وجميع قروح والتهابات الشرج اعزكم الله

_ يطحن مع الكحل فهو مقوي للنظر ومعالج لجميع حساسيات ومشاكل العين ويطهرها .

_ يطحن جيدا ويحل بقليل من الزيت ويضاف الي عسل النحل ويتناوله شارب السحر او السم او المخدرات فهو من منقيات الدم ومطهرات المعدة والامعاء

_ يبخر به المصاب المعترض من الجن او السحر لمدة اسبوع فهو من العلاجات المساعدة الرائعة ولا ينبئكم مثل خبير فالجن يتأذي منه

_ يحل مقدار ملعقة صغيرة من
المر البطارخ( الحلتيت) في نصف كوب ماء ويدهن به الوجه ويترك حتي يجف ويترك ساعة او اكثر فهو لا نظير له في علاج وازاله تجاعيد الوجة وازاله النمش واثار الشمس ويفتح لون البشره ويجعلها ناعمة وتكرر العمليه لمدة 21 يوم رااااائع

_ يطحن ويحل في الماء ويدهن به الحروق تزول نهائيا باذن الله
_ يحل في الماء ويدهن به الجروح العميقة او البسيطة فيساعد علي التئامها بسرعة ولا يترك اثرا يذكر للجرح
_ يحل في الماء ويستخدم كغرغرة صباحا علي ريق النوم وقبل النوم مباشرة كعلاج لالتهاب اللوزتين

_ يحل في الماء ويدهن به الجسم المصاب بالدمامل او اي نوع من الحساسية والحبوب الجلدية او التقرحات مرتين يوميا كما يشرب منه ايضا مع الدهان به مرتين يوميا فانه اسرع علاج لكل ما ذكرنا

_ يحل في الماء ويستخدم كمضمضة لعلاج الالام الاسنان واللثة وللصداع يدهن به الاصداغ والجبهة والاذن من الخارج والقفا فانه نافع جدا

_ يحل بالماء ويشرب منه النساء في النفاس فانه مطهر للبطن ويشرب ايضا مرتين علي ريق النوم وقبل النوم لازالة الرائحة الكريهة للفم وبخر البطن فانه مزيل للعفونة وجميع الروائح الكريهة من الفم والجوف وجميع فطريات وبكتريا وديدان البطن

_ يخلط مطحون المر مع الاعشاب المعالجة للسعال وحساسية الصدر والربو فانه يسرع بالشفاء باذن الله كما انه معالج لخشونة القصبة الهوائية

_ ينفع لعلاج الكلي والمثانة والبنكرياس فهو ينشط البنكرياس ويعمل علي تخفيض نسبة السكر في البول والدم ويعالج واوجاع الارحام والمغص والانتفاخ وارتجاع المريء وحموضة المعدة وعلاج اورام الطحال ويذهب ويحلل جميع الاورام بانواعها ببركة الله.

وهو من اقوي واصح وافضل المضادات الحيوية الحميدة التي ليس لها اي اعراض جانبية ومن المهدئات العظيمة للاوجاع والالتهابات .

# ممنوع للحوامل #
ممتاز لتفتيح المناطق الحساسة
_ بيفتح الجسم مهما كان فيها من بقع أو سمار أو حبوب يزيل كل شئ.تابعونا للمزيد 👇👇👇👇👇👇👇👇
https://www.facebook.com/asrar.alshefaa.bel.aashab/

17/10/2019

من مسودة اتفاق جدة بين الانتقالي والحكومة الشرعية

من مسودة اتفاقية جده

خروج القوات الشمالية من حضرموت وشبوة وابين وتوجهها مأرب لاقتحام صنعاء.
استلام النخب والحزام الامني لتامين كل محافظات الجنوب ويكونان تحت اشراف وزارة الداخلية.
يستلم المجلس الانتقالي ادارة الجنوب تحت اشراف السعودية.
يستلم الانتقالي وقوات المقاومة الجنوبية جبهة الضالع إب.
تستلم الشرعية جبهات مأرب صنعاء وحجة البقع صعدة.
يستلم طارق عفاش جبهة الحديدة.
يستلم حزب الاصلاح جبهة تحرير تعز.
تشكل حكومة مناصفة بين المحلس الانتقالي والحكومة الشرعية ويستبعد منها الوزراء الذي سببوا الازمة الأخيرة.
يقدم الانتقالي اسماء محافظي محافظات الجنوب ويصدر بهم الرىيس قرارات تعيين.
يعين هادئ محافظي محافظات الشمال بالتوافق مع الاصلاح وطارق عفاش.
يعين هادئ وزراء الشمال بالتشارك بين المؤتمر والاصلاح وطارق عفاش.
بعد تحرير الشمال من الحوثي يجلس الجميع على طاولة واحدة لمناقشة الوضع النهائي للجنوب ، واذا لم يتحرر الشمال خلال ثلاث سنوات يستلم الانتقالي حكم ذاتي للجنوب لمدة سنتين في فرصة اخيرة لتحرير الشمال مالم بعد السنتين يعمل استفتاء بالجنوب لاختيار الشعب بين البقاء في حكم ذاتي تحت دولة وحدة او انفصال.

في حاله اي زوبعة من قبل الشرعية او فساد
او تراجع وتراخي من مواجهات الحوثيين الانقلابين
يحق الانتقالي إعلان فك الارتباط وإعلان دولة مستقلة
عن الشمال مباشره بإشراف وضمانات السعودية
المصدر
صحيفة نيويورك تايمز

16/10/2019

ثورة تغيير في حقيقة الدين

ثورة تغيير في حقيقة الدين

شيء لايصدق .. وأخيراً البابا فرنسوا رأس الكنيسة المسيحية يعلن أن الله هو فكرة في قلوب المؤمنين وهذه الفكرة ليست ثابتة بل متغيرة ومتطورة وينفي وجود الجنة والنار ونظرية أصل الانسانية بخرافة آدم وحواء..
البابا فرانسوا : لا وجود لجهنم وآدم وحواء مجرد أساطير
قال البابا فرانسوا في أخر تصريح له: "اننا من خلال التواضع والبحث الروحي والتأمل والصلاة، اكتسبنا فهما جديدا لبعض العقائد.
مضيفا، "الكنيسة لم تعد تعتقد في الجحيم حيث يعاني الناس، هذا المذهب يتعارض مع الحب اللّامتناهي للإله. الله ليس قاضيا ولكنه صديق ومحب للإنسانية. الله لا يسعى إلى الإدانة، وإنما فقط إلى الاحتضان. ونحن ننظر إلى الجحيم (جهنم) كتقنية أدبية، كما في قصة آدم وحواء. الجحيم(جهنم) مجرد كناية عن الروح المعزولة، والتي ستتحد في نهاية المطاف، على غرار جميع النفوس، في محبة الله.."

في خطابه الصادم الذي انتشر صيته عبر العالم قال البابا: ان جميع الأديان صحيحة وعلى حق، لأنها كذلك في قلوب كل الذين يؤمنون بها. هل هناك وجود لأنواع اخرى للحقيقة ؟ يضيف البابا قبل ان يجيب ان "الكنيسة في الماضي، كانت قاسية تجاه الحقائق التي تعتبرها خاطئة من الناحية الأخلاقية أو تدخل في باب الخطيئة. اما اليوم نحن لم نعد قضاة. نحن بمثابة الأب المحب، لا يمكن ان ندين أطفالنا. ان كنيستنا كبيرة بما يكفي لتتسع ذوي الميول الجنسية الغيرية والمثليين جنسيا وللمؤيدين للحياة ومؤيدي الإجهاض ! للمحافظين والليبراليين والشيوعيين الذين هم موضع ترحيب والذين انضموا الينا. نحن جميعا نحب ونعبد نفس الإله.."
وأضاف البابا ان الكاثوليكية "عرفت تطورات مهمة وهي اليوم ديانة حداثية وعقلانية. حان الوقت للتخلي عن التعصب. يجب الاعتراف بان الحقيقة الدينية تتغير وتتطور. الحقيقة ليست مطلقة او منقوشة فوق حجر. حتى الملحدين بعترفون بالإله. ومن خلال أعمال الحب والمحبة يقر الملحد بالله ومن تم بتخليص روحه، ليصبح بذلك مشاركا نشطا في فداء البشرية."

الاله، يقول البابا "في طور تغيير وتطور مستمر كما هو الشأن بالنسبة إلينا نحن. لأن الرب يسكن فينا وفي قلوبنا. عندما ننشر الحب والجمال في العالم فإننا نلمس إلهنا ونعترف به. الانجيل كتاب مقدس جميل، لكنه ككل الاعمال العظيمة القديمة هناك بعض الاجزاء منه عفى عليها الزمن وتحتاج إلى تحيين، وهناك بعض المقاطع التي تدعو حتى إلى التعصب ونصب المحاكم.. آن الاوان لمراجعة هذه الآيات واعتبارها كزيادات لاحقة التي تتناقض مع رسالة الحب والحقيقة التي سطعت من خلال الكتابة.."

وفقا لفهمنا الجديد، يختم البابا، "سوف نبدأ في ترسيم نساء "كرادلة" وأساقفة وكهنة. وآمل في المستقبل أن تكون لدينا في يوم من الايام امرأة "بابا". فلتشرع الابواب أمام النساء كما هي مفتوحة أمام الرجال!."

انتهى كلام البابا الذي ستكون له لا محالة تبعات على مستوى الديانة المسيحية وباقي الديانات الاخرى، لأن ما نطق به الكاردينال الارجنتيني الذي اضحى بابا الكنيسة الكاثوليكية يمس بأفكار تعتبر "ثوابت" لدى جل المؤمنين بالديانات السماوية..

الخرمش .. العاط

فاكهه القشطة
في عدن يقال لها (العاط )...

وتسمى ايضا ً بفاكهة الكاسترد أو المستعفل واسمها بالإنجليزية cherimola, بينما اسمها العلمي annona.

تزرع في لحج ،فاكهة رخيصه وقل من يتناولها في اليمن ...عالميا صارت أغلى فاكهه .وشركات الادويه تصنع منها أغلى العقاقير لعلاج السرطان .

وتتميز فاكهة القشطة بلونها الأخضر وشكلها الشائك، وطعمها الكريمي ونكهتها القوية، ويُعدّ لبّ ثمار القشطة صالحاً للأكل؛ حيث إنّه يؤكل نيئاً، ومن الجدير بالذكر أنّ أوراق هذا النبات، وثماره، وأغصانه تُستخدم للطبخ، وللأغراض الطبية، كما يمكن استخدامها تطبيقياً بوضعها على البشرة.

فوائد فاكهة القشطة:
1- فوائد القشطة لرفع مناعة الجسم:
بسبب احتوائها على كميات عالية من فيتامين (ج), يعزز من أداء الجهاز المناعي , حيث يوفر حماية للجسم من الهجمات ويوفر أيضاً حماية للجسم من البرد والانفلوانزا. ويعمل فيتامين (ج) أيضاً على زيادة امتصاص الحديد من الغذاء في الجسم.

2- فوائد القشطة للقلب:
تحتوي المائة جرام من القشطة على 2 جرام ألياف أي نحو 9% من الاحتياجات اليومية من الألياف. والألياف لها دور رائع في حماية القلب من الأمراض من خلال قدرتها على خفض الكولسترول في الدم, حيث تقوم الألياف الذائبة بربط الكولسترول ومنع امتصاصه في المعدة. وبالتالي زيادة معدل الكولسترول الجيد (HDL) في الجسم وخفض معدل الكولسترول السيء (HDL), حيث يساعد هذا في تحيسين عملية وصول الدم إلى القلب ومن ثم تقليل خطر الإصابة بالسكتات الدماغية والنوبات القلبية وارتفاع ضغط الدم. ومن جهة أخرى, فإن البوتاسيوم الموجود في القشطة يساعد على احداث التوازن مع الصوديوم وتقليل مضار الصوديوم وبالتالي خفض ضغط الدم والوقاية من أمراض القلب.

3- القشطة ومرض السرطان:
أحد أنواع فاكهة القشطة التي تسمى الجرافيولا يقال أنها لها قدرات خارقة في علاج السرطان , . وقد اكتشف العلماء في أمريكا اللاتينية من خلال عشرات الدراسات المعملية مدى قدرة القشطة على علاج 12 نوعاً خبيثاً من السرطان, مثل المبايض والقولون والثدي والبروستاتا والرئة والكبد والرحم والغدد الليمفاوية والبنكرياس. كما أظهرت بعض الدراسات قدرة القشطة على أن تكون أقوى 10 آلاف مرة من قدرة عقار "الأدريامايسين الكيماوي في قتل خلايا القولون السرطانية. بل أيضاً قدرته في علاج السرطان دون التأثير على الخلايا الأخرى السليمة كما تفعل العقاقير الكيماوية.
وفي عام 2012, تمكن علماء من جامعة أوماها من التوصل إلى نتائج قد تكون مفيدة مستقبلاً لانتاج بدائل لعلاج السرطان, حيث ذكروا أن مستخلصات القشطة قد تمكنت من تقليل نمو أوارم البنكرياس التي تقاوم العلاج الكيماوي التقليدي للسرطان. ويشير العلماء إلى أن هناك بعض المواد الكيميائية لها قدرة فائقة على قتل خلايا السرطان.
واستخلص العلماء نتائج التجارب التي أجريت على هذه الفاكهة بأن مستخلصاتها تقوم بالقضاء على خلايا السرطان بشكل آمن وفعال دون حدوث الأعراض الجانبية للعلاجات التقليدية مثل الغثيان وتساقط الشعر وفقدان الوزن, كما أنها تعمل على حماية الجهاز المناعي. كانت إحدى شركات الدواء قد تمكنت من انتاج عقار من مستخلصات القشطة يسمى Graviola Liquid Extract ويدعى أن له قدرة في علاج السرطان.

4- فوائد القشطة للأعصاب:
القشطة مصدر ممتاز لفيتامين ب6 (البيريدوكسين) وهو له خصائص فعالة في تعزيز عمل المخ وتخفيف التوتر والإجهاد والقلق, كما أنه يساعد في الوقاية من تشنجات العضلات والتهاب المفاصل والدوخة والدوار.

5- فوائد القشطة للهضم:
تحتوي فاكهة القشطة على كمية لا بأس بها من الألياف التي تعمل على زيادة حركة الأمعاء وبالتالي سرعة إخراج نواتج الهضم, و التخلص من مشاكل الإمساك التي تسبب بعض الأمراض مثل البواسير.ً.

6-تعزيز صحة العين:
تحتوي فاكهة القشطة على مستويات مرتفعة من الفيتامينات الأساسيّة المختلفة مثل فيتامين C، وفيتامين A، والتي تحسّن الرؤية، وتجعل العينين أكثر إشراقاً، بالإضافة لاحتوائها على فيتامين B2 الذي يحافظ على سلامة الرؤية.

7. تقليل خطر الإصابة بالقرحة: يمكن أن تساعد فاكهة القشطة على حماية الغشاء المخاطي المبطن للمعدة ة، أو المريء، أو الأمعاء الدقيقة.من حدوث القرحه .
8- علاج الهربس: وهو عبارةٌ عن عدوى فيروسية يسببها فيروس الهربس البسيط وقد أشارت بعض الدراسات إلى أنّ مستخلصات نبات القشطة تمتلك خصائص مضادة لهذا الفيروس، ولهذا فإنّه يمكن أن يُستخدم كعلاجٍ بديلٍ لهذا المرض، ولكن ما زالت هناك حاجةٌ إلى المزيد من الأدلة لتأكيد ذلك.


الأضرار الجانبية لنبات القشطة
يمكن أن يكون الاستهلاك المستمر سامّاً للكبد والكلى، كما أنّه يجب تجنّبها بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الكبد والكلى، وبالإضافة إلى ذلك فقد يسبب استهلاكه بشكلٍ مستمرٍ مشاكل في الحركة وضرراً في الأعصاب، وقد تؤدي إلى الإصابة بالاعتلالات العصبية التي تسبّب أعراضاً مشابهةً لمرض باركنسون كما أنّها قد تزيد سوء الأعراض عند الأشخاص المصابين بهذا المرض،

ومن الجدير بالذكر أنّ بعض الأشخاص يُحذّرون من استخدام فاكهة القشطة، ومنهم:
الأشخاص الذين يعانون من ضغط الدم المرتفع، أو يداومون على استخدام الأدوية المخفضة له. الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري.
المرأة الحامل أو المرضع. لاحتوائها على نسبه عاليه من المعادن قد تكون ضاره على الجنين .
بذور فاكهه القشطه سامه جدا اذا تم تناولها .تؤدي إلى تلف الأعصاب .

كما تسمى خرمش
منقول من صفحة
د.انهار فيصل قائد..عدن

الغباء المزمن

إلى المطبخ الإعلامي الزائف ... ومحتكري الغباء المُزمِن....

تعز لا تحتمل المزايدات والمكايدات وتزييف الواقع وتحوير المستجدات والظرف الحاصل.

تعز انهكتها الحرب وانهكها الفساد وتجار الحرب، والاستغباء الموجه، واستغفال المجتمع التعزي، بطريقة مكشوفة للجميع.

تابعنا خلال السنتين الماضيتين الحملة الإعلامية الموجهه ضد احد فصائل المقاومة، ونتابع هذه الايام نفس الايادي ونفس الجهه تواصل حملاتها المسيئة ضد محافظ المحافظة الدكتور امين محمود وضد اللواء ٣٥ مدرع وقائده العميد الركن عدنان الحمادي. وبنفس الغباء ونفس الأدوات، في دلالة واضحة على سوء النية وجر تعز إلى مربع الاحتراب الداخلي وزعزعة الأمن والاستقرار في المديريات المحررة من قبضة الانقلابيين.

الاستغباء الممنهج يدل على الغباء المستوطن في تلك العقول الأصولية المتحجرة . هذا الغباء مشكلتهم هم وليس مشكلة أبناء تعز، تعز ابتلعت جميع الجيوش المُستعمِرة لها وجميع المُستبِدِين الذين حكموها وحاولوا السيطرة عليها بالقوة والسلاح (راجعوا التاريخ).

من يحاول هذه الايام استغلال سلطات الدولة لصالح حزب او جماعة وتسخيرها لضرب خصومه السياسيين والعقائديين. سيدرك غداً انه كان يسير في الطريق الخطأ وسيعرف أن تعز دفعت ثمن ذلك الغباء والاستغباء الذي خيم في عقله في مرحلة عصيبة مر بها الوطن. ولكم في غباء واستغباء الحوثيين عبرة .

استخدام مطبخ إعلامي زائف ونشر المنشورات التحريضية ضد السلطة المحلية واللواء ٣٥ مدرع هو احد أدوات الغباء المُزمِن واحد أدوات التدليس التي يدركها المجتمع التعزي. ويدرك هذا المجتمع ايضا المألات التي سيصل إليها أصحاب الغباء المُزمِن.

لا خوف على تعز فتجربتها في مقارعة الاستبداد والاستقواء والاستغلال طويلة ومتراكمه ومن لم يقرأ التاريخ فهذا شأنه .

محمد البريهي
١٦ / أكتوبر/ ٢٠١٨م

15/10/2019

موريس اودان المناضل التونسي اليهودي الذي تحمل ساحة الحراك الجزائري اسمه

بورتريه
موريس أودان الشاب اليهودي والمناضل التونسي الذي تحمل ساحة الحراك الجزائري اسمه!
مُنِحت له الجنسية الجزائرية بعد الاستقلال حتى وهو في العالم الآخر، واحتُسِب من بين شهداء الثورة
. تحصلت عائلته من الرئاسة الجزائرية على وسام شرف، خدمة البلد، مثل التي ناله غيره ممن سقطوا في ميدان الشرف لتحرير الجزائر
* {مثقف يساري انخرط في صفوف الثورة الجزائرية، وشباب الحراك الجزائري اتخذوه قدوة و أطلقوا هاشتاغ اسمه Post_it_ga3# طالبوا من خلاله بتدوين شعاراتهم ومطالبهم على أوراق صغيرة صفراء وتثبيتها على نصبه التذكاري}
في عام 2009 رفضت ابنته ميشال، تسلّم وسام «جوقة الشرف»، ووجهت رسالة إلى الرئيس نيكولا ساركوزي، تشرح له الأمر، وقالت إنّ من غير اللائق تسلّم مثل هذا الوسام فيما حقيقة اختفاء أبيها لم تُكشف، حتى إنّ السلطات لم ترد على رسالة وجهتها أمها جوزيت في هذا الشأن.
قُتل خنقاً خلال إحدى جلسات التعذيب على يد ملازم في قوات المظليين وتم اخفاء جثته
{الإعلامي والقيادي في الحزب الشيوعي المناضل الجزائري اليهودي هنري علاق ذهب الى بيت موريس اودان لتحذيره فوجد كمينا وقع فيه ولاقى اقسى انواع العذاب..و أرادوا كسر شوكته وتخويفه، خلال الليلة الأولى لجأوا إلى إحضار رفيقه موريس، الذي كان قد أمضى ثلاثة أيام في المعتقل، كي يرى على ملامحه ما ينتظره من صنوف التعذيب .وقال أحد الجلادين: أحضروا عالم الرياضيات الشاب ليصف لصديقه ما ينتظره.وقال: رفعتُ بصري بصعوبة، ورأيت وجه موريس شاحباً ومنهكاً، خالياً من أي تعبير. نظر إليّ، وأنا أترنّح على ركبتيّ، ولم يقل سوى عبارة واحدة: c’est dur Henry (إنه أمر شاق يا هنري)، ثم سحبه الجلادون"}
{ بعد ستين عاما من المراوغة توجّه الرئيس ماكرون إلى أرملة موريس أودان، بتاريخ 13 سبتمبر (أيلول) 2018، برسالة اعتذار رسمية باسم الدولة الفرنسية، معترفاً للمرة الأولى بمسؤولية فرنسا عن "خطف موريس أودان واحتجازه وتعذيبه وتصفيته، خارج أي أطر قانونية، وفي شكل مخلٍ بقيم الجمهورية وأخلاقيات الحرب"}

منذ بدء الاحتجاجات في الجزائر، تحولت ساحة موريس أودان، التي تقع بمحاذاة الجامعة المركزية، في وسط العاصمة الجزائرية، ميدان التجمع الأثير لشباب الحراك، الذين يقصدونها كلما استجد جديد، للتعبير عن بهجتهم بما يتحقق من منجزات إصلاحية أو عن استيائهم مما لا يروقهم مما يُعلن عنه من قرارات أو أخبار أو مبادرات في سياق تطورات الأزمة السياسية في البلاد.
لكن كثيرين، حتى في الجزائر، يجهلون من هو موريس أودان الذي تحمل ساحة الحراك اسمه. والبعض يستغرب اقتران اسمه بصفة "شهيد"، متسائلين كيف له أن يُصنّف شهيداً واسمه موريس! في الواقع، تعد هذه واحدة من خصوصيات الثورة الجزائرية، التي كانت تعتبر نضالها ضد الاستعمار "جهاداً"، لكنها استقبلت في صفوفها الآلاف من المقاتلين ذوي الأصول الأوروبية واليهودية، وبالأخص منهم المناضلين اليساريين المتعاطفين آنذاك مع قضايا العالم الثالث وحقوق الشعوب في تقرير مصيرها. وحين كان بعض هؤلاء المقاتلين يسقطون في ساحات الوغى، كانت الثورة الجزائرية ترثيهم بوصفهم "شهداء"، مثلهم مثل رفاق سلاحهم من الجزائريين المسلمين
كان موريس أستاذاً للرياضيات في جامعة الجزائر، وعضواً نشطاً في الحزب الشيوعي الجزائري. انضم الى الثورة مع الخلايا الشيوعية التي تأسست عام 1955، ثم التحق بشبكة العمل الثوري السري في العاصمة عام 1956، وهو يواصل عمله كأستاذ. موريس اعتبر نفسه على الدوام جزائرياً أصيلاً ــ وفق شهادات من يعرفونه ــ مع أنّه من ثقافة غير ثقافة الجزائريين ومن دين غير دينهم. فهو ولد في باجة التونسية في 1932/02/14 في أسرة يهودية، وفرنسي الجنسية أصلاً. في11 حزيران/ يونيو عام 1957 اقتحمت مجموعة من فرقة المظليين التي تنفذ عمليات «معركة الجزائر» بيته واعتقلته وسلطت عليه أقسى أنواع التعذيب، حسب شهادة رفيقه هنري علاق الذي كان معه في الحجز كي يدلي بمعلومات تساعد على كشف شبكة العمل الثوري. في بداية تموز/ يوليو اتصلت قيادة العمليات العسكرية في العاصمة بزوجته وأخبرتها بأنّه هرب من معتقله، فانقطعت أخباره وظل مصيره غامضاً، حتى اعترف قبل سنوات الجنرال بول اساريس، وهو أحد أهم رموز التعذيب، بأنّه أصدر أمراً بقتل موريس أودان ونفذ الأمر بخنجر حتى يعتقد الناس أنّ جبهة التحرير قتلته في سياق اقتتال داخلي بين الشيوعيين و«الوطنيين».
مُنِحت له الجنسية الجزائرية بعد الاستقلال حتى وهو في العالم الآخر، واحتُسِب من بين شهداء الثورة. وتحمل ساحة تتوسط العاصمة اسمه على بعد أمتار فقط من القاعة التي كان يلقي فيها دروسه في جامعة الجزائر. وتحصلت عائلته من الرئاسة الجزائرية على وسام شرف، خدمة البلد، مثل التي ناله غيره ممن سقطوا في ميدان الشرف لتحرير الجزائر. وفي عام 2009 رفضت ابنته الكبرى ميشال، وهي أستاذة رياضيات في جامعة ستراسبورغ الفرنسية، تسلّم وسام «جوقة الشرف»، ووجهت رسالة إلى الرئيس نيكولا ساركوزي، تشرح له الأمر، وقالت إنّ من غير اللائق تسلّم مثل هذا الوسام فيما حقيقة اختفاء أبيها لم تُكشف، حتى إنّ السلطات لم ترد على رسالة وجهتها أمها جوزيت في هذا الشأن.
60 سنة من "أكاذيب الدولة" الفرنسية
كان موريس أودان أحد أشهر هؤلاء الشهداء من ذوي الأصول اليهودية، وظلت قضيته محل تجاذبات سياسية حادة في فرنسا، طوال ستين سنة. فقد بقي مصير أودان مجهولاً، وكان يصنّف ضمن "مفقودي حرب الجزائر" ممن اختفوا قسراً بعد اختطافهم من قبل جيش الاحتلال الفرنسي، وصُفِّيَ سراً، من دون أي محاكمة. ولم تعترف الدولة الفرنسية رسمياً عن مسؤوليتها في خطف موريس أودان وتعذيبه وتصفيته، ثم إخفاء جثته للتستر على الجريمة، سوى في العام الماضي، إذ توجّه الرئيس ماكرون إلى أرملة موريس أودان، بتاريخ 13 سبتمبر (أيلول) 2018، برسالة اعتذار رسمية باسم الدولة الفرنسية، معترفاً للمرة الأولى بمسؤولية فرنسا عن "خطف موريس أودان واحتجازه وتعذيبه وتصفيته، خارج أي أطر قانونية، وفي شكل مخلٍ بقيم الجمهورية وأخلاقيات الحرب".
رسالة ماكرون وضعت حداً لإحدى وستين سنة من "أكاذيب الدولة" التي سعت إلى التستر على ملابسات "الاختفاء القسري" لموريس أودان. وتضمنت أيضاً اعترافاً رسمياً غير مسبوق بأن فرنسا قامت بـ"تقنين وتعميم استعمال التعذيب خلال حرب الجزائر"، وأن تلك الممارسات المقيتة لم تكن مجرد "تجاوزات" اقترفتها حفنة من غلاة الضباط، كما كان يروّج طوال عقود، بل اندرجت ضمن خطة سياسية مبيّتة صادق عليها البرلمان الفرنسي سراً، من خلال ما سمي "منح الصلاحيات الخاصة" للجيش (الفرنسي) في الجزائر، في مارس (آذار) 1956.
لم يكن مفاجئاً أن يرتبط سقوط "تابو التعذيب" من الأدبيات الرسمية الفرنسية في خصوص حرب الجزائر بقضية موريس أودان. فطوال ستة عقود من الزمن، ظلت السلطات الفرنسية متشبّثة برواية ملفقة تنكر الحقيقة التاريخية المتمثّلة في تعذيب أودان وتصفيته وإخفاء جثته للتستر على الجريمة. تلك الرواية/ الأكذوبة الرسمية الفرنسية كانت تزعم أن أودان، الذي خطفته قوات المظليين الفرنسيين من بيته في حي تيليملي، في العاصمة الجزائرية، في 11 يونيو (حزيران) 1957، تمكن من الفرار، أثناء نقله من معتقل إلى آخر، بعد عشرة أيام فقط من اعتقاله. وكان هدف تلفيق تلك الرواية من قبل جلاد "معركة الجزائر"، الجنرال ماسو، التنصّل من مسؤولية السلطات الفرنسية عن الاختفاء القسري لموريس أودان، الذي لم يعاود الظهور بعد فراره المزعوم. ما جعل ملابسات اغتياله وطريقة التخلص من جثته مجهولة حتى اليوم.
المصيدة التي أودت بأودان ورفاقه
منذ أن داهم "زوّار الفجر" بيت موريس أودان، في يونيو 1957، واقتادوه معصوب العينين، أمام مرأى زوجته جوزيت وأبنائه ميشال ولويس وبيار، لم تُعرف عن مصيره أي معلومات موثوقة، باستثناء شهادتَي اثنين من رفاق نضاله اللذين التقيا به في مركز التعذيب التابع للمظليين الفرنسيين بـ"الأبيار"، في أعالي مدينة الجزائر، خلال الليلتين الأولى والثالثة لاعتقاله.
الأولى هي شهادة الدكتور جورج حجاج، وهو مناضل شيوعي جزائري اعتُقل ضمن الشبكة السرية نفسها التي كان أودان ينتمي إليها. وقد أدلى حجاج بتلك الشهادة في كتاب "قضية أودان"، الذي أصدره المؤرخ التقدمي الفرنسي بيار فيدال ناكيه، عام 1959، قائلاً إنه اجتمع بموريس أودان في غرفة تعذيب واحدة، خلال الليلة الأولى التي تلت اعتقاله: "كانت الساعة نحو الواحدة فجراً في ليلة 11 و12 يونيو 1957، حين وجدت نفسي في غرفة تعذيب واحدة مع أودان. كان عارياً سوى من ملابسه الداخلية، موثقاً على لوح خشبي في وضع أفقي. وكانت هناك كماشتان موصولتان بأسلاك إلكترونية إلى موّلد كهربائي، إحداهما ثُبتت على أذنه اليمنى والأخرى على أصابع رجله اليسرى. لاحقاً نُقلتُ إلى قاعة التمريض لمعالجتي من آثار التعذيب، وظللتُ أسمع من هناك، خلال ساعات طويلة، صيحات أودان تحت التعذيب. صيحات كان جلادوه يحاولون إخمادها بكمامة".
أما الشهادة الثانية، فقد أدلى بها الإعلامي والقيادي في الحزب الشيوعي الجزائري اليهودي هنري علاق، الذي كان رئيس تحرير جريدة "الجزائر- الجمهورية"، التي حظرتها السلطات العسكرية الفرنسية، في العام 1956، بسبب تأييدها نضال التحرير الجزائري. بعد ثلاثة أيّام من اعتقال موريس أودان، الذي تكتمت عليه السلطات الاستعمارية، نجا هنري علاق من كمين نصبته له فرقة من المظليين في إحدى الشقق السرية التي كان يتخفى فيها منذ دخوله النضال السري في صفوف الثورة الجزائرية. وكان رد فعله الطبيعي الذهاب إلى بيت موريس أودان، الذي كان عضواً في لجنة "أصدقاء الجزائر- الجمهورية"، لإخطاره بأن أوامر عسكرية قد أُصدرت باعتقال أعضاء اللجنة.
وقع علاق في المصيدة التي كان يريد تحذير بقية رفاقه منها. ففي شقة موريس أودان، وجد كميناً آخر في انتظاره. اختُطف بدوره من قبل المظليين الفرنسيين، وتعرض لتجربة قاسية عانى خلالها من أبشع أنواع التعذيب. تجربة خلّدها في كتابه المدوّي "السؤال"، الذي كتبه سراً وهرّبه من المعتقل، ليصدر عن "منشورات منتصف الليل" في باريس، في أيلول 1957، مرفقاً بمقدمة كتبها جان بول سارتر في شكل مرافعة شديدة اللهجة ضد تقنين استعمال التعذيب من قبل الجيش الفرنسي في الجزائر.
في "السؤال"، روى علاق كيف أن جلاديه، حين أرادوا كسر شوكته وتخويفه، خلال الليلة الأولى له في المعتقل، لجأوا إلى إحضار رفيقه موريس أودان، الذي كان قد أمضى ثلاثة أيام في المعتقل، كي يرى على ملامحه ما ينتظره من صنوف التعذيب: "كنت جاثياً على ركبتي، بعدما وقعتُ أرضاً من قوة التعذيب. وقال أحد الجلادين: أحضروا عالم الرياضيات الشاب (كان موريس أودان في الخامسة والعشرين ويعمل أستاذاً لمادة الرياضيات في جامعة الجزائر) ليصف لصديقه ما ينتظره. رفعتُ بصري بصعوبة، ورأيت وجه موريس شاحباً ومنهكاً، خالياً من أي تعبير. نظر إليّ، وأنا أترنّح على ركبتيّ، ولم يقل سوى عبارة واحدة: c’est dur Henry (إنه أمر شاق يا هنري)، ثم سحبه الجلادون".

أين أُخفيت جثة أودان؟
جمع المؤرخ فيدال ناكيه، في كتابه الذي صدر العام 1959، قرائن وأدلة متعددة ترجّح أن أودان قُتل أثناء إحدى جلسات التعذيب والاستنطاق. لكن ذلك لم يمنع القضاء الفرنسي من تبرئة جلاديه، في محاكمة أولى جرت في أبريل (نيسان) 1962، ثم حُفظت القضية نهائياً من قبل محكمة الاستئناف، في أيلول 1966. بعدها بعام واحد، حصل روبير بادنتير، محامي "لجنة موريس أودان"، التي شكلها ائتلاف ضم مئة من المثقفين التقدميين الفرنسيين، على وثيقة عسكرية بالغة الأهمية تمثّلت في تقرير سري كتبه في العام 1959 الأمين العام لقوات الشرطة في الجزائر، بول تاتغين. وقال فيه إن موريس أودان قُتل خنقاً، خلال إحدى جلسات التعذيب، على يد ملازم في قوات المظليين اسمه أندريه شاربونييه. لكن الكشف عن تلك الوثيقة لم يُقنع المحكمة بإعادة فتح التحقيق في قضية موريس أودان.
والأدهى من ذلك أن أندريه شاربونييه مُنح وسام الشرف الفرنسي، وواصل مشواره في صفوف الجيش، من دون أي مساءلة. ورفض التعليق على تلك التهم إلى غاية وفاته في العام 1995. وبعد موته بخمسة أعوام، نشر ابنه ميشال شاربونييه مقالة في صحيفة "ماريان" زعم فيها أن والده أسرّ إليه على فراش موته بأنه لم يقتل موريس أودان: "كنتُ مكلّفاً بحراسته فعلاً، ثم جاء ضباط أعلى رتبة، واستلموه مني، قائلين إنه "سجين ذو وضع حساس". ولاحقاً، بعد تصفيته، طُلب مني تلفيق رواية فراره".
اعترافات متأخرة
في العام 2012، نشرت صحيفة "نوفيل أوبسرفاتير" الفرنسية وثيقة تاريخية تعود إلى العام 1957، مكتوبة بخط الكولونيل إيف غودار، الذي كان القائد العسكري لـ"منطقة الجزائر والساحل" في الفترة التي خُطف خلالها موريس أودان. وفقاً لتلك الوثيقة، فإن موريس أودان قُتل خطأ، إذ صدرت أوامر عسكرية بتصفية هنري علاق، لكن الأمر التبس على منفذي الجريمة، فقتلوا موريس أودان بدلاً منه! أما عن ملابسات الجريمة في حد ذاتها، فقد جاءت تلك الوثيقة برواية مغايرة لتلك التي كشفتها وثيقة الأمين العام للشرطة الفرنسية في الجزائر في العام 1959، إذ زعم الكولونيل غودار أن موريس أودان قُتل بواسطة سكين على يد ملازم في قوات المظليين اسمه جيرار غارسيه، وتمّ التخلص من جثته في حفرة مهجورة، داخل مزرعة تبعد نحو عشرين كيلومتراً عن مدينة الجزائر. وهي الرواية التي أكدها سفاح حرب الجزائر، الجنرال بول أوساريس، في تسجيل صوتي أدلى به، وهو على فراش الموت، في ديسمبر (كانون الأول) 2013، للصحافي جان – شارل دينيو، معترفاً بإنه هو الذي أمر بتصفية موريس أودان، قائلاً: "قتلناه باستعمال سكين، لإيهام الناس بأن العرب هم من فعلوا ذلك"، في إشارة مبطنة إلى "عقوبة الذبح" التي كانت جبهة التحرير الجزائرية تسلطها على "الخونة"!
أودان قدوة لشباب الحراك
اليوم، بعد مرور إحدى وستين سنة على استشهاده، تحول موريس أودان إلى رمز لشباب الحراك الاحتجاجي الجزائري وقدوتهم. فقد أطلق شباب الحراك هاشتاغ اسمه Post_it_ga3# طالبوا من خلاله بتدوين شعاراتهم ومطالبهم على أوراق صغيرة صفراء وتثبيتها على النصب التذكاري الذي أقيم لموريس أودان في الساحة التي تحمل اسمه، والتي أصبحت الآن الوجهة المفضلة لتجمعات شباب الحراك الاحتجاجي، وبالأخص منهم طلاب الجامعة المركزية المحاذية للساحة.

نتائج حوار جده وانعكاسات نتائجه على مستقبل قضية شعب الجنوب

ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﺰﻡ ﺗﺄﺗﻲ ﺍﻟﻌﺰﺍﺋﻢ ...
ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺧﺎﺹ ﻟـ" ﺍﻷﻣﻨﺎﺀ" ﻳﺮﺻﺪ
ﻣﻜﺎﺳﺐ ﺣﻮﺍﺭ ﺟﺪﺓ ﻭﺍﻧﻌﻜﺎﺳﺎﺕ ﻧﺘﺎﺋﺠﻪ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﻗﻀﻴﺔ ﺷﻌﺐ
ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ
ﻳﻮﻡٌ ﺑﻌﺪ ﻳﻮﻡ، ﺗﺴﻮﺀ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻤﺰﺭﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻴﺸﻬﺎ
ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺮﻗﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ
ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻻﺳﻴﻤﺎ
ﺑﻌﺪ ﺣﻮﺍﺭ ﺟﺪﺓ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺒﻨﺘﻪ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ
ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ، ﻟﻌﻘﺪ ﺣﻮﺍﺭ
ﻳﻔﺼﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ
ﻭﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻲ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻲ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ
ﺃﺧﺮﻯ .
ﻳﺠﺮﻱ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﻓﻲ ﺟﺪﺓ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻣﻨﺬ
ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ 2019 ﺑﺸﻜﻞ ﻏﻴﺮ
ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻭﻋﺒﺮ ﻭﺳﻴﻂ ﻫﻲ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ
ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﺍﻹﻣﺎﺭﺍﺗﻴﺔ،
ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺧﻮﻑ ﻭﺟُﺒﻦ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻣﻦ
ﺣﺪﻭﺙ ﺣﻮﺍﺭ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻣﻊ ﻭﻓﺪ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ
ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻲ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﻠﻚ ﻧﻘﺎﻁ
ﻗﻮﺓ ﻭﻣﻠﻔﺎﺕ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ
ﺍﻟﺼﻤﻮﺩ ﺃﻣﺎﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﺃﻱ ﺣﻮﺍﺭ
ﻣﺒﺎﺷﺮ.
ﻣﺴﻮﺩﺓ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ
ﺗﻨﺎﻗﻠﺖ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋﻼﻣﻴﺔ
ﻛﻘﻨﺎﺓ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﻘﻄﺮﻳﺔ ﻭﻭﺳﺎﺋﻞ
ﺃﺧﺮﻯ ﺇﺧﻮﺍﻧﻴﺔ، ﻣﺴﻮﺩﺓ ﻏﻴﺮ ﺻﺤﻴﺤﺔ
ﻋﻦ ﺣﻮﺍﺭ ﺟﺪﺓ، ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻓﺎﺷﻠﺔ
ﻟﺨﻠﻖ ﻓﻮﺿﻰ ﺇﻋﻼﻣﻴﺔ ﺗﻨﺎﻛﻒ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ
ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻲ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻲ ﻭﺃﻫﺪﺍﻓﻪ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺎﺗﺖ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻟﺪﻯ ﻛﻞ ﺍﻟﺪﻭﻝ .
ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺤﻤﻞ ﺍﺗﻔﺎﻕ ﺣﻮﺍﺭ ﺟﺪﺓ ﻧﻘﺎﻃﺎً
ﻫﺎﻣﺔ ﻭﻳﻀﻊ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺮﻭﻑ
ﻹﺻﻼﺡ ﺍﻻﺧﺘﻼﻝ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﺭ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ
ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺨﻮﺿﻬﺎ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻒ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺿﺪ
ﻣﻠﻴﺸﻴﺎ ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ ﺍﻟﻤﻮﺍﻟﻴﺔ ﻹﻳﺮﺍﻥ .
ﻭﺫﻛﺮﺕ ﺗﺴﺮﻳﺒﺎﺕ ﻣﺆﻛﺪﺓ ﺑﻌﺾ
ﺍﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﻋﻦ ﻣﺴﻮﺩﺓ ﺣﻮﺍﺭ ﺟﺪﺓ
ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﻀﻲ ﻭﺳﻂ ﺗﻜﺘﻢ ﺷﺪﻳﺪ،
ﻻﺳﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺘﺨﺒﻂ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻗﻌﺖ ﺑﻬﺎ
ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻋﻘﺐ ﺗﺴﻠﻤﻬﺎ ﻧﺴﺨﺔ ﻣﻦ
ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻭﺍﻓﻖ
ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻲ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻲ .
ﻭﺗﺒﺮﺯ ﺃﻫﻢ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ، ﺑﺤﺴﺐ
ﻣﺼﺎﺩﺭ، ﻓﻲ ﺍﻵﺗﻲ:
1 ‏) ﺇﺧﺮﺍﺝ ﻛﻞ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ
ﺍﻟﻐﺎﺯﻳﺔ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ ﻣﻦ ﻣﺄﺭﺏ ﻭﺇﻗﺎﻟﺔ
ﻭﻣﺤﺎﺳﺒﺔ ﻛﻞ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻤﺘﻮﺭﻃﺔ ﻓﻲ
ﺍﻟﻐﺰﻭ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻟﻠﺠﻨﻮﺏ ﻭﺣﺮﻣﺎﻧﻬﻢ ﻣﻦ
ﺗﻘﻠﺪ ﺃﻱ ﻣﻨﺎﺻﺐ.
2‏) ﻋﻮﺩﺓ ﻛﻞ ﻗﻮﺍﺕ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ
ﺍﻟﺸﺒﻮﺍﻧﻴﺔ ﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﺷﺒﻮﺓ
ﻭﻓﺮﺽ ﺳﻴﻄﺮﺗﻬﺎ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﺗﺤﺖ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ
ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻲ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻲ ﻭﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻒ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ
.
3 ‏) ﺇﺧﺮﺍﺝ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ
ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﺤﺰﺏ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﻣﻦ ﻭﺍﺩﻱ
ﺣﻀﺮﻣﻮﺕ ﻭﺍﻟﻤﻬﺮﺓ ﻭﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﺑﻬﺎ
ﻟﺠﺒﻬﺎﺕ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﻣﻊ ﻣﻠﻴﺸﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ
ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ .
4‏) ﺗﺸﻜﻴﻞ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻛﻔﺎﺀﺍﺕ ﻣﺼﻐﺮﺓ
ﻣﻨﺎﺻﻔﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻭﺇﻗﺎﻟﺔ
ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ .
5 ‏) ﻋﻮﺩﺓ ﻛﺎﻓﺔ ﻗﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ
ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻢ ﺇﻗﺼﺎﺅﻫﻢ ﻣﻦ
ﻗِﺒﻞ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻭﻳﺘﻢ ﺗﺪﺭﻳﺒﻬﻢ
ﻭﺗﺄﻫﻴﻠﻬﻢ ﻭﺗﺮﻗﻴﻤﻬﻢ ﻋﺴﻜﺮﻳﺎً ﻟﻴﻜﻮﻧﻮﺍ
ﺟﺰﺀًﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﻭﺍﻷﻣﻦ ﻟﺤﻤﺎﻳﺔ
ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻭﺗﺄﻣﻴﻨﻪ.
6 ‏) ﺇﻟﺰﺍﻡ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺎﺕ ﺑﺘﻮﺭﻳﺪ
ﻛﻞ ﺍﻹﻳﺮﺍﺩﺍﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻨﻚ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰﻱ ﻓﻲ
ﻋﺪﻥ ﻭﺗﻬﻴﺌﺔ ﻋﺪﻥ ﻟﺘﻜﻮﻥ ﻋﺎﺻﻤﺔ
ﺟﺎﻫﺰﺓ ﻟﻠﺠﻨﻮﺏ ﺑﻤﺆﺳﺴﺎﺗﻬﺎ ﺑﻌﺪ
ﺍﻧﺘﻬﺎﺀ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ.
7‏) ﻳﺘﻢ ﺇﻗﺎﻟﺔ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺍﺕ
ﺍﻟﻔﺎﺳﺪﺓ ﻣﻦ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺇﺑﻌﺎﺩ
ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻹﺧﻮﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ
ﺑﺘﻨﻈﻴﻢ ﺩﺍﻋﺶ ﻭﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﻭﻣﻨﻌﻬﻢ ﻣﻦ
ﺗﻘﻠﺪ ﺃﻱ ﻣﻨﺎﺻﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ
ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ .
8‏) ﺳﻴﺸﺮﻑ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻲ
ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻲ ﺿﻤﻦ ﻟﺠﻨﺔ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﻋﻠﻰ
ﻣﺮﺍﻗﺒﺔ ﺳﻴﺮ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ
ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺍﻹﺷﺮﺍﻑ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮ
ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺮ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻓﻲ
ﺟﺒﻬﺎﺕ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ.
9‏) ﺗﻤﺜﻴﻞ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻲ
ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻲ ﻟﻠﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ﺗﻤﺜﻴﻞ
ﻛﻠﻲ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻣﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﺳﻼﻡ ﺗﺮﻋﺎﻫﺎ
ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ.
ﻋﺮﺍﻗﻴﻞ
ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺗﺴﻌﻰ ﺇﻟﻰ ﻋﺮﻗﻠﺔ ﺣﻮﺍﺭ
ﺟﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ
ﻻﺳﺘﻜﻤﺎﻝ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ
ﺍﻹﻣﺎﺭﺍﺗﻴﺔ ﺗﺮﺗﻴﺐ ﺍﻟﺘﻔﺎﻫﻤﺎﺕ ﺣﻮﻝ
ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﻄﺮﻭﺡ، ﺇﺫ ﺗﻔﺎﺟﺄﺕ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ
ﺑﻤﻤﺎﻃﻠﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺑﺤﺴﻢ ﻣﻮﻗﻔﻬﺎ ﻣﻦ
ﻣﺴﻮﺩﺓ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻗﺒﻠﺖ ﺑﻮﻗﺖ
ﺳﺎﺑﻖ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻋﺎﺩﺕ ﻣﺠﺪﺩﺍً
ﻟﻠﻤﻤﺎﻃﻠﺔ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺗﺎﺭﻛﺔ ﻣﻮﻗﻔﻬﺎ
ﺍﻟﻤﺘﺨﺒﻂ ﻣﺤﻞ ﺗﺴﺎﺅﻝ ﻭﺍﻧﺘﻈﺎﺭ ﻣﻦ
ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﻭﻣﻦ ﻭﻓﺪ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻲ
ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻲ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﺒﺪﻱ ﺭﻓﻀﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ
ﺭﺳﻤﻲ ﺃﻭ ﺗﺘﺨﺬ ﻣﻮﻗﻔﺎ ﺭﺍﻓﻀﺎ ﺑﺸﻜﻞ
ﻭﺍﺿﺢ، ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺗﺄﺧﻴﺮ
ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ ﻣﻦ ﺣﻮﺍﺭ ﺟﺪﺓ.
ﺟﺎﺀﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻔﺔ ﺍﻟﻤﺘﺨﺒﻄﺔ ﻣﻦ
ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻧﻔﻴﻬﺎ ﻟﻮﺟﻮﺩ
ﺃﻱ ﺣﻮﺍﺭ ﻓﻲ ﺟﺪﺓ ﻭﺇﺻﺮﺍﺭﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ
ﻟﺘﻌﺘﺮﻑ ﻻﺣﻘﺎً ﺑﻮﺟﻮﺩ ﺣﻮﺍﺭ ﻓﻲ ﺟﺪﺓ
ﻭﻳﺨﻮﺿﻪ ﻭﻓﺪﻫﺎ ﺍﻟﻤﻜﻮﻥ ﻣﻦ ‏(ﻋﻠﻲ
ﻣﺤﺴﻦ ﺍﻷﺣﻤﺮ – ﻭﻣﻌﻴﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﻠﻚ
– ﻭﺳﺎﻟﻢ ﺍﻟﺨﻨﺒﺸﻲ – ﻭﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ
ﺍﻟﻌﻠﻴﻤﻲ ‏).
ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺨﺒﻂ
ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺨﺒﻂ ﺍﻟﻤﺰﺭﻳﺔ ﺗﻌﻴﺸﻬﺎ
ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻭﻣﺄﺳﺎﺓ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﺨﺘﻠﻄﻪ
ﺑﺎﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻤﺰﺭﻱ ﺇﺩﺍﺭﻳﺎً ﻭﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎً،
ﻭﻓﺸﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻣﻨﺬ ﻣﺎ
ﻳﻘﺎﺭﺏ 5 ﺳﻨﻮﺍﺕ، ﺑﺮﻏﻢ ﺍﻟﻮﻗﺖ
ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ ﺇﻻ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﻨﺤﺖ ﺟﻤﺎﻋﺔ
ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻛﻨﺘﺮﻭﻝ ﺍﻟﺘﺤﻜﻢ
ﺑﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﺔ، ﻣﺎ ﺗﺴﺒﺐ ﺑﺈﻋﺎﻗﺔ
ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻒ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻷﻫﺪﺍﻓﻪ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ
ﻓﻲ ﻣﺤﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﻤﺪ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻲ، ﻭﻛﺬﺍ
ﺍﺳﺘﺘﺎﺑﺔ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﺑﺎﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻤﺤﺮﺭﺓ.
ﺟﺪﻳﺪ ﻣﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﺟﺪﺓ
ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺒﻪ، ﺗﺤﺪﺙ ﺍﻟﻨﺎﺷﻂ ﻭﺍﻟﺼﺤﻔﻲ
ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻲ ﺃﺩﻳﺐ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﻦ ﺟﺪﻳﺪ
ﻣﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﺟﺪﺓ.
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻝ ﻣﻄﻮﻝ : " ﻻ ﻳﻬﻢ
ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﻊ ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻳﻬﻢ ﻫﻮ ﺣﺴﻦ
ﺍﻟﻨﻮﺍﻳﺎ ... ﺃﻭﺩ ﺃﻥ ﺃﻗﻮﻝ: ﺇﻥ ﻣﻔﺎﻭﺿﺎﺕ
ﺟﺪﺓ ﺃﻭﺷﻜﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ، ﻭﺗﺒﻘﺖ
ﻧﻘﻄﺔ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﺑﻮﺭﻭﺩ " ﻛﻠﻤﺘﻴﻦ " ﻭﺿﻌﺘﺎ
ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﺒﺎﺟﺔ ﻛﻔﺦ ﻭﺑﻜﻞ ﺳﺬﺍﺟﺔ
ﻭﻏﺒﺎﺀ ﻟﻨﺴﻒ ﻛﻞ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ، ﻻ ﺩﺍﻋﻲ
ﻟﺬﻛﺮﻫﺎ، ﻭﻧﺘﺮﻛﻬﺎ ﻻﺣﻘﺎً، ﻭﺳﻴﺘﻢ
ﺇﺯﺍﻟﺘﻬﻤﺎ .. ﺃﻣﺎ ﻣﺎ ﻭﺭﺩ ﻛﻠﻤﺔ " ﻋﺒﺪﺭﺑﻪ
ﺍﻟﻌﻠﻴﻤﻲ ﺍﻷﺣﻤﺮ " ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ 14
ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ، ﻓﻼ ﻭﺯﻥ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺳﻴﺎﻕ
ﻣﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﺟﺪﺓ ﻭﻟﻦ ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻫﻲ
ﺗﺪﻝ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺍﺟﻞ ﻣﻮﻛﺲ، ﻓﻼ ﺣﺮﺭ
ﺷﻤﺎﻝ ﺑﻤﺸﺮﻭﻋﻪ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩﻱ ﻭﻻ ﻫﻮ
ﻣﻘﺒﻮﻝ ﺟﻨﻮﺑﺎً ﺑﻤﺸﺮﻭﻋﻪ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩﻱ ﺃﻭ
ﻏﻴﺮﻩ .. ﻫﻮ ﺳﻴﺎﺳﻴﺎ ﻣﻨﺘﻬﻲ ﻭﻣﻌﻪ ﺍﻟﺸﻠﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﻧﻬﺒﺖ ﻣﺪﺧﺮﺍﺕ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ
ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﻬﻼﻣﻴﺔ ."
ﻭﺃﺿﺎﻑ ﺍﻟﺴﻴﺪ : "ﻣﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﺟﺪﺓ،
ﺳﺘﻨﺘﺞ ﻣﺒﺎﺩﺭﺓ ﺟﺪﺓ ﺑﻮﺿﻊ ﺍﺗﻔﺎﻕ
ﺗﺤﻤﻠﻪ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ، ﻭﻟﻨﻌﺘﺒﺮ ﺫﻟﻚ، ﻫﻮ
ﻣﺒﺎﺩﺭﺓ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻟﺘﺼﺤﻴﺢ ﻓﺸﻞ ﻣﺒﺎﺩﺭﺓ
ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ."2011
ﻭﺗﺎﺑﻊ : "ﻓﺸﻠﺖ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﺍﻟﺨﻠﻴﺠﻴﺔ
2011 ﻷﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻼﻣﺲ ﻭﺍﻗﻌﻴﺔ
ﺍﻷﺯﻣﺔ، ﻭﺗﻢ ﻭﺿﻊ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﺑﻜﻞ
ﻏﺒﺎﺀ ﻟﺘﺤﺼﺪ ﺍﻟﻔﺸﻞ، ﻛﻮﻧﻬﺎ ﺣﺎﻭﻟﺖ
ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺩﻭﻥ ﺍﻷﺧﺬ
ﺑﻤﺘﻐﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ .. ﺑﻞ ﺃﻥ ﺗﻠﻚ
ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﺑﺘﺠﺎﻭﺯﻫﺎ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ،
ﺗﺴﺒﺒﺖ ﺑﺎﻻﻧﻔﺠﺎﺭ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻭﺍﻟﺤﺮﺏ
ﺍﻟﻄﺎﺣﻨﺔ ﺍﻟﺪﺍﺋﺮﺓ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ."
ﻭﺍﺳﺘﻄﺮﺩ: " ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﺈﻥ ﻣﺒﺎﺩﺭﺓ ﺟﺪﺓ
ﻫﻲ ﺍﺗﻔﺎﻕ " ﻣﺮﺣﻠﻲ " ﻛﺴﺐ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ
ﻣﻨﻪ ﻭﻟﻢ ﻳﺨﺴﺮ، ﻫﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺗﺆﺳﺲ
ﻹﻋﺎﺩﺓ ﺗﻤﻮﺿﻊ ﺍﻟﺨﺎﺭﻃﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ
ﻭﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭﻓﻖ ﺷﺮﻋﻨﺔ ﺇﻗﻠﻴﻤﻴﺔ
ﻭﺩﻭﻟﻴﺔ ."
ﻭﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ : " ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻲ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻲ ﻟﻢ
ﻳﺘﻨﺎﺯﻝ ﻓﻲ ﻣﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﺟﺪﺓ ﺑﺄﻱ ﺷﻲﺀ،
ﺣﺘﻰ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﺗﺤﺖ
ﺣﻤﺎﻳﺔ ﻭﺭﺣﻤﺔ ﻗﻮﺍﺕ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻲ، ﻭﺃﻱ
ﺣﺮﻛﺔ ﺃﻭ ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﺳﻴﺘﻢ ﻛﻨﺴﻬﺎ، ﻭﻟﻜﻦ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﻟﺮﺃﺱ ﻣﺮﺑﻂ ﻭﻟﻦ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻬﺎ
ﺍﻟﻬﺮﻭﺏ ﻟﻠﺮﻳﺎﺽ ﺃﻭ ﻋﻤﺎﻥ ."
ﺍﻟﻤﻬﻢ ﻣﻦ ﻣﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﺟﺪﺓ
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺴﻴﺪ : " ﻟﺴﺖ ﺑﺼﺪﺩ ﺗﻌﺪﺍﺩ
ﻣﻜﺎﺳﺐ ﻭﻣﺨﺎﺳﺮ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ، ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﺨﻀﻊ ﻟﻤﻌﺎﻳﻴﺮ ﻋﺪﺓ، ﻭﻟﺴﺖ ﻣﺪﺍﺣﺎً،
ﺃﻭ ﻣﺘﻬﺎﻭﻧﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺠﻨﻮﺏ
ﻭﺧﻄﻮﻃﻪ ﺍﻟﺤﻤﺮﺍﺀ، ﻟﻜﻨﻨﻲ ﺃﺅﻛﺪ ﺃﻥ
ﺗﺮﻣﻴﻢ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻭﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ
ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺎﺷﺮ، ﻫﻮ ﻣﻜﺴﺐ ﻟﻴﺲ
ﻟﻠﺠﻨﻮﺏ، ﺑﻞ ﺃﻳﻀﺎ ﻟﻠﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻭﻟﺪﻭﻝ
ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻒ ﻛﻜﻞ ."
ﻭﺃﺿﺎﻑ: " ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻠﻒ ﻇﻞ ﻳﺆﺭﻗﻨﺎ
ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﻦ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺤﺮﺏ، ﺗﻢ ﺣﺴﻤﻪ
ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻫﻮ ﻣﻠﻒ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ
ﺑﺎﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ، ﻭﻫﺬﺍ ﺃﺧﻄﺮ ﺍﻟﻤﻠﻔﺎﺕ،
ﻓﻤﻨﻪ ﺗﻨﻄﻠﻖ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻭﻳﺘﻐﻴﺮ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ
ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﺨﺎﺭﻃﺔ، ﺃﻭ ﺗﻈﻞ ﻣﺤﻠﻬﺎ،
ﻭﻳﻈﻞ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻭﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻭﺍﻹﻣﺎﺭﺍﺕ
ﻓﻲ ﺗﺨﺒﻂ ."
ﻭﺗﺎﺑﻊ : " ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻠﻒ ﺗﻢ ﺣﺴﻤﻪ ﺑﺈﺫﻥ
ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺇﻧﻬﺎﺀ ﺍﻟﻐﻤﻮﺽ ﻓﻴﻪ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻇﻞ
ﻫﻮ ﻟﺐ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ، ﻭﻟﺐ ﻛﻞ
ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻣﻦ ﺗﺪﻫﻮﺭ ﺧﺪﻣﻲ ﻭﺃﻣﻨﻲ
ﻭﺗﻨﻤﻮﻱ ﻭﻓﺴﺎﺩ ﻭﻋﺒﺚ ."
ﻭﺗﺎﺑﻊ : "ﺛﻢ ﺇﻥ ﺍﻟﻤﻠﻒ ﺍﻟﻴﻤﻨﻲ ﻛﻜﻞ،
ﻭﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎﺹ ﺍﻧﺘﻘﻞ ﻣﻦ ﻳﺪ
ﺍﻟﺴﻔﻴﺮ ﻭﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻌﺒﺜﻴﻴﻦ، ﺇﻟﻰ ﻳﺪ
ﺍﻷﻣﻴﺮ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺎﻥ، ﺭﺟﻞ
ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﻭﺍﻟﺜﻨﺎﺋﻲ ﺍﻟﻨﺎﺟﺢ ﻣﻊ ﺷﻘﻴﻘﻪ
ﻭﻟﻲ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﻣﺤﻤﺪ، ﻭﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺒﻬﻤﺎ
ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺯﺍﻳﺪ ﻭﻟﻲ ﻋﻬﺪ
ﺃﺑﻮﻇﺒﻲ ."
ﻣﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﻣﻦ ﻣﻊ ﻣﻦ؟!
ﻭﺃﺷﺎﺭ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻪ ﻳﺠﺰﻡ ﺃﻥ
ﻣﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﺟﺪﺓ ﺣﻤﻠﺖ ﺑﺪﺍﺧﻠﻬﺎ ﻋﺪﺓ
ﻣﻔﺎﻭﺿﺎﺕ، ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﻟﺜﺎﺑﺖ ﻓﻴﻬﺎ
ﻭﺍﻟﺠﻮﻛﺮ ﻫﻮ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻲ، ﻭﻫﻲ ﺣﻮﺍﺭ
ﺑﻴﻦ ‏( ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻲ ﻭﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ -
ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻲ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ -
ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻲ ﻭﺍﻹﻣﺎﺭﺍﺕ - ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻲ
ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻲ ﻭﺷﻤﺎﻝ ﺍﻟﻴﻤﻦ‏) ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ
ﻫﻨﺎ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻻ ﺗﻤﺜﻞ ﺷﻤﺎﻝ
ﺍﻟﻴﻤﻦ، ﻭﻻ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﻳﻤﺜﻞ ﺷﻤﺎﻝ
ﺍﻟﻴﻤﻦ، ﻓﺠﻤﻴﻌﻬﻢ ﻃﺮﻑ ﻳﺴﻤﻰ
ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﻮﻫﻤﻴﺔ، ﻓﻴﻤﺎ ﻫﻨﺎﻙ
ﺃﻃﺮﺍﻑ ﺷﻤﺎﻝ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﺍﻷﺧﺮﻯ .
ﻭﻗﺎﻝ: " ﺃﻇﻬﺮ ﺣﻮﺍﺭ ﺟﺪﺓ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ
ﻣﻬﺰﻟﺔ، ﻭﺑﻘﺎﺀﻫﺎ ﻛﺘﺴﻤﻴﺔ ﻣﻬﺰﻟﺔ
ﻣﺨﺠﻠﺔ، ﻭﻋﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ
ﺍﻟﻤﺸﺒﻮﻫﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺃﻥ ﺗﺘﻤﺴﻚ
ﺑﻤﺴﻤﻰ ﺷﺮﻋﻴﺔ ."
ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ﻭﺣﻮﺍﺭ ﺟﺪﺓ
ﻭﻋﻦ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺴﻴﺪ:
" ﻣﺎ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﻓﻪ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ، ﺃﻥ ﺣﻮﺍﺭ
ﺟﺪﺓ ﻓﻌﻠﻴﺎً، ﻟﻴﺲ ﻟﺤﻞ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ
ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ، ﻓﻬﻮ ﻟﺤﻞ ﺃﺯﻣﺔ ﻧﺎﺷﺌﺔ
ﺩﺍﺧﻞ ﺣﻠﻔﺎﺀ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻒ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ، ﻟﻜﻨﻪ
ﺫﺍﺕ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺗﻤﻬﻴﺪﻳﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻻﺑﺪ
ﻣﻨﻬﺎ، ﻟﺘﺴﻮﻳﺔ ﺍﻷﺭﺿﻴﺔ ﻭﺗﻬﻴﺌﺔ
ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻟﺤﻞ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ
ﺑﺘﻄﺒﻴﻖ ﺗﻄﻠﻌﺎﺕ ﺷﻌﺐ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ، ﺿﻤﻦ
ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺃﻭ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺟﻮﻻﺕ
ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ."
ﻭﺃﺿﺎﻑ: " ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﺃﻗﻮﻯ
ﻭﺳﻴﻤﺘﻠﻚ ﺳﻨﺪﺍ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺎ ﺷﺮﻋﻴﺎ ﻋﺮﺑﻴﺎ
ﻭﺇﻗﻠﻴﻤﻴﺎ ﻭﺩﻭﻟﻴﺎ ﻧﺎﻟﻪ ﻣﻦ ﺣﻮﺍﺭ ﺟﺪﺓ،
ﻭﻫﻮ ﺃﻥ ﻟﺪﻳﻪ ﻣﻤﺜﻞ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ
ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻲ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻲ ."
ﻭﺗﺎﺑﻊ : " ﺃﻣﺎ ﺣﻮﺍﺭ ﺟﺪﺓ، ﻓﻌﻮﺩﺓ
ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﺃﻭ ﺗﺸﻜﻴﻠﻬﺎ ﻣﻦ
ﻋﺪﻣﻪ، ﻟﻴﺲ ﺣﻼً، ﺇﻧﻤﺎ ﺍﻟﺤﻞ
ﻭﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﻫﻮ ﻳﺒﺪﺃ ﺑﺮﺣﻴﻞ
ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﻨﺒﻮﺫﺓ ﺍﻟﻤﺤﺘﻠﺔ ﻟﻮﺍﺩﻱ
ﺣﻀﺮﻣﻮﺕ ﻭﺍﻟﻮﺩﻳﻌﺔ ﻭﺷﺒﻮﺓ، ﻭﺳﻮﻗﻬﺎ
ﻟﺠﺒﻬﺎﺕ ﺍﻟﺮﺟﻮﻟﺔ، ﻓﻤﻦ ﻛﺎﻥ ﺭﺟﻼ
ﻭﻳﺮﻳﺪ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺤﺮﺭ ﺻﻨﻌﺎﺀ
ﺃﻭ ﺃﻗﻞ ﺷﻲﺀ ﻏﺮﻑ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﺑﺄﻃﺮﺍﻑ
ﺻﻨﻌﺎﺀ ﻭﺗﻌﺰ .. ﺃﻱ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺎ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ
ﻧﺮﻛﺰ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﻣﺒﺎﺩﺭﺓ ﺟﺪﺓ ﻛﺄﺳﺲ،
ﻭﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ، ﻭﺍﻷﺳﺲ ﻫﻲ:
- ﺭﺣﻴﻞ ﻣﻠﻴﺸﻴﺎﺕ ﺍﻹﺧﻮﻧﺞ ﻣﻦ ﺷﺒﻮﺓ
ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻓﺬ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻬﺮﺓ ﻭﺍﻟﻮﺩﻳﻌﺔ
ﻭﺍﻟﻮﺍﺩﻱ، ﻭﻋﻮﺩﺓ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ
ﻟﺜﻜﻨﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺄﺭﺏ ﺣﺘﻰ ﻳﺄﺗﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﺪﺭ.
- ﻧﻴﻞ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻲ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﻭﺗﺤﻮﻟﻪ
ﻟﻄﺮﻑ ﺷﺮﻋﻲ ﻭﺃﻳﻀﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻌﺘﺮﻓﺎ ﺑﻪ
ﻛﻤﻤﺜﻞ ﻟﻠﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ .
- ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ
ﻭﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻄﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﻧﺊ.
- ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﻬﻴﻜﻠﺔ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ
ﻭﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺑﺎﻟﺠﻨﻮﺏ، ﻭﻓﻘﻂ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ،
ﺗﺤﺖ ﺇﺷﺮﺍﻑ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻲ ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ
ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ
ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﺍﻟﺮﻛﻦ ﻋﻴﺪﺭﻭﺱ ﺍﻟﺰﺑﻴﺪﻱ.
ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﺬﻫﺒﻲ ﻟﺸﺮﻋﻴﺔ
ﺍﻟﻌﻨﻄﺰﺓ ﻭﺇﺧﻮﻧﺞ ﺍﻟﻘﻨﻔﺰﺓ!
ﻭﺃﻛﺪ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺃﻥ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﻌﻨﻄﺰﺓ
ﺍﻟﺸﺮﻋﻮﻧﺠﻴﺔ ﺍﻧﺘﻬﻰ، ﻭﺑﺪﺃ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ
ﺍﻟﻤﺘﺰﻥ ﻭﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﺑﺎﻟﺠﻨﻮﺏ، ﻭﺣﺘﻰ
ﻣﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺑﺎﻟﺸﻤﺎﻝ ﺍﻟﺬﻱ
ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻨﻬﻮﺽ ﺑﺎﻟﺠﻨﻮﺏ
ﻧﻤﻮﺫﺟﺎ ﻳﻬﻴﺊ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ
ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﺘﻤﺮﺩ ﺿﺪ ﺍﻟﻤﻠﻴﺸﻴﺎﺕ
ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﺔ ﺍﻹﺟﺮﺍﻣﻴﺔ ﻭﺍﻹﺧﻮﺍﻧﻴﺔ
ﺍﻹﺭﻫﺎﺑﻴﺔ، ﻭﻳﺘﻢ ﺻﻨﻊ ﻭﺍﻗﻊ ﺟﺪﻳﺪ
ﻟﻴﻤﻦ ﺷﻤﺎﻟﻲ ﻋﺮﺑﻲ ﻣﻦ ﻳﺪ ﺍﻟﻔﺮﺱ .
ﻭﻗﺎﻝ: " ﺃﻣﺎ " ﺟﻨﻮﺏ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ " ﺃﻭ
" ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ " ﻓﻬﻮ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﻟﻠﻪ،
ﻳﺒﺪﺃ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺿﻤﻦ
ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﻘﺎﺀ
ﻭﺗﺤﺖ ﺩﻋﻤﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﺗﻢ ﺍﻟﻨﻬﻮﺽ
ﻭﺍﻟﺒﻨﺎﺀ، ﻭﺍﺳﺘﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻲ
ﻟﺪﻭﻟﺘﻪ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﺓ ﻭﺑﻜﻞ ﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻪ
ﺍﻟﺘﻲ ﺳﻴﺠﺮﻱ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ."
ﺇﻥ ﺻﺪﻗﻮﺍ ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﺼﺪﻗﻮﺍ!
ﻭﻗﺎﻝ: " ﻻ ﻳﻬﻢ ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﻊ ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻳﻬﻢ
ﻫﻮ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻨﻮﺍﻳﺎ .." ﻫﺬﻩ ﺟﻤﻠﺔ ﻗﺎﻟﻬﺎ
ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻲ ﻋﻠﻲ ﺳﺎﻟﻢ ﺍﻟﺒﻴﺾ
ﺣﻔﻈﻪ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻫﻮ ﻳﻮﻗﻊ ﺍﺗﻔﺎﻗﻴﺔ
ﺍﻟﻌﻬﺪ ﻭﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ..1993 ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻧﻮﺍﻳﺎ
ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﺳﻠﺒﻴﺔ ﻭﻣﺨﺎﺩﻋﺔ،
ﻓﺨﺴﺮ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻲ ﺁﻧﺬﺍﻙ ﻟﻮﺣﺪﻩ،
ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﺧﺘﻠﻔﺖ
ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﻭﻣﻮﺍﺯﻳﻦ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺗﺒﺪﻟﺖ،
ﻭﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﺠﻴﻮﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺗﻐﻴﺮﺕ ."
ﻭﺃﺿﺎﻑ: " ﻓﺈﻥ ﺻﺪﻗﺖ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻣﻊ
ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻭﻣﻌﻨﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺓ، ﻓﻨﺤﻦ ﻭﻫﻢ
ﺑﺈﺫﻥ ﺍﻟﻠﻪ، ﺧﺎﺭﺟﻮﻥ ﻣﻦ ﻭﺭﻃﺔ ﺍﻟﺤﺮﺏ،
ﻭﻗﺎﺩﻣﻮﻥ ﻟﻠﺘﻘﻴﺆ ﻭﺇﺧﺮﺍﺝ ﺷﻮﻛﺔ
ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺤﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻨﺠﺮﺓ،
ﻭﺍﺟﺘﺜﺎﺙ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻲ ﺍﻟﺨﺒﻴﺚ ﻣﻦ
ﺍﻟﻴﻤﻦ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻲ ﻭﺇﻋﺎﺩﺗﻬﺎ ﻟﻌﺮﻭﺑﺘﻬﺎ ."
ﻭﺍﺧﺘﺘﻢ ﻣﻘﺎﻟﻪ: " ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﺼﺪﻗﻮﺍ،
ﻓﻠﻴﺲ ﻭﺣﺪﻧﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻣﻦ ﺳﻨﺨﺴﺮ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺓ؛ ﺑﻞ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﺧﺴﺎﺭﺓ ﻓﺎﺩﺣﺔ
ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ، ﻭﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﺗﻀﺮﺭﺍً

خلفية الصراعات السياسية في سوريا منذ الاحتلال الفرنسي .. دراسة

دراسة هامة للمفكر السوري أحمد الهواس عن التطورات في سوريا وخلفيات الصراعات السياسية منذ الاحتلال الفرنسي وما قبله، وحتى الآن.
تتناول الدراسة حقيقة المكونات السكانية والديانات والمذاهب في سوريا وعلاقتها بما يجري من تطورات.
معلومات مهمة لمن يريد فهم ما وراء السياسة
--------------------------------
سورية : دراسة في التكوين المجتمعي والطائفية السياسية

بقلم: أحمد الهواس
تعدّ سورية مركز جذب حضاري وقد مرّ عليها عبر تاريخها الطويل مجموعة من الأقوام إلا أنها ظلت عربية اسلامية بحكم حقائق التاريخ والجغرافية والسكان والدين والثقافة وإن كان فيها أقوام غير عربية وأديان غير إسلامية، وهذه الدراسة تتناول تطور التاريخ السياسي لسورية والتكوين السكاني والديني والطائفية السياسية.
أولاً – التطورات السياسية في سورية :
1 - سورية تحت الانتداب الفرنسي :
سورية الحالية - الجيوسياسية - ليست نتاج سايكس بيكو , فقد طرأت تغييرات جذرية على تلك الاتفاقية , وإنما نتيجة اتفافية سان ريمو في 25 أبريل 1920 التي حددت مناطق النفوذ البريطانية والفرنسية في المشرق العربي, حيث انعقد مؤتمر سان ريمو الذي نظّم مصالح الحلفاء المنتصرين, وقد سلّم المؤتمر صك الإنتداب إلى فرنسا لتحكم سورية ولبنان وإلى بريطانيا لتحكم فلسطين وشرقي الأردن والعراق, وبموجب الاتفاقية احتفظت بريطانيا بولاية الموصل.
وقد أصبحت المملكة السورية العربية التي أعلن عنها في 8 آذار 1920 تحت الاحتلال الفرنسي بعد معركة ميسلون في 24 تموز 1920، ثم عمد الجنرال غورو إلى تقطيع اوصال سورية فقسمها إلى عدة دويلات مستقلة وهي دولة دمشق 1920 ودولة حلب 1920 ودولة العلويين 1920 ودولة لبنان الكبير 1920 ودولة جبل الدروز 1921 وأصبح لكل منها علم وعاصمة وحكومة وبرلمان وعيد وطني وطوابع مالية وبريدية خاصة, وبسبب الرفض الشعبي للتقسيم وعدم الاعتراف به قامت فرنسا في عام 1922 بإنشاء اتحاد فدرالي فضفاض بين ثلاث من هذه الدويلات دمشق وحلب والعلويين تحت اسم "الاتحاد السوري"
وفي الشهر الأخير من عام 1924 قرر الفرنسيون إلغاء الاتحاد السوري وتوحيد دولتي دمشق وحلب إلى دولة واحدة هي دولة سورية، وأما دولة العلويين فقد فصلت مجدداً وعادت دولة مستقلة بعاصمتها في اللاذقية , كما جعل لواء اسكندرون إدارة مستقلة (1).
أدى هذا التقسيم لانطلاقة الثورة السورية الكبرى 1925 - 1927 التي عمّت غالبية الأراضي السورية , وقد استمرت الحركة الوطنية السورية المعارضة للانتداب الفرنسي , وحاول الفرنسيون أن ينظموا علاقاتهم مع الوطنيين السوريين , فدخل الطرفان في عام 1936 بمفاوضات لإقرار معاهدة تُعطي للسوريين شكلاً من الاستقلال , وقد أصرّ الوطنيون خلال هذه المفاوضات على ضم جبل الدروز وجبل العلويين إلى سورية , فأصدر المندوب الفرنسي قراراً بذلك مع الإبقاء على درجة من الحكم الذاتي , أما لواء اسكندرونة فقد تنازلت عنه فرنسا لتركيا في حزيران 1939 (2).
عملت الحرب العالمية الثانية على تغيير موازين القوى، فتهاوت فرنسا سريعاً امام ألمانيا عام 1940 ما جعلها تغير في سياستها مع إبداء بعض المرونة، فاعترفت باستقلال سورية اسمياً عام 1941 ثم جرت انتخابات برلمانية عام 1943 ، عادت خلالها الكتلة الوطنية الى الحكم واستلمت الرئاسات الثلاثة، غير أن الاستقلال التام والجلاء لم يحدث إلاّ في 17 نيسان 1946 عندها تمتعت سورية بكامل سيادتها واستقلالها, بعد أن فقدت لواء اسكندرون لصالح تركيا وبات لبنان الكبير دولة مستقلة كما أرادت فرنسا رغم اعتراض السوريين على ذلك (3) .
2 – عهد الاستقلال والانقلابات العسكرية :
ظهرت آثار كارثة فلسطين في سورية قبل غيرها من الدول العربية(4) , فقد أجمعت المصادر أن تقسيم فلسطين عام 1947 ، وإعطاء اليهود حق إنشاء دولة فيها، أعقبها انهزام الجيوش العربية عام 1948 ، أثر على وضع سورية الداخلي وعجّل في القضاء على النظام الجمهوري الديمقراطي فيها(5).
فقد شهدت سورية من 1949 حتى 1970 عدة انقلابات , فقد بدأت تلك الانقلابات بانقلاب حسني الزعيم في 29 آذار 1949 ثم حدث انقلاب سامي الحناوي في 14 آب 1949 تولى فيه الزعيم سامي الحناوي السلطة ثم جاء الانقلاب الثالث والرابع الذي قاده العقيد أديب الشيشكلي في 19 كانون الأول 1949 , وكذلك في 2 كانون الأول 1954 , ثم كان انقلاب مصطفى حمدون على الشيشكلي في 25 شباط 1954.
وفي عام 1955 تم انتخاب شكري القوتلي رئيساً للجمهورية ولم يتوقف تدخل العسكر في الحياة السياسية ومناداة المطالبين منهم بالوحدة مع مصر وهذا ما تم في 22 شباط 1958 والحقيقة التي يجب أن تُقال بهذه المناسبة إنّ شخصية الزعيم جمال عبد الناصر وانتصاراته وتبنيه لفكرة الوحدة العربية وتأييد غالبية الشعب للوحدة فضلاً عن إجماع كافة الأحزاب السياسية باستثناء – الحزب الشيوعي – وإجماع القوات المسلحة على ضرورة الوحدة أدت لقيامها (6). لتنتهي الحياة الديمقراطية في سورية بوحدة تكرس حكماً شمولياً وزعيماً متفرداً ولم يمض إلا بعض الوقت على قيام الوحدة حتى ظهر أنّه نظام ديكتاتوري مطلق لا يختلف عن الانقلابات التي مرت على سورية إلا بالاسم والإمكانات الضخمة(7).
وفي 28 أيلول 1961 تمّ الانفصال بانقلاب عسكري قاده عبد الكريم النحلاوي(8) وقد عُرف بالعهد الجديد أو عودة الحياة الديمقراطية لسورية بعد أن حلّ عبد الناصر الأحزاب في زمن الوحدة وشهدت مرحلة ما بعد الانفصال أيضا حراكاً سياسياً نشطاً تجلى في تشكيل خمس حكومات وتشكيل لجنة لإعداد دستور دائم للبلاد (9). ولكن حدث انقلاب آخر في 28 آذار 1962 قاده النحلاوي وردّ عليه قادة المنطقة الشمالية والشرقية بانقلاب الضباط الأحرار حتى تم احتواء الموقف بإبعاد عدد من الضباط وإعادة آخرين وكان الرئيس في هذه المرحلة ناظم القدسي(10) ولم يدم هذا العهد طويلاً فقد قضى عليه انقلاب 8 آذار 1963 ليسيطر البعثيون على السلطة وتنتهي الحياة الديمقراطية في سورية ولتبدأ مرحلة تأسيس الطائفية السياسية.
3 - حزب البعث وتكريس الطائفية السياسية في سورية :
كانت بدايات حزب البعث العربي الاشتراكي عام 1940 عندما بدأ نشاطه تحت إسم حركة الإحياء العربي واستبدل الاسم عام 1943 باسم حزب البعث العربي , وعقد مؤتمره التأسيسي في 7 نيسان 1947 وعد المؤتمر التأسيسي الأول , واندمج مع الحزب العربي الاشتراكي في 13 تشرين الثاني 1952 تحت اسم حزب البعث العربي الاشتراكي(11). وقد حلّ الحزب نفسه كما أسلفنا في عهد الوحدة مع مصر
لقد تم تأسيس حزب البعث بدمشق عام 1940 على يد ميشيل عفلق وهو مسيحي من الروم الأرثوذكس وصلاح الدين البيطار وهو مسلم سني، وكلاهما ينتمي إلى الطبقة الدمشقية البرجوازية الصغيرة، وكانا مدرسين بمدرسة التجهيز الثانوية التي جندا منها معظم أعضاء الحزب الأوائل ورغم أن عفلق والبيطار من دمشق، إلا أن معظم أعضاء الحزب الأوائل كانوا من المهاجرين من الريف الذين قدموا إلى العاصمة السورية لاستكمال دراستهم(12).
كان كل المنتسبين للحزب في دمشق من العناصر الشابة الطلابية القروية التي كانت تؤم الجامعات والثانويات بين 1940 - 1955، حتى إذا انتهت عادت إلى مسقط رأسها فتوالى نشاطه , ولقد كانت الشروط الاجتماعية في الريف مؤاتية لنشوء الحزب وامتداده فتضخم فيه وظل هزيلاً في المدن، وبخاصة دمشق ٠ ومع الزمن أصبح جسمًا كبيرًا برأسٍ صغير(13), إن حقيقة أن الكثير من البعثيين الأوائل كانوا من الإقليات وأبناء الريف قد شكلت فيما بعد عائقًاً اجتماعياً أمام انضمام أبناء المدن من أهل السنة إلى البعث، وذلك بسبب التناقضات التقليدية بين المجتمعات الريفية والمدينية وبين السنيين والأقليات الدينية , إن مثل هذه الحواجز الاجتماعية التقليدية قد عرقلت التوسع الطبيعي لمنظمة الحزب في أرجاء سورية وظهر ذلك جليًا في فترة الستينيات عندما تقلد حزب البعث زمام السلطة(14).
في 8 آذار 1963 أطاح انقلاب بقيادة ائتلاف من الضباط البعثيين والناصريين والوحدويين المستقلين بـنظام الانفصال، وما لبث أن ازداد عدد أعضاء الأقليات في سلك الضباط السوريين مرة أخرى على حساب السنة , وأحد الأسباب الرئيسة لذلك هو أن القادة البعثيين العسكريين الذين شاركوا في الانقلاب قاموا باستدعاء العديد من الضباط وضباط الصف الذين تربطهم بهم أواصر عائلية أو عشائرية أو إقليمية لتعضيد مراكزهم الجديدة التي حصلوا عليها على وجه السرعة(15).
فعلى الرغم من أن حزب البعث قد أعلن عن حلّ نفسه في عهد الوحدة إلاّ أن الواقع يُكذب ذلك فقد كان نشاطه سرياً ولاسيما في الجيش وهذا يترك أكثر من إشارة استفهام حول الحزبية في الجيش السوري والولاء الحزبي بدلاً من الولاء للوطن فالقيادة العليا للجنة العسكرية البعثية التي تأسست عام 1959 خلال الوحدة بين مصر وسورية من قِبل ضباط منقولين لمصر تكونت في البدء من خمسة ضباط من بينهم ثلاثة علويين وهم محمد عمران وصلاح جديد وحافظ الأسد واسماعيليان وهما عبد الكريم الجندي وأحمد المير , وعندما توسعت اللجنة العسكرية فيما بعد لتشمل 15 عضوًا أصبح تشكيلها كالآتي: خمسة من العلويين وهم :محمد عمران من المخرّم (حمص) وصلاح جديد من دوير بعبدا (اللاذقية) وحافظ الأسد من القرداحة (اللاذقية) وعثمان كنعان من ريف منطقة حلب وسليمان حداد من حمام القراحلة (اللاذقية)، واسماعيليان وهما: عبد الكريم الجندي من السلمية (حماة) وأحمد المير من مصياف (حماة)، ودرزيان من جبل الدروز وهما: سليم حاطوم من (ذيبين) وحمد عبيد، وستة من السنة منهم ثلاثة من حوران وهم: موسى الزعبي ومصطفى الحاج علي وأحمد سويداني واثنان من حلب وهما :أمين الحافظ وحسين ملحم وواحد من اللاذقية وهو : محمد رباح الطويل وكان لمعظم أعضاء اللجنة العسكرية أصول قروية وينتمون لعائلات فقيرة(16).
ومؤسسو اللجنة العسكرية وهم خمسة نقيبان حافظ الأسد وعبد الكريم الجندي ورائدان صلاح جديد وأحمد المير ومقدم واحد هو محمد عمران كانوا مشتركين في غريزة قديمة هي الكتمان والتقية التي تتصف بها مجتمعات الأقليات في الشرق الأوسط وكانت خليتهم اللجنة العسكرية أشبه ما تكون بالمحفل الماسوني(17).
بعد 17 نيسان 1963 بدأ الفتور يدب بين البعثيين والناصريين لاسيما التشكيلات في الجيش السوري في غياب بعض القيادات في مصر حيث تم نقل بعض الضباط الناصريين إلى السلك الدبلوماسي أو الوظائف المدنية وإحالة بعضها للتقاعد ما أدى لاستياء القيادات الناصرية المشاركة في مجلس قيادة الثورة وتقديمها لاستقالاتها ورفضها لأي حوارٍ أو مساع حميدة بذلها رئيس الدولة الفريق الأتاسي ورئيس الأركان اللواء الحريري(18). فقاد العقيد جاسم علوان انقلاب 18 تموز 1963 وهي أول محاولة انقلابية في سوريا بعد استلام حزب البعث للحكم في 8 آذار 1963، وبعد فشل انقلابه هذا اعتقل وأقيمت محكمة استثنائية برئاسة اللواء صلاح الضللي حكمت عليه وعلى رفاقه بالإعدام إلا أنه بقي في زنزانته إلى أن تدخل الرئيس المصري جمال عبد الناصر لتخفيف الحكم عنه ونفيه إلى القاهرة. لم يستقر الأمر بين البعثيين , ولم يستقر حكم الرئيس أمين الحافظ , وقد نخرت الطائفية الجيش والسلطة , وبدا أن ثمة فصلاً بين سلطة مدنية غير فاعلة وأخرى عسكرية تهيمن عليها الطائفية تملك القرار طبقًا لما ذكره الدكتور منيف الرزاز، الأمين العام للقيادة القومية لحزب البعث في عام 1965 و 1966 فإن روائح التكتيل الطائفي المقصود بدأت تفوح , وبدأ الحديث عنها أول الأمر همسًا، ثم بدأت الأصوات في الارتفاع حين ظهرت بوادر مادية تسند الاتهام بأن في صراعهم على السلطة استغل العسكريون الروابط الطائفية بشكل يهدف للتسبب في نتائج سلبية للسنيين بالذات وهكذا يبدو أن المعايير الطائفية قد طبقت في تسريح الضباط وضباط الصف الذين دعوا إلى الخدمة في أوائل إنقلاب 8 آذار 1963 حيث تأثر العسكريون السنيون بالذات من جراء هذه التسريحات(19).
وفي 23 شباط 1966 قاد الانقلاب اللواء صلاح جديد وحافظ أسد وبدأت تصفية من كان معهما سابقاً وتكريس حالة طائفية تسيطر على مقدرات الدولة حيث عبر عن ذلك سليم حاطوم : إن الروح الطائفية تنتشر بشكل فاضح في سورية وبخاصة في الجيش سواء بتعيين الضباط وحتى المجندين وإن الفئة الحاكمة تعمد الى تصفية الضباط والفئات المناهضة لها , وتحل مكانهم من اتباعها في مختلف المناصب فقد بلغت نسبة العلويين في الجيش خمسة مقابل واحد من جميع الطوائف الأخرى(20).
وبعد أن تم الأمر للانقلابيين حصلت هزيمة حرب 5 حزيران 1967 واحتلال الجولان من قبل إسرائيل(21) وفي المؤتمر القطري الرابع في أيلول 1968 ظهر الصراع جلياً بين صلاح جديد وبين حافظ الأسد وفي أثناء أحداث أيلول 1970 في الأردن تدخلت القوات السورية بأمر من صلاح جديد، لكنها تعرضت لهجمات الطيران الأردني والإسرائيلي فطلب صلاح جديد من حافظ الأسد إرسال مساندة جوية لكن الأخير رفض فكان أن فشلت العملية، فدعا صلاح جديد إلى مؤتمر طارئ للقيادة القومية في 30 تشرين الأول 1970 لمحاسبة وزير الدفاع اللواء حافظ الأسد ولكنه في 16 تشرين الثاني 1970 قام بانقلاب عسكري اعتقل فيه صلاح جديد وأخرين وسُمي الحركة التصحيحية(22)
ثانياً - التكوين السكاني والديني في سورية :
تعدّ بلاد الشام والعراق أو الهلال الخصيب بلاد جذب حضاري فهي بلاد الحضارات الأولى وقد مرّت على المنطقة عبر تاريخها الطويل مجموعة من الأقوام والغزاة وبنت أهم الحضارات القديمة وحين ننظر إلى المنطقة من خلال البحث اللغوي نجد أن حضارات الشام والعراق كانت حضارات سامية نتيجة الهجرات من شبه الجزيرة العربية وهذا يدل على عربية المنطقة منذ الأزل فما يُعرف باللغات القديمة في المنطقة هي لهجات من اللغة الأم فمقارنة حروف اللغة العربية مع الآرمية والسريانية والعبرية نجد أن عدد الحروف والأصوات لصالح اللغة العربية وهذا يعني أن السامية التي تقسم إلى شمالية وجنوبية هي لهجات من اللغة الأم العربية وليست أخوات كما ذهب بعض الباحثين ومن حيث البنية الجغرافية فإنّ سورية جزء من العتبة العربية(23) .
وقد أوضحنا آنفاً تكوين الدولة السورية الحديثة بحدودها السياسية , وإذا أردنا أن نلقي ضوءاً على التنوع السكاني والديني في سورية فإننا سنجد الآتي : رغم عدم توافر مصادر موثوقة ومعتمدة تحدد بشكل واضح معالم التركيبة السكانية في سورية، إلا أن المعلومات العامة تشير إلى وجود عرب وأكراد وشركس وأرمن وداغستان وتركمان وشيشان وغيرهم, أما من ناحية الأديان والطوائف فتوجد أغلبية مسلمة من السّنة والعلويين والشيعة، والأغلبية هم السّنة ومسيحيون ودروز وأقلية يهودية ويزيدية(24).
وهذا يدل على غنى حضاري يؤكد أن سورية عبر تاريخها كانت بلداً يتمتع بالتسامح وقبول الآخر وهناك اختلاط في غالبية المناطق وليس هناك منطقة لفئة دون أخرى بالمعنى الدقيق للكلمة وإن كانت بعض المناطق ذات أغلبية لطائفة ما فهذا ناتج عن عوامل وأسباب تخص هذه الطائفة أو تلك , وسنستعرض اولاً من حيث العرق والقوميات التي وفدت إلى سورية , والظروف التي دفعت ببعض القوميات للجوء إلى سورية , قبل أن نستعرض التكوين من خلال الدين , والمذهب.
1 - التكوين السكاني :
أ - العرب :
إن سورية من حيث الثقل السكاني عربية في غالبيتها بقطع النظر عن تسميات عرب سنة , وعلويين , ودروز , وشيعة , وإسماعليين , ومسيحيين , فهؤلاء من العرب وبالتالي فإن نسبة العرب تتجاوز 90% من سكان سورية , وهذه يعني أن سورية دولة عربية , وإن سورية من حيث الهوية هي دولة عربية إسلامية بحكم الوقائع، وبخاصة منها الثقافية والحضارية(25)
وكما أسلفنا فإن الوجود العربي في سورية هو الأقدم , وأن الفتوحات الإسلامية توضح أن سكانها قاتلوا إلى جانب الجيش العربي المسلم من منطلق نقاتل مع أبناء جلدتنا وكانوا في غالبيتهم من النصارى , ومن القبائل الوثنية , وأن الناظر إلى الجزيرة العربية يجد أنها تضم الشام والعراق , ولا حدود طبيعية تفصل الجزيرة العربية عن الشام والعراق(26). ويمكن فهم الحالة العربية في سورية من منظورين : الأول أنهم عرب نسباً احتفظوا بأنسابهم وقبائلهم , سواء عاشوا البداوة أو نصف البداوة أو المدنية وهذا نلمسه في المناطق الشمالية والشرقية وجنوب سورية وحواف حماة وحمص والثاني عرب ثقافة , ولساناً حيث اختلطت كثير من الأعراق في المدن السورية , ولم يعد يهتم الناس بالنسب , وهذا يتبدى في المدن الكبرى .
وسنجد أن العرب نسباً يتوزعون كقبائل كبيرة منها ما هو عابر للحدود مرتبط بعلاقة الدم في المحيط العربي , ومنها عشائر تكاد تكون مقتصرة على سورية من حيث الاسم ولكنها تتفرع من قبائل أكبر عربياً(27).
ب - الأكراد :
يُقدر عدد الأكراد في سورية بين 7 - 8% من عدد سكان سورية ويتميز ما بات يُسمى المسألة الكردية في سورية عن المسائل المماثلة في إيران والعراق , وتركيا , إذ نشأت المسألة الكردية أساساً من تحطيم الكماليين لمعاهدة سيفر 1920 وإرغام الدول الكبرى على استبدالها بمعاهدة لوزان 1923 التي صفّت الدولة العثمانية قانونياً(28) والأكراد في سورية ينُظر إلى وجودهم من زاويتين :
الأولى : الأكراد الذين شكلوا عماد جيش صلاح الدين الأيوبي إبان الحروب الصليبية القرن الحادي عشر الميلادي وهؤلاء عاشوا في المدن وانصهروا مع السكان وليس لديهم سوى معرفة الأصل الكردي ويتحدثون العربية بلهجات المدن السورية وقد ذهب كثير من المؤرخين إلى أن صلاح الدين عربي ينتهي إلى هشام بن عبد الملك(29).
والثانية : الأكراد الذين يعيشون في الشمال السوري ولاسيما في منطقة الجزيرة , وحلب والذين حافظوا على لغتهم وتقاليدهم وعاداتهم وقد لعبت عدة عوامل من حيث زيادة عددهم أو تسجيل عدد منهم كـأجانب أو سحب الجنسية السورية منهم ,أو منحهم الجنسية بعد انطلاقة الثورة السورية(30) وكان وراء هجرات العشائر الكردية إلى الجزيرة السورية بسبب تحطيم الكماليين لـمعاهدة سيفر 1920، التي أقرت حقَّ الحكم الذاتي للمناطق التي تسكنها أغلبية كردية وتقع شرق نهر الفرات وجنوب الحدود الأرمنية وشمال سورية بين تركيا والعراق. هذا الحكم الذاتي كان يمكن أن يتطور إلى استقلال تام(31) فبعد أن أنهى الأتراك هذه المعاهدة قامت عدة ثورات كردية في تركيا ولعل أهمها ثورة سعيد رضا 1925 , وسيد بيران 1938 أدت لنزوح عشرات الآلاف من الأكراد نحو سورية التي كانت في حينها تحت الانتداب الفرنسي وقد ازداد عدد سكان الجزيرة، بفعل هذه الهجرات، من بضعة آلاف إلى أكثر من مئة ألف نسمة عام 1937، ثم ارتفع عام 1943 إلى نحو 146 ألف نسمة، ناهيك عن المكتومين من عرب وكرد. وبعد ذلك قفز العدد إلى 316083 ألف نسمة مع موجة الهجرة الثانية بين عامي 1945 و1963، فاعتمدت الحكومات السورية سياسات تقييدية في تسجيل الأكراد، وقامت حكومة العظم بإحصاء استثنائي في محافظة الحسكة في 5 تشرين الأول 1962، اعتُمد مؤشراً أساسياً في تثبيت الجنسية، هو أن يكون الشخص مسجّلاً في قيود الأحوال المدنية قبل عام 1945 وأن يكون مقيماً في سورية منذ ذلك الوقت حتى لحظة إجراء الإحصاء وكانت نتيجة هذا الإحصاء تسجيل 85 ألف مقيم في محافظة الحسكة بصفة أجانب "أتراك" وهو ما يعادل 28% من سكان المحافظة البالغ يومئذ 302 ألف نسمة (32).
وإذا أردنا الدقة في النسبة السكانية الكردية سنجد أنها غير دقيقة فالأعداد الكردية الحالية في الجزيرة السورية تعود في أصولها لمشكلة تركية حيث رفضت تركيا قيام كيان كردي وهذا ما أدى لهجرات كردية باتجاه الجزيرة السورية حيث لم تتوقف الهجرات الكردية من تركيا فقد شهدت مرحلة الوحدة مع مصر 1958- 1961 هجرة جديدة من تركيا نحو سورية قدرت بالألوف نتيجة خراب قرى الأكراد في جنوب الأناضول وبغية الانتفاع من عملية توزيع الأراضي على الفلاحين , وهي الأراضي التي استولت عليها مؤسسة الإصلاح الزراعي , وكانت الشرطة تسلم بعضهم بموجب محاضر ضبط إلى القضاء الذي كان يحكم عليهم بوصفهم مكتومين بشهادة المختار وشاهدين آخرين ولعدم تمييز حكومة الوحدة في توزيع الأرضي المستولى عليها بين فلاح وآخر على أساس قومي , وهذا ما سهل لهؤلاء امتلاك الاراضي الخصبة وهم ليسوا سوريين(33).
وهذا يبين أن طرح ما يسمى كردستان الغربية هو مصطلح غير منطقي ونتيجة لتأثيرات سياسية وإذا ما عدنا لأدبيات الأكراد في تحديد كردستان فإننا نجد أنهم يعرفون أكراد سورية وأرمينيا , وأذربيجان , وجورجيا , وغيرها بوصفهم من الأكراد الذين يعيشون خارج كردستان(34).
ج - التركمان :
أكدت غالبية الدراسات أن قبائل التركمان قد وصلوا بلاد الشام , والمنطقة عموماً قبل العثمانيين بقرون , وأنّ التركمان في سورية قد استعرب قسم كبير منهم , واندمجوا في المجتمع السوري , لاسيما في دمشق , وحمص , وحماة , ومنهم عائلات عريقة , وشهيرة في سورية , وهناك قسم آخر قد حافظ على لغته وعاداته , ولا يوجد إحصاء رسمي لعدد التركمان , ولكن تشير بعض التقديرات أنهم يشكلون نحو 3% من سكان سورية , وهم مسلمون سنة ، و يتوزع تركمان سوريا في سوريا بين القرى والمدن وأهم تجمعاتهم في حلب ودمشق واللاذقية وحمص حيث يوجد فيها باب اسمه باب التركمان, وفي دمشق يوجد حي ساروجة نسبة للقائد المملوكي التركي صارم الدين صاروجة، وفي حلب يتركز التركمان في القرى الشمالية لمدينة حلب.
ويقسم التركمان السوريون إلى قسمين:
1 - تركمان المدن : وهم من العائلات التركية التي تمتد جذورها إلى السلالات التركية التي وجدت في سوريا منذ قدوم السلاجقة ومن ثم المماليك والعثمانين وبعض هذه العائلات التركمانية قدمت كموظفين في عهد الدولة العثمانية أو في الجيش العثماني. ومن هذه العائلات: عائلة قباني ومردم بك, وغيرهم.
ولا يجوز تعميم صفة تركمان (أوغوز) على هذه العائلات فالبعض من عائلات المدينة أتراك من التتر أو الأيغور أو الأوزبك أي ليسوا من الغز مثل عائلة البخاري في دمشق و العائلات التركية في حي ساروجة.
وبحسب كتاب الدكتور فاروق سومر ترافق اسم التركمان مع قبائل الأغوز لذلك لا يجوز إطلاق هذا الصفة على كل الأتراك.
2 - تركمان القرى: خليط من عشائر تركمانية (تعود بأصلها إلى قبائل الأوغوزوجميع القرى التركمانية في سوريا من الأغوز(35).
د - الشركس :
كان وصول الشركس إلى سورية في القرن التاسع عشر نتيجة الاحتلال الروسي للقفقاس والقضاء على ثورة الشيخ شامل وبدأ حرب الإبادة ضدهم , وتذهب بعض التقديرات إلى أن الشركس يشكلون أقل من 1% من الشعب السوري وربما أقل من نصف في المئة وقد اندمج هؤلاء في المجتمع السوري وقد ظهر منهم شخصيات سياسية وعسكرية , وثقافية وقد هاجر الشركس من شمال القفقاس إلى تركيا في الثلث الثالث من القرن التاسع عشر وهنالك مجموعات هاجرت بعد إقامة مؤقتة في تركيا باتجاه بلاد الشام تحت شعار شام شريف. كل القفقاسيين المهاجرين هم من المسلمين والشركس ينتمون تاريخياً إلى أكثر من عرق وكل عرق يتكلم لغة مختلفة تماماً عن الآخر وليس لهجات(36).
والشركس في سورية يعدون نحو 150 ألف نسمة يتوزعون جغرافياً على محافظات القنيطرة وحمص وحلب وبعض الريف الدمشقي قدسيا- الكسوة- مرج السلطان والجزيرة(37) وقد بدأ عددهم بالتناقص مع بدء الثورة السورية , وقد عاد قسم منهم إلى موطنه الأصلي .
ه - الأرمن :
وفد الأرمن كموجات بشرية إلى سورية مع الحرب العالمية الأولى في أعقاب العنف المتبادل بين الأرمن , والسلطة العثمانية 1915 إبان سيطرة حزب الإتحاد والترقي على السلطة , وكانت الدول الغربية وعلى رأسها فرنسا، وعدت المتطرفين الأرمن، بمنحهم دولة ووطنًا قوميًا في الأناضول أثناء حربهم ضد الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى، كما حاربوا إلى جوار الروس ضد القوات العثمانية التي كانت تسعى إلى مساعدة مسلمي القوقاز ممن تعرضوا في غالبيتهم إلى التهجير(38).
ويذكر الباحث التركي كوركجو أوغلو مدير مركز أبحاث العلاقات التركية الأرمنية بجامعة أتاتورك أن المجازر كانت بحق المسلمين على يد العصابات الأرمنية وأوضح أن الجانب التركي، قدم تقريرا خلال مؤتمر باريس عام 1919، يظهر مقتل 519 ألف شخص على يد العصابات الأرمنية، ويستعرض أسماء القرى والبلدات، والمناطق التي شهدت المجازر، مشيرا أن ولاية أرضروم تاتي في مقدمة المناطق من حيث عدد الضحايا، حسب المعطيات المتوفرة(39).
وهذا لا ينفي تعرض الأرمن لعمليات انتقامية تركية , ويعد الأرمن أن ما حدث لهم مجازر وحرب إبادة , ويقدرون ذلك بنحو مليون أرمني , وإذا أمعنا النظر بتلك الأرقام نجد مبالغة فيها حيث وفد الأرمن إلى المنطقة ولا سيما سورية , ولقوا معاملة متفردة من قبل سكان سورية , ولاسيما منطقة الجزيرة الفراتية وحلب , وكانت سورية وقتها ولاية عثمانية , يقدر عدد الأرمن في سورية بنحو مئة ألف وغالبيهم من أتباع كنيسة الأرمن الأرثوذكس، مع أقلية من الأرمن الكاثوليك والإنجيليين, وهم يتوزعون في حلب , ودمشق , والساحل ولاسيما مدينة كسب , والجزيرة الفراتية , وقد تمت مصاهرات عديدة بين العرب والأرمن لاسيما في الجزيرة السورية إبان هجرة الأرمن , ولا سيما مدينة ديرالزور ,فقد تزوج كثير من الشباب من نساء أرمنيات دون إجبارهن على تغيير دينهن , ويوجد في مدينة ديرالزور كنيسة شهداء الأرمن حيث يحج إليها الأرمن سنوياً من كل مكان في العالم .
و- الآشوريون والكلدان والسريان :
أثبتت الدراسات الحديثة أن الأشوريين أو الآثوريين لا علاقة لهم بالآشوريين أو الكلدان والحضارة الآشورية والحضارة الكلدانية اللتان سقطتا وتلاشتا على التوالي 612 ق.م و 539 ق . م , وإنما نتيجة قومنة الوجود المسيحي في الموصل وإغراء فرنسا لهم باحتلال الجزيرة الفراتية ديرالزور كما رسم لهم ذلك غورو 1920 بصناعة كيان مسيحي كردي في الجزيرة السورية(40).
وبعودة تاريخية سريعة نجد أن سكان جبال وقرى ومدن الجزء الشمالي الشرقي من العراق , وامتداداتها في إيران والأناضول اعتنقوا الديانة المسيحية بمذهب يدعي النسطورية نسبة إلى الأسقف نسطوريوس أسقف القسطنطينية الذي أسس المذهب 431م بعد حرمانه وطرده من الكنيسة الكاثوليكية الجامعة , وفي القرن الخامس عشر , قامت الكنبسة الكاثوليكية بجهد كبير بغية تحويلهم إلى الكاثوليكية , ولتمييزهم أطلقوا عليهم كلدان وذلك باعتبارهم من أرض بابل الكلدية وليس لأنهم من سلالة الكلديين المنقرضة إذا هي لا تعدو مجرد تسمية للتعريف جغرافياً(41).
أما تسمية الآشوريين فإنه في آواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين ظهر مطران مسيحي كلداني - كاثوليكي واسمه المطران أدي شير ومؤلفه القيم الموسوم كلدو - اثور, من عندها ابتدات هذه الأقوام تداول المصطلح اثور كنوع من تأسيس لهوية تحفظ لهم كينونتهم, اشتد الضغط على الاقليات العرقية والدينية واضطهاد الترك والكرد للأقليات بسبب اندلاع الحرب العالمية الاولى وحصول واقعة مذابح الأرمن بعد 1915 بسبب موقفهم المناويء للدولة العثمانية حينها و مساندتهم لروسيا القيصرية ما عد حينها صراعاً (عسكري- ديني) انسحب الأمر على جميع المكونات المعتنقة للديانة المسيحية في العراق حينها واخذ كل مذهب يحاول تأسيس هوية معينة للتعريف والتميز والحفاظ على كينوته من الضياع والانقراض ووجد النساطرة ضالتهم بالتسمية التي اطلقها المطران أدي شير عليهم الاثوريون(42).
أدت الاضطرابات بين الأكراد المدعومين من الدولة العثمانية والآثوريين والكلدانيين المدعومين من بريطانيا وفرنسا 1915 إلى هجرة واسعة وبنهاية الحرب العالمية الأولى أضحى معظم الآشوريين والكلدان نازحين بالعراق بينما نزح ما تبقى من السريان إلى سورية ولبنان. وخلال العشرينيات التحق العديد من آشوريي حكاري باللواء العسكري - الليفي - الذي أنشأه البريطانيون في العراق، وكثرت المشاحنات بينهم وبين الجيش العراقي المنشأ حديثا والذي اعتمد على ضباط خدموا في الجيش العثماني ما أدى إلى انعدام الثقة بين الطرفين. وبعد استقلال العراق سنة 1933 سرت إشاعات أن الآشوريين الذين استوطنوا في السهل الواقع بين دهوك وسهل نينوى يسعون للانفصال من العراق فنفي بطريرك كنيسة المشرق الآشورية إلى قبرص وقام بكر صدقي أحد الضباط بالجيش العراقي بالتعاون مع عشائر كردية بالهجوم على تلك المناطق وتدمير القرى الآشورية فيها وكان أهمها في 7 آب 1933 عندما هوجمت بلدة سميل ما أدى إلى نزوح ثلث سكان سهل نينوى الآشوريين إلى شمال غرب سوريا حيث أسسوا 35 قرية على ضفاف نهر الخابور قرب الحدود مع تركيا(43).
وبعد أن فشل الآشوريون في الحصول على نينوى، قدموا للانكليز مطلباً بديلا عن الحكم الذاتي وهو ان يُمنح البطريرك الآشوري مار شمعون سلطات سياسية في الدولة العراقية، هذا الطلب رُفض من قبل الانكليز والحكومة العراقية. بعدها كان هناك مقترحات بأن يتم نقل اللاجئيين الآشوريين من تركيا وإيران إلى خارج العراق واستيطانهم في غويانا الانكليزية او في النيجر او البرازيل. لكن وبعد مباحثات مستفيضة بين بريطانيا وفرنسا من جهة وعصبة الامم من جهة اخرى، تم تمرير قرار من قبل بريطانيا بان يتم توطين وإسكان اللاجئين الآشوريين في شمال سوريا وشمال العراق في الجزيرة بين نهري دجلة والفرات وعلى ضفاف نهر الخابور(44).
الأيزيديون :
يتمركزون في الجزيرة السورية , ويقدر تعداهم بنحو 20 ألفاً , ويرجع بعض الباحثين أصولهم إلى القومية الكردية , وهناك من يرجعهم لأصل فارسي , وهم لا علاقة لهم بالخليفة الأموي الثاني يزيد بن أبي سفيان كما يتردد , أو حتى بمدينة يزد في فارس، بل هي مشتقة من الكلمة الفارسية "إيزيد" والتي تعني الملاك أو الإله(45).
2 - التكوين الديني والمذهبي :
سورية بلد جذب حضاري حيث إنها موطنٌ للأديان القديمة والديانات السماوية فهي تعد من حواضن المسيحية وكذلك سكنها اليهود ثم كانت أولى البلاد فتحاً بعد استقرار الدين الإسلامي وقيام الخلافة الراشدة , وباتت بعد الخلافة الراشدة مركزاً للخلافة الأموية , ومنها انطلقت جيوش الفتح حتى وصلت حدود فرنسا .
أ - المسلمون :
1 - السنة :
يشكل المسلمون الأغلبية ويعد المسلمون السنة في الصدارة من حيث العدد , وحين نقول السنة فإننا نشمل العرب السنة ومعهم الأكراد والتركمان والشركس فكلهم من أهل السنة , وأكثر مذهبين انتشاراً المذهب الشافعي , والحنفي , في حين ينحصر الحنبلي ببعض مدن الغوطة , ولاسيما دوما , في حين يكاد يتلاشى المذهب المالكي , وتقدر نسبة السنة بنحو 85%(46)
2 - الشيعة :
هناك خلط مقصود في تقدير عدد الشيعة في سورية حيث يُلحق بعض الباحثين عن جهل أو علم النصيرية العلويين بالشيعة وهناك من يُلحق الدروز أيضاً بالشيعة فتبدو الأرقام كبيرة وهذا خطأ بحثي وعقدي وهناك من لا يحسن التفريق بين الشيعة الاسماعيلية , والشيعة الإثني عشرية , وهذا ما سنبينه في بحث كل طائفة على حدة , مع التفريق بين الشيعة الموجودين على الأرض السورية , وبين المتشيعين من السنة والعلويين وبقية الطوائف , كذلك الشيعة القادمين من العراق , وإيران , ومناطق أخرى , واستوطنوا في سورية .
لم يظهر التشيع في دمشق كواقع اجتماعي إلا من خلال أسر معدودة , مثل (اللحّام , والنوري , والروماني , وسعد , والمرتضى , ونظام , وبيضون , ونحاس..) وغالبية هؤلاء كانوا في حي الأمين حيث افتتح لأبنائهم رجل الدين الشيعي محسن الأمين العاملي 1925, المدرسة المحسنية , ويتوزع الشيعة في حي الأمين والجورة قرب الأموي ، في حي يفصل حي اليهود عن حي النصارى ، وفي حي زين العابدين بالمهاجرين ، وفي الغوطة قرية عين ترما وقرية راوية ، وهذه دخلها التشيع من القرن الثامن الهجري ، وقرية نبل حلب، والفوعة ادلب، وحي البياضة بمدينة حمص، وقرية أم العمد ويسمون المتاولة أو الأرفاض وكانت نسبتهم عام 1953 4ر0% فقط (47)
وفي الثورة السورية استعان النظام بمليشيات شيعية من خارج سورية , تقاتل إلى جانبه , وتم تجنيس أعداد هائلة من الشيعة الإيرانيين , والعراقيين ,وكذلك بيع أراضٍ وأملاك لهم في دمشق .
وفد لعبت عدة عوامل في ظهور حالة التشيع , منها سياسية , واجتماعية , واقتصادية , فالمزاج السياسي العام للنظام كان في تحالف مع إيران الخمينية منذ قيام ثورة الخميني , ولا ننسى أن حافظ أسد أخذ شرعية حكم سورية بعد انقلابه من خلال فتوى دينية من موسى الصدر في عام 1973 أن النصيرية جزء من الإثني عشرية , وهذا يعني أن حافظ أسد يدين بالمذهب الشيعي , رغم محاولة حافظ أسد أن يظهر كزعيم قومي علماني , ولعل أول محاولة لنشر التشيع يشرف عليها النظام كانت من خلال جمعية المرتضى التي أنشأها جميل الأسد 1981 لنشر التشيع بين النصيرية , وسكان بادية حمص وحماة , ومن ثم قام بحلها بضغط من حافظ أسد في عام 1984 وقيل إن سبب حل الجمعية أن جميل الأسد أيد رفعت الأسد في محاولة الانقلاب على حافظ .
وقد فتح النظام الأبواب للعراقيين الشيعة إبان الحرب العراقية الإيرانية التي وقف فيها النظام إلى جانب إيران , كذلك سهل لإيران الهيمنة على مقامات تُنسب لآل البيت أو اختراع مقامات في الأراضي السورية .
وقد لعبت الظروف الاقتصادية السيئة للمواطن السوري دوراً مهماً في تقبل التشيع من خلال أعطيات مالية كانت تشرف عليها السفارة الإيرانية في دمشق , وكذلك الانتشار الهائل للمطبوعات الشيعية التي كانت تُقدم مجانا أو بأسعار رمزية من خلال الملحقية الثقافية , وفتح التلفزيون السوري لأحد معممي الشيعة ليقدم برامج دينية عبد الحميد المهاجر , وفي عهد بشار الأسد بدأت تنتشر الحسينيات علناً في المدن والأرياف , وقد ساعدت المخابرات السورية بذلك , وكان من مؤيدي نشر التشيع المفتي أحمد حسون الذي لم يخف تشيعه .
وثمة أسباب اجتماعية , وقد تمّ ذلك من خلال التواصل مع القبائل التي تنُسب أو تحسب على النسب الشريف , وقد كان التواصل عن طريق وعاظ معممين من عراقيين , وإيرانيين .
وقد انبهر البسطاء بالانتصارات الوهمية لحزب الله في لبنان , وشعار المقاومة ضد إسرائيل .
ولا توجد أرقام دقيقة لنسبة المتشيعين , ولكنها تقدر بـ 80 ألفاً من العلويين والسنة والإسماعيليين وهي الآتية :
نسبة المتشيعة السَّنة هي 21 %، ونسبة المتشيعة الإسماعيلية هي 9% ونسبة المتشيعة العلويين هي 70%، أي أن نسبة المتشيعة السُّنة تحتل الدرجة الثانية، وتمثل قرابة ثلث عدد المتشيعة العلويين، وأكثر من ضعف المتشيعين الإسماعيليين(48).
أ - العلويون :
العلويون هو اسم حديث أطلقته فرنسا عليهم , وهم تاريخياً معروفون باسم النصيرية, ومؤسس هذه الفرقة هو أبو شعيب محمد بن نصير النميري البصري المتوفي عام 260 هـ الذي عاش في العراق , وادعى أنه الباب للإمام الحادي عشر الحسن العسكري وهو الذي جمع عقائد الفرق الشيعية المتطرفة ليصوغ منها المعتقدات النصيرية التي اتسمت بالسرية وأهمها تأليه الصحابي علي بن أبي طالب والقول بالتناسخ وتأويل كل الأوامر الشرعية بأن لها باطناً يخرجها عن مفهومها الشرعي، وجاء بعده محمد الجنبلاني الذي رحل من إيران إلى مصر وهناك تبعه الحسين بن حمدان الخصيبي الذي حاول نشر مبادئ هذه الفرقة عندما استقر في حلب أيام الدولة الحمدانية(49).
وتذهب بعض التقديرات إلى أن نسبتهم في سورية في أعلى تقدير نحو 11% وحقيقة لو عدنا لما ذكرناه آنفاً من تشيع حصل في هذه الطائفة , إضافة لمجيء أعداد منهم من لواء اسكندرون بعد أن ضمته تركيا , نجد أن النسبة غير دقيقة , وفي أفضل حالاتها لا تزيد عن 9% .
والنصيرية في أدبياتهم لا يقرون بانتمائهم للدين الإسلامي(50). , ومن الصعوبة أن يبوحوا بمعتقداتهم , ومن يفعل ذلك قد يكلفه حياته كما حصل مع صاحب الباكورة السليمانية في كشف أسرار الديانة النصيرية سليمان أفندي الأذني، أو كما يصف بعض مثقفي الطائفة أن العلوية ليست تتبع السنة أو الشيعة و وقد عبر عن ذلك آفاق أحمد أحد المنشقين عن النظام : بأن العلوية ليست ديناً بل تيار فلسفي , والعلويون ليسوا شيعة لا سياسياً ولا دينياً(51).
وتعد الفرقة النصيرية مكفرة عند الشيعة الأمامية وذلك بفتوى المجلسي في بحار الأنوار(52) , وغالبية كتب الشيعة , ويتوزع العلويون في جبال الساحل السوري , وقرى سهل الغاب , وحمص .
وهناك من العلويين فرقة انشقت عنها إبان الاحتلال الفرنسي , وتعرف بالمرشدية ,أو اتباع سلمان المرشد الذي أعدمه الحكم الوطني في 1946 , وقد كان قبل ذلك عضواً في البرلمان السوري , واتباع هذه الفرقة تعد بالآلاف(53).
ب - الإسماعيليون :
تعد الاسماعيلية ثاني اكبر جمهور الشيعة بعد الاثني عشرية, ولعل معظم جمهور الاسماعيلية يتركز في شبه القارة الهندية، سورية، العربية السعودية، اليمن، وشرق القارة الافريقية, وفي الآونة الاخيرة، انتشرت الاسماعيلية في القارة الاوروبية وأمريكا الشمالية نتيجة هجرات الاسماعيليين لتلك الأماكن وتشترك الاسماعيلية مع الاثنا عشرية بمفهوم الأئمة المنحدرين من النبي صلى الله عليه وسلم ، وابنته فاطمة رضي الله عنها , ولكن انشق الاسماعيليون عن جمهور الشيعة الاثنا عشرية عند الامام السادس جعفر الصادق ومن سيخلفه من ابنائه, فجنح الاسماعيليون مع ابن جعفر الصادق الأكبر اسماعيل بينما تبنى الاثنا عشريون ابنه الأصغر موسى الكاظم.
وهناك من يقدر عدد الإسماعليين في سورية بـ 1% وهذا لا يتسق مع الواقع , فهم يقيمون في مدينة سلمية , التابعة التابعة لمحافظة حماة(54), وهي مدينة صغيرة ذات غالبية إسماعيلية , ويقدر عدد سكانها بنحو مئة وستة آلاف , وجزء في مصياف وكما أسلفنا فإن كثيراً من أتباع الاسماعلية تسنن أو تشيع .
ج – الدروز :
هي فرقة باطنية تؤلِّه الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله ، أخذت جل عقائدها من الإسماعيلية، وهي تنتسب إلى نشتكين الدرزي، نشأت في مصر لكنها لم تلبث أن هاجرت إلى الشام، عقائدها خليط من عدة أديان وأفكار ، كما أنها تؤمن بسرية أفكارها ، فلا تنشرها على الناس ، ولا تعلمها لأبنائها إلا إذا بلغوا سن الأربعين .
وقد كان للدروز دور مشرف في الثورة السورية الكبرى 1925 , وبرز منهم سلطان باشا الأطرش قائد الثورة ، كذلك لم يقبل الدروز الانفصال عن سورية ، وبعد الاستقلال رفض الدروز أن يشملهم قانون الأحوال الشخصية المستمد من المذهب الحنفي , وقد تمّ لهم أن تكون معاملاتهم حسب معتقداتهم أسوة بالمسيحيين(55).
يعيش غالبية الدروز في محافظة السويداء , وفي الجولان المحتل , وفي بعض مناطق ريف دمشق كـ جرمانا , وصحنايا , وبعض قرى إدلب ، وقد تناقص عدد الدروز كثيراً بسبب الهجرة إلى الأمريكيتين , وعدة دول غربية , يُقدر عدد الدروز بـ 121 ألفاً(56).
ب - المسيحيون :
تعد بلاد الشام الموطن الأول للمسيحية , ومهد السيد المسيح عليه السلام , وسورية الجزء الأكبر من بلاد الشام تعد إحدى حواضن المسيحية عبر التاريخ , ولا يمكن دراسة التاريخ المسيحي بمعزل عنها , ونستطيع أن نقول : إن غالبية أبنائها قد تحولوا إلى المسيحية لأمرين : الأول لكون بلاد الشام هي مهد المسيح وما زال سكان معلولا يتكلمون لغة السيد المسيح –الآرامية - إلى الآن .
والثاني لاعتناق الامبراطورية الرومانية الديانة المسيجية واعتبارها ديناً رسمياً لها , حيث اعتنق الإمبراطور الروماني قسطنطين الديانة المسيحية 306 – 337 م، وسورية كانت تحت الاحتلال الروماني حتى الفتح الإسلامي .
ورغم ما تعرضت له العقيدة المسيحية من تغيير ودخول عقائد الروم إليها بعد أن اتخذها الروم ديانة , إلاّ أنّ الصبغة العامة لبلاد الشام , وبقية أجزاء الامبراطورية الرومانية كانت تدين بذلك , وقد دخل عرب سورية في تلك الديانة , ومنها إمارة الغساسنة , وكذلك قبيلة تغلب , وطيء , وكثير من القبائل العربية , وقد قاتل قسم كبير من القبائل العربية إلى جانب جيش الفتح الإسلامي , وقد تأثر السوريون عامة والدمشقيون خاصة بديانات الدول التي احتلتهم. ففي البدء غلبت الديانات الوثنية مع بعض التجمعات السكانية التي آمنت بالديانة اليهودية ومن ثم المسيحية إلى أن اعتنقت الإمبراطورية الرومانية الديانة المسيحية حيث بدأت المسيحية بالإنتشار الواسع, وبعد انقسام الإمبراطورية في القرن السادس للميلاد بقيت الكنيسة تتبع ديانة البيزنطيين الذين ورثوا حكم بلاد الشام(57).
وفي الفتح الإسلامي لم يجبر المسلمون السكان على تغيير دينهم , وقد لعب نصارى الشام دوراً بارزاً في الإدارة , والمالية , في دواوين ولاية الشام لاتقانهم اللغة الرومية ,حتى تمّ التعريب زمن عبد الملك بن مروان .
وعبر تاريخ طويل ظل الوجود المسيحي هو الثاني بعد الإسلامي , وكانت العلاقة تمتاز بالود بين أصحاب الديانتين , ولم يُسجل صدام بينهما مطلقاً , ولكن ثمة محطتين مهمتين يمكن التوقف أمامهما : الأولى الامتيازات الأوربية , وحماية الأقليات المسيحية وقبول السلطنة العثمانية بالمساواة بين المواطنين(58). والثانية اضطرابات دمشق عام 1860(59).
بدأ تناقص عدد المسيحيين في سورية , منذ نهاية القرن التاسع عشر , وبداية القرن العشرين نتيجة الهجرة للأمريكتين , ولم تقتصر الهجرة على المسيحيين بل شملت أيضاً المسلمين , وعندما احتلت فرنسا سورية كان تُقدر نسبة المسيحيين بنحو 20% , في حين قُدرت نسبة المسيحيين حتى انطلاق الثورة السورية أقل من 10% ، وبعض الدراسات تقدرهم بـ 8% , وهذه النسبة تشمل المسيحيين بكل فئاتهم العربية وغير العربية ومذاهبهم , ومسيحيو سورية متنوعون طائفياً فهناك الروم الأرثوذكس , وهم الأغلبية ، يليهم السريان الأرثوذكس ، والروم الكاثوليك مع وجود جماعات مختلفة من اللاتين والبروتستانت , والموارنة والكلدان والآشوريين والسريان الكاثوليك والأرمن، وتحوي حلب وحدها عشر أبرشيات في حين تعدّ دمشق كرسي بطريركي ومقرًا لثلاث كنائس على مستوى العالم هم بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس ,وبطريركية أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس,وبطريركية أنطاكية والقدس والإسكندرية للروم الملكيين الكاثوليك، وأغلب مسيحيي سورية على تنوّع مشاربهم يتكلمون العربية، مع بعض الاستثناءات المتعلقة بمنطقة معلولا مثلاً حيث تستخدم الآرامية , وبعض قرى الجزيرة حيث تستخدم السريانية.ويشكل الروم الارثوذكس الغالبية ,وهم يتوزعون على كافة المناطق السورية(60).
ج - اليهود : قلّ عددهم كثيراً سواء بعد 1948 أو بعد سماح حافظ أسد لهم بالهجرة عام 1992 , وكانوا جزءاً من النسيج الاجتماعي السوري , لا يوجد إحصاء رسمي لعددهم , وإن هناك تقديرات أنهم بالمئات , وقبل هجرة اليهود كانوا ينتشرون في المدن السورية بأحياء تُنسب لهم(61).
ثالثاً - حافظ أسد وتكريس الطائفية السياسية :
رغم أن حافظ أسد كان ينتمي إلى حزب البعث العربي الاشتراكي القومي التوجه إلاّ أنه يعد من أهم من كرس الطائفية في الجيش قبل أن يصل إلى السلطة , فقد أثبتت الأحداث أنه يعمل بغريزته الطائفية , فقد عمل الأسد ورفقاؤه في اللجنة العسكرية, على علونة البعث , وعلونة السلطة , وقد بدأت عمليات تطييف الجيش والبعث منذ انقلاب 8 آذار 1963 , واشتد مع تسلم الأسد لوزارة الدفاع في عهد نور الدين الأتاسي 1966 - 1970 , وبلغت ذروتها بعد انقلاب الأسد , حيث بدأ بإزاحة السنة من الجيش , والسلطة , ويفجر أسوأ أحداث شهدتها سورية بين عامي 1978 - 1982(62).
ولعل المأزق الذي تعرض له بعد انقلابه في 16- 11- 1970 هو الانتماء للطائفة النصيرية , وكان يبحث عن حلّ جذري حتى لا يتعارض مع المادة الثالثة لدستور البلاد في أن يكون دين رئيس الجمهورية الإسلام , وقد سعى للحصول على فتاوى من شيوخ الشيعة في لبنان وإيران لاعتبار العلويين طائفة من الشيعة لوجود مادة في الدستور السوري - حاول الأسد حذفها لكنه لم يفلح - تنص على أن دين رئيس الدولة الإسلام، حيث أن أهل السنة والشيعة الإثنى عشرية لا يَعتبرون العلويين الذين ينتمي إليهم الأسد مسلمين ، وسرعان ما لجأ الأسد إلى رجل الدين الشيعي الإمام موسى الصدر، فأصدر له في تموز 1973، فتوى تقول بأن العلويين مسلمون، وهم طائفة من الشيعة(63).
واعتمد حافظ الأسد على الأسرة والطائفة لكي يثبت أركان حكمه فقد اعطى مناصب عسكرية ومدنية لأخوته , وانسبائه , قبل أن يبدأ فيما بعد بإعداد أولاده لتوريث الحكم , ويذكر باتريك سيل أن والد حافظ أسد تزوج مرتين وأنجب ما يزيد على أحد عشر من البنين والبنات ، وكان حافظ الابن الرابع من الزوجة الثانية ناعسة ، ولعل من عُرف بالحياة السياسية السورية من أشقاء حافظ هما رفعت وجميل ، فرفعت الأسد وهو الشقيق الصغير لحافظ , كان موظفاً بسيطاً في الجمارك , وخدم عريفاً في الجيش , وبعد انقلاب 1963 سرحت دفعة كانت في الكلية العسكرية ، وجلبت دفعة بديلة على عجل معظمها من المعلمين من طوائف معينة ، وكان منهم رفعت أسـد وتخرجت هذه الدفعـة بعد سنة ونصف فقط وسميت بدورة البعث الأولى , وقد ترفع في الرتب , والامتيازات حتى أصبح نائباً لحافظ أسد , وقائداً لمليشا سرايا الدفاع , وقد ارتكب مجازر تدمر وجسر الشغور وحماة(64). حتى حاول الاستيلاء على السلطة إبان مرض حافظ أسد 1984 , وقد تمّ التفاهم معه بالخروج من سورية , مقابل مبلغ مالي , وتبرع معمر القذافي بالمال لحافظ أسد الذي أعطى قسماً منها لرفعت , والبقية وضعت في البنك المركزي السوري الذي كان وقتها في حالة إفلاس(65) , أما الشقيق الآخر جميل الأسد لا تختلف حياته عن رفعت إلا أنه فضلّ الوظائف المدنية , فقد حصل جميل الأسد على الشهادة الإعدادية من مدرسة بانياس وترك الدراسة وعمل موظفاً في الأمن العام براتب صغير في مركز الأمن العام في شركة نفط العراق في بانياس ثم دفع به حافظ أسد رئيساً لبلدية القرداحة , ثم عضواً في مجلس الشعب 1973 ,ثم أصبح عضواً في المؤتمر القومي الثاني عشر لمنظمة الحزب الحاكم حزب البعث العربي الاشتراكي , أسس جمعية المرتضى 1981 التي كانت تدعو للتشيع , ثم انتقل للتجارة غير المشروعة(66).
وقد دأب حافظ أسد على تمكين أخوته , وابنائهم , وأولاد أخواته , ولم يهمل أسرة آل مخلوف أشقاء زوجته أنيسة مخلوف وأطلق أيديهم في سورية , في وظائف عسكرية , ومدنية حساسة , وكذلك تهيئة أولاده , ولاسيما بعد خلافه مع رفعت الأسد , فبدأ بتهيئة ابنه البكر باسل - مات بحادث سير غامض في يناير 1994 - , ومن ثم بشار الذي خلفه في الرئاسة بعد وفاته في 10-6-2000 , وقد وضع أبناءه في الجيش , بعد تخرج كل ولد منهم من الدراسة الجامعية .
وعمد حافظ أسد إلى جعل النسبة الأعلى في الجيش والأمن لأبناء الطائفة النصيرية , وجعل هاجس الوجود عند الطائفة بالتخويف من الأكثرية السنية , فقد أحاط حافظ أسد نفسه منذ الأيام الأولى لتوليه السلطة بعدد من الأقارب الذين بقى بعضهم معه في الحكم حتى وفاته، ويمكن ملاحظة تولي أقارب الرئيس وأصهاره وأبناء عشيرته من المتاورة في أعلى المناصب العسكرية وأهم الفعاليات الاقتصادية، وذلك في فرقة سرايا الدفاع التي أسسها عام 1971 وأسند قيادتها إلى شقيقه رفعت، والحرس الجمهوري الذي أسسه عام 1976، وأوكل إلى ابن عم زوجته أنيسة مخلوف قيادته ، والقوات الخاصة التي أسندت قيادتها إلى اللواء العلوي علي حيدر ، ومن بعده ابن عشيرته اللواء علي حبيب. وكذلك الفرق المدرعة الأولى والثالثة والرابعة التي أسندت قيادتها إلى مقربيه إبراهيم صافي، وشفيق فياض وحكمت إبراهيم تباعاً، إضافة إلى المناصب القيادية الأخرى التي أسندت إلى أقاربه مثل : اللواء علي أصلان رئيس الأركان ، واللواء علي صالح قائد قوات الدفاع الجوي ، واللواء عدنان بدر الحسن قائد الفرقة التاسعة ، واللواء محمد إبراهيم العلي قائد الجيش الشعبي ، وكان أغلبهم أعضاء في القيادة المركزية لحزب البعث(67). وحين ننظر إلى الجيش السوري نجد أن من كانت لهم مراكز متقدمة من السنة كوزير الدفاع مصطفى طلاس , وقائد سلاح الطيران ناجي جميل - حتى 1978 - لم يكن لهما من وزن حقيقي في الجيش , فكل مراكز القوى كانت بيد الضباط النصيرية, وتجد أن النسبة لصالح العلويين في الكليات العسكرية , أي في العمل العسكري المحترف ونسبة متدنية للسنة وبقية الطوائف , وهذا استمر مع حكم بشار الأسد وفي تقرير عن الجيش السوري يشمل 12 دورة أي من 1987 – 2009 كان الآتي : بلغ عدد الضباط الخريجين المشمولين بالبحث 2336 ضابطاً، منهم 1786 علوياً، وبنسبة 76.5 في المئة، و368 سنياً، بنسبة 15.5 في المئة، و182 ضابطاً من الأقليات الأخرى، بنسبة 8 في المئة, ويشكل هؤلاء الضباط وزملاؤهم الكتلة الرئيسة من الضباط الميدانيين والقياديين في الجيش السوري اليوم، إذ تتراوح أعمارهم بين 27 و 48 سنة، على اعتبار أن سن الالتحاق بالكليات العسكرية يبدأ من عمر 18 سنة. وهيمنة العلويين على هذا الجيش تزداد مع الترقي في الرتب، وعند تقلد المسؤوليات الحساسة، فهم يشكلون غالبية قادة أجهزة الأمن وعناصرها، ومعظم قيادات الأسلحة الاستراتيجية كالطيران والصواريخ، فيما يقلد السنّة وبعض أبناء الطوائف الأخرى مناصب شكلية لإعطاء انطباع صوري بتوزيع ما للسلطة، لكن أولئك السنّة في المناصب القيادية، ليست لهم أي صلاحيات تقريرية، ويوكل أمر اتخاذ القرارات فعلياً لمعاونيهم أو نوابهم من العلويين(68).
واتضحت العلاقة الطائفية بين إيران ونظام الأسد بعد الثورة الخمينية 10-2-1979, بوقوف حافظ أسد إلى جانب إيران في الحرب العراقية الإيرانية التي بدأت 21-9-1980, وانتهت في 8-8- 1988 , متخطياً شعارات البعث القومية , وكان عليه أن يواصل الهيمنة العسكرية والأمنية والسياسية على لبنان، فضلاً عن تمكين الشيعة في لبنان حيث بدأ السفير الإيراني في دمشق وممثل الولي الفقيه في هذه المنطقة محمد حسن اختري إقامة دولة حزب الله داخل الدولة اللبنانية(69).
وكان حافظ أسد قد دخل إلى لبنان 1976 تحت غطاء عربي لإنهاء الحرب الأهلية في لبنان , وإذ به يمد يد المساعدة للمسيحيين ضد الفلسطينيين , ومليشيات أمل الشيعية , ومن ثم يتعاون مع إيران في إنشاء حزب الله 1982 التابع للولي الفقيه في قم , وقد كان تأسيس حزب الله في لبنان إحدى تجليات فكرة تصدير الثورة التي جاء بها الخميني ويعد السفير الإيراني السابق لدى سورية، محمد حسن أختري الأب الميداني لحزب الله الذي أخذ الفكرة وليدة من الأب الروحي لحزب الله السفير الإيراني الأسبق لدى سورية، علي محتشمي، وحولها إلى حقيقة واقعة(70) وقد مكّن حافظ أسد لحزب الله في لبنان , وحوله لدولة داخل الدولة اللبنانية بذريعة مقاومة إسرائيل , وحق المقاومة بتحرير جنوب لبنان .
رابعاً - الثورة السورية :
لم تتغير سياسة بشار الأسد عن أبيه , من حيث القبضة الأمنية أو الامتيازات الطائفية ,وتكريس حكم الأسرة , والفساد حيث احتلت سورية المرتبة 127 حسب تقرير منظمة الشفافية الدولية عام 2010 , فضلاً عن زيادة معدلات البطالة والهحرة , وغياب الحريات , وسيطرة الإعلام الموجه , وانعدام الحياة السياسية , والتحالف الاستراتيجي مع إيران تحت مسمى حلف المقاومة والممانعة , كذلك فتح الباب على مصراعيه لحملات التشيع في سورية , وبناء الحوازات , والهيمنة على المقامات من قبل إيران , فضلاً عن استثمارات إيرانية ضخمة في سورية .
فجاءت الثورة السورية في 15 – 18 آذار 2011 سلميةً , قبل أن يحولها قمع النظام إلى ثورة مسلحة, وهي استمرار للحالة الثورية التي عُرفت بالربيع العربي , والتي بدأت في تونس , وقد كان شعار الثورة السورية "واحد واحد الشعب السوري واحد" حتى لا تُحسب أنها ثورة من طائفة ما , ولكن النظام سارع منذ اليوم الأول لمحاولة تطييف الثورة , فقد عزف النظام على وترين الطائفية , والإرهاب ، وسرعان ما جرى اللعب في المسألة الطائفية , فالوعي الشعبي لم ينطلق مما هو طائفي أو ديني , لكن السلطة وجدت أن أفضل السبل لمواجهة ثورة كبيرة ممكنة هو التخويف من الأصولية السلفية , ومن الإخوان المسلمين , والإمارات الإسلامية لإظهار الثورة وكأنها تمرد أصولي(71).
وبنى النظام استراتيجيته على تحويل الثورة من أجل الحرية , وإقامة الدولة الديمقراطية المدنية إلى اقتتال طائفي يشق المجتمع، ويحد من اندفاعته الثورية, ولم يترك وسيلة إلا وجربها كي يشق الشعب ويضعه في مواجهة بعضه بعضاً(72) فلعب على الوتر الطائفي منذ اللحظة الأولى للثورة, وقام بتخويف الأقليات , وحاول تطييف الثورة السورية وصنّع شعاراتٍ طائفية نسبها للثوار السلميين بغية جعل الثورة تبدو طائفيةٌ(73) , وقد ردّ المتظاهرون السلميون بعدة مظاهرات تحمل أسماء لها دلالات على وحدة الشعب السوري(74) ثم حاول النظام تسليح فئات مختلفة من الشعب السوري وبث الفتن بغية دخول تلك المكونات في صراع طائفي ليظهرَ حامياً للأقليات , فعمد إلى تطييف الأقليات وإشاعة الفكر الفئوي المستند إلى معايير وقيم ووقائع متباينة الطابع، تؤدي غرضاً رئيساً هو تقويض وحدة المجتمع ومشتركاته الجامعة والعليا، وإحلال انتماءات دنيا محلها لها دائما فعل تفريقي يمكن أن يتحول عند الضرورة إلى ممارسات تمزيقية(75).
كما أنه منذُ أن انطلقت الثورة السورية ادعى النظام أن ثمة جماعاتٍ إرهابيةً تندس بين المتظاهرين , وتطلقُ النارَ على الناس , وقوات الأمن معاً, وكانت التسميات التي يرددها (وهابيين , تكفيريين , قاعدة , سلفيين) وقد منعَ وسائل الإعلام العالمية من تغطية تلك التظاهرات حتى يبقى النظام مصدر الخبر , بل ذهب لأبعد من ذلك باتهام وسائل الإعلام أنها تفبرك الأخبار عن سورية .
ومع ترك الشعب السوري لمصيره , وتعطيل مجلس الأمن من خلال الفيتو الروسي الصيني , والاستخدام المفرط للقوة من قبل النظام بدأت العسكرة تهيمن على المشهد السوري , وموجة الانشقاقات من الجيش , وظهور الكتائب التي تحمل التسميات الإسلامية , حتى ظهر تنظيم الدولة الإسلامية العابر للقومية والحدود الذي سيطر على مناطق واسعة كانت تحت سلطة الجيش الحر , وقاتل كتائب الجيش الحر , وجبهة النصرة التي كانت تقاتل النظام وكان ضحاياه من السنة أكثر من بقية الطوائف , ولم يخض معارك فعلية مع النظام . (76) كما فتح النظام البلاد للمقاتلين الطائفيين من كل مكان وتشكلت مليشيات طائفية شيعية تقاتل الشعب السوري تحت ظله , وهي الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني , وعصائب أهل الحق العراقية , ولواء الفاطميين , وجيش المهدي حتى قدر عدد المقاتلين الشيعة بنحو 30 ألفاً(77)
وظهرت الأرقام مذهلةً في عدد الضحايا, والمعتقلين , والمهجرين , وحجم الدمار الذي تعرضت له المدن السورية , أو كما وصفت الأمم المتحدة أن حجم الدمار في سورية لم يسبق له مثيل(78) وأن فاتورة إعادة البناء حسب تقارير دولية تصل لنحو500 مليار دولار(79) لكن الملفت للنظر أن الضحايا الذين سقطوا على يد النظام , والمعتقلين , والمغيبين قسراً والمهجرين تكاد تنحصر بالسنة(80).
وعلى الرغم من أن أقلية طائفية تمارس انتهاكات لحقوق الانسان وتمارس الابادة الجماعية وجرائم ضد الانسانية ضد الأكثرية إلا انه منذ أن بدأت الثورة السورية فقد أثيرت قضية الأقليات العرقية والدينية في سورية , واستُخدمت بأساليب مختلفة , تارة بالتخوف على وجودهم , وأخرى بحلول تغير من شكل الدولة , واسم الدولة , ووصلت بعض الدعوات إلى الفدرلة , وما بعد الفدرلة علماً أن سورية دولة بسيطة منذ نشوئها الحديث ومصطلح الأقليات سياسي وليس سكانياً يعبر عنه في الدول المتقدمة كحالة سياسية عن الكتل السياسية داخل البرلمانات، والدولة ذات شعب واحد , قد ينتمي لأعراق وأديان , ومذاهب , ولكنها تأخذ اسمها ولغتها وثقافتها وهويتها وجنسيتها من المكون الأكبر فيها(81)
، وإن إثارة مسألة الأقليات في سورية بعد الثورة تذكرنا بما حصل في القرن التاسع عشر من التدخلات الدولية – فرنسا , بريطانيا , روسية - في السلطنة العثمانية بذريعة حماية المسيحيين , والدروز, واليهود في بلاد الشام والتي انتهت بتمزيق السلطنة , وتقسيم بلاد الشام , وظهور كيان لليهود في فلسطين(82)
مع ان الثورة السورية قامت لإسقاط النظام المستبد الطائفي , وإقامة دولة مدنية ديمقراطية لكل السوريين، وتطبيق مبدأ المواطنة، بحيث ينال جميع السوريين حقوقهم السياسية، والثقافية، والدينية الكاملة، استنادا لما تقرره عهود ومواثيق حقوق الانسان، هو الحل الأمثل لتحقيق الطموحات والمطالب المشروعة للجميع، بحيث تكون الدولة السورية هي الوطن المشترك الواحد للسوريين كافة من دون استثناء أو تمييز، وغير القابلة للقسمة، ولا يوجد فيها مدن، ومناطق، ونواحي، وقرى خاصة لهذه القومية، أو الطائفة من دون غيرها، لا سيما وأن حرية التنقل، واختيار محل الاقامة من حقوق الإنسان، وهذه الدولة السورية المدنية الديمقراطية تتألف من شعب واحد، يتكون من قوميات عدة، لها رموز وطنية واحدة.
وانطلاقاً من هذا فإن حقوق الأقليات القومية، أو الدينية، أو اللغوية التي جاء ذكرها في العهود والمواثيق الدولية، وخاصة الإعلان العالمي لحقوق الانسان، والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، تنحصر بتطبيق مبدأ المواطنة في الدولة السورية، بحيث تنال حقوقها السياسية بتطبيق المادة 21 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والتي تنص على:
1 لكل فرد الحق في الاشتراك في ادارة الشؤون العامة لبلاده: أما مياشرة وأما بواسطة ممثلين يختارون اختياراً حراً.
2 لكل شخص نفس الحق الذي لغيره في تقلد الوظائف العامة في البلاد.
وتنال حقوقها الثقافية والدينية واللغوية بتطبيق المادة 27 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية والتي تنص على : لا يجوز في الدول التي فيها أقليات اثنية، أو دينية، أو لغوية، أن يحرم الأشخاص المنتسبون إلى الأقليات المذكورة من حق التمتع بثقافتهم الخاصة، أو المجاهرة بدينهم، واقامة شعائره، أو استخدام لغتهم بالاشتراك مع الأعضاء في جماعتهم.
فضلاً عن الايمان الكامل باحترام وتطبيق المادة 13 من الإعلان العالمي لحقوق الانسان التي تؤكد على الحق في التنقل والسكن وتنص على : 1 - لكل فرد حرية التنقل واختيار محل اقامته داخل حدود كل دولة(83).
وبناء على ما تقدم نخلص إلى :
إن التدخل في الشأن الداخلي , والمكون المجتمعي في بلاد الشام ,بدأ قبيل نشوء الدولة السورية الحديثة , وحين احتلت فرنسا سورية , فإنها سارعت لأمرين الأول تقسيم سورية إلى كانتونات عرقية , ومذهبية, والثاني إنشاء جيش الأقليات أو ما عُرف بجيش الشرق.
وبعد الاستقلال لم تنعم سورية بالاستقرار السياسي بسبب الانقلابات العسكرية , وسيطرة العسكر على الحياة السياسية , ووأد الديمقراطية .
ولم يكن الجيش السوري مؤسسة وطنية بالمعنى الدقيق , بل كان مجالاً رحباً للأهواء السياسية , والطائفية , وقد تبدى ذلك بعد سيطرة حزب البعث على السلطة .
وقد استخدم الطائفيون حزب البعث العربي الاشتراكي سبيلاً للحكم , وتكمين الطائفة , ومن ثم الأسرة وبخاصة حافظ الأسد
وإن النسب السكانية التي توردها كثير من المراكز البحثية غير دقيقة , فهناك هجرات حصلت من خارج الحدود لأعراق , ومذاهب , نتيجة حالة التسامح التي عليها البلاد , وقبول الآخر , والغالبية في سورية من العرب ومن حيث الدين والمذهب المسلمون السنة وبالتالي فهي دولة عربية مسلمة , ويبدو أن منح الأكراد المكتومين الجنسية السورية من قبل النظام في بداية الثورة , بغية خلق واقع جديد , قد يفضي لانفصال جزء من سورية .
وإن ثمة تغييرات سكانية صنعها النظام في الثورة السورية , من حيث تهجير غالبية سنة حمص 85% من سكان حمص , ومنح الجنسية السورية لشيعة عجم في سورية , وتمكينهم من شراء العقارات .
إن الثورة السورية لم تكن طائفية , أو حاضنة للإرهاب , وإنما تم ذلك من خلال النظام الطائفي , بغية حرف الثورة عن أهدافها .
عمد النظام إلى خلق حالة من الانقسام المجتمعي , وتخويف الطوائف من السنة
والحل يكمن في قيام دولة سورية مدنية ديمقراطية لكل السوريين قائمة على أساس المواطنة.
ـــــــــ
الهوامش :
1- د. ماري شهرستان ، تاريـخ سـورية تحت الانـتـداب الفرنسي 1920 – 1946 , الموقع على الانترنت : http://www.ssnp.info/index.php?article=64461
2- نجلاء سعيد مكاوي ، مشروع سورية الكبرى : دراسة في أحد مشروعات الوحدة العربية في النصف الأول من القرن العشرين , ط 1, مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، 2010 ، ص 50.
3- محمد عبد الكريم حجيل ، انقلاب حسني الزعيم في سورية دراسة في الاسباب والنتائج، جامعة القادسية - كلية التربية , العراق .
4- صلاح العقاد ، المشرق العربي المعاصر ، القاهرة ، 1998 , ص 67.
5- عوني عبد الهادي ، مذكرات عوني عبد الهادي، تحقيق خيرية قاسمية ، بيروت ، 2002 ، ص 364.
6- أحمد عبد الكريم ، أضواء على تجربة الوحدة , ط2 , الأهالي للطبع والنشر , دمشق , ص 11.
7- المصدر السابق , ص 21.
8- الانفصال بين سورية , ومصر , ويكيبيديا الموقع على الأنترنت: http://ar.wikipedia.org/wiki/
9- الأسبوع العربي, العدد رقم 132, تاريخ 18 كانون الأول 1961.
10- د. غسان محمد رشاد حداد ، من تاريخ سورية المعاصر, 1946 - 1966 : أوراق شامية, ط 1 ، مركز المستقبل للدراسات الاستراتيجية ،عمان, 2001 ، ص 170 -171.
11- المصدر السابق ,ص 174.
12- نيقولاس فان دام , الصراع على السلطة في سورية , ط3, 2006, ص 39.
13- سامي الجندي , البعث,ط دار النهار,بيروت , 1969 , ص 39-40 .
14- نيقولاس فان دام, الصراع على السلطة في سورية, مصدر سابق ,ص 42.
15- منيف الرزاز , التجربة المرة,ط1, مؤسسة منيف الرزاز للدراسات القومية , ص, 158- 159.
16- نيقولاس فان دام , الصراع على السلطة في سورية ,مصدر سابق , ص ,63.
17- باتريك سيل ,الأسد والصراع على الشرق الأوسط

الشيوعية والاسلام

الشيوعيه والإسلام
----------------
هل الشيوعيه لديها مشكلة مع الإسلام؟
أم الإسلام لديه مشكلة مع الشيوعيه؟!

في حقيقة الأمر، الشيوعيه ليست لديها مشكلة لا مع الإسلام ولا مع غيره من الأديان..!

(طبعاً الكلام هذا صادم بالنسبة لكثير من الناس )

للتوضيح أكثر،
سنطرح بعض الأسئلة ومن خلال الجواب عليها
سنعرف أين تكمن المشكلة؛

- هل الدول القائمة على الأنظمة الشيوعيه تمنع المسلمين من ممارسة شعائرهم الدينية؟!
- الجواب (لا). لا تمنع.!
إذن هذا يعني أن الشيوعيه ليست لديها مشكلة مع الإسلام..!

- هل المسلمين الذين عائشين في الدول الشيوعيه راضين عن ذلك النظام الشيوعي أم ساخطين؟!
- الجواب راضيين
هذا يعني أيضاً أن الشيوعيه ليست لديها مشكلة مع المسلمين.!!

طيب طالما الشيوعيه بشكل عام ليست لديها مشكلة مع الأديان، ومن ضمنها الإسلام،،
والإسلام بشكل خاص ليس لديه مشكلة مع الشيوعيه
لماذا الشعوب العربية والإسلامية لا تتخذ الشيوعيه كوسيلة ناجحة في الحكم؟!
سواءً كانوا مسلمين أم غيرهم..
لقد صَوَّر رجال الدين الشيوعيه على أنها كفر
لأن الشيوعيه تقضي على سلطتهم..
وتحد من إستغلال الدين في المكاسب السياسية لأي مذهب أو طائفة ولذلك يكفرونها..!
الشيوعيه تمنع منابر الدين من التحريض الطائفي ضد أبناء الوطن الواحد وهذا يقضي على نفوذهم..!
ولهذا ينبذونها.!!
الشيوعيه تمنع رجال الدين من الخوض في السياسة بإسم الدين ، ولذلك يكرهونها..!
الشيوعيه تساوي بين جميع المواطنين،
ورجال الدين ينظرون لأنفسهم بأنهم صفوة المجتمع حتى لو كانوا على خطأ،
لذلك يزندقونها.!!!
الشيوعيه تعطي الحق لأي مواطن أن يشغل المناصب العليا في الدولة اذا انطبقت فيه الشروط القانونية الواجب توفرها،،
ورجال الدين لا يعطون ذلك الحق إلا لمن كان من جماعتهم أو مذهبهم أو سلالتهم..!!
ولذلك يدعون على الشيوعيه بالهلاك.!!
الشيوعيه تحرر عامة الناس من تبعية رجال الدين والموت في سبيل مايدَّعون..
ولذلك يحاربونها..!!
الشيوعيه تنفي صفة القداسة عن رجال الدين..
لذلك يرفضونها..!!
الشيوعيه تقول الإختلاف لا يفسد في المواطنة قضية..
ورجال الدين يقولون يجب ان تجتمع الأمة تحت رايتنا نحن حتى ولو بالقوة..!!
ولذلك يكرهونها..!!
الشيوعيه تمنع المتاجرة بالدين وتمنع استغلال جهل الناس بأمور دينهم.. ورجال الدين يستغلون جهل الناس بأمور دينهم من أجل مصالحهم الذاتية أو مصالح جماعتهم فقط ..
لذلك يحقدون عليها..!!
الشيوعيه تدعو أبناء الوطن الواحد جميعاً برغم إختلافهم إلى المضي قُدُماً نحو المستقبل..
ورجال الدين يجرّون المجتمع بكل أطيافه نحو الماضي..!!
الشيوعيه تدعو إلى الحياه والعمل والكسب والعيش الكريم في الحاضر والمستقبل..
ورجال الدين يدعون إلى الموت والدمار وتدمير الحاضر والمستقبل.!!!!
الشيوعيه تمنحك الحق الكامل في أن تتعبد لله بالطريقة التي تراها مناسبة..
ورجال الدين يريدون منك أن تعبد الله كما يرونه هم فقط..!!
الشيوعية ترى أن لكل فرد عقل مستقل بذاته وتختلف طريقة التفكير من شخص لآخر ..
ورجال الدين يرون أنهم فقط من لديهم عقول وعليك أن تفكر بطريقتهم هم فقط..!!

لذلك عندما يرى رجال الدين أن الشيوعيه ستجردهم من كل صلاحياتهم وامتيازاتهم التي منحوها لأنفسهم بإسم الدين،
كان لا بد عليهم من تحريض الناس على الشيوعيه
ووصفها على أنها كفر وزندقة .!!

-----------------------

14/10/2019

هل البربر من اصول عربية

هل البربر من أصول عربية في هذه الدراسة تكشف بعض البحوث عن علاقة بين لغة البربر وحياتهم وبيوتهم وما بين بعض التشابه لسكان الجزيرة العربية وبالأخص اليمن "مهد العروبة" ووجد الباحثون بعض التشابه بين اللغة المحلية في محافظة ظفار وما بين بعض مفردات الامازيغية يقول أحد الباحثين اليمنيين:
أنا ليس لدى أدنى شك بأن البربر عرب اقحاح يشهد بذلك ما يقول به المؤرخون والعلماء من أن شبه جزيرة العرب والهلال الخصيب هما مصدر هجرة البربر الى بلاد شمال افريقيا ويشهد بذلك علم دراسة الجماجم القديمة، ودراسة جذور السلالات التي اثبتت أن البربر لا يؤلفون جنسا مستقلا بذاته وانما قدموا من الجزيرة العربية والهلال الخصيب ويشهد بذلك الاشتراك والتطابق في العادات والتقاليد والاساطير والديانة ما بين البربر وشعوب المشرق العربي منذ القدم، ويشهد بذلك التشابه الحقيقي والعميق ما بين الموسيقى اليمنية والبربرية، ويشهد بذلك التشابه الذي يكاد يصل الى حد التطابق ما بين الفن المعماري اليمني وما بين الفن المعماري البربري.
إن اللغة وما غيرها هي من سيحسم الامر في قضية عروبة البربر.
وقبل أن ندخل في موضوع اللهجات البربرية يتحتم علينا ان نتكلم قليلا عن كتابة أصواتها: فقد كانت تكتب قبل دخول الاسلام الى المغرب العربي بأبجدية التيفيناغ وهي الفينيقية، والحقيقة ان النظرة الفاحصة المتأنية المتخصصة بل والسريعة غير المتخصصة ايضا تثبت ان ابجدية التيفيناغ عربية مثلها مثل اللسان التي كتبت به.
التيفيناغ لفظ محرف من كلمة فيناق يعني الفينيقية حيث ان العرب الأمازيغ أخذوا هذه الأبجدية من أشقائهم العرب الفينيقيين ثم طوروها بالتحوير والاضافة وهذا ما يحدث عادة للحروف والابجديات منذ سالف العصور.
تشبه حروف التيفيناغ حروف المسند العربي الجنوبي الذي في جنوب الجزيرة العربية ويؤكد الباحث السوري المتخصص في النقوش والكتابات العربية القديمة الاستاذ (محمد علي ماد علي) بأن أبجدية التيفيناغ بها إثنا عشر حرفا يشبه المسند بجنوب جزيرة العرب وهذا التشابه الكبير يوجد كذلك ما بين هذه الحروف البربرية والحروف الظفارية القديمة التي اكتشفها الباحث (علي أحمد الشحري) بجنوب السلطنة.
بل ويؤكد الدكتور (عثمان سعدي) في كتابه (الأمازيغ عرب عاربة) بأن أكثر من نصف حروف ابجدية التيفيناغ التي يستعملها الطوارق عرب الصحراء الكبرى متطابقة مع حروف ابجديات اللغات العربية القديمة التي اصطلح على تسميتها خطأ باللغات السامية.
بل ان الاستاذ (بات) الباحث اللغوي الانجليزي كما يوضح ذلك الدكتور (سعدي) يفرد فصلا كاملا في كتابه عن التشابه بين حروف التيفيناغ وبين ابجدية الفينيقية، ويتوصل الى ان اصل ابجدية الطوارق فينيقي.
وبعد كلامنا عن الصور التي رسمت عليها أصوات اللسان البربري بفروعه المتعددة وجب الحديث عن اللسان البربري الذي هو عبارة عن لهجات كثيرة تزيد عن مائتي لهجة ، وهي تدخل ضمن ما يعرف باسم اللغات العروبية وتسمى خطأ باللغات السامية الحامية.
ولقد انجزت عدة دراسات وبحوث مقارنة ما بين البربرية واللهجات الظفارية في الستينيات والسبعينيات من القرن المنصرم كذلك بينها وبين اللغة العربية وكان لتلك الدراسات نتائج طيبة رجحت عروبة اللسان البربري الا ان رغم الجهد المبذول فيها تظل جهودا فردية لم تصل بعد الى مرحلة الكمال.
إن اللهجات البربرية قد تجاوزت في اصولها المشرقية المعجم الى النحو والصرف. والقسم الاكبر من جذورها المعجمية نجده في العربية الفصحى، وما تفرع عنها من لهجات دارجة.
ثم تأتي اللهجات الظفارية القحطانية وفي الاخير تأتي اللهجات العروبية القديمة مثل الاكادية والارامية والحميرية.
وفي السعي الحثيث في البحث عن اصول اللسان البربري منذ سنوات خلت وبمساعدة الباحث (خالد احمد) وجدت العديد من جذوره في اللهجات الظفارية خاصة القحطانية منها ـ يعني اللهجة البربرية هنا هي اللهجة القحطانية القديمة ... القحطانية التي هي العربية الاصيلة ـ ولقد سميت بالظفارية نسبة الى ظفار ذلك الاقليم الذي يقع في قلب جنوب جزيرة العرب ويتوزع في جغرافيته السياسية ما بين السلطنة والجمهورية اليمنية.
واللهجات الظفارية عددها عشر ـ يعني انظر اللهجة ، حتى هناك .. عندهم عشر لهجات ـ سبع منها قحطانية وهي الشحرية والمهرية والسوقطرية ـ سوقطرة عندها لهجة ...جزيرة سوقطرة تعرفونها ـ والحرسوسية والبطحرية والحلانية ولهجة هبيوت .. والثلاث الاخريات عدنانية، وهي الدارجة الظفارية، واللهجة الضمنية، ولهجة الشمال الشرقي.
واذا كان الرحالة العربي "ابن بطوطة" قد لاحظ تشابها في الامور بين اهل ظفار واهل المغرب مما جعله يقول بأن هذا يؤكد المقولة التي تثار بان قبائل البربر من اصل حميري نزحوا منذ القدم من جزيرة العرب ليستقروا في شمال افريقيا...
كذلك اذا كان بعض الباحثين العرب قد وجدوا اوجه تقارب بين اللهجات الأمازيغية في شمال افريقيا واللهجات العربية العريقية المعاصرة بجنوب شبه الجزيرة العربية،فلماذا لا يكون هناك مشروع قومي جماعي ومؤسساتي يحمل على عاتقه ما ينوء بحمله الباحث بمفرده؟. اللهجات البربرية ليست سوى لهجات عربية قديمة ما تزال مثيلاتها موجودة بالمشرق العربي ليقتنعوا بعد ذلك بأن اعتزازهم بالتراث البربري يجب ألا يكون سوى رافدا من الروافد التاريخية التي لا تخرج عن اطار الثقافة واللغة العربيتين وان هذا المأثور هو جزء من الشخصية العربية المعاصرة ينتمى اليها ولا يخرج عنها، مثلما هو حال الفينيقية في لبنان، والارامية في سوريا، والاكادية في العراق، والفرعونية في مصر، التي تعد جميعها روافد تنبع من العروبة، والى العروبة تعود وتصب فيها.
والبربر قبائل يمنية عربية، انتقلوا من اليمن من جنوب الجزيرة العربية الى بلاد المغرب افريقيا الشمالية في ثلاث موجات رئيسية خلال عصور الحضارة اليمنية التليدة لتكوين مستوطنات تجارية بأرجاء بلاد المغرب ثم لتعزيز المستوطنات التجارية وتأمين الطرق التجارية البرية والبحرية في تلك الآفاق.
وقد اعطى العلماء المؤرخون العرب الاوائل اهتماما خاصا بذكر الموجة الاولى الرئيسية من البربر الذين نقلهم او ساقهم الى بلاد المغرب الملك " افريقش بن ذي المنار بن الرايش" ملك سبأ - سبأ التي في اليمن .. هو الذي احضر الموجة الاولى من العرب من هناك، ووضعهم هنا .. الذين سماهم البربر ـ في القرن الثاني عشر قبل الميلاد.
الموجة الثانية من البربر انتقلت من اليمن الى بلاد المغرب في عهد الملك " ياسر بن ينعم" ملك سبأ وذوريدان.
وقد ذكر ابن خلدون ان "ياسر النعم" ملك اليمن ، ملك بعد بلقيس، معاصر لسليمان، فيكون بذلك بعد افريقش بـ300 سنة - يعني الموجة الثانية جاءت بعد الموجة الاولى بـ 300 سنة .. الاولى قادها افريقش، والاخرى قادها ياسر النعم .. كلها من اليمن .. اوصلهم هنا لهذا المكان الذي نحن فيه، وانه بلغ الملك ياسر وادي الرمل بأقصى بلاد المغرب يعني مراكش .. اوصلهم الى وادي الرمل.
ثم جاءت الموجة الثالثة ،الموجة الاولى والثانية والثالثة.. هذه كلها الموجات التي اتت بالعرب البربر ووضعتهم بشمال افريقيا، الذين الآن نقول لهم البربر والامازيغ ـ من اليمن الى بلاد المغرب في عهد " ابي كرب اسعد تبع" ملك سبأ وذوريدان وحضرموت ويومانت وعراب وطواد وتهامت ـ هذه اسماؤهم.
وقد ذكر الحسن الهمداني ان كان "اسعد تبع" في ايام " بخت نصر" ملك بابل وذلك في القرن السابع قبل الميلاد..
بمعنى أن الموجة الاولى اتت في القرن الـ12 قبل الميلاد ...بعدها بـ300 سنة ممكن في القرن التاسع اتت الموجة الثانية ...وفي القرن السابع قبل الميلاد جاءت الموجة الثالثة.
تلك هي الموجات الرئيسية الثلاث التي انتقل فيها البربر من اليمن مهد العرب والعروبة، الى ارجاء بلاد المغرب بمدلولها الواسع "ليبيا وتونس والجزائر والمغرب" في عصور التاريخ الحضاري التليد.
وكان اولها واهمها موجة عهد الملك " افريقش بن ذي المنار" الذي يتألق اسمه في كل كتب التاريخ، والذي به نبدأ ـ كاتب هذا الكلام وبعد ذلك يأتي على افريقش ـ يقول: ان صنهاجة وكتامة قبيلتان حميريتان قحطانيتان، وهما بنو صنهاجة بن مرة بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن جيدان بن قطن بن عريب بن زهير بن ايمن بن الهميسع بن حمير الاكبر بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان ـ انظر كيف وصل قبيلة صنهاجة، الى ان وصلها الى قحطان يعرب ... التي هي العرب العاربة الحقيقية.
وبنو كتامة بن مرة ـ لانهم اخوتهم ـ بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن جيدان بن قطن بن عريب بن زهير بن ايمن بن الهميسع بن حمير بن سبأ .. كانت قبيلتا صنهاجة وكتامة او عشائر منهما، مع الملك افريقش بن الملك ذي المنار، عندما سار بقبائل الامازيغ بن كنعان ـ الذين تقولون هم البربر ـ الى بلاد المغرب، واسكنهم بها في عهد ابيه الملك "ذي المنار".
ان افريقش اسكن البربر كنعان ببلاد المغرب، واسكن معهم قبائل صنهاجة وكتامة من حمير.
وقبيلة زناتة، وهي من فرع البتر .. ويقول: وانما زناتة قبيلة من عرب اليمن، وقد جاء في الجزء الثاني من كتاب الاكليل انهم بنو زنيت، وهو زناتة ـ زنيت .. يعني بن زنيت .. منها سموا زناتة ـ بن مرة بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن جيدان بن قطن بن عريب بن زهير بن ايمن بن الهميسع بن حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان.