مدونة الكترونية تهتم بكل المعلومات في جميع المجالات ونقصد تزويد الباحثين والدارسين بالمعلومات والبيانات التي يحتاجونها والوصول إليها بطريقة سهلة وسريعة.
المتابعون
29/12/2020
الدولار المجمد
تَعرّف على القصة الحقيقية للدّولار المٌجمّد وتداوله غير القانوني في بعض الأسواق العربية؟
https://www.facebook.com/171066819915781/posts/1304761726546279/
ما هو الدّولار المٌجمّد؟
➖➖➖➖➖➖➖
▪️إن الدّولار المٌجمّد هو عبارة عن عملة حقيقية بلا قيمة غير معترف بها، ولا يجري التعامل بها، وهي عملة سليمة وغير مزورة كغيرها من الأوراق النقدية الأخرى يمكن التعامل بها في الحياة اليومية العادية ولكن ليس في المصارف، والتي من الممكن الحصول عليها بنصف قيمتها الأصلية، بمعنى كل دولار بنصف سعره، لكن الرقم التسلسلي المطبوع أسفلها يخضع لتقييد من قبل أنظمة غربية، كما أن هناك حصالات تكشفها، قد يصطدم حاملها بتعقب من المصارف الاحتياطية الفيدرالية التي تطبع هذا النقد ..
▪️ظهر مصطلح الدّولار المجمّد لأول مرة خلال حرب الخليج الأولى، فبعد اجتياح جيش صدام حسين إلى داخل الأراضي الكويتية، تمت السيطرة على ملايين الدولارات من البنوك الكويتية، وبهدف منع تداول الدولارات المسروقة، تم تجميد أرقامها التسلسلية من قبل أنظمة مالية غربية، ما يعني منع تداولها في أي من البنوك الحكومية لحكم افتقادها لقيمتها ..
▪️أمّا بالنّسبة للدّولار العراقي، فترجع قصّته بحسب الرّوايات إلى حرب الخليج الثّانية (1990-1991) والإحتلال الأميركيّ للعراق عام 2003م، حيث تمّت سرقة كميات كبيرة من الدّولارات من عدة مصارف عراقية ..
▪️لقد تعدّدت الروايات حول كيفيّة وصول الدّولار المٌجمّد إلى السوق العربية السوداء، وتشير معلومات إلى أنّ الدّولار اللّيبي جاء أيضا عقب إسقاط نظام الرّئيس الرّاحل معمّر القذافي في أعقاب الثّورة الشّعبيّة التي خرجت ضدّ حكمه في العام 2011م، حينها، وقّع الرّئيس الأميركيّ الأسبق باراك أوباما على أمر تنفيذي يجمّد أصول القذافي وعائلته وكبار مسؤوليه، بالإضافة إلى الحكومة اللّيبية والبنك المركزي اللّيبي وصناديق الثّروة السياديّة، ونتيجة القرار تراكمت ملايين الدّولارات في الخزينة اللّيبية والمصارف التّابعة للحكومة، ومع تدهور الأوضاع الأمنيّة والسّياسيّة في البلاد تم تهريبها إلى دول عربية ..
▪️وبحسب موقع البورصة اللّيبية للعملات، فقد تمّ التّبليغ عن هذه الدّولارات لواشنطن من أجل تجميدها، استناداً للأرقام التسلسليّة المسجّلة في قواعد البيانات الخاصّة بالمصارف، كي لا يستفيد أحد من تصريفها أو إدخالها إلى حسابات مصرفيّة ثانية، وبالفعل تواصلت البنوك مع الولايات المتحدة وجرى تجميد الدّولارات حتى لا يستفيد أحد من تصريفها أو إدخالها إلى حسابات بنكية ثانية، بالإضافة إلى ذلك تذكر بعض المواقع المختصة أن بعض تلك الأموال تأتي أيضاً من إيران وفنزويلا اللتان تخضعان لعقوبات الإدارة الأمريكية، وتم تجميد حسابات ضخمة لديهم ما أدى إلى تراكم كميات كبيرة من الدّولارات المٌجمّدة ..
▪️وبهدف منع تداول الدولارات المسروقة، تم تجميد أرقامها التسلسلية من قبل أنظمة مالية غربية، ما يعني منع تداولها في أي من البنوك الحكومية لحكم أفتقادها لقيمتها الحقيقية في الأسواق التجارية، فالدّولار المٌجمّد لا يعد مزوراً إطلاقاً، فمثله كمثل أي دولار آخر، ولا يمكن تفريقه عن الدولار الصحيح، إلا أنه متوقف عن العمل لفترة، ولا يصرف في البنوك الرسمية، لذلك يضخ بالسوق السوداء بحكم عدم دراية أصحاب الصيرفات بتلك الأرقام المجمدة، ما يعني أن عمليات النصب والاحتيال عبره قد تكون سهلة للغاية، لكن ليس كل ورقة خضراء يمكن أن تكون دولاراً، لذلك هو مختلف تماماً عن الدولار السليم وعملية شراءه وتداوله قد تكون مشاركة في غسيل وإعادة تداول تلك الأموال ..
كيفية تصريف الدّولار المٌجمّد :
➖➖➖➖➖➖➖➖
▪️لتصريف الدّولار المٌجمّد ينتشر سماسرة متخصصون لهذا الغرض في كل من تركيا والأردن والعراق وليبيا وسوريا ودول عربية أخرى يكون فيها النظام الرقابي المالي الرقمي ضعيف إلى حد ما، ما يسهل عملية تداول تلك العملات والنصب والاحتيال عبرها بسهولة كبيرة ..
▪️وبحسب موقع "ويكي ويك" الاقتصادي، فإن بعض العصابات تمكنت من تهريب كميات من تلك العملات غير الشرعية إلى بلدان أخرى، بقصد الاحتيال على الآخرين وبيعها لهم، ويحذر الموقع الراغبين باستبدال أموالهم السليمة بأخرى قد يجدون صعوبة في تصريفها، ويسرد بعض النصائح والإرشادات لتجنب الوقوع في فخ النصب ..
الدّولار المٌجمّد يغرق الأسواق في لبنان :
➖➖➖➖➖➖➖➖
▪️في لبنان تغزو ظاهرة الدّولار المٌجمّد، حيث يمكن الحصول عليه مقابل نصف سعر الأخضر في الأسواق اللّبنانية تقريباً، ووفقاً لمصدر مصرفيّ لبناني، ثمّة كمّيات كبيرة من الدّولار المٌجمّدة في الأسواق اللبنانيّة، ويتم بيعها من قبل أفراد للصّرافين أو للمواطنين إمّا نقداً أو عبر الحسابات المصرفيّة، لكن لم يتم التّثبت بعد ما إذا كانت مرمّزة بطريقة معينة، فيما البعض يقول إنّ أرقامها معروفة وتحظّر الإدارة الأميركيّة تداولها، ويتابع للأسف لا يوجد في لبنان آلة لكشف الأرقام المحظورة من قبل الخزانة الأميركيّة، ما يتيح لهذه الدّولارات الدّخول إلى المصارف بطريقة شرعيّة، دون أن يتم كشفها إلّا إذا تمّ شحنها إلى خارج لبنان ..
▪️يوضح الكاتب اللبناني في الاقتصاد السياسي بيار الخوري أنّ قصّة الدّولار المٌجمّد ليست جديدة في منطقتنا، فهو يعود إلى أيام سقوط النظام العراقي عام 2003م؛ وظهر بعد مع سقوط نظام الرّئيس معمّر القذافي في ليبيا، في كلتي الحالتين تمّت سرقة كميات كبيرة من خزائن الدولارات في المصارف في هذين البلدين، وهكذا بدأ تداول الدولارات التي حظرتها لاحقاً وزاره الخزانة الأميركيّة بصفتها دولارات مسروقة خرجت أرقامها التسلسليّة من التّداول، وأنّه يتمّ بيع هذه الدّولارات بمعدّل حسم حادّ يصل أحياناً إلى 70 % من قيمتها الورقية، لتصبح قيمتها الفعليه عند شرائها حوالى 30 دولار لكل مئة دولار ..
عاصمة الدّولار المٌجمّد :
➖➖➖➖➖➖➖
▪️عاصمة الدولة التركية أسطنبول تحولت إلى عاصمة الدّولار المٌجمّد في العالم، حيث يزدهر فيها بيع تلك الدولارات وذلك منذ سنوات طويلة، بعدما كانت مقرا للأموال العراقية المسروقة وغيرها من دول الصراع، ومع اندلاع التوتر في ليبيا وتدخل تركيا في المشهد الليبي، أزدهرت تلك التجارة بقوة في العاصمة التركية، وخصوصاً بعد الأزمة الاقتصادية التي ضربت البلاد مؤخراً، وتذكر بعض المصادر من ليبيا أن عقب الأزمة الاقتصادية التي ضربت تركيا في العام الحالي والتي أودت إلى انكماش الاقتصاد التركي بنسبة 9,9% في الربع الثاني من العام الحالي وانهيار العملة التركية بشكل كبير، أتجه بعض رجال الأعمال الأتراك لنقل كميات كبيرة من الأموال من ليبيا، ولكن تلك الأموال تم تجميدها قبل وصولها إلى الأراضي التركية ما حولها إلى أموال دون قيمة حقيقية لها، وبدلا عن ضخها في البنك المركزي التركي تم ضخها في السوق السوداء لتلقب أسطنبول بعد ذلك بثلاجة أموال ليبيا، ما حولها إلى سوق مزدهرة للأموال الليبية وسط تغاضي حكومي كبير عن عمليات البيع والشراء ..
أزياد ترويج الدّولار المٌجمّد عبر منصات التواصل الاجتماعي :
➖➖➖➖➖➖➖➖➖
▪️لقد تزايد طرح ما يسمى بـ الدّولار المٌجمّد، عبر منصات متعددة على مواقع التواصل الاجتماعي، وأكثر المناطق التي تم الترويج لها هي في الشمال السوري وأوساط السوريين في تركيا، وبحسب عروض البيع المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، فإن قيمة الـ 1000 دولار المٌجمّدة هي 500 دولار أمريكي نظامي، وقد لاقت هذه التجارة رواجاً في المناطق التي تسيطر عليها القوات التركية، ويزعم أصحاب هذه المنصات أنهم يقدمون للزبون الدولار الليبي، وكشفت وكالة أنباء آسيا إن المروجين يقومون بتسليم مثل هذا الدولار لمن يرغب في العراق والأردن ولبنان، وان التجار يعرضون الدّولار المٌجمّد من خلال تسجيلات فيديو يظهرون من خلالها كميات كبيرة من العملة الامريكية من فئة 100 دولار بالطبعتين القديمة والجديدة، والتي تعرف باسم الدولار الليزري، ويؤكدون من خلال طروحاتهم إن ما يقدمونه من عملة لزبائنهم هي غير مزورة، ويمكن تجربتها من خلال أي طريقة يفضلها الزبون، زاعمين بأن ما يقدمونه هو من أصول البنوك الليبية التي كانت تحتوي على كميات ضخمة من العملة الأمريكية قبل قرار تجميد أصول هذه البنوك من قبل إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما في العام 2011م، كواحدة من طرق الضغط على الرئيس الليبي معمر القذافي..
الدّولار المٌجمّد وتمييزه عن الدّولار المزور :
➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖
▪️عملية التجريب للتمييز بين الدّولار المٌجمّد والمزور تتم من خلال فحص اللصاقة الليزرية بواسطة دبوس أو إبرة، أو من خلال اليد بالنسبة لمن يمتلكون الخبرة، أو من خلال أجهزة عد النقود التي تميز المزور من السليم، يتم تسليم المبالغ المالية المراد بيعها من الدّولار المٌجمّد مقابل نصف القيمة من الدولار العادي، وسبب التوجه لمثل هذه العملية إن الدّولار المٌجمّد يمكن تداوله في الأسواق المحلية، أو في أي عملية تجارية بين الأفراد، شرط عدم محاولة إيداعها في أي بنك حول العالم، لكون الأرقام التسلسلية المطبوعة على زاوية كل ورقة من فئة 100 دولار المشمولة بقرار التجميد موجودة لدى البنوك حول العالم، ولا يمكن إيداعها لكونها مشمولة بإشارة “blook”، أمريكي، إلا أن الأمر غير دقيق، فقرار تجميد الأصول الليبية صادر عن الأمم المتحدة أساساً ..
▪️الباحثة الاقتصادية د. نسرين زريق”، أكدت خلال حديثها لـ “وكالة أنباء آسيا”، إن المجموعات المسلحة في الشمال السوري لا يمكن أن تمتلك القدرة على تهريب كميات ضخمة من العملة الأمريكية، ولا يمكن لها أن تحصل على أصول مجمدة لأي شخصية في العالم، فما يتم تجميده في البنوك الدولية لا يمكن أن يتم تحريكه من قبل أي طرف إلا بقرار من الجهة التي جمدت هذه الأصول، وما يتم ترويجه في مناطق الشمال هو من العملة المزورة ولا يمكن بأي شكل من الأشكال أن يكون قطعاً أمريكياً نظامياً ..
▪️في الختام يقدم موقع "ويكي ويك" نصائحة إن عُرض عليك شراء دولار مجمد فألغ الفكرة، وأعلم أن في الأمر مخاطرة كبيرة قد تودي بك إلى السجن، خاصة أن محاولة تصريفه في محال معينة بات أمراً سهل الاكتشاف مع تطور عدادات النقود الآلية"، ويضيف: "إن اكتشف أمر أحد الأشخاص الذين يعرضون عليك شراء الدولار المجمد، فمن الأفضل عدم التعامل معه أو الإبلاغ عنه للسلطات المعنية، إضافة إلى الابتعاد عن الصفحات الاجتماعية التي تروج له ..
المصادر :
----------
(١) ماهو الدولار المجمد - موقع ويكي ويك (wikiwic)
(٢) الدولار المجمّد يغزو السوق ومصرف لبنان يتحرّك- موقع أحوال - ناديا الحلاق - 12 نوفمبر 2020
(٣) الدولار المجمد .. تجارة مزدهرة لغسيل الأموال- موقع أضواء للبحوث والدراسات - حيدر آل حيدر الاجودي- 30 سبتمبر 2020
(٤) دولار القذافي المجمد يروج له المسلحون في شمال سوريا ..ومادخل الاتراك؟ - قناة العالم الاخبارية- ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٠
-----------------------------ي facebook بتاريخ ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٠م
▪
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)