سبعون عاماً… وكفاح من أجل الصين وشعبها
*********************
بتاريخ أكتوبر 3, 2019
-----------------------------
موقع الصين بعيون عربية ـ
بهاء مانع شياع:*
--------------------------
منذ تأسيسه النضالي، في العام 1921، لم يتوقف الحزب الشيوعي الصيني وقادته ومؤسسوه العِظام، بدءاً بالزعيم الخالد الرفيق “ماوتسي تونغ”، وصولا إلى الرفيق الكبير “شي جين بينغ”، عن العمل على الارتقاء بجمهورية الصين الشعبية وسعادة شعبها الذي وصل عديده إلى المليار ونصف المليار نسمة، وانتمائهم لـ(56) قومية تختلف في عاداتها وتقاليدها وأديانها من مسلمة ومسيحية وبوذية وغيرها، إلا أنهم يتعايشون بسلمية ووحدة دون أي تفريق بين أحد منهم، بل أنهم يفاخرون بتكاتفهم الوطني، وبعلمٍ صيني واحد يتدثر به الجميع، ونشيد وطني واحد تطلقه حناجرهم، وبعلومهم المتقدمة وتفانيهم في تنفيذ هدف واحد هو: خدمة بلدهم الكبير.
لقد سعى الحزب الشيوعي الصيني ومازال من أجل “صين شعبية”، تقف في شموخ أمام دول العالم الأخرى، من خلال تطويرها صناعياً واقتصادياً ، وتمكنها من ذلك حضارتها العريقة منذ القِدم، فها هي الصين تحتل الآن مكانة كبيرة “سياسياً” بفعل “حِكمة” الحزب وقادته، وكذلك الأمر “صناعياً” بفضل التطورات العملاقة و”اقتصادياً” بفعل رصانة وثبات اقتصادها، كل هذا نتيجة “التخطيط الحكيم” لقيادة الحزب الشيوعي الصيني ودعم الشعب الصيني له.
لقد عانى الشعب الصيني الصديق الكثير في بداية تأسيس جمهورية الصين الشعبية الحليفة، ومن ذلك بسبب مشاكل “الفقر والعوز”، بفعل الظروف القاهرة التي ألمت بالبلاد. أولاً: بسبب الغزو الخارجي للصين؛ وثانياً: في مواجهة بقايا حروب الأفيون؛ وثالثاً: بسبب قلة الأموال المخصّصة للبناء بعد تحرير الوطن، وما أن انطلقت شرارة التحرير عام 1949، تكاتف الكل مع الكل، فانشدوا نشيد الخلاص والحرية والتقدم، فأصبحت سعادة الشعب ورفاهيته وتطوره أولوية الحزب التي عمل عليها بكل إخلاص .
وضع الحزب الشيوعي الصيني بلده على خارطة طريق واضحة المعالم، فانتشل الريف من الفقر، وأصبح فيه العمران سمة واضحة مع المحافظة على القوة الزراعية التي تدعم الحاجة الداخلية، دون الحاجة لاستيرادها من خارج الصين، فتكامل زراعي يغطي البيوتات في أرجاء الصين الواسعة وانشئت المصانع المختلفة فيها، وتوزع سكانها بين الصناعة والزراعة، مما زاد من دخل الفرد الصيني وتحسن حالته المعاشية وانتعاشه .
إنها مسيرة حافلة بالمنجزات، بدأت بقيادة الخالد “ماوتسي تونغ”، عندما قاد بداية الخطة الكبرى لنهضة الصين، مروراً بالمصلح الكبير “دنغ شياو بينغ” قائد ثورة الإصلاح والانفتاح التي نقلت الصين إلى القوة الاقتصادية الكبرى في عالمنا المعاصر، وصولاً إلى القائد الكبير الرفيق
“شي جين بينغ” الذي أطلق مبادرة الحزام والطريق “العظيمة”، عام 2013، والتي انضوت تحت لوائها كبريات الدول الصناعية الغربية والآسيوية والعربية والأمريكية الشمالية والجنوبية، تلك المبادرة عززت ودعمت من قبل الصين مالياً، وخصصت لها الأموال الكثيرة لتعزّز مكانة الصين بين دول العالم، وتنشد السعادة لشعبها وبقية شعوب العالم المختلفة من خلال “مصير مشترك للبشرية” جمعاء و”الربح” لكل من دخلها وصادقها مؤمنا بنتائجها الكبيرة للبشرية .
إن رؤية الرفيق “شي جين بينغ” للاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد، وتوافقها مع رؤية الشعب الصيني في كافة المجالات، وتجاوبها مع تطلعات البشرية العقلانية، كان لها الدور الكبير في الارتقاء بالواقع المعيشي والتعليمي والصحي والاجتماعي الصيني وبقية الجوانب الأخرى، والعمل على اجتثاث الفقر بنهاية عام 2020، وتعاظم ثقة العالم وشعوبه بالصين. لذا، نقرأ في تقرير قدمه الرفيق “شي جين بينغ” إلى المؤتمر (19) للحزب الشيوعي الصيني، نيابة عن اللجنة المركزية الـ(18) للحزب: “ان التناقض الرئيسي في مجتمع البلاد في العصر الجديد هو التناقض بين حاجة الشعب المتزايدة إلى حياة جميلة والتنمية غير المتوازنة ولا الكافية، فمن الضروري التمسك بالفكرة التنموية القائمة على اعتبار الشعب محورا لها في سبيل مواصلة دفع التنمية الشاملة للإنسان والرخاء المشترك لجميع أبناء الشعب.”
وأضاف موجّهاً حديثه لأعضاء الحزب: “ينبغي على جميع أعضاء الحزب استيعاب الجوهر الروحي والمضامين الوفيرة لأفكار الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد بشكل عميق وتطبيقها وتنفيذها بشكل شامل وصحيح في شتى الأعمال “.
أتمنى لأصدقائنا وحلفائنا الصينيين المزيد من التقدم والازدهار والرفعة بمناسبة الذكرى السبعين لتأسيس جمهورية الصين الشعبية ولحزبها النجاح في قيادة الصين وإلى الأمام.
-------------
#بهاء مانع شياع: رئيس (المجموعة الرئاسية العراقية الأولى – الأول من أُكتوبر-2016 الذكرى 67 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية) للفرع العراقي للاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء (حُلفاء) #الصين، وعضو في الحزب الشيوعي العراقي فرع البصرة، ورئيس منتديات مستمعي #الاذاعةالصينيةCRI ومجلتها “مرافئ الصداقة”، ومجلة “الصين اليوم” العربية، وكاتب وصحفي ومحرر صحفي وكالة #السندبادالإخبارية، وعضو في #نقابة_الصحفيين العراقيين. <٠div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
مدونة الكترونية تهتم بكل المعلومات في جميع المجالات ونقصد تزويد الباحثين والدارسين بالمعلومات والبيانات التي يحتاجونها والوصول إليها بطريقة سهلة وسريعة.
المتابعون
05/10/2019
عدن كفاح شعب وهزيمة امبراطورية.. كتاب
كتاب : عدن: كفاح شعب وهزيمة امبراطورية .
المؤلف : محمد سعيد عبد الله.
تبرز القيمة التاريخية لهذا الكتاب كونه أول كتاب يصدر لكاتب يمني أرَّخ لتجربة العمل الفدائي في عدن، التي صدعت أركان القاعدة الحربية البريطانية، الأمر من أوازر حرب التحرير الشعبية، و أجبر المستعمرين على الرحيل و تحقيق الاستقلال الوطني.
مؤلف الكتاب المناضل محمد سعيد عبد الله ” محسن ” المعروف ب ” محسن ” و هو الإسم التنظيمي الذي طغى اسمه حين انخرط في الثورة عند بدايتها، و كان في الصفوف الأولى المتقدمة للفدائيين و من قادتهم البارزين، الذين تحلوا بالجسارة و المبدئية و روح النضال في سبيل انتصار شعبهم.
رابط الكتاب :
https://drive.google.com/file/d/0B2gOxsqwOLynY0g5VVV0eGwwYms/view?usp=drivesdk
المؤلف : محمد سعيد عبد الله.
تبرز القيمة التاريخية لهذا الكتاب كونه أول كتاب يصدر لكاتب يمني أرَّخ لتجربة العمل الفدائي في عدن، التي صدعت أركان القاعدة الحربية البريطانية، الأمر من أوازر حرب التحرير الشعبية، و أجبر المستعمرين على الرحيل و تحقيق الاستقلال الوطني.
مؤلف الكتاب المناضل محمد سعيد عبد الله ” محسن ” المعروف ب ” محسن ” و هو الإسم التنظيمي الذي طغى اسمه حين انخرط في الثورة عند بدايتها، و كان في الصفوف الأولى المتقدمة للفدائيين و من قادتهم البارزين، الذين تحلوا بالجسارة و المبدئية و روح النضال في سبيل انتصار شعبهم.
رابط الكتاب :
https://drive.google.com/file/d/0B2gOxsqwOLynY0g5VVV0eGwwYms/view?usp=drivesdk
المكتبة التاريخية اليمنية
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=1260238317421412&id=288664067912180
من غرائب المحاكمات
*مـن غـرائـب الـمـحـاكـمـات:*
*جـريـمـة إغـتـصـاب الـكـلـبـة تـريـسـا في الـسـويـد*
🐕🐩🐕🐩🐕
⬛⬛⬛⬛⬛⬛
*الـمـتـهـم : الـكـلـب كـوفـو*
*الـمـجـنـي عـلـيـه : الـكـلـبـه تـريـسـا*
*الـحـكم : غـرامـة مـالـيـة*
*الـقـصـة حـقـيـقـيـة⚖*
◾◾◾◾◾◾
*▪أتـهـمـت إمـرأة سـويـديـة كـلـب الـجـيـران كـوفـو بـإغـتـصـاب كـلـبـتـهـا تـريسـا وإنـا الـكـلـبـة قـد حـمـلـت مـنـه ، وقـامـت هـذه الـمـرأة بـرفـع دعـوى بـالـمـحـكـمـة ضـد الـجـيـران لإجـبـارهـم دفـع غـرامـة مـالـيـة من أجـل إخـضـاع الـكـلـبـة لـلـكـورتـاج أي الإجـهـاض ولـعـقـاب الـجـيـران لـعـدم تـربـيتهـم الـكـلـب والـحـكم يـكـون عـبـره ..*
*▪ومن جـهـة الـجـيـران رفـضـوا هـذا الإتـهـام رفـضـاً قـاطـعـاً لأن كـوفو من أكـثـر الـكـلاب أدبـاً ولـيـس من شـيـمـه فـعـل ذلـك ، وسـور الـفيـلا عـالـي ومـن غـير الـمـمـكن إجـتيـازه ..*
*▪ولـحـل الـمشكـلـة قـامـت مـجـمـوعـة من رجـال الـشرطـة بمـعـايـنـة الـفـيلا الـتي يـقـطـن فـيهـا الـكـلـب كـوفـو ، فـوجـدوا أنـه مـن الـمـستحـيـل خـروجـه مـن الـفـيلا ، وبـعـد بـحـث طـويـل وجـدوا سـرداب طـويـل حـفـره كـوفـو يـصل بـينـه وبـين تـريسـا لـيـفـعـل فـعـلـتـه ، وعلى أثـر ذلـك حـكمـت الـمـحـكمـة على أصـحـاب الـكـلـب بـدفـع غـرامـة مـالـيـة قـدرهـا 7000 كـرون لإجـراء كـورتـاج لـلــكـلـبـة لأن أصـحـابـهـا لايـشـرفـهـم أن تـحـبل كـلـبـتـهـم من غـير نـوعـهـا..*
وعندنا يغتصبوا بشر ومحد قلهم اين انتم.
واذا وجد من يقول اين هم ؟؟؟؟
اليوم الثاني يقمعوه او يغتالوه !!!
*(لاحـول ولا قـوة إلا بالله)*
*جـريـمـة إغـتـصـاب الـكـلـبـة تـريـسـا في الـسـويـد*
🐕🐩🐕🐩🐕
⬛⬛⬛⬛⬛⬛
*الـمـتـهـم : الـكـلـب كـوفـو*
*الـمـجـنـي عـلـيـه : الـكـلـبـه تـريـسـا*
*الـحـكم : غـرامـة مـالـيـة*
*الـقـصـة حـقـيـقـيـة⚖*
◾◾◾◾◾◾
*▪أتـهـمـت إمـرأة سـويـديـة كـلـب الـجـيـران كـوفـو بـإغـتـصـاب كـلـبـتـهـا تـريسـا وإنـا الـكـلـبـة قـد حـمـلـت مـنـه ، وقـامـت هـذه الـمـرأة بـرفـع دعـوى بـالـمـحـكـمـة ضـد الـجـيـران لإجـبـارهـم دفـع غـرامـة مـالـيـة من أجـل إخـضـاع الـكـلـبـة لـلـكـورتـاج أي الإجـهـاض ولـعـقـاب الـجـيـران لـعـدم تـربـيتهـم الـكـلـب والـحـكم يـكـون عـبـره ..*
*▪ومن جـهـة الـجـيـران رفـضـوا هـذا الإتـهـام رفـضـاً قـاطـعـاً لأن كـوفو من أكـثـر الـكـلاب أدبـاً ولـيـس من شـيـمـه فـعـل ذلـك ، وسـور الـفيـلا عـالـي ومـن غـير الـمـمـكن إجـتيـازه ..*
*▪ولـحـل الـمشكـلـة قـامـت مـجـمـوعـة من رجـال الـشرطـة بمـعـايـنـة الـفـيلا الـتي يـقـطـن فـيهـا الـكـلـب كـوفـو ، فـوجـدوا أنـه مـن الـمـستحـيـل خـروجـه مـن الـفـيلا ، وبـعـد بـحـث طـويـل وجـدوا سـرداب طـويـل حـفـره كـوفـو يـصل بـينـه وبـين تـريسـا لـيـفـعـل فـعـلـتـه ، وعلى أثـر ذلـك حـكمـت الـمـحـكمـة على أصـحـاب الـكـلـب بـدفـع غـرامـة مـالـيـة قـدرهـا 7000 كـرون لإجـراء كـورتـاج لـلــكـلـبـة لأن أصـحـابـهـا لايـشـرفـهـم أن تـحـبل كـلـبـتـهـم من غـير نـوعـهـا..*
وعندنا يغتصبوا بشر ومحد قلهم اين انتم.
واذا وجد من يقول اين هم ؟؟؟؟
اليوم الثاني يقمعوه او يغتالوه !!!
*(لاحـول ولا قـوة إلا بالله)*
04/10/2019
المناضل الشهيد قائد قاسم سعيد (عبدالحكيم)
فوزي العريقي
2016/5/4م
من العدين يا الله بريح جلاب
والا سحاب تُُندي عُلوم الاحباب
الشهيد قائد قاسم سعيد ( عبدالحكيم )
كتب عنه في اربعينية إستشهاده , كل من الرفاق
جار الله عمر
راشد محمد ثابت
عبدالحافظ قائد
ابو خالد
مهدي عبدالله سعيد
ابو غمدان
سلطان احمد عمر
محمد قاسم نعمان
سلطان الصريمي
سعيد الجناحي
ابو وضاح
علي الصراري
قاسم ..
كما كتب عنه بعض رفاقه في العمل الفدائي :
سعيدفارع ثابت
علي محمدالفاطمي
حسن قائد ديهان القاضي
كما كتب عنه قبل سنوات رفيقه في سجن الشبكة في تعز الشاعر منصور راجح , من بلد لجوءه الأوروبي.
الشهيد من مواليد 1939/6/16م في قرية عرزات , عزلة حزاة , ناحية مذيخره , محافظة إب.
تلقى تعليمه الابتدائي في قريته , وكانت محطته الأولى والفارقه في مدينة عدن , عمل في ورشة نجارة , الى جانب دراسته حتﯤ حصل مايعادل الثانويه العامه.
نشط في اطار نادي ابناء العدين في عدن , انضم الى حركة القوميين العرب عام1960م مع رفاقه الأستاذ عبدالرزاق شائف , سعيد عبدالوارث الإبي , مع بداية الكفاح المسلح , تفرغ للنضال السري ضد الإستعمار البريطاني , وكان احد فدائييه وتفرغ للنضال فيه , كان قائد القطاع الفدائي في مدينة التواهي , وتولى مهام قياديه عديده.
كان من الناشطين بعد ثورة سبتمبر1962م ؛ في دفع الشباب للتطوع والانخراط في صفوف الحرس الوطني.
ساهم ض خلال مواقعه بعد الاستقلال من الإستعمار البريطاني في نوفمبر 1967م ؛ دورا مشرفآ في حماية الدوله الفتيه.
اثناء حصار السبعين يومآ توجه مع العديد من رفاقه , وساهم في تشكيل المقاومة الشعبية في مناطق شرعب والعدين , وفي تشكيل لجان الاصلاح الاجتماعي الشعبية , مع كثير من رفاقه ومنهم الرفيق احمد حسن قائد .
تعرض المناضل عبدالحكيم للاعتقال بعد احداث اغسطس1968م في سجن القلعة الشهير ليبقى فيه لمدة عام في زنزانة مظلمه.
الشهيد عبد الحكيم من مؤسسي منظمة طلائع الفلاحين مع رفاق آخرين للدفاع عن مكتسبات ثورة سبتمبر , ومنهم الشهيد احمدحسن قائد , والشهيد مصطفى البرزاني , اواخر العام 1969م , والتي صارت احدى مكونات منظمة المقاومين الثوريين اليمنيين .
في اطار الجبهة الوطنية الديمقراطية كان قائدآ متميزآ بوعيه العالي , وهو من أسس الفرقة الفنية في منطقة شرعب في اكتوبر 1978م , وهوعضو اللجنة المركزية لحزب الوحدة الشعبية اليمني .
بعد اتفاق مايو 1982م بين السلطة الحاكمة وحزب الوحدة الشعبية اليمني , عاد الشهيد عام 1984م بإتفاق مع سفارة الجمهورية العربية اليمنية في اثيوبيا , واستقر في تعز , وبعد احداث يناير1986م , تم اعتقاله وتعرض لتعذيب وحشي بشع , ولم يتلقى اي رعاية صحية او علاج , واودع بعدها سجن الشبكه مما عرضه لكثير من الامراض , وتوفي في الاول من مايو 1989م.
* المصدر
الكتاب التأبيني الصادر بعد وفاة الشهيد
#كتابات جديدة
2016/5/4م
من العدين يا الله بريح جلاب
والا سحاب تُُندي عُلوم الاحباب
الشهيد قائد قاسم سعيد ( عبدالحكيم )
كتب عنه في اربعينية إستشهاده , كل من الرفاق
جار الله عمر
راشد محمد ثابت
عبدالحافظ قائد
ابو خالد
مهدي عبدالله سعيد
ابو غمدان
سلطان احمد عمر
محمد قاسم نعمان
سلطان الصريمي
سعيد الجناحي
ابو وضاح
علي الصراري
قاسم ..
كما كتب عنه بعض رفاقه في العمل الفدائي :
سعيدفارع ثابت
علي محمدالفاطمي
حسن قائد ديهان القاضي
كما كتب عنه قبل سنوات رفيقه في سجن الشبكة في تعز الشاعر منصور راجح , من بلد لجوءه الأوروبي.
الشهيد من مواليد 1939/6/16م في قرية عرزات , عزلة حزاة , ناحية مذيخره , محافظة إب.
تلقى تعليمه الابتدائي في قريته , وكانت محطته الأولى والفارقه في مدينة عدن , عمل في ورشة نجارة , الى جانب دراسته حتﯤ حصل مايعادل الثانويه العامه.
نشط في اطار نادي ابناء العدين في عدن , انضم الى حركة القوميين العرب عام1960م مع رفاقه الأستاذ عبدالرزاق شائف , سعيد عبدالوارث الإبي , مع بداية الكفاح المسلح , تفرغ للنضال السري ضد الإستعمار البريطاني , وكان احد فدائييه وتفرغ للنضال فيه , كان قائد القطاع الفدائي في مدينة التواهي , وتولى مهام قياديه عديده.
كان من الناشطين بعد ثورة سبتمبر1962م ؛ في دفع الشباب للتطوع والانخراط في صفوف الحرس الوطني.
ساهم ض خلال مواقعه بعد الاستقلال من الإستعمار البريطاني في نوفمبر 1967م ؛ دورا مشرفآ في حماية الدوله الفتيه.
اثناء حصار السبعين يومآ توجه مع العديد من رفاقه , وساهم في تشكيل المقاومة الشعبية في مناطق شرعب والعدين , وفي تشكيل لجان الاصلاح الاجتماعي الشعبية , مع كثير من رفاقه ومنهم الرفيق احمد حسن قائد .
تعرض المناضل عبدالحكيم للاعتقال بعد احداث اغسطس1968م في سجن القلعة الشهير ليبقى فيه لمدة عام في زنزانة مظلمه.
الشهيد عبد الحكيم من مؤسسي منظمة طلائع الفلاحين مع رفاق آخرين للدفاع عن مكتسبات ثورة سبتمبر , ومنهم الشهيد احمدحسن قائد , والشهيد مصطفى البرزاني , اواخر العام 1969م , والتي صارت احدى مكونات منظمة المقاومين الثوريين اليمنيين .
في اطار الجبهة الوطنية الديمقراطية كان قائدآ متميزآ بوعيه العالي , وهو من أسس الفرقة الفنية في منطقة شرعب في اكتوبر 1978م , وهوعضو اللجنة المركزية لحزب الوحدة الشعبية اليمني .
بعد اتفاق مايو 1982م بين السلطة الحاكمة وحزب الوحدة الشعبية اليمني , عاد الشهيد عام 1984م بإتفاق مع سفارة الجمهورية العربية اليمنية في اثيوبيا , واستقر في تعز , وبعد احداث يناير1986م , تم اعتقاله وتعرض لتعذيب وحشي بشع , ولم يتلقى اي رعاية صحية او علاج , واودع بعدها سجن الشبكه مما عرضه لكثير من الامراض , وتوفي في الاول من مايو 1989م.
* المصدر
الكتاب التأبيني الصادر بعد وفاة الشهيد
#كتابات جديدة
03/10/2019
اسماء الساعات في اليوم والليلة
النهار:
الساعة.
إسمها عند العرب
_________________
1. الشُّروق
2. بُكور
3. الغدوة
4. الضُّحى
5. الهَاجرة
6. الظَّهيرة
7. الرَّواح
8. العصر
9. القصر
10. الأصيل
11. العشيُّ
12. الغروب
فهذه اثنتا عشرة ساعة .
●أما ساعات الليل فهي :
الساعة إسمها عند العرب
___________________
1. الشَّفق
2. الغَسَق
3. العَتَمَة
4. السُّدفة
5. الفَحمة
6. الزُّلة
7. الزُّلفة
8. البُهرة
9. السَّحر
10. الفجر
11. الصبح
12. الصباح.
فهذه
كذلك اثنتا عشرة ساعة
سبحان الله
ما أجمل اللغة العربية
وما أشرفها ...
وما ارقها ...
وما اروعها ..
الساعة.
إسمها عند العرب
_________________
1. الشُّروق
2. بُكور
3. الغدوة
4. الضُّحى
5. الهَاجرة
6. الظَّهيرة
7. الرَّواح
8. العصر
9. القصر
10. الأصيل
11. العشيُّ
12. الغروب
فهذه اثنتا عشرة ساعة .
●أما ساعات الليل فهي :
الساعة إسمها عند العرب
___________________
1. الشَّفق
2. الغَسَق
3. العَتَمَة
4. السُّدفة
5. الفَحمة
6. الزُّلة
7. الزُّلفة
8. البُهرة
9. السَّحر
10. الفجر
11. الصبح
12. الصباح.
فهذه
كذلك اثنتا عشرة ساعة
سبحان الله
ما أجمل اللغة العربية
وما أشرفها ...
وما ارقها ...
وما اروعها ..
اغنية نشوان .. للشاعر سلطان الصريمي
الاغنية التي رفضها الرئيس سالمين والامين العام عبدالفتاح اسماعيل عام 1977 وتم قبول تسجيلها ونشرها عام 1979 م من قبل بقية القيادة السياسة بقيادة العقيد علي عنتر وظلت إذاعة عدن تذيع إعلاناً بين وقت وآخر تلفت انتباه المستمعين إلى إذاعة أغنية جديدة بعنوان نشوان في الخامسة بعد الظهر ومنعت إذاعتها إذاعة صنعاء .
¥¥¥¥¥¥¥¥¥¥¥¥¥¥¥¥¥¥¥¥¥¥¥¥¥¥
من هو نشوان ... هو نشوان بن سعيد الحمير وينتمي إلى الأذولاء من ملوك حمير .. ولد في حوث شمال صنعاء .. وعاش في القرن السابع الهجري ..
ومن نسله قبائل نشوان في رداع وبعض مناطق الحديدة وقد وصل بعضهم إلى الشام كان عالم فقيه أصولي . أديب شاعر . خطيبا مفوها بليغا . عارف متقن باللغة والأدب والفرائض ، والنحو والتاريخ والأنساب ..
حكاية الاغنية ....
يروي المرحوم محمد مرشد ناجي حكايته مع قصيدة واغنية نشوان وهي من كلمات الدكتور سلطان الصريمي .
الكثير منا لايعرف الكثير عن الاغنية السياسية التي انتشرة في كل ارجاء الشمال والجنوب والجزيرة الغربيه بسرعه فائقه ويقول الفنان المرشدي انه في العام 1979م بدأت مناوشات على الحدود جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبيه والجمهورية العربيه اليمنية واستمرت في التصاعد إلى درجة خطيرة, والحرب على وشك ان تنفجر ولابد من ان يتم عمل اغاني حماسية وثورية ويقول المرشدي انه تم دعوته في ليلة رمضانية إلى منزل الأخ علي ناصر محمد رئيس الوزراء حينها وبحضور مجموعة من القيادات السياسية والشاعر الملحن حسين المحضار والفنان عبد الرحمن الحداد قال الحاضرون:
سمعنا أن لديك أغنية اسمها نشوان نود سماعها, وقلت: هذه أغنية رفضت كلماتها عام 77م من قبل القيادة ممثله بالرئيس سالمين والامين العام عبد الفتاح .
قالوا نسمعها الليلة فغنيتها لهم فقال العميد علي أحمد ناصر عنتر: يا بن مرشد هذه الأغنية بمائة خطبة وغداً تسجلها للإذاعة, ولم يكن هناك أي ملاحظة على القصيدة لأن الحاضرين ما كانوا على علم بأسباب رفض القصيدة في العهد السابق من قبل الرئيس سالمين وصاحبه عبد الفتاح إسماعيل .
وهذه القصيدة التي كتبها الشاعر سلطان الصريمي قد كانت منشورة في أحد أعداد مجلة الحكمة كانت قصيدة جريئة في تناولها لقضايا الأرض وهموم الإنسان اليمني في المناطق الشمالية في الجمهورية العربية اليمنية وتمجد ما يجري من تحولات اقتصادية ووطنية في في ج.ي.د.ش,
ولكن المرشدي يقول انه استشار الشاعر القرشي عبد الرحيم سلام فقال: خيراً ما اخترت ثم اطلعته على نيتي في إضافة بيت يهاجم السلطة في الجنوب وأقصد بذلك الرئيس سالمين وجماعته وليس القيادة السياسية التي ما كان لها حول ولا قوة في الحكم فقال القرشي: افعل ما بدا لك..
وعندما حانت حفلات أكتوبر 77م وكان أول من عرضت عليه قصيدة نشوان الصديق طه غانم فقال: أبو علي هذا غير معقول.. وأثناء حديثنا أقبل رئيس لجنة الاحتفالات الأخ سالم باجميل وكان صديقاً للرئيس سالمين وسألني بعد أن قرأ مطالع القصيدة: أتريد أن تقدم هذه القصيدة؟ قلت: نعم وماذا فيها؟ قال: وماذا تعني بالعصابة؟ قلت: لست ما أعني أنا وإنما الشاعر قال: سأريها «الشيبة» ويعني الرئيس سالمين والأمين العام عبد الفتاح إسماعيل لمعرفته باللهجة ورُفضت القصيدة وألغيت مشاركتي في الحفل..
المهم بعد إجازة هذه الأغنية من قبل عنتر تم تسجيلها على العود عصر اليوم التالي ولم أندهش من ذكاء القيادة السياسية عندما ظلت الإذاعة تذيع إعلاناً بين وقت وآخر من صبيحة اليوم التالي تلفت انتباه المستمعين إلى إذاعة أغنية جديدة بعنوان نشوان في الخامسة بعد الظهر الأمر الذي جعل المواطنين في الساحة اليمنية والجزيرة والاستريوهات في قمة الشوق لسماعها وأذيعت الأغنية في موعدها.. ما أستطيع قوله أنها تعرضت إلى تحريم سماعها في المناطق الشمالية والجزيرة ولو سجلت إذاعة صنعاء الأغنية وقت إذاعتها من عدن لفسدت الأغنية وجعلت المستمع يفكر في كلمات الأغنية على أنها تهاجم صنعاء وحسب ولكن..! كما سرت إشاعة بعد ذلك أن الشاعر سلطان الصريمي الذي كان وقتها يقيم في الحديدة قد رُحِّل إلى صنعاء للاعتقال وهو ما يؤكد خطورة الأغنية الناجحة والتأثير الوارد فعاليته في الجماهير.
على الرغم من لهجتها الكلامية لمنطقة معافر اليمن «الحجرية» وما تحمله في طياتها من مفردات رمزية قد يصعب فهمها حتى على البعض من أهل الجنوب نفسها, الا انها لقت شعبيه كبيرة ....
نـشـوان لاتفجـعـك خسـاسـة الحنـشـان
ولا تبـهـر اذا مـاتـت غـصـون الـبــان
المـوت يابـن التعاسـه يخلـق الشجعـان
فـكـر ببـاكـر ولا تبـكـي عـلـى مـاكـان
""""""""""""""""""
نــشــوان انــــا فـريــســة الـمـصـالــح
ضــحــيـــة الــطــبـــال والـــقــــوارح
مـن يـوم خلـق سيـف الحسـن وراجـح
وانـــا وحـيــد فـــي قـريـتـي اشــــارح
أبـنــي الـمـكـاسـر وازرع الـفـراصــح
والـفــائــده لــمـــن مــســـب وفـــاتـــح
والـويـل لـمـن فــي سـوقـنـا يـصــارح
اومــن بـقـى صـدقـه عـلـى الفـضـائـح
""""""""""""""""""
قطر العروق شايسقي الـورد يانشـوان
حسك تصدق عجائب طاهش الحوبـان
ولاتـصـدق عصـابـة عـمـنـا رشـــوان
ولا تصـدق حكايـة بنـت شيـخ الـجـان
أصحابهـا ضيعـونـا كـسـروا المـيـزان
باعوا ألأصابـع وخلـوا الجسـم للديـدان
وقطّعـوهـا عـلـى مايشـتـهـي الـــوزّان
""""""""""""""""""
نـشــوان كـــم فـــي جعـبـتـي نـصـايـح
وكــــم ورم قـلـبــي مــــن الـفـضـايــح
وكـــم شـسـامـح لـــو انــــا شـاسـامــح
أوصــيـــك لاتــهـــرب ولا تـــمـــازح
لا تـفـتـجـع مــــن كــثــرة الــمـــرازح
شــــق الـطـريــق وظــهــر الـمـلامــح
حــتــى تــعــانق صـبـحـنـا تـصـافــح
ويـنـتــهــي الارهــــــاب والــمــذابـــح
""""""""""""""""""""
نـشـوان سـامـح مــن جـنــن وهـسـتـر
ومــن ردع عــرض الـجــدار وفكر
ولاتـســامــح مـــــن رقـــــد وفـــســـر
أو الـــــذي مـــــن عـومــتــه تـكــســر
أمـــا الـــذي عـنــد المـصـيـبـه يـفـتــر
وفي الـنـفـس يــهـــدر هــديـــر عـنــتــر
يحـتـاج مـلـئ هــذا الصـمـيـل وأكـثــر
قد هو من الحنشان بل وأخطر
""""""""""""""""""""
لـكـن دم الضـحـايـا صـانــع الألـحــان
لحن لصنعاء نشيـد الارض والريحـان
ولاح بـرق المعنـى من جبـل شمسـان
ينقش على الصخر والأحجار والعيدان
لكـن زرع الحنـش وحــارس البسـتـان
يشتـي يركـب بـرأس الجنبـيـه جعـنـان .
¥¥¥¥¥¥¥¥¥¥¥¥¥¥¥¥¥¥¥¥¥¥¥¥¥¥
من هو نشوان ... هو نشوان بن سعيد الحمير وينتمي إلى الأذولاء من ملوك حمير .. ولد في حوث شمال صنعاء .. وعاش في القرن السابع الهجري ..
ومن نسله قبائل نشوان في رداع وبعض مناطق الحديدة وقد وصل بعضهم إلى الشام كان عالم فقيه أصولي . أديب شاعر . خطيبا مفوها بليغا . عارف متقن باللغة والأدب والفرائض ، والنحو والتاريخ والأنساب ..
حكاية الاغنية ....
يروي المرحوم محمد مرشد ناجي حكايته مع قصيدة واغنية نشوان وهي من كلمات الدكتور سلطان الصريمي .
الكثير منا لايعرف الكثير عن الاغنية السياسية التي انتشرة في كل ارجاء الشمال والجنوب والجزيرة الغربيه بسرعه فائقه ويقول الفنان المرشدي انه في العام 1979م بدأت مناوشات على الحدود جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبيه والجمهورية العربيه اليمنية واستمرت في التصاعد إلى درجة خطيرة, والحرب على وشك ان تنفجر ولابد من ان يتم عمل اغاني حماسية وثورية ويقول المرشدي انه تم دعوته في ليلة رمضانية إلى منزل الأخ علي ناصر محمد رئيس الوزراء حينها وبحضور مجموعة من القيادات السياسية والشاعر الملحن حسين المحضار والفنان عبد الرحمن الحداد قال الحاضرون:
سمعنا أن لديك أغنية اسمها نشوان نود سماعها, وقلت: هذه أغنية رفضت كلماتها عام 77م من قبل القيادة ممثله بالرئيس سالمين والامين العام عبد الفتاح .
قالوا نسمعها الليلة فغنيتها لهم فقال العميد علي أحمد ناصر عنتر: يا بن مرشد هذه الأغنية بمائة خطبة وغداً تسجلها للإذاعة, ولم يكن هناك أي ملاحظة على القصيدة لأن الحاضرين ما كانوا على علم بأسباب رفض القصيدة في العهد السابق من قبل الرئيس سالمين وصاحبه عبد الفتاح إسماعيل .
وهذه القصيدة التي كتبها الشاعر سلطان الصريمي قد كانت منشورة في أحد أعداد مجلة الحكمة كانت قصيدة جريئة في تناولها لقضايا الأرض وهموم الإنسان اليمني في المناطق الشمالية في الجمهورية العربية اليمنية وتمجد ما يجري من تحولات اقتصادية ووطنية في في ج.ي.د.ش,
ولكن المرشدي يقول انه استشار الشاعر القرشي عبد الرحيم سلام فقال: خيراً ما اخترت ثم اطلعته على نيتي في إضافة بيت يهاجم السلطة في الجنوب وأقصد بذلك الرئيس سالمين وجماعته وليس القيادة السياسية التي ما كان لها حول ولا قوة في الحكم فقال القرشي: افعل ما بدا لك..
وعندما حانت حفلات أكتوبر 77م وكان أول من عرضت عليه قصيدة نشوان الصديق طه غانم فقال: أبو علي هذا غير معقول.. وأثناء حديثنا أقبل رئيس لجنة الاحتفالات الأخ سالم باجميل وكان صديقاً للرئيس سالمين وسألني بعد أن قرأ مطالع القصيدة: أتريد أن تقدم هذه القصيدة؟ قلت: نعم وماذا فيها؟ قال: وماذا تعني بالعصابة؟ قلت: لست ما أعني أنا وإنما الشاعر قال: سأريها «الشيبة» ويعني الرئيس سالمين والأمين العام عبد الفتاح إسماعيل لمعرفته باللهجة ورُفضت القصيدة وألغيت مشاركتي في الحفل..
المهم بعد إجازة هذه الأغنية من قبل عنتر تم تسجيلها على العود عصر اليوم التالي ولم أندهش من ذكاء القيادة السياسية عندما ظلت الإذاعة تذيع إعلاناً بين وقت وآخر من صبيحة اليوم التالي تلفت انتباه المستمعين إلى إذاعة أغنية جديدة بعنوان نشوان في الخامسة بعد الظهر الأمر الذي جعل المواطنين في الساحة اليمنية والجزيرة والاستريوهات في قمة الشوق لسماعها وأذيعت الأغنية في موعدها.. ما أستطيع قوله أنها تعرضت إلى تحريم سماعها في المناطق الشمالية والجزيرة ولو سجلت إذاعة صنعاء الأغنية وقت إذاعتها من عدن لفسدت الأغنية وجعلت المستمع يفكر في كلمات الأغنية على أنها تهاجم صنعاء وحسب ولكن..! كما سرت إشاعة بعد ذلك أن الشاعر سلطان الصريمي الذي كان وقتها يقيم في الحديدة قد رُحِّل إلى صنعاء للاعتقال وهو ما يؤكد خطورة الأغنية الناجحة والتأثير الوارد فعاليته في الجماهير.
على الرغم من لهجتها الكلامية لمنطقة معافر اليمن «الحجرية» وما تحمله في طياتها من مفردات رمزية قد يصعب فهمها حتى على البعض من أهل الجنوب نفسها, الا انها لقت شعبيه كبيرة ....
نـشـوان لاتفجـعـك خسـاسـة الحنـشـان
ولا تبـهـر اذا مـاتـت غـصـون الـبــان
المـوت يابـن التعاسـه يخلـق الشجعـان
فـكـر ببـاكـر ولا تبـكـي عـلـى مـاكـان
""""""""""""""""""
نــشــوان انــــا فـريــســة الـمـصـالــح
ضــحــيـــة الــطــبـــال والـــقــــوارح
مـن يـوم خلـق سيـف الحسـن وراجـح
وانـــا وحـيــد فـــي قـريـتـي اشــــارح
أبـنــي الـمـكـاسـر وازرع الـفـراصــح
والـفــائــده لــمـــن مــســـب وفـــاتـــح
والـويـل لـمـن فــي سـوقـنـا يـصــارح
اومــن بـقـى صـدقـه عـلـى الفـضـائـح
""""""""""""""""""
قطر العروق شايسقي الـورد يانشـوان
حسك تصدق عجائب طاهش الحوبـان
ولاتـصـدق عصـابـة عـمـنـا رشـــوان
ولا تصـدق حكايـة بنـت شيـخ الـجـان
أصحابهـا ضيعـونـا كـسـروا المـيـزان
باعوا ألأصابـع وخلـوا الجسـم للديـدان
وقطّعـوهـا عـلـى مايشـتـهـي الـــوزّان
""""""""""""""""""
نـشــوان كـــم فـــي جعـبـتـي نـصـايـح
وكــــم ورم قـلـبــي مــــن الـفـضـايــح
وكـــم شـسـامـح لـــو انــــا شـاسـامــح
أوصــيـــك لاتــهـــرب ولا تـــمـــازح
لا تـفـتـجـع مــــن كــثــرة الــمـــرازح
شــــق الـطـريــق وظــهــر الـمـلامــح
حــتــى تــعــانق صـبـحـنـا تـصـافــح
ويـنـتــهــي الارهــــــاب والــمــذابـــح
""""""""""""""""""""
نـشـوان سـامـح مــن جـنــن وهـسـتـر
ومــن ردع عــرض الـجــدار وفكر
ولاتـســامــح مـــــن رقـــــد وفـــســـر
أو الـــــذي مـــــن عـومــتــه تـكــســر
أمـــا الـــذي عـنــد المـصـيـبـه يـفـتــر
وفي الـنـفـس يــهـــدر هــديـــر عـنــتــر
يحـتـاج مـلـئ هــذا الصـمـيـل وأكـثــر
قد هو من الحنشان بل وأخطر
""""""""""""""""""""
لـكـن دم الضـحـايـا صـانــع الألـحــان
لحن لصنعاء نشيـد الارض والريحـان
ولاح بـرق المعنـى من جبـل شمسـان
ينقش على الصخر والأحجار والعيدان
لكـن زرع الحنـش وحــارس البسـتـان
يشتـي يركـب بـرأس الجنبـيـه جعـنـان .
خارطة طريق للخروج من الازمة اليمنية
رئيس مركزية الاشتراكي اليمني يتقدم بخارطة طريق للخروج من الأزمة اليمنية
فى: أكتوبر 03, 2019فى: الاخبار, اهم الاحداث, تحليلات طباعة البريد الالكترونى
المواطن / متابعة خاصة
تقدم رئيس اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني ، الدكتور يحي منصور أبو أصبع ، بخارطة طريق للخروج من الأزمة اليمنية الحالية وذلك في كلمته التي ألقاه باحتفالية سبتمبر واكتوبر اليوم الخميس ، في اللجنة المركزية للحزب بصنعاء .
وجاء في كلمة ابو اصبع “واليوم لا أحد خارج اليمن يستطيع أن يساعدنا نحن اليمنيين ما لم تتوفر لدينا الرغبة القوية في مساعدة أنفسنا أولاً بالذهاب إلى حل سياسي يفضي إلى سلام مستدام وإحداث قطيعة مع الحروب والحروب المؤجلة”. موضيفا ، “والسلام المستدام غير ممكن دون تقديم تنازلات متبادلة تضمن معالجة الأسباب الجوهرية المنتجة للأزمات والحروب الداخلية الدورية المسئولة عن مآسي اليمن، معالجة لا تقفز على مخاوف أي طرف يمني أي كان ضعفه وأي كانت قوته ونفوذه ومساحة انتشاره. والمعالجة بهذا المعنى غير ممكنة إلا عبر خارطة طريق تفضي إلى بناء دولة ضامنة لكل اليمنيين، وليس لمجرد وقف الحرب إلى حين”.
وينشر لكم موقع المواطن نص كلمة رئيس اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني الدكتور يحي منصور أبو أصبع ، والتي تحتوي على خارطة الطريق والهداف منها :
نص الكلمة :
كلمة لمناسبة الاحتفاء بالذكرى السابعة والخمسين لثورة السادس والعشرين من سبتمبر والذكرى السادسة والخمسين لثورة الرابع عشر من أكتوبر والذكرى الواحدة والأربعين لتأسيس الحزب الاشتراكي اليمني.
يحي منصور أبو أصبع رئيس اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني
………………
أيها الإخوة والأخوات: أحييكم جميعا، كل باسمه وصفته.
أحييكم تحية سبتمبرية أكتوبرية فيها من صدق المشاعر ما كان لثوار سبتمبر وأكتوبر من الصدق في حب الوطن والاستعداد للموت من أجله. ومن باب الصدق لن أكرر على مسامعكم أي من الكلمات النمطية التي تعودنا عليها في هاتين المناسبتين من كل عام. فالمشهد الوطني العام الذي نعيشه فيه من الانكسارات والزحف التراجعي ما لا يتيح لنا ولو مساحة صغيرة للفرح، إن على المستويات الفردية وإن على المستوى العام.
أيها الإخوة والأخوات:
خلال مسيرتنا الوطنية الطويلة منذ ثورتي سبتمبر وأكتوبر كنا، نحن اليمنيين، وما زلنا، كلما خطونا خطوة إلى الأمام نعود القهقرى عشرات-وربما مئات-الخطوات إلى الخلف حتى أصبحنا أمام ركام هائل من الفشل في كل شيء، وأصبح وطننا اليمني الكبير على شفا حفرة من التمزق الجغرافي والسكاني المخيف بفعل إرادات خارجية تسربت إلينا عبر الشقوق والتصدعات التي أصابت جدران وحدتنا الوطنية.
ويعود الجزء الأكبر من مشكلتنا– وهي مشكلة مزمنة -إلى فشل النخب اليمنية-على اختلاف مشاربها الفكرية واصطفافاتها السياسية-في إنتاج دولة لكل مواطنيها دونما أي تمييز بينهم. وقد فطنا إلى ذلك عندما ذهبنا إلى حوار وطني شامل بحثا عن حلول ناجعة لهذه المشكلة، غير أن ذهنية الاقصاء والاستئثار والاستحواذ ظلت حاكمة لمعظم سلوك وتصرفات أطراف العملية السياسية التي انطلقت في فبراير 2012، وإن بنسب متفاوتة. وقد أدى ذلك إلى تعثر المرحلة الانتقالية وفشلها في إنجاز معظم مهامها المتوافق عليها. وما الحرب الراهنة، في بعديها الداخلي والخارجي، سوى التعبير العنيف عن هذا الفشل الذي أصبح طوفانا فتاكا بوحدة اليمن أرضا وسكانا ومقدرات لصالح قوى خارجية تمارس علينا فتوحات القرون الوسطى، حيث كانت القوة – وليس الجغرافيا – هي من يصنع حدود الدول.
واليوم لا أحد خارج اليمن يستطيع أن يساعدنا نحن اليمنيين ما لم تتوفر لدينا الرغبة القوية في مساعدة أنفسنا أولاً بالذهاب إلى حل سياسي يفضي إلى سلام مستدام وإحداث قطيعة مع الحروب والحروب المؤجلة. والسلام المستدام غير ممكن دون تقديم تنازلات متبادلة تضمن معالجة الأسباب الجوهرية المنتجة للأزمات والحروب الداخلية الدورية المسئولة عن مآسي اليمن، معالجة لا تقفز على مخاوف أي طرف يمني أي كان ضعفه وأي كانت قوته ونفوذه ومساحة انتشاره. والمعالجة بهذا المعنى غير ممكنة إلا عبر خارطة طريق تفضي إلى بناء دولة ضامنة لكل اليمنيين، وليس لمجرد وقف الحرب إلى حين.
ونزعم أن أي خارطة طريق لا يمكن أن تفضي إلى بناء دولة ضامنة ما لم تضع نصب عينها الأهداف التالية:
أولا: تسوية العلاقة بين الدولة والوحدة بإعادة بناء الدولة على قاعدة التوافق الوطني بين كل اليمنيين، والشراكة المتكافئة بين الشمال والجنوب، بما ينجز مصالحة وطنية فعلية بين كل الأطراف، ويحقق تطلعات كل أبناء الشعب اليمني إلى:
1 -أمن شامل ومستدام لكل مواطن، واستقرار دائم للوطن.
2 -نظام ديمقراطي قائم على التداول السلمي للسلطة بين الأحزاب، والشراكة الفعلية بين اليمنيين في إدارة الشأن العام.
3 -حقوق إنسان وحريات عامة محمية بقوة القانون والمؤسسات ومصانة ضد أي انتهاك.
4 -عدالة تضمن للمواطن حياة إنسانية كريمة له ولأطفاله.
5 -مساواة فعلية أمام القانون دون أي شكل من أشكال التمييز بين المواطنين.
6 -تنمية شاملة ومستدامة، وتشغيل فعلي لكل الطاقات والموارد المتاحة للقضاء على الفقر وتحسين مستوى حياة اليمنيين ماديا وثقافيا.
ثانيا: عدالة انتقالية تزيل المظالم الواقعة على الأفراد والجماعات، وتعمل على جبر ضرر كل الضحايا.
ومن أجل خارطة طريق مؤهلة لتحقيق الأهداف المبينة أعلاه فإنني، من موقعي كرئيس للجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني، أقترح على العقل السياسي اليمني المنطلقات العامة والأفكار الحاكمة التالية:
1 -أصل الحرب الراهنة هو التنازع على السلطة والثروة في ظل دولة هشة قامت على القوة والغلبة وليس على التوافق الوطني.
2 -الدولة القائمة على القوة والغلبة هي دائما دولة حبلى بالحروب المؤجلة التي تنتظر اكتمال شروط اندلاعها لتندلع.
3 -تدور الحرب الراهنة في بلد يعاني نسيجه الاجتماعي من ضعف ملحوظ في الاندماج الوطني، وبسبب هذا الضعف توارت الأسباب الحقيقية للحرب خلف نزعات جهوية ومذهبية، بائنة ومستترة، يجري استدعاؤها إعلاميا للتجييش وحشد التأييد.
4 – المذاهب تتعايش ولا تفجر الحروب، وإنما الحروب المؤجلة هي التي تدفع أطرافها لتحويل الانخراط العقائدي إلى تعصب وانغلاق لتأمين حاجتها من قوى العصبية والاندفاع المادي والمعنوي.
5 -القتلى والجرحى في الحرب الراهنة مواطنون يمنيون ذهبوا ضحايا الصراع على السلطة والثروة، وهذه مشكلة إنسانية معقدة لا تحتمل مبدأ:” قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار”، ويجب أن تعالج بروح التسامح وبمسئولية وطنية عالية تزيل كل شعور بالغبن والكراهية والرغبة في الثأر والانتقام.
6 -الانتصارات في الحروب الداخلية تفضي دائما إلى حروب انتقامية مؤجلة تجعل الوطن كله واقعا في دوامة عدم الاستقرار، والحل ليس في وقف الحرب إلى حين، وإنما في تشييد سلام مستدام قائم على الرغبة في الحياة والتعايش والقبول المتبادل.
7 – الحلول الواقعية المؤهلة لإخراج اليمن من الأزمات والحروب الدورية هي تلك التي تجعل المنتصر ينتصر على انتصاره وتشجع المنكسر على نسيان انكساره، وهذا لا يتحقق إلا بحلول تنتصر للوطن كله.
8 – الدولة المدنية الحديثة مظلة لكل مواطنيها وليست غنيمة لطرف أو تحالف أطراف، واليمنيون شركاء أنداد في بناء هذه الدولة باعتبارهم مواطنين متساوين في الحقوق والواجبات التي ترتبها هذه الشراكة، بصرف النظر عن الأوزان النسبية للجماعات والأحزاب والتنظيمات السياسية التي يمثلونها.
9 – الشراكة والندية في بناء الدولة المدنية الحديثة حق لكل طرف، وليست هبة أو مِنَّة مقدمة من هذا الطرف أو ذاك. ومصدر هذا الحق أن كل الأطراف مواطنون متساوون في الحقوق والواجبات، ومنطق بناء الدولة المدنية الحديثة يحتم على كل طرف أن يتصرف بروح المواطنة وأن يتخلى عن التصرف كمركز قوة ونفوذ وتأثير.
10 -التداول السلمي للسلطة لا يتحقق إلا على قاعدة التنافس الديمقراطي بين الأحزاب في ظل دولة حديثة ناجزة البناء.أما إعادة بناء الدولة، لتصبح دولة حديثة مؤهلة للتنافس الديمقراطي، فهذه عملية لا تتحقق إلا على قاعدة التوافق الوطني بعيدا عن أي غلبة أو استقواء من أي نوع كان.
11 -عاصمة الدولة هي مركز مصالح كل اليمنيين، والتوافق على تفاصيل ترتيباتها الأمنية جزء لا يتجزأ من التوافق الوطني المطلوب لإعادة بناء الدولة.
12 – استقرار النظام السياسي أمر متعذر ما لم تكن العاصمة محصنة ضد الانقلابات العسكرية من داخلها وضد الاجتياحات العسكرية من خارجها. وفي كل الأحوال لن تخلو مدن البلاد وأريافها من مظاهر العنف والثارات ومن كل مظاهر حمل وحيازة السلاح ما لم تخلُ العاصمة أولا من هذه المظاهر.
13 -الأصل أن كل الأطراف السياسية، على اختلاف مشاربها، متساوية في ولائها للوطن وللنظام الجمهوري، ومن غير الجائز لأي طرف الطعن أو التشكيك في الولاء الوطني لأي من الأطراف أو الجماعات أو الأفراد، وأي طعن أو تشكيك أو اتهام هو حق حصري لدولة القانون في ضوء ما يتوفر لديها من أدلة.
14 – لا يوجد أناس فاسدون أو عملاء أو مرتزقة وإنما توجد أوضاع سيئة تشجع على الفساد والعمالة والارتزاق، والدولة القانونية هي وحدها المؤهلة لإزالة الأوضاع الفاسدة.
15 -من حق كل طرف سياسي أو جماعة أو فرد أن يعتبر نفسه صاحب قضية عادلة، لكن عدالة أي قضية لا تجيز لصاحبها أن يضعها في إطار غير عادل لفرضها على غيره. وفي كل الأحوال لا يمكن الحكم على أي طرف سياسي أو جماعة أو فرد وفقا لما يؤمن به ويعتقد أنه يقوم به، وإنما وفقا لما يفعله ويمارسه.
16 -المصلحة الوطنية العليا للشعب اليمني هي مجموع مصالح أفراده، وهي تعلو على ما دونها من المصالح الحزبية أو الفئوية أو الجهوية، ولا يجوز لأي طرف أو تحالف أطراف أن يسعى لفرض حلول تنتقص من هذه المصلحة على المدى المنظور أو البعيد.
17 -استخدام السلاح أو التهديد المباشر وغير المباشر باستخدامه من قبل أي طرف أو عدة أطراف وتحت أي مبرر يعد مصادرة لمبدأ الشراكة وخروجا على المصلحة الوطنية العليا للشعب اليمني وعلى الإجماع الوطني.
18 -الدولة وحدها هي من يحتكر امتلاك كل أنواع السلاح وهي وحدها من يستخدمه في إطار الدستور والقانون.
18 – الجيش هو أول ميادين الاندماج الوطني، وإعادة بنائه قضية وطنية يجري التوافق على تفاصيلها الإجرائية بعيدا عن أي غلبة، وهي جزء لا يتجزأ من إعادة بناء الدولة، ويسري هذا المبدأ على كل الأجهزة الأمنية وسلطات الضبط القضائي وما في حكمها.
19 – الجنوب ليس جزءا من الشمال وإنما جزء من اليمن، والقضية الجنوبية تستمد عدالتها من هذه الحقيقة وهي قضية عادلة ولا يمكن أن تخرج من جدول أعمال التاريخ إلا بالحل العادل الذي يعيد الجنوب إلى وضعه الطبيعي في المعادلة الوطنية ويحقق مواطنة متساوية لكل اليمنيين شمالا وجنوبا.
20 -الأحزاب السياسية جزء لا يتجزأ من المنظومة السياسية للبلاد، والانتخابات النيابية لا تمثل حلا لمشكلة السلطة ما لم تكن مسبوقة بإصلاحات ديمقراطية تشمل الأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني.
21 -الإرهاب ظاهرة عصية على المكافحة والاستئصال إلا في ظل دولة قانونية، وفي إطار رؤية وطنية شاملة متوافق عليها يعاضدها جهد مجتمعي منظم.
22 -السلام الداخلي المستدام هو وحده فقط المؤهل لصناعة سلام دائم مع المحيط الإقليمي قائم على المنافع المتبادلة والأمن المتبادل.
23 -الدعم الإقليمي والدولي لليمن حاجة ملحة يتعذر الاستغناء عنه مادام يهدف إلى مساعدة اليمنيين في تنفيذ ما يتوافقون عليه.
24 -ليس من مصلحة اليمن، اليوم أو في المستقبل، الدخول في عداوات مذهبية أو أيديولوجية مع أي طرف إقليمي أو دولي مادام هذا الطرف أو ذاك يعبر عن احترامه لسيادة اليمن ولا يتدخل في شئونه الداخلية ويقيم معه علاقات شفافة عبر الأقنية الرسمية للدولة دون غيرها.
25 – أمن اليمن جزء لا يتجزأ من أمن منطقة الجزيرة العربية والخليج، وليس من مصلحته أن يكون مصدر قلق لمحيطه الإقليمي، ومن مصلحة المحيط الإقليمي أن يكون اليمن خاليا من كل عوامل عدم الاستقرار. ولتحقيق هذه الغاية على اليمن ومحيطه الإقليمي أن يتفاهما على تعريف وتحديد العوامل التي يراها كل منهما مصدر قلق له.
تلك أيها الأخوة والأخوات أهداف ومنطلقات عامة أقترحها على العقل السياسي اليمني المنشغل بالبحث عن حل لمشكلتنا المزمنة المسئولة عن دورات العنف والحروب التي تداهمنا بين الحين والآخر. وهي في مجملها أهداف ومبادئ تلخص الثقافة السياسية الغالبة في الحياة الداخلية للحزب الاشتراكي اليمني.
مرة أخرى لكم أخلص التحايا السبتمبرية والأكتوبرية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته....... http://almoaten.net/2019/10/18547/
فى: أكتوبر 03, 2019فى: الاخبار, اهم الاحداث, تحليلات طباعة البريد الالكترونى
المواطن / متابعة خاصة
تقدم رئيس اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني ، الدكتور يحي منصور أبو أصبع ، بخارطة طريق للخروج من الأزمة اليمنية الحالية وذلك في كلمته التي ألقاه باحتفالية سبتمبر واكتوبر اليوم الخميس ، في اللجنة المركزية للحزب بصنعاء .
وجاء في كلمة ابو اصبع “واليوم لا أحد خارج اليمن يستطيع أن يساعدنا نحن اليمنيين ما لم تتوفر لدينا الرغبة القوية في مساعدة أنفسنا أولاً بالذهاب إلى حل سياسي يفضي إلى سلام مستدام وإحداث قطيعة مع الحروب والحروب المؤجلة”. موضيفا ، “والسلام المستدام غير ممكن دون تقديم تنازلات متبادلة تضمن معالجة الأسباب الجوهرية المنتجة للأزمات والحروب الداخلية الدورية المسئولة عن مآسي اليمن، معالجة لا تقفز على مخاوف أي طرف يمني أي كان ضعفه وأي كانت قوته ونفوذه ومساحة انتشاره. والمعالجة بهذا المعنى غير ممكنة إلا عبر خارطة طريق تفضي إلى بناء دولة ضامنة لكل اليمنيين، وليس لمجرد وقف الحرب إلى حين”.
وينشر لكم موقع المواطن نص كلمة رئيس اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني الدكتور يحي منصور أبو أصبع ، والتي تحتوي على خارطة الطريق والهداف منها :
نص الكلمة :
كلمة لمناسبة الاحتفاء بالذكرى السابعة والخمسين لثورة السادس والعشرين من سبتمبر والذكرى السادسة والخمسين لثورة الرابع عشر من أكتوبر والذكرى الواحدة والأربعين لتأسيس الحزب الاشتراكي اليمني.
يحي منصور أبو أصبع رئيس اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني
………………
أيها الإخوة والأخوات: أحييكم جميعا، كل باسمه وصفته.
أحييكم تحية سبتمبرية أكتوبرية فيها من صدق المشاعر ما كان لثوار سبتمبر وأكتوبر من الصدق في حب الوطن والاستعداد للموت من أجله. ومن باب الصدق لن أكرر على مسامعكم أي من الكلمات النمطية التي تعودنا عليها في هاتين المناسبتين من كل عام. فالمشهد الوطني العام الذي نعيشه فيه من الانكسارات والزحف التراجعي ما لا يتيح لنا ولو مساحة صغيرة للفرح، إن على المستويات الفردية وإن على المستوى العام.
أيها الإخوة والأخوات:
خلال مسيرتنا الوطنية الطويلة منذ ثورتي سبتمبر وأكتوبر كنا، نحن اليمنيين، وما زلنا، كلما خطونا خطوة إلى الأمام نعود القهقرى عشرات-وربما مئات-الخطوات إلى الخلف حتى أصبحنا أمام ركام هائل من الفشل في كل شيء، وأصبح وطننا اليمني الكبير على شفا حفرة من التمزق الجغرافي والسكاني المخيف بفعل إرادات خارجية تسربت إلينا عبر الشقوق والتصدعات التي أصابت جدران وحدتنا الوطنية.
ويعود الجزء الأكبر من مشكلتنا– وهي مشكلة مزمنة -إلى فشل النخب اليمنية-على اختلاف مشاربها الفكرية واصطفافاتها السياسية-في إنتاج دولة لكل مواطنيها دونما أي تمييز بينهم. وقد فطنا إلى ذلك عندما ذهبنا إلى حوار وطني شامل بحثا عن حلول ناجعة لهذه المشكلة، غير أن ذهنية الاقصاء والاستئثار والاستحواذ ظلت حاكمة لمعظم سلوك وتصرفات أطراف العملية السياسية التي انطلقت في فبراير 2012، وإن بنسب متفاوتة. وقد أدى ذلك إلى تعثر المرحلة الانتقالية وفشلها في إنجاز معظم مهامها المتوافق عليها. وما الحرب الراهنة، في بعديها الداخلي والخارجي، سوى التعبير العنيف عن هذا الفشل الذي أصبح طوفانا فتاكا بوحدة اليمن أرضا وسكانا ومقدرات لصالح قوى خارجية تمارس علينا فتوحات القرون الوسطى، حيث كانت القوة – وليس الجغرافيا – هي من يصنع حدود الدول.
واليوم لا أحد خارج اليمن يستطيع أن يساعدنا نحن اليمنيين ما لم تتوفر لدينا الرغبة القوية في مساعدة أنفسنا أولاً بالذهاب إلى حل سياسي يفضي إلى سلام مستدام وإحداث قطيعة مع الحروب والحروب المؤجلة. والسلام المستدام غير ممكن دون تقديم تنازلات متبادلة تضمن معالجة الأسباب الجوهرية المنتجة للأزمات والحروب الداخلية الدورية المسئولة عن مآسي اليمن، معالجة لا تقفز على مخاوف أي طرف يمني أي كان ضعفه وأي كانت قوته ونفوذه ومساحة انتشاره. والمعالجة بهذا المعنى غير ممكنة إلا عبر خارطة طريق تفضي إلى بناء دولة ضامنة لكل اليمنيين، وليس لمجرد وقف الحرب إلى حين.
ونزعم أن أي خارطة طريق لا يمكن أن تفضي إلى بناء دولة ضامنة ما لم تضع نصب عينها الأهداف التالية:
أولا: تسوية العلاقة بين الدولة والوحدة بإعادة بناء الدولة على قاعدة التوافق الوطني بين كل اليمنيين، والشراكة المتكافئة بين الشمال والجنوب، بما ينجز مصالحة وطنية فعلية بين كل الأطراف، ويحقق تطلعات كل أبناء الشعب اليمني إلى:
1 -أمن شامل ومستدام لكل مواطن، واستقرار دائم للوطن.
2 -نظام ديمقراطي قائم على التداول السلمي للسلطة بين الأحزاب، والشراكة الفعلية بين اليمنيين في إدارة الشأن العام.
3 -حقوق إنسان وحريات عامة محمية بقوة القانون والمؤسسات ومصانة ضد أي انتهاك.
4 -عدالة تضمن للمواطن حياة إنسانية كريمة له ولأطفاله.
5 -مساواة فعلية أمام القانون دون أي شكل من أشكال التمييز بين المواطنين.
6 -تنمية شاملة ومستدامة، وتشغيل فعلي لكل الطاقات والموارد المتاحة للقضاء على الفقر وتحسين مستوى حياة اليمنيين ماديا وثقافيا.
ثانيا: عدالة انتقالية تزيل المظالم الواقعة على الأفراد والجماعات، وتعمل على جبر ضرر كل الضحايا.
ومن أجل خارطة طريق مؤهلة لتحقيق الأهداف المبينة أعلاه فإنني، من موقعي كرئيس للجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني، أقترح على العقل السياسي اليمني المنطلقات العامة والأفكار الحاكمة التالية:
1 -أصل الحرب الراهنة هو التنازع على السلطة والثروة في ظل دولة هشة قامت على القوة والغلبة وليس على التوافق الوطني.
2 -الدولة القائمة على القوة والغلبة هي دائما دولة حبلى بالحروب المؤجلة التي تنتظر اكتمال شروط اندلاعها لتندلع.
3 -تدور الحرب الراهنة في بلد يعاني نسيجه الاجتماعي من ضعف ملحوظ في الاندماج الوطني، وبسبب هذا الضعف توارت الأسباب الحقيقية للحرب خلف نزعات جهوية ومذهبية، بائنة ومستترة، يجري استدعاؤها إعلاميا للتجييش وحشد التأييد.
4 – المذاهب تتعايش ولا تفجر الحروب، وإنما الحروب المؤجلة هي التي تدفع أطرافها لتحويل الانخراط العقائدي إلى تعصب وانغلاق لتأمين حاجتها من قوى العصبية والاندفاع المادي والمعنوي.
5 -القتلى والجرحى في الحرب الراهنة مواطنون يمنيون ذهبوا ضحايا الصراع على السلطة والثروة، وهذه مشكلة إنسانية معقدة لا تحتمل مبدأ:” قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار”، ويجب أن تعالج بروح التسامح وبمسئولية وطنية عالية تزيل كل شعور بالغبن والكراهية والرغبة في الثأر والانتقام.
6 -الانتصارات في الحروب الداخلية تفضي دائما إلى حروب انتقامية مؤجلة تجعل الوطن كله واقعا في دوامة عدم الاستقرار، والحل ليس في وقف الحرب إلى حين، وإنما في تشييد سلام مستدام قائم على الرغبة في الحياة والتعايش والقبول المتبادل.
7 – الحلول الواقعية المؤهلة لإخراج اليمن من الأزمات والحروب الدورية هي تلك التي تجعل المنتصر ينتصر على انتصاره وتشجع المنكسر على نسيان انكساره، وهذا لا يتحقق إلا بحلول تنتصر للوطن كله.
8 – الدولة المدنية الحديثة مظلة لكل مواطنيها وليست غنيمة لطرف أو تحالف أطراف، واليمنيون شركاء أنداد في بناء هذه الدولة باعتبارهم مواطنين متساوين في الحقوق والواجبات التي ترتبها هذه الشراكة، بصرف النظر عن الأوزان النسبية للجماعات والأحزاب والتنظيمات السياسية التي يمثلونها.
9 – الشراكة والندية في بناء الدولة المدنية الحديثة حق لكل طرف، وليست هبة أو مِنَّة مقدمة من هذا الطرف أو ذاك. ومصدر هذا الحق أن كل الأطراف مواطنون متساوون في الحقوق والواجبات، ومنطق بناء الدولة المدنية الحديثة يحتم على كل طرف أن يتصرف بروح المواطنة وأن يتخلى عن التصرف كمركز قوة ونفوذ وتأثير.
10 -التداول السلمي للسلطة لا يتحقق إلا على قاعدة التنافس الديمقراطي بين الأحزاب في ظل دولة حديثة ناجزة البناء.أما إعادة بناء الدولة، لتصبح دولة حديثة مؤهلة للتنافس الديمقراطي، فهذه عملية لا تتحقق إلا على قاعدة التوافق الوطني بعيدا عن أي غلبة أو استقواء من أي نوع كان.
11 -عاصمة الدولة هي مركز مصالح كل اليمنيين، والتوافق على تفاصيل ترتيباتها الأمنية جزء لا يتجزأ من التوافق الوطني المطلوب لإعادة بناء الدولة.
12 – استقرار النظام السياسي أمر متعذر ما لم تكن العاصمة محصنة ضد الانقلابات العسكرية من داخلها وضد الاجتياحات العسكرية من خارجها. وفي كل الأحوال لن تخلو مدن البلاد وأريافها من مظاهر العنف والثارات ومن كل مظاهر حمل وحيازة السلاح ما لم تخلُ العاصمة أولا من هذه المظاهر.
13 -الأصل أن كل الأطراف السياسية، على اختلاف مشاربها، متساوية في ولائها للوطن وللنظام الجمهوري، ومن غير الجائز لأي طرف الطعن أو التشكيك في الولاء الوطني لأي من الأطراف أو الجماعات أو الأفراد، وأي طعن أو تشكيك أو اتهام هو حق حصري لدولة القانون في ضوء ما يتوفر لديها من أدلة.
14 – لا يوجد أناس فاسدون أو عملاء أو مرتزقة وإنما توجد أوضاع سيئة تشجع على الفساد والعمالة والارتزاق، والدولة القانونية هي وحدها المؤهلة لإزالة الأوضاع الفاسدة.
15 -من حق كل طرف سياسي أو جماعة أو فرد أن يعتبر نفسه صاحب قضية عادلة، لكن عدالة أي قضية لا تجيز لصاحبها أن يضعها في إطار غير عادل لفرضها على غيره. وفي كل الأحوال لا يمكن الحكم على أي طرف سياسي أو جماعة أو فرد وفقا لما يؤمن به ويعتقد أنه يقوم به، وإنما وفقا لما يفعله ويمارسه.
16 -المصلحة الوطنية العليا للشعب اليمني هي مجموع مصالح أفراده، وهي تعلو على ما دونها من المصالح الحزبية أو الفئوية أو الجهوية، ولا يجوز لأي طرف أو تحالف أطراف أن يسعى لفرض حلول تنتقص من هذه المصلحة على المدى المنظور أو البعيد.
17 -استخدام السلاح أو التهديد المباشر وغير المباشر باستخدامه من قبل أي طرف أو عدة أطراف وتحت أي مبرر يعد مصادرة لمبدأ الشراكة وخروجا على المصلحة الوطنية العليا للشعب اليمني وعلى الإجماع الوطني.
18 -الدولة وحدها هي من يحتكر امتلاك كل أنواع السلاح وهي وحدها من يستخدمه في إطار الدستور والقانون.
18 – الجيش هو أول ميادين الاندماج الوطني، وإعادة بنائه قضية وطنية يجري التوافق على تفاصيلها الإجرائية بعيدا عن أي غلبة، وهي جزء لا يتجزأ من إعادة بناء الدولة، ويسري هذا المبدأ على كل الأجهزة الأمنية وسلطات الضبط القضائي وما في حكمها.
19 – الجنوب ليس جزءا من الشمال وإنما جزء من اليمن، والقضية الجنوبية تستمد عدالتها من هذه الحقيقة وهي قضية عادلة ولا يمكن أن تخرج من جدول أعمال التاريخ إلا بالحل العادل الذي يعيد الجنوب إلى وضعه الطبيعي في المعادلة الوطنية ويحقق مواطنة متساوية لكل اليمنيين شمالا وجنوبا.
20 -الأحزاب السياسية جزء لا يتجزأ من المنظومة السياسية للبلاد، والانتخابات النيابية لا تمثل حلا لمشكلة السلطة ما لم تكن مسبوقة بإصلاحات ديمقراطية تشمل الأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني.
21 -الإرهاب ظاهرة عصية على المكافحة والاستئصال إلا في ظل دولة قانونية، وفي إطار رؤية وطنية شاملة متوافق عليها يعاضدها جهد مجتمعي منظم.
22 -السلام الداخلي المستدام هو وحده فقط المؤهل لصناعة سلام دائم مع المحيط الإقليمي قائم على المنافع المتبادلة والأمن المتبادل.
23 -الدعم الإقليمي والدولي لليمن حاجة ملحة يتعذر الاستغناء عنه مادام يهدف إلى مساعدة اليمنيين في تنفيذ ما يتوافقون عليه.
24 -ليس من مصلحة اليمن، اليوم أو في المستقبل، الدخول في عداوات مذهبية أو أيديولوجية مع أي طرف إقليمي أو دولي مادام هذا الطرف أو ذاك يعبر عن احترامه لسيادة اليمن ولا يتدخل في شئونه الداخلية ويقيم معه علاقات شفافة عبر الأقنية الرسمية للدولة دون غيرها.
25 – أمن اليمن جزء لا يتجزأ من أمن منطقة الجزيرة العربية والخليج، وليس من مصلحته أن يكون مصدر قلق لمحيطه الإقليمي، ومن مصلحة المحيط الإقليمي أن يكون اليمن خاليا من كل عوامل عدم الاستقرار. ولتحقيق هذه الغاية على اليمن ومحيطه الإقليمي أن يتفاهما على تعريف وتحديد العوامل التي يراها كل منهما مصدر قلق له.
تلك أيها الأخوة والأخوات أهداف ومنطلقات عامة أقترحها على العقل السياسي اليمني المنشغل بالبحث عن حل لمشكلتنا المزمنة المسئولة عن دورات العنف والحروب التي تداهمنا بين الحين والآخر. وهي في مجملها أهداف ومبادئ تلخص الثقافة السياسية الغالبة في الحياة الداخلية للحزب الاشتراكي اليمني.
مرة أخرى لكم أخلص التحايا السبتمبرية والأكتوبرية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته....... http://almoaten.net/2019/10/18547/
02/10/2019
الطموح
🌟الطموح
♦| الطموح هو الطاقة الروحية في حياة الإنسان وهو الخطة العقلية التي تنظم حياتنا، والتي تدفعنا نحو المستقبل، ولا قيمة لوجود الإنسان إن لم يكن طموحاً، في مقالي هذا أضع لكم ما يدفعنا لأن نكون طموحين أكثر:
عبارات جميلة عن النجاح والطموح
♦| النجاح يحققه فقط الذين يواصلون المحاولة بنظرة إيجابية للأشياء.
عندما تصل إلى عمق معنى كلمة النجاح تجد أنها ببساطة تعني الإصرار.
♦| إن النجاح لا يتطلب عذرا، والفشل لا يترك أي مبررات.
البعض منا لديه مدراج يقلع منها إلى النجاح، لكن إن كنت ممن لا يملكون هذه المدراج عليك أن، تشيدها بنفسك.
الفشل ليس عند الخسارة إنّما الفشل عند الانسحاب.
تصرف كما لو أنه من المستحيل أن تفشل.
♦| الناجح من يستطيع رؤية ما هو أبعد من أن يراه الآخرون.
لا نحقق الأعمال بالأمنيات وإنما بالإرادة نصنع المعجزات.
التردد أكبر عقبة في طريق النجاح.
♦| سر النجاح على الدوام هو أن تسير إلى الأمام.
ما هو الفشل إلّا هزيمة مؤقتة تخلق لك فرص النجاح.
الطموح اللامحدود هو الوقود الذي يساعد الإنسان على الوصول إلى طريق النجاح.
تجاهل الناس الذين يرددون مستحيل.
♦| إذا لم تفشل، فلن تعمل بجد.
لكي ننجح علينا أولاً أن نؤمن أنه بمقدرونا تحقيق النجاح.
المحاولة والفشل تتطلب نفس قدر الشجاعة الذي تتطلبه المحاولة والنجاح.
النجاح هو تركيز جميع قوي كيانك على ما تتحرق رغبة في تحقيقه.
♦| الرغبة هي سر النجاح في الحياة المهنية لكل إنسان.
الوسيلة الوحيدة إلى النجاح هي الاستمرار بقوة حتى النهاية.
ما لم تبدأه اليوم لن يكتمل في الغد.
♦| إذا لم تحاول أن تفعل شيء أبعد مما قد أتقنته.. فأنك لا تتقدم أبداً.
تعود على العادات الحسنه وهي سوف تصنعك.
♦| غالباً ما يكون النجاح حليف هؤلاء الذين يعملون بجرأة.
الرجل الناجح هو الذي يظل يبحث عن عمل، بعد أن يجد وظيفة.
♦| لا يصل الناس إلى حديقة النجاح دون أن يمروا بمحطات التعب والفشل واليأس.
♦| الناجحون يبحثون دائماً عن الفرص لمساعدة الآخرين بينما الفاشلون يسألون دائماً ماذا سوف نستفيد نحن من ذلك.
♦| أن أكبر عائق يمنع النجاح هو الخوف من الفشل والاخفاق.
النجاح ليس عدم فعل الاخطاء، النجاح هو عدم تكرار الأخطاء.
♦| لا تحاول أن تكون رجلاً صاحب نجاحات لكن حاول ان تكون رجلاً صاحب قيم.
♦| النجاح يتكون من الأنتقال من فشل إلى فشل دون فقدان الحماس.
♦| النجاح هو الحصول على ما تريد، والسعادة أن تريد ما تحصل عليه.
♦| فقط أولئك الذين يجرؤون على الفشل هم من يصلوا إلى النجاح في النهاية.
♦| هناك صنفان من الناس، هناك
الفئة التي تمضى وتقوم بالعمل وهناك الآخرون الذين يجلسون ساكنين ويسألون لماذا لم تعمل الأشياء بطريقة اخرى!..
مساؤكم طموح ،،
مساؤكم نجاح ،،،
مساؤكم اصرار ،،،
♦| الطموح هو الطاقة الروحية في حياة الإنسان وهو الخطة العقلية التي تنظم حياتنا، والتي تدفعنا نحو المستقبل، ولا قيمة لوجود الإنسان إن لم يكن طموحاً، في مقالي هذا أضع لكم ما يدفعنا لأن نكون طموحين أكثر:
عبارات جميلة عن النجاح والطموح
♦| النجاح يحققه فقط الذين يواصلون المحاولة بنظرة إيجابية للأشياء.
عندما تصل إلى عمق معنى كلمة النجاح تجد أنها ببساطة تعني الإصرار.
♦| إن النجاح لا يتطلب عذرا، والفشل لا يترك أي مبررات.
البعض منا لديه مدراج يقلع منها إلى النجاح، لكن إن كنت ممن لا يملكون هذه المدراج عليك أن، تشيدها بنفسك.
الفشل ليس عند الخسارة إنّما الفشل عند الانسحاب.
تصرف كما لو أنه من المستحيل أن تفشل.
♦| الناجح من يستطيع رؤية ما هو أبعد من أن يراه الآخرون.
لا نحقق الأعمال بالأمنيات وإنما بالإرادة نصنع المعجزات.
التردد أكبر عقبة في طريق النجاح.
♦| سر النجاح على الدوام هو أن تسير إلى الأمام.
ما هو الفشل إلّا هزيمة مؤقتة تخلق لك فرص النجاح.
الطموح اللامحدود هو الوقود الذي يساعد الإنسان على الوصول إلى طريق النجاح.
تجاهل الناس الذين يرددون مستحيل.
♦| إذا لم تفشل، فلن تعمل بجد.
لكي ننجح علينا أولاً أن نؤمن أنه بمقدرونا تحقيق النجاح.
المحاولة والفشل تتطلب نفس قدر الشجاعة الذي تتطلبه المحاولة والنجاح.
النجاح هو تركيز جميع قوي كيانك على ما تتحرق رغبة في تحقيقه.
♦| الرغبة هي سر النجاح في الحياة المهنية لكل إنسان.
الوسيلة الوحيدة إلى النجاح هي الاستمرار بقوة حتى النهاية.
ما لم تبدأه اليوم لن يكتمل في الغد.
♦| إذا لم تحاول أن تفعل شيء أبعد مما قد أتقنته.. فأنك لا تتقدم أبداً.
تعود على العادات الحسنه وهي سوف تصنعك.
♦| غالباً ما يكون النجاح حليف هؤلاء الذين يعملون بجرأة.
الرجل الناجح هو الذي يظل يبحث عن عمل، بعد أن يجد وظيفة.
♦| لا يصل الناس إلى حديقة النجاح دون أن يمروا بمحطات التعب والفشل واليأس.
♦| الناجحون يبحثون دائماً عن الفرص لمساعدة الآخرين بينما الفاشلون يسألون دائماً ماذا سوف نستفيد نحن من ذلك.
♦| أن أكبر عائق يمنع النجاح هو الخوف من الفشل والاخفاق.
النجاح ليس عدم فعل الاخطاء، النجاح هو عدم تكرار الأخطاء.
♦| لا تحاول أن تكون رجلاً صاحب نجاحات لكن حاول ان تكون رجلاً صاحب قيم.
♦| النجاح يتكون من الأنتقال من فشل إلى فشل دون فقدان الحماس.
♦| النجاح هو الحصول على ما تريد، والسعادة أن تريد ما تحصل عليه.
♦| فقط أولئك الذين يجرؤون على الفشل هم من يصلوا إلى النجاح في النهاية.
♦| هناك صنفان من الناس، هناك
الفئة التي تمضى وتقوم بالعمل وهناك الآخرون الذين يجلسون ساكنين ويسألون لماذا لم تعمل الأشياء بطريقة اخرى!..
مساؤكم طموح ،،
مساؤكم نجاح ،،،
مساؤكم اصرار ،،،
الواجبات والحقوق المتبادلة بين المواطن والدولة
الواجبات والحقوق المتبادلة بين الدولة والمواطن
" إن قوة الدولة وهيبتها تقاس من قوة تطبيقها للقانون بعدالة ، وقوة المواطن وهيبته تقاس بمدى احترامه للقانون والنظام " ..
من المعروف لدى الباحثين في حقول علم الأجتماع والعلوم السياسية والقانونية وعلم الأقتصاد السياسي أن ما ينظم العلاقات المتبادلة والمتوازنة حول الحقوق والواجبات بين طرفين معينين تتداخل مصالحهما تداخلاً جدلياً ، لا يمكن لأي طرف من الطرفين أن يكون كما يريد ان يكون من دون وجود الطرف الآخر ، هو ما اتفق على تسميته "بالعقد الاجتماعي " الذي بموجبه تترتب واجبات والتزامات يستوجب الأيفاء بأدائها مقابل حقوق مستحقهة لكلا الطرفين بشكل متوازن ، سواءً كان هذا العقد بين الأفراد أو بين مجموعات بشرية أو بين مجتمعات أو بين الدول والأمم أو بين المواطن والدولة ، وهو موضوع مقالنا هذا حصراً لما له من اهمية كبيرة في حياة الأمم والشعوب والبلدان للوصول الى بناء مجتمعات العدل والمساواة . الدولة بكل مؤسساتها الدستورية والقانونية التي تتشكل بقرار من الشعب عبر صناديق الانتخابات في اقتراع سري ديمقراطي حُرْ لأنتخاب ممثليه في البرلمان كسلطة تشريعية ، تقوم مؤسسات الدولة الثلاثة بأقتراح وتشريع منظومة القوانين والتشريعات ومجموعة التعليمات والضوابط لتنظيم العلاقة بين الدولة والمواطن والتي بموجبها تترتب على كلا الطرفين مجموعة من الألتزامات من حيث أداء ما عليهما من الواجبات ليحقق لكل منهما ما يستحق من الحقوق . حيث أن العلاقة بين الواجبات والحقوق في ظل سلطة الدولة الديمقراطية العادلة تفرض أن يكون أداء الواجبات بإتقان وكفاءة واخلاص هي ما تُولّد الحقوق المستحقة لصالح المواطن ، أي أن الأولوية الأولى والأسبقية في هذه العلاقة بين المواطن والدولة هي لأداء المواطن لواجباته تجاه الدولة أولاً ومن ثم تأتي الحقوق المستحقة للمواطن ثانياً أي بمعنى لا حقوق كاملة من دون أداء وتنفيذ الواجبات كاملةً .
التطبيقات والمحاسبة
وفقاً لمبدأ " العقاب والثواب " في الحياة وبموجب القوانين والأنظمة والضوابط الأدارية والقانونية والمالية والأمنية التي وضعتها الدولة من خلال مؤسساتها الثلاثة وألزمت المواطنين بتنفيذها في كل جزئيات حياتهم الشخصية والعامة ، في علاقاتهم الشخصية ببعضهم ممن يشاركون العيش في الوطن من جهة وبمؤسسات الدولة من جهة أخرى ، تجعل المواطن أي كان موقعه الأجتماعي والرسمي معرضاً للمساءلة القانونية والمحاسبة القاسية الرادعة إذا ما أخفق في أداء ما عليه من الواجبات وقد تصل تلك المحاسبة بعقوباتها الى درجة سَجنه لسنوات وسنوات بحسب مستوى الأخفاق وقد تصل تلك المحاسبة الى مستوى يفقد بسببها المواطن حياته في بعض الحالات الخاصة التي يرتكب فيها جريمة جنائية كالقتل العمد مع سبق الأصرار بحق الأفراد أو سرقة المال العام أو ارتكابه جريمة الخيانة العظمى بحق الدولة والوطن . كل أشكال التقصير في أداء الواجبات الذي يترتب على المواطن يعطي للدولة بموجب العقد الاجتماعي الحق القانوني شرعاً في أن تحاسبه على تقصيره بموجب القانون المختص ، وهذا أمر مشروع لا اعتراض ولا غبارٌ عليه عملاً بمبدأ " من يُقصر في أداء واجباته والايفاء بما عليه من الألتزامات بموجب العقد الاجتماعي بينه وبين الدولة يستحق أن ينال جزائه العادل من العقاب الذي يفرضه عليه القانون تحقيقاً للعدالة والمساواة" . الدولة تجمع الضرائب والرسوم وأجور الماء والكهرباء والخدمات الصحية والبلدية وكل ما يتعلق بالأستحقاقات المالية لها في تمشية معاملات المواطن في دوائرها مقابل ما تقدمه من خدمات عامة له ، ومن لا يفي بتلك الأستحقاقات المالية للدولة مقابل تلك الخدمات تقوم الدولة بحجب تلك الخدمات عنه وملاحقته قانونياً في المحاكم المختصة ، ولكن أحياناً يحصل أن نجد مؤسسات الدولة المعنية تقصر عن عمد محاسبة من يسيء من المواطنين من خلال تجاوزهم على ممتلكاتها وعلى الحق العام ، مقابل رشوة مالية تدفع من قبل المتجاوز للمسؤول لغض النظر عن تجاوزه ، وهذا يمكن حسابه فساداً على مؤسسات الدولة يُوجّبْ معاقبة المسؤول المرتشي لردع الفساد والفاسدين .
من واجبات المواطن أي كان موقعه الرسمي ودرجته الوظيفية في أجهزة الدولة أو موقعه في المجتمع احترام القوانين والأنظمة المرعية في أي مكان يتواجد فيه في العمل ، في المدرسة ، في الجامعة ، في القوات المسلحة ، في الشارع ، في الأماكن العامة ، ما متعلقاً منها بحقوق المواطنين كأفراد أو ما متعلقاً منها بالحق العام والمحافظة على البيئة الوطنية من أي تلويث جراء نشاطاته العبثية وسلوكه غير المسؤول . هذه الواجبات مفروضة على المواطن بحكم مجرد انتمائه للوطن بالأضافة الى الواجبات والألتزامات المطلوبة منه كحق عليه مدفوع الأجر من قبل الدولة أو من قبل رب العمل بموجب العقد الاجتماعي . إن أداء كل هذه الواجبات تجعل المواطن في موقع يُمكّنه أن يطالب الطرف الآخر بالحقوق المستحقة له مقابل أدائه لواجباته .
أما واجبات الدولة التي تمثلها سلطاتها الثلاثة ، السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية ( الحكومة ) والسلطة القضائية فهي ، حماية الوطن من أية عدوان خارجي ومن كل ما يهدد سيادته وأمنه الوطني من المخاطر ، تأمين العيش الكريم لكل مواطنيها وذلك باستثمار الثروات الوطنية في المشاريع الأنتاجية لخلق فرص العمل لمواطنيها ، توفير الخدمات الاجتماعية والتربوية والصحية والبلدية من خلال توفير البنى التحتية لها مثل الماء والكهرباء ومجاري الصرف الصحي والمدارس والجامعات والمستشفيات والمستوصفات والمراكز الصحية والأمنية وتأمين توفر كل احتياجات المواطن من مواد غذائية ودوائية وكمالية في الأسواق المحلية مع تأمين السيطرة على نوعية البضائع المنتجة محلياً أو المستوردة من الأسواق العالمية والسيطرة على أسعارها بالشكل الذي تتناسب مع مستويات مداخيل المواطنين ، وحماية أموال الشعب من عبث العابثين من سراق المال العام من خلال شبكات الفساد المالي والأداري في أجهزتها المختلفة ومحاسبتهم بموجب القانون ، وهناك الكثير من الجزئيات التي تدخل ضمن إطار واجبات الدولة بمؤسساتها ان تقدمها لمواطنيها من ضمنها محاسبة المواطن الذي يعبث بوسائل الخدمات العامة ومنتجعات الخدمات الترفيهية ومعاقبته بشدة . إذا قصرتْ الدولة في أداء واجباتها في تقديم الخدمات المتكاملة لمواطنيها كما يجب يكون من حق المواطن محاسبة الدولة بمحاسبة المسؤولين المقصرين القائمين على إدارة مؤسساتها ، وذلك بمطالبتهم من خلال تنظيم التظاهرات الشعبية ومن خلال وسائل الأعلام المختلفة بإقالة وإحالة المقصرين والفاسدين والمستغلين لأموال وممتلكات وامكانيات الدولة ومناصبهم المسؤولة لغرض الأثراء والأنتفاع الشخصي . وفي حالة عجز السلطات المسؤولة في مؤسسات الدولة من محاسبة المقصرين والفاشلين والفاسدين والعابثين بمقدرات الدولة وسراق المال العام على المواطنين إجبار الحكومة على الأستقالة وتعليق البرلمان والدعوة لأجراء انتخابات برلمانية جديدة بالطرق السلمية والقانونية بحسب الدستور ، هذا ما تفرضه مبادئ الديمقراطية وقواعد وسياقات النظام البرلماني الديمقراطي .
إن النجاح في تطبيق هذه العلاقة في عملية الربط بين أداء الواجبات ونيل الحقوق المستحقة المتبادلة بين المواطن والدولة كعلاقة جدلية بينهما أو كمعادلة بين طرفين يعتمد على مستوى نضج الوعي الوطني والثقافي والشعور بالمسؤولية تجاه بعضهما البعض . فإن كان مستوى النضج للوعي الوطني والثقافي والشعور بالمسؤولية عالياً لديهما عندها سوف يكون مستوى أداء الواجبات للطرفين عالياً والتجاوب يكون سريعاً وايجابياً . أما إذا كان الأمر معكوساً فعندئذٍ ليس أمام أي طرف منهما لأجبار الطرف الآخر للأيفاء بالتزاماته وتنفيذها من خيار غير اللجوء الى استعمال وسائل القوة القاهرة . لقد قال الفيلسوف الألماني الكبير فريدريك هيجل قبل قرون عديدة " القوة هي القانون " لأن أي قانون يبقى من دون جدوى وميتاً إذا لم يكون مدعوماً ومسنوداً بقوة تفرضة على واقع الحياة ، وتلك القوة تمثل أولاً ارتفاع مستوى نضج الوعي الثقافي والوطني والشعور بالمسؤولية لدى الطرفين من العقد الاجتماعي كما ذكرنا ذلك في الحالة الأولى ، وثانياً تكون تلك القوة هي القوة القاهرة المسلحة تستخدمها سلطة الدولة لأجبار المواطن في حالة تقصيره في تنفيذ ما عليه من الواجبات والألتزامات ، وفي حالة تقصير الدولة في تنفيذ ما عليها من واجبات والتزامات فعندئذ ليس امام المواطنين ( الشعب ) غير إستعمال العصيان المدني والثورة الشعبية كقوة قاهرة على سلطة الدولة الفاشلة والفاسدة لتغيير نظامها السياسي وتبديله بأخر قادر على الإيفاء بالتزاماته تجاه المواطن بموجب العقد الاجتماعي .
" إن قوة الدولة وهيبتها تقاس من قوة تطبيقها للقانون بعدالة ، وقوة المواطن وهيبته تقاس بمدى احترامه للقانون والنظام " ..
من المعروف لدى الباحثين في حقول علم الأجتماع والعلوم السياسية والقانونية وعلم الأقتصاد السياسي أن ما ينظم العلاقات المتبادلة والمتوازنة حول الحقوق والواجبات بين طرفين معينين تتداخل مصالحهما تداخلاً جدلياً ، لا يمكن لأي طرف من الطرفين أن يكون كما يريد ان يكون من دون وجود الطرف الآخر ، هو ما اتفق على تسميته "بالعقد الاجتماعي " الذي بموجبه تترتب واجبات والتزامات يستوجب الأيفاء بأدائها مقابل حقوق مستحقهة لكلا الطرفين بشكل متوازن ، سواءً كان هذا العقد بين الأفراد أو بين مجموعات بشرية أو بين مجتمعات أو بين الدول والأمم أو بين المواطن والدولة ، وهو موضوع مقالنا هذا حصراً لما له من اهمية كبيرة في حياة الأمم والشعوب والبلدان للوصول الى بناء مجتمعات العدل والمساواة . الدولة بكل مؤسساتها الدستورية والقانونية التي تتشكل بقرار من الشعب عبر صناديق الانتخابات في اقتراع سري ديمقراطي حُرْ لأنتخاب ممثليه في البرلمان كسلطة تشريعية ، تقوم مؤسسات الدولة الثلاثة بأقتراح وتشريع منظومة القوانين والتشريعات ومجموعة التعليمات والضوابط لتنظيم العلاقة بين الدولة والمواطن والتي بموجبها تترتب على كلا الطرفين مجموعة من الألتزامات من حيث أداء ما عليهما من الواجبات ليحقق لكل منهما ما يستحق من الحقوق . حيث أن العلاقة بين الواجبات والحقوق في ظل سلطة الدولة الديمقراطية العادلة تفرض أن يكون أداء الواجبات بإتقان وكفاءة واخلاص هي ما تُولّد الحقوق المستحقة لصالح المواطن ، أي أن الأولوية الأولى والأسبقية في هذه العلاقة بين المواطن والدولة هي لأداء المواطن لواجباته تجاه الدولة أولاً ومن ثم تأتي الحقوق المستحقة للمواطن ثانياً أي بمعنى لا حقوق كاملة من دون أداء وتنفيذ الواجبات كاملةً .
التطبيقات والمحاسبة
وفقاً لمبدأ " العقاب والثواب " في الحياة وبموجب القوانين والأنظمة والضوابط الأدارية والقانونية والمالية والأمنية التي وضعتها الدولة من خلال مؤسساتها الثلاثة وألزمت المواطنين بتنفيذها في كل جزئيات حياتهم الشخصية والعامة ، في علاقاتهم الشخصية ببعضهم ممن يشاركون العيش في الوطن من جهة وبمؤسسات الدولة من جهة أخرى ، تجعل المواطن أي كان موقعه الأجتماعي والرسمي معرضاً للمساءلة القانونية والمحاسبة القاسية الرادعة إذا ما أخفق في أداء ما عليه من الواجبات وقد تصل تلك المحاسبة بعقوباتها الى درجة سَجنه لسنوات وسنوات بحسب مستوى الأخفاق وقد تصل تلك المحاسبة الى مستوى يفقد بسببها المواطن حياته في بعض الحالات الخاصة التي يرتكب فيها جريمة جنائية كالقتل العمد مع سبق الأصرار بحق الأفراد أو سرقة المال العام أو ارتكابه جريمة الخيانة العظمى بحق الدولة والوطن . كل أشكال التقصير في أداء الواجبات الذي يترتب على المواطن يعطي للدولة بموجب العقد الاجتماعي الحق القانوني شرعاً في أن تحاسبه على تقصيره بموجب القانون المختص ، وهذا أمر مشروع لا اعتراض ولا غبارٌ عليه عملاً بمبدأ " من يُقصر في أداء واجباته والايفاء بما عليه من الألتزامات بموجب العقد الاجتماعي بينه وبين الدولة يستحق أن ينال جزائه العادل من العقاب الذي يفرضه عليه القانون تحقيقاً للعدالة والمساواة" . الدولة تجمع الضرائب والرسوم وأجور الماء والكهرباء والخدمات الصحية والبلدية وكل ما يتعلق بالأستحقاقات المالية لها في تمشية معاملات المواطن في دوائرها مقابل ما تقدمه من خدمات عامة له ، ومن لا يفي بتلك الأستحقاقات المالية للدولة مقابل تلك الخدمات تقوم الدولة بحجب تلك الخدمات عنه وملاحقته قانونياً في المحاكم المختصة ، ولكن أحياناً يحصل أن نجد مؤسسات الدولة المعنية تقصر عن عمد محاسبة من يسيء من المواطنين من خلال تجاوزهم على ممتلكاتها وعلى الحق العام ، مقابل رشوة مالية تدفع من قبل المتجاوز للمسؤول لغض النظر عن تجاوزه ، وهذا يمكن حسابه فساداً على مؤسسات الدولة يُوجّبْ معاقبة المسؤول المرتشي لردع الفساد والفاسدين .
من واجبات المواطن أي كان موقعه الرسمي ودرجته الوظيفية في أجهزة الدولة أو موقعه في المجتمع احترام القوانين والأنظمة المرعية في أي مكان يتواجد فيه في العمل ، في المدرسة ، في الجامعة ، في القوات المسلحة ، في الشارع ، في الأماكن العامة ، ما متعلقاً منها بحقوق المواطنين كأفراد أو ما متعلقاً منها بالحق العام والمحافظة على البيئة الوطنية من أي تلويث جراء نشاطاته العبثية وسلوكه غير المسؤول . هذه الواجبات مفروضة على المواطن بحكم مجرد انتمائه للوطن بالأضافة الى الواجبات والألتزامات المطلوبة منه كحق عليه مدفوع الأجر من قبل الدولة أو من قبل رب العمل بموجب العقد الاجتماعي . إن أداء كل هذه الواجبات تجعل المواطن في موقع يُمكّنه أن يطالب الطرف الآخر بالحقوق المستحقة له مقابل أدائه لواجباته .
أما واجبات الدولة التي تمثلها سلطاتها الثلاثة ، السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية ( الحكومة ) والسلطة القضائية فهي ، حماية الوطن من أية عدوان خارجي ومن كل ما يهدد سيادته وأمنه الوطني من المخاطر ، تأمين العيش الكريم لكل مواطنيها وذلك باستثمار الثروات الوطنية في المشاريع الأنتاجية لخلق فرص العمل لمواطنيها ، توفير الخدمات الاجتماعية والتربوية والصحية والبلدية من خلال توفير البنى التحتية لها مثل الماء والكهرباء ومجاري الصرف الصحي والمدارس والجامعات والمستشفيات والمستوصفات والمراكز الصحية والأمنية وتأمين توفر كل احتياجات المواطن من مواد غذائية ودوائية وكمالية في الأسواق المحلية مع تأمين السيطرة على نوعية البضائع المنتجة محلياً أو المستوردة من الأسواق العالمية والسيطرة على أسعارها بالشكل الذي تتناسب مع مستويات مداخيل المواطنين ، وحماية أموال الشعب من عبث العابثين من سراق المال العام من خلال شبكات الفساد المالي والأداري في أجهزتها المختلفة ومحاسبتهم بموجب القانون ، وهناك الكثير من الجزئيات التي تدخل ضمن إطار واجبات الدولة بمؤسساتها ان تقدمها لمواطنيها من ضمنها محاسبة المواطن الذي يعبث بوسائل الخدمات العامة ومنتجعات الخدمات الترفيهية ومعاقبته بشدة . إذا قصرتْ الدولة في أداء واجباتها في تقديم الخدمات المتكاملة لمواطنيها كما يجب يكون من حق المواطن محاسبة الدولة بمحاسبة المسؤولين المقصرين القائمين على إدارة مؤسساتها ، وذلك بمطالبتهم من خلال تنظيم التظاهرات الشعبية ومن خلال وسائل الأعلام المختلفة بإقالة وإحالة المقصرين والفاسدين والمستغلين لأموال وممتلكات وامكانيات الدولة ومناصبهم المسؤولة لغرض الأثراء والأنتفاع الشخصي . وفي حالة عجز السلطات المسؤولة في مؤسسات الدولة من محاسبة المقصرين والفاشلين والفاسدين والعابثين بمقدرات الدولة وسراق المال العام على المواطنين إجبار الحكومة على الأستقالة وتعليق البرلمان والدعوة لأجراء انتخابات برلمانية جديدة بالطرق السلمية والقانونية بحسب الدستور ، هذا ما تفرضه مبادئ الديمقراطية وقواعد وسياقات النظام البرلماني الديمقراطي .
إن النجاح في تطبيق هذه العلاقة في عملية الربط بين أداء الواجبات ونيل الحقوق المستحقة المتبادلة بين المواطن والدولة كعلاقة جدلية بينهما أو كمعادلة بين طرفين يعتمد على مستوى نضج الوعي الوطني والثقافي والشعور بالمسؤولية تجاه بعضهما البعض . فإن كان مستوى النضج للوعي الوطني والثقافي والشعور بالمسؤولية عالياً لديهما عندها سوف يكون مستوى أداء الواجبات للطرفين عالياً والتجاوب يكون سريعاً وايجابياً . أما إذا كان الأمر معكوساً فعندئذٍ ليس أمام أي طرف منهما لأجبار الطرف الآخر للأيفاء بالتزاماته وتنفيذها من خيار غير اللجوء الى استعمال وسائل القوة القاهرة . لقد قال الفيلسوف الألماني الكبير فريدريك هيجل قبل قرون عديدة " القوة هي القانون " لأن أي قانون يبقى من دون جدوى وميتاً إذا لم يكون مدعوماً ومسنوداً بقوة تفرضة على واقع الحياة ، وتلك القوة تمثل أولاً ارتفاع مستوى نضج الوعي الثقافي والوطني والشعور بالمسؤولية لدى الطرفين من العقد الاجتماعي كما ذكرنا ذلك في الحالة الأولى ، وثانياً تكون تلك القوة هي القوة القاهرة المسلحة تستخدمها سلطة الدولة لأجبار المواطن في حالة تقصيره في تنفيذ ما عليه من الواجبات والألتزامات ، وفي حالة تقصير الدولة في تنفيذ ما عليها من واجبات والتزامات فعندئذ ليس امام المواطنين ( الشعب ) غير إستعمال العصيان المدني والثورة الشعبية كقوة قاهرة على سلطة الدولة الفاشلة والفاسدة لتغيير نظامها السياسي وتبديله بأخر قادر على الإيفاء بالتزاماته تجاه المواطن بموجب العقد الاجتماعي .
قدس
قــــــــــــــدس
االتسميه واللغز الكبير
الـلُـغــــــــــز..!!
جبـل التجليـات الموعـودة
لغـويـاً:
مـن الطُهـر .. قـدسـه اللـه: أي طهـره وبـاركـ فيـه.
وهـو لفـظ يعنـي الـتنزيـه عمـا لا يليـق بـه، والمكـان صـار قـدس: أي بـات طـاهـر وأصبـح مقـدس لـزوال مـا دون القـداسـة منـه، ولا تحـدث قـداسـة المكـان إلا بطهـرٍ أكيـد لا يقـدر عليـه إلا طـاهـر، ويُسمـى القُـداس قُـداس إذا بـاركـه كبـير الكهنـة وأقـام فيـه حـتى القـداسـة الـدائمـة فيصـير مُقـدسـاً بـالتـواتـر.
فـي الوثـائـق الرسـوليـة:
أقـرت وثـائق الـدولـة الرسـوليـة بـدلالـة اسـم المكـان علـى أنـه لا يـأخـذ هـذا اللفـظ إلا عظيـم، وجـاء فـي هـوامـش إحـدى مؤلفـات الملـك الأشـرف عمـر بـن علـي آل رسـول النـص التـالي: "إنـي قـد عـزمـت علـى تفقـه قـدس، ولا يسـاورنـي ظـن أنـه مـن العظمـة حـتى شـق علـى هـذا الجبـل أن يحمـل كُنـه القـداسـة، وأحسـبُ أن شطـح المُـريديـن واسـترسـال إبـن اليتيمـين، هـو يقينـي الآن بـأن فـي قـدس يكمُـن سـر الكبـير المتعـال".
وثـائـق قنـاة الـديـوان:
جبـل قـدس .. عمـق جغـرافـي يـتوسـط عُـروق جبـال غـرب تعـز، ويُشـرف علـى الأوديـة السبعـة وطـور البـاحـة، إذ لا طـور فـي مكـان آخـر إلا أطـوار المنطقـة، وهـو مـا أثـار تسـاؤل البـاحثـين عـن غيـاب لفـظ (طـور) حـتى فـي مـا يُعـرف قسـراً بـ(طـور سينـاء) فـي مصـر، بينمـا تسميـة (طـور) لا وجـود لهـا فـي جـزيـرة سينـاء الحاليـة، ولا أثـر للفـظ فـي أي نقـش مصـري قـديـم.
ذلـك الاستهـلال مقصـود، لنتمكـن معكـم متـابعينـا الأعـزاء مـن قـراءة التسـلسـل الجـدلـي الـذي رافـق تسميـة (قـدس) منـذ الأزل وإلـى اليـوم، فالأبحـاث العنصـريـة لـم تتجـرأ يـومـاً لتُنقـب فـي تفاصيـل جغـرافيـا تعـز عمـومـاً وقـدس خصـوصـاً، لقـد وقعـت تعـز بكـل مكنـونهـا الغـامـض والـثري والاستثنـائـي، ضحيـة المـؤامـرة المتـوارثـة فـي خـارطـة العـدو ذي الأوجـه المتعـددة والهـدف الشـريـر الواحـد.
غـرابـة أسمـاء بعـض قـرى قـدس: مطـران، وادي العجـب، ذي الـبُرع، ذي الجمـال، عمقـان، حمـدان، وادي الأشـروح،....الخ....
ذكـر المؤرخ العـربـي (إبـن إسحـاق الـورّاق) أنـه زار قـدس فـي رمضـان حصـاد السكـر مـن عـام 355هجـريـة، و وصفهـا أنهـا مكـان فـي اليمـن قـريب مـن برزخ القلـزم – ونعتقـد أن الوصـف يقصـد أنهـا مكـان قـريب مـن ملتقـى البحـر الأحمـر بـالبحـر العـربي حاليـاً .. أي جنـوب البحـر الأحمـر – ويقـول (إبـن الـوراق) أنـه قـدم إلـى (قـدس) لأن فيهـا نفـس الرحمـن كمـا جـاء فـي مخطـوط لمعلمـه (أبـو سليمـان المنطقـي) الـذي ورد فيـه👇🏻:
"إن مـن نواحـي اليمـن جبـل يُسمـى بـ قـدس قـدسـه اللـه لأمـر نجهلـه، وأن نفـس الرحمـن فيـه .. يسكنـه قـوم مـن نسـل أنصـار الأنبيـاء والحـواريـين، فـإن عـرفتـه وبلغتـه، فـإن فـي كـتب بطليمـوس مـا تـرك فـي نفسـي خشيـة أن يبلُغـه قـوم يُفسـدوا قـداستـه".
نـود التنـويـه إلـى أن العـالم (إبـن إسحـاق الـوراق) هـو المعـروف بـ(إبـن النـديـم) وقـد عُـرف فـي زمنـه بـأنـه جامـع ذاكـرة العـرب مـا غـاب عنهـا ومـا حضـر، ومعظـم مؤلفـاتـه اختفـت ولا يوجـد منهـا إلا بعـض المجمعـات، و مخطـوطـات كثـير منهـا مُخبـأ فـي مكتبـات أوروبيـة وكنـديـة، بعضهـا يـرى النـور بصعـوبـة وبطـرق لا تخلـو مـن المجـازفـة.
تـأكيـداً لمخـاوف المـؤرخ العـالم (أبو سليمـان المنطقـي) فقـد حـاولـت أقـوام عـديـدة استيطـان جبـل قـدس، ويـذكـر (إبـن الـوراق) أن معـارك ضـاريـة امتـدت لعشـرات السنـين بـين سكـان قـدس الأصلـيـين ودُخـلاء عليهـم، استعظمـوا شـأن المنطقـة وأرادوا أن يكـون لهـم مـوطـئ قـدم فيهـا، إلا أن محـاولات كثـيرة بـاءت بـالفشـل، مضيفـاً أنـه ربمـا قـد كتـب اللـه لمـن سكـن هـذا المكـان أن يحمـل أمـانـة الـذود عنـه وعـدم تدنيـسـه، قائـلاً فـي تعليقـه علـى هـذا: "شـاءت الجـلالة الإلهيـة أن يتشـرف قـوم قـدس بحمـل لـواء الذود والصـدود، لمـا خفـي مـن قـداسـة المكـان والموضـع العجـيب".
فـي العقـود الأخـيرة مـن القـرن العشـرين، طفـت علـى السطـح أطـروحـات عـربيـة وأجنبيـة عـديـدة، مقصـودة وغـير عفـويـة .. للبحـث فـي جـذور الأنسـاب وصلتهـا بـاليمـن واليمنيـين، وكـان بعضهـا يـرغـب فـي أن يُسـاهم ذلـك بلـم شمـل الأخـوة الأعـداء، وكـانـت تسميـة منطقـة قـدس بهـذا اللفـظ الصمـدي العجـيب، إحـدى جـدليـات باحثـين كـثُر .. منهـم بحسـن نيـة، وآخـرون ارتبـط شغفهـم بمؤسسـات استخبـاراتيـة، لازلنـا نجهـل مـاذا تخفـي أهـدافهـا الصـامتـة حـتى الان
تقـول الدكتـورة بثينـة الأشعـري – وهـي أكاديميـة مـن أصـول يمنيـة تحمـل الجنسيـة الأسـتراليـة، أن نتـائج المسـح الجيـولـوجـي الـذي لـم يكتمـل وأجـراه فـريق بحثـي أوروبـي عـام 1992م لمـا يُعـرف بـ( الاهجوم وكـدرة قـدس) ومـا حـولهـا وجـوارهـا، قـد أثبـت أن هنـاك أثـر لمستـوطنـات بشـريـة قـديمـة جـداً ربمـا يمتـد تـاريخهـا لأكـثر مـن سبعـة آلاف عـام، بـل وجـد الفـريق أثـر جيـولوجـي يتجـاوز هـذا الرقـم بكثـير، وتضـيف - بتحفـظ شـديـد - لقـد مُنـعنا مـن التعمـق فـي البحـث بعـد أن تلقـينا تحـذيـراً أمنيـاً مـن صنعـاء حينهـا..!!
تضيـف الدكتـورة بثينـة .. أن التكـويـن الجيـولـوجـي لوادي (الأحكـوم) الـذي يمثـل قـاعـدة شـرقيـة لجبـل (قـدس) أظهـر دلائـل علـى أن ميـاه هـذا الـوادي الواسـع، كـانـت تـرتفـع عـن العمـق بمقـدار يـزيـد علـى خمسـة أمتـار، وهـو أمـر قـالـت عنـه بـأنـه أصـاب فـريق البحـث بدهشـة واسـتغـراب، مشـيرة إلـى أن: "مثـل هـذه الأبحـاث ونتـائجهـا قيـل لنـا فـي صنعـاء، أنـه يجـب أن تبقـى بعيـداً وبعيـداً جـداً، وأن الحكـومـة ستهتـم بـه كمـا تـراه منـاسبـاً".
ملاحظـات ذات دلالـة ذُكـرت فـي أدبيـات فـريق البحـث الأوروبـي الـذي لـم نتمكـن من الحصـول علـى المـزيـد مـن المعلـومـات عنـه
• أرض قـدس شـديـدة الخصـب.
• أبحـاث زراعـة الزيتـون والنخيـل مشجعـة جـداً.
• ثبـات الـتركيبـة السكـانيـة إلـى درجـة عجيبـة.
• نسـبـة الذكـاء والاستيعـاب مرتفعـة جـداً بـين سكـان المنطقـة.
• تنخفـض الأميـة فـي قـدس.
• البنيـة الجسمـانيـة والنـوع متقـدم صحيـاً.
نعتقـد أن التعليـق أو الإضـافـة لـم يعـد ممكنـاً .. أرض بهـذا التفـرد والغمـوض، يُـلاقي الإهمـال كغـيره مـن الفـرائـد الجغـرافيـة فـي تعـز، إننـا أمـام مشكلـة حقيقيـة .. ومـع كـل انبهـار جـديـد نصـادفـه فـي جغـرافيـا تعـز، تـزداد عظمـة هـذا الإقليـم الماجـد والمقـدس..
االتسميه واللغز الكبير
الـلُـغــــــــــز..!!
جبـل التجليـات الموعـودة
لغـويـاً:
مـن الطُهـر .. قـدسـه اللـه: أي طهـره وبـاركـ فيـه.
وهـو لفـظ يعنـي الـتنزيـه عمـا لا يليـق بـه، والمكـان صـار قـدس: أي بـات طـاهـر وأصبـح مقـدس لـزوال مـا دون القـداسـة منـه، ولا تحـدث قـداسـة المكـان إلا بطهـرٍ أكيـد لا يقـدر عليـه إلا طـاهـر، ويُسمـى القُـداس قُـداس إذا بـاركـه كبـير الكهنـة وأقـام فيـه حـتى القـداسـة الـدائمـة فيصـير مُقـدسـاً بـالتـواتـر.
فـي الوثـائـق الرسـوليـة:
أقـرت وثـائق الـدولـة الرسـوليـة بـدلالـة اسـم المكـان علـى أنـه لا يـأخـذ هـذا اللفـظ إلا عظيـم، وجـاء فـي هـوامـش إحـدى مؤلفـات الملـك الأشـرف عمـر بـن علـي آل رسـول النـص التـالي: "إنـي قـد عـزمـت علـى تفقـه قـدس، ولا يسـاورنـي ظـن أنـه مـن العظمـة حـتى شـق علـى هـذا الجبـل أن يحمـل كُنـه القـداسـة، وأحسـبُ أن شطـح المُـريديـن واسـترسـال إبـن اليتيمـين، هـو يقينـي الآن بـأن فـي قـدس يكمُـن سـر الكبـير المتعـال".
وثـائـق قنـاة الـديـوان:
جبـل قـدس .. عمـق جغـرافـي يـتوسـط عُـروق جبـال غـرب تعـز، ويُشـرف علـى الأوديـة السبعـة وطـور البـاحـة، إذ لا طـور فـي مكـان آخـر إلا أطـوار المنطقـة، وهـو مـا أثـار تسـاؤل البـاحثـين عـن غيـاب لفـظ (طـور) حـتى فـي مـا يُعـرف قسـراً بـ(طـور سينـاء) فـي مصـر، بينمـا تسميـة (طـور) لا وجـود لهـا فـي جـزيـرة سينـاء الحاليـة، ولا أثـر للفـظ فـي أي نقـش مصـري قـديـم.
ذلـك الاستهـلال مقصـود، لنتمكـن معكـم متـابعينـا الأعـزاء مـن قـراءة التسـلسـل الجـدلـي الـذي رافـق تسميـة (قـدس) منـذ الأزل وإلـى اليـوم، فالأبحـاث العنصـريـة لـم تتجـرأ يـومـاً لتُنقـب فـي تفاصيـل جغـرافيـا تعـز عمـومـاً وقـدس خصـوصـاً، لقـد وقعـت تعـز بكـل مكنـونهـا الغـامـض والـثري والاستثنـائـي، ضحيـة المـؤامـرة المتـوارثـة فـي خـارطـة العـدو ذي الأوجـه المتعـددة والهـدف الشـريـر الواحـد.
غـرابـة أسمـاء بعـض قـرى قـدس: مطـران، وادي العجـب، ذي الـبُرع، ذي الجمـال، عمقـان، حمـدان، وادي الأشـروح،....الخ....
ذكـر المؤرخ العـربـي (إبـن إسحـاق الـورّاق) أنـه زار قـدس فـي رمضـان حصـاد السكـر مـن عـام 355هجـريـة، و وصفهـا أنهـا مكـان فـي اليمـن قـريب مـن برزخ القلـزم – ونعتقـد أن الوصـف يقصـد أنهـا مكـان قـريب مـن ملتقـى البحـر الأحمـر بـالبحـر العـربي حاليـاً .. أي جنـوب البحـر الأحمـر – ويقـول (إبـن الـوراق) أنـه قـدم إلـى (قـدس) لأن فيهـا نفـس الرحمـن كمـا جـاء فـي مخطـوط لمعلمـه (أبـو سليمـان المنطقـي) الـذي ورد فيـه👇🏻:
"إن مـن نواحـي اليمـن جبـل يُسمـى بـ قـدس قـدسـه اللـه لأمـر نجهلـه، وأن نفـس الرحمـن فيـه .. يسكنـه قـوم مـن نسـل أنصـار الأنبيـاء والحـواريـين، فـإن عـرفتـه وبلغتـه، فـإن فـي كـتب بطليمـوس مـا تـرك فـي نفسـي خشيـة أن يبلُغـه قـوم يُفسـدوا قـداستـه".
نـود التنـويـه إلـى أن العـالم (إبـن إسحـاق الـوراق) هـو المعـروف بـ(إبـن النـديـم) وقـد عُـرف فـي زمنـه بـأنـه جامـع ذاكـرة العـرب مـا غـاب عنهـا ومـا حضـر، ومعظـم مؤلفـاتـه اختفـت ولا يوجـد منهـا إلا بعـض المجمعـات، و مخطـوطـات كثـير منهـا مُخبـأ فـي مكتبـات أوروبيـة وكنـديـة، بعضهـا يـرى النـور بصعـوبـة وبطـرق لا تخلـو مـن المجـازفـة.
تـأكيـداً لمخـاوف المـؤرخ العـالم (أبو سليمـان المنطقـي) فقـد حـاولـت أقـوام عـديـدة استيطـان جبـل قـدس، ويـذكـر (إبـن الـوراق) أن معـارك ضـاريـة امتـدت لعشـرات السنـين بـين سكـان قـدس الأصلـيـين ودُخـلاء عليهـم، استعظمـوا شـأن المنطقـة وأرادوا أن يكـون لهـم مـوطـئ قـدم فيهـا، إلا أن محـاولات كثـيرة بـاءت بـالفشـل، مضيفـاً أنـه ربمـا قـد كتـب اللـه لمـن سكـن هـذا المكـان أن يحمـل أمـانـة الـذود عنـه وعـدم تدنيـسـه، قائـلاً فـي تعليقـه علـى هـذا: "شـاءت الجـلالة الإلهيـة أن يتشـرف قـوم قـدس بحمـل لـواء الذود والصـدود، لمـا خفـي مـن قـداسـة المكـان والموضـع العجـيب".
فـي العقـود الأخـيرة مـن القـرن العشـرين، طفـت علـى السطـح أطـروحـات عـربيـة وأجنبيـة عـديـدة، مقصـودة وغـير عفـويـة .. للبحـث فـي جـذور الأنسـاب وصلتهـا بـاليمـن واليمنيـين، وكـان بعضهـا يـرغـب فـي أن يُسـاهم ذلـك بلـم شمـل الأخـوة الأعـداء، وكـانـت تسميـة منطقـة قـدس بهـذا اللفـظ الصمـدي العجـيب، إحـدى جـدليـات باحثـين كـثُر .. منهـم بحسـن نيـة، وآخـرون ارتبـط شغفهـم بمؤسسـات استخبـاراتيـة، لازلنـا نجهـل مـاذا تخفـي أهـدافهـا الصـامتـة حـتى الان
تقـول الدكتـورة بثينـة الأشعـري – وهـي أكاديميـة مـن أصـول يمنيـة تحمـل الجنسيـة الأسـتراليـة، أن نتـائج المسـح الجيـولـوجـي الـذي لـم يكتمـل وأجـراه فـريق بحثـي أوروبـي عـام 1992م لمـا يُعـرف بـ( الاهجوم وكـدرة قـدس) ومـا حـولهـا وجـوارهـا، قـد أثبـت أن هنـاك أثـر لمستـوطنـات بشـريـة قـديمـة جـداً ربمـا يمتـد تـاريخهـا لأكـثر مـن سبعـة آلاف عـام، بـل وجـد الفـريق أثـر جيـولوجـي يتجـاوز هـذا الرقـم بكثـير، وتضـيف - بتحفـظ شـديـد - لقـد مُنـعنا مـن التعمـق فـي البحـث بعـد أن تلقـينا تحـذيـراً أمنيـاً مـن صنعـاء حينهـا..!!
تضيـف الدكتـورة بثينـة .. أن التكـويـن الجيـولـوجـي لوادي (الأحكـوم) الـذي يمثـل قـاعـدة شـرقيـة لجبـل (قـدس) أظهـر دلائـل علـى أن ميـاه هـذا الـوادي الواسـع، كـانـت تـرتفـع عـن العمـق بمقـدار يـزيـد علـى خمسـة أمتـار، وهـو أمـر قـالـت عنـه بـأنـه أصـاب فـريق البحـث بدهشـة واسـتغـراب، مشـيرة إلـى أن: "مثـل هـذه الأبحـاث ونتـائجهـا قيـل لنـا فـي صنعـاء، أنـه يجـب أن تبقـى بعيـداً وبعيـداً جـداً، وأن الحكـومـة ستهتـم بـه كمـا تـراه منـاسبـاً".
ملاحظـات ذات دلالـة ذُكـرت فـي أدبيـات فـريق البحـث الأوروبـي الـذي لـم نتمكـن من الحصـول علـى المـزيـد مـن المعلـومـات عنـه
• أرض قـدس شـديـدة الخصـب.
• أبحـاث زراعـة الزيتـون والنخيـل مشجعـة جـداً.
• ثبـات الـتركيبـة السكـانيـة إلـى درجـة عجيبـة.
• نسـبـة الذكـاء والاستيعـاب مرتفعـة جـداً بـين سكـان المنطقـة.
• تنخفـض الأميـة فـي قـدس.
• البنيـة الجسمـانيـة والنـوع متقـدم صحيـاً.
نعتقـد أن التعليـق أو الإضـافـة لـم يعـد ممكنـاً .. أرض بهـذا التفـرد والغمـوض، يُـلاقي الإهمـال كغـيره مـن الفـرائـد الجغـرافيـة فـي تعـز، إننـا أمـام مشكلـة حقيقيـة .. ومـع كـل انبهـار جـديـد نصـادفـه فـي جغـرافيـا تعـز، تـزداد عظمـة هـذا الإقليـم الماجـد والمقـدس..
01/10/2019
المعافريون الحجريون في الاندلس
🌹 الحلقة 34🌹
🌹المعافريون)الحجريون( في الأندلس🌹
أيها الإخوة مثلما تمنيت بالأمس " وجدته فعلا"الليلة وهي رسالة ماجستير ضخمة كانت بعام) 2011م (من جامعة صنعاء للباحثة سناء محمد حسان الترب
والتي أبدعت بهذه الأطروحة ابداعا" لا نظير له.
🌹 حيث تكلمت المؤلفة والباحثة في المقدمة أنها بذلت مجهودا "كبيرا" وسافرت إلى ألمانيا للحصول على المصادر الأساسية للبحث. حيث لم تجد مصادر الهامة في المكتبات اليمنية.دليل على عدم اهتمام دولتنا بتراثنا الحضاري.
🌹تقول الباحثة أن المعافريين ) الحجريين حاليا (أسهموا إلى جانب إخوانهم في الفتوحات الإسلامية في المشرق والمغرب إلا أن المغرب كان الإسهام أكثر، وعملوا على نشر الدين ثم شاركوا في الحكم وإدارة الدولة. وقالت إنه ترجع اهميه رسالتها إلى إبراز دور المعافرين في الإسلام خاصة في بلاد الأندلس ) اسبانيا والبرتغال حاليا(
وقالت :رغم أن المعافريين استقروا في مصر ودول المغرب العربي وحكموها إلا أن زخمهم السياسي والعلمي في الأندلس أكبر وأكثر. منذ القرن الأول حتى القرن السادس الهجري.
🌹 وقد هدفت الرسالة إلى معرفة وتوضيح مناطق انتشار المعافريين في الأندلس. والدور الذي قاموا به في الحياة الأندلسية. وهدفت الرسالة ايضا" إلى تناول المعافريين بيوتا" وأفرادا" في الأندلس.
🌹 وتقول الباحثة انها اتخذت المنهج التاريخي العلمي في اطروحتها كالتالي:
🌹 في الفصل الأول من الكتاب تناولت الباحثة تعريف المعافريين من حيث النسب وموقعهم في اليمن) الحجرية حاليا (وكيفية خروجهم من اليمن وكيف وصلوا إلى الأندلس.
🌹 في الفصل الثاني من الكتاب تناولت الباحثة دور المعافريين في فتح الأندلس ومناطق استقرارهم فيها. وتكلمت عن الخطة العالمية التي فتح بها موسى بن نصير بلاد الأندلس، وقالت لم يكن الفتح مجرد ضربة حظ وإنما كان فتحا منظما" بقيادة طارق بن زياد ؛ سبقته سرية استطلاعية تسمي هذه الأيام )استكشافية( مكونة من 500 جندي بقيادة البطل والبحار اليمني التعزي) طريف بن مالك المعافري(هو اول رجل وطءت قدمه ساحل وتربة اسبانيا وسميت المدينة باسمه إلى يومنا هذا باسم مدينة)Tarif(.
ثم جاءت بعد ذلك مراحل الفتح حتى النهاية.
فكانت مشاركة المعافريين مشاركة فعالة بمشاركة أيضا" بطل آخر معافري اسمه )المظفر عبد الملك المعافري( .الذي تولى قيادة قاعدتي الدفاع الجنوبية والشرقية والغربية.
ومن المعافريين هناك من كان يسمى )بالبلديين(.
🌹 في الفصل الثالث من الكتاب تناولت الباحثة :دور المعافريين السياسي منذ فتح الأندلس حتى سقوط الدولة العامرية) المعافرية( عام 399ه.
فقد برز طالوت المعافري سابقا، ثم البروز الأهم الأكبر للخليفة الحاجب المنصور المعافري محمد بن أبي عامر أمير المؤمنين رئيس الدولة العامرية المعافرية) الحجرية ( التي أسسها في القرن الرابع الهجري) في اسبانيا والبرتغال وجنوب فرنسا( والذي يعتبره المحللون السياسيون من أقوى الحكام الذين حكموا أوروبا حيث وصلت خيوله في وسط أوروبا لم تصل إليها خيول المسلمين من قبل. وهو محل احترام واهتمام الاروربين والأسبان إلى يومنا هذا، وقد فعلوا له تمثالا" في كل المدن كرمز لقوة الاسبان في العصور الوسطى، ولأنه ساهم ومهد للحضارة الأوروبية الحديثة في كل المجالات خاصة المجالات العلمية ويكفي فخرا"ظهور الموسوعة العلمية هو امام المذهب الظاهري محمد بن حزم في دولته وتربى وتعلم في قصره الذي يعتبر من اذكياء العالم فيه دليل إلى القوة العلمية والأكاديمية في دولة المنصور المعافري.
وانتهت دولته وسقطت سريعا" خلال 30 سنة تقريبا بعد موته .بسبب صراع الأبناء على السلطة وانغماسهم في الملذات.) قل اللهم مالك الملك...(
🌹 في الفصل الرابع من الكتاب تناولت الباحثة تأثير المعافريين في سقوط الدولة الأموية في الأندلس سلبا" وايجابا". في القرن الخامس الهجري .وتاسييس إمارة) بلنسية( بدلا" عنها . حكمها العامريون )المعافريون( ستين سنة تقريبا.
🌹بعد النكبة التي تسمى ب) نكبة القاضي( المعافري كانت نهاية دور المعافريين في الأندلس عام 488 ه. رغم سقوط دولتهم الا أن حركاتهم العلمية استمرت حتى سقوط الأندلس بأكملها نهائيا بيد النصارى في القرن التاسع الهجري الموافق 1526 م⚃.
🌹 في الفصل الخامس من الكتاب تناولت الباحثة الدور الإداري للمعافريين )الحجريين( في إدارة الدولة حيث كان معظم الطاقم وكوادر الدولة من بلاد المعافر) الحجرية حاليا"( سواء من ولاة ووزراء وقضاة ووظائف الشرطة والجيش والمهن الخاصة.
🌹 في الفصل السادس من الكتاب تناولت الباحثة إسهامات المعافريين في مجال العلوم الشرعية وذكرت أبرز العلماء والمحدثين والفقهاء من أهل المعافر.
🌹 في الفصل السابع من الكتاب تناولت الباحثة إسهامات المعافريين في مجال العلوم اللغوية والأدبية.
🌹انتهت الرسالة وإلاطروحة عن أهم النتائج التي توصلت إليها لايتسع المقال لذكرها هنا.
🌹
1.وقامت الباحثة بعمل جدول مرتب حسب التاريخ لغزوات الخليفة الحاجب المنصور المعافري التي هي أكثر من 500 غزوة لم يهزم بمعركة قط.خلال 25 سنة.
2.وعملت جدولا" آخرا" لغزوات الملك المظفر عبد الملك المعافري حسب التسلسل التاريخي للغزوات.
3.وعملت جدولا ثالثا" بأسماء العلماء والعباقرة المعافريين) الحجريين( في بلاد الأندلس حسب تاريخ وفاتهم.
🌹 في نهاية البحث قامت الباحثة بفعل قائمة المراجع والمصادر العربية وغير العربية والرسائل الجامعية خاصة التي كانت في ألمانيا.
🌹 لكن انا انتقد على الباحثة لم توضح بعد سقوط الأندلس كيف كان مصير أهل المعافر؟ برغم كثرتهم هل سحقو؟ هل اطردوا وشردوا؟ هل أجبروا في التحول إلى النصرانية مثل الاسبان؟ هل بيعوا عبيدا" وغلمانا"؟
أتمنى من يعطيني إجابة هذه الأسئلة.
الخلاصة:
🌹لله در هذه الباحثة الأخت سناء فقد أبدعت وأظهرت دراستها عن الحضارة المعافرية )الحجرية حاليا( في الأندلس في اسبانيا والبرتغال. خلال 600 سنة والتي أسهمت في الحضارة الأوروبية الحديثة.
🌹و أيضا هناك رسالة ماجستير اخرى سوف تصدر قريبا" حديثا" في هذا المجال :المعافريون والحاجب المنصور في الأندلس لأحد أبناء الدكتور عبد الرحمن بن محمد العيزري الخولاني أمام وخطيب مسجد العباس في صنعاء والأستاذ المشارك في جامعة نجران حاليا.هو شيخنا واخونا وزميلنا وغالي علينا عشنا معه ما يقارب 20 سنة.
🌹أخيرا شكري للاخت الباحثة سناء وشكري لكم في متابعتكم واهتمامكم.
كم أتمنى ايضا" أن أجد مثل هذه البحوثات والدراسات العملية التاريخية القائمة على اساس علمي وتحليل علمي عن أهل المعافر) الحجريين(ودورهم في بلاد ليبيا وتونس والجزائر والمغرب العربي.
🌹هولاء ابائي فجئني بمثلهم
اذاجمعتنا ياجرير المجامع.
🌹هذا والله أعلم) ربنا لاتؤاخذنا ان نسينا أو أخطأنا( فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت من نفسي والشيطان.
🌹 يا أهل اليمن أين كنتم؟ وكيف صرتم؟ ماهي الاسباب؟ ما هي المبررات؟
ردوا علي جاوبوني ::::::
🌹نسأل الله أن يجعل هذه الحلقة 34 وهذا المقال في ميزان حسانتي وحسناتكم وميزان حسنات الاخت سناء صاحبت الرسالة.
🌹بقلم الفقير إلى الله اخيكم عصام محمد عبد الخالق
غفر الله له ولكم ولوالديه
السبت 28 سبتمبر 20th
29 محرم 1441ه
❤❤❤❤❤❤
🌹المعافريون)الحجريون( في الأندلس🌹
أيها الإخوة مثلما تمنيت بالأمس " وجدته فعلا"الليلة وهي رسالة ماجستير ضخمة كانت بعام) 2011م (من جامعة صنعاء للباحثة سناء محمد حسان الترب
والتي أبدعت بهذه الأطروحة ابداعا" لا نظير له.
🌹 حيث تكلمت المؤلفة والباحثة في المقدمة أنها بذلت مجهودا "كبيرا" وسافرت إلى ألمانيا للحصول على المصادر الأساسية للبحث. حيث لم تجد مصادر الهامة في المكتبات اليمنية.دليل على عدم اهتمام دولتنا بتراثنا الحضاري.
🌹تقول الباحثة أن المعافريين ) الحجريين حاليا (أسهموا إلى جانب إخوانهم في الفتوحات الإسلامية في المشرق والمغرب إلا أن المغرب كان الإسهام أكثر، وعملوا على نشر الدين ثم شاركوا في الحكم وإدارة الدولة. وقالت إنه ترجع اهميه رسالتها إلى إبراز دور المعافرين في الإسلام خاصة في بلاد الأندلس ) اسبانيا والبرتغال حاليا(
وقالت :رغم أن المعافريين استقروا في مصر ودول المغرب العربي وحكموها إلا أن زخمهم السياسي والعلمي في الأندلس أكبر وأكثر. منذ القرن الأول حتى القرن السادس الهجري.
🌹 وقد هدفت الرسالة إلى معرفة وتوضيح مناطق انتشار المعافريين في الأندلس. والدور الذي قاموا به في الحياة الأندلسية. وهدفت الرسالة ايضا" إلى تناول المعافريين بيوتا" وأفرادا" في الأندلس.
🌹 وتقول الباحثة انها اتخذت المنهج التاريخي العلمي في اطروحتها كالتالي:
🌹 في الفصل الأول من الكتاب تناولت الباحثة تعريف المعافريين من حيث النسب وموقعهم في اليمن) الحجرية حاليا (وكيفية خروجهم من اليمن وكيف وصلوا إلى الأندلس.
🌹 في الفصل الثاني من الكتاب تناولت الباحثة دور المعافريين في فتح الأندلس ومناطق استقرارهم فيها. وتكلمت عن الخطة العالمية التي فتح بها موسى بن نصير بلاد الأندلس، وقالت لم يكن الفتح مجرد ضربة حظ وإنما كان فتحا منظما" بقيادة طارق بن زياد ؛ سبقته سرية استطلاعية تسمي هذه الأيام )استكشافية( مكونة من 500 جندي بقيادة البطل والبحار اليمني التعزي) طريف بن مالك المعافري(هو اول رجل وطءت قدمه ساحل وتربة اسبانيا وسميت المدينة باسمه إلى يومنا هذا باسم مدينة)Tarif(.
ثم جاءت بعد ذلك مراحل الفتح حتى النهاية.
فكانت مشاركة المعافريين مشاركة فعالة بمشاركة أيضا" بطل آخر معافري اسمه )المظفر عبد الملك المعافري( .الذي تولى قيادة قاعدتي الدفاع الجنوبية والشرقية والغربية.
ومن المعافريين هناك من كان يسمى )بالبلديين(.
🌹 في الفصل الثالث من الكتاب تناولت الباحثة :دور المعافريين السياسي منذ فتح الأندلس حتى سقوط الدولة العامرية) المعافرية( عام 399ه.
فقد برز طالوت المعافري سابقا، ثم البروز الأهم الأكبر للخليفة الحاجب المنصور المعافري محمد بن أبي عامر أمير المؤمنين رئيس الدولة العامرية المعافرية) الحجرية ( التي أسسها في القرن الرابع الهجري) في اسبانيا والبرتغال وجنوب فرنسا( والذي يعتبره المحللون السياسيون من أقوى الحكام الذين حكموا أوروبا حيث وصلت خيوله في وسط أوروبا لم تصل إليها خيول المسلمين من قبل. وهو محل احترام واهتمام الاروربين والأسبان إلى يومنا هذا، وقد فعلوا له تمثالا" في كل المدن كرمز لقوة الاسبان في العصور الوسطى، ولأنه ساهم ومهد للحضارة الأوروبية الحديثة في كل المجالات خاصة المجالات العلمية ويكفي فخرا"ظهور الموسوعة العلمية هو امام المذهب الظاهري محمد بن حزم في دولته وتربى وتعلم في قصره الذي يعتبر من اذكياء العالم فيه دليل إلى القوة العلمية والأكاديمية في دولة المنصور المعافري.
وانتهت دولته وسقطت سريعا" خلال 30 سنة تقريبا بعد موته .بسبب صراع الأبناء على السلطة وانغماسهم في الملذات.) قل اللهم مالك الملك...(
🌹 في الفصل الرابع من الكتاب تناولت الباحثة تأثير المعافريين في سقوط الدولة الأموية في الأندلس سلبا" وايجابا". في القرن الخامس الهجري .وتاسييس إمارة) بلنسية( بدلا" عنها . حكمها العامريون )المعافريون( ستين سنة تقريبا.
🌹بعد النكبة التي تسمى ب) نكبة القاضي( المعافري كانت نهاية دور المعافريين في الأندلس عام 488 ه. رغم سقوط دولتهم الا أن حركاتهم العلمية استمرت حتى سقوط الأندلس بأكملها نهائيا بيد النصارى في القرن التاسع الهجري الموافق 1526 م⚃.
🌹 في الفصل الخامس من الكتاب تناولت الباحثة الدور الإداري للمعافريين )الحجريين( في إدارة الدولة حيث كان معظم الطاقم وكوادر الدولة من بلاد المعافر) الحجرية حاليا"( سواء من ولاة ووزراء وقضاة ووظائف الشرطة والجيش والمهن الخاصة.
🌹 في الفصل السادس من الكتاب تناولت الباحثة إسهامات المعافريين في مجال العلوم الشرعية وذكرت أبرز العلماء والمحدثين والفقهاء من أهل المعافر.
🌹 في الفصل السابع من الكتاب تناولت الباحثة إسهامات المعافريين في مجال العلوم اللغوية والأدبية.
🌹انتهت الرسالة وإلاطروحة عن أهم النتائج التي توصلت إليها لايتسع المقال لذكرها هنا.
🌹
1.وقامت الباحثة بعمل جدول مرتب حسب التاريخ لغزوات الخليفة الحاجب المنصور المعافري التي هي أكثر من 500 غزوة لم يهزم بمعركة قط.خلال 25 سنة.
2.وعملت جدولا" آخرا" لغزوات الملك المظفر عبد الملك المعافري حسب التسلسل التاريخي للغزوات.
3.وعملت جدولا ثالثا" بأسماء العلماء والعباقرة المعافريين) الحجريين( في بلاد الأندلس حسب تاريخ وفاتهم.
🌹 في نهاية البحث قامت الباحثة بفعل قائمة المراجع والمصادر العربية وغير العربية والرسائل الجامعية خاصة التي كانت في ألمانيا.
🌹 لكن انا انتقد على الباحثة لم توضح بعد سقوط الأندلس كيف كان مصير أهل المعافر؟ برغم كثرتهم هل سحقو؟ هل اطردوا وشردوا؟ هل أجبروا في التحول إلى النصرانية مثل الاسبان؟ هل بيعوا عبيدا" وغلمانا"؟
أتمنى من يعطيني إجابة هذه الأسئلة.
الخلاصة:
🌹لله در هذه الباحثة الأخت سناء فقد أبدعت وأظهرت دراستها عن الحضارة المعافرية )الحجرية حاليا( في الأندلس في اسبانيا والبرتغال. خلال 600 سنة والتي أسهمت في الحضارة الأوروبية الحديثة.
🌹و أيضا هناك رسالة ماجستير اخرى سوف تصدر قريبا" حديثا" في هذا المجال :المعافريون والحاجب المنصور في الأندلس لأحد أبناء الدكتور عبد الرحمن بن محمد العيزري الخولاني أمام وخطيب مسجد العباس في صنعاء والأستاذ المشارك في جامعة نجران حاليا.هو شيخنا واخونا وزميلنا وغالي علينا عشنا معه ما يقارب 20 سنة.
🌹أخيرا شكري للاخت الباحثة سناء وشكري لكم في متابعتكم واهتمامكم.
كم أتمنى ايضا" أن أجد مثل هذه البحوثات والدراسات العملية التاريخية القائمة على اساس علمي وتحليل علمي عن أهل المعافر) الحجريين(ودورهم في بلاد ليبيا وتونس والجزائر والمغرب العربي.
🌹هولاء ابائي فجئني بمثلهم
اذاجمعتنا ياجرير المجامع.
🌹هذا والله أعلم) ربنا لاتؤاخذنا ان نسينا أو أخطأنا( فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت من نفسي والشيطان.
🌹 يا أهل اليمن أين كنتم؟ وكيف صرتم؟ ماهي الاسباب؟ ما هي المبررات؟
ردوا علي جاوبوني ::::::
🌹نسأل الله أن يجعل هذه الحلقة 34 وهذا المقال في ميزان حسانتي وحسناتكم وميزان حسنات الاخت سناء صاحبت الرسالة.
🌹بقلم الفقير إلى الله اخيكم عصام محمد عبد الخالق
غفر الله له ولكم ولوالديه
السبت 28 سبتمبر 20th
29 محرم 1441ه
❤❤❤❤❤❤
رأس المال والايديولوجيات "توماس بيكيتي"
العربي الجديد alaraby-menubg
"رأس المال والأيديولوجيا": بيكيتي بعد ماركس
(توماس بيكيتي)"رأس المال والأيديولوجيا": بيكيتي بعد ماركس
باريس - العربي الجديد آداب وأفكار
29 سبتمبر 2019
في 2013، وضع المفكّر الاقتصادي الفرنسي توماس بيكيتي (1971) كتاب "رأس المال في القرن الحادي والعشرين"، وهو عمل سرعان ما وضعه كأحد أهمّ المنظّرين في مجال العلوم الاجتماعية اليوم ورشّحه لنيل أكثر من جائزة علمية ومنصب أكاديمي.
انطلقت فكرة العمل من العودة إلى أفكار كارل ماركس بعد الأزمة الاقتصادية التي هزّت العالم في 2008، غير أن بيكيتي لم يذهب مثل زملائه إلى عدد من أفكار ماركس وتوظيفها في تفسير ما يحدث، بل استعاد مشروعه برمّته فكان مؤلّفه إعادة كتابة لـ"رأس المال" مع الأخذ في الاعتبار ما عاشته البشرية من تغيّرات تكنولوجية وقِيَمية، وهي تغيّرات ليست بالهيّنة.
بعد هذا العمل بدا بيكيتي وقد انشغل بمواضيع أخرى أبرزها مستقبل أوروبا وهو موضوع كتابه الأخير "تغيير أوروبا، هل ذلك ممكن؟" (2018)، غير أنه فاجأ قرّاءه خلال موسم الدخول الأدبي الفرنسي هذا الشهر بإصدار كتاب جديد صرّح بأنه تتمّة لـ"رأس المال في القرن الحادي والعشرين".
يحمل الكتاب الجديد عنوان "رأس المال والأيديولوجيا"، وسيقوم بيكيتي بتقديمه غداً في محاضرة يلقيها في "معهد الاقتصاديات" في باريس، ضمن أشغال "مَخبر دراسة اللامساواة في العالم". وفي الحقيقة يقع العمل في صلب اهتمام المَخبر، إذ إن من بين الأفكار الأساسية التي يطرحها العمل أن النظام العالمي (النيوليبرالي) لا يقوم سوى بتوزيع اللاماساواة بين الناس.
أبعد من ذلك، يفسّر بيكيتي مناهج تبرير اللامساواة، ومن هنا نفهم فكرة عنوانه، فإذا كان كتاب "رأس المال في القرن الحادي والعشرين" يرسم مشهد العلاقات بين مختلف الفاعلين في الحياة الاقتصادية، فإن "رأس المال والأيديولوجيا" يفسّر كيف تستمر هذه العلاقات، وهنا يتجاوز بيكيتي ماركس، فالثاني يعتبر أن اختلال العلاقات يؤدّي بالضرورة إلى ثورة تمسك فيها الطبقات المسحوقة بجهاز الدولة، غير أن المفكر الفرنسي يعتبر أن هناك أدوات تساهم في استمرار حالة الاختلال تلك، وبهذا المعنى المخصوص يفهم الأيديولوجيا في سياقها الاقتصادي.
صدور الكتاب ضمن موجة الدخول الأدبي، تعبّر عن رهان لدى ناشره (سوي) بأنه عمل يمكنه أن ينافس قرابة 500 كتاب جديد يصدر هذا الشهر، ومن المعلوم أن دور النشر تتحاشى إطلاق أعمال فكرية خلال هذا الموسم، فهي لا تستطيع أن تنافس الروايات وكتب الشهادات والمذكرات، غير أن بيكيتي يبدو أنه قد أصبح مؤلفاً يفرض نفسه على منطق السوق الذي يسعى إلى تحليله.
اقرأ هنا
ديمي مور تروي تفاصيل مروّعة عن اغتصابها بعمر الـ15 بمعرفة والدتها - تغريدات
محاكمة رجل بعد تقبيله مراسلة صحافية أثناء بث مباشر - فيديو
امرأة تنجب 5 توائم في حدث نادر بتونس
عمال مغاربة في فندقه يكشفون حقائق لافتة عن كريستيانو رونالدو
فرقة "مياس" اللبنانية تبهر برنامج مواهب بريطانياً - فيديو وصور
دائرة السيسي تستعد لتعديل حكومي... واستشارات بشأن وزير الدفاع
توصيات من
الأكثر مشاهدة
التالي
البنوك المركزية بين الاستقلالية والشعبوية.. وحدة الدراسات الاقتصادية
ECSS logo
Toggle navigation
وحدة الدراسات الاقتصادية
البنوك المركزية بين الاستقلالية والشعبوية
أحمد بيومي
September 25, 2019
38
10دقائق
تزايدت في الآونة الأخيرة الخلافات المعلنة بين ممثلي السلطة التنفيذية في عدد من البلدان وبين مسئولي البنوك المركزية فيها، وذلك على خلفية القرارات الخاصة بالسياسة النقدية بشكل عام، والقرارات المتعلقة بأسعار الفائدة بشكل خاص. فقد دأب الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” على انتقاد رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي للولايات المتحدة) “جيروم باول”، خاصة فيما يتعلق بسياسات البنك المتعلقة بأسعار الفائدة. ووصل الأمر إلى حد تهديد “ترامب” بإقالة رئيس مجلس الاحتياطي، وهو أمر لا يسمح به القانون الأمريكي إلا لسبب محدد، فضلًا عن اشتراط موافقة مجلس الشيوخ. كما شهدت تركيا نفس الظاهرة عندما هاجم الرئيس التركي “أردوغان” محافظ البنك المركزي التركي حال قيام الأخير برفع أسعار الفائدة بنسبة 7% دفعة واحدة في محاولة للسيطرة على انهيار العملة التركية وتحجيم معدلات التضخم، وانتهاء الخلاف بإقالة محافظ البنك في يوليو 2019.
وتعبر هذه الظاهرة عن ميل متزايد لدى ممثلي السلطة التنفيذية للتدخل الصريح في قرارات السياسة النقدية، وهو ما يُعد انقلابًا جوهريًّا يهدد مستقبل استقلال البنوك المركزية في العالم، ويستدعي إلقاء الضوء على العلاقة بين السلطات التنفيذية في البلاد وبين البنوك المركزية، والنتائج المترتبة على تدخل الساسة في القرارات الاقتصادية تاريخيًّا.
تُعد البنوك المركزية هي اللاعب الأوحد المتخصص في صنع السياسة النقدية وفقًا لأغلب الدساتير والقوانين. ورغم تنوع أهداف البنوك المركزية حول العالم؛ إلا أنها تتفق في هدف تحقيق الاستقرار المالي. لكن في ظل سعيها لتحقيق هذا الهدف قد تتعرض لبعض العراقيل أو الضغوط السياسية التي يمكن أن تعيقها عن تحقيق هذا الهدف.
وبالنظر إلى الأساس الذي تم الاعتماد عليه لبناء البنوك المركزية، تُعتبر نظرية الوكالة (أو التفويض) هي النظرية التي بُنيت عليها مبادئ تكوين البنوك المركزية في العالم. وقد نشأت تلك النظرية في بداية القرن التاسع عشر لتتماشى مع تطور الرأسمالية، بغرض تمكين كيان معين من الاعتماد على كيان آخر للقيام ببعض الأعمال المسندة إليه والمحددة مسبقًا، مع تخويله السلطات اللازمة لتسوية النزاعات والتعامل مع الشئون الإدارية. إذ يمثل نموذج البنوك المركزية مثالًا واضحًا لاستخدام المحترفين (المصرفيين) كوكلاء بدلًا من أن يفعل الرئيس المنتخب (رئيس السلطة التنفيذية) كل شيء بنفسه. أما الاقتصادي النمساوي-الإنجليزي “هايك Hayek” فيرى أن تكوين البنوك المركزية قائم على أساس من التخصص وتقسيم العمل، وهو ما يتيح لمتخصصين القيام بذلك الدور، ومن ثم استغلال الموارد المتاحة بشكل أفضل. بمعنى آخر، تخلق نظرية “الوكالة” علاقة أكثر فاعلية بين الأطراف، لكن يترتب على ذلك تكاليف تسمى تكاليف الوكالة، وهي احتمال قيام الوكيل (البنك المركزي) بالتصرف بشكل يؤدي إلى تحقيق مصلحته الذاتية، أو تحقيق مصلحة جماعات المصالح المرتبطة به.
لكنّ تطبيق تلك النظرية على البنوك المركزية قد لا يبدو بهذا الشكل، إذ إنه لا يتم انتخاب أيٍّ من كبار المصرفيين (محافظ البنك المركزي)، بل يتم تعيينه مباشرة من جانب رئيس الحكومة المنتخب (أو رئيس الجمهورية)، وبالتالي ففي هذه الحالة يمثل الشعب أو الجمهور المدير النهائي للبنك المركزي لكنه ليس المدير المباشر، وهو نفس الوضع في الولايات المتحدة الأمريكية حيث يتم تعيين رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي من جانب الرئيس، ومن ثم فإن المدير المباشر هو الرئيس، وبموافقة الكونجرس (وهي موافقة ضرورية إذ لا يمكن تعيين رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي بدون موافقة مجلس الشيوخ) على الاسم المرشح من جانب رئيس الولايات المتحدة، ومن ثم فإن المُشرِّع (الكونجرس) يصبح في هذه الحالة أيضًا مديرًا. وفي اليابان يتم تعيين محافظ البنك المركزي من جانب رئيس الوزراء بشرط موافقة البرلمان، أما في أوروبا فيتم تعيين رئيس البنك المركزي الأوروبي من خلال التشاور بين ممثلي حكومات الدول الأعضاء والبرلمان الأوروبي، وفي تلك الحالة تتعدد الجهات الرقابية على البنك المركزي الأوروبي، مثل: المجلس العام، والدول الأعضاء، والبرلمان الأوروبي.
لذا فإنه بالنظر إلى نظرية الوكالة قد يكون للبنك المركزي عدة مديرين مثل (السلطة التنفيذية، والسلطة التشريعية)، الأمر الذي قد يتسبب في ضعف الكفاءة نظرًا لبيروقراطية تعدد جهات الإشراف. لكن من ناحية أخرى، قد يقف تعدد جهات الإشراف كحائط صد أمام إمكانية اتخاذ البنك المركزي قرارات تحقق مصالح جماعات المصالح، أو الساسة، وتصرف النظر عن تحقيق استقرار الاقتصاد والنظام المصرفي.
سلطة الحكومة الرابعة
كان للاقتصادي الأمريكي “جورج ستيغلر” (الحاصل على جائزة نوبل) رأي في مقالته الرائدة في عام 1971 حول استقلالية الهيئات، حيث يرى أن الهيئات في حالة الاستقلالية غالبًا ما تستجيب لرغبات جماعات المصالح المنظمة والأكثر قوة، وتزداد تلك المخاطر من قطاعات النشاط التي تتولى تلك الهيئة تنظيمها، حيث إنه عندما تتحرر الهيئات من السيطرة السياسية قد تتعرض لنوع من السيطرة من جانب جماعات أخرى قد تصل إلى حدّ اعتبار مصالح النشاط الخاضع للتنظيم أو مصالح الشركات المنفردة مطابقة للصالح العام. على سبيل المثال، قد تقوم البنوك المركزية بتخفيض التكاليف التي يتحملها قطاع النشاط المصرفي الذي يخدم مصالحها دون النظر إلى تحقيق التوازن الملائم بين تلك التكاليف والمصلحة العامة. وقد تعتمد تلك البنوك تطبيق قواعد استثنائية وإعفاء بعض الشركات من التقيد بالشروط التنظيمية على نحو غير متسق. وتنطوي استقلالية الهيئات على الحاجة إلى المساءلة؛ حيث يمكن لهيئة مستقلة أن تعمل وفق جدول أعمال خاص بها يتعارض مع رغبة الأغلبية السياسية. وقد أطلق بعض المحللين على الهيئات المستقلة اسم “سلطة الحكومة الرابعة”، حيث تقع هذه الهيئات خارج سيطرة السلطات الثلاث التقليدية التي تحافظ على توازن النظم الديمقراطية الناضجة من خلال نظام لضبط التوازن بين السلطات، ومن ثم فهي ترى أن تبعية البنوك المركزية أمر أفضل للصالح العام.
عواقب عدم الاستقلالية
تشير التجارب الفعلية إلى أن إدارة الأزمات والأدوار الوقائية للبنوك المركزية تعرضت في الماضي لضغوط شديدة من قبل القوى السياسية، حيث إن التدخل السياسي في تنظيم القطاع المالي يساهم في تفاقم الأوضاع، خاصة في الأزمات المالية الكبرى التي وقعت خلال العقدين الماضيين. ولم يتوقف ذلك الأثر على منطقة محددة، بل انتشر من شرق آسيا إلى روسيا وتركيا ودول أمريكا اللاتينية، حيث لم تتسبب الضغوط السياسية في إضعاف الاستقرار المالي فقط؛ بل امتدت إلى منع الهيئات من ممارسة الأعمال الموكلة إليها واتخاذ التدابير اللازمة ضد البنوك المحاصرة بالمشكلات، ومن ثم تسبب ذلك في شلل بالقطاع المصرفي. ووفقًا لتقرير صادر عن صندوق النقد الدولي في عام 2004، أشارت السيدة “روث دي كيرفوي”، الرئيس السابق لبنك فنزويلا المركزي، في كتاب لها بعنوان “الانهيار” إلى أن التدخل السياسي كان من أبرز العوامل التي أضعفت قدرة البنوك على مواجهة الأزمة، ومن ثم فقد رأت أنه من الأفضل استقلال الرقابة المصرفية، والاكتفاء فقط بإعطائها الدعم السياسي الذي يُمكّنها من أداء مهامها.
وقد تكرر الأمر في آسيا خلال الفترة (1997-1998)، حيث تسبب التدخل السياسي في التنظيم والرقابة في تأخر إدراك الأزمة، وساهم في تعميقها. وتكفل التدخل السياسي بإعاقة عملية الرقابة، حيث كانت البنوك والمؤسسات المالية غير المصرفية من اختصاص وزارة المالية والاقتصاد، وشجع ضعف الرقابة على إفراط المؤسسات غير المصرفية في الدخول في معاملات تنطوي على مخاطر مرتفعة تسببت في وقوع أزمة في عام 1997. أما في إندونيسيا فقد امتنعت الجهات الرقابية عن اتخاذ إجراءات ضد البنوك التي لديها علاقات سياسية قوية مع العائلة الحاكمة، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل امتدت لتدخل رئيس الجمهورية بشكل مباشر لتوجيه تعليمات للبنك المركزي لاتخاذ تدابير بعينها دون أخرى. وفي الهند، استقال محافظ البنك المركزي في 10 ديسمبر 2018 نتيجة رفضه تدخل الحكومة لفرض قوانين محددة لاعتبارات انتخابية.
وإذا إفترضنا حسن نوايا الساسة ورغبتهم في تحقيق الاستقرار المالي في البلاد، وبالتالي وجود اتساق مع أهداف البنوك المركزية؛ إلا أن اختلاف مدد منصب كلٍّ من محافظ أو رئيس بنك مركزي ورئيس السلطة التنفيذية، سيتسبب في تعارض في القرارات المتخذة، إذ تتراوح مدة شغل محافظ البنك المركزي في الولايات المتحدة الأمريكية على سبيل المثال 14 عامًا، مقابل أربع سنوات فقط للرئيس، وتبلغ مدة رئيس ومدير البنك المركزي الأوروبي 8 سنوات، ومحافظ بنك اليابان 5 سنوات. كما أن أنظمة المحاسبة وتخصيص الميزانيات الخاصة بالبنوك المركزية تختلف من دولة إلى أخرى، فقد يتطلب الأمر موافقة وزير المالية كما في اليابان، أو موافقة السلطات التشريعية كما في كندا، ومن ثم فيمكن للسلطة التنفيذية أن تتدخل في اتخاذ قرار صحيح من وجهة نظرها، إلا أن ذلك القرار قد تكون له نتائج سلبية على المدى الطويل.
وعليه فالافتراض المنطقي أن هناك اختلافًا بين الآجال الزمنية التي يتم على أساسها اتخاذ القرارات، فالأفق السياسي لصنع القرار يركز عادة على أهداف قصيرة الأجل وذات طابع شعبوي (على سبيل المثال، أهداف ترتبط بالدورة الانتخابية التالية كما حدث في الهند) وبين الآفاق التي تُبنَى عليها القرارات المصرفية المركزية التي تركز بشكل أكبر على الاستقرار طويل الأمد دون النظر إلى النتائج الفورية المحققة، وهو ما سيتسبب قطعًا في الخلاف بين الطرفين، ومن ثم سيتسبب قصر النظر السياسي في منع البنوك المركزية من القيام بإدارة ملائمة للأزمات التي قد تؤثر سلبًا على الاستقرار المالي. وحيث إن استقلالية البنك المركزي تؤدي إلى سياسات مالية نشطة تركز على استقرار الأسعار، وتتيح المجال للحكومة لممارسة عملها في تحقيق النمو الاقتصادي، وتساهم في خلق فرص العمل؛ فالحاجة إلى الاستقلالية تصبح أمرًا حتميًّا في حال تباين التفضيلات بين الحكومات والقاعدة الانتخابية (والأطياف السياسية الأخرى في البلاد) وزيادة نطاق النزاعات بينهما، وذلك لمنع الساسة من استخدام سياساتهم بغرض فرض سياسات على البنك المركزي ومن ثم تحقيق أهدافهم الخاصة.
ولتحقيق ذلك الغرض فإنه يُفضَّل تشكيل مجلس إدارة مكون من جزأين، أحدهما رقابي، والآخر تنفيذي، وذلك كآلية لمواجهة مشكلات الوكالة الناشئة عن الفصل بين الملكية والسيطرة، وقصر سلطة التعيين على تعيينات المجلس الأعلى القائم على إدارة البنك المركزي، والذي بدوره سيقوم بتعيين مجلس تنفيذي، الأمر الذي سيقلل من درجة النفوذ المحتمل للسياسيين على قرارات السياسة النقدية التي يتخذها المجلس التنفيذي.
على الجانب الآخر، يمكن علاج ذلك الأمر من خلال اختيار محافظ البنك المركزي من جانب الجمهور أو البرلمان، وذلك لضمان استقرار البنك المركزي والإشراف عليه من خلال الفرعين التشريعي والتنفيذي في نظام ديمقراطي، إلى جانب تحديد أهداف واضحة في التشريعات ذات الصلة وذلك لحماية البنك المركزي عن التحول من خدمة المصالح العامة طويلة الأجل إلى المصالح السياسية قصيرة الأجل.
الكلمات : البنوك المركزيةالسلطة التنفيذيةالسياسة الماليةالشعبوية
أحمد بيومي
باحث بوحدة الإقتصاد ودراسات الطاقة
مقالات أخرى للكاتب
imgوحدة الدراسات الاقتصادية
البنوك المركزية بين الاستقلالية والشعبوية
imgوحدة الدراسات الاقتصادية
توافق دولي حول مستقبل الاقتصاد المصري
imgوحدة الدراسات الاقتصادية
ملامح التكامل الاقتصادي بين مصر وإفريقيا
imgقراءات وعروض
القطاع العقاري في مصر
imgالسياسات العامة
البنك المركزي المصري يتحمل فاتورة دعم الاقتصاد
imgوحدة الدراسات الاقتصادية
آفاق الاقتصاد المصري 2019.. توقعات شركات وبنوك الاستثمار
imgوحدة الدراسات الاقتصادية
تأثير أسعار الفائدة الأمريكية على الاقتصادات النامية والناشئة
العلاقات الدولية
الدراسات الأسيوية
الدراسات الأفريقية
الدراسات الأمريكية
الدراسات الأوروبية
الدراسات العربية والإقليمية
الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية
قضايا الامن والدفاع
التسلح
الأمن السيبراني
التطرف
الإرهاب و الصراعات المسلحة
السياسات العامة
الدراسات الاقتصادية
قضايا المرأة والأسرة
مصر في أرقام
دراسات الاعلام و الرأي العام
من نحن
يسعى المركز “المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية” إلى تقديم الرؤى والبدائل المختلفة بشأن القضايا والتحولات الاستراتيجية، على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي على حد سواء. ويولي اهتمامًا خاصًّا بالقضايا والتحولات ذات الأهمية للأمن القومي والمصالح المصرية.
حقوق النشر محفوظة للمركز المصري للفكر و الدراسات الاستراتيجية 2019
الرئيسية
من نحن
تواصل معنا
FacebookTwitterLinkedInCopy LinkPrint
Toggle navigation
وحدة الدراسات الاقتصادية
البنوك المركزية بين الاستقلالية والشعبوية
أحمد بيومي
September 25, 2019
38
10دقائق
تزايدت في الآونة الأخيرة الخلافات المعلنة بين ممثلي السلطة التنفيذية في عدد من البلدان وبين مسئولي البنوك المركزية فيها، وذلك على خلفية القرارات الخاصة بالسياسة النقدية بشكل عام، والقرارات المتعلقة بأسعار الفائدة بشكل خاص. فقد دأب الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” على انتقاد رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي للولايات المتحدة) “جيروم باول”، خاصة فيما يتعلق بسياسات البنك المتعلقة بأسعار الفائدة. ووصل الأمر إلى حد تهديد “ترامب” بإقالة رئيس مجلس الاحتياطي، وهو أمر لا يسمح به القانون الأمريكي إلا لسبب محدد، فضلًا عن اشتراط موافقة مجلس الشيوخ. كما شهدت تركيا نفس الظاهرة عندما هاجم الرئيس التركي “أردوغان” محافظ البنك المركزي التركي حال قيام الأخير برفع أسعار الفائدة بنسبة 7% دفعة واحدة في محاولة للسيطرة على انهيار العملة التركية وتحجيم معدلات التضخم، وانتهاء الخلاف بإقالة محافظ البنك في يوليو 2019.
وتعبر هذه الظاهرة عن ميل متزايد لدى ممثلي السلطة التنفيذية للتدخل الصريح في قرارات السياسة النقدية، وهو ما يُعد انقلابًا جوهريًّا يهدد مستقبل استقلال البنوك المركزية في العالم، ويستدعي إلقاء الضوء على العلاقة بين السلطات التنفيذية في البلاد وبين البنوك المركزية، والنتائج المترتبة على تدخل الساسة في القرارات الاقتصادية تاريخيًّا.
تُعد البنوك المركزية هي اللاعب الأوحد المتخصص في صنع السياسة النقدية وفقًا لأغلب الدساتير والقوانين. ورغم تنوع أهداف البنوك المركزية حول العالم؛ إلا أنها تتفق في هدف تحقيق الاستقرار المالي. لكن في ظل سعيها لتحقيق هذا الهدف قد تتعرض لبعض العراقيل أو الضغوط السياسية التي يمكن أن تعيقها عن تحقيق هذا الهدف.
وبالنظر إلى الأساس الذي تم الاعتماد عليه لبناء البنوك المركزية، تُعتبر نظرية الوكالة (أو التفويض) هي النظرية التي بُنيت عليها مبادئ تكوين البنوك المركزية في العالم. وقد نشأت تلك النظرية في بداية القرن التاسع عشر لتتماشى مع تطور الرأسمالية، بغرض تمكين كيان معين من الاعتماد على كيان آخر للقيام ببعض الأعمال المسندة إليه والمحددة مسبقًا، مع تخويله السلطات اللازمة لتسوية النزاعات والتعامل مع الشئون الإدارية. إذ يمثل نموذج البنوك المركزية مثالًا واضحًا لاستخدام المحترفين (المصرفيين) كوكلاء بدلًا من أن يفعل الرئيس المنتخب (رئيس السلطة التنفيذية) كل شيء بنفسه. أما الاقتصادي النمساوي-الإنجليزي “هايك Hayek” فيرى أن تكوين البنوك المركزية قائم على أساس من التخصص وتقسيم العمل، وهو ما يتيح لمتخصصين القيام بذلك الدور، ومن ثم استغلال الموارد المتاحة بشكل أفضل. بمعنى آخر، تخلق نظرية “الوكالة” علاقة أكثر فاعلية بين الأطراف، لكن يترتب على ذلك تكاليف تسمى تكاليف الوكالة، وهي احتمال قيام الوكيل (البنك المركزي) بالتصرف بشكل يؤدي إلى تحقيق مصلحته الذاتية، أو تحقيق مصلحة جماعات المصالح المرتبطة به.
لكنّ تطبيق تلك النظرية على البنوك المركزية قد لا يبدو بهذا الشكل، إذ إنه لا يتم انتخاب أيٍّ من كبار المصرفيين (محافظ البنك المركزي)، بل يتم تعيينه مباشرة من جانب رئيس الحكومة المنتخب (أو رئيس الجمهورية)، وبالتالي ففي هذه الحالة يمثل الشعب أو الجمهور المدير النهائي للبنك المركزي لكنه ليس المدير المباشر، وهو نفس الوضع في الولايات المتحدة الأمريكية حيث يتم تعيين رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي من جانب الرئيس، ومن ثم فإن المدير المباشر هو الرئيس، وبموافقة الكونجرس (وهي موافقة ضرورية إذ لا يمكن تعيين رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي بدون موافقة مجلس الشيوخ) على الاسم المرشح من جانب رئيس الولايات المتحدة، ومن ثم فإن المُشرِّع (الكونجرس) يصبح في هذه الحالة أيضًا مديرًا. وفي اليابان يتم تعيين محافظ البنك المركزي من جانب رئيس الوزراء بشرط موافقة البرلمان، أما في أوروبا فيتم تعيين رئيس البنك المركزي الأوروبي من خلال التشاور بين ممثلي حكومات الدول الأعضاء والبرلمان الأوروبي، وفي تلك الحالة تتعدد الجهات الرقابية على البنك المركزي الأوروبي، مثل: المجلس العام، والدول الأعضاء، والبرلمان الأوروبي.
لذا فإنه بالنظر إلى نظرية الوكالة قد يكون للبنك المركزي عدة مديرين مثل (السلطة التنفيذية، والسلطة التشريعية)، الأمر الذي قد يتسبب في ضعف الكفاءة نظرًا لبيروقراطية تعدد جهات الإشراف. لكن من ناحية أخرى، قد يقف تعدد جهات الإشراف كحائط صد أمام إمكانية اتخاذ البنك المركزي قرارات تحقق مصالح جماعات المصالح، أو الساسة، وتصرف النظر عن تحقيق استقرار الاقتصاد والنظام المصرفي.
سلطة الحكومة الرابعة
كان للاقتصادي الأمريكي “جورج ستيغلر” (الحاصل على جائزة نوبل) رأي في مقالته الرائدة في عام 1971 حول استقلالية الهيئات، حيث يرى أن الهيئات في حالة الاستقلالية غالبًا ما تستجيب لرغبات جماعات المصالح المنظمة والأكثر قوة، وتزداد تلك المخاطر من قطاعات النشاط التي تتولى تلك الهيئة تنظيمها، حيث إنه عندما تتحرر الهيئات من السيطرة السياسية قد تتعرض لنوع من السيطرة من جانب جماعات أخرى قد تصل إلى حدّ اعتبار مصالح النشاط الخاضع للتنظيم أو مصالح الشركات المنفردة مطابقة للصالح العام. على سبيل المثال، قد تقوم البنوك المركزية بتخفيض التكاليف التي يتحملها قطاع النشاط المصرفي الذي يخدم مصالحها دون النظر إلى تحقيق التوازن الملائم بين تلك التكاليف والمصلحة العامة. وقد تعتمد تلك البنوك تطبيق قواعد استثنائية وإعفاء بعض الشركات من التقيد بالشروط التنظيمية على نحو غير متسق. وتنطوي استقلالية الهيئات على الحاجة إلى المساءلة؛ حيث يمكن لهيئة مستقلة أن تعمل وفق جدول أعمال خاص بها يتعارض مع رغبة الأغلبية السياسية. وقد أطلق بعض المحللين على الهيئات المستقلة اسم “سلطة الحكومة الرابعة”، حيث تقع هذه الهيئات خارج سيطرة السلطات الثلاث التقليدية التي تحافظ على توازن النظم الديمقراطية الناضجة من خلال نظام لضبط التوازن بين السلطات، ومن ثم فهي ترى أن تبعية البنوك المركزية أمر أفضل للصالح العام.
عواقب عدم الاستقلالية
تشير التجارب الفعلية إلى أن إدارة الأزمات والأدوار الوقائية للبنوك المركزية تعرضت في الماضي لضغوط شديدة من قبل القوى السياسية، حيث إن التدخل السياسي في تنظيم القطاع المالي يساهم في تفاقم الأوضاع، خاصة في الأزمات المالية الكبرى التي وقعت خلال العقدين الماضيين. ولم يتوقف ذلك الأثر على منطقة محددة، بل انتشر من شرق آسيا إلى روسيا وتركيا ودول أمريكا اللاتينية، حيث لم تتسبب الضغوط السياسية في إضعاف الاستقرار المالي فقط؛ بل امتدت إلى منع الهيئات من ممارسة الأعمال الموكلة إليها واتخاذ التدابير اللازمة ضد البنوك المحاصرة بالمشكلات، ومن ثم تسبب ذلك في شلل بالقطاع المصرفي. ووفقًا لتقرير صادر عن صندوق النقد الدولي في عام 2004، أشارت السيدة “روث دي كيرفوي”، الرئيس السابق لبنك فنزويلا المركزي، في كتاب لها بعنوان “الانهيار” إلى أن التدخل السياسي كان من أبرز العوامل التي أضعفت قدرة البنوك على مواجهة الأزمة، ومن ثم فقد رأت أنه من الأفضل استقلال الرقابة المصرفية، والاكتفاء فقط بإعطائها الدعم السياسي الذي يُمكّنها من أداء مهامها.
وقد تكرر الأمر في آسيا خلال الفترة (1997-1998)، حيث تسبب التدخل السياسي في التنظيم والرقابة في تأخر إدراك الأزمة، وساهم في تعميقها. وتكفل التدخل السياسي بإعاقة عملية الرقابة، حيث كانت البنوك والمؤسسات المالية غير المصرفية من اختصاص وزارة المالية والاقتصاد، وشجع ضعف الرقابة على إفراط المؤسسات غير المصرفية في الدخول في معاملات تنطوي على مخاطر مرتفعة تسببت في وقوع أزمة في عام 1997. أما في إندونيسيا فقد امتنعت الجهات الرقابية عن اتخاذ إجراءات ضد البنوك التي لديها علاقات سياسية قوية مع العائلة الحاكمة، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل امتدت لتدخل رئيس الجمهورية بشكل مباشر لتوجيه تعليمات للبنك المركزي لاتخاذ تدابير بعينها دون أخرى. وفي الهند، استقال محافظ البنك المركزي في 10 ديسمبر 2018 نتيجة رفضه تدخل الحكومة لفرض قوانين محددة لاعتبارات انتخابية.
وإذا إفترضنا حسن نوايا الساسة ورغبتهم في تحقيق الاستقرار المالي في البلاد، وبالتالي وجود اتساق مع أهداف البنوك المركزية؛ إلا أن اختلاف مدد منصب كلٍّ من محافظ أو رئيس بنك مركزي ورئيس السلطة التنفيذية، سيتسبب في تعارض في القرارات المتخذة، إذ تتراوح مدة شغل محافظ البنك المركزي في الولايات المتحدة الأمريكية على سبيل المثال 14 عامًا، مقابل أربع سنوات فقط للرئيس، وتبلغ مدة رئيس ومدير البنك المركزي الأوروبي 8 سنوات، ومحافظ بنك اليابان 5 سنوات. كما أن أنظمة المحاسبة وتخصيص الميزانيات الخاصة بالبنوك المركزية تختلف من دولة إلى أخرى، فقد يتطلب الأمر موافقة وزير المالية كما في اليابان، أو موافقة السلطات التشريعية كما في كندا، ومن ثم فيمكن للسلطة التنفيذية أن تتدخل في اتخاذ قرار صحيح من وجهة نظرها، إلا أن ذلك القرار قد تكون له نتائج سلبية على المدى الطويل.
وعليه فالافتراض المنطقي أن هناك اختلافًا بين الآجال الزمنية التي يتم على أساسها اتخاذ القرارات، فالأفق السياسي لصنع القرار يركز عادة على أهداف قصيرة الأجل وذات طابع شعبوي (على سبيل المثال، أهداف ترتبط بالدورة الانتخابية التالية كما حدث في الهند) وبين الآفاق التي تُبنَى عليها القرارات المصرفية المركزية التي تركز بشكل أكبر على الاستقرار طويل الأمد دون النظر إلى النتائج الفورية المحققة، وهو ما سيتسبب قطعًا في الخلاف بين الطرفين، ومن ثم سيتسبب قصر النظر السياسي في منع البنوك المركزية من القيام بإدارة ملائمة للأزمات التي قد تؤثر سلبًا على الاستقرار المالي. وحيث إن استقلالية البنك المركزي تؤدي إلى سياسات مالية نشطة تركز على استقرار الأسعار، وتتيح المجال للحكومة لممارسة عملها في تحقيق النمو الاقتصادي، وتساهم في خلق فرص العمل؛ فالحاجة إلى الاستقلالية تصبح أمرًا حتميًّا في حال تباين التفضيلات بين الحكومات والقاعدة الانتخابية (والأطياف السياسية الأخرى في البلاد) وزيادة نطاق النزاعات بينهما، وذلك لمنع الساسة من استخدام سياساتهم بغرض فرض سياسات على البنك المركزي ومن ثم تحقيق أهدافهم الخاصة.
ولتحقيق ذلك الغرض فإنه يُفضَّل تشكيل مجلس إدارة مكون من جزأين، أحدهما رقابي، والآخر تنفيذي، وذلك كآلية لمواجهة مشكلات الوكالة الناشئة عن الفصل بين الملكية والسيطرة، وقصر سلطة التعيين على تعيينات المجلس الأعلى القائم على إدارة البنك المركزي، والذي بدوره سيقوم بتعيين مجلس تنفيذي، الأمر الذي سيقلل من درجة النفوذ المحتمل للسياسيين على قرارات السياسة النقدية التي يتخذها المجلس التنفيذي.
على الجانب الآخر، يمكن علاج ذلك الأمر من خلال اختيار محافظ البنك المركزي من جانب الجمهور أو البرلمان، وذلك لضمان استقرار البنك المركزي والإشراف عليه من خلال الفرعين التشريعي والتنفيذي في نظام ديمقراطي، إلى جانب تحديد أهداف واضحة في التشريعات ذات الصلة وذلك لحماية البنك المركزي عن التحول من خدمة المصالح العامة طويلة الأجل إلى المصالح السياسية قصيرة الأجل.
الكلمات : البنوك المركزيةالسلطة التنفيذيةالسياسة الماليةالشعبوية
أحمد بيومي
باحث بوحدة الإقتصاد ودراسات الطاقة
مقالات أخرى للكاتب
imgوحدة الدراسات الاقتصادية
البنوك المركزية بين الاستقلالية والشعبوية
imgوحدة الدراسات الاقتصادية
توافق دولي حول مستقبل الاقتصاد المصري
imgوحدة الدراسات الاقتصادية
ملامح التكامل الاقتصادي بين مصر وإفريقيا
imgقراءات وعروض
القطاع العقاري في مصر
imgالسياسات العامة
البنك المركزي المصري يتحمل فاتورة دعم الاقتصاد
imgوحدة الدراسات الاقتصادية
آفاق الاقتصاد المصري 2019.. توقعات شركات وبنوك الاستثمار
imgوحدة الدراسات الاقتصادية
تأثير أسعار الفائدة الأمريكية على الاقتصادات النامية والناشئة
العلاقات الدولية
الدراسات الأسيوية
الدراسات الأفريقية
الدراسات الأمريكية
الدراسات الأوروبية
الدراسات العربية والإقليمية
الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية
قضايا الامن والدفاع
التسلح
الأمن السيبراني
التطرف
الإرهاب و الصراعات المسلحة
السياسات العامة
الدراسات الاقتصادية
قضايا المرأة والأسرة
مصر في أرقام
دراسات الاعلام و الرأي العام
من نحن
يسعى المركز “المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية” إلى تقديم الرؤى والبدائل المختلفة بشأن القضايا والتحولات الاستراتيجية، على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي على حد سواء. ويولي اهتمامًا خاصًّا بالقضايا والتحولات ذات الأهمية للأمن القومي والمصالح المصرية.
حقوق النشر محفوظة للمركز المصري للفكر و الدراسات الاستراتيجية 2019
الرئيسية
من نحن
تواصل معنا
FacebookTwitterLinkedInCopy LinkPrint
30/09/2019
وثائقيات ثورة ٢٦ سبتمبر ١٩٦٢م اليمن
لكي لا ننسى !!
وثائقيات ثورة ٢٦سبتمبر١٩٦٢ المباركة
في هذا اليوم الأغر قررت اللجنة القيادية لتنظيم الضباط الاحرار والمكونه من :
١- نقيب عبداللطيف ضيف الله
٢- ملازم علي عبدالمغني
٣- ملازم صالح الاشول
٤- ملازم احمد الرحومي
٥-ملازم محمد مطهر زيد
التحرك ليلة ٢٦ من سبتمبر١٩٦٢ لتفجير الثورة المجيدة . ففي الساعة الثالثة من بعد ظهر يوم الاربعاء ٢٦ سبتمبر أعلنت اللجنة القيادية حالة الطوارئ في الكلية الحربية واصدرت أوامرها بتواجد جميع الضباط واستدعت من كانوا في منازلهم ومنعت خروج أي شخص من الكلية إلا بأمر منها ولمهمة محددة وانصرف الجميع لاستكمال التجهيز النهائي وفي الساعة الثامنة مساءً أقرت القيادة فتح مستودعات الذخائر والاسلحة الخفيفة وتوزيعها على الضباط ونقل ذخائر الدبابات الى جرش الدبابات في فوج البدر عن طريق أسطح ثكنات الفوج والكلية الحربية الكائنة في باب اليمن حينها (مقرالمؤسسة الاقتصادية حالياً) وبعد أنجاز المهمة تقرر عقد اجتماع عام بمقر القيادة -الكلية الحربية- في الساعة ٩مساء ً وقد حضر هذا الاجتماع جميع الخلايا التنظيمية المتواجدة في صنعاء وكذا عدد من الضباط الذين لم يكونوا قد التحقوا بالتنظيم وعدد من أبناء المشائخ المشاركين في الثورة .
وذلك لتوزيع المهام الذي كلف بها الملازم صالح الاشول والقى كلمة توجيهية قصيرة قال فيها بأن الوقت قد حان لتفجير الثورة ضد التسلط الأمامي الغاشم وأن الموقف يتطلب التضحية من الجميع وبعدها تحرك الجمع كلأ الى موقعة منتظرين التوجية بالتحرك وفي الساعة ١١مساءً اطلق المقدم عبدالله جزيلان طلقة من مسدسة إيذانأ بالتحرك وانطلق الثوار بجراءة عظيمة ليصنعوا يوماً مجيداً محققين بذلك منعطفاً تاريخياً سيقود الأنسان اليمني الى حياة جديدة حياة العزة والكرامة .
كانت القوة المعدة للهجوم على دار البشائر-مقر الحكم- تتكون من ست دبابات وخمس مدرعات ، موزعة كالتالي
١- دبابتي أقتحام الاولى بقيادة م/ اول عبدالله عبدالسلام صبره ومعه م/ زيدالشامي وم/ عبدالله الحزورة وم/ علي قاسم المنصور وم/ محمد مفضل والثانية بقيادة م/ محمد الشراعي ومعه م/ حسين خيران وم/عبدالرحمن المحبشي وضابط صف احمد الجاكي ومعهما مجموعتي أقتحام تتكون المجموعة الاولى من م/ صالح العريض م/ عبدالله الراعي م/ احمد اليريمي م/ ناجي المسيلي م/عبدالوهاب الحسيني م/ محمد السراجي والمشائخ محمد علي الرويشان ،علي عباد الرويشان ، عبدالله بن محمد بن ناجي القوسي ، محمد بن علي بن ناجي القوسي، صالح حسين البخيتي عبداللطيف دويد ، عبدالله محمد القيري . والمجموعة الثانية تتكون من م/ احمد العصري م/ احمد مداعس م/ محمد الاشموري م/ احمد عباس ، م / محمد احمد عبدالخالق م/ عبدالكريم الرزاقي ،م/ حسن محمد الشامي ،مهيوب محمد القيري ، م/ يحيى بن ناجي بن مقبل القوسي .
٢- اربع دبابات مهاجمة الاولى بقيادة م/ عبدالله المؤيد ومعه م/ محمد الوشلي م/ احمد القاسمي وضابط صف صالح المصنعي والثانية بقيادة م/ يحي جحاف ومعه م/علي عبدالقادر م/ علي الهيلمة وضابط صف احمد جابر المحفدي والثالثة بقيادة احمد مطهرزيد ومعه ضباط الصف احمداحمد فرج ، سعد العزكي ، حسين الدعكري والرابعة بقيادة م/ عبده محمد قائد الكهالي وقد ألتحق به أثناء المعركة م/ عبدالله الراعي وبعد منتصف الليل التحقت بهم دبابة سابعة بقيادة م/ عبدالكريم المنصور حيث كانت مرابطة في موقع بئر خيران وحينما ظهرت أول دبابة أمام دار البشائر بقيادة عبدالله صبره قام أفراد الحرس الملكي بإغلاق البوابة بوضع حواجز مانعه ومصفحتين من الداخل للحيلولة دون أقتحام الباب واطلاق النيران الكثيفة على القوة المهاجمة وبعد ان قام الملازم محمدالشراعي باستبدال دبابتة التي تعطلت علية بعد اطلاق طلقة واحده فقط بدبابة اخرى من دبابات فوج البدر تقدم لاقتحام البوابة مما أدى الى أنحشارها وأنهيار السورعلية فقام احد مرافقي البدربصب البنزين على الدبابة واشعال النيران فيها واستشهد طاقمها وهم الملازمين محمد الشراعي وعبدالرحمن المحبشي والمساعد احمد الجاكي وبالنسبة للملازم حسين خيران فقد كان أنظم الى القوة المكلفة بالهجوم بعد تعطل الدبابة الاولى . وكذا أصيب بطلق ناري محمد السراجي وهو ينادي بالميكروفون الحرس الملكي للاستسلام حقنأ للدماء .
٣- خمس سيارات مدرعة على كل منها رشاش متوسط الاولى بقيادة م/ احمد الرحومي ومعه م/١صالح الرحبي م/ علي حمود العنس وضابط صف علي صالح خروف وعدد من الافراد والمدرعة الثانية عليها م/ حسين الرضي وعدد من افراد مدرسة الاشارة هم علي علي الانسي ، صالح احمد الحمي ، صالح الحكمي ، ناصر الشعثمي ، والمدرعة الثالثة بقيادة م/ عبداللطيف هادي سالم ومعه م/حسين ضيف الله م/احمد العيني م/ مطهر السراجي م/ احمد عامر م/ هاشم مرغم والمدرعة الرابعة دورية بقيادة هاشم صدقة ومعه م/ علي عبدالله مصباح والمدرعة الخامسة بقيادة م/ اول محمد الوسع وتعمل في حملة الاعتقالات مع النقيب حسين الدفعي والملازمين علي السلال وعلي علاية ومحمد حميد . على ان تتحرك القوة المهاجمة بعد تنفيذ المهمة الاولى داخل قصرالبشائر من قبل النقيب حسين السكري وم / اول محمد اليريمي ،م / اول علي النعامي م/ اول يحي النهمي ، م/ اول حسين السخيمي ، م/ صالح العروسي وعلي الشعبي والمكلفة بالقضاء على الامام البدر وتبداء الخطوة الاولى من قبل النقيب حسين السكري فإن فشل يتم التنفيذ من قبل الاخرين على ان تكون الاشارة لساعة الصفر لتحرك القوة المهاجمة هي طلقات الرصاص الصادرة من دار البشائر ، وفي الساعة 11 مساء باشرت الدبابات بإطلاق النار على الدار وقد حدث بعدها سكون وانطفاء التيار الكهربائي وانتشرت الدبابات على مواقع متعددة حول القصر واستمرالقصف بشكل متقطع حتى الصباح أما مجموعتي الاقتحام فقد تعذرتنفيذ مهمتها للاسباب التالية
- وضع حواجز مانعة كما أسلفنا
-كثافة النيران الصادرة من الدار
-عدم وجود التغطية المقررة في الخطة لحماية مجموعتي الاقتحام حيث كان من المفترض ان تقوم بها مدرسة ضباط الصف بقيادة م/ اول هادي عيسى , بما في ذلك اذا لزم الأمر أحتلال البيوت المحيطة بالدار وهي بيت الهجوة وبيت علي جمال - بيت القاضي عبدالله الحجري لاحقأ - وبيت محمد رفعت وبيت الشوكاني وبيت الحكيم .
وتحركت دبابتين لاحتلال منطقة بئرخيران بقيادة الملازمين عبدالكريم المنصور وعبدالكريم الحوري ومعهما ضباط الصف قاسم الروحاني وعبدالله احمد فرج وعلي الشامي وحميد دحان الداعري وعلي الجعدبي . وتوجهت دبابتين الى قصر السلاح بقيادة الملازم حسين شرف الكبسي ومعه العريفين احمد القرماني وصالح المعمري والثانية بقيادة علي محمد الشامي ومعه العريف راشد الجائفي وبروجي الفوج رقيب محمدعلي محمد الذي سمع بالتجهيز للثورة وهو في بيته فغادرة ليلأ للالتحاق بالثورة .
وتحركت دبابة الى دار الوصول -القصر الجمهوري حاليأ- بقيادة الملازم علي الحيمي ومعه الملازمين عبدالرحمن السوسوة وعلي الحجري . كما تحركت دبابة بقيادة الملازم صالح الاشول ومعه الملازمين مثنى الحضيري ومحمد الوادعي والشيخ علي ابولحوم وهي اول دبابة وصلت الى باب خزيمة وفتحت ثغرة في السور واجتازته وأتجهت الى ميدان شرارة ( ميدان التحرير حاليأ) ومن ثم الى محطة الاذاعة وبرفقته مدرعة بقيادة الملازم علي قاسم المؤيد وعليها الملازمين احمد الناصر وعبدالله ضيف الله وعبدالعزيز البرطي ومحمد النهمي وعلي البهلولي وطاهر الشهاري لاحتلالها وقد تمكنوا من ذلك بدون مقاومة باستثناء بعض طلقات نارية أصابت احداها علي ابولحوم من مسئول حامية الاذاعة الضابط حسين الحرازي والذي لم يتجاوب معه احد من الحراسة ويرجع الفضل في ذلك للدور الذي قام به الاستاذ عبدالوهاب جحاف لاقناعة افراد الحراسة بالمشاركة في الثورة كونهم من ابناء منطقتة وتواجدة ليلتها مع الاستاذ عبدالعزيز المقالح والعقيد حسن العمري بمبنى الاذاعة لعلمهم المسبق بموعد قيام الثورة . كلف الملازم حمود بيدر بمهمة السيطرة على ثكنة المدفعية ( العرضي الدفاعي ) بالتعاون مع أفراد الحامية المرابطة في الثكنة واخراج ذخيرة المدفعية الميدانية من مخازنها وارسالها الى موقع منطقة خزيمة .
قامت الخلية المسئولة عن مستودعات الأسلحة والوقود بالكلية الحربية ومدرسة الأسلحة والمكونة من نقيب عبدالله الجائفي ، نقيب علي الخلقي نقيب محسن القرعي بتوفير الأسلحة والوقود للقوة المهاجمة . اما فصيلة الشئون الادارية فقد كان جميع أفرادها موجودين وقد ساعدوا الثوار إلى حد كبير وهم ناصر سنهوب ، علي غندل ، احمد البوساني ، عبدالله قحزه .
كلفت قوة رئيسية من المدفعية لاحتلال منطقة خزيمة -جولة الشراعي حاليأ - بقيادة الملازم محمد مطهر زيد مهمتها معاونة الدبابات المهاجمة لدار البشائر وضرب اي تحرك مضاد من قبل القوات المرابطة في العرضي او العرضي الدفاعي ومعه الملازمين محمد الديلمي ويحىي الفقية ويحي المتوكل وحسين المسوري ومحمد غالب الشامي ومحمد الثلاياء واحمد الوديدي ومحمد عشيش ومحمد حسن العمري ومحمد صالح الذيب وحسين عبدالعزيز وقاسم الامير وعبدالكريم الامير ومحمد السنحاني والعريفين احمد احمد الشعوبي واحمد الشقاقي وكان لهذه القوة دوركبير في توجية ضربات دقيقة خصوصأ مع أنسياب ضؤ الصباح الاول على دار البشائر ودار الشكر حتى توقف الحرس الملكي عن المقاومة والاستسلام وقد تمكن الامام البدر من الهروب الى منطقة همدان بمساعدة حراسة وبعض جيرانه .
عبدالواسع العلفي
عنوان مذكرات المناضل عبدالغني مطهر
وثائقيات ثورة ٢٦سبتمبر١٩٦٢ المباركة
في هذا اليوم الأغر قررت اللجنة القيادية لتنظيم الضباط الاحرار والمكونه من :
١- نقيب عبداللطيف ضيف الله
٢- ملازم علي عبدالمغني
٣- ملازم صالح الاشول
٤- ملازم احمد الرحومي
٥-ملازم محمد مطهر زيد
التحرك ليلة ٢٦ من سبتمبر١٩٦٢ لتفجير الثورة المجيدة . ففي الساعة الثالثة من بعد ظهر يوم الاربعاء ٢٦ سبتمبر أعلنت اللجنة القيادية حالة الطوارئ في الكلية الحربية واصدرت أوامرها بتواجد جميع الضباط واستدعت من كانوا في منازلهم ومنعت خروج أي شخص من الكلية إلا بأمر منها ولمهمة محددة وانصرف الجميع لاستكمال التجهيز النهائي وفي الساعة الثامنة مساءً أقرت القيادة فتح مستودعات الذخائر والاسلحة الخفيفة وتوزيعها على الضباط ونقل ذخائر الدبابات الى جرش الدبابات في فوج البدر عن طريق أسطح ثكنات الفوج والكلية الحربية الكائنة في باب اليمن حينها (مقرالمؤسسة الاقتصادية حالياً) وبعد أنجاز المهمة تقرر عقد اجتماع عام بمقر القيادة -الكلية الحربية- في الساعة ٩مساء ً وقد حضر هذا الاجتماع جميع الخلايا التنظيمية المتواجدة في صنعاء وكذا عدد من الضباط الذين لم يكونوا قد التحقوا بالتنظيم وعدد من أبناء المشائخ المشاركين في الثورة .
وذلك لتوزيع المهام الذي كلف بها الملازم صالح الاشول والقى كلمة توجيهية قصيرة قال فيها بأن الوقت قد حان لتفجير الثورة ضد التسلط الأمامي الغاشم وأن الموقف يتطلب التضحية من الجميع وبعدها تحرك الجمع كلأ الى موقعة منتظرين التوجية بالتحرك وفي الساعة ١١مساءً اطلق المقدم عبدالله جزيلان طلقة من مسدسة إيذانأ بالتحرك وانطلق الثوار بجراءة عظيمة ليصنعوا يوماً مجيداً محققين بذلك منعطفاً تاريخياً سيقود الأنسان اليمني الى حياة جديدة حياة العزة والكرامة .
كانت القوة المعدة للهجوم على دار البشائر-مقر الحكم- تتكون من ست دبابات وخمس مدرعات ، موزعة كالتالي
١- دبابتي أقتحام الاولى بقيادة م/ اول عبدالله عبدالسلام صبره ومعه م/ زيدالشامي وم/ عبدالله الحزورة وم/ علي قاسم المنصور وم/ محمد مفضل والثانية بقيادة م/ محمد الشراعي ومعه م/ حسين خيران وم/عبدالرحمن المحبشي وضابط صف احمد الجاكي ومعهما مجموعتي أقتحام تتكون المجموعة الاولى من م/ صالح العريض م/ عبدالله الراعي م/ احمد اليريمي م/ ناجي المسيلي م/عبدالوهاب الحسيني م/ محمد السراجي والمشائخ محمد علي الرويشان ،علي عباد الرويشان ، عبدالله بن محمد بن ناجي القوسي ، محمد بن علي بن ناجي القوسي، صالح حسين البخيتي عبداللطيف دويد ، عبدالله محمد القيري . والمجموعة الثانية تتكون من م/ احمد العصري م/ احمد مداعس م/ محمد الاشموري م/ احمد عباس ، م / محمد احمد عبدالخالق م/ عبدالكريم الرزاقي ،م/ حسن محمد الشامي ،مهيوب محمد القيري ، م/ يحيى بن ناجي بن مقبل القوسي .
٢- اربع دبابات مهاجمة الاولى بقيادة م/ عبدالله المؤيد ومعه م/ محمد الوشلي م/ احمد القاسمي وضابط صف صالح المصنعي والثانية بقيادة م/ يحي جحاف ومعه م/علي عبدالقادر م/ علي الهيلمة وضابط صف احمد جابر المحفدي والثالثة بقيادة احمد مطهرزيد ومعه ضباط الصف احمداحمد فرج ، سعد العزكي ، حسين الدعكري والرابعة بقيادة م/ عبده محمد قائد الكهالي وقد ألتحق به أثناء المعركة م/ عبدالله الراعي وبعد منتصف الليل التحقت بهم دبابة سابعة بقيادة م/ عبدالكريم المنصور حيث كانت مرابطة في موقع بئر خيران وحينما ظهرت أول دبابة أمام دار البشائر بقيادة عبدالله صبره قام أفراد الحرس الملكي بإغلاق البوابة بوضع حواجز مانعه ومصفحتين من الداخل للحيلولة دون أقتحام الباب واطلاق النيران الكثيفة على القوة المهاجمة وبعد ان قام الملازم محمدالشراعي باستبدال دبابتة التي تعطلت علية بعد اطلاق طلقة واحده فقط بدبابة اخرى من دبابات فوج البدر تقدم لاقتحام البوابة مما أدى الى أنحشارها وأنهيار السورعلية فقام احد مرافقي البدربصب البنزين على الدبابة واشعال النيران فيها واستشهد طاقمها وهم الملازمين محمد الشراعي وعبدالرحمن المحبشي والمساعد احمد الجاكي وبالنسبة للملازم حسين خيران فقد كان أنظم الى القوة المكلفة بالهجوم بعد تعطل الدبابة الاولى . وكذا أصيب بطلق ناري محمد السراجي وهو ينادي بالميكروفون الحرس الملكي للاستسلام حقنأ للدماء .
٣- خمس سيارات مدرعة على كل منها رشاش متوسط الاولى بقيادة م/ احمد الرحومي ومعه م/١صالح الرحبي م/ علي حمود العنس وضابط صف علي صالح خروف وعدد من الافراد والمدرعة الثانية عليها م/ حسين الرضي وعدد من افراد مدرسة الاشارة هم علي علي الانسي ، صالح احمد الحمي ، صالح الحكمي ، ناصر الشعثمي ، والمدرعة الثالثة بقيادة م/ عبداللطيف هادي سالم ومعه م/حسين ضيف الله م/احمد العيني م/ مطهر السراجي م/ احمد عامر م/ هاشم مرغم والمدرعة الرابعة دورية بقيادة هاشم صدقة ومعه م/ علي عبدالله مصباح والمدرعة الخامسة بقيادة م/ اول محمد الوسع وتعمل في حملة الاعتقالات مع النقيب حسين الدفعي والملازمين علي السلال وعلي علاية ومحمد حميد . على ان تتحرك القوة المهاجمة بعد تنفيذ المهمة الاولى داخل قصرالبشائر من قبل النقيب حسين السكري وم / اول محمد اليريمي ،م / اول علي النعامي م/ اول يحي النهمي ، م/ اول حسين السخيمي ، م/ صالح العروسي وعلي الشعبي والمكلفة بالقضاء على الامام البدر وتبداء الخطوة الاولى من قبل النقيب حسين السكري فإن فشل يتم التنفيذ من قبل الاخرين على ان تكون الاشارة لساعة الصفر لتحرك القوة المهاجمة هي طلقات الرصاص الصادرة من دار البشائر ، وفي الساعة 11 مساء باشرت الدبابات بإطلاق النار على الدار وقد حدث بعدها سكون وانطفاء التيار الكهربائي وانتشرت الدبابات على مواقع متعددة حول القصر واستمرالقصف بشكل متقطع حتى الصباح أما مجموعتي الاقتحام فقد تعذرتنفيذ مهمتها للاسباب التالية
- وضع حواجز مانعة كما أسلفنا
-كثافة النيران الصادرة من الدار
-عدم وجود التغطية المقررة في الخطة لحماية مجموعتي الاقتحام حيث كان من المفترض ان تقوم بها مدرسة ضباط الصف بقيادة م/ اول هادي عيسى , بما في ذلك اذا لزم الأمر أحتلال البيوت المحيطة بالدار وهي بيت الهجوة وبيت علي جمال - بيت القاضي عبدالله الحجري لاحقأ - وبيت محمد رفعت وبيت الشوكاني وبيت الحكيم .
وتحركت دبابتين لاحتلال منطقة بئرخيران بقيادة الملازمين عبدالكريم المنصور وعبدالكريم الحوري ومعهما ضباط الصف قاسم الروحاني وعبدالله احمد فرج وعلي الشامي وحميد دحان الداعري وعلي الجعدبي . وتوجهت دبابتين الى قصر السلاح بقيادة الملازم حسين شرف الكبسي ومعه العريفين احمد القرماني وصالح المعمري والثانية بقيادة علي محمد الشامي ومعه العريف راشد الجائفي وبروجي الفوج رقيب محمدعلي محمد الذي سمع بالتجهيز للثورة وهو في بيته فغادرة ليلأ للالتحاق بالثورة .
وتحركت دبابة الى دار الوصول -القصر الجمهوري حاليأ- بقيادة الملازم علي الحيمي ومعه الملازمين عبدالرحمن السوسوة وعلي الحجري . كما تحركت دبابة بقيادة الملازم صالح الاشول ومعه الملازمين مثنى الحضيري ومحمد الوادعي والشيخ علي ابولحوم وهي اول دبابة وصلت الى باب خزيمة وفتحت ثغرة في السور واجتازته وأتجهت الى ميدان شرارة ( ميدان التحرير حاليأ) ومن ثم الى محطة الاذاعة وبرفقته مدرعة بقيادة الملازم علي قاسم المؤيد وعليها الملازمين احمد الناصر وعبدالله ضيف الله وعبدالعزيز البرطي ومحمد النهمي وعلي البهلولي وطاهر الشهاري لاحتلالها وقد تمكنوا من ذلك بدون مقاومة باستثناء بعض طلقات نارية أصابت احداها علي ابولحوم من مسئول حامية الاذاعة الضابط حسين الحرازي والذي لم يتجاوب معه احد من الحراسة ويرجع الفضل في ذلك للدور الذي قام به الاستاذ عبدالوهاب جحاف لاقناعة افراد الحراسة بالمشاركة في الثورة كونهم من ابناء منطقتة وتواجدة ليلتها مع الاستاذ عبدالعزيز المقالح والعقيد حسن العمري بمبنى الاذاعة لعلمهم المسبق بموعد قيام الثورة . كلف الملازم حمود بيدر بمهمة السيطرة على ثكنة المدفعية ( العرضي الدفاعي ) بالتعاون مع أفراد الحامية المرابطة في الثكنة واخراج ذخيرة المدفعية الميدانية من مخازنها وارسالها الى موقع منطقة خزيمة .
قامت الخلية المسئولة عن مستودعات الأسلحة والوقود بالكلية الحربية ومدرسة الأسلحة والمكونة من نقيب عبدالله الجائفي ، نقيب علي الخلقي نقيب محسن القرعي بتوفير الأسلحة والوقود للقوة المهاجمة . اما فصيلة الشئون الادارية فقد كان جميع أفرادها موجودين وقد ساعدوا الثوار إلى حد كبير وهم ناصر سنهوب ، علي غندل ، احمد البوساني ، عبدالله قحزه .
كلفت قوة رئيسية من المدفعية لاحتلال منطقة خزيمة -جولة الشراعي حاليأ - بقيادة الملازم محمد مطهر زيد مهمتها معاونة الدبابات المهاجمة لدار البشائر وضرب اي تحرك مضاد من قبل القوات المرابطة في العرضي او العرضي الدفاعي ومعه الملازمين محمد الديلمي ويحىي الفقية ويحي المتوكل وحسين المسوري ومحمد غالب الشامي ومحمد الثلاياء واحمد الوديدي ومحمد عشيش ومحمد حسن العمري ومحمد صالح الذيب وحسين عبدالعزيز وقاسم الامير وعبدالكريم الامير ومحمد السنحاني والعريفين احمد احمد الشعوبي واحمد الشقاقي وكان لهذه القوة دوركبير في توجية ضربات دقيقة خصوصأ مع أنسياب ضؤ الصباح الاول على دار البشائر ودار الشكر حتى توقف الحرس الملكي عن المقاومة والاستسلام وقد تمكن الامام البدر من الهروب الى منطقة همدان بمساعدة حراسة وبعض جيرانه .
عبدالواسع العلفي
عنوان مذكرات المناضل عبدالغني مطهر
هندسة الجهل
هندسة الجهل ..
للكاتب: محمد الحاجي ..
على مر الأزمنة، تصارع السلاطين والساسة على *حق امتلاك المعرفة ومصادر المعلومة*. فالمعرفة قوّة وسلاح، بشكلٍ يوازي المال والعتاد العسكري.
ولأن المعرفة بهذه الأهمية، هناك من يحاول الاستئثار بها لنفسه. ولهذا تأسس مجال *«إدارة الفهم»* في الأوساط الأكاديمية والسياسية.
تُعرّف وزارة الدفاع الأمريكية مفهوم *«إدارة الفهم Perception Management»* بأنه أي *(نشر)* لمعلومات أو أي *(حذف)* لمعلومات لأجل التأثير على تفكير الجمهور والحصول على نتائج يستفيد منها أصحاب المصالح.
ولأن النشر والحذف يتطلّبان أساليب دقيقة ومعرفة تامة *بعلم النفس والسلوك والإدراك*، قام باحث ستانفورد المختص بتاريخ العلوم Robert Proctor بصياغة ما يُعرف ب: *"علم الجهل" Agnotolgy* وهو: *"العلم الذي يدرس صناعة ونشر الجهل بطرق علمية رصينة"!.*
بدأ *علم الجهل* في التسعينات الميلادية، بعدما لاحظ الباحث دعايات شركات التبغ التي تهدف إلى تجهيل الناس حول مخاطر التدخين. ففي وثيقة داخلية تم نشرها من أرشيف إحدى شركات التبغ الشهيرة، تبيّن أن أبرز استراتيجية لنشر الجهل كان عن طريق «إثارة الشكوك في البحوث العلمية التي تربط التدخين بالسرطان».
ومن حينها انطلق لوبي التبغ في أمريكا لرعاية أبحاث علمية مزيّفة هدفها تحسين صورة التبغ اجتماعيا ونشر الجهل حول مخاطره.
كما هو مُلاحظ هنا، الجهل ليس *انعدام المعرفة* وفقط، بل هو *(مُنتَج)* يتم صنعه وتوزيعه لأهداف معيّنة، غالبًا سياسية أو تجارية.
ولتوزيع هذا الجهل بين أطياف المجتمع، انبثقت الحاجة لمجال *«العلاقات العامة»*، الصنعة التي تُعتبر الابن الأصيل للحكومة الأمريكية على حد تعبير تشومسكي. فعن طريق لجان «العلاقات العامة» تم تضليل الرأي العام الأمريكي والزج به في الحرب العالمية سابقا وغزو العراق لاحقا، بما كان يُعرف بالـ Creel Commission.
هذا التضليل *استراتيجي ومُمنهج* حسب أساسيات علم الجهل، والتي تستند على قنوات ثلاث:
- *بث الخوف لدى الآخرين*،
- *إثارة الشكوك*،
- *صناعة الحيرة*.
وليس هناك أنصع مثالا من *الحكومات* في تجسيد مبدأ إثارة الرعب لدى المواطنين لتمرير مصالحها وأجندتها.
فتارة، يتم *صنع أعداء وهميين* لتحشيد الرأي العام، وتارة يتم ترعيب الجمهور بالقدر المظلم إذا لم يشاركوا في هذه المعركة وتلك، وكأن الأرض ستفنى بدون هذا «الهجوم المقدّس».
لا غريزة بشرية تنافس غريزة حب البقاء، ولذا من الممكن أن تبيع السمك في حارة الصيادين عندما تهدّد أمنهم وبقاءهم!
وأما *إثارة الشكوك* فهو ثاني أعمدة التجهيل، ويتم توظيفه غالبا في القطاع التجاري والاقتصادي، وهذا بالتحديد منهج الكثير من الشركات. فبعد هبوط مبيعاتها بنسبة 25%، بدأت شركة كوكاكولا العالمية بدفع ما يقارب 5 ملايين دولار لباحثين أكاديميين لتنفيذ مهمة تغيير فهم المجتمع حول أسباب السمنة، وذلك بتقليل دور المشروبات الغازية في انتشار السمنة وتوجيه اللوم إلى عدم ممارسة التمارين الرياضية! هذه *«الأبحاث المدفوعة»* يتم نشرها لإثارة الشكوك في ذهنية الفرد حتى يعيد تشكيل موقفه بما يتناسب مع أجندة هذه الشركات.
ولأن *كثرة المعلومات المتضاربة* تصعّب من اتخاذ القرار المناسب، يدخل الفرد في دوّامة من الحيرة حتى يبدو تائها وجاهلا حول ما يجري، ويزيد العبء النفسي والذهني عليه، فيلوذ بقبول ما لا ينبغي القبول به، طمعا في النجاة من هذه الدوامة، وهذه تحديدا هي الغاية!
*في هذا العصر الرقمي، بات الجهل والتضليل سلعة يومية تُنشر وتُساق على الجمهور، من حكومات وشركات وأصحاب نفوذ*.
و*الصمود* أمام كل هذه القوى يتطلّب جهودا ذاتية ووعيا مستقلا يبحث عن الحقيقة بعيدا عن العاطفة والأمنيات. وسيكون من قصر النظر وفرط السذاجة لو اعتقدنا أن "علم الجهل" و "إدارة الفهم" و "العلاقات العامة" محصورة على الغرب، بل هي أقرب إلينا من أي شيء آخر!
للكاتب: محمد الحاجي ..
على مر الأزمنة، تصارع السلاطين والساسة على *حق امتلاك المعرفة ومصادر المعلومة*. فالمعرفة قوّة وسلاح، بشكلٍ يوازي المال والعتاد العسكري.
ولأن المعرفة بهذه الأهمية، هناك من يحاول الاستئثار بها لنفسه. ولهذا تأسس مجال *«إدارة الفهم»* في الأوساط الأكاديمية والسياسية.
تُعرّف وزارة الدفاع الأمريكية مفهوم *«إدارة الفهم Perception Management»* بأنه أي *(نشر)* لمعلومات أو أي *(حذف)* لمعلومات لأجل التأثير على تفكير الجمهور والحصول على نتائج يستفيد منها أصحاب المصالح.
ولأن النشر والحذف يتطلّبان أساليب دقيقة ومعرفة تامة *بعلم النفس والسلوك والإدراك*، قام باحث ستانفورد المختص بتاريخ العلوم Robert Proctor بصياغة ما يُعرف ب: *"علم الجهل" Agnotolgy* وهو: *"العلم الذي يدرس صناعة ونشر الجهل بطرق علمية رصينة"!.*
بدأ *علم الجهل* في التسعينات الميلادية، بعدما لاحظ الباحث دعايات شركات التبغ التي تهدف إلى تجهيل الناس حول مخاطر التدخين. ففي وثيقة داخلية تم نشرها من أرشيف إحدى شركات التبغ الشهيرة، تبيّن أن أبرز استراتيجية لنشر الجهل كان عن طريق «إثارة الشكوك في البحوث العلمية التي تربط التدخين بالسرطان».
ومن حينها انطلق لوبي التبغ في أمريكا لرعاية أبحاث علمية مزيّفة هدفها تحسين صورة التبغ اجتماعيا ونشر الجهل حول مخاطره.
كما هو مُلاحظ هنا، الجهل ليس *انعدام المعرفة* وفقط، بل هو *(مُنتَج)* يتم صنعه وتوزيعه لأهداف معيّنة، غالبًا سياسية أو تجارية.
ولتوزيع هذا الجهل بين أطياف المجتمع، انبثقت الحاجة لمجال *«العلاقات العامة»*، الصنعة التي تُعتبر الابن الأصيل للحكومة الأمريكية على حد تعبير تشومسكي. فعن طريق لجان «العلاقات العامة» تم تضليل الرأي العام الأمريكي والزج به في الحرب العالمية سابقا وغزو العراق لاحقا، بما كان يُعرف بالـ Creel Commission.
هذا التضليل *استراتيجي ومُمنهج* حسب أساسيات علم الجهل، والتي تستند على قنوات ثلاث:
- *بث الخوف لدى الآخرين*،
- *إثارة الشكوك*،
- *صناعة الحيرة*.
وليس هناك أنصع مثالا من *الحكومات* في تجسيد مبدأ إثارة الرعب لدى المواطنين لتمرير مصالحها وأجندتها.
فتارة، يتم *صنع أعداء وهميين* لتحشيد الرأي العام، وتارة يتم ترعيب الجمهور بالقدر المظلم إذا لم يشاركوا في هذه المعركة وتلك، وكأن الأرض ستفنى بدون هذا «الهجوم المقدّس».
لا غريزة بشرية تنافس غريزة حب البقاء، ولذا من الممكن أن تبيع السمك في حارة الصيادين عندما تهدّد أمنهم وبقاءهم!
وأما *إثارة الشكوك* فهو ثاني أعمدة التجهيل، ويتم توظيفه غالبا في القطاع التجاري والاقتصادي، وهذا بالتحديد منهج الكثير من الشركات. فبعد هبوط مبيعاتها بنسبة 25%، بدأت شركة كوكاكولا العالمية بدفع ما يقارب 5 ملايين دولار لباحثين أكاديميين لتنفيذ مهمة تغيير فهم المجتمع حول أسباب السمنة، وذلك بتقليل دور المشروبات الغازية في انتشار السمنة وتوجيه اللوم إلى عدم ممارسة التمارين الرياضية! هذه *«الأبحاث المدفوعة»* يتم نشرها لإثارة الشكوك في ذهنية الفرد حتى يعيد تشكيل موقفه بما يتناسب مع أجندة هذه الشركات.
ولأن *كثرة المعلومات المتضاربة* تصعّب من اتخاذ القرار المناسب، يدخل الفرد في دوّامة من الحيرة حتى يبدو تائها وجاهلا حول ما يجري، ويزيد العبء النفسي والذهني عليه، فيلوذ بقبول ما لا ينبغي القبول به، طمعا في النجاة من هذه الدوامة، وهذه تحديدا هي الغاية!
*في هذا العصر الرقمي، بات الجهل والتضليل سلعة يومية تُنشر وتُساق على الجمهور، من حكومات وشركات وأصحاب نفوذ*.
و*الصمود* أمام كل هذه القوى يتطلّب جهودا ذاتية ووعيا مستقلا يبحث عن الحقيقة بعيدا عن العاطفة والأمنيات. وسيكون من قصر النظر وفرط السذاجة لو اعتقدنا أن "علم الجهل" و "إدارة الفهم" و "العلاقات العامة" محصورة على الغرب، بل هي أقرب إلينا من أي شيء آخر!
أرشيف الحزب الشيوعي السوداني
💢 *من أرشيف الحزب الشيوعي السوداني*
*انقسام سبتمبر 1970 الصراع الداخلي عقب انقلاب 25 مايو 1969م*
• *استفاد حزبنا كثيرا من تجربة الحركة الشيوعية المصرية في معالجة الصراعات الداخلية*
*• الصراعات كانت انعكاسا ونتاجا للصراع الطبقي وتعبيرا عن الصراع بين الطبقة العاملة والقوي الطبقية الأخري، وخاصة البورجوازية الصغيرة الديمقراطية*
عرف حزبنا الصراعات الداخلية والانقسامات منذ تأسيسه عام 1946م، تطور حزبنا وتعرف علي الواقع السوداني وبني استراتيجيته وتكتيكاته وغرس جذوره بين الطبقة العاملة والجماهير الكادحة عبر الصراع الداخلي ضد مختلف الاتجاهات الانتهازية والتخلف والجمود.
المصدر الأساسي للصراع الداخلي كان الاحاطة البورجوازية الصغيرة في بلد متخلف اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا، وفي المراحل الأولي من حياة حزبنا كان الصراع يدور حول الطبيعة الطبقية للحزب وحول استقلاله التنظيمي والفكري والسياسي، وبالتالي حول هويته المستقلة كحزب طبقي يناضل في سبيل الاشتراكية علي أرض السودان.
وفي المراحل التالية وخاصة في الستينيات، تركز الصراع حول التكييكات: أساليب وأشكال النضال ، التحالفات (وخاصة مع البورجوازية الوطنية)، الدور القيادي للطبقة العاملة ، دور البورجوازية الصغيرة ( مدنية وعسكرية) لقيادة الحركة الشعبية،..الخ.
* غني عن القول أن هذه الصراعات داخل الحزب كانت انعكاسا ونتاجا للصراع الطبقي والاجتماعي في المجتمع المحيط به، وكانت بشكل أو بآخر وبهذا القدر أو ذاك تعبيرا عن الصراع بين الطبقة العاملة والقوي الطبقية الأخري، وخاصة البورجوازية الصغيرة الديمقراطية، لاحتلال مواقع الزعامة في الحركة السياسية والشعبية.
كما عبرت هذه الصراعات من جهة أخري عن نزعات البورجوازية الصغيرة داخل الحزب في مواجهة تعرجات الصراع السياسي والاجتماعي وانتقال الطبقات الحاكمة من اسلوب الي آخر في الحكم وما الي ذلك.
وخلال فترة الستينيات تجلي بوضوح أن قوي خارج الحزب – أجهزة الأمن ودوائر سياسية واجتماعية، بل وحتي دوائر اجنبية – كانت تشارك في توسيع رقعة الصراع الداخلي وتعويق معالجته اضافة الي مناصرة جانب علي آخر بالاشاعات ونقل النميمة وتدمير الكادر وربما بتقديم مساعدات مادية.
*استفاد حزبنا كثيرا من تجربة الحركة الشيوعية المصرية في معالجة الصراعات الداخلية، وفي عام 1949م كتب عدد من الرفاق العائدين من مصر تقريرا هاما عن تلك التجربة توصلوا فيه الي أن الصراع الداخلي حقيقة طبيعية وموضوعية، وأنه انعكاس ونتاج لما يحيط بالحزب ، وأن من الضروري معالجته بما ينفع تطور الحزب وتقدمه ( ربما لم يكن بكل هذا الوضوح ولكن كان هذا اتجاهه الأساسي).
وخلص التقرير الي ضرورة تجنب ماحدث في مصر : الاستغراق في المناقشة وترك العمل من ناحية، ورفض المناقشة علي أساس أنها تعوق العمل . وأصبح موقف الحزب من الصراعات الداخلية هو: نعمل ونناقش ، ونناقش ونعمل.
• ومع ذلك فقد قاد عدد من الصراعات الداخلية الي انقسامات: أهمها ماجري في فبراير 1952م وأغسطس 1964م وسبتمبر 1970م.
الانقسام الأخير في سبتمبر 70 ، كان أخطرها علي الاطلاق سياسيا وفكريا وتنظيميا، فقد شق الحزب من القمة الي القاعدة، وخرج فيه اثنان من أعضاء المكتب السياسي( من مجموع 10)، و12 من أعضاء اللجنة المركزية ( من 33) وعديد من المتفرغين والكوادر الجماهيرية وقادة لجان المناطق والمكاتب المركزية والأعضاء العاديين ، وأدي الانقسام الي اضرار سياسية وتنظيمية لاتزال باقية.
*يمكن فهم انقسام 1970م ونتائجه بالنظر الي خلفيته والظروف التي دار فيها ، والتي تعود الي التحولات التي اعقبت ثورة 21 اكتوبر 1964.
1- خرج الحزب من الثورة وقد توفرت له امكانات الاشتراك في السلطة وتحوله الي حزب جماهيري يطرق أبواب العمل في مجالات جديدة ومتعددة.
- وكانت الظروف التي اعقبت ثورة اكتوبر نموذجا كلاسيكيا للاسباب التي تقود الي ظهور خلافات حول التكتيك داخل الحزب (والتي عددها لينين دائما): انعطاف أقسام واسعة من الجماهير الي الحزب ودخولها في صفوفه، ضم كوادر شابة الي القطاع القيادي بما في ذلك ل.م. اشتراك الحزب في الحكومة ودخول نواب منه في البرلمان ومواجهة مسؤولية طرح برامج وحلول عملية للقضايا الوطنية، تغيير الطبقات الحاكمة لتكتيكاتها من الليبرالية الي العنف ثم الي خليط من هذا وذاك.
- طرأت تغييرات علي الأوضاع االاجتماعية لأقسام من كادر الحزب وانتقلوا في حيز الثروة الي فئات الميسورين من السكان (محامين وكبار موظفين ومهنيين ومزارعين في مشروع الجزيرة. الخ).
2- نتيجة لهذه الظروف يمكن تفسير الارتباك الذي شمل الحزب عندما أشهر اليمين سلاح العنف البدني والقانوني ضد الحزب واستصدر قانونا في الجمعية التأسيسية بحظره في نوفمبر 1965م. وفي جو الارتباك قرر اجتماع موسع ضم اللجنة المركزية وعددا من الكادر القيادي العمل علي بناء حزب واسع تكون نواته الصلبة من الشيوعيين. وكان القرار يعني عمليا حل الحزب الشيوعي القائم. وقد تم تصحيح هذا القرار فيما بعد وبمساعدة رفاقية من الأحزاب الشقيقة وخاصة الحزب السوفيتي. وكان ذلك في منتصف عام 1966. غير أن هذه الفترة علي قصرها الحقت ضررا كبيرا بالحزب في لحظة حاسمة من تطوره.
3- بعد التصحيح بدأ التحضير للمؤتمر الرابع الذي تأخر انعقاده نحوا من ثماني أو تسع سنوات، اذ انعقد في اكتوبر 1967. حقق المؤتمر نجاحا كبيرا في دراسة الواقع الاجتماعي والسياسي السوداني وصياغة تكتيك صحيح وثوري وصياغة خط تنظيمي للحزب. ولكنه فشل في معالجة قضية القيادة. وكان هذا الفشل أحد الأسباب الرئيسية في :
أ- عجز اللجنة المركزية عن مواجهة وقيادة الصراع الداخلي الذي احتدم بعد المؤتمر.
ب- عجز اللجنة المركزية عن تلبية تطلعات الحركة الثورية الي قيادة مقتدرة في ظروف كانت ملائمة لتغييرات كبري.
4- تبلور الصراع الداخلي أساسا حول قضيتين:
أ- الموقف من البورجوازية الوطنية كاحدي قوي الجبهة الوطنية الديمقراطية ( موقعها الفعلي في التنظيمات السياسية القائمة علما بأنه ليس لها تنظيم مستقل – برنامجنا ازاء مصالحها – ودورها في الحركة السياسية..الخ).
ب- الموقف من التكتيكات والعقلية الانقلابية.
5- الخلافات داخل الحزب لم تكن محل اهتمام الشيوعيين وحدهم ، بل وأيضا محل اهتمام ومصلحة دوائر خارج الحزب ، ونتجت عن ذلك ضغوط هائلة استهدفت منع الحزب من التحول الي حزب يتصدي لقيادة الجماهير والحركة الثورية كما استهدفت تمزيقه وتصفيته.
6- مع كل ذلك ينبغي القول أن القوي الماركسية اللينينية داخل الحزب صارعت وحققت انتصارات كبيرة ووضعت أقدام الحزب علي طريق الخروج من أزمة امتدت منذ نهاية عام 1965م، ولكن قبل أن يرسّخ الحزب أقدامه تماما خارج الأزمة وقع انقلاب 25 مايو 69 الذي قادته شريحة من البورجوازية الصغيرة العسكرية تنتمي الي الفكر الناصري.
* لعب الانقلاب دورا رئيسيا وخطيرا في تطور الصراع داخل الحزب الشيوعي. أولا: لأن تغييرا في السلطة السياسية وتركيبها الاجتماعي قد حدث بانقلاب وبسهولة وتحت شعارات تقدمية وبرنامج معلن يلتقي في اكثر من نقطة مع البرنامج الوطني الديمقراطي الذي طرحه الحزب. وثانيا: لأن السلطة التي اقامها الانقلاب كانت من البورجوازية الصغيرة في المدن.
وهكذا دفعة واحدة، وجد ممثلو البورجوازية الصغيرة داخل الحزب وقودا لنظرياتهم.
• بشكل عام دار الصراع بعد الانقلاب علي المحورين التاليين:
أ- التيار الثوري بقيادة عبد الخالق محجوب ، لخص موقفه في النقاط الأساسية الأتية:
- ان ماحدث يمثل نقلا للسلطة من ايدي تحالف قوي شبه الاقطاع الطائفي والعشائري الي ايدي البورجوازية الصغيرة والتي هي بمصالحها احدي قوي الجبهة الوطنية الديمقراطية.
- اذا استطاعت السلطة الجديدة أن تحافظ علي بقائها ، فان ظروفا جديدة تتهيأ لانجاز مهام التطور الوطني الديمقراطي. لكن ليس لها طريق غير تحقيق المطالب الثورية للجماهير، فاذا ما اختطت طريقا معاديا لتلك المطالب فستلقي الفشل.
- التطور الوطني الديمقراطي لن يتم الا بالمبادرة الثورية للجماهير وبقيادة الطبقة العاملة – أي أنه يعتمد علي درجة تنظيم الجماهير ومستوي وعيها ومقدرتها الفعلّية علي النضال والوحدة والالتفاف حول مطالبها الأساسية التي تستهدف التغيير الاجتماعي الديمقراطي.
- مسلك الحزب هو أن يلعب دورا بارزا في دعم السلطة الجديدة وحمايتها من خطر الثورة المضادة، وأن يحتفظ بقدراته علي نقد وكشف مناهج البورجوازية الصغيرة وتطلعاتها غير المؤسسة لتسلم زمام الحركة الثورية، وأن يهتم اهتماما بالغا بنشر الايديولوجية الماركسية بين صفوف الحزب والجماهير الثورية وخاصة الطبقة العاملة وأي تراخ في هذه المهمة يؤدي الي انتشار أفكار الديمقراطيين الثوريين من البورجوازية الصغيرة مما يعد انتكاسة بين الجماهير الثورية.
ب- التيار الانتهازي التصفوي لخص مواقفه في النقاط التالية:
- ان ماحدث يوم 25 مايو لم يكن انقلابا، وانما كان ثورة. وأنه كانت قد نضجت بالبلاد أزمة ثورية كانت القوي الوحيدة المستعدة لحلها هي مجموعة الضباط والجنود التي قامت بالانقلاب.
- ان الانقلاب الذي حدث يمكن أن يفجر طاقة الجماهير في عملية ثورية.
- ان قيادة الانقلاب من الديمقراطيين الثوريين الذين يمكن أن يرودوا الاشتراكية ولايتوقفوا عند المهام الوطنية الديمقراطية، وأنهم بالفعل يمكن أن يصبحوا بالفعل قيادة للحركة الثورية.
- ان علي الحزب الشيوعي أن يتحالف مع قادة انقلاب 25 مايو لانجاز المهام الوطنية الديمقراطية والاشتراكية وأن وصفهم بأنهم بورجوازية صغيرة يعوق عملية التحالف هذه ويدمرها.
• في وجه الخلاف والصراع الذي اندلعا عقب الانقلاب مباشرة دعت اللجنة المركزية في أغسطس 1969م الي مؤتمر تداولي لكادر الحزب.
وتواصل الصراع في اجتماعات الهيئات الحزبية وخلال تحضير طويل للمؤتمر التداولي استمر عاما كاملا. وخلال هذه الفترة الممتدة تبينت - لا بالاقوال وانما بالاعمال ايضا – طبيعة الانقلاب والسلطة التي جاء بها ، كما تبينت مواقع التيارين المتصارعين لكل اعضاء الحزب. وعندما وقع الانقسام تجسد هذا الوضع ايديولوجيا وتنظيميا وسياسيا. وكان الانقسام كدمل انفجر بعد (نضجه) وتجمع القيح من كل جسد الحزب فيه. ومنذ سبتمبر 1970(حتي كتابة الوثيقة عام 1976م – المحرر) لم تتكرر في الحزب تلك الأزمات والانقسامات الدورية التي كانت تعتريه.
• ظروف احاطت بالصراع عقب 25 مايو:
1- وجود سلطة لها مصلحة فعلية في قسم الحزب الشيوعي وتصفيته، وقد شاركت بنشاط الي جانب التيار التصفوي الانتهازي ودعمته بكل السبل والوسائل.
2- احتدام أزمة حركة التحرر الوطني العربية والأفريقية عقب الهجمة الامبريالية الشاملة علي كامل منطقة التحرر الوطني العالمية، واليأس الذي اصاب البورجوازية الصغيرة الديمقراطية من امكانات النضال الجماهيري والمراهنة علي ورقة الانقلابات العسكرية.
3- الأوهام حول شريحة الديمقراطيين الثوريين من فئة البورجوازية الصغيرة، وخاصة العسكرية، في امكان قيادتها للثورة وريادتها للاشتراكية. عزت هذه الاوهام ترسانة من التحليلات والتقييمات النظرية الفطيرة حول دور الجيوش في بلدان العالم الثالث وحول قدرات الديمقراطيين الثوريين.
4- التحول اليميني الرجعي في السلطة وسيطرة قوي الدستور الاسلامي والفراغ من وضع دستور يخرج الحزب الشيوعي والمنظمات الديمقراطية والنقابية من الشرعية واقتراب ليل رجعي بدت امكانات الاطاحة به بعيدة، مما غذي الاتجاهات اليائسة التي لم تكن تري مخرجا في غير الانقلابات العسكرية، وقد شارك قادة الانقسام باقلامهم وبالنشاط العملي في التحضير للاتقلاب.
5- عدم توحد التيار الثوري وأغلبية الحزب حول تكتيكات المؤتمر الرابع، وحول قرارات ومداولات اللجنة المركزية في مارس 1969م حول الموقف من التكتيكات الانقلابية قبل وقت كاف من 25 مايو 69.
• في أغسطس 1970 انعقد المؤتمر التداولي وقرر بأغلبية ساحقة مساندة التيار الثوري. وانعقدت اللجنة المركزية (ل.م) لاقرار توصيات المؤتمر، بما فيها التدابير الخاصة بالتحضير للمؤتمر الخامس للحزب. لكن العناصر الانتهازية التصفوية رفضت، ودبرت الانقسام، في 20 اكتوبر 1970، وبعد عدة محاولات فاشلة لاثناء المنقسمين اتخذت ل.م قرارا بطردهم من الحزب.
• بعد الانقسام اسفروا علانية عن كل خطهم ووقفوا مع السلطة تماما ضد الحزب الشيوعي، وفي يوليو 71 شاركوا في تنظيم الردة الدموية وشاركوا في المجازر والاعدامات.
_____________
انقسام سبتمبر 1970 ، وثيقة صادرة من الحزب الشيوعي السوداني 1976 .
*انقسام سبتمبر 1970 الصراع الداخلي عقب انقلاب 25 مايو 1969م*
• *استفاد حزبنا كثيرا من تجربة الحركة الشيوعية المصرية في معالجة الصراعات الداخلية*
*• الصراعات كانت انعكاسا ونتاجا للصراع الطبقي وتعبيرا عن الصراع بين الطبقة العاملة والقوي الطبقية الأخري، وخاصة البورجوازية الصغيرة الديمقراطية*
عرف حزبنا الصراعات الداخلية والانقسامات منذ تأسيسه عام 1946م، تطور حزبنا وتعرف علي الواقع السوداني وبني استراتيجيته وتكتيكاته وغرس جذوره بين الطبقة العاملة والجماهير الكادحة عبر الصراع الداخلي ضد مختلف الاتجاهات الانتهازية والتخلف والجمود.
المصدر الأساسي للصراع الداخلي كان الاحاطة البورجوازية الصغيرة في بلد متخلف اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا، وفي المراحل الأولي من حياة حزبنا كان الصراع يدور حول الطبيعة الطبقية للحزب وحول استقلاله التنظيمي والفكري والسياسي، وبالتالي حول هويته المستقلة كحزب طبقي يناضل في سبيل الاشتراكية علي أرض السودان.
وفي المراحل التالية وخاصة في الستينيات، تركز الصراع حول التكييكات: أساليب وأشكال النضال ، التحالفات (وخاصة مع البورجوازية الوطنية)، الدور القيادي للطبقة العاملة ، دور البورجوازية الصغيرة ( مدنية وعسكرية) لقيادة الحركة الشعبية،..الخ.
* غني عن القول أن هذه الصراعات داخل الحزب كانت انعكاسا ونتاجا للصراع الطبقي والاجتماعي في المجتمع المحيط به، وكانت بشكل أو بآخر وبهذا القدر أو ذاك تعبيرا عن الصراع بين الطبقة العاملة والقوي الطبقية الأخري، وخاصة البورجوازية الصغيرة الديمقراطية، لاحتلال مواقع الزعامة في الحركة السياسية والشعبية.
كما عبرت هذه الصراعات من جهة أخري عن نزعات البورجوازية الصغيرة داخل الحزب في مواجهة تعرجات الصراع السياسي والاجتماعي وانتقال الطبقات الحاكمة من اسلوب الي آخر في الحكم وما الي ذلك.
وخلال فترة الستينيات تجلي بوضوح أن قوي خارج الحزب – أجهزة الأمن ودوائر سياسية واجتماعية، بل وحتي دوائر اجنبية – كانت تشارك في توسيع رقعة الصراع الداخلي وتعويق معالجته اضافة الي مناصرة جانب علي آخر بالاشاعات ونقل النميمة وتدمير الكادر وربما بتقديم مساعدات مادية.
*استفاد حزبنا كثيرا من تجربة الحركة الشيوعية المصرية في معالجة الصراعات الداخلية، وفي عام 1949م كتب عدد من الرفاق العائدين من مصر تقريرا هاما عن تلك التجربة توصلوا فيه الي أن الصراع الداخلي حقيقة طبيعية وموضوعية، وأنه انعكاس ونتاج لما يحيط بالحزب ، وأن من الضروري معالجته بما ينفع تطور الحزب وتقدمه ( ربما لم يكن بكل هذا الوضوح ولكن كان هذا اتجاهه الأساسي).
وخلص التقرير الي ضرورة تجنب ماحدث في مصر : الاستغراق في المناقشة وترك العمل من ناحية، ورفض المناقشة علي أساس أنها تعوق العمل . وأصبح موقف الحزب من الصراعات الداخلية هو: نعمل ونناقش ، ونناقش ونعمل.
• ومع ذلك فقد قاد عدد من الصراعات الداخلية الي انقسامات: أهمها ماجري في فبراير 1952م وأغسطس 1964م وسبتمبر 1970م.
الانقسام الأخير في سبتمبر 70 ، كان أخطرها علي الاطلاق سياسيا وفكريا وتنظيميا، فقد شق الحزب من القمة الي القاعدة، وخرج فيه اثنان من أعضاء المكتب السياسي( من مجموع 10)، و12 من أعضاء اللجنة المركزية ( من 33) وعديد من المتفرغين والكوادر الجماهيرية وقادة لجان المناطق والمكاتب المركزية والأعضاء العاديين ، وأدي الانقسام الي اضرار سياسية وتنظيمية لاتزال باقية.
*يمكن فهم انقسام 1970م ونتائجه بالنظر الي خلفيته والظروف التي دار فيها ، والتي تعود الي التحولات التي اعقبت ثورة 21 اكتوبر 1964.
1- خرج الحزب من الثورة وقد توفرت له امكانات الاشتراك في السلطة وتحوله الي حزب جماهيري يطرق أبواب العمل في مجالات جديدة ومتعددة.
- وكانت الظروف التي اعقبت ثورة اكتوبر نموذجا كلاسيكيا للاسباب التي تقود الي ظهور خلافات حول التكتيك داخل الحزب (والتي عددها لينين دائما): انعطاف أقسام واسعة من الجماهير الي الحزب ودخولها في صفوفه، ضم كوادر شابة الي القطاع القيادي بما في ذلك ل.م. اشتراك الحزب في الحكومة ودخول نواب منه في البرلمان ومواجهة مسؤولية طرح برامج وحلول عملية للقضايا الوطنية، تغيير الطبقات الحاكمة لتكتيكاتها من الليبرالية الي العنف ثم الي خليط من هذا وذاك.
- طرأت تغييرات علي الأوضاع االاجتماعية لأقسام من كادر الحزب وانتقلوا في حيز الثروة الي فئات الميسورين من السكان (محامين وكبار موظفين ومهنيين ومزارعين في مشروع الجزيرة. الخ).
2- نتيجة لهذه الظروف يمكن تفسير الارتباك الذي شمل الحزب عندما أشهر اليمين سلاح العنف البدني والقانوني ضد الحزب واستصدر قانونا في الجمعية التأسيسية بحظره في نوفمبر 1965م. وفي جو الارتباك قرر اجتماع موسع ضم اللجنة المركزية وعددا من الكادر القيادي العمل علي بناء حزب واسع تكون نواته الصلبة من الشيوعيين. وكان القرار يعني عمليا حل الحزب الشيوعي القائم. وقد تم تصحيح هذا القرار فيما بعد وبمساعدة رفاقية من الأحزاب الشقيقة وخاصة الحزب السوفيتي. وكان ذلك في منتصف عام 1966. غير أن هذه الفترة علي قصرها الحقت ضررا كبيرا بالحزب في لحظة حاسمة من تطوره.
3- بعد التصحيح بدأ التحضير للمؤتمر الرابع الذي تأخر انعقاده نحوا من ثماني أو تسع سنوات، اذ انعقد في اكتوبر 1967. حقق المؤتمر نجاحا كبيرا في دراسة الواقع الاجتماعي والسياسي السوداني وصياغة تكتيك صحيح وثوري وصياغة خط تنظيمي للحزب. ولكنه فشل في معالجة قضية القيادة. وكان هذا الفشل أحد الأسباب الرئيسية في :
أ- عجز اللجنة المركزية عن مواجهة وقيادة الصراع الداخلي الذي احتدم بعد المؤتمر.
ب- عجز اللجنة المركزية عن تلبية تطلعات الحركة الثورية الي قيادة مقتدرة في ظروف كانت ملائمة لتغييرات كبري.
4- تبلور الصراع الداخلي أساسا حول قضيتين:
أ- الموقف من البورجوازية الوطنية كاحدي قوي الجبهة الوطنية الديمقراطية ( موقعها الفعلي في التنظيمات السياسية القائمة علما بأنه ليس لها تنظيم مستقل – برنامجنا ازاء مصالحها – ودورها في الحركة السياسية..الخ).
ب- الموقف من التكتيكات والعقلية الانقلابية.
5- الخلافات داخل الحزب لم تكن محل اهتمام الشيوعيين وحدهم ، بل وأيضا محل اهتمام ومصلحة دوائر خارج الحزب ، ونتجت عن ذلك ضغوط هائلة استهدفت منع الحزب من التحول الي حزب يتصدي لقيادة الجماهير والحركة الثورية كما استهدفت تمزيقه وتصفيته.
6- مع كل ذلك ينبغي القول أن القوي الماركسية اللينينية داخل الحزب صارعت وحققت انتصارات كبيرة ووضعت أقدام الحزب علي طريق الخروج من أزمة امتدت منذ نهاية عام 1965م، ولكن قبل أن يرسّخ الحزب أقدامه تماما خارج الأزمة وقع انقلاب 25 مايو 69 الذي قادته شريحة من البورجوازية الصغيرة العسكرية تنتمي الي الفكر الناصري.
* لعب الانقلاب دورا رئيسيا وخطيرا في تطور الصراع داخل الحزب الشيوعي. أولا: لأن تغييرا في السلطة السياسية وتركيبها الاجتماعي قد حدث بانقلاب وبسهولة وتحت شعارات تقدمية وبرنامج معلن يلتقي في اكثر من نقطة مع البرنامج الوطني الديمقراطي الذي طرحه الحزب. وثانيا: لأن السلطة التي اقامها الانقلاب كانت من البورجوازية الصغيرة في المدن.
وهكذا دفعة واحدة، وجد ممثلو البورجوازية الصغيرة داخل الحزب وقودا لنظرياتهم.
• بشكل عام دار الصراع بعد الانقلاب علي المحورين التاليين:
أ- التيار الثوري بقيادة عبد الخالق محجوب ، لخص موقفه في النقاط الأساسية الأتية:
- ان ماحدث يمثل نقلا للسلطة من ايدي تحالف قوي شبه الاقطاع الطائفي والعشائري الي ايدي البورجوازية الصغيرة والتي هي بمصالحها احدي قوي الجبهة الوطنية الديمقراطية.
- اذا استطاعت السلطة الجديدة أن تحافظ علي بقائها ، فان ظروفا جديدة تتهيأ لانجاز مهام التطور الوطني الديمقراطي. لكن ليس لها طريق غير تحقيق المطالب الثورية للجماهير، فاذا ما اختطت طريقا معاديا لتلك المطالب فستلقي الفشل.
- التطور الوطني الديمقراطي لن يتم الا بالمبادرة الثورية للجماهير وبقيادة الطبقة العاملة – أي أنه يعتمد علي درجة تنظيم الجماهير ومستوي وعيها ومقدرتها الفعلّية علي النضال والوحدة والالتفاف حول مطالبها الأساسية التي تستهدف التغيير الاجتماعي الديمقراطي.
- مسلك الحزب هو أن يلعب دورا بارزا في دعم السلطة الجديدة وحمايتها من خطر الثورة المضادة، وأن يحتفظ بقدراته علي نقد وكشف مناهج البورجوازية الصغيرة وتطلعاتها غير المؤسسة لتسلم زمام الحركة الثورية، وأن يهتم اهتماما بالغا بنشر الايديولوجية الماركسية بين صفوف الحزب والجماهير الثورية وخاصة الطبقة العاملة وأي تراخ في هذه المهمة يؤدي الي انتشار أفكار الديمقراطيين الثوريين من البورجوازية الصغيرة مما يعد انتكاسة بين الجماهير الثورية.
ب- التيار الانتهازي التصفوي لخص مواقفه في النقاط التالية:
- ان ماحدث يوم 25 مايو لم يكن انقلابا، وانما كان ثورة. وأنه كانت قد نضجت بالبلاد أزمة ثورية كانت القوي الوحيدة المستعدة لحلها هي مجموعة الضباط والجنود التي قامت بالانقلاب.
- ان الانقلاب الذي حدث يمكن أن يفجر طاقة الجماهير في عملية ثورية.
- ان قيادة الانقلاب من الديمقراطيين الثوريين الذين يمكن أن يرودوا الاشتراكية ولايتوقفوا عند المهام الوطنية الديمقراطية، وأنهم بالفعل يمكن أن يصبحوا بالفعل قيادة للحركة الثورية.
- ان علي الحزب الشيوعي أن يتحالف مع قادة انقلاب 25 مايو لانجاز المهام الوطنية الديمقراطية والاشتراكية وأن وصفهم بأنهم بورجوازية صغيرة يعوق عملية التحالف هذه ويدمرها.
• في وجه الخلاف والصراع الذي اندلعا عقب الانقلاب مباشرة دعت اللجنة المركزية في أغسطس 1969م الي مؤتمر تداولي لكادر الحزب.
وتواصل الصراع في اجتماعات الهيئات الحزبية وخلال تحضير طويل للمؤتمر التداولي استمر عاما كاملا. وخلال هذه الفترة الممتدة تبينت - لا بالاقوال وانما بالاعمال ايضا – طبيعة الانقلاب والسلطة التي جاء بها ، كما تبينت مواقع التيارين المتصارعين لكل اعضاء الحزب. وعندما وقع الانقسام تجسد هذا الوضع ايديولوجيا وتنظيميا وسياسيا. وكان الانقسام كدمل انفجر بعد (نضجه) وتجمع القيح من كل جسد الحزب فيه. ومنذ سبتمبر 1970(حتي كتابة الوثيقة عام 1976م – المحرر) لم تتكرر في الحزب تلك الأزمات والانقسامات الدورية التي كانت تعتريه.
• ظروف احاطت بالصراع عقب 25 مايو:
1- وجود سلطة لها مصلحة فعلية في قسم الحزب الشيوعي وتصفيته، وقد شاركت بنشاط الي جانب التيار التصفوي الانتهازي ودعمته بكل السبل والوسائل.
2- احتدام أزمة حركة التحرر الوطني العربية والأفريقية عقب الهجمة الامبريالية الشاملة علي كامل منطقة التحرر الوطني العالمية، واليأس الذي اصاب البورجوازية الصغيرة الديمقراطية من امكانات النضال الجماهيري والمراهنة علي ورقة الانقلابات العسكرية.
3- الأوهام حول شريحة الديمقراطيين الثوريين من فئة البورجوازية الصغيرة، وخاصة العسكرية، في امكان قيادتها للثورة وريادتها للاشتراكية. عزت هذه الاوهام ترسانة من التحليلات والتقييمات النظرية الفطيرة حول دور الجيوش في بلدان العالم الثالث وحول قدرات الديمقراطيين الثوريين.
4- التحول اليميني الرجعي في السلطة وسيطرة قوي الدستور الاسلامي والفراغ من وضع دستور يخرج الحزب الشيوعي والمنظمات الديمقراطية والنقابية من الشرعية واقتراب ليل رجعي بدت امكانات الاطاحة به بعيدة، مما غذي الاتجاهات اليائسة التي لم تكن تري مخرجا في غير الانقلابات العسكرية، وقد شارك قادة الانقسام باقلامهم وبالنشاط العملي في التحضير للاتقلاب.
5- عدم توحد التيار الثوري وأغلبية الحزب حول تكتيكات المؤتمر الرابع، وحول قرارات ومداولات اللجنة المركزية في مارس 1969م حول الموقف من التكتيكات الانقلابية قبل وقت كاف من 25 مايو 69.
• في أغسطس 1970 انعقد المؤتمر التداولي وقرر بأغلبية ساحقة مساندة التيار الثوري. وانعقدت اللجنة المركزية (ل.م) لاقرار توصيات المؤتمر، بما فيها التدابير الخاصة بالتحضير للمؤتمر الخامس للحزب. لكن العناصر الانتهازية التصفوية رفضت، ودبرت الانقسام، في 20 اكتوبر 1970، وبعد عدة محاولات فاشلة لاثناء المنقسمين اتخذت ل.م قرارا بطردهم من الحزب.
• بعد الانقسام اسفروا علانية عن كل خطهم ووقفوا مع السلطة تماما ضد الحزب الشيوعي، وفي يوليو 71 شاركوا في تنظيم الردة الدموية وشاركوا في المجازر والاعدامات.
_____________
انقسام سبتمبر 1970 ، وثيقة صادرة من الحزب الشيوعي السوداني 1976 .
مأساة ارملة
🙏🏼🇾🇪🙏🏼مأسات ارملة 🙏🏼🇾🇪🙏🏼
يكتبها حافظ الامير.....
بينما انا نائم في الصباح الباكر اسمع صوت طرق الباب ذهبت الى امام الباب و اسأل منا الطارق قالت اني فلانه بن فلان و كانت من هي انها زوجة جريح اسألها و اقول لها ماذا تردين؟ قالت هل يوجد معاشات ؟
قلت لها و الله لا اعلم ؟
و قلت لها ماذا تحتاجي قالت لا احتاج شي و لم تستطيع الصبر بل بكت بكاء شديد.
اسألها هل يوجد شي ماذا تحتاجين.
و لم ترد عليا دخلت الى بيتي ابحث عن اشياء اعطيها لها و كان يوجد بعض الاشياء و هم نصف دقيق و علبة زيت و قليل فاصوليا اخذت هذه الاشياء اليها و لكن رفضت اخذ اي ا شياء و قالت كلمة واحدة ما هي هذه الكلمة قالت الله موجود الله موجود.
و في المساء وانا اتحدث لزوجتي عن هذه القصة و تاثرت زوجتي و اخذت تلك الاشياء و ذهبت الى تلك زوجة الجريح الذي نسيت الشرعية ماذا قدم هذا الجريح من اجل اليمن . و ان كل ما هم علية اليوم ان الفضل بعد الله يعود الى هذا الجريح و ذلك الشهيد المنسي من الشرعية و من قادات المقاومة في تعز يسرقون حق الشهداء و الجرحى . و بينما زوجتي تتحدث معها قالت زوجة الجريح لها انه لا يوجد معها في البيت شي يأكل و لا يوجد لا غاز و لا دقيق و لا اي شي تقتات علية اسرة هذا الجريح و انها قالت و الله انهم من امس لم تدخل لقمة عيش الى فمها و فم اطفالها.
اين انتم يمن هذه الحالة؟ اين الانسانية اين الضمير لدى هؤلاء القادة المخفي معهم كل حق كل ضمير كل شي جميل . و اين رواتب الشهداء و الجرحئ الذين ضحو من اجل ان تروئ تربة اليمن من دمائهم يا سرق....
القلم الحر
حافظ الامير
يكتبها حافظ الامير.....
بينما انا نائم في الصباح الباكر اسمع صوت طرق الباب ذهبت الى امام الباب و اسأل منا الطارق قالت اني فلانه بن فلان و كانت من هي انها زوجة جريح اسألها و اقول لها ماذا تردين؟ قالت هل يوجد معاشات ؟
قلت لها و الله لا اعلم ؟
و قلت لها ماذا تحتاجي قالت لا احتاج شي و لم تستطيع الصبر بل بكت بكاء شديد.
اسألها هل يوجد شي ماذا تحتاجين.
و لم ترد عليا دخلت الى بيتي ابحث عن اشياء اعطيها لها و كان يوجد بعض الاشياء و هم نصف دقيق و علبة زيت و قليل فاصوليا اخذت هذه الاشياء اليها و لكن رفضت اخذ اي ا شياء و قالت كلمة واحدة ما هي هذه الكلمة قالت الله موجود الله موجود.
و في المساء وانا اتحدث لزوجتي عن هذه القصة و تاثرت زوجتي و اخذت تلك الاشياء و ذهبت الى تلك زوجة الجريح الذي نسيت الشرعية ماذا قدم هذا الجريح من اجل اليمن . و ان كل ما هم علية اليوم ان الفضل بعد الله يعود الى هذا الجريح و ذلك الشهيد المنسي من الشرعية و من قادات المقاومة في تعز يسرقون حق الشهداء و الجرحى . و بينما زوجتي تتحدث معها قالت زوجة الجريح لها انه لا يوجد معها في البيت شي يأكل و لا يوجد لا غاز و لا دقيق و لا اي شي تقتات علية اسرة هذا الجريح و انها قالت و الله انهم من امس لم تدخل لقمة عيش الى فمها و فم اطفالها.
اين انتم يمن هذه الحالة؟ اين الانسانية اين الضمير لدى هؤلاء القادة المخفي معهم كل حق كل ضمير كل شي جميل . و اين رواتب الشهداء و الجرحئ الذين ضحو من اجل ان تروئ تربة اليمن من دمائهم يا سرق....
القلم الحر
حافظ الامير
معلومات مرعبة عن سلطنة عمان
معلومات من العيار الثقيل عن سلطنة عمان قد تفاجئك.!
ماذا تعرف عن عمان..؟
بقلم: د. عبدالله النفيسي
-----------------------------------------------
(سلطنة عمان)
السلطنة الوحيدة المتبقية من
سلطنات الجنوب العربي، وقد بلغ
عددها يوماً ما (13) سلطنة، تمتد
إلى جنوب اليمن الشمالي الحالي،
وهي ليست بلد عربي بالمعنى المعروف.
فيها
ثلاث أعراق تتساوى في الحقوق
(العرب، البلوش، الأفارقة الزنجباريين) وعرقيات أخرى كأقليات.
كان مصطلح عمان يمتد إلى أطراف الإحساء ويضم أيضاً الأمارات العربية وأطرافاً من سواحل تنزانيا؛ والباكستان؛ وكان منها أول سفير في أمريكا من العرب في عام 1390.
وبعد ثورة طويلة ضد السلطان سعيد
بن تيمور، انتهت الثورة بإنزال قابوس
من طائرة بريطانية في مسقط،
وقالوا له : (أنت السلطان) وأبوك الله يخلف عليك.!
وقد كان أبوه سعيد بن تيمور، رجلاً داهية وقوي الشخصية استطاع أن
يفرض على زايد استقطاع البريمي
ورأس مسندم الذي خول عمان الانضمام فيما بعد إلى مجلس التعاون بحكم أنها تطل على الخليج من جهة رأس مسندم.
قام قابوس بالاتفاق مع البريطانيين
على كيفية إدارة البلاد، خصوصاً أن عائلته (إباضية) وتتمسك بحكم البلاد وعدم إتاحة المجال لأي من المذاهب الأخرى في حكم البلاد
فعليه تولى البريطانيون إدارة كل
مناشط البلد من وزارات وقيادات عسكرية، وغيرها، والعمانيون كانوا متدربين تحتهم، حتى مر عشرون عاماً على تلك الإدارة الطارئة البريطانية،
وبدأ العمانيون في تسلم المناصب بأنفسهم، مع مراقبة البريطانيين
لكل شيء تحت مسمى الخبراء.
لا يوجد دستور للحكم، ولا يوجد ولي عهد، وقابوس نفسه يقال أنه غير
متزوج، وأقرب الناس لخلافته (فهد بن محمود، ورئيس الديوان السلطاني)، وقابوس يعمل يومياً منذ أن تولى السلطة، لمدة (14 - 16 ساعة يوميا)، ويشرف بنفسه على جميع المشاريع في عمان كبيرها وصغيرها حتى تصاميم المباني الحكومية، والأرصفة والشوارع، حتى أصابه السكر جراء الإرهاق،
ومن المعلومات المهمة، أن عمان تحتل الأولى عربياً في قلة الفساد الإداري، واحتلت في عام 2006م المرتبة السادسة عالمياً في الشفافية.
السنة ثلثي الشعب العماني، والثلث
الآخر معظمهم إباضية، والقليل شيعة، ولا يوجد مفتي للسنة هناك، ومذهبهم غير معترف به رسمياً،
ويتعمد المفتي العماني الحالي (أحمد الخليلي) أن يخالف السنة في المملكة
في تواريخ دخول رمضان وخروجه،
فهو ينتظر حتى تعلن المملكة، فيؤخر يوما أو يقدم يوماً أستباقياً، ويكن (الخليلي) عداء غير مقبول لأبن تيمية تبعاً لمذهبه.
لا تنشئ السلطة في عمان مساجد للسنة، ولاتعطي رواتب لأئمة مساجدهم التي ينشئونها على حسابهم، ولايقبل
من السنة أن يناقشوا تفاصيل مذهبهم عبر وسائل الإعلام،
فالدين الرسمي للدولة هو (الإباضية)، ولكن بشكل غير معلن، ورغم أن قابوس ينتهج على الأرجح، المنهج العلماني، نتيجة الإدارة البريطانية لبلاده، إلا
أنه لا يستطيع الفكاك من تكريس
انتهاج الإباضية كدين رسمي.
تنتهج الحكومة العمانية أسلوب التعامل الحذر مع الحكومات السنية المحيطة بها، خوفاً من دعمها لأنتفاضة سنية
في بلادهم، بعد سنوات من الاضطهاد للسنة، حتى (أخضعوهم).
عمان تم بناؤها خلال العقود الأربعة الماضية بناءً ناجحاً، ومدنها تتمتع بالتنظيم الرائع، وتوفر أرقى الإمكانيات، وشعبها أصبح مسالم ولطيف، والبلد مفتوح لكل المناشط الأجنبية، ويسري فيها قانون أقرب لقانون العقوبات البريطاني،
حيث لا يحق للأخ أن يشكو أي شاب
يجده مع أخته، في وضع مخل..!
وللأب فقط حق الشكوى.
طبيعة المذهب الإباضي في عمان:
- المذهب موجود أيضا في الجزائر وليبيا وتونس وباكستان.
- الإباضيين خوارج، يكفرون بالمعصية.
- لديهم اعتقاد بأن القرآن ليس كلام الله المُنزل، بل هو كلام مخلوق على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم،
كما لا يعتقدون بإثبات الأسماء والصفات لله عز وجل، ويأخذون المجاز في القرآن أكثر من الحقيقة.
- يعتقدون أن العبادات الحقيقية هي الزواج وطلب العلم والعمل، أما أركان الإسلام فهي مكملة فقط لشعائر الإسلام.
- لديهم مبدأ التقية (مثل الشيعة) في بعض المبادئ.
- لايعتمدون السنة النبوية كما نعرفها من الصحاح، بل لديهم صحيح يسمونه صحيح (الربيع) وهو مجهول الأسانيد، وأحاديثه غريبة، ولا يمكن أبدا لأي إباضي أن يحدد لك من هو الربيع،
فهو مثل مهدي الشيعة، مجهول،
(كتاب وجدوه وتوارثوه وخلاص).
- نحن في نظرهم كفار، لأننا نعتقد بإمكانية رؤية الله، ولأننا نثبت الأسماء والصفات لله عز وجل،
ولذلك لا يرون صحة الصلاة معنا أو خلفنا، وأن أدوا الصلاة كذلك فمن باب التقية فقط.
- تختلف صلاتهم في الجزئيات، فإقامتهم مثل أذانهم ولايجوز قول آمين بصوت مرتفع، ولا ضم اليدين أثناء الصلاة، وتسليمه واحده فقط، يعقب الصلاة
كثير من الأدعية الجماعية.
على كل حال عوامهم لا يعلمون عن تفاصيل المذهب، فلو قلت لأحدهم علمائكم يقولون القرآن ليس كلام الله، لقال لك أعوذ بالله.. كيف هذا.
عمان النظام الاقتصادي والسياسي: سياسة عمان الخارجية مرتبطة
ارتباطاً كاملا مع بريطانيا، فلا يمكنها، الانضمام لوحدة العملة الخليجية،
وقد أعلنت هذا مبكراً، لأنها منضمة
فعلاً للوحدة النقدية مع بريطانيا.
لديها مكتب تجاري مع إسرائيل، ولم تعارض اتفاقية كامب ديفيد في وقتها.
أنضمت لمجلس التعاون، ولكنها غير
فعالة فيه بسبب تقييد سياساتها،
ودائما ما تتحفظ على المشاريع التكاملية، وتقبل، مرغمة بالأكثرية.
ليست منظمة لمنظمة الأوبك، وتبيع نفطها الثقيل، المستخرج من الجبال، وتكلفته عالية، تبيعه في السوق السوداء، وحينما تهدد إيران بإغلاق المضيق، فإن عمان تقول (آمين) رغم
أنها البلد العربي الذي يشرف عليه،
كون تجارتها النفطية ستزدهر، في
ظل إرتفاع أسعار بترول الخليج.
لديها علاقات إستراتيجية ومميزة مع إيران، واستثمارات عمان في إيران بعشرات المليارات.
باختصار:
عمان شقيق عربي، يعطي ظهره لأشقائه في جزيرة العرب، ويفتح ذراعيه للآسيويين، والبريطانيين، وهو عضو
في منظمة الدول المطلة على المحيط الهندي، وعضو في الآسيان، وتربطه علاقات وثيقة بالهند وماليزيا والصين، وبقية الدول الآسيوية.
الهنود وما أدراك ما الهنود في عمان، الهنود هناك ليسوا كالهنود عندنا،
أنهم أرستقراطيين، يمتطون اللكزس والمرسيدس، ويديرون الشركات.
معلومة أخرى عن مركزية قابوس:
فهو وزير الخارجية والداخلية
والمالية والاقتصاد والإسكان والأشغال.!
لماذا ترفض عمان الاتحاد الخليجي؟!
- سيصبح الإباضية أقلية في الاتحاد وسط بحر سني.
- سيفرض على عمان الانفتاح السياسي والاقتصادي وهذا مايرفضه سلاطينها الذين يفرضون على شعبهم عزلة سياسية تامة عن المحيط الخليجي والعربي.
- إيران هي التي أبقت قابوس على
كرسيه عندما تدخل جيشها مع قابوس في السبعينات لضرب ثورة ظفار ذات الطابع السني التي كادت تطيح بعرشه لولا التدخل الإيراني العسكري ولذلك
هو يدين لايران بكرسيه.
- نتيجة الاتحاد ستفرض على عمان عملة موحدة واقتصاد موحد سيؤدي بالتيجة إلى تحسين وضع الشعب الاقتصادي وانفتاحا اقتصاديا واستثماريا وهو ما لايريده السلطان الذي يمسك بقبضة حديدية على كل موارد السلطنة المالية ويرمي الفتات فقط لشعبه لابقائه في حالة من الحرمان والتقتير لضمان تبعيته.
- الخوف الذي تشعر به الطائفة الإباضية التي تحكم سيطرتها على نظام الحكم في مسقط من هيمنة السلفية الوهابية التي تحكم السعودية على صنع القرار في الاتحاد والخوف من تغلغل القوة السنية إلى عمان وتغيير الإباضية لمذهبهم وزيادة نفوذ وقوة السنة في عمان.
- لذلك سترفض عمان الاتحاد ولن تنضم اليه حاليآ ولا بعد 50 عاما.
د. عبدالله النفيسي سلطنة عمان لُغز وقامت بدور خطير
ماذا تعرف عن عمان..؟
بقلم: د. عبدالله النفيسي
-----------------------------------------------
(سلطنة عمان)
السلطنة الوحيدة المتبقية من
سلطنات الجنوب العربي، وقد بلغ
عددها يوماً ما (13) سلطنة، تمتد
إلى جنوب اليمن الشمالي الحالي،
وهي ليست بلد عربي بالمعنى المعروف.
فيها
ثلاث أعراق تتساوى في الحقوق
(العرب، البلوش، الأفارقة الزنجباريين) وعرقيات أخرى كأقليات.
كان مصطلح عمان يمتد إلى أطراف الإحساء ويضم أيضاً الأمارات العربية وأطرافاً من سواحل تنزانيا؛ والباكستان؛ وكان منها أول سفير في أمريكا من العرب في عام 1390.
وبعد ثورة طويلة ضد السلطان سعيد
بن تيمور، انتهت الثورة بإنزال قابوس
من طائرة بريطانية في مسقط،
وقالوا له : (أنت السلطان) وأبوك الله يخلف عليك.!
وقد كان أبوه سعيد بن تيمور، رجلاً داهية وقوي الشخصية استطاع أن
يفرض على زايد استقطاع البريمي
ورأس مسندم الذي خول عمان الانضمام فيما بعد إلى مجلس التعاون بحكم أنها تطل على الخليج من جهة رأس مسندم.
قام قابوس بالاتفاق مع البريطانيين
على كيفية إدارة البلاد، خصوصاً أن عائلته (إباضية) وتتمسك بحكم البلاد وعدم إتاحة المجال لأي من المذاهب الأخرى في حكم البلاد
فعليه تولى البريطانيون إدارة كل
مناشط البلد من وزارات وقيادات عسكرية، وغيرها، والعمانيون كانوا متدربين تحتهم، حتى مر عشرون عاماً على تلك الإدارة الطارئة البريطانية،
وبدأ العمانيون في تسلم المناصب بأنفسهم، مع مراقبة البريطانيين
لكل شيء تحت مسمى الخبراء.
لا يوجد دستور للحكم، ولا يوجد ولي عهد، وقابوس نفسه يقال أنه غير
متزوج، وأقرب الناس لخلافته (فهد بن محمود، ورئيس الديوان السلطاني)، وقابوس يعمل يومياً منذ أن تولى السلطة، لمدة (14 - 16 ساعة يوميا)، ويشرف بنفسه على جميع المشاريع في عمان كبيرها وصغيرها حتى تصاميم المباني الحكومية، والأرصفة والشوارع، حتى أصابه السكر جراء الإرهاق،
ومن المعلومات المهمة، أن عمان تحتل الأولى عربياً في قلة الفساد الإداري، واحتلت في عام 2006م المرتبة السادسة عالمياً في الشفافية.
السنة ثلثي الشعب العماني، والثلث
الآخر معظمهم إباضية، والقليل شيعة، ولا يوجد مفتي للسنة هناك، ومذهبهم غير معترف به رسمياً،
ويتعمد المفتي العماني الحالي (أحمد الخليلي) أن يخالف السنة في المملكة
في تواريخ دخول رمضان وخروجه،
فهو ينتظر حتى تعلن المملكة، فيؤخر يوما أو يقدم يوماً أستباقياً، ويكن (الخليلي) عداء غير مقبول لأبن تيمية تبعاً لمذهبه.
لا تنشئ السلطة في عمان مساجد للسنة، ولاتعطي رواتب لأئمة مساجدهم التي ينشئونها على حسابهم، ولايقبل
من السنة أن يناقشوا تفاصيل مذهبهم عبر وسائل الإعلام،
فالدين الرسمي للدولة هو (الإباضية)، ولكن بشكل غير معلن، ورغم أن قابوس ينتهج على الأرجح، المنهج العلماني، نتيجة الإدارة البريطانية لبلاده، إلا
أنه لا يستطيع الفكاك من تكريس
انتهاج الإباضية كدين رسمي.
تنتهج الحكومة العمانية أسلوب التعامل الحذر مع الحكومات السنية المحيطة بها، خوفاً من دعمها لأنتفاضة سنية
في بلادهم، بعد سنوات من الاضطهاد للسنة، حتى (أخضعوهم).
عمان تم بناؤها خلال العقود الأربعة الماضية بناءً ناجحاً، ومدنها تتمتع بالتنظيم الرائع، وتوفر أرقى الإمكانيات، وشعبها أصبح مسالم ولطيف، والبلد مفتوح لكل المناشط الأجنبية، ويسري فيها قانون أقرب لقانون العقوبات البريطاني،
حيث لا يحق للأخ أن يشكو أي شاب
يجده مع أخته، في وضع مخل..!
وللأب فقط حق الشكوى.
طبيعة المذهب الإباضي في عمان:
- المذهب موجود أيضا في الجزائر وليبيا وتونس وباكستان.
- الإباضيين خوارج، يكفرون بالمعصية.
- لديهم اعتقاد بأن القرآن ليس كلام الله المُنزل، بل هو كلام مخلوق على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم،
كما لا يعتقدون بإثبات الأسماء والصفات لله عز وجل، ويأخذون المجاز في القرآن أكثر من الحقيقة.
- يعتقدون أن العبادات الحقيقية هي الزواج وطلب العلم والعمل، أما أركان الإسلام فهي مكملة فقط لشعائر الإسلام.
- لديهم مبدأ التقية (مثل الشيعة) في بعض المبادئ.
- لايعتمدون السنة النبوية كما نعرفها من الصحاح، بل لديهم صحيح يسمونه صحيح (الربيع) وهو مجهول الأسانيد، وأحاديثه غريبة، ولا يمكن أبدا لأي إباضي أن يحدد لك من هو الربيع،
فهو مثل مهدي الشيعة، مجهول،
(كتاب وجدوه وتوارثوه وخلاص).
- نحن في نظرهم كفار، لأننا نعتقد بإمكانية رؤية الله، ولأننا نثبت الأسماء والصفات لله عز وجل،
ولذلك لا يرون صحة الصلاة معنا أو خلفنا، وأن أدوا الصلاة كذلك فمن باب التقية فقط.
- تختلف صلاتهم في الجزئيات، فإقامتهم مثل أذانهم ولايجوز قول آمين بصوت مرتفع، ولا ضم اليدين أثناء الصلاة، وتسليمه واحده فقط، يعقب الصلاة
كثير من الأدعية الجماعية.
على كل حال عوامهم لا يعلمون عن تفاصيل المذهب، فلو قلت لأحدهم علمائكم يقولون القرآن ليس كلام الله، لقال لك أعوذ بالله.. كيف هذا.
عمان النظام الاقتصادي والسياسي: سياسة عمان الخارجية مرتبطة
ارتباطاً كاملا مع بريطانيا، فلا يمكنها، الانضمام لوحدة العملة الخليجية،
وقد أعلنت هذا مبكراً، لأنها منضمة
فعلاً للوحدة النقدية مع بريطانيا.
لديها مكتب تجاري مع إسرائيل، ولم تعارض اتفاقية كامب ديفيد في وقتها.
أنضمت لمجلس التعاون، ولكنها غير
فعالة فيه بسبب تقييد سياساتها،
ودائما ما تتحفظ على المشاريع التكاملية، وتقبل، مرغمة بالأكثرية.
ليست منظمة لمنظمة الأوبك، وتبيع نفطها الثقيل، المستخرج من الجبال، وتكلفته عالية، تبيعه في السوق السوداء، وحينما تهدد إيران بإغلاق المضيق، فإن عمان تقول (آمين) رغم
أنها البلد العربي الذي يشرف عليه،
كون تجارتها النفطية ستزدهر، في
ظل إرتفاع أسعار بترول الخليج.
لديها علاقات إستراتيجية ومميزة مع إيران، واستثمارات عمان في إيران بعشرات المليارات.
باختصار:
عمان شقيق عربي، يعطي ظهره لأشقائه في جزيرة العرب، ويفتح ذراعيه للآسيويين، والبريطانيين، وهو عضو
في منظمة الدول المطلة على المحيط الهندي، وعضو في الآسيان، وتربطه علاقات وثيقة بالهند وماليزيا والصين، وبقية الدول الآسيوية.
الهنود وما أدراك ما الهنود في عمان، الهنود هناك ليسوا كالهنود عندنا،
أنهم أرستقراطيين، يمتطون اللكزس والمرسيدس، ويديرون الشركات.
معلومة أخرى عن مركزية قابوس:
فهو وزير الخارجية والداخلية
والمالية والاقتصاد والإسكان والأشغال.!
لماذا ترفض عمان الاتحاد الخليجي؟!
- سيصبح الإباضية أقلية في الاتحاد وسط بحر سني.
- سيفرض على عمان الانفتاح السياسي والاقتصادي وهذا مايرفضه سلاطينها الذين يفرضون على شعبهم عزلة سياسية تامة عن المحيط الخليجي والعربي.
- إيران هي التي أبقت قابوس على
كرسيه عندما تدخل جيشها مع قابوس في السبعينات لضرب ثورة ظفار ذات الطابع السني التي كادت تطيح بعرشه لولا التدخل الإيراني العسكري ولذلك
هو يدين لايران بكرسيه.
- نتيجة الاتحاد ستفرض على عمان عملة موحدة واقتصاد موحد سيؤدي بالتيجة إلى تحسين وضع الشعب الاقتصادي وانفتاحا اقتصاديا واستثماريا وهو ما لايريده السلطان الذي يمسك بقبضة حديدية على كل موارد السلطنة المالية ويرمي الفتات فقط لشعبه لابقائه في حالة من الحرمان والتقتير لضمان تبعيته.
- الخوف الذي تشعر به الطائفة الإباضية التي تحكم سيطرتها على نظام الحكم في مسقط من هيمنة السلفية الوهابية التي تحكم السعودية على صنع القرار في الاتحاد والخوف من تغلغل القوة السنية إلى عمان وتغيير الإباضية لمذهبهم وزيادة نفوذ وقوة السنة في عمان.
- لذلك سترفض عمان الاتحاد ولن تنضم اليه حاليآ ولا بعد 50 عاما.
د. عبدالله النفيسي سلطنة عمان لُغز وقامت بدور خطير
كلمة علي صالح عباد مقبل في أربعينية المناضل احمد محمد نعمان
الكلمة التي ألقاها المناضل الراحل علي صالح عباد مقبل
(11 نوفمبر 1996م)، في أربعينية رائد التنوير والحركة الوطنية الأستاذ الفقيد أحمد محمد نعمان
بسم الله الرحمن الرحيم
أيتها الأخوات العزيزات
أيها الأخوة الأعزاء
رحم الله النعمان وأسكنه جوار الأنبياء والصالحين، وجزاه عن هذه الأمة خيراً.. لقد أعطاها حباً وسيتواصل عطاؤه ميتاً بذكرى سيرته العطرة وقوة المثل الذي ضربه في الصبر والاحتمال والتضحية والتمسك بقيم الحرية والعدل والمساواة والتقدم.
مات النعمان..وخلف هذه الجملة الفعلية يقف مصاب جلل يهز كيان هذه الأمة ويعصر قلبها حزناً وحسرة.وها نحن نقيم هذا المهرجان المهيب لنسكب الكلمات الملتاعة على فقيد اليمن وأستاذها ورائد التنوير في تاريخها المعاصر الأستاذ أحمد محمد النعمان الذي غادر عالمنا الفاني منذ أربعين يوماً.
وها نحن نتبارى بمواكبنا وبما في حوزتنا من مظاهر البهرجة لحضور حفل تأبينه ونتسابق على كلمات الرثاء ونخلع عليه شتى الأوصاف والسجايا الحميدة ولا ريب أننا محقون وأن النعمان العظيم يستحق ما هو أكثر من هذا الكلام الجميل الذي يند عنا رغم اختلاف مواقعنا ومشاربنا الفكرية والسياسية.
أيها الأعزاء:
اغفروا لي جرأتي وأنا أوجه إليكم هذا السؤال:لماذا لم نحتف هكذا بـ”النعمان” عندما كان حياً بيننا؟
لماذا تركناه كل هذه السنوات يتلظى بعذاب الإغتراب والإحباط والجحود؟
إننا نتأخر كعادتنا ولا نعترف بفضل الفاضلين إلا بعد أن يكونوا قد رحلوا..
حقاً لقد صدق الشاعر حين قال:
“الناس لا ينصفون الحي بينهمُ
حتى إذا ما توارى عنهمُ ندموا”
.ولكن لا بأس.. فـ”النعمان” لم يكن ينتظر ثواباً أو مكافأة على ما قدمه لهذا البلد ولم يكن يتلهف على اعتراف ما من إنسان ما ليشهد له بأنه كان مناضلاً بارزاً ووطنياً مخلصاً.. لأن النعمان من حملة الرسالات النبيلة الذين لا يعبأون بأشخاصهم وإنما يوجهون جل اهتمامهم نحو الرسالات التي حملوها وبشروا بها وتفانوا في تأديتها ثم لا يحسبون الماضي بما فازوا به من ثروات ومصالح وجاه ومكانة ولكن بما تحقق لرسالاتهم.
هل وصلت إلى الناس؟
وهل تحققت أهدافها؟
ولا يكترثون بأي شيء آخر.
وها أنا أسألكم فرداً فرداً:هل بلغتكم رسالة النعمان؟ وهل وطنتم أنفسكم على تمثلها والتفاني في خدمتها؟ لم نفعل هذا من قبل.. هل سنفعله بعد؟!
كان النعمان أستاذ الجيل ورائد التنوير الأول..
وها نحن في عام رحيله أمام خراب فظيع يداهم العملية التعليمية برمتها.مدارس كعلب السردين.. وجامعات كالدكاكين في الأغلب تمنح شهادة النجاح لجهلة وأنصاف أميين ومناهج تعليمية عفا عليها الزمن وانقطعت بها سبل العصر وقضاياه وتحدياته الكبرى.
كان النعمان داعية للنظام والاستقرار والمدنية وها نحن نعيش في قلب العاصفة الهوجاء للفوضى والإحتراب اليومي وشيوع الخوف ونهب الحقوق والممتلكات.
كان النعمان رجل بناء وتحديث، وها نحن نشهد التردي المريع في كل شيء، الأوبئة تتفشى والخدمات الصحية تنحدر نحو الصفر.تصوروا أن عاصمتنا التاريخية تطفو على مستنقع حقيقي بدون قنوات للصرف الصحي، السجون غير الشرعية أكثر من الشرعية، وأجرة العسكري بالأمس غدت أجرة للطقم، والرشوة التي كانت بالمئات هي اليوم نهب بالملايين والمواطن الذي كان رعوياً لا يزال اليوم رعوياً ومادة للجباية ودافعاً للرشوات والضرائب والإتاوات.
تقاليد الدولة تتراجع ويعدُّ مجتمعنا الخطى نحو العودة إلى مجتمع الغاب، القوي يبطش بالضعيف، الكبير يلتهم الصغير وتحل القساوة في قلوب الناس بدلاً من الرحمة ويتصاعد الغلاء والبطالة وانعدام الاستقرار الأمني والمعيشي.
إسمحوا لي أن أذكركم بحادثة سحب الحكومة للجنسية اليمنية عن النعمان في العام الخامس من الثورة، لقد كان ذلك بسبب أن الأستاذ طالب بالمصالحة الوطنية لإيقاف الإحتراب الداخلي فوصم بالخيانة وعندما طالب بتحقيق المواطنة المتساوية اتُّهم بالطائفية.
اليوم أيضاً يتهم الدعاة إلى المصالحة الوطنية وإلى تحقيق المواطنة المتساوية لجميع اليمنيين بالخيانة والطائفية والإنفصالية
.لقد جاء الوقت الذي تحققت فيه المصالحة وانتهى الإحتراب اليمني – اليمني فاسترد النعمان إعتباره وجنسيته، فهل نعتبر بهذه الحادثة ونسرع بتحقيق المصالحة الوطنية قبل فوات الأوان؟
هل نستطيع أن نستعير من الأستاذ النعمان نظرته النافذة وروحه المتسامحة ، وسموه الأخلاقي ونسرع إلى إجراء المصالحة الوطنية لتصفية آثار الحرب وإغلاق ملفات الماضي وتعزيز صرح الوحدة الوطنية؟
عزاؤنا الحقيقي في النعمان يأتي من ترك النفاق ومن تحويل معاني تبجيله وتمجيده إلى أعمال ملموسة تجسد مضمون رسالته في الارتقاء بالإنسان في بلادنا إلى مستوى الإنسانية والتعامل الإنساني في تحقيق الحرية وصيانة الحقوق.. في التخلي عن سياسة العنف وتكريس تقاليد الحوار والتعايش والتسامح واحترام الآخر وجوداً ورأياً وقضية.
أيتها الأخوات
أيها الأخوة
لقد ترك لنا الأستاذ أحمد النعمان ثروة عظيمة من الأفكار ونماذج من السلوك الإنساني الرفيع..ترك لنا النعمان إشراقات ولمحات من الحكمة.. ترك رعيلاً من التلاميذ النجباء وحفنة من الأبناء والبنات الأبرار وترك لنا القضية نفسها التي فتح عينيه وأغمضها عليها.وكل هذا الإرث يستحق الاهتمام ويستحق الرعاية ويستحق أن نتوج به عقولنا ونضيء به بصيرتنا وهذا هو دليل الوفاء لفقيدنا الغالي الأستاذ النعمان، لأبينا الحنون الذي رحل، وأعظم مفكرينا ورجالات تاريخنا المعاصر.المجد لـ”النعمان” في ذكراه الأربعين.ندعو له بالرحمة ولنا بالصبر والسلوان.والسلام عليكم ورحمة الله
(11 نوفمبر 1996م)، في أربعينية رائد التنوير والحركة الوطنية الأستاذ الفقيد أحمد محمد نعمان
بسم الله الرحمن الرحيم
أيتها الأخوات العزيزات
أيها الأخوة الأعزاء
رحم الله النعمان وأسكنه جوار الأنبياء والصالحين، وجزاه عن هذه الأمة خيراً.. لقد أعطاها حباً وسيتواصل عطاؤه ميتاً بذكرى سيرته العطرة وقوة المثل الذي ضربه في الصبر والاحتمال والتضحية والتمسك بقيم الحرية والعدل والمساواة والتقدم.
مات النعمان..وخلف هذه الجملة الفعلية يقف مصاب جلل يهز كيان هذه الأمة ويعصر قلبها حزناً وحسرة.وها نحن نقيم هذا المهرجان المهيب لنسكب الكلمات الملتاعة على فقيد اليمن وأستاذها ورائد التنوير في تاريخها المعاصر الأستاذ أحمد محمد النعمان الذي غادر عالمنا الفاني منذ أربعين يوماً.
وها نحن نتبارى بمواكبنا وبما في حوزتنا من مظاهر البهرجة لحضور حفل تأبينه ونتسابق على كلمات الرثاء ونخلع عليه شتى الأوصاف والسجايا الحميدة ولا ريب أننا محقون وأن النعمان العظيم يستحق ما هو أكثر من هذا الكلام الجميل الذي يند عنا رغم اختلاف مواقعنا ومشاربنا الفكرية والسياسية.
أيها الأعزاء:
اغفروا لي جرأتي وأنا أوجه إليكم هذا السؤال:لماذا لم نحتف هكذا بـ”النعمان” عندما كان حياً بيننا؟
لماذا تركناه كل هذه السنوات يتلظى بعذاب الإغتراب والإحباط والجحود؟
إننا نتأخر كعادتنا ولا نعترف بفضل الفاضلين إلا بعد أن يكونوا قد رحلوا..
حقاً لقد صدق الشاعر حين قال:
“الناس لا ينصفون الحي بينهمُ
حتى إذا ما توارى عنهمُ ندموا”
.ولكن لا بأس.. فـ”النعمان” لم يكن ينتظر ثواباً أو مكافأة على ما قدمه لهذا البلد ولم يكن يتلهف على اعتراف ما من إنسان ما ليشهد له بأنه كان مناضلاً بارزاً ووطنياً مخلصاً.. لأن النعمان من حملة الرسالات النبيلة الذين لا يعبأون بأشخاصهم وإنما يوجهون جل اهتمامهم نحو الرسالات التي حملوها وبشروا بها وتفانوا في تأديتها ثم لا يحسبون الماضي بما فازوا به من ثروات ومصالح وجاه ومكانة ولكن بما تحقق لرسالاتهم.
هل وصلت إلى الناس؟
وهل تحققت أهدافها؟
ولا يكترثون بأي شيء آخر.
وها أنا أسألكم فرداً فرداً:هل بلغتكم رسالة النعمان؟ وهل وطنتم أنفسكم على تمثلها والتفاني في خدمتها؟ لم نفعل هذا من قبل.. هل سنفعله بعد؟!
كان النعمان أستاذ الجيل ورائد التنوير الأول..
وها نحن في عام رحيله أمام خراب فظيع يداهم العملية التعليمية برمتها.مدارس كعلب السردين.. وجامعات كالدكاكين في الأغلب تمنح شهادة النجاح لجهلة وأنصاف أميين ومناهج تعليمية عفا عليها الزمن وانقطعت بها سبل العصر وقضاياه وتحدياته الكبرى.
كان النعمان داعية للنظام والاستقرار والمدنية وها نحن نعيش في قلب العاصفة الهوجاء للفوضى والإحتراب اليومي وشيوع الخوف ونهب الحقوق والممتلكات.
كان النعمان رجل بناء وتحديث، وها نحن نشهد التردي المريع في كل شيء، الأوبئة تتفشى والخدمات الصحية تنحدر نحو الصفر.تصوروا أن عاصمتنا التاريخية تطفو على مستنقع حقيقي بدون قنوات للصرف الصحي، السجون غير الشرعية أكثر من الشرعية، وأجرة العسكري بالأمس غدت أجرة للطقم، والرشوة التي كانت بالمئات هي اليوم نهب بالملايين والمواطن الذي كان رعوياً لا يزال اليوم رعوياً ومادة للجباية ودافعاً للرشوات والضرائب والإتاوات.
تقاليد الدولة تتراجع ويعدُّ مجتمعنا الخطى نحو العودة إلى مجتمع الغاب، القوي يبطش بالضعيف، الكبير يلتهم الصغير وتحل القساوة في قلوب الناس بدلاً من الرحمة ويتصاعد الغلاء والبطالة وانعدام الاستقرار الأمني والمعيشي.
إسمحوا لي أن أذكركم بحادثة سحب الحكومة للجنسية اليمنية عن النعمان في العام الخامس من الثورة، لقد كان ذلك بسبب أن الأستاذ طالب بالمصالحة الوطنية لإيقاف الإحتراب الداخلي فوصم بالخيانة وعندما طالب بتحقيق المواطنة المتساوية اتُّهم بالطائفية.
اليوم أيضاً يتهم الدعاة إلى المصالحة الوطنية وإلى تحقيق المواطنة المتساوية لجميع اليمنيين بالخيانة والطائفية والإنفصالية
.لقد جاء الوقت الذي تحققت فيه المصالحة وانتهى الإحتراب اليمني – اليمني فاسترد النعمان إعتباره وجنسيته، فهل نعتبر بهذه الحادثة ونسرع بتحقيق المصالحة الوطنية قبل فوات الأوان؟
هل نستطيع أن نستعير من الأستاذ النعمان نظرته النافذة وروحه المتسامحة ، وسموه الأخلاقي ونسرع إلى إجراء المصالحة الوطنية لتصفية آثار الحرب وإغلاق ملفات الماضي وتعزيز صرح الوحدة الوطنية؟
عزاؤنا الحقيقي في النعمان يأتي من ترك النفاق ومن تحويل معاني تبجيله وتمجيده إلى أعمال ملموسة تجسد مضمون رسالته في الارتقاء بالإنسان في بلادنا إلى مستوى الإنسانية والتعامل الإنساني في تحقيق الحرية وصيانة الحقوق.. في التخلي عن سياسة العنف وتكريس تقاليد الحوار والتعايش والتسامح واحترام الآخر وجوداً ورأياً وقضية.
أيتها الأخوات
أيها الأخوة
لقد ترك لنا الأستاذ أحمد النعمان ثروة عظيمة من الأفكار ونماذج من السلوك الإنساني الرفيع..ترك لنا النعمان إشراقات ولمحات من الحكمة.. ترك رعيلاً من التلاميذ النجباء وحفنة من الأبناء والبنات الأبرار وترك لنا القضية نفسها التي فتح عينيه وأغمضها عليها.وكل هذا الإرث يستحق الاهتمام ويستحق الرعاية ويستحق أن نتوج به عقولنا ونضيء به بصيرتنا وهذا هو دليل الوفاء لفقيدنا الغالي الأستاذ النعمان، لأبينا الحنون الذي رحل، وأعظم مفكرينا ورجالات تاريخنا المعاصر.المجد لـ”النعمان” في ذكراه الأربعين.ندعو له بالرحمة ولنا بالصبر والسلوان.والسلام عليكم ورحمة الله
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)