المتابعون

02/10/2019

قدس

قــــــــــــــدس
االتسميه واللغز الكبير
الـلُـغــــــــــز..!!
جبـل التجليـات الموعـودة

لغـويـاً:

مـن الطُهـر .. قـدسـه اللـه: أي طهـره وبـاركـ فيـه.

وهـو لفـظ يعنـي الـتنزيـه عمـا لا يليـق بـه، والمكـان صـار قـدس: أي بـات طـاهـر وأصبـح مقـدس لـزوال مـا دون القـداسـة منـه، ولا تحـدث قـداسـة المكـان إلا بطهـرٍ أكيـد لا يقـدر عليـه إلا طـاهـر، ويُسمـى القُـداس قُـداس إذا بـاركـه كبـير الكهنـة وأقـام فيـه حـتى القـداسـة الـدائمـة فيصـير مُقـدسـاً بـالتـواتـر.

فـي الوثـائـق الرسـوليـة:

أقـرت وثـائق الـدولـة الرسـوليـة بـدلالـة اسـم المكـان علـى أنـه لا يـأخـذ هـذا اللفـظ إلا عظيـم، وجـاء فـي هـوامـش إحـدى مؤلفـات الملـك الأشـرف عمـر بـن علـي آل رسـول النـص التـالي: "إنـي قـد عـزمـت علـى تفقـه قـدس، ولا يسـاورنـي ظـن أنـه مـن العظمـة حـتى شـق علـى هـذا الجبـل أن يحمـل كُنـه القـداسـة، وأحسـبُ أن شطـح المُـريديـن واسـترسـال إبـن اليتيمـين، هـو يقينـي الآن بـأن فـي قـدس يكمُـن سـر الكبـير المتعـال".

وثـائـق قنـاة الـديـوان:

جبـل قـدس .. عمـق جغـرافـي يـتوسـط عُـروق جبـال غـرب تعـز، ويُشـرف علـى الأوديـة السبعـة وطـور البـاحـة، إذ لا طـور فـي مكـان آخـر إلا أطـوار المنطقـة، وهـو مـا أثـار تسـاؤل البـاحثـين عـن غيـاب لفـظ (طـور) حـتى فـي مـا يُعـرف قسـراً بـ(طـور سينـاء) فـي مصـر، بينمـا تسميـة (طـور) لا وجـود لهـا فـي جـزيـرة سينـاء الحاليـة، ولا أثـر للفـظ فـي أي نقـش مصـري قـديـم.

ذلـك الاستهـلال مقصـود، لنتمكـن معكـم متـابعينـا الأعـزاء مـن قـراءة التسـلسـل الجـدلـي الـذي رافـق تسميـة (قـدس) منـذ الأزل وإلـى اليـوم، فالأبحـاث العنصـريـة لـم تتجـرأ يـومـاً لتُنقـب فـي تفاصيـل جغـرافيـا تعـز عمـومـاً وقـدس خصـوصـاً، لقـد وقعـت تعـز بكـل مكنـونهـا الغـامـض والـثري والاستثنـائـي، ضحيـة المـؤامـرة المتـوارثـة فـي خـارطـة العـدو ذي الأوجـه المتعـددة والهـدف الشـريـر الواحـد.

غـرابـة أسمـاء بعـض قـرى قـدس: مطـران، وادي العجـب، ذي الـبُرع، ذي الجمـال، عمقـان، حمـدان، وادي الأشـروح،....الخ....

ذكـر المؤرخ العـربـي (إبـن إسحـاق الـورّاق) أنـه زار قـدس فـي رمضـان حصـاد السكـر مـن عـام 355هجـريـة، و وصفهـا أنهـا مكـان فـي اليمـن قـريب مـن برزخ القلـزم – ونعتقـد أن الوصـف يقصـد أنهـا مكـان قـريب مـن ملتقـى البحـر الأحمـر بـالبحـر العـربي حاليـاً .. أي جنـوب البحـر الأحمـر – ويقـول (إبـن الـوراق) أنـه قـدم إلـى (قـدس) لأن فيهـا نفـس الرحمـن كمـا جـاء فـي مخطـوط لمعلمـه (أبـو سليمـان المنطقـي) الـذي ورد فيـه👇🏻:
"إن مـن نواحـي اليمـن جبـل يُسمـى بـ قـدس قـدسـه اللـه لأمـر نجهلـه، وأن نفـس الرحمـن فيـه .. يسكنـه قـوم مـن نسـل أنصـار الأنبيـاء والحـواريـين، فـإن عـرفتـه وبلغتـه، فـإن فـي كـتب بطليمـوس مـا تـرك فـي نفسـي خشيـة أن يبلُغـه قـوم يُفسـدوا قـداستـه".

نـود التنـويـه إلـى أن العـالم (إبـن إسحـاق الـوراق) هـو المعـروف بـ(إبـن النـديـم) وقـد عُـرف فـي زمنـه بـأنـه جامـع ذاكـرة العـرب مـا غـاب عنهـا ومـا حضـر، ومعظـم مؤلفـاتـه اختفـت ولا يوجـد منهـا إلا بعـض المجمعـات، و مخطـوطـات كثـير منهـا مُخبـأ فـي مكتبـات أوروبيـة وكنـديـة، بعضهـا يـرى النـور بصعـوبـة وبطـرق لا تخلـو مـن المجـازفـة.

تـأكيـداً لمخـاوف المـؤرخ العـالم (أبو سليمـان المنطقـي) فقـد حـاولـت أقـوام عـديـدة استيطـان جبـل قـدس، ويـذكـر (إبـن الـوراق) أن معـارك ضـاريـة امتـدت لعشـرات السنـين بـين سكـان قـدس الأصلـيـين ودُخـلاء عليهـم، استعظمـوا شـأن المنطقـة وأرادوا أن يكـون لهـم مـوطـئ قـدم فيهـا، إلا أن محـاولات كثـيرة بـاءت بـالفشـل، مضيفـاً أنـه ربمـا قـد كتـب اللـه لمـن سكـن هـذا المكـان أن يحمـل أمـانـة الـذود عنـه وعـدم تدنيـسـه، قائـلاً فـي تعليقـه علـى هـذا: "شـاءت الجـلالة الإلهيـة أن يتشـرف قـوم قـدس بحمـل لـواء الذود والصـدود، لمـا خفـي مـن قـداسـة المكـان والموضـع العجـيب".

فـي العقـود الأخـيرة مـن القـرن العشـرين، طفـت علـى السطـح أطـروحـات عـربيـة وأجنبيـة عـديـدة، مقصـودة وغـير عفـويـة .. للبحـث فـي جـذور الأنسـاب وصلتهـا بـاليمـن واليمنيـين، وكـان بعضهـا يـرغـب فـي أن يُسـاهم ذلـك بلـم شمـل الأخـوة الأعـداء، وكـانـت تسميـة منطقـة قـدس بهـذا اللفـظ الصمـدي العجـيب، إحـدى جـدليـات باحثـين كـثُر .. منهـم بحسـن نيـة، وآخـرون ارتبـط شغفهـم بمؤسسـات استخبـاراتيـة، لازلنـا نجهـل مـاذا تخفـي أهـدافهـا الصـامتـة حـتى الان

تقـول الدكتـورة بثينـة الأشعـري – وهـي أكاديميـة مـن أصـول يمنيـة تحمـل الجنسيـة الأسـتراليـة، أن نتـائج المسـح الجيـولـوجـي الـذي لـم يكتمـل وأجـراه فـريق بحثـي أوروبـي عـام 1992م لمـا يُعـرف بـ( الاهجوم وكـدرة قـدس) ومـا حـولهـا وجـوارهـا، قـد أثبـت أن هنـاك أثـر لمستـوطنـات بشـريـة قـديمـة جـداً ربمـا يمتـد تـاريخهـا لأكـثر مـن سبعـة آلاف عـام، بـل وجـد الفـريق أثـر جيـولوجـي يتجـاوز هـذا الرقـم بكثـير، وتضـيف - بتحفـظ شـديـد - لقـد مُنـعنا مـن التعمـق فـي البحـث بعـد أن تلقـينا تحـذيـراً أمنيـاً مـن صنعـاء حينهـا..!!

تضيـف الدكتـورة بثينـة .. أن التكـويـن الجيـولـوجـي لوادي (الأحكـوم) الـذي يمثـل قـاعـدة شـرقيـة لجبـل (قـدس) أظهـر دلائـل علـى أن ميـاه هـذا الـوادي الواسـع، كـانـت تـرتفـع عـن العمـق بمقـدار يـزيـد علـى خمسـة أمتـار، وهـو أمـر قـالـت عنـه بـأنـه أصـاب فـريق البحـث بدهشـة واسـتغـراب، مشـيرة إلـى أن: "مثـل هـذه الأبحـاث ونتـائجهـا قيـل لنـا فـي صنعـاء، أنـه يجـب أن تبقـى بعيـداً وبعيـداً جـداً، وأن الحكـومـة ستهتـم بـه كمـا تـراه منـاسبـاً".

ملاحظـات ذات دلالـة ذُكـرت فـي أدبيـات فـريق البحـث الأوروبـي الـذي لـم نتمكـن من الحصـول علـى المـزيـد مـن المعلـومـات عنـه

• أرض قـدس شـديـدة الخصـب.
• أبحـاث زراعـة الزيتـون والنخيـل مشجعـة جـداً.
• ثبـات الـتركيبـة السكـانيـة إلـى درجـة عجيبـة.
• نسـبـة الذكـاء والاستيعـاب مرتفعـة جـداً بـين سكـان المنطقـة.
• تنخفـض الأميـة فـي قـدس.
• البنيـة الجسمـانيـة والنـوع متقـدم صحيـاً.

نعتقـد أن التعليـق أو الإضـافـة لـم يعـد ممكنـاً .. أرض بهـذا التفـرد والغمـوض، يُـلاقي الإهمـال كغـيره مـن الفـرائـد الجغـرافيـة فـي تعـز، إننـا أمـام مشكلـة حقيقيـة .. ومـع كـل انبهـار جـديـد نصـادفـه فـي جغـرافيـا تعـز، تـزداد عظمـة هـذا الإقليـم الماجـد والمقـدس..

ليست هناك تعليقات: