المتابعون

09/11/2019

اافاقية الرياض ووهم الحل

اتفاقية الرياض ووهم الحل..

للمفكر الأستاذ/عبدالباري طاهر..
...........
بعد مخاض عسير استمر أكثر من شهرين، وضغوط تفوح منها روائح الإكراه والإرغام وقعت اتفاقية الرياض بين ممثل عن الشرعية، وممثل عن قائد الانتقالي. الاحتفال كان باهتاً ومسلوقاً غاب عنه الحضور الدولي. الكلمة الوحيدة لمحمد بن سلمان بشرت بحل سياسي شامل كشاهد على التراجع عن خيار الحسم العسكري، وفشل كل شعارات الحرب الزائفة. بنود الاتفاقية المسربة قبلاً بحاجة إلى قراءة مستقلة؛ لعل أخطر ما فيها أنها تضع الشرعية والحراك كندين يتقاسمان السلطة والأرض والقرار، وتفرض وصاية سعودية.
حرب الأعوام الخمسة في اليمن، والتي أريد لها وأد ثورة الربيع العربي في اليمن قد خابت بانبجاسها الجديد، ورياحها الشديدة العاتية في الجزائر ولبنان والعراق بعد انتصارها في تونس والسودان، وهذا لا يهدد إيران وحدها، وإنما يطال دول التحالف الممولة للحرب والوارطة فيها.
الاتفاقية أكدت استمرار الحضور القوي للإمارات العربية، وامتداد مليشياتها وأحزمتها ونخبها، وأن السعودية هي الواجهة السياسية. الهيمنة السعودية والوجود الإماراتي مرهونان باستمرار التوتر والصراع، ليس فقط بين الجنوب والشمال، وإنما أيضاً بين الجنوب والجنوب، والشمال والشمال.
واهم من يعتقد أن هدف السعودية القضاء على الانتقالي، أو الإضرار بوجود الإمارات، وواهم أيضاً من يعتقد أن الإمارات تهدف إلى إزاحة الشرعية من المشهد في الجنوب، وبالأخص في أبين وشبوة؛ فالطرفان: السعودي، والإماراتي حريصان على بقاء الشرعية والحراك موجودين ومتصادمين، وموزعي الولاء والمناطق. وواهم أكثر من يتوهم أن السعودية والإمارات بصدد عودة الشرعية إلى اليمن، أو الانتصار للمرجعيات الثلاث، أو الانتصار لوحدة اليمن،
أو قيام دولة يمنية؛ فحرب السعودية ضد اليمن منذ34لا هدف لها إلا إضعاف الدولة اليمنية ومحاصرتها وفرض تبعيتها.
الصراع الإقليمي في اليمن المدعوم دولياً هدفه الأساس السيطرة على اليمن، ونهب جزرها وموانئها وثرواتها، وهو يعتمد على أسلوب توازن الضعف، واستمرار الصراع لاستمرار التفكك، وأن لا ينتصر طرف على طرف؛ فهو
لا يريد انتصار أنصار الله، بالقدر الذي لا يريد انتصار الجنوب أو توحده. تلجيم القوى وتحجيمها في غير جبهة موالية، وحتى توجيه الضربات لها إذا لزم الأمر، كما حدث في العبر بداية الحرب مع وحدات أحمد يحيى الأبارة،
أو قوات عادل القميري المتقدمة في حرض وميدي، وضرب القوات المتقدمة في نهم، وتوجيه العديد من الضربات الجوية التي طالت قوات تابعة للشرعية حين تجاوزت الخطوط الحمراء- شاهد على ذلك، وكما تشهد بذلك الوقائع، ويؤكد أكثر من قائد عسكري. في المقابل تتعامل إيران مع جبهة اليمن كورقة تكتيكية؛ لتحسين شروط التفاوض مع أمريكا، وفك الحصار عنها؛ ولتحقيق الضغط على جبهة العراق وسوريا ولبنان.
السياسيون اليمنيون، والقادة العسكريون، وزعماء المليشيات اليمنية سيكونون واهمين جداً لو راهنوا على حسم عسكري، سواء بين الشرعية وأنصار الله، أو بين الحراك والشرعية؛ فالحرب الأهلية لا تتيح مثل هذا الانتصار المزعوم، ثم إن الصراع الإقليمي يستخدم الحرب لغايات ليس من بينها الانتصار لأي طرف، وهو لا يريد للمرجعيات الثلاث أن تتحقق؛ فمصالحه متصادمة من الألف إلى الياء معها، ثم إن أي حل جزئي لا يأخذ البعد الوطني بالاعتبار مآله الفشل.
لا ينبغي الاغترار بدعاوى الأطراف المتحاربة الأهلية أو الإقليمية؛ فدعاوى حماية السيادة والاستقلال لدى الحوثيين، كدعاوى الحفاظ على المرجعيات الثلاث وعودة الشرعية لدى دول التحالف، وهي كلها زائفة ومظللة؛ فالأطراف الأهلية هدفها الانفراد بالسلطة، واستمرار الحرب، والتكسب منها.
هناك رفض وتململ شعبي ووطني ضد الحرب والتدخل الأجنبي؛ فالغضب في صنعاء، ومناطق سيطرة الحوثيين(أنصار الله)في تصاعد في الشوارع والأماكن العامة ومجالس القات؛ والانتقادات المتزايدة لها ما بعدها، وتشهد المناطق"المحررة"بداية احتجاجات وتصارع مكشوف بين المجلس الانتقالي المدعوم من الإمارات، وبين الشرعية الواقعة في قبضة الأمراء السعوديين، ويواجه الوجود الإماراتي- السعودي بداية احتجاجات في سوقطرة والمهرة وتعز؛ فالصراع الذي دار بين الانتقالي والشرعية، والحوارات التي دارت في جدة لما يقرب من شهرين، وتوجت باتفاقية الرياض- كانت في جوهرها اتفاقية بين الحليفين السعودي والإماراتي أكثر من كونها اتفاق بين الشرعية والانتقالي، وهو أقرب ما يكون لتقسيم واقتسام الجنوب منها إلى مصالحة جنوبية- جنوبية، وربما كانت الاتفاقية تحضر للقاء واتفاق يمتد إلى ما هو أبعد؛ فالحوارات المكتومة بين الأطراف الإقليمية، وبين السعودية وأنصار الله، تؤكد ذلك. المأساة أن اليمنيين سواء في الشمال أو الجنوب يلعبون دور "الكومبارس" في التفاوض، كما كانوا بيادق في الحرب الأهلية؛ فالصراع الإقليمي كان هو الأساس، وهو المقرر والحاسم في رسم مصير اليمنيين، وتحديد مستقبل بلادهم وتوجيه خياراتهم.
الاعتراف بالانتقالي كممثل شرعي ووحيد للجنوب لن تقبل به أطراف ومناطق لها وزنها وتأثيرها كحضرموت وأبين وشبوة؛ فالاتفاق
لا يضمد الجراح وقد ينكؤها، ويسهم في المزيد من التفكك والصراع.
اليمن بحاجة إلى اتفاق شامل، وإلى مصالحة وطنية ومجتمعية تضع حداً للحروب المتناسلة والمستدامة، وتؤسس لقبول الجميع بالجميع بدلاً من حرب الكل ضد الكل، وأي حلول
أو اتفاقات يقصد بها تغلب طرف على طرف،
أو طرفين أو أكثر ضد مناطق أو أطراف أخرى لن يكون مصيرها إلا مصير الحرب نفسها، وكما فشلت الحرب الأهلية والإقليمية المدعومة دولياً، فستفشل الاتفاقات المغشوشة الهادفة إلى استمرار الصراع في اليمن وتفكيكه وتمزيق نسيجه المجتمعي، والسؤال المؤرق:-
هل تؤشر الاتفاقية إلى توجه لحل سياسي للحرب، أم لاستمرار الحرب؟

لترحل الدمى المبعثرة

لترحل الدمي المبعثرة

عارف الدوش

الإهداء الى وطني العربي الكبير المبلي بالعسكر والأحزاب والطوائف .

(1) ؛

أيتها النخب الحاكمة المستبدة الفاسدة

أيتها الدمى الثرثارة المُبعثرة

والبيادقُ المنتفخةُ المُسَيرة

والجثث القاطنة القصور الفارهة

أيتها العروشُ المَسخرة

والدمى الألعوبةُ بأيدٍ ماكرة وقذرة

لتعلموا بأننا نحن الشعب أصل المسألة

ونحن كل الحقيقة الواضحة

وأنتم الرعاعُ والدهماءُ والرؤوس الخاوية

( 2 )؛

أيتها النخب الحاكمة المستبدة الفاسدة

أيتها الدمى الثرثارة المُبعثرة

نقول دون خوفٍ أو وجل :

فلتسمعوا ولتسمعوا .. كفى !

فالكيل قد فاض بنا وأكتفى

والموت مر فوق رؤوسنا وأختفى

( 3 )؛

فلترحلوا لأننا سئمنا كلامكم

ولا نريد أن نرى صوركم

فلم نعد نحب أسماء أحزابكم

ولا لنا صلة بكل طوائفكم

فلم نعد قطيع تحشدنا خطبكم

ولم نعد تروس في مصانع الطوائف

فقد ضحكتم علينا مرة ومرتين وثلاث

نريدكم أن ترحلوا من طريقنا

فقد كرهنا صوتَكم وسحنات وجوهكم

والصور الملونة المنتشرة لكم

وصور أولياء عهودكم

و الكاكي والرتب للبقية من أولادكم

وبدلات و ربطات أعناق شللكم

كرهنا أن نراكم جميعكم يا مسخرة

فكلكم نخب حاكمة مستبدة فاسدة

ّوكلكم دمى ثرثارة مُبعثرة

( 4 )؛

فلترحلوا جميعكم عن طريقنا

لقد ركبتم المواكب الفاخرة المزمجرة

ونهبتم ثرواتنا ونفطنا وكنوزنا المكتنزة

وكل مدن البلاد بأمركم ظلت
محاصرة

مذبوحةُ من الوريد الى الوريد مُدمرة

خلفتم البنين والبنات والغلمان والزبانية

لكي يظلوا فوق ظهورنا إلى الأبد

ولا احد ولا أحد !

سواكم من ينهبون كل شبر في البلد

ويكنزون ثرواتنا وكلنا نموت في كمد

( 5 )؛

نريدكم أن ترحلوا

وتتركونا نقرر مصيرنا بدونكم

قبل أن تٌرحلوا جميعكم بعيداً عن أوطاننا

الأولين والأخرين

لقد سئمنا خُطْبكم وخطْوكم

وكل وعودكم الكاذبة

وضحككم على دقوننا بمسخرة

فلترحلوا جميعكم للمَزبلة

وَلترحلوا ولترحلوا

لأنكم قتلتم الأمل في نفوسنا بمهزلة

فلستم علينا المشيئةَ المُقدَّرة

( 6 ) ؛

فلترحلوا جميعكم بلا استثناء

لأنّنا الجياع نملك الإرادة المُسيطرة

وغضب الضحية المضطهدة المُستنفرة

فمن يجوع يملكُ المداخلَ والمخارج الميسرة

ويملك السليمة والأنشودة والرقصة والأغنية

ويملكُ العصا والمدى وقبضة مكوَّرَة

( 7 )؛

فلترحلوا جميعكم بلا استثناء

لأنكم خدعتم الجموعَ الهادرة

خدعتم البلاد المستيقضة الثائرة

وبعتم الوهم للجموعِ بكذبة مزيفة

فحُرقة القلوب في الصدور كالشَّرَرْ متطايرة

فلترحلوا جميعكم قبل أن ترون يوم الزلزلة

لبنان والسودان وتونس عبرة لكم

ياجالسون فوق صدورنا بالكذب والخداع والمسخرة

( 8 )؛

فلترحلوا جميعكم من البلاد كُلّها

لأنها ضاقت بكلِ صورةٍ لكم بالشوارع معلقة

لأننا نحن الشعب ضقنا بكم

ولم نعد نحتمل خداعنا وكذبكم لنا

ولم تعد طاقتنا تحتمل جُملكم السخيفة المكررة

ولاخطبكم المُذلة المستهترة

ولا خطواتكم المريبة المخادعة

( 9 )؛

فلترحلوا جميعكم بلا استثناء

لأنَّ أحلامَ الرئيس والزعيم والأمين العام كذبةٌ مُبسترة

لأنَّ خُطب الجنرال كذبة وخدعة مراوغة

لأنَّ صمت مشائخ الدقون خلفه مؤامرة

لأنَّ مراوغات أحزابكم معنا لعبة قذرة

فلم يعد كلامكم وصمتكم يؤثر بحفنة مُغبرة

ولم تعد كل حروبكم مقبولة ولا مُبررّة

فنحن لسنا عبس ولا ذبيان حطب حروبكم القذرة

ولسنا سنة ولا شيعة لتسمين كروشكم النتة

ولن نكون بعد الأن دراهم لتمتلي بها جيوبكم السارقة

( 10 )؛

فلترحلوا جميعكم بلا استثناء

لأنّنا الجياع نملك الإرادةِ المُسيطِرة

وغضب الضحيّةِ المُستنفرة

فمن يجوع يملكُ المداخل
والمخارج المُيسرة

ويملك السليمة والأنشودة والرقصة والأغنية

ويملكُ العصا والمدى وقبضة مكوَّرَة

( 11 )؛

فلترحلوا ولترحلوا بإختياركم

قبل أن تُرحلوا بزفة وطبلة ورقصة وصيحة مدوية

فلا خداع في منتصف الطريق ثانيةً لنا سنقبله

لن نقبل بمنْ سيأتي ينقذُكم. من الغرق بمبادرة

ولن يقف معكم شقيق أو صديق بعد كذبكم لنا بمسخرة

ولا أحد يمكنه ينقذكم بخارطة طريق او بدبابة مجنزرة

أو يبعث برجل في جيبه مبادرة.

فلترحلوا يا أيها الدمى المبعثرة المُسيرة

( 12 )؛

فلترحلوا جميعكم طوائف وأحزاب للمزبلة

الأولين والأخرين

فكلكم من طينةٍ واحدةٍ

تُصنع منها كل الدمى المبعثرة المُسيرة

فلترحلوا الى هوامش النسيانِ

الى الفيافي والصحاري البعيدة المُقفرة

فأنتم أصل وباءَ دولنا وعصرِنا

وأصلَ جوعنا و قهر ذلنا وأس موتنا

وأنتم أم الكوارث والمعارك والحروب كلها

فلترحلوا

ولترحلوا

ولترحلوا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صنعاء 25 أكتوبر 2019

عبدالواسع شداد ..المدير الذي لم يسبق له ان تعرف على مكتب التربية منذ ٢٠ عام

سطور المقدمة الاولية حول :
عبدالواسع شداد المدير الذي لم يسبق له ان تعرف سابقا على مكتب التربية بتعز منذ اكثر من 20 عام ..!!!
الحلقة ( 1 )

تقريبا عام 1999 كان شداد اميننا لمخازن الكراسي لدى المعاهد العلمية بتعز وعقب دمج المعاهد مع المدارس لم تجد اللجنة الفنية المتخصصه بالدمج والاستيعاب ادنى معيار يذكر ليتم الاستناد اليه في استيعاب المذكور ضمن السلم الاداري للمكتب .

ولكون شداد مكلفا بانشطة حزبية سارع الاصلاح لمنحه تكليف مستشار اسوة بالعشرات المماثلين له لدى الحزب ممن استبعدتهم اللجنة الفنية ولم يعد يتذكر انتمائه للتربية الا في حين استلام الراتب ..!!
بقدرة قادر اواخر 2017 في ظل سلطة محافظ كان بالنسبة لحزب الاصلاح ليلة قدر منزلة من السماء لم يتورع قلمه عن توقيع تكاليف وقرارات لكل من لم يقبل بهم معيار المؤسسية . نال شداد آخر قنديل سلسلة تلك القرارات قرار مديرا لمكتب التربية ولم يسبق لطموحاته ان تتجرأ على التفكير في ذلك المنصب ولو في الاحلام ..

استغل الحزب نقطة الضعف تلك في المدير شداد حتى اوصله الى قناعة بانه مدير اسميا منتدبا من قبل الحزب وعليه ان يلتزم بمواعيد التمام اليومي لدى المقر مقدما تقريره اليومي ومستقبلا لتوجيهات مهام اليوم التالي مع التأكيد على التزام عدم البت في الامور المستجده في حينها حتى يتم ارسالها للدراسة واعادتها اليه لتنفيذ ما تقرر .. !!

كانت ابرز المهام الاولية للمدير شداد تكمن في استيعاب طاقم جديد الارسال الى المكتب صاعدا من المدارس عبر دائرة التربية لدى الحزب وليحل بديلا لطاقم تاريخه عريق اداريا اطلق عليه الحزب مسمى " بقايا النظام" .وبالفعل تم الاحلال والانتقام من الخصوم ..

انتقلت المهام الحزبية الانتقامية عبر المدير شداد الى طور متقدم يتمثل في مضايقة واقصاء وتهميش الطاقم المؤسس لمكتب التربية واعادة بنائه مجددا عقب الاجتياح الحوثي للمدينة واندثار المؤسسات .. وكان شداد والمختصين لدى الحزب يعلمون جيدا بان هذا الطاقم كانت نضالاته تفوق الجبهات بناء لمؤسسة مكتب التربية واعادة خلقه من جديد وبثلاث سنوات دوام في الشارع ودن نفقات ودون مرتبات وجهود مضنية بذلت من قبل ذلك الطاقم لفصل المدارس عن مكتب التربية في الحوبان الخاضع لسيطرة الانقلاب الحوثي ولذلك كان الاحلال فيه صعوبه واشكال كبير امام الراي العام ...!!
مما جعل استراتيجية الاقصاء في المنصب والتهميش في الاختصاص واسلوب الاستفزاز والمضايقات الى درجة التهميش هي الوسيلة الاكثر فاعلية ضد هذا الطاقم والذي كنت انا شخصيا احد اعضائه وبرئاسة مدير المكتب الفعلي محمد الجلال وبالفعل امام ذلك الاقصاء الممنهج والتطفيش لم يكن هناك سوى العزوف الاجباري عن العمل كنوع من افساح المجال للطاقم المستجد ليتصرف بكل اريحية .

فمن خلال كل ما سبق تمكن الحزب وشداد من التفرد بالمكتب ليكون خالصا لهم دون منغص مع استبقاء ممثل اسمي فقط لذا وذاك من المكونات السياسية بهدف التقية ..

مؤخرا تتحول كشوفات مرتبات التربية والتعليم بتعز الى سجلات فرز وتقييم تعتكف على دراسة تقيمها لجنة تنظيمية اعلامية لدى الحزب وليتم الرفع بقرارات التقييم الى الشؤون المالية لاستخدام عقوبات التأديب المالي ضد كل معارض وصاحب موقف وبما يتناسب مع جرم المعارضة والنقد والمواقف .وعلى طريقة الاقصاء ثم العقاب .. !!

. للموضوع بقية مع فتح ملفات تم استكمال تجميعها لمسيرة مكتب التربية خلال عامين وليتم اطلاع الراي العام عليها وتقديمها الى الجهات المعنية قانونيا كقضايا فساد .


اهداف مسيرة تعز - الحجرية ٩ نوفمبر ٢٠١٩م

اهداف مسيرة تعز ــ الحجرية
9،نوفمبر2019م

فرغيف الخبز
وشربة الماء وعلبه الدواء
والامن
والتعليم الجيد
والحد من الانفلات الامني وانتشار القتل وسلامة المواطن من الموت إغتيالاً ..

كل تلك المطالب صارت في رحم المعاناه،وصارت كما تريدها هوامير الفساد (مطالب وحقوق مستحيله المنال) كي تحرمنا من السعي للمطالبه بهالتقتل فينا الامل وتمحو فينا كل ملامح الوطنية ..

لكن نقول لهوامير الفساد في تعز والحجرية والشمايتين ان دماءاحرار و ثوار هذه الارض تضج في عروقنا وتأبي الا ان نواصل درب النضال كي تعود لهذه الارض ألقها وكبريائهاوالتي ترفض فسادكم وترفض ان تغرق بدماء ابنائها كما تخططون ولن نسمح الا نراها الا بعنفوانها الذي ارضعتنا اياه منذ الصغر.

لذا فان هذه الجماهير الثائرة وفي هذه المسيرة تطالب الاتي:
١) برفع يد علي محسن عن تعز وعن الحجريةوالشمايتين كونه الراعي الاول للفسادوالارهاب،ومقصلةموت توزع الفجائع في هذاالوطن العزيز.
٢)نطالب باتفاقية جدة 2 لحل مشكلات تعزوتحريرها من سلطة القوى الظلامية وهوامير الفساد والإجرام،ويهيب أبناء الحجرية بقيادة الشرعية والتحالف الى رفع يد الحاكم العسكري لمحور تعز عبده فرحان (سالم) ومجاميعه عن الجيش الوطني وقرار السلطة المحلية والأمنية.
٣)إقاله قائد محورتعزوتقديمه للمحاكمه لرفضه سحب مجاميعه المسلحه من مدينة التربة وعدم تنفيذ قرارات وزارة الدفاع ،ولمشاركة قواته في تصفية الشهداء/اسامة الاشعري واشرف الذبحاني ويوسف الشهاري و عدم أمتثاله لسلطة النظام و القانون رفضه تسليم قتلهم للاجهزة الامنية وكذا الشهيدين/سعيدمحمدعبدالله المساح وابراهيم عبدالرب الاكحلي.
٣) نؤيد الحراك الجماهيري في مدينه تعز الذي كشف تغول الفساد ونهب الايرادات والاثراءالغيرمشروع،والاهمال المتعمد للخدمات ونؤكدرفضنا للفساد في تعز وفي مختلف مديريات بالخصوص والتي ترزح منذ عامين لفوضى ممنهجة والدفع نحو اقتتال أهلي عبر قادة سياسيون وعسكريون تكريسا لهيمنة طرف سياسي بعينه.

٤)نطالب بمحاسبه وإقالة مدير مديرية الشمايتين/عبدالعزيز الشيباني والذي تحول لمظلةللفسادوالتهريب وللجماعات المسلحه والتي ادخلها للمديرية وفق مخطط شيطاني سلب المديرية امنهاواستقرارها.
٥)إقاله مدير الامن بالشمايتين المعين بشكل مخالف للقانون لمشاركته بنشر الفوضي والانفلات الامني، وتحويل ادارة الامن وكراً لتنفيذ مخططات تسعي لجرالتربة والحجرية للاحتراب الداخلي وتسليمه ادارة الامن لمطلوبين ومجرمين ،وتنصله الواضح عن ملاحقة الخارجين عن القانون ومقلقي السكينه العامة.
٦)نؤكد رفضناالمطلق للفساد الادراي والمحسوبية في التعينات،وتعين مدير عام لمكتب التربية والتعليم بالشمايتين متجاوزاً للسلطة المحلية بالمحافظة مخالفا للوائح وللقوانين الناظمة في مثل هكذا تعينات ،وتمكينةلتزوير ختم للمكتب،والمسلم للسلطة المحليه بتعز.
٧)رفضنا المطلق للانفلات الامني وتحويل التربة الي ساحه احتراب ومسرح للجريمة المنظمة.
٨)نطالب الحكومة القادمة للوقوف امام مسؤوليتها الوطنية لمنع تجريف التعليم واصدارقرارات التعيين لمدراءالمدراس والمؤسسات التعليمية والاداريةفي الشمايتين والحجرية لمخالفتها لقرارات مجلس الوزراءوللقوانين ولمعاير النزاهه والشفافية..وكون تلك القرارات تمكن تيار ديني متطرف لتحويل تلك المؤسسات التعليميةلفقاسات للإرهابين وقنابل بشرية يتم تصدريهالدول الجوار.
٩)ندين الصمت المخجل لكل اجهزة الدولة في قضية الاعتداءعلي منزل محافظ المحافظة السابق وماصاحبه من انتهاكات جسيمة في منطقة المسراخ والذي كشف هشاشة وانعدام دولة القانون.
١٠)نطالب بإطلاق سراح المخفيين قسرا بتعز وفي مقدمتهم أيوب الصالحي واكرم حميد،وندين انشاءالسجون السرية وصمت السلطات عنها.
١١)نطالب رئيس الجمهورية ومحافظ المحافظة/أ/نبيل شمسان بتحمل مسؤوليتهما الوطنية والقانونية لرفع اللواءالرابع مشاة جبلي و المجاميع المسلحه عن التربة ،والذين تحولوا الي ساطور موت تقتل التربة والحجرية بدم بارد وتريد للخراب والفجائع ان تسود فيهما.

دامت مسيراتكم المباركة مستمرة لتغذي روح الكفاح والنضال في ارض لاتنجب الا الثوار والاحرار..

العِزة للوطن
الرحمه للشهداء
والشفاءللجرحى

صادر عن(الهيئة الشعبية للدفاع عن الحجرية)- (اللجنة المجتمعية لابناءالشمايتين)
تعز-الحجرية-مدينة التربة
السبت 2019/11/9م
ٰ

06/11/2019

هل تعدد الاكوان لها علاقة بالثقوب السوداء

هل تعدد الأكوان لها علاقة بالثقوب السوداء!!؟؟

العلم وجد من خلال الرصد للثقوب السوداء حقيقة قد تعتبر دليل مباشر على الأكوان المتعددة و ليست اي ثقوب سوداء عادية، في داخل كل مجرة في هذا الكون يوجد ثقب أسود عملاق يدفع بالنجوم الى الدوران حوله (massive black hole) فمثلا مجرتنا نحن، مجرة درب اللبانة يوجد ثقب اسود عملاق كتلته تفوق كتلة الشمس ب 4 او 5 مليون مرة كتلة الشمس (و للعلم الشمس أكبر من الأرض بمليون و ثلاثمئة ألف مرة) يدفع بما يقارب 400 مليار نجم و كل نجم يدور حوله مجموعة كواكب بالدوران حوله، الثقب الأسود عبارة عن نجم ضخم يفوق كتلة الشمس عند انفجاره تغلب عليه الجاذبية فتقوم بسحق كل مادته في نقطة صغيرة جدا فتتحول الى متفردة اي ثقب اسود و اذا اردت ان تحول كوكب الأرض الى ثقب أسود عليك ان تسحق كل مادة الكوكب الى حجم حبة بازلاء، و لكن الغريب ان هذه الثقوب التي تتخلل وسط المجرة ضخمة جدا و لا يمكن أن تنشأ بسبب موت نجم لأنه يستحيل تكون نجم بهذه الضخامة ليتقلص الى ثقب أسود بضخامة الموجود في مراكز المجرات.

توجد فرضيات تشرح كيفية تكونها مثلا احدى الفرضيات تقول بأن سحابة غازية ضخمة انهارت على نفسها بسبب الجاذبية و كونت هذا النوع من الثقوب السوداء مباشرة دون تكون نجم كمرحلة اولية و لكن احدى هذه الفرضيات تقول بأن الثقب الأسود هو كون قديم جدا لم يستطع الصمود ليتوسع فانهار على نفسه مكونا متفردة و حول هذه المتفردة تكونت النجوم، فمجرتنا نحن تعد من أول المجرات التي تكونت (نشأت بعد 200 مليون سنة من الإنفجار العظيم) مما يدعم فرضية الأكوان الميتة.

كما نعلم فإن نظرية التوسع الكوني او التضخم cosmic inflation هي نظرية تصف لنا حقبة توسع الكون فيها بسرعة تفوق سرعة الضوء و هذه الحقبة تلت الإنفجار العظيم مباشرة و استمرت لمدة قصيرة جدا ثم تباطأت سرعة التوسع الى ما نعرفه اليوم، هذه الحقبة القصيرة جدا استمرت من :

10^-36
(10 و بجانبها 36 صفر اقل من زمن بلانك...)

الى ما يصل بين :
10^-33 & 10^-32

و كل هذا اقصر من زمن بلانك و زمن بلانك يعتبر اصغر وحدة لقياس الزمن (الوقت الذي يستغرقه الفوتون لينتقل بسرعة الضوء مسافة في الفراغ تعادل طول بلانك) اي ان الكون توسع من المدى دون الذري (الأصغر من الذرة ) الى المدى الكبروي في اقل من رمشة عين بشكل لا يصدق، نظرية التوسع تنص على أن ذلك العهد كان يسوده حقل كمومي غريب واستثنائي - فقاعة من الطاقة المتراصة في فراغ الزمكان نفسه - وهو ما كاد يمزق الكون أثناء توسعه.

لكن سُرعان ما فقد ذلك الحقل حيويته وقدرته فتحلل إلى سربٍ من الجسيمات التي تملأ أرجاء الكون اليوم و في بعض المناطق من الحقل الكمومي هذا لا بد وأنها كانت تحمل طاقةً بقدرٍ أكبر من غيرها، في حين كانت غيرها من المناطق أهدأ وأقل طاقة، ولم يكن تحديد توزع هذه المناطق إلا عشوائيًا. وهذه تمامًا طبيعة العالم الكمومي المتسم بالعشوائية. فالمناطق التي عرفت ارتفاعا في الطاقة تحولت الى فقاعات زمكانية، منها ما توسع و منها ما لم يتوسع و كل هذا في مدة جد قصيرة، بعد انتهاء التضخم ، تُبدد الفقاعات طاقتها الحركية بسرعة، و يعتمد مصير الفقاعة نفسها على كتلة الثقب الأسود الناتجة. إذا كانت الكتلة أصغر من قيمة حرجة معينة ، فإن الفقاعة تنهار إلى التفرد كما قلنا أما الأكوان التي لا تنهار فتستمر في التوسع مكونة جيوب صغيرة baby universes و هي الأكوان المتعددة، فمثلما 1+1 تساوي 2، كذلك نظرية التوسع تساوي وجود أكوان متعددة و ليس فقط كون واحد.

المصادر:
https://arxiv.org/abs/1512.01819

https://arxiv.org/abs/1707.07702v2

http://www.physics.org/article-questions.asp?id=137
.

04/11/2019

قثم ابن عبد اللات

من هو قثم بن عبداللات الدعشوشي!؟ ..
- هو الذي قتل أهل صفية اليهودية واغتصبها في نفس الليلة من الغزوة.
- هو الذي قتل اهل جويرية اليهودية واغتصبها في طريق العودة بعد الغزوة.
- هو الذي اغتصب ريحانة اليهودية بعدما غزا قبيلتها وقتلهم.
- هو الذي قتل العجوز أم قرفة بربطها بدابتين وفشخها الى نصفين.
- هو الذي أرسل الصحابي عمير بن عدي ليقتل العصماء بنت مروان وهي بين أطفالها.
- هو الذي قال ما كان لنبي أسرى حتى يثخن الأرض فيهم اي يدفنهم.
- هو الذي كان يقول "أنا الضحوك القتال".
- هو
- هو
- هو القائد والمعلم الأول للإرهاب في الإسلام.
.

الجنوب من العزلة القسرية الى الشراكة الدولية

تحليل: الجنوب.. من العزلة القسرية إلى الشراكة الدولية
2019/11/04 - الساعة 10:45 PM مساءًالامناء نت/انيس الشرفي
دأب ساسة الشمال وقواه المتنفذة على تصدير وزراعة بؤر ومشاريع مقلقة لدول الإقليم والمجتمع الدولي إلى أرض الجنوب، وعمدوا لجعل واقع جغرافيا الجنوب ساحة للفوضى يجلبون إليها كل من ينتمي لفكرٍ متطرف أو يناصر مشاريع دموية تكن العداء المطلق لدول الجوار أو لدول الغرب، وحاولوا إظهاره كبؤرة تهدد الأمن والسلم الدوليين في منطقة هامة على طريق الملاحة الدولية. وبذلك استجلبت قوى نظام صنعاء مشاريع الهدم إلى الجنوب؛ لاستخدامها وسيلة لصنع صورة مقلقة عن شعب الجنوب أمام المجتمع الإقليمي والدولي، وسخرتها كفزاعة ثم كورقة لمقايضة دول الجوار والقوى الدولية الكبرى؛ لتضمن غض الطرف عن استخدام قوى نظام صنعاء القوة العسكرية المفرطة لفرض هيمنتها ووصايتها وإحكام قبضتها الحديدية على الجنوب، ويتغاضون عن ممارساتها لنهب ثروات الجنوب وقتل شعبه والتنكيل به، تحت يافطة فزاعات مصطنعة مثل (الشيوعية، والإرهاب، وتشظي الجنوبيين واستحالة اتفاقهم)، والقيام باستجلاب تجربة نظام الحكم في الجنوب خلال الفترة (1967م – 1990م) بما شابها من أخطاء وتجاوزات لتعزيز تلك الادعاءات المضللة. وهو الأمر الذي ساهم في انحسار علاقات دول العالم، وتقليص تواصلها مع القيادات والنخب الجنوبية، ودفعها للتوجس من الجنوبيين، مؤثرة تقبل الشماليين على مساوئهم عن التعامل مع الجنوبيين، وفق ما صورتهم التقارير الاستخباراتية لمطابخ “الأمن القومي” التابع لنظام صنعاء. أولاً: رهانات العزلة قامت القوى الشمالية النافذة بتصدير عدد من مشاريع الهدم والتخريب والفوضى المصطنعة القادمة من أقبية نظام صنعاء لتهديد مصالح العالم متخذة من أرض الجنوب مقراً لها، ليتاح لها إظهار شعب الجنوب كحاضنة مصدرة لتلك المشاريع، بهدف عزل شعب الجنوب وقطع اتصاله واحتكاكه مع دوائر صنع القرار الإقليمي والدولي، بغية التمكن من استباحة أرضه ونهب ثرواته، وتهجير شعبه ومصادرة حقوقهم ومحاولة تغيير هويته وبنيته الديموغرافية. وتتمثل أبرز شماعات الهدم التي راهنت قوى نظام صنعاء عليها لعزل شعب الجنوب في الآتي: 1. ربط الجنوب بالفكر الشيوعي محاولة ربط الحراك الجنوبي وترويج تبعيته للحزب الاشتراكي ومن ثم بالفكر الشيوعي، وهو الملف الذي لا تزال قوى صنعاء تروجه لدى دول الجوار، وتعمل بكل جهد لتخويفهم من عودة الفكر الشيوعي حال تمكن الجنوبيين من امتلاك قوة ونفوذ، أو السيطرة على أرضهم، مدعية بأن المجتمع الجنوبي متشبع بأيديولوجيا وفكر شيوعي معادي لجواره ولتوجهات أمريكا ودول أوروبا. ومع أن الحزب الاشتراكي كان من صنيع قيادات شمالية لجأت لترويجه ونشره في الجنوب، ووجد حينها ظروفا مكنته من امتلاك الحكم في الجنوب، بيد أنه اليوم قد انتهى في موطنه ومهده الأول، فما بالك في بيئة كالجنوب المتصلة بجوارها العربي والرافضة للفكر الشيوعي بكل تجلياته.. إذ أصبح الجنوب اليوم أبعد ما يكون عن الشيوعية، بل إن شعب الجنوب يرى بأن ذلك الفكر الشمولي الذي انتهجه الحزب الاشتراكي هو المتسبب بإيصال الجنوب إلى وضعه الراهن. 2. زرع تنظيمات إرهابية في الجنوب بعد الوحدة استدعى صالح وحلفاؤه في حزب الإصلاح المجاهدين العرب في أفغانستان، وأوكل إليهم مهمة تصفية قيادات الجنوب تحت مسمى تطهير اليمن من الفكر الشيوعي، وهو ما قاد لأزمة كبيرة بين طرفي الشراكة في مشروع الوحدة (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية “الجنوب”، الجمهورية العربية اليمنية “الشمال”)، وتسبب باندلاع حرب 1994م، حينها صدرت فتوى لعلماء دين شماليين (ينتمون لحزب “التجمع اليمني للإصلاح” فرع “جماعة الإخوان المسلمون” في اليمن) كفروا بموجبها شعب الجنوب، وأباحوا قتلهم، فتم استجلاب آلاف “الأفغان العرب” وإسنادهم بجيش من المتشددين، ودفعوا بهم لغزو الجنوب تحت تأثير “الفتوى الدينية”، الأمر الذي ساهم بتجييش عشرات الآلاف من العوام، مما أدى اجتياح الجنوب واحتلاله بتاريخ 7 يوليو 1994م. بعدها منح نظام صنعاء قيادات التنظيم المتطرف رتبا عسكرية، وصرف لهم أراضي ومساكن في الجنوب، ووفر لهم إمكانيات هائلة لاستدراج الشباب الجنوبي إلى صفوفهم، واستخدامهم كأداة لتصفية كل من يطالب باستقلال الجنوب، وفزاعة لتخويف العالم من الجنوب جغرافيا وإنسان، حيث عمدوا لتصوير الجنوب جغرافيا وشعب -كموطن للتطرف والإرهاب- فيما احتفظ نظام صنعاء بسيطرته وتحكمه بالتنظيم من خلال قياداته الموظفين في أجهزة الدولة -المرتبطين بقيادات رفيعة في النظام- وعمد لتوجيههم وفق ما يتناسب وأهواء نظام صنعاء، وبما يمكنه من استخدامهم كأداة لتهديد الداخل والخارج على حدٍ سواء. ورغم تنبه الكثير من أبناء الجنوب للأمر مبكراً، وتوجيههم دعوات متكررة لدول الجوار والأمم المتحدة ومجلس الأمن، تنبههم فيها إلى أن “نظام صنعاء” هو من يتحكم بالتيارات المتشددة ويدير عملياتها، إلا أن العالم أبقى تصنيف مناطق الجنوب كمناطق موبوءة بالإرهاب، واستمر بدعمه وتمويله لنظام صنعاء بهدف مكافحة الإرهاب، وهو ما كان يزيد شهية أطماع النظام فيدفعه لرفع معدلات مخاطر الإرهاب؛ للحصول على مزيدٍ من الدعم. ومع أن قوى النفوذ الشمالية هم صانعوا تلك المشاريع، وهم المتحكمون بقراراتها والموجهون لسياساتها، إلا أنهم أنشأوا معسكراتها على أراضي وجغرافيا الجنوب؛ ليستغلوا ذلك الأمر لتكوين صورة سلبية لدى الأنظمة العربية والغربية تجاه المجتمع الجنوبي. ولم يدرك العالم تلك الحقيقة، إلّا بعد أن أثبت لهم الجنوبيون رفضهم للتطرف، وعزيمتهم على مكافحة الإرهاب، بما حققوه من نجاحات مشهودة على أرض الواقع في هذا الملف منذ 2015م ولا زالوا يسطرون ملاحم بطولية في معركتهم ضد الإرهاب في كافة الأراضي الجنوبية. 3. الرهان على فزاعة تشظي الجنوبيين واختصامهم واستحالة اتفاقهم يشير الكاتب الغربي (بيتر سالسبيرج) في تقرير له بعنوان (الجنوب برميل البارود) قائلاً: “من الناحية التاريخية، اعتقدت النخب السياسية والمسؤولون الأجانب أن “القضية الجنوبية” يمكن تأجيلها إلى أجل غير مسمى بسبب نقص التماسك الاستراتيجي بين الجماعات المؤيدة للاستقلال، ورغم أن الجماعات المؤيدة للاستقلال لم تكن موحدة بالكامل، إلا أنها أصبحت أكثر تنظيماً وأكثر تسليحاً بكثير، إذ أظهر القتال الأخير في عدن بين القوى المؤيدة لاستقلال الجنوب والقوة الموالية للحكومة، القوة النسبية والتماسك للحركة المؤيدة للاستقلال، وإمكانات القضية الجنوبية، والتي إذا تُركت دون معالجة فقد تؤدي إلى زيادة تعقيد الجهود الرامية إلى إنهاء الحرب الأهلية الجارية في اليمن”. القتال المشار إليه من قبل الكاتب سالسبيرج هو (أحداث28 – 29 يناير 2018م). وبالنظر إلى مضامين حديث الكاتب الغربي، نجد بأن المسؤولين والنخب السياسية الأجنبية قد تفاجأت بما أظهرته قوات المقاومة الجنوبية من تنظيم وقدرات، بما جسدته من أداء عالٍ وتماسك أثبت بأن الجنوبيين على قلب رجل واحد، وأن مطلب استقلال الجنوب واستعادة دولته، هو مطلب يجمع عليه غالبية فصائل وقوى وتكوينات المجتمع الجنوبي. 4. الرهان على انعدام المسؤولية واستحالة تنظيم وبناء هياكل مؤسسية جنوبية تم الترويج بأن الجنوبيين عديمو المسؤولية وأنهم يفتقرون لوجود أي نموذج تنظيمي مؤسسي كفيل بتمكين الجنوب من تأهيل وبناء مؤسسات الدولة، وتطمين المجتمع الإقليمي والدولي من أن الجنوب لن يذهب إلى الفوضى الخلاقة. وفي الحقيقة إن وجد إخفاق تنظيمي في الجنوب فهو محدود ومرتبط ارتباطاً وثيقاً بمحاولات الاختراق والتفريخ المتكررة من قبل القوى المعادية المتمثلة في شراء بعض الذمم والإعلان عن تكوينات سياسية هلامية لا تمتلك أي حاضنة على أرض الجنوب. يتم زرعها لتمزيق النسيج الاجتماعي الجنوبي وتشتيت صفه وزعزعة موقفه، واستغلال التباين السياسي بين الثوى الجنوبية لتعميق الشرخ بينهم، وإفشال أي توجه لبناء المؤسسات وإقامة النظام والقانون في الجنوب. وتجلى ذلك بصورة أوضح عبر إعلانهم مؤخراً عن مكون سياسي بقيادة شخصيات حزبية تنتمي لأحزاب نظام صنعاء، وكذلك في تدخلاتهم المستمرة في صلاحيات السلطات المحلية بالمحافظات الجنوبية المحررة، بهدف إفشالها وتعطيل عملها والحيلولة دون تمكينها من إنجاز الخطط التنظيمية المختلفة لها وإعادة بناء مؤسسات الدولة في مختلف المحافظات الجنوبية المحررة منذ ما بعد أغسطس 2015 م وحتى يومنا هذا. وبرغم ذلك، فإن الحركة الوطنية التحررية في الجنوب تمكنت أن تحقق منذ تشكيل “المجلس الانتقالي الجنوبي” قفزة نوعية في مجال التنظيم وبناء الهياكل المؤسسية، وأنجزت شوطاً كبيراً على طريق بناء مؤسسات الدولة على مختلف المستويات. كما أن أحداث الجنوب أظهرت مدى الانضباط والالتزام بتنفيذ قرارات القيادة العليا، إذ تخضع كافة الوحدات العسكرية والأجهزة الأمنية المؤيدة لمشروع الاستقلال لقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، وتأتمر “رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي” اللواء عيدروس الزبيدي، رغم اندفاع القيادات العسكرية الميدانية والأفراد المشاركين في الميادين، إلا أنهم جسدوا نموذجاً فريداً في التماسك والانضباط والالتزام بتنفيذ أوامر القيادة العليا، وهذا ما لمسناه في عدة مواقع أهمها انسحابهم من بوابة قصر معاشيق وعدد من المعسكرات في عدن التي أحكموا سيطرتهم عليها أواخر يناير 2018م. وبهذا المستوى من الانضباط والتماسك والالتزام بأوامر القيادة، تمكن الجنوبيون من إسقاط شماعة أخرى من تلك الشماعات التي دأبت قوى نظام صنعاء على ترويجها، وإثارتها كفزاعة لدى أجهزة المخابرات الدولية لتضمن من خلالها استمرار العزلة القسرية على شعب الجنوب. 5. الرهان على قوة نفوذ وتأثير الأحزاب الشمالية في المجتمع الجنوبي حرص ساسة الشمال أن يزرعوا أدوات وعناصر تابعة لهم في الجنوب، تضمن لهم إفشال أي مسعى جنوبي للالتئام أو التوافق بين أقطاب القوى والنخب السياسية الجنوبية لبناء هياكل مؤسسية قوية تضمن لهم المنافسة على النفوذ والسلطة والثروة، ويأتي ذلك بهدف إقناع أصحاب المصالح الإقليميين والدوليين، بأنهم الشريك الأنسب لحفظ مصالح الخارج، وأن الخارج لن يجد أي بديل جنوبي يحفظ مصالحهم ويمنحهم امتيازات كتلك التي يوفرها نظرائهم الشماليين. ومنذ اجتياح الجنوب عسكرياً عام 1994م، وسقوط الحزب الاشتراكي -الحزب المتفرد بحكم الجنوب قبل الوحدة- عمد نظام صنعاء لتصفية وتهجير قيادات الحزب، وشراء ذمم من استطاع شراءه بالمال أو بوظيفة منهم، وإنهاء حضوره كطرف أساسي يمثل الجنوب في اتفاقية الوحدة، من خلال حل كافة الوحدات العسكرية والأمنية الجنوبية، والاستغناء عن كافة كوادر الجنوب المدنية والعسكرية والدبلوماسية، وإنهاء تواجدهم في أيٍ من مؤسسات الدولة بمختلف مستوياتها أو سلطاتها – التنفيذية، والتشريعية، والقضائية- ثم اتجه لتدمير دعائم ومرتكزات الدولة المدنية في الجنوب، من خلال تمزيق نسيج المجتمعي الجنوبي، وإحياء الثأرات وثقافة الاحتراب والفيد والغنيمة؛ ليشغلهم ببعضهم، ويتمكن من استنساخ شخصيات مرتبطة بنظام صنعاء يستخدمها لاصطناع برواز تمثيل “شكلي” لشعب الجنوب في مؤسسات الدولة. تقاسمت قوى نظام صنعاء بعد اجتياح 7 يوليو 1994م لأرض الجنوب، نصيب الجنوب في السلطة، وشرعوا القوانين واللوائح التي تحظر تأسيس أي كيانٍ (حزب) سياسي ما لم يكن له حضورٌ وأعضاء في أكثر من ثماني محافظات، في حين ظل الجنوب محصوراً بست محافظات حتى اعتماد محافظتي (الضالع 2004( و(سقطرى 2013). (مع أن الضالع جمعت بين مديريات جنوبية وأخرى شمالية). وهو الأمر الذي لطالما دفع الخارج للتعامل مع ساسة الجنوب وقواه ونخبه كقوى أو أطراف ثانوية ضئيلة التأثير على مراكز صنع القرار، ومحدودة الإمكانية والقدرة على حفظ أو تهديد المصالح الإقليمية والدولية، أو إحداث اختلال جوهري في منظومة النفوذ والسيطرة وتغيير موازين القوى، وغير مؤهلة للاعتماد عليها كشريك محلي فاعل للدول صاحبة المصالح المرتبطة بأرض الجنوب. مما حدى بدول العالم لإهمال الجنوبيين، لوجود شخصيات متباينة ومتصارعة مع بعضها، وفي الوقت ذاته مرتبطة بمراكز نفوذ شمالية ومرتهنة بتبعيتها لتلك القوى، ودفع تلك الدول للعمل على احتواء ساسة الجنوب ونخبه عبر مراكز النفوذ الشمالية؛ باعتبارها هي صاحبة القرار وبيدها تطويع الجنوبيين وتوجيه قراراتهم، لذا لجأت لاختصار المسافة؛ طالما وبإمكان تلك القوى أن توفر لهم ما لا يمكن لأي جنوبي توفيره، فضلاً عن تأثيرها سلباً وإيجاباً على المصالح الدولية في الجنوب. ولذلك، فقد وجه شعب الجنوب بتأسيس المجلس الانتقالي صفعة مدوية لأحزاب الشمال، إذ تمكن بمعية “قوات المقاومة الجنوبية” والأجهزة الأمنية المتمثلة في (الحزام – النخب الأمنية الجنوبية) خلال فترةٍ وجيزة، أن يصبح أحد أبرز اللاعبين على الساحة المحلية (سياسياً، وعسكرياً، وتنظيميا)، حيث يسيطر اليوم على أغلب أراضي الجنوب، ويقود حملات أمنية كبيرة للإجهاز على بؤر التنظيمات الإرهابية، كما يسطر ملاحم بطولية في مقاومة العدوان الحوثي، بل إن الحراك الجنوبي منذ تأسيس المجلس الانتقالي، تمكن من تطوير أدائه، وأصبح مبادراً لصناعة الأحداث، وإرباك الخصوم، بعد أن ظل محشوراً في زاوية ردود الفعل تجاه أحداث يصنعها خصومه منذ عام 1994م. 6. عزلة النظام الحاكم للجنوب قبل الوحدة وانغلاقه على ذاته تمثلت عزلة (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية) متأثرة بسياسة ونهج نظام الحزب الحاكم في الجنوب (الحزب الاشتراكي اليمني)، التي استقامت على عاملين شكلا نقطة عزلة الجنوب وانغلاقه على ذاته، وقوضا من دوره وحضوره وعلاقاته مع دول الجوار وكافة دول النظم العلمانية. وتمثل العامل الأول بالانطواء السياسي، وانتهاج سياسة أحادية الجانب، تقوم على انحسار علاقات التطبيع الدبلوماسي، على دول “المعسكر الاشتراكي” (دول العالم الثاني) مبتعدة عن جوارها ومحيطها العربي الذي تنتمي إليه (دول العالم الثالث – الدول النامية) وعن المعسكر العلماني فيما يعرف بـ (دول العالم الأول)، وهو ما قوض من قوتها وأضعف علاقاتها وحد من تماسكها، ومن ثم تسبب بإرباكها وضاعف تحدياتها، عقب انهيار الاتحاد السوفييتي في ثمانينات القرن الماضي. فيما تمثل العامل الثاني لعزلة نظام الحكم في الجنوب وانغلاقه آنذاك، بالسياسة الاقتصادية التي انتهجها نظام الحزب الاشتراكي، الذي لم يتقبل إجراء أي إصلاح أو تصحيح لسياسته المالية أو الانفتاح على السوق، مما حال دون السماح بأي استثمار للقطاع الخاص، بل قام بتأميم كافة ممتلكات المستثمرين الجنوبيين والأجانب الذين كانوا قد جعلوا مدينة عدن بمثابة سوق تداول وشحن وإعادة تصدير عالمية يقصدها المستثمرون من كافة دول العالم العربي والقرن الأفريقي. وبذلك فقد ساهم نهج النظام الحاكم للجنوب قبل الوحدة، في انحسار الدور الاقتصادي المحوري الذي كان للجنوب أن تلعبه، انطلاقاً من موقعها الاستراتيجي الرابط بين الشرق والغرب، وبوابة العالم للولوج إلى قارة أفريقيا، فضلاً عن امتيازات موقع وتضاريس وبيئة ومناخ جغرافي واجتماعي، وتميز ميناء ومدينة عدن كميناء ومدينة عالمية جاذبة لرؤوس الأموال، قبل أن يحولها نظام الحكم آنذاك إلى بيئة طاردة للاستثمار، مهدراً على الجنوب فرص كبيرة لو أحسن استثمارها لجعلت من الجنوب دولة حديثة متطورة قد تفوق أو تضاهي دول الخليج العربي تطوراً وحداثة، بل لما وقع في خطأ الوحدة الفادح الذي لا تزال الجنوب تعاني تبعاته حتى يومنا. يشار إلى أن ذلك النهج الشمولي والسياسة الأحادية الجانب، التي تسببت بانعزال الجنوب، وصراع أركان حكمه فيما بينهم، كانت من صنيع الجناح الشمالي المتغلغل في أوساطهم، والمستحوذ على أهم المناصب المتصلة بتشبيك العلاقات وجمع وتتبع المعلومات وتوجيه صناع القرار آنذاك (استخباراتياً- وسياسياً- ودبلوماسياً- واقتصادياً- واجتماعياً) وخاصة دبلوماسياً واستخباراتياً. ثانياً: ملامح الانفتاح الدولي على الجنوب لقد رسمت إفرازات العقد الأخير ومتغيراته واقعاً مختلفاً للمشهد الجنوبي خاصة، والمشهد السياسي لمنطقة الشرق الأوسط عامة، ونظراً لموقع الجنوب الجيوستراتيجي الهام على طريق الملاحة البحرية، وأهميتها المحورية لكلٍ من مصالح الشرق والغرب، فضلاً عن كونها تعد المدخل الجنوبي إلى شبه الجزيرة العربية، ذات الاحتياطي النفطي الكبير، فإن ذلك وفر للقوى الجنوبية – بقيادة المجلس الانتقالي- فرصة مواتية للعب دور محوري مرتبط بمصالح الدول الكبرى، وساهم في تقليص فرص قوى النفوذ الشمالية لفرض الوصاية على شعب الجنوب، أو استنساخ تمثيل شكلي باسم شعب الجنوب، وهو ما أثبتته أحداث الجنوب الأخيرة في أغسطس 2019م، ومشاورات حوار جدة التي انبثق عنها اتفاق الرياض، الذي يعيد تشكيل الخارطة السياسية، ويرسي دوراً محلياً وإقليمياً متزايداً للمجلس الانتقالي الجنوبي كقائد لمشروع الاستقلال، وإلى جانبه كل قوى الاستقلال الجنوبية. وهو ما قد يسهم بدفع دول العالم لقبول ربط مصالحها ذات الصلة بجغرافيا الجنوب بتنمية وتوثيق علاقاتها بالانتقالي كقوة جنوبية فاعلة ومؤثرة على موازين القوة والنفوذ، والتعامل معها بثقة تزيح دور قوى الشمال، التي لا زالت حتى يومنا هذا بمثابة الشريك الأساسي المهيمن على مصالح دول الإقليم والعالم، والشركات الدولية الكبرى المتعددة الجنسيات. وذلك نتيجة لما أحدثته مستجدات الأعوام الأخيرة من متغيرات في كافة أرجاء المنطقة بشكلٍ عام، والتي ساهمت في توسيع هوة التباعد بين دول الجوار والقوى السياسية الشمالية المتنفذة من جهة، وقاربت بين مواقف وعلاقات تلك الدول مع القوى الجنوبية من جهة أخرى، وذلك نظراً للآتي: 1) جسَّد نضال شعب الجنوب من خلال مسيرة الحراك الجنوبي نهج سلمي حضاري للتعبير عن مطالبه، وحقه في استعادة دولته، رافضاً الانجرار إلى مربع العنف، رغم القوة المفرطة التي استخدمها نظام صنعاء لمواجهة فعاليات الاحتجاج السلمي للحراك الجنوبي، وأثبت الحراك بنهجه السلمي مدى توق شعب الجنوب لثقافة المدنية. 2) أثبت شعب الجنوب بموقفه الصلب ومشاركته الميدانية الفاعلة إلى جانب “دول التحالف العربي” في التصدي للمشروع الإيراني عبر جماعة الحوثي، والمشروع التركي عبر الإخوان المسلمين، الارتباط الوثيق الذي يجمع شعب الجنوب بجواره العربي عامة والخليجي خاصة. وسعيه الدؤوب لتعزيز علاقات التعاون والشراكة وتبادل المصالح مع دول العالم أجمع. 3) تبنى أبناء الجنوب موقف ثابت رافض للإرهاب بكافة أشكاله وأنواعه، وجسدوا ذلك ميدانياً حالما أتيح لهم بناء وحدات أمنية جنوبية أواخر 2015م، حققت خلال فترة وجيزة انتصارات مشهودة ساهمت في تقويض الجماعات الإرهابية وكبح نشاطها واستئصال شأفتها وتجفيف منابع ومعسكرات التطرف التي كانت تتمركز على أرض الجنوب. مما جعل منه اليوم شريكاً رئيسياً وفاعلاً ضمن دول التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب. 4) مثل تشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي نقلة نوعية في مسار التنظيم المؤسسي للحراك الجنوبي، وأثبت خلال فترة وجيزة توق شعب الجنوب لاستعادة دولة النظام والمؤسسات، جسّد ذلك من خلال سرعة تجاوبه مع متطلبات التنظيم الهيكلي للمجلس، والذي أنتج بنيانا مؤسسيا متناغما، يتسم بالمرونة والتكامل والديناميكية. وبذلك فإن تلك الأفعال والوسائل التي انتهجها وجسدها شعب الجنوب تدحض زيف قوى الشمال وتبدد أكاذيبهم المضللة، إذ أثبت تجاوزه للفكر الشيوعي وارتباطه الوثيق بجواره العربي، وتوقه لدولة النظام والقانون والحياة المنية، ورفضه القاطع لكل أشكال وممارسات التطرف والإرهاب. بالرغم من أن ذلك قد ساهم في تعرية وفضح كثير من أراجيف وإشاعات قوى الشمال وكشف زيفهم وهزم مشاريعهم التدميرية المصطنعة لعزل الجنوب عن العالم، وساهم بانحسارها إلى حدودها الدنيا، بيد أن كمية الضخ والفبركات المضللة كانت أكبر من أن يبددها ما نُفِذ حتى الآن، إذ لا زالت بعض القوى الإقليمية والغربية ترى الجنوب من ذات المنظار الذي صورته به قوى النفوذ الشمالي. ثالثاً: عوامل تعزيز مكانة الجنوب لا زال أمام قيادات الجنوب ونخبه السياسية والفكرية وفي مقدمتهم المجلس الانتقالي، رحلة شاقة تتطلب الكثير من العمل الدؤوب والحراك الفاعل على مختلف الصُعد والمستويات داخلياً وخارجياً، لإزالة توجسات الخارج، وخلق واقع مختلف يبدد تلك المخاوف والتوجسات فعلياً على أرض الواقع. لذا فإن على الجنوبيين أن يستفيدوا من أخطاء الماضي، بعد أن أصبح لديهم مشروع شبه مكتمل ويعملوا على إزالة التحفظات وتعديل وإصلاح الجوانب الكفيلة بإنهاء الخلافات وإذابة الجليد بينهم. فضلاً عن الإدراك بأن القوى الفاعلة إقليمياً ودولياً لن تستمع للأصوات المنفردة والمتشرذمة والمختلفة والأجنحة المتصدعة والهياكل السياسية الهشة، ولن يقبل بأي مشروع سياسي يفتقر للتنظيم المؤسسي والرؤية الواضحة المعالم، ولن يعترف إلا بعمل مؤسسي مكتمل الأركان بما يضمن رعاية مصالحهم، ويحقق الاستقرار المحلي، ويحفظ الأمن والسلم على الصعيدين الإقليمي والدولي. وهذا الأمر لا يمكن له أن يتحقق لجماعة أو طرف أو أفراد، بل يتطلب وفاق وتكامل واصطفاف وطني جنوبي تتراص فيه صفوف أبناء الجنوب قاطبة بمختلف انتماءاتهم السياسية وانحدارهم الجغرافي من حوفٍ إلى باب المندب. وفي حين تقع الآمال على المجلس الانتقالي، يوصي الباحث قيادة المجلس على الاهتمام بالآتي: – تعزيز الشرعية الشعبية (تلمس هموم الناس ودعم ملفات الخدمات والأمن والتوعية). – تعزيز الشرعية السياسية بانفتاح أكبر على (قوى الداخل – وفتح قنوات التواصل الخارجي). – تعزيز الشرعية الثورية (الحفاظ على نسق الاحتجاج السلمي- وتعزيز دور المنظمات). – التمكين والسيطرة الميدانية (إدارياً – أمنياً – عسكرياً – اقتصادياً). – إشراك المجتمع وتعزيز دوره في صنع القرار. – تمكين الشباب والمرأة من لعب دوراً فاعلاً في كافة مراكز صنع القرار بمختلف مستوياته. – استيعاب النخب الفاعلة والتنقيب عن الكادر ذي الكفاءة والأمانة في مختلف المجالات. – العمل بروح الفريق الواحد. – انتهاج خطاب سياسي وإعلامي جنوبي جامع، حريص على تمثيل وحفظ مصالح كل أبناء الجنوب ورعاية حقوقهم وملامسة همومهم، معري لمساوئ أعداء الجنوب وكاشف لأحقادهم الدفينة، صادق مع حلفاء الجنوب وشركائه، جاذب لمزيدٍ من الحلفاء الإقليميين والدوليين. – استلهام العبر والدروس من تجارب الماضي، وتجنب تكرار أخطاءها، وإزالة المسببات التي تحمل مؤشرات دالة على سلوك نفس الدرب الموصل إلى تكرار نفس الأخطاء. لقد أصبح شعب الجنوب اليوم على أعتاب تحول تاريخي نحو استعادة وبناء دولته الجنوبية الفيدرالية الحرة المستقلة، بيد أن ذلك التحول يتطلب من كافة أبناء الجنوب عامة، وقياداته السياسية والعسكرية خاصة، إعلاء مصلحة الجنوب وشعبه عما دونه من مصالح شخصية أو فئوية؛ لكي نتمكن من إزالة آثار الضيم والظلم والمعاناة والقهر والإذلال الذي مر به شعبنا منذ ثلاثة عقود وحتى اليوم.