موريس أودان الشاب اليهودي والمناضل التونسي الذي تحمل ساحة الحراك الجزائري اسمه!
مُنِحت له الجنسية الجزائرية بعد الاستقلال حتى وهو في العالم الآخر، واحتُسِب من بين شهداء الثورة
. تحصلت عائلته من الرئاسة الجزائرية على وسام شرف، خدمة البلد، مثل التي ناله غيره ممن سقطوا في ميدان الشرف لتحرير الجزائر
* {مثقف يساري انخرط في صفوف الثورة الجزائرية، وشباب الحراك الجزائري اتخذوه قدوة و أطلقوا هاشتاغ اسمه Post_it_ga3# طالبوا من خلاله بتدوين شعاراتهم ومطالبهم على أوراق صغيرة صفراء وتثبيتها على نصبه التذكاري}
في عام 2009 رفضت ابنته ميشال، تسلّم وسام «جوقة الشرف»، ووجهت رسالة إلى الرئيس نيكولا ساركوزي، تشرح له الأمر، وقالت إنّ من غير اللائق تسلّم مثل هذا الوسام فيما حقيقة اختفاء أبيها لم تُكشف، حتى إنّ السلطات لم ترد على رسالة وجهتها أمها جوزيت في هذا الشأن.
قُتل خنقاً خلال إحدى جلسات التعذيب على يد ملازم في قوات المظليين وتم اخفاء جثته
{الإعلامي والقيادي في الحزب الشيوعي المناضل الجزائري اليهودي هنري علاق ذهب الى بيت موريس اودان لتحذيره فوجد كمينا وقع فيه ولاقى اقسى انواع العذاب..و أرادوا كسر شوكته وتخويفه، خلال الليلة الأولى لجأوا إلى إحضار رفيقه موريس، الذي كان قد أمضى ثلاثة أيام في المعتقل، كي يرى على ملامحه ما ينتظره من صنوف التعذيب .وقال أحد الجلادين: أحضروا عالم الرياضيات الشاب ليصف لصديقه ما ينتظره.وقال: رفعتُ بصري بصعوبة، ورأيت وجه موريس شاحباً ومنهكاً، خالياً من أي تعبير. نظر إليّ، وأنا أترنّح على ركبتيّ، ولم يقل سوى عبارة واحدة: c’est dur Henry (إنه أمر شاق يا هنري)، ثم سحبه الجلادون"}
{ بعد ستين عاما من المراوغة توجّه الرئيس ماكرون إلى أرملة موريس أودان، بتاريخ 13 سبتمبر (أيلول) 2018، برسالة اعتذار رسمية باسم الدولة الفرنسية، معترفاً للمرة الأولى بمسؤولية فرنسا عن "خطف موريس أودان واحتجازه وتعذيبه وتصفيته، خارج أي أطر قانونية، وفي شكل مخلٍ بقيم الجمهورية وأخلاقيات الحرب"}
منذ بدء الاحتجاجات في الجزائر، تحولت ساحة موريس أودان، التي تقع بمحاذاة الجامعة المركزية، في وسط العاصمة الجزائرية، ميدان التجمع الأثير لشباب الحراك، الذين يقصدونها كلما استجد جديد، للتعبير عن بهجتهم بما يتحقق من منجزات إصلاحية أو عن استيائهم مما لا يروقهم مما يُعلن عنه من قرارات أو أخبار أو مبادرات في سياق تطورات الأزمة السياسية في البلاد.
لكن كثيرين، حتى في الجزائر، يجهلون من هو موريس أودان الذي تحمل ساحة الحراك اسمه. والبعض يستغرب اقتران اسمه بصفة "شهيد"، متسائلين كيف له أن يُصنّف شهيداً واسمه موريس! في الواقع، تعد هذه واحدة من خصوصيات الثورة الجزائرية، التي كانت تعتبر نضالها ضد الاستعمار "جهاداً"، لكنها استقبلت في صفوفها الآلاف من المقاتلين ذوي الأصول الأوروبية واليهودية، وبالأخص منهم المناضلين اليساريين المتعاطفين آنذاك مع قضايا العالم الثالث وحقوق الشعوب في تقرير مصيرها. وحين كان بعض هؤلاء المقاتلين يسقطون في ساحات الوغى، كانت الثورة الجزائرية ترثيهم بوصفهم "شهداء"، مثلهم مثل رفاق سلاحهم من الجزائريين المسلمين
كان موريس أستاذاً للرياضيات في جامعة الجزائر، وعضواً نشطاً في الحزب الشيوعي الجزائري. انضم الى الثورة مع الخلايا الشيوعية التي تأسست عام 1955، ثم التحق بشبكة العمل الثوري السري في العاصمة عام 1956، وهو يواصل عمله كأستاذ. موريس اعتبر نفسه على الدوام جزائرياً أصيلاً ــ وفق شهادات من يعرفونه ــ مع أنّه من ثقافة غير ثقافة الجزائريين ومن دين غير دينهم. فهو ولد في باجة التونسية في 1932/02/14 في أسرة يهودية، وفرنسي الجنسية أصلاً. في11 حزيران/ يونيو عام 1957 اقتحمت مجموعة من فرقة المظليين التي تنفذ عمليات «معركة الجزائر» بيته واعتقلته وسلطت عليه أقسى أنواع التعذيب، حسب شهادة رفيقه هنري علاق الذي كان معه في الحجز كي يدلي بمعلومات تساعد على كشف شبكة العمل الثوري. في بداية تموز/ يوليو اتصلت قيادة العمليات العسكرية في العاصمة بزوجته وأخبرتها بأنّه هرب من معتقله، فانقطعت أخباره وظل مصيره غامضاً، حتى اعترف قبل سنوات الجنرال بول اساريس، وهو أحد أهم رموز التعذيب، بأنّه أصدر أمراً بقتل موريس أودان ونفذ الأمر بخنجر حتى يعتقد الناس أنّ جبهة التحرير قتلته في سياق اقتتال داخلي بين الشيوعيين و«الوطنيين».
مُنِحت له الجنسية الجزائرية بعد الاستقلال حتى وهو في العالم الآخر، واحتُسِب من بين شهداء الثورة. وتحمل ساحة تتوسط العاصمة اسمه على بعد أمتار فقط من القاعة التي كان يلقي فيها دروسه في جامعة الجزائر. وتحصلت عائلته من الرئاسة الجزائرية على وسام شرف، خدمة البلد، مثل التي ناله غيره ممن سقطوا في ميدان الشرف لتحرير الجزائر. وفي عام 2009 رفضت ابنته الكبرى ميشال، وهي أستاذة رياضيات في جامعة ستراسبورغ الفرنسية، تسلّم وسام «جوقة الشرف»، ووجهت رسالة إلى الرئيس نيكولا ساركوزي، تشرح له الأمر، وقالت إنّ من غير اللائق تسلّم مثل هذا الوسام فيما حقيقة اختفاء أبيها لم تُكشف، حتى إنّ السلطات لم ترد على رسالة وجهتها أمها جوزيت في هذا الشأن.
60 سنة من "أكاذيب الدولة" الفرنسية
كان موريس أودان أحد أشهر هؤلاء الشهداء من ذوي الأصول اليهودية، وظلت قضيته محل تجاذبات سياسية حادة في فرنسا، طوال ستين سنة. فقد بقي مصير أودان مجهولاً، وكان يصنّف ضمن "مفقودي حرب الجزائر" ممن اختفوا قسراً بعد اختطافهم من قبل جيش الاحتلال الفرنسي، وصُفِّيَ سراً، من دون أي محاكمة. ولم تعترف الدولة الفرنسية رسمياً عن مسؤوليتها في خطف موريس أودان وتعذيبه وتصفيته، ثم إخفاء جثته للتستر على الجريمة، سوى في العام الماضي، إذ توجّه الرئيس ماكرون إلى أرملة موريس أودان، بتاريخ 13 سبتمبر (أيلول) 2018، برسالة اعتذار رسمية باسم الدولة الفرنسية، معترفاً للمرة الأولى بمسؤولية فرنسا عن "خطف موريس أودان واحتجازه وتعذيبه وتصفيته، خارج أي أطر قانونية، وفي شكل مخلٍ بقيم الجمهورية وأخلاقيات الحرب".
رسالة ماكرون وضعت حداً لإحدى وستين سنة من "أكاذيب الدولة" التي سعت إلى التستر على ملابسات "الاختفاء القسري" لموريس أودان. وتضمنت أيضاً اعترافاً رسمياً غير مسبوق بأن فرنسا قامت بـ"تقنين وتعميم استعمال التعذيب خلال حرب الجزائر"، وأن تلك الممارسات المقيتة لم تكن مجرد "تجاوزات" اقترفتها حفنة من غلاة الضباط، كما كان يروّج طوال عقود، بل اندرجت ضمن خطة سياسية مبيّتة صادق عليها البرلمان الفرنسي سراً، من خلال ما سمي "منح الصلاحيات الخاصة" للجيش (الفرنسي) في الجزائر، في مارس (آذار) 1956.
لم يكن مفاجئاً أن يرتبط سقوط "تابو التعذيب" من الأدبيات الرسمية الفرنسية في خصوص حرب الجزائر بقضية موريس أودان. فطوال ستة عقود من الزمن، ظلت السلطات الفرنسية متشبّثة برواية ملفقة تنكر الحقيقة التاريخية المتمثّلة في تعذيب أودان وتصفيته وإخفاء جثته للتستر على الجريمة. تلك الرواية/ الأكذوبة الرسمية الفرنسية كانت تزعم أن أودان، الذي خطفته قوات المظليين الفرنسيين من بيته في حي تيليملي، في العاصمة الجزائرية، في 11 يونيو (حزيران) 1957، تمكن من الفرار، أثناء نقله من معتقل إلى آخر، بعد عشرة أيام فقط من اعتقاله. وكان هدف تلفيق تلك الرواية من قبل جلاد "معركة الجزائر"، الجنرال ماسو، التنصّل من مسؤولية السلطات الفرنسية عن الاختفاء القسري لموريس أودان، الذي لم يعاود الظهور بعد فراره المزعوم. ما جعل ملابسات اغتياله وطريقة التخلص من جثته مجهولة حتى اليوم.
المصيدة التي أودت بأودان ورفاقه
منذ أن داهم "زوّار الفجر" بيت موريس أودان، في يونيو 1957، واقتادوه معصوب العينين، أمام مرأى زوجته جوزيت وأبنائه ميشال ولويس وبيار، لم تُعرف عن مصيره أي معلومات موثوقة، باستثناء شهادتَي اثنين من رفاق نضاله اللذين التقيا به في مركز التعذيب التابع للمظليين الفرنسيين بـ"الأبيار"، في أعالي مدينة الجزائر، خلال الليلتين الأولى والثالثة لاعتقاله.
الأولى هي شهادة الدكتور جورج حجاج، وهو مناضل شيوعي جزائري اعتُقل ضمن الشبكة السرية نفسها التي كان أودان ينتمي إليها. وقد أدلى حجاج بتلك الشهادة في كتاب "قضية أودان"، الذي أصدره المؤرخ التقدمي الفرنسي بيار فيدال ناكيه، عام 1959، قائلاً إنه اجتمع بموريس أودان في غرفة تعذيب واحدة، خلال الليلة الأولى التي تلت اعتقاله: "كانت الساعة نحو الواحدة فجراً في ليلة 11 و12 يونيو 1957، حين وجدت نفسي في غرفة تعذيب واحدة مع أودان. كان عارياً سوى من ملابسه الداخلية، موثقاً على لوح خشبي في وضع أفقي. وكانت هناك كماشتان موصولتان بأسلاك إلكترونية إلى موّلد كهربائي، إحداهما ثُبتت على أذنه اليمنى والأخرى على أصابع رجله اليسرى. لاحقاً نُقلتُ إلى قاعة التمريض لمعالجتي من آثار التعذيب، وظللتُ أسمع من هناك، خلال ساعات طويلة، صيحات أودان تحت التعذيب. صيحات كان جلادوه يحاولون إخمادها بكمامة".
أما الشهادة الثانية، فقد أدلى بها الإعلامي والقيادي في الحزب الشيوعي الجزائري اليهودي هنري علاق، الذي كان رئيس تحرير جريدة "الجزائر- الجمهورية"، التي حظرتها السلطات العسكرية الفرنسية، في العام 1956، بسبب تأييدها نضال التحرير الجزائري. بعد ثلاثة أيّام من اعتقال موريس أودان، الذي تكتمت عليه السلطات الاستعمارية، نجا هنري علاق من كمين نصبته له فرقة من المظليين في إحدى الشقق السرية التي كان يتخفى فيها منذ دخوله النضال السري في صفوف الثورة الجزائرية. وكان رد فعله الطبيعي الذهاب إلى بيت موريس أودان، الذي كان عضواً في لجنة "أصدقاء الجزائر- الجمهورية"، لإخطاره بأن أوامر عسكرية قد أُصدرت باعتقال أعضاء اللجنة.
وقع علاق في المصيدة التي كان يريد تحذير بقية رفاقه منها. ففي شقة موريس أودان، وجد كميناً آخر في انتظاره. اختُطف بدوره من قبل المظليين الفرنسيين، وتعرض لتجربة قاسية عانى خلالها من أبشع أنواع التعذيب. تجربة خلّدها في كتابه المدوّي "السؤال"، الذي كتبه سراً وهرّبه من المعتقل، ليصدر عن "منشورات منتصف الليل" في باريس، في أيلول 1957، مرفقاً بمقدمة كتبها جان بول سارتر في شكل مرافعة شديدة اللهجة ضد تقنين استعمال التعذيب من قبل الجيش الفرنسي في الجزائر.
في "السؤال"، روى علاق كيف أن جلاديه، حين أرادوا كسر شوكته وتخويفه، خلال الليلة الأولى له في المعتقل، لجأوا إلى إحضار رفيقه موريس أودان، الذي كان قد أمضى ثلاثة أيام في المعتقل، كي يرى على ملامحه ما ينتظره من صنوف التعذيب: "كنت جاثياً على ركبتي، بعدما وقعتُ أرضاً من قوة التعذيب. وقال أحد الجلادين: أحضروا عالم الرياضيات الشاب (كان موريس أودان في الخامسة والعشرين ويعمل أستاذاً لمادة الرياضيات في جامعة الجزائر) ليصف لصديقه ما ينتظره. رفعتُ بصري بصعوبة، ورأيت وجه موريس شاحباً ومنهكاً، خالياً من أي تعبير. نظر إليّ، وأنا أترنّح على ركبتيّ، ولم يقل سوى عبارة واحدة: c’est dur Henry (إنه أمر شاق يا هنري)، ثم سحبه الجلادون".
أين أُخفيت جثة أودان؟
جمع المؤرخ فيدال ناكيه، في كتابه الذي صدر العام 1959، قرائن وأدلة متعددة ترجّح أن أودان قُتل أثناء إحدى جلسات التعذيب والاستنطاق. لكن ذلك لم يمنع القضاء الفرنسي من تبرئة جلاديه، في محاكمة أولى جرت في أبريل (نيسان) 1962، ثم حُفظت القضية نهائياً من قبل محكمة الاستئناف، في أيلول 1966. بعدها بعام واحد، حصل روبير بادنتير، محامي "لجنة موريس أودان"، التي شكلها ائتلاف ضم مئة من المثقفين التقدميين الفرنسيين، على وثيقة عسكرية بالغة الأهمية تمثّلت في تقرير سري كتبه في العام 1959 الأمين العام لقوات الشرطة في الجزائر، بول تاتغين. وقال فيه إن موريس أودان قُتل خنقاً، خلال إحدى جلسات التعذيب، على يد ملازم في قوات المظليين اسمه أندريه شاربونييه. لكن الكشف عن تلك الوثيقة لم يُقنع المحكمة بإعادة فتح التحقيق في قضية موريس أودان.
والأدهى من ذلك أن أندريه شاربونييه مُنح وسام الشرف الفرنسي، وواصل مشواره في صفوف الجيش، من دون أي مساءلة. ورفض التعليق على تلك التهم إلى غاية وفاته في العام 1995. وبعد موته بخمسة أعوام، نشر ابنه ميشال شاربونييه مقالة في صحيفة "ماريان" زعم فيها أن والده أسرّ إليه على فراش موته بأنه لم يقتل موريس أودان: "كنتُ مكلّفاً بحراسته فعلاً، ثم جاء ضباط أعلى رتبة، واستلموه مني، قائلين إنه "سجين ذو وضع حساس". ولاحقاً، بعد تصفيته، طُلب مني تلفيق رواية فراره".
اعترافات متأخرة
في العام 2012، نشرت صحيفة "نوفيل أوبسرفاتير" الفرنسية وثيقة تاريخية تعود إلى العام 1957، مكتوبة بخط الكولونيل إيف غودار، الذي كان القائد العسكري لـ"منطقة الجزائر والساحل" في الفترة التي خُطف خلالها موريس أودان. وفقاً لتلك الوثيقة، فإن موريس أودان قُتل خطأ، إذ صدرت أوامر عسكرية بتصفية هنري علاق، لكن الأمر التبس على منفذي الجريمة، فقتلوا موريس أودان بدلاً منه! أما عن ملابسات الجريمة في حد ذاتها، فقد جاءت تلك الوثيقة برواية مغايرة لتلك التي كشفتها وثيقة الأمين العام للشرطة الفرنسية في الجزائر في العام 1959، إذ زعم الكولونيل غودار أن موريس أودان قُتل بواسطة سكين على يد ملازم في قوات المظليين اسمه جيرار غارسيه، وتمّ التخلص من جثته في حفرة مهجورة، داخل مزرعة تبعد نحو عشرين كيلومتراً عن مدينة الجزائر. وهي الرواية التي أكدها سفاح حرب الجزائر، الجنرال بول أوساريس، في تسجيل صوتي أدلى به، وهو على فراش الموت، في ديسمبر (كانون الأول) 2013، للصحافي جان – شارل دينيو، معترفاً بإنه هو الذي أمر بتصفية موريس أودان، قائلاً: "قتلناه باستعمال سكين، لإيهام الناس بأن العرب هم من فعلوا ذلك"، في إشارة مبطنة إلى "عقوبة الذبح" التي كانت جبهة التحرير الجزائرية تسلطها على "الخونة"!
أودان قدوة لشباب الحراك
اليوم، بعد مرور إحدى وستين سنة على استشهاده، تحول موريس أودان إلى رمز لشباب الحراك الاحتجاجي الجزائري وقدوتهم. فقد أطلق شباب الحراك هاشتاغ اسمه Post_it_ga3# طالبوا من خلاله بتدوين شعاراتهم ومطالبهم على أوراق صغيرة صفراء وتثبيتها على النصب التذكاري الذي أقيم لموريس أودان في الساحة التي تحمل اسمه، والتي أصبحت الآن الوجهة المفضلة لتجمعات شباب الحراك الاحتجاجي، وبالأخص منهم طلاب الجامعة المركزية المحاذية للساحة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق