المتابعون

15/09/2019

الرحالة اليهودي اليمني حبشوش وعلاقته بأحد المستشرقين في البحث عن نقوش سبأ



ﻳُﻘﺎﻝ ﺇﻧﻪ ﻋﻤﻞ ﻓﻲ ﺗﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻭﺍﻟﻔﻀﺔ،
ﻭﻳﻘﺎﻝ ﺇﻧﻪ ﺍﺳﺘﺼﻠﺢ ﺃﺭﺍﺿﻲ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻟﻠﺰﺭﺍﻋﺔ ﻓﻲ
ﺷﻤﺎﻝ ﺻﻨﻌﺎﺀ، ﻭﻳﻘﺎﻝ ﺃﻳﻀﺎً ﺇﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻣﺜﻘﻔﺎً
ﻭﻣﻘﺮﺑﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ . ﺗﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ ﻋﻦ
ﺣﺒﺸﻮﺵ، ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﺍﻟﻐﺎﻣﻀﺔ ﻓﻲ
ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻴﻤﻨﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ . ﻫﻮ ﺣﺎﻳﻴﻢ ﺑﻦ ﻳﺤﻴﻰ
ﺑﻦ ﺳﺎﻟﻢ ﺍﻟﻔﺘﻴﺤﻲ 1833 ﻡ – 1899 ﻡ ﺍﻟﻤﻠﻘﺐ
ﺑﺤﺒﺸﻮﺵ، ﺗﺎﺟﺮ ﻧﺤﺎﺳﻴﺎﺕ ﻭﻣﺆﺭﺥ ﻳﻤﻨﻲ ﻋﺎﺵ
ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ، ﺃﺻﺒﺢ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﺣﻴﺎﺗﻪ
ﺣﺎﺧﺎﻣﺎً ﺫﺍ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻛﺒﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻳﺔ
ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤﻦ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺃﻣﻀﻰ ﺷﺒﺎﺑﻪ ﻳﺠﻨﻲ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ
ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ،ﻻﺳﻴﻤﺎ ﺃﺟﺮﺗﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺼﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻘﺎﺑﻞ
ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ ﺍﻷﺛﺮﻳﺔ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﻣﻤﺎﻟﻚ ﺍﻟﻴﻤﻦ
ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﻣﻊ ﺍﻟﺮﺣﺎﻟﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻕ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ
ﺟﻮﺯﻳﻒ ﻫﺎﻟﻴﻔﻲ 1827 ﻡ 1917- ﻡ . ﻭﻗﺪ ﺷﺎﻉ
ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺃﻥ ﻏﻨﺎﻩ ﺍﻟﻔﺎﺣﺶ ﻛﺎﻥ ﺑﺴﺒﺐ ﻋﺜﻮﺭﻩ
ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﻣﻦ ﻛﻨﻮﺯ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ . ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ
ﻻ ﻳُﻌﺮﻑ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻋﻦ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ،
ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺤﻜﺎﻳﺎﺕ ﺍﻟﺨﺮﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺮﻭﻳﻬﺎ
ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﺴﻦ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺻﻨﻌﺎﺀ . ﻫﻨﺎﻙ ﻭﻋﻠﻰ
ﻣﻘﺮﺑﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻮﺍﺑﺔ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﻟﺤﻲ ﻗﺎﻉ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ،
ﻳﻘﻊ ﻣﺎ ﻳﻌﺮﻑ ﺑﺄﻃﻼﻝ ﻗﺼﺮ ﺣﺒﺸﻮﺵ 1 ، ﻭﻫﻮ ﺩﺍﺭ
ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻬﺪﻡ ﻳﻘﻮﻝ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﺴﻦ ﺑﺄﻧﻪ ﻳﻌﻮﺩ ﻟﺤﺎﻳﻴﻢ
ﺣﺒﺸﻮﺵ .
ﻛﺎﻥ ﻟﺤﺒﺸﻮﺵ ﺩﺭﺍﻳﺔ ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﻓﻲ
ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ . ﻭﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﺬﻛﺮﺍﺗﻪ
ﻭﺍﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ﺍﻟﻘﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﻤﺘﺒﻘﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬﻩ
ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻧﻠﻤﺲ ﺷﻐﻔﻪ ﺍﻟﺒﺎﻟﻎ ﺑﺎﻟﻤﻌﺎﺩﻥ،
ﻭﻣﻌﺮﻓﺘﻪ ﺑﻤﻮﺍﻃﻦ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻓﻲ ﺟﺒﺎﻝ ﺍﻟﻴﻤﻦ
ﻭﺻﺤﺎﺭﻳﻬﺎ، ﻓﻨﺠﺪﻩ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﻓﻲ ﺇﺣﺪﻯ
ﺍﻟﻤﺨﻄﻮﻃﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﺩﺭﺓ 2 ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﺟﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﺷﻘﻬﺎ
ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ، ﻭﺍﻟﺘﻼﻝ، ﻭﺍﻟﺼﺤﺎﺭﻱ ﺍﻟﺘﻲ
ﻳﻨﺘﺸﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻛﺼﺨﻮﺭ ﺃﻭ ﻛﺤﺒﻴﺒﺎﺕ ﻓﻲ
ﺍﻷﻧﻬﺎﺭ ﻭﺍﻟﺠﺪﺍﻭﻝ . ﻭﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﻣﻌﺎﺭﻑ ﺣﺒﺸﻮﺵ ﻗﺪ
ﺣﻈﻴﺖ ﺑﺜﻘﺔ ﻭﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺔ
ﺍﻟﺤﺎﻛﻤﺔ ﻟﻠﻴﻤﻦ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ؛ ﺇﺫ ﻳﺮﻭﻱ
ﺣﺒﺸﻮﺵ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﻗﺼﺔ ﺍﻟﻌﺜﻮﺭ ﻋﻠﻰ
ﻗﻄﻌﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺍﻟﺤﺠﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ
ﺗﺪﻋﻰ ﺟﺒﻞ ﺍﻟﻀﺎﻣﺮ ﻓﻲ ﺗﻬﺎﻣﺔ . ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺻﻠﺖ
ﻗﻄﻌﺔ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﺍﻟﻤﻜﺘﺸﻔﺔ ﺇﻟﻰ ﻳﺪ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ
ﺍﻟﺘﺮﻛﻲ ﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﺣﺒﺸﻮﺵ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﺍﻟﻰ ﺗﻬﺎﻣﺔ
ﻟﺘﻘﻴﻴﻢ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﻭﻓﺤﺺ ﺍﻟﺼﺨﻮﺭ . ﻭﻋﻨﺪ ﻭﺻﻮﻝ
ﺣﺒﺸﻮﺵ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ ﺑﺤﻔﺮ ﻋﺪﺓ
ﺭﺅﻭﺱ ﻣﻨﺎﺟﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺒﻞ، ﻭﺑﻌﺪ ﻓﺘﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻔﺮ،
ﻓﺎﺣﺖ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﻛﺒﺮﻳﺖ ﻭﻣﻠﺌﺖ ﺍﻷﺟﻮﺍﺀ، ﻓﻔﺤﺺ
ﺣﺒﺸﻮﺵ ﺭﺅﻭﺱ ﺍﻟﻤﻨﺎﺟﻢ ﻭﺗﺄﻛﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﺒﻞ
ﻳﺤﺘﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﺻﺨﻮﺭ ﻛﺒﺮﻳﺘﻴﺔ ﻛﺜﻴﻔﺔ ﻭﻟﻴﺲ
ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻱ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﺬﻫﺐ .
ﺍﺭﺗﻴﺎﺩ ﻣﻮﺍﻃﻦ ﺳﺒﺄ
ﺣﻴﻦ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻕ ﺟﻮﺯﻳﻒ ﻫﺎﻟﻴﻔﻲ
ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﻛﻴﻞ ﻭﺗﻤﻮﻳﻞ ﻣﻦ ﺃﻛﺎﺩﻳﻤﻴﺔ
ﺍﻟﻨﻘﻮﺵ ﻭﺍﻟﻔﻨﻮﻥ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ، ﻟﻴﻜﻮﻥ
ﻣﺒﻌﻮﺛﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻬﻤﺔ ﺗﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻟﻔﻚ ﺭﻣﻮﺯ ﺍﻟﻠﻐﺔ
ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ، ﺳﺎﻓﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺭ، ﻗﺎﺩﻣﺎً ﺇﻟﻰ
ﺻﻨﻌﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ .1869ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﺭﺍﺋﺪﺓ
ﻭﻓﺮﻳﺪﺓ . ﻭﻳﻌﺘﻘﺪ ﺑﺎﺣﺜﻮﻥ ﺃﻥ ﻫﺎﻟﻴﻔﻲ ﺍﺳﺘﻐﻠﻬﺎ
ﻟﺘﻜﻮﻥ ﻏﻄﺎﺀ ﻟﻤﻬﻤﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﺒﻄﻨﺔ ﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ
ﺃﺧﺮﻯ ﻟﻢ ﻳﻜﺸﻔﻬﺎ ﻫﺎﻟﻴﻔﻲ ﺣﺘﻰ ﻟﻤﺴﺎﻋﺪﻩ ﻭﺩﻟﻴﻠﻪ
ﺍﻟﻤﺨﻠﺺ ﺣﺒﺸﻮﺵ 3 ، ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﺎﻗﺪ ﻣﻌﻪ ﻟﻠﻌﻤﻞ
ﻛﺪﻟﻴﻞ ﻭﻛﺎﺗﺐ ﻓﻲ ﻧﺴﺦ ﺍﻟﻨﻘﻮﺵ . ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻧﺘﻬﺎﺀ
ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ ﺑﻌﺪ ﺃﺷﻬﺮ ﻭﻋﻮﺩﺓ ﺣﺒﺸﻮﺵ ﻭﻫﺎﻟﻴﻔﻲ ﺇﻟﻰ
ﺻﻨﻌﺎﺀ، ﺑﺎﺕ ﺑﺤﻮﺯﺗﻬﻢ ﺳﺖ ﻣﺎﺋﺔ ﻭﺧﻤﺴﺔ
ﻭﺛﻤﺎﻧﻮﻥ ﻧﻘﺸﺎً، ﻗﺎﻣﻮﺍ ﺑﻨﺴﺨﻪ ﻣﻦ ﺳﺒﻌﺔ ﻭﺛﻼﺛﻮﻥ
ﻣﻮﻗﻌﺎً ﺳﺒﺌﻴﺎً؛ ﺃﻱ ﺃﻧﻬﻢ ﻗﺎﻣﻮﺍ ﺑﻨﺴﺦ ﻣﺎ ﻧﺴﺒﺘﻪ
ﺗﺴﺎﻭﻱ %99 ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺋﺔ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻨﻘﻮﺵ
ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻓﺔ، ﻭﻋﺪﺩ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻘﻮﺵ ﻳﻌﺘﺒﺮ
ﺿﻌﻒ ﺍﻟﻨﻘﻮﺵ ﺍﻟﻔﻴﻨﻴﻘﻴﺔ، ﻭﻳﺘﻔﻮﻕ ﺃﻳﻀﺎ ﻋﻠﻰ
ﻋﺪﺩ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻨﻘﻮﺵ ﺍﻟﺴﺎﻣﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻓﺔ .4
ﺍﻧﻄﻠﻖ ﺍﻻﺛﻨﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻮﺍﺑﺔ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺻﻨﻌﺎﺀ،
ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮﻑ ﺑﺒﺎﺏ ﺷﻌﻮﺏ ﻣﺘﺠﻬﻴﻦ ﺧﻼﻝ ﺛﻼﺛﺔ
ﺃﻳﺎﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﺮﺍﻑ ﻭﺍﻟﺮﻭﺿﺔ ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﺍﻟﺮﺣﺒﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﻜﻞ ﻗﺴﻤﺎً ﻣﻦ ﺑﻨﻲ ﺍﻝ ﺣﺎﺭﺙ 5 ، ﺛﻢ
ﺗﺎﺑﻌﺎ ﺍﻟﻤﺴﻴﺮ ﻧﺤﻮ ﺃﺭﺣﺐ ﻭﺑﻼﺩ ﻧﻬﻢ، ﺣﻴﺚ
ﻭﺻﻒ ﺣﺒﺸﻮﺵ ﻧﻬﺮ ﺍﻟﺨﺎﺭﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻭﺍﺳﻌﺎً
ﻭﺟﺎﺭﻳﺎً ﻃﻮﺍﻝ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻣﺘﻼﺋﻪ ﺑﺎﻷﺳﻤﺎﻙ،
ﺣﺘﻰ ﺃﻥ ﺳﻜﺎﻥ ﺻﻨﻌﺎﺀ ﻭﻣﺎ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻌﺘﻤﺪﻭﻥ
ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﻤﺎﻙ ﻓﻲ ﻏﺬﺍﺋﻬﻢ ﺍﻟﻴﻮﻣﻲ . ﻭﻫﺬ
ﺳﻴﺒﺪﻭ ﻏﺮﻳﺒﺎً ﻟﻤﻦ ﻳﻌﺮﻑ ﻣﻨﺎﺥ ﺻﻨﻌﺎﺀ ﺍﻟﺠﺎﻑ
ﻓﻲ ﻭﻗﺘﻨﺎ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ . ﻭﻳﺰﻳﺪ ﺣﺒﺸﻮﺵ ﻣﻦ ﺩﻫﺸﺘﻨﺎ
ﺣﻴﻦ ﻳﺤﺪﺩ ﺍﻷﻧﻬﺎﺭ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻓﺔ ﺑﺎﻷﺳﻤﺎﻙ، ﻭﻳﻘﻮﻝ
ﺇﻧﻬﺎ ﺛﻼﺛﺔ ﺗﺤﻴﻂ ﺑﺼﻨﻌﺎﺀ، “ ﺳﺮﺩﺩ ” ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺮﺏ،
“ﻭﺍﻟﻨﺒﻌﺔ ” ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ، “ ﻭﺍﻟﺨﺎﺭﺩ ” ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ .6
ﻭﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ، ﻳﺬﻛﺮ ﻫﺎﻟﻴﻔﻲ ﻓﻲ ﺗﻘﺎﺭﻳﺮﻩ
ﺃﻧﻪ ﺭﺍﻓﻖ ﺗﺪﻓﻖ ﻧﻬﺮ ﺍﻟﺨﺎﺭﺩ ﻣﻦ ﺑﺪﺍﻳﺘﻪ ﻓﻲ
ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺷﺮﻋﺔ ﻓﻲ ﺃﺭﺣﺐ، ﺣﺘﻰ ﻧﻬﺎﻳﺘﻪ، ﺣﻴﺚ
ﻳﺘﻼﺷﻰ ﻓﻲ ﺻﺤﺮﺍﺀ ﺍﻟﺠﻮﻑ 7 ،ﻭﻋﺒﺮ ﻋﻦ
ﺍﺳﺘﻐﺮﺍﺑﻪ ﻟﻮﺟﻮﺩ ﻳﻨﺎﺑﻴﻊ ﻻ ﺗﻨﻀﺐ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻟﺠﺎﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻤﻦ .
ﻭﻣﻊ ﻣﻮﺍﺻﻠﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺮ ﻭﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺗﺪﻓﻖ ﺍﻟﻨﻬﺮ ﺗﺄﻛﺪ
ﻫﺎﻟﻴﻔﻲ ﺑﺄﻧﻪ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﻨﻬﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺫﻛﺮﻩ ﺍﻟﻤﺆﺭﺥ
ﻭﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻲ ﺳﺘﺮﺍﺑﻮﻥ 64 ﻕ . ﻡ 23-
ﻣﺎﻟﺬﻱ ﺗﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﻧﻬﺮ ﺗﻮﻗﻔﺖ ﻋﻨﺪﻩ ﺍﻟﺤﻤﻠﺔ
ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 25 ﻗﺒﻞ
ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ .
ﻫﻨﺎﻙ ﺃﺻﻴﺐ ﻫﺎﻟﻴﻔﻲ ﺑﺤﺎﻟﺔ ﻫﺴﺘﻴﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﺡ
ﻭﺃﺧﺬ ﻳﻘﻔﺰ ﺣﻤﺎﺳﺎً، ﻓﻘﺪ ﻋﺜﺮ ﻣﻊ ﺣﺒﺸﻮﺵ ﻋﻠﻰ
ﻣﻌﺒﺪ ﻣﺪﻓﻮﻥ ﺃﻛﺜﺮﻩ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﺮﻣﺎﻝ ﻣﻊ ﺑﺮﻭﺯ
ﺃﺟﺰﺍﺋﻪ ﺍﻟﻌﻠﻮﻳﺔ ﻓﻮﻕ ﺳﻄﺢ ﺍﻷﺭﺽ . ﻭﺑﺤﺴﺐ
ﺑﺎﺣﺜﻴﻦ 8 ، ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﻣﻌﺒﺪ ﺍﻹﻟﻪ “ ﺑﻴﺖ ﻋﺜﺘﺮ”
ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ﻗﺒﻞ
ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ، ﻭﻳﺒﺘﻌﺪ ﻣﺴﺎﻓﺔ 100 ﻛﻢ ﻣﻦ ﺻﻨﻌﺎﺀ
ﻭﻳﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻀﻔﺔ ﺍﻟﻴﺴﺮﻯ ﻣﻦ ﻧﻬﺮ ﺍﻟﺨﺎﺭﺩ . ﻛﺎﻥ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﺒﺪ ﻣﻌﺮﻭﻓﺎ ﻟﺪﻯ ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻟﺠﻮﻑ ﺑﺎﺳﻢ
“ ﺑﻨﺎﺕ ﻋﺎﺩ ” ﻧﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﺍﻷﺳﻄﻮﺭﻳﺔ ﻓﻲ
ﺷﺒﻪ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻗﺪﻳﻤﺎً * ؛ ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺴﺒﺐ
ﺩﻳﻜﻮﺭ ﺍﻟﻤﻌﺒﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺘﻮﻱ ﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺘﻪ ﻋﻠﻰ
ﺳﺘﺔ ﻋﺸﺮ ﻋﻤﻮﺩﺍً ﻓﻲ ﺗﺸﺎﺑﻪ ﺗﺎﻡ ﻣﻊ ﺍﻷﻋﻤﺪﺓ
ﺍﻟﺨﻤﺴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻓﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﺒﺪ ﺇﻟﻤﻘﻪ ﻓﻲ
ﻣﺄﺭﺏ 9 ،ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻋﻤﺪﺓ ﺭﺳﻤﺖ ﺃﻋﺪﺍﺩ ﻛﺒﻴﺮﺓ
ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺘﻴﺎﺕ ﻭﻫﻦ ﻭﺍﻗﻔﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺼﺔ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ
ﺇﻟﻰ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﻟﻮﻋﻮﻝ ﻭﻧﻌﺎﻣﺎﺕ ﻭﺛﻌﺎﺑﻴﻦ ﻭﺭﺅﻭﺱ
ﺛﻴﺮﺍﻥ . ﻫﺬﺍ؛ ﻭﺗﻠﻔﺖ ﺍﻻﻧﺘﺒﺎﻩ ﻧﻮﻋﻴﺔ ﻋﻤﺎﺭﺗﻪ
ﻭﺯﺧﺮﻓﺘﻪ ﺍﻟﻤﺤﻔﻮﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺩﻋﺎﻣﺎﺕ ﻭﻋﻠﻰ ﻋﺎﺭﺿﺔ
ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻤﺪﺧﻞ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻷﻋﻤﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻴﻂ
ﺑﺎﻟﻔﻨﺎﺀ .
ﻭﻋﻠﻰ ﻣﻘﺮﺑﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺒﺪ ﻭﺟﺪ ﺣﺒﺸﻮﺵ ﻣﺪﻳﻨﺔ
ﻧﺸﻦ ﺃﻭ ﻛﻤﺎ ﺗﻌﺮﻑ ﺍﻵﻥ ﺑﺨﺮﺑﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ، ﺑﺒﻘﺎﻳﺎ
ﻗﺼﻮﺭﻫﺎ ﻭﺃﺳﻮﺍﻗﻬﺎ ﻭﻣﺬﺍﺑﺤﻬﺎ ﻭﻣﺠﺴﻤﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ
ﻭﺍﻟﻐﺮﻳﺒﺔ . ﻭﻳﻤﻴﻞ ﺃﻏﻠﺒﻴﺔ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﺇﻟﻰ
ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﻮﻟﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ
ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻧﻲ ﺇﻟﻴﻮﺱ ﺟﺎﻟﻮﺱ ﺧﻼﻝ ﺣﻤﻠﺘﻪ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺻﻠﺖ ﻣﺄﺭﺏ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺫﻛﺮﺕ ﻓﻲ
ﺍﻟﻨﻘﻮﺵ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻧﻴﺔ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﺛﺮﻭﻻ .10 ﻭﺑﺠﻮﺍﺭ ﺳﻮﺭ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﺟﺪ ﺣﺒﺸﻮﺵ ﻏﺎﺑﺔ ﻛﺜﻴﻔﺔ
ﺍﻷﺷﺠﺎﺭ ﻭﻣﻤﺘﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﻧﻄﺎﻕ ﻭﺍﺳﻊ . ﻻ ﺷﻚ ﺃﻥ
ﺍﺧﺘﻔﺎﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻐﺎﺑﺔ ﻓﻲ ﻭﻗﺘﻨﺎ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ﻣﺮﺗﺒﻂ
ﺑﺠﻔﺎﻑ ﻧﻬﺮ ﺍﻟﺨﺎﺭﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺧﺘﻔﺖ ﻳﻨﺎﺑﻴﻌﻪ ﻣﻨﺬ
ﻋﻘﻮﺩ .
ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺭﺣﻠﺔ ﺣﺒﺸﻮﺵ ﻭﻫﺎﻟﻴﻔﻲ ﺣﺪﺛﺖ
ﻗﺒﻞ ﻓﺘﺮﺓ ﻻ ﺗﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﻭﺍﻟﻨﺼﻒ، ﻓﺈﻥ
ﺣﺒﺸﻮﺵ ﻳﺪﻫﺶ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﻓﻲ ﻣﺬﻛﺮﺍﺗﻪ ﻋﻦ
ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ، ﺑﻮﺻﻒ ﺟﻤﺎﻋﺎﺕ ﺳﻜﺎﻧﻴﺔ ﻳﻤﻨﻴﺔ
ﻏﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﻴﻮﻡ .
ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ‏( ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ‏) ﻭﻳﺴﻤﻰ
ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺎﻟﻘﺮﻭﻱ، ﻳﺮﻭﻱ ﺣﺒﺸﻮﺵ ﺃﻧﻬﻢ
ﻃﺒﻘﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﺻﻠﺔ ﻧﺴﺐ ﺑﺎﻟﻘﺒﺎﺋﻞ
ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﻗﻮﻟﻪ . ﻳﻘﻮﻝ ﺣﺒﺸﻮﺵ ﻓﻲ
ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺏ ﺑﺎﻟﻠﻬﺠﺔ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ‏( ﻻﻫﻢ
ﻣﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﻻ ﻳﻨﺎﺳﺒﻮﻫﻢ ﻭﻻ ﻳﻠﻘﻮﺍ ﻓﻲ ﻣﻼﻗﻴﻬﻢ،
ﻭﻻ ﻳﺪﺧﻠﻮﺍ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﺭﺑﻬﻢ، ﻭﻻ ﻳﻘﺪﺭﻭﺍ ﻳﺴﻜﻨﻮﺍ
ﻓﻲ ﻣﺴﺎﻛﻦ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﺘﺠﺎﻭﺭﻳﻦ ﻣﺜﻞ
ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ 11 ‏) . ﻟﻢ ﻳﻘﺪﻡ ﺣﺒﺸﻮﺵ ﺃﻳﺔ ﺃﻭﺻﺎﻑ
ﺇﺿﺎﻓﻴﺔ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻔﺌﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻻ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ
ﻫﻴﺌﺔ ﻭﺷﻜﻞ ﺍﻟﻤﻨﺘﻤﻴﻦ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻔﺌﺔ ﻛﻠﻮﻥ ﺍﻟﺒﺸﺮﺓ
ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ، ﻭﻻ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻋﺪﺩﻫﻢ .*
ﺗﺎﺑﻊ ﺍﻟﺜﻨﺎﺋﻲ ﺍﻟﻤﺴﻴﺮ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺠﻮﻑ ﻭﺻﻮﻻ ﺍﻟﻰ
ﻧﺠﺮﺍﻥ، ﺣﻴﺚ ﺍﺳﺘﻘﺒﻠﺘﻬﻤﺎ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻳﺔ
ﻫﻨﺎﻙ . ﻭﻳﺬﻛﺮ ﺣﺒﺸﻮﺵ ﻓﻲ ﻣﺮﺍﺕ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﺃﻥ
ﻫﺎﻟﻴﻔﻲ ﻛﺎﻥ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﻭﺍﻻﺑﺘﻌﺎﺩ
ﻟﻠﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻘﻮﺵ ﻷﻳﺎﻡ ﻋﺪﻳﺪﺓ، ﻟﻴﻤﻜﺚ ﻫﻮ
ﻭﻳﻘﻮﻡ ﺑﺰﻳﺎﺭﺍﺕ ﻳﺘﺒﺎﺩﻝ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﻘﺎﺵ ﻣﻊ
ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻳﺔ . ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻳﺮﺳﻢ
ﻋﻼﻣﺔ ﺍﺳﺘﻔﻬﺎﻡ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻐﺎﻳﺔ ﻭﺍﻟﻬﺪﻑ ﻣﻦ ﺭﺣﻠﺔ
ﻫﺎﻟﻴﻔﻲ، ﻓﻬﻞ ﺗﻌﺮﺽ ﺣﺒﺸﻮﺵ ﻟﻠﺨﺪﺍﻉ؟ ﻭﻫﻞ
ﻛﺎﻧﺖ ﺭﺣﻠﺔ ﻫﺎﻟﻴﻔﻲ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﻤﺸﺮﻭﻉ ﺑﻨﺎﺀ
ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻳﺔ ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ؟ ﺑﻌﺪ ﺃﺳﺎﺑﻴﻊ
ﻋﺎﺩﻭﺍ ﻣﻦ ﻧﺠﺮﺍﻥ ﺳﺎﻟﻜﻴﻦ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﻤﺤﺎﺫﻱ
ﻟﻠﺼﺤﺮﺍﺀ ﻧﺰﻭﻻً ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻮﻑ ﻭﻣﺄﺭﺏ، ﻣﺎﺭﻳﻦ
ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻷﺛﺮﻳﺔ ﺑﺮﺍﻗﺶ ﻭﻣﺎ ﻳﻌﺮﻑ ﺑﻌﺮﺵ
ﺑﻠﻘﻴﺲ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺳﺪ ﻣﺄﺭﺏ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺘﺠﻬﻮﺍ ﻏﺮﺑﺎً
ﻧﺤﻮ ﺻﺮﻭﺍﺡ .
ﻫﻨﺎﻙ ﻭﻗﻌﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻷﺳﺮ ﻣﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻗﺒﻠﻴﺔ،
ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺍﻧﺘﺸﺮﺕ ﺷﺎﺋﻌﺔ ﻣﻔﺎﺩﻫﺎ ﺃﻥ ﻫﺎﻟﻴﻔﻲ ﺳﺎﺣﺮ
ﻣﺘﺠﻮﻝ، ﺟﺎﺀ ﻹﺧﺮﺍﺝ ﻛﻨﻮﺯ ﺳﺒﺄ ﺍﻟﻤﺪﻓﻮﻧﺔ
ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺍﻟﺴﺤﺮ . ﻭﺣﻴﻨﻬﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘﺮﻭﻳﻮﻥ
ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﻮﻥ ﻳﻘﻮﻣﻮﻥ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺑﻤﻼﺣﻘﺔ ﺍﻷﻭﺭﺑﻴﻴﻦ
ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺄﺗﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻴﻤﻦ، ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩﻫﻢ ﺑﺄﻧﻬﻢ
ﺳﺤﺮﺓ ﻣﺘﻨﻜﺮﻳﻦ ﻳﺄﺗﻮﻥ ﻟﺴﺮﻗﺔ ﺍﻟﻜﻨﻮﺯ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ .
ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻳﺎﻡ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﺗﻌﺮﺽ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻫﺎﻟﻴﻔﻲ
ﻭﺣﺒﺸﻮﺵ ﻟﻠﻀﺮﺏ ﻭﺍﻻﻗﺘﻴﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﺪﺍﻡ
ﻟﻤﺴﺎﻓﺎﺕ ﻃﻮﻳﻠﺔ، ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺎ ﺭﺷﻮﺓ ﺍﻟﺤﺮﺍﺱ
ﺍﻟﻤﻜﻠﻔﻴﻦ ﺑﺤﺮﺍﺳﺘﻬﻢ، ﻭﺍﻟﻔﺮﺍﺭ ﻭﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺃﺧﻴﺮﺍً ﺍﻟﻰ
ﺻﻨﻌﺎﺀ .
ﺣﺒﺸﻮﺵ ﻳﺘﻌﺮﺽ ﻟﻠﻨﻜﺮﺍﻥ، ﻓﻴﺤﺎﻭﻝ ﺇﻳﺼﺎﻝ ﺻﻮﺗﻪ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ .
ﺑﻌﺪ ﻋﻮﺩﺗﻪ ﺇﻟﻰ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻗﺎﻡ ﻫﺎﻟﻴﻔﻲ ﺑﻨﺸﺮ ﺗﻘﺮﻳﺮ
ﻣﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺣﻮﺍﻟﻲ 520 ﺻﻔﺤﺔ، ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ “ ﺭﺣﻠﺔ
ﺍﺳﺘﻜﺸﺎﻓﻴﺔ ﺃﺛﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤﻦ ” ، ﻋﺮﺽ ﻓﻴﻪ
ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻨﻘﻮﺵ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺗﻰ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻤﻦ، ﺛﻢ ﻗﺎﻡ
ﺑﻨﺸﺮ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻭﺗﺤﻠﻴﻼﺕ ﻭﻓﺮﺿﻴﺎﺕ ﺣﻮﻝ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻘﻮﺵ، ﻭﺃﺭﻓﻖ ﺑﻬﺎ ﺗﻘﺮﻳﺮﺍ ﺁﺧﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ
1873 ﺃﺳﻤﺎﻩ “ ﺭﺣﻠﺔ ﺇﻟﻰ ﻧﺠﺮﺍﻥ .“12
ﻭﺍﻟﻌﺠﻴﺐ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺮﺩ ﺫﻛﺮ ﺣﺒﺸﻮﺵ ﻓﻲ
ﺃﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻘﺎﺭﻳﺮ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﻤﺮ ﻫﺎﻟﻴﻔﻲ ﻓﻲ
ﻛﺘﺎﺑﺎﺗﻬﺎ ﻋﻦ ﺭﺣﻠﺘﻪ ﺇﻻ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻭﺣﻴﺪﺓ ﺃﺷﺎﺭ
ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻪ ﺭﺍﻓﻘﻪ ﻭﻭﺻﻔﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﻬﻮﻭﺱ ﺟﺎﺀ
ﻟﻠﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻗﺒﻮﺭ ﻛﻬﻨﺔ ﻳﻬﻮﺩ ﻗﺪﻣﺎﺀ ﻓﻲ
ﺍﻟﺠﻮﻑ .13
ﻫﺬﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺣﺒﺸﻮﺵ ﻫﻮ ﻣﻦ ﻗﺎﻡ
ﺑﺎﻟﺘﺮﺟﻤﺔ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﻧﺴﺦ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ
ﺑﺈﺧﻼﺹ ﻭﻓﻌﺎﻟﻴﺔ، ﺑﻞ ﺇﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻻﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ
ﺃﻧﻘﺬ ﻫﺎﻟﻴﻔﻲ ﻣﻦ ﻗﺎﻃﻌﻲ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ
ﺍﻟﻘﻠﺒﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺭﺍﺩﺕ ﻗﺘﻠﻪ .
ﻫﺎﻟﻴﻔﻲ ﻟﻢ ﻳﻜﺘﻒ ﺑﻤﺤﻮ ﺩﻭﺭ ﺣﺒﺸﻮﺵ ﻓﺤﺴﺐ،
ﺑﻞ ﺍﺩﻋﻰ ﺃﻧﻪ ﻫﻮ ﻣﻦ ﻗﺎﻡ ﺑﻨﺴﺦ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻨﻘﻮﺵ
ﺑﻨﻔﺴﻪ .14
ﻭﺑﻌﺪ ﻣﺮﻭﺭ ﺛﻼﺛﺔ ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﻋﺎﻣﺎ، ﻛﺘﺐ ﺣﺎﻳﻴﻢ
ﺣﺒﺸﻮﺵ ﻛﺘﺎﺑﺎً ﺃﺳﻤﺎﻩ ‏( ﺭﺅﻳﺔ ﺍﻟﻴﻤﻦ ‏) ﻋﺮﺽ ﻓﻴﻪ
ﺭﺅﻳﺘﻪ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ، ﺳﺎﺭﺩﺍً ﻟﻮﻗﺎﺋﻌﻬﺎ
ﻳﻮﻣﺎً ﺑﻴﻮﻡ، ﻭﻣﺆﻛﺪﺍً ﺑﺄﻧﻪ ﻫﻮ ﻣﻦ ﻗﺎﻡ ﺑﻨﺴﺦ
ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻨﻘﻮﺵ ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﻧﻘﻮﺵ ﻣﻌﺒﺪ ﺑﻨﺎﺕ ﻋﺎﺩ؛
ﻷﻥ ﻫﺎﻟﻴﻔﻲ ﺭﺃﻯ ﺃﻥ ﻧﻘﻮﺵ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﺒﺪ ﺗﺴﺘﺤﻖ
ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻨﺴﺨﻬﺎ ﺑﻨﻔﺴﻪ .
ﻭﺍﻟﻼﻓﺖ ﺃﻥ ﺣﺒﺸﻮﺵ ﻗﺪ ﺃﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺃﺣﺪﺍﺛﺎ
ﺗﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﻛﺴﻞ ﻭﺗﻌﺎﻟﻲ ﻫﺎﻟﻴﻔﻲ، ﻭﻗﺪ ﺳﺎﻕ ﺗﻠﻚ
ﺍﻟﺤﻮﺍﺩﺙ ﺑﺴﺨﺮﻳﺔ ﻻﺫﻋﺔ 14 ، ﻣﻨﺘﻘﺪﺍً ﺍﻓﺘﻘﺎﺭ
ﻫﺎﻟﻴﻔﻲ ﻟﻠﺸﺠﺎﻋﺔ ﻭ ﺁﺧﺬﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻧﻜﺮﺍﻧﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ
ﻳﻐﺘﻔﺮ .
ﺇﻥ ﺍﻟﻐﻤﻮﺽ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻠﻒ ﻗﺼﺔ ﻫﺎﻟﻴﻔﻲ ﻭﺣﺒﺸﻮﺵ
ﻭﺭﺣﻠﺘﻬﻤﺎ ﻣﺜﻴﺮ ﻟﻼﻫﺘﻤﺎﻡ ﻭﺑﺎﻋﺚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻝ .
ﺇﻧﻬﻤﺎ ﻃﻠﻴﻌﺔ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻭﻃﺌﺖ ﺃﻗﺪﺍﻣﻬﻢ
ﺍﻟﻤﺪﻥ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺑﺪ ﺍﻟﺴﺒﺌﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﻌﺮﻓﻬﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ،
ﻭﻫﻤﺎ ﻣﻦ ﺭﺍﺩ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻟﻌﺠﻴﺒﺔ ﺍﻟﻐﺎﺭﻗﺔ ﻭﺳﻂ
ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻬﻤﺎ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺑﻜﺸﻒ
ﺍﻟﻠﺜﺎﻡ ﻋﻦ ﺃﺳﺮﺍﺭﻫﺎ . ﺭﺑﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻐﻤﻮﺽ
ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺨﺼﻮﺻﻴﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻟﻠﻴﻬﻮﺩ
ﻭﺣﺴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺗﺠﺎﻫﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ
ﺍﻟﻴﻤﻨﻲ، ﻭﻗﺪ ﻳﻌﻮﺩ ﻻﻧﺸﻐﺎﻝ ﺍﻟﻤﺆﺭﺧﻴﻦ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﻦ
ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﻘﺒﺔ ﺑﻘﺼﺺ ﺍﻟﺤﻜﺎﻡ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻙ،
ﻭﺍﺑﺘﻌﺎﺩﻫﻢ ﻛﻞ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ
ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ . ﻭﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ ﻓﺈﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ
ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻄﺎﺑﻊ ﺍﻟﻤﺜﻴﺮ ﻭﺍﻟﺪﺭﺍﻣﻲ ﺗﺄﺳﺮ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ
ﻭﺗﺜﻴﺮ ﺧﻴﺎﻟﻪ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ؛ ﻓﻴﺄﺧﺬ ﻓﻲ
ﻣﺘﺎﺑﻌﺘﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ . ﻭﻟﻌﻠﻬﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﺃﺷﺪ ﺗﺄﺛﻴﺮﺍ
ﺇﻥ ﻫﻲ ﻭﺿﻌﺖ ﻓﻲ ﻗﺎﻟﺐ ﺳﻴﻨﻤﺎﺋﻲ

ليست هناك تعليقات: