من هو فتح الاسودي

مات فتح الأسودي. هل تعرفون من هو فتح الأسودي أم ان النخبة المهترئة التي طفت على السطح وتبيع اليمن اليوم حجبته عنكم ؟!
هذا واحد من رجال اليمن الكبار الذين بزغوا عقب ثورة السادس والعشرين من سبتمبر
كان احد اهم قادة المقاومة الشعبية التي دافعت عن صنعاء في حصار السبعين
من بناة الدولة الوطنية في العهد الجمهوري
تولى تأسيس وإدارة أهم مؤسسات القطاع العام مثل البنك اليمني والمؤسسة الوطنية للأسمنت وغيرها
من قادة الحركة القومية في اليمن والوطن العربي ، وتحديدا حزب البعث العربي.

كان رافضا للعنف والتصفيات في العمل الحزبي. ذكر في احدى لقاءاتنا معه في بيت الاستاذ علي مغلس ان حزب البعث ارسلوا له عبدالخالق السمرائي ليثنيه عن الاستقالة في مطلع السبعينات ، وسافر الى القاعدة للقاءه ، وصباح اليوم التالي سمعوا عن مقتل فيصل عبداللطيف من إذاعة عدن ، وكان احد قادة القوميين العرب ، فما كان من فتح الا ان اصر على الابتعاد مفضلا تكريس جهده في الجانب الاقتصادي والإداري لخدمة بلده.
كان احد المقربين من الرئيس الشهيد ابراهيم الحمدي. هو أول من وضع مقترح ببناء المدن السكنية والتي نفذت في أيامه ومنها مدينة البنك وهي مخصصة للموظفين. وأول من اقترح ونفذ إنشاء مؤسسات قطاع عام تتيح مشاركة اكبر قدر ممكن من موظفيها ومن الجمهور في ملكيتها عم طريق الأسهم.
عرفت بوفاته للتو من صفحة الأستاذ حسن العديني ، ومن الاستعجال الكتابة عنه هكذا كيفما أتفق ، لكنني أردت ان أقول شيئا عن رحل كبير عاش في الظل طوال سنوات صالح العجاف التي أزاحت نخبة اليمن ورجالها ووجوهها وأحلت محلهم الإمعات والإنتهازيين والأدوات القابلة للطرق والسحب والتعاطي مع العمل السياسي بمنطق البيع والشراء والمساومات والصفقات.
كرس صالح آلة الدولة وإمكاناتها لتدمير كل شيء. نخرت اليمن من داخلها ولمع الخواء براقاً ومبهراً بزيفه الخادع. وهذه النتيجة اليوم ترونها بعيونكم. هذا الخراب ثمرتها وحصادها
سأعود مرة أخرى للكتابة عن فتح الأسودي ، بما يليق به ، واكتفي هنا بهذه الخاطرة المستعجلة
الطمأنينة والسلام لروحك في الأعالي يا فتح الأسودي
وخالص عزاءنا لكل أهلك وأصدقاءك ورفاقك ومحبيك ولليمن التي أحببتها وناضلت من أجلها وكنت أحد أبنائها البررة

مصطفى راجح