المتابعون

15/09/2019

فنون إيران تقصف جوهرة تاج المملكة

فنون إيران تقصف جوهرة تاج المملكة في ابقيق وتمرمط معها هيبة أمريكا

Abdulkader Alguneid(عبدالقادر الجنيد)
*
١٥ سبتمبر ٢٠١٩

قالت أرامكو أضخم وأغنى شركة في العالم في بيان أصدرته بأن إنتاج ٥,٧ مليون برميل نفط قد توقف بسبب هجمة ب 'مقذوفات'.

الصور من الأقمار الصناعية أظهرت عمودا كبيرا من الدخان شرق السعودية.

القصف، تم الساعة ٤ قبل فجر السبت ١٣ سبتمبر.

ذلك يمثل أكثر من نصف إنتاج المملكة وحوالي ٦ ٪؜ من الإنتاج العالمي.

وتم أيضاً، قصف حقل نفط خريص القريب من ابقيق والذي ينتج ١,٥ برميل نفط يوميا.

لخامنئي- المرشد الأعظم لإيران- تصريح شهير:

"إن لم نصدر نفطنا، فلن يصدر أحداً غيرنا نفطه"

وانتظر الأمريكان تنفيذ تهديد الخميني بتلغيم مضيق هرمز أو بضرب ناقلات النفط عند مرورها، ولكن الخامنئي نفذ تهديده ووعيده، وضرب نفط السعودية، عند المنبع وعند الآبار والمعامل.

روبرت ماكناللي، أحد مساعدي الرئيس جورج بوش الإبن لشؤون الطاقة، أطلق على ابقيق، إسم:

"جوهرة تاج المملكة السعودية".

فلا يوجد أي شيئ آخر يماثل أو حتى يقترب من مكانة ابقيق، كمصدر ثراء وإغناء للمملكة.

ويقول ماكانللي أيضا بأن استمرار توقف الإنتاج سيعتمد على مكان الدمار والقطع التالفة بسبب القصف، فإن كانت القطع التالفة فريدة ومعقدة وتم تصميمها خصيصا للمنشأة، فسيستمر توقف الإنتاج لعدة شهور وربما يرفع سعر برميل النفط إلى ما فوق ال ١٠٠ دولار.
ولكن إذا كان التلف طفيفا، فسيرتفع سعر برميل النفط عدة دولارات فقط.

وأهمية ابقيق- كما كتب ماكانللي- كبيرة، لأنها المكان الوحيد في العالم الذي به قدرة فائضة على انتاج النفط وهو الذي يحافظ على ثبات أسعار النفط ويزود العالم بحاجته عند الأزمات العالمية والطوارئ.

الحكومة الأمريكية- بحسب الواشنجتون بوست- تعتقد بأن ١٥ منشأة في معامل ومصافي ابقيق قد تدمرت من واجهاتها الشمالية الغربية وليس من واجهاتها الجنوبية كما هو متوقع لو كانت المقذوفات قد جاءت من اليمن.

انظر خريطة المنطقة المضروبة ومكان اليمن والعراق وإيران والبحرين أو حتى احتمال الخلايا النائمة في المنطقة الشرقية للمملكة نفسها، والمسافات بينها وبين ابقيق وخريص.

ولن ندخل في قدرة الطائرات المسيرة للحوثي بالسفر كأسراب جوية من ١٠ طائرات مسافات متنوعة لأكثر من ١٠٠٠ كيلومتر لتضرب ابقيق وخريص بكفاءة وفعالية مرعبة.

الناطق العسكري للحركة الحوثية، التي تسيطر على شمال اليمن، كان قد أعلن من صنعاء، بأنهم قصفوا هذه المنشآت السعودية ب ١٠ طائرات مسيرة.

والضربة كبيرة لجوهرة تاج المملكة بينما أرامكو تستعد للنزول في الأسواق العالمية والتنويع لنشاطها والدخول في تجارة التجزئة لبيع النفط والتكرير للبترول والتوسع في صناعات البتروكيماويات ومشتقات النفط، والإرتفاع بمكانة السعودية إلى مصاف الدول الإقتصادية الكبرى العشر وليس العشرين فقط

•أمريكا كانت تغازل إيران والحوثيين قبل قصف أبقيق مباشرة.

أمريكا، كانت قد أعلنت الأسبوع الماضي بأنها على تواصل مع الحوثيين وتحادثهم وأن هناك نية لإقناع السعوديين بالدخول بمحادثات مع السعوديين للتمهيد لإنهاء حرب اليمن.

وكانت قد ظهرت إشارات من البيت الأبيض بأن ترامب يبدي ميلاً للاستجابة لضغوط الكونجرس بشأن التخلي عن تأييد السعودية في حرب اليمن. وهذا لصالح الحوثي وإيران

وقبل قصف ابقيق بساعات، كان الرئيس ترامب قد أعلن بأنه قد يقابل روحاني رئيس جمهورية إيران أثناء اجتماعات الأمم المتحدة السنوية وأنه قد يخفف من عقوبات أمريكا الشديدة المندرجة تحت مسمى سياسة "الضغط الأقصى".

•كسر هيبة أمريكا

منذ طفولتي، وأنا أقرأ وأسمع بأن أمريكا هي حامية السعودية وحامية النفط وحامية مرور النفط في المضايق البحرية وخطوط سير الناقلات في العالم.
وكان حتى الإتحاد السوفييتي وبعدها روسيا، يقر لها ويعترف لها بحصرية هذا الدور.

قصف أبقيق، يعتبر ضربة كبيرة للدور الأمريكي في حماية السعودية وحماية النفط وتخفيض لدورها وأهميتها في العالم.

•فنون إيران

فنون إيران في الصراع والحرب غير التقليدية

مسألة أن هناك مدرسة إيرانية في ممارسة السياسة وخوض الصراع والمعارك وابتكار فنون عسكرية غير تقليدية، أصبحت واضحة.
هذه المدرسة، تمكنها من هزيمة خصومها الإقليميين ومن خلق معادلات على الأرض تمنع الأقوى منها من تسديد الضربات لها وتحيد أوروبا وحتى أمريكا من معاقبتها، وتغوي بلاد مثل روسيا والصين والهند بمسايرتها وحتى بممارسة بعض الألعاب معها.

•ترويض الإمارات

لغمت إيران، عدة سفن ناقلات نفط أمام ميناء الفجيرة.
وضعت الألغام فوق سطح الماء، بحيث يكون التلف بسيطا لكن الرسالة وصلت واضحة وقوية في أبو ظبي.

فهمت الإمارات الرسالة جيدا ، فهرولت إلى طهران وقامت بكل ما يندرج تحت باب التسليم والسلام والإستسلام والمراضاة والمداراة.

أعلنت الإمارت بأنها ستنسحب من اليمن، ولكن ما انسحبت منه كان فقط مغادرة الساحل الغربي ومسرح عمليات الحديدة وأخلت المكان للحوثي، مع وجود ميليشيات تابعة لها مبعثرة هنا وهناك تتعرض لجس النبض الحوثي والقصف اليومي تمهيدا ليوم أغبر.

وبعدها، قامت الإمارات بانقلاب في عدن ضد الرئيس هادي والشرعية وخلقت معارك جانبية لا تمت بأي صلة لمواجهة الحوثي وإيران.

قدمت وتقدم الإمارات خدمات هامة للحوثي وإيران.

هذا من فنون مدرسة إيران.

•ترويض بريطانيا

نظرة سريعة لاختطاف إيران لناقلة النفط البريطانية في مضيق هرمز، وإجبار بريطانيا على الإفراج عن باخرتها التي احتجزتها في مضيق طارق، ثم توجه الباخرة إلى ميناء طرطوس السوري وتفريغ شحنتها النفطية رغما عن بريطانيا وأمريكا.

هذا من فنون مدرسة إيران

•ترويض أمريكا

أسقطت إيران طائرة درونز أمريكية قيمتها أكثر من ١٠٠ مليون دولار.
حشَّر وشمَّر ترامب وزمجر وهنجم، ورجع وقال بأن قاذفات القنابل قد كانت في طريقها نحو أهدافها ثم أعادها لأنه عرف بأنه سيكون هناك ضحايا.
ثم عاد وشكر إيران لأنها اسقطت طائرة بدون طيار وأنه كان بإمكانهم اسقاط طائرة بها أمريكيين كانت في الجوار ولكن إيران لم تفعل.

هذا من فنون مدرسة إيران.

•محاولات ترويض السعودية

ممارسة إيران لفنون مدرستها للتحكم والسيطرة على السعودية، لم تتوقف منذ عدة سنين.
لقد استولت إيران على كل الدول الواقعة شمالها، ثم توجهت إلى جنوبها لتمارس فنون مدرستها بواسطة الحوثيين.

وإيران، تنزف السعودية نزفا بطيئا مستمرا لم يتوقف منذ سنوات.

لكن يبدو بأن المملكة السعودية، لا تملك "ترف الاستسلام" الذي قامت به الإمارات وبريطانيا وأمريكا، لأن المطلوب من المملكة أكبر بكثير مما هو مطلوب من الإمارات.

المطلوب من المملكة، يدخل في مسألة الحياة أو الموت.

المطلوب من السعودية:
١- أن تسلم بنفوذ إيران في المنطقة وتترجم هذا إلى مصالح ومشاركة في ثروات المنطقة وأسواقها.
٢- تدويل الحج، والتسليم بمزايا مذهبية وطائفية ومعنوية في المدينة ومكة والمنطقة الشرقية، لإيران.
٣- تسليم راية قيادة العالم الإسلامي لإيران.

•مصير غزل أمريكا

سنتابع في هذين اليومين مصير غزل ترامب لإيران ومصير مقابلته مع روحاني ومصير محادثاته مع الحوثيين في عُمان.
والغالب أن شيئا من هذا، لن يتقدم.

وسنحاول أن نفهم زوايا مدرسة فنون ممارسة الصراع الإيرانية، التي جعلتها تضرب محاولة تقارب الرئيس ترامب مع الرئيس روحاني، ومحاولة إدارته للتقارب مع الحوثيين.

•وضوح الرؤية عند إيران والحوثة.

الحوثيون والإيرانيون، يعرفون ما يريدون.
ويعرفون ما هو مطروح على الطاولة من أمريكا، وهو غير مقبول لهم.

نفسهم طويل ومستعدون للتحمل والصبر أكثر من خصومهم، وعلى يقين بأن الجائزة الكبرى والغنائم، تنتظرهم.
وهم مدرسة في حرث الأرض والنفس الطويل وانتظار الغنائم عندما تسقط ناضجة في أحضانهم.

•كلمة وهمسة لإخواننا في السعودية

يمكننا ويمكنكم الإنتصار في اليمن، والخروج من دائرة التعرض لمهارات وفنون الضربات الإيرانية التي لا تكل ولا تتوقف.

١- مارسوا القيادة في اليمن والمساءلة والمحاسبة.

٢- أعيدوا الرئيس هادي إلى عدن برئاسة قوية لا ينتقص منها أحد.

٣- حسنوا وضع المناطق المحررة واجعلوها جاذبة لسكان كل اليمن.

٤- من حقكم التفتيش على جيش اليمن الوطني والتخلص من الترقيم الوهمي ومن التدخل في وضع القيادة والتحسين والتغيير من خلال العمل اليومي ومن خلال أداء الأفراد والقادة على الأرض وليس من خلال الوساطات والمحسوبيات.
وهذه يجب أن تكون عملية مستمرة.

•نريد انتصارين عسكريين أو ثلاثة.
نريد إنجازين سياسيين أو ثلاثة.

وعندها، ستنتهي كل فنون وألعاب إيران.

عبدالقادر الجنيد
١٥ سبتمبر ٢٠١٩

ليست هناك تعليقات: