#بقلم ابن مارب/ @ابوجندل آل مهتم
🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿
احد العجائز الطاعنات في السن تم اسر 2 من اولادها في عدن اَي بعد غزوة نقطة العلم المشئومه،،جاءت تلك الحماسات والاندفاع لهذه الغزوات بعد ان قام صعتر والحزمي ومشائخ الاخونج في بترديد (حيا على الجهاد )في ميكرفونات المساجد بمارب ولمدة اسبوع ومآذن المساجد التي يسيطر عليها الاخوان بمارب تنادي ب(حيا على الجهاد)،،وعبارة من كل يؤمن بالله واليوم الاخر فليحمل سلاحه وجعبته ولا يبيتنً الا في حدود عتق-شبوه)،،لقتال الماركسيين الشيوعيين في اشارةً منهم الى الاخوه الجنوبيين والمجلس الانتقالي،،
••كان الشابان الاثنان ابناء هذه العجوز من طبقة البسطاء (الفلاحيين)،،لكنهم متأثرين بالاخونج والفكر الاخواني سيما وهم قد سمعوا مشائخهم صعتر والحزمي يرددون حيا على الجهاد،،وما كان منهم الا ان انطلقوا من ضمن الافراد الاخونج الجهاديين ومن تأثر بهم،،
••وصلت طلائعهم الى نقطة العلم وبعد ان قصفهم الطيران الاماراتي تطعفروا وتشتتوا القوم،،وشأءت الأقدار ان ينجو هاذان الشابان بعد ان رماء بهم ضغط هواء صاروخ الطائره الذي انفجر على بعد ١٥ متر منهم ليرميهم الى مسافه اصبحو بعدها اكثر اماناً لكنهم فاقدين وعيهم،،بعد ذلك وقعا اسيران في يد قوات المجلس الانتقالي،،التي اخذتهم الى احد مستشفيات عدن وتلقوا هناك الرعايه التامه حتى افاقوا وتماثلوا وأصبحوا بخير،،
••بعد الضربه الاماراتيه لقوات الاخونج في منطقة العلم بعدن فرت قوات الاخونج الغازيه وعادت طلائعها الى مارب بنفس اليوم،،
••تلك العجوز الام خائفه ترتقب وقلبها تتسارع نبضاته عن مصير ابنائها،،مضى اليوم الاول والثاني والثالث لم يأتي خبر عن مصيرهم هل قتلوا ام تمزقت اشلائهم ام ماذا ؟؟
طرقت ابواب كل قيادات الاخونج بمارب ومشائخهم الذين اغروا ابنائها ولكنهم لم يتنازلوا حتى ان ينزلوا زجاج ابواب سياراتهم لينظروا ماذا تريد هذه العجوز التي تقف كل يوم على بوابة منزل كل واحد منهم،،مرضت العجوز واصبح جسدها سقيمًا وعينيها تكاد قريبه الى شبه عمياء من كثر البكاء،،وكثر الكِبر والألم والقهر الذي تتعرض له من قبل هولاء القوم الذين وثقت فيهم وصدقتهم هي وابناءها بإنهم اتقياء أنقياء يريدون لأبناءها الخير والجنه،،
••خيم اليأس عليها بعد ان طرقت كل الأبواب واحتسبت اولادها من ضمن القتلى الذي قصفهم الطيران بنقطة العلم،،
ذات يوماً وبينما هي كانت على سجادتها تصلي المغرب اذا جاء اتصال الى احد ابناء القريه من معلم عدني كان في نهاية التسعينات موظف بالتربيه بمارب ويعمل مدرساً في نفس قرية هذه العجوز المسكينه وعزلتها،،ليفيد المعلم المتصل بإنه وبالصدفه وأثناء زيارته لصديقً له وجد الأخوين الاثنين في احدى سجون الاسرى وانهم بخير،،
••وصل الخبر الى الأم وكأنها وُلدت من جديد كيف لا وهي قد يأست من اولادها وكذبوا عليها الاخونج بمارب انهم استشهدوا،،
••اصبحت امام مهمةً اخرى وهي كيف ترى اولادها او تخرجهم ذهبت الى اخونج مسئولين مارب وقادتها وقياداتها،،لعلهم يوصلوا بموضوعها الى الحكومه او الدنبوع لكن دون جدوى،لم يلتفت لها احد،،
••وفي ذات مساء وحين كان اليأس يُخيم عليها قالت مالها الا الجنوبيين با اطرق بابهم،،سألتها ابنتها،،قالت كيف ؟؟
قالت الأم سأذهب اليهم اما ويحبسوني عند اولادي وأما يطلقون لي اولادي وارجع وهم معي،،
••باعت هذه الام بعض مواشيها و2 من الابل التي تمتلكها وعزمت على السفر الى عدن رغم خطورة وتوتر الوضع هناك خصوصاً تلك الفتره،،
••وصلت عدن واتصلت بهذا المعلم العدني الشهم الذي كان يعمل عندهم معلم بمارب في التسعينات،،وعمل معها بواجبه وبذل كل جهده حتى استخرج لها امراً بالدخول لزيارتهم،،وفعلاً كانت تزورهم في الاسبوع من٣ الى ٤ مرات،،
••طموح تلك الام وأملها لم يقف هنا بل قررت ان تخرجهم،،فأخبروها ان ملف كهؤلاء الاسرى لا يمكن احداً ان يوجه في حاله فيه الإ الرئيس عيدروس الزبيدي،،فقالت واين عيدروس فقالوا لها مسافر بالسعوديه،،قالت اين بالتحديد فأخبروها انه بمكه هذه الايام،،استغرب الحاضرين حين كانت تسأل كهكذا اسئله،،قال احدهم وكأنه ساخراً باتسافري بعده،،فقالت ايوه انا مسافره وجوازي جاهز وموجود معي،،فأطلق الرجل ضحكه عريضه في وجهها قائلاً بالله عليش الرئيس عيدروس فاضي لقضيتك وحتى لو وصلته هذه القضيه فإنهم اسرى حرب سيبقون طويلاً في السجن،،
••لم تيأس هذه العجوز وغادرت عدن الى مارب ولم تمكث سوى يوم فيه باعت باقي مواشيها وكذلك باعت ذهب ابنتها،،ثم اخذت تأشيرة عمره وحجزت بالباص وسافرت المملكه الى مكه رأساً،لعلها تجد هذا الشخص المسمى عيدروس الزبيدي لم يكن معها اَي معروف او دليل ليدلها عليه او على مكان إقامته،،••وصلت مكه وهناك سألت عن اماكن تجمع اليمنيين في مكه،،وارشدوها،،وبقت يوماً كاملاً لتسئل عن عيدروس الزبيدي وفِي اَي مكان سيكون هنا،،وبالصدفة وجدت في صالة الاستقبال لإحدى الفنادق احد ابناء العوالق حيث لفتت انتباهه هذه العجوز من هيئتها وكلامها الذي يوحي بإنها يمنيه والذي لُحسن حظها كان ابن خال هذا العولقي صديقاً عزيزاً لعيدروس الزبيدي،،فذهب اليها في طرف الصاله وأخبرته بتفاصيل قصتها،،فقرر الوقوف معها،،ثم إعطاء لها مبلغ من المال وحجز لها جناحً كامل بالفندق واشترى لها تلفون وشريحة اتصالات واخذ رقمها،،ووعدها ان يأتي اليها عصر غداً،،اَي في اليوم الثاني،،وما كان من العولقي الا ان وضع قضيتها شغله الشاغل،،وتواصل مع ابن خاله الذي تربطه علاقه صداقه قويه بعيدروس الزبيدي ثم الح عليه وترجاه ان يحسم له الموضوع هذا وماكان من صديقه الا يقول خير،،بتواصل بالرئيس اشوف برنامجه وارجع لك خبر بالليل،،ثم اتى المساء و رن هاتف العولقي فإذا به صديقه يقول له (خلاص بكره بعد العصر تكون عندي ونمشي سوى الى الرئيس الزبيدي،،وعاد العولقي الى العجوز وما كان منه الا ان يُبلغها ان تتجهز غداً بعد الظهر سيدخلها على الرئيس،،وفِي اليوم الثاني اخذها معه وذهبا الى ابن خاله،،الذي تفاجأ بقضيتها وقال بينه وبين نفسه
كيف احرج الرئيس في هكذا امور والرئيس مشغول بقضايا واحداث اهم،،ولكنه تغلب على نفسه وقال بينه وبين نفسه الرئيس عيدروس شهم صديقي منذ سنين واعرفه بسيط ومتواضع ولا يمكن يتجاهل ولا يتكبر في اَي امر،،ثم وصلت سيارتهم الى بوابة احدى الاجنحه السياحيه الملكيه الدبلوماسيه المخصصه لكبار الضيوف المؤيدين لشعائر الحج او العمره في المملكه،،و دخلوا الى صالة الاستقبال ليكون الرئيس الإنسان عيدروس مستقبلاً لصديقه وللعولقي ابن خال صديقه ولهذه العجوز التي ما آن رأته الا و سقطت امامه باكيةً،،ليأخذها الرئيس ويحاول يسندها حتى تقوم على رجليها ثم بكل بساطه وتواضع يقودها الى احد كراسي صالة الاستقبال ليجلس معها ويهدئ من روعها،،ويتفهم منها،،والتي بدورها هدأت وشرحت له كل تفاصيل معاناتها،،وعيدروس يسمع ويتفهم لكل تفاصيل هذه المعاناه،،الامر الذي جعله يدنو براسه قليلاً لأسفل وكأنه يحاول اخفاء ملامح تأثره بالموقف وبالأخص بخيانة وبقساوة عصابات الاخونج لهذه الام ولابنائها،،و رفع راْسه اليها وضرب على صدره قائلاً ابشري يا امه ارتاحي ومايكون الا خير وحجز لها بنفس الجناح الملكي الدبلوماسي كونها والدته،،والغرض من ذلك كي لاينسى موضوعها في خضم صراعات سياسيه وقضايا مصيريه يخوض غمارها في هذه الفتره الحرجه والمنعطف الخطير الذي يمر به كقائد في الواجهه وكذا كقضيه وطنيه ومشروع يحمله،،ثم وجه مرافقيه بتوفير كل ماتطلبه ووجه لها بمبلغ مالي كمصروف،،ثم قبّل راسها وانصرف،،واطمأنت هذه الام وتفأجئت باخلاق وتواضع هذا الرجل,,
••لم تمض سوى 48 ساعه الإ وابنائها في صالة استقبال الجناح الملكي الدبلوماسي والرئيس عيدروس يتوسطهم ثم امر مرافقيه بإستدعاء الام،،كانت اللحظه حاسمه بالنسبه لها وكأنها تعيش حلم وليس حقيقه،،ثم ارتمت في احضان اولادها وهي تبكي في لحظه حاسمه اشرورغت فيها عيون كل من شاهد وعاش تلك اللحظه،بما فيهم الرئيس الإنسان الذي حاول اخفاء مشاعره،بالانصراف في طرف الصاله واضعاً هاتفه على أُذنه ليجيب مكالمه هاتفيه وارده جعل منها فرصه لينشغل بها مخفياً مشاعر تختلج في صدره،لربما افضت الى نزول دمعات سقطت في تلك الزاويه التي انفرد فيها بمكالمته والتي جعل منها فرصه لإخفاء هذه مشاعره من الموقف،،عاد الرئيس الإنسان الى الام وابنائها وما ان رأته تلك الام الطاعنه في السن حتى عادت لتقبيل يده و راْسه وتبكي قائله سامحنا يا رئيس اولادي لايعلمون بكرمكم وانسانيتكم وكرمكم،،لقد نقلوا عنكم في مارب غير هذه الصوره يا اشهم و اكرم وانبل العرب،،فإبتسم الرئيس وهو يقبل راس تلك العجوز،،فأكرمهم واستضافهم ٤ ايام في القصر الملكي الدبلوماسي،،وأعطاها 30 الف ريال سعودي كتعويض لمواشيها التي باعتها اثناء رحلة البحث عن ابنيها،،وكذلك ١٥ الف ريال سعودي لتشتري ذهب ومجوهرات بدلاً عن ذهب ابنتها التي باعته في رحلة اخراج ابنيها،،اما الابناء فأحداهما ساعده الرئيس على استخراج فيزة عمل واقامه له بالمملكه،،والثاني اعطاه وجه مكتبه بشراء سياره هايلوكس٢٠١٧م ليعود هو ووالدته الى مارب فوقها وليشتغل على أسرته بسيارته،،
••عادت الام وابنها الى مارب ولكنها مؤمنه وموقنه ان عيدروس الرئيس الإنسان هو من يُشيطنه شذاذ الافاق من مشائخ الدجل والافتراء المتلبسين بالدين،،زرتها قبل ايام و رأيت صورة الرئيس عيدروس الزبيدي في مجلس بيتها،،ولسان حالها يقول(سلام الله على الجنوبيين رجال الشهامه والمرؤه والوفاء)
#بقلم: @ابوجندل آل مهتم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق