المتابعون

04/09/2019

ذكريات محرمة الجزء الثاني

صنعاء الوجه الآخر: (ذكريات محرمة): الجزء الثاني
كم تنافس علي (ص) الاصدقاء وكم تحولت الصداقات بينهم الى عداوات. بل ووصلت الى مواجهات واطلاق الرصاص على بعضهم البعض واحيانا محاولة اغتيالها.
بالنسبة لي كنت اجهل كل شيء عنها. حتى جاء اليوم الذي اجبت فيه على الهاتف وانا مستلم في سنترال التحرير وكان الوقت ظهرا جأني صوت ناعم جميل فيه بعض الدلال تسأل عن أحد الزملاء ففكرت انها قريبته وعندما اخبرتها بانه غير موجود سالت عن زميل اخر اخبرتها انه غير موجود أيضا وسألت عن أخر وهو غير موجود أيضا ولحظتها تأكدت انها ليست قريبة لاحد منهم. ومع ذلك لم اتجاوز أي حد في الكلام معها وعندها قالت وانت من تكون ايش اسمك كانت نبرة صوتها عندما سالت عن اسمي فيها نوع من التعالي او الغرور او هكذا تهيئا لي. فأجبتها موظف لا تعرفيه أي خدمة انا مستعد اتفضلي. ردت بنبرة الواثقة معك (ص) بالنسبة لي الموضوع لم يتغير لأول مرة اسمع بهذا الاسم لذلك كان ردي باردا وانا اكرر كيف أستطيع ان اخدمش فقالت بنبرة غاضبة وقد زال الدلال عن صوتها اشتيك تجي الان الى المكان الفلاني تصلح تلفون صاحبتي وانا ادي احسابك كمّا تطلب. قلت لها أولا انا لا اعرف بيتك ولا بيت صاحبتك. قالت بسيط تعال الى عندي انا أدلك اين بيتي معرفته سهلة لأنه على الشارع قلت لها عفوا لا استطيع ترك السنترال والخروج الان. قالت كل خُبرتك اتصل لهم هذا الوقت او في أي وقت ويجوا على طول ولأنه وقت غداء ولا حد يعرف انك خرجت والبيت قريب. اجبتها عفوا لا يمكن ترك السنترال لكن بكرة الصباح اجي الى عندك او اكلم واحد من الزملاء يجي يصلح الخط، تعصبت وصرخت انت داري من معك قلت لها ايوه فلانه. قالت وانت من انت قلت مستلم السنترال صرخت في وجهي وقالت يعني ما عتجيش قلت لها الان عفوا. قالت هيا انا اوريك يا غبي (تهديد بلهجة صنعاء) والله ما راحت لك وأغلقت السماعة. وظننت ان القصة بالنسبة لي انتهت الى هنا. ولكن بالنسبة لها القصة بدأت للتو. ومع ذلك كنت مخطئ في ظني فقد بدأت قصتي انا للتو ايضا. صباح اليوم الثاني السابعة والنصف صباحا أقوم افتح باب السنترال لدخول الفراشات للتنظيف وانا اعود للنوم بعدها بحوالي ساعة الثامنة والنصف يتوافد أصحاب التلفونات المعطلة الى حوش السنترال لأخذ المهندسين معهم لإصلاح التلفونات. فجأة دخل الغرفة التي انام فيها زميلي وصديقي المرح وهو يسحب الغطاء عني ويقول قم يا كسل قم جاوب مشائخ الحدا فزيت قلت له ايش قال قم جاوب القوسي والبخيتي منتظرين لك في الباب اخذتني الدهشة قلت له اصبح من الصبح قال جاوب احسن ما يدخل أصحاب الحدا يسحبوك من القعشة حقك اكلمك جد منتظرك قبيلي مقعش مثلك قال تجاوب الشيخ اقطب. لبست القميص وغسلت وجهي على عجل وخرجت وصديقي خلفي يضحك وعند الباب رأيت شخص بشعره الطويل (قعشته) وملابس رثة وهو بالسلاح الالي قلت له صباح الخير أي خدمة قال جاوب الشيخ منتظرك فوق السيارة تعال. خرجت بعده وقد عرفت انه ليس من الحدا ولكن قلت ربما شيخ تلفونه معطل ويحتاج مهندس لإصلاحه. وقفت بجانب باب السيارة انزل الشيخ زجاج الباب الذي بجوار السائق وقال انت عبد رحمن قلت ايوه قال اقرب لا هانا قرّبت وجهي من نافذة السيارة فنفذت الى داخل جمجمتي رائحة الخمر الرهيبة التي تنطلق من فم الشيخ الذي يبلغ الثلاثين من العمر او اقل او اكثر غير مهم عمره عيونه كأنها قطع من الجمر من شدة احمرارها من تأثير الخمر ويبدو انه لم ينم بعد. وبصوت عدواني يتهدج قال لي منين تعرف (ص).. يتبع

ليست هناك تعليقات: