المتابعون

04/09/2019

ذكريات محرمة : الجزء الثالث

صنعاء الوجه الآخر: (ذكريات محرمة):

 الجزء الثالث
بصوت عدواني يتهدج قال لي منين تعرف (ص) اجبت عليه لا اعرف (ص) ولا اعرف (عين) ولا اعرفك (طبعا عرفته مجرد ما شاهدته) ولكنني قلت ذلك تصغيرا لشانه. من حالة السكر التي هو فيها لم يستطيع نطق جملته التالية وانا من شدة الخوف تمنيت ان يمر من جانبي أي شخص اعرفه. بدأت اشعر بغثيان ورأسي منتفخ من رائحة الخمر ومن حالة التوتر التي انا فيها. وعاد يقول لي كيف ما تعرفها اذن ليش زعلتها وأين زعلتها في البيت او في الشارع هاه او في التلفون في التلفون اكيد تشتي تغازلها هاه. رديت عليه بحزم قلت له اسمع من الخبيط حقك وقلاب عيونك فوقي من صباح الصبح قلت لك لا اعرفها ولا اعرف رقمها، وبدأت ارفع صوتي ولكن السائق أشار لي بيده ان الشيخ سكران اتحمل شوية واطمأنت قليل ان المرافقين حقه يعرفوا انه سكران واحتمال انهم صاحيين خاصة بعدما تكلم احد الجالسين في الخلف وسألني بهدوء قائلا كان اخبر الشيخ ايش حصل لأنها اكيد ما با تتبلا عليك وهي ما تعرفك؟ وجهت كلامي لمن وجه السؤال وانا ابتعد بوجهي من امام وجه الشيخ وقلت له بما حدث. والان وصل الشيخ يخبط ويتكلم معي بهذا الكلام. قال المرافق شوف يا شيخ سوء فهم بسيط والاخ لا يعرفها ولا تعرفه ولا بينهم أي كلام. نظر الشيخ نحوي وقلي اقرب قرّبت وجهي من وجهه فقال شوف باين عليك طيب بس ابقى منها بعيد لا تخلني احطك في رأسي. طبعا اثناء حديثه استنشقت ما يعادل كاس خمر. كنت اريد ان ارد عليه ولكن السائق يشير لي بيده ويترجاني بما معناه ان أقول تمام. فهمت وقلت ولا يهمك يا شيخ الا ما يرضيك. قال المرافق خلاص شكرا لك، نرحلنا يا شيخ قلهم امشوا. تحركت السيارة من امامي وانا جلست على الرصيف غثيان وراسي اصبح مثل الطبل.
في هذه الاثناء مر زميلي وصديقي حسن والذي سيكون هو مستلم بعدي شافني وهو لا يعرف شيء قال الحمد لله لقيتك احتاجك في موضوع مهم استندت عليه ووقفت قال مالك اسعفك قلت ايوه اسعفني بنفر كبدة وواحد شاهي ، قال سهل ما هذه يالله رحنا المطعم جوار مبنى السنترال وابتعد بعدها الغثيان وخف الم رأسي وبعد ان اطمئن صديقي على صحتي قال اسمع انا اليوم مستلم وبكره انا وانت معزومين قات عند واحد صاحب قلت له انا اعرفه قال نسير لأجل تتعارفوا شخص مهذب ويشتي يتعرف عليك ضروري شغلني. بيني وبين نفسي يا جناه واليوم من صباح ربنا. هزني صديقي قال تمام بكره تعال اتغداء عندي ونروح سوى بيتهم قريب من بيتنا قلت له صاحبك هذا ايحين سالك عني قال اخر مرة قال امس العشي. قلت لنفسي يا جناه شلوني. وتكلمت اعتذر لصاحبك امانة. قال هو صاحب بلادك انت ويشتي يتعرف عليك عندما قلت له انك من الحدا رديت عليه ايحين حدث هذا قال اول امس مجرد ما نطق جملة اول أمس حتى تنفست الصعداء وكررت عليه يعني يوم السبت اشتي أتأكد ان لا علاقة ل (ص) بالموضوع قال ايوه يوم السبت او يوم الجمعة . المهم لا تتأخر ولا تشتري قات نلتقي الى عند حمام (...) قبل العصر قلت خلاص تمام. اليوم التالي الساعة الثانية وخمس واربعون دقيقة كنت في المكان المحدد . وزميلي ينتظرني كلها مسافة دقيقتين او ثلاث حتى كنا امام باب مضيّفنا. استقبلنا الى الدهليز شاب وسيم بملابسه شديدة البياض وعندما صافحني قال اهلا بصاحب البلاد اتفضلوا اخذنا الى الدور الرابع تقريبا مجلس مفروش بالسجاد الثمين والمتاكي مرتبة لحوالي ستة او سبعة اشخاص وامام كل متكئ ثلاجة الماء أبو صقر فارد جناحيه وعليها ملعقة للشرب. اختار صاحب البلاد بقعة امامه منها استطيع مشاهدة جميع من في المجلس ومشاهدة البلكونة وشذروان الماء الذي يفصلنا عنه نافذتين كبيرتين يعني منظر ولا اجمل. جلست في مكاني المحدد واخرجت من جيبي ربطة السوطي فصاح صاحب البلاد يا عيباه والله ما تخزن الا بقاتك اللي اشتريت لك ثواني فقط خرج الى الحجرة وعاد بمربط طوله حوالي متر ونص فيه أربعة عيدان وذهب احضر قات صديقي وقاته وفتح قاتي وقاته وقال خذ اللي يعجبك منتهى الكرم منه ومنتهى الاحراج لي، اخذت قاتي وهو اخذ مني الربطة السوطي وقال ما عليك شا نحتاجها. بدأت اخزن طبعا عودي واحد يكفيني وزيادة وأيضا الماء مبخر وقبل ان يأتي بقية المخزنون بدأ صاحب البلاد يحدثني عن ابوه وجده وعن البلاد (الحدا) فعرفت ان اصله من الحدا ولكنني اجزم انه وحتى والده لا يعرفوا الطريق المؤدي الى قريتهم التي ذكرها.  وتوالى المخزنون اثنين تجار واحد طياري اليمنية وسفير او ملحق وأخيرا وصل الزباج حق الشلة وعاده في الدرج وصوته ملعلع وبدا الارتياح على الجميع لوصوله وبدأت الضحكات والنكت وقد أعطاه صاحب البلاد الربطة السوطي فأمتقع وجهه وملامحه وبدأ بالتنكيت على نفسه وعلى القات السوطي لم تعجبني اكثر النكت لأنها في نظري لا تستحق حتى الابتسامة ولكنني كنت اضحك من ضحكة الزباج فهو يضحك قبل النكتة وبعدها. الجلسة كانت ممتعة بالنسبة لي اكتشفت فيها عالم ثاني لا يبحث الا عن اللهو وأسعار البضاعة والذهب. وموديلات السيارات والساعات والسفريات واخبار الغواني والمضيفات واخر صرعات غرف النوم وفلان سافر دبي وفلان جالس في القاهرة وفلان جاب معه نبيذ واخر جاب لهم فودكا وكافيار المهم عالم لا لي فيه ناقة ولا جمل. وكلما هميت بالخروج يحلف صاحب البلاد، حتى خرج آخر واحد حوالي الساعة الثامنة والنصف فقمت اغادر فقال صاحب البلاد دقائق فقط أقوم اوصلك لان مابش معك سيارة حلف لابد ما يوصلني خرجت من الباب وكانت توجد سيارة فارهة بي ام دبليو مشينا امتار قليلة وسألني اين البيت اخبرته بالعنوان انطلق ولكنه ظل يتكلم بدون توقف. صاحب البلاد مكيّف اخر كيف. انا وصديقي كنا نشرب الماء المبخر على القات وهم كانوا يشربون على القات ماء مخلوط بالفودكا، وانا اقول ليش بيضحكوا على اتفه نكته. وصلنا الى باب منزلي وقف  ونزل من السيارة وفتح الخانة واخرج كيس ورقي واعطانيه لم اجادله ولم اسأل ما يوجد في الكيس فقد عرفت ما يحويه الكيس كان كل همي ان يغادر ويعود ادراجه ودعني اكثر من اربع مرات قبل ان يرحل. تخلصت من ورطة صاحب البلاد وبقيت في ورطة الكيس تسللت الى مطبخ بيتنا لأنه على مدخل البيت ووضعت الكيس داخل التنور. وطوال الليل والوساوس تأخذني وترجعني لو تلقى زوجة اخي الكيس لو تقوم تخبز ذلحين المهم مع اذان الفجر خرجت وادخلت الكيس غرفتي الصغيرة ووضعت الكيس بين الكتب. ونمت حتى الظهيرة... يتبع

ليست هناك تعليقات: