المتابعون

17/09/2019

سر انحياز التونسيين ل "قيس"

سر انحياز التونسيين ل " قيس" !!


تتردد في هذه الساعات ، في مختلف الوسائل الإعلامية أصداء النتائج الرسمية للإنتخابات الرئاسية التونسية في دورها الأول (2019) ، وأسفرت عن فوز المرشح المستقل الدكتور قيس سعيد أستاذ القانون الدستوري - المتصدر الأول - بحصوله على ( 620,711 ) صوتا ، فيما جاء نبيل القروي رجل الأعمال وصاحب قناة" بسمة" الفضائية،- في المرتبة الثانية ب(525,517) صوتا، من إجمالي المقترعين البالغ عددهم( 3,465,184 ) ناخبا وناخبة ، وهذا الرقم من (7.470.566) وهم عدد المسجلين في كشوفات الإنتخابات ، وفق ما أعلنته الهيئة العليا المستقلة للإنتخابات في تونس عبر مؤتمرها الصحفي، بثته الفضائية التونسية مساء اليوم الثلاثاء.

وبذلك يتنافس مرشحان إثنان - من خارج وجوه الدائرة السياسة للحكم بعد نظام بن علي - هما قيس والقروي في الجولة الثانية - لم يحدد موعدها - المفصلية والحاسمة وبها ستفتح للفائز أبواب قصر قرطاج الرئاسي.

بالمجمل أن انتخابات تونس الرئاسية هذه المرة، تميزت عن سابقتها، فهي " مقصلة ديمقراطية"، أطاحت برؤوس من الحجم الكبير، كانت تملأ الساحة ضجيجا بحركتها وتصريحاتها وقراراتها ومواقفها ..، شخصيات معروفة ولامعة في الساحة السياسية التونسية والعربية ، باعتبارها من أهل الحكم ، بيد أن اصوت الناخبين اقصتها بعيدا عن مارثون السباق إلى الكرسي الأول في قرطاج..وفي مقدمتهم يأتي ، منصف المرزوقي الرئيس الأسبق لتونس (صوت له ( 100,231 ناخبا)، إلى جانبه ثلاثة من رؤساء الحكومة السابقين..هم.. يوسف الشاهد حصد (247,140 صوتا)، مهدي جمعة نال (122,287 صوتا) و كان نصيب حمدي الجبالي من الاصوات (7864 )..،كما خسر أربعة وزراء سابقون، هم عبد الكريم الزبيدي وقد حصل على (361,864 صوتا) ، محمد عبو( 122,289 صوتا) ، إلياس الفخاخ( 11538صوتا) و(سعيد العايدي (10098صوات)..، ولم يحالف الحظ مرشح حزب "النهضة "عبد الفتاح مورور فقد نال من الأصوات (434,530) ، وهو الرجل المعروف بافكاره المنفتحة غير المتطرفة !!

ترى.. ما سر انحياز الناخبين للمرشح المستقل أستاذ القانون قيس سعيد الذي لا يتكئ على حزب ليحشد له ولا يستند الى قبيلة تسنده بأصواته..?
سألت الصديق العزيز والزميل الأستاذ/ منصور هائل، الذي عايش عن.قرب هذا الاستحقاق الانتخابي في تونس الخضراء فرد على :" الرجل أعلن أنه لن يستعمل إمتيازات الرئاسة. لا القصر.. ولا الأجر، ورفض تمويل حملته الإنتخابية من المال العام، ونجح في إقامة رابط عاطفي مع الناخبين ..عبر الشخصيه الطهورية المتعففه ، الزاهدة، وخاض حملته الانتخابيه تحت شعار "الشعب يريد" ليخاطب الشباب والشعب بأنه يحمل الوعد باسترداد ثورته المغدورة.
كان شخصية غير نمطية رأى فيه الناخبون تجسيدا لقيم التواضع والبساطة والجدية، والابتعاد عن الانتهازية والتعفف والنقاء الثوري".

ويضيف الزميل منصور هائل :" اعتمدت حملته الإنتخابية على المتطوعين بمافيهم زوجته القاضية والكثير من الشباب، ونأى بنفسه عن الصالونات وعن الايغال في التواصل والاتصال المثير لاشمئزاز المتلقين.
تلك هي بعض صفات رجل وأستاذ القانون الدستوري قيس سعيد المتقدم على كل المتنافسين في الدور الأول من انتخابات الرئاسة التونسية".
هذا ما يمكن أن احيطكم به زميلي صديقي العزيز حليم."

إذا كل الشواهد واستطلاعات الرأي تشير الى ان المرشح قيس سعيد هو الأوفر حظا للفوز برئاسة تونس ، فالرجل يتمتع بسمعة جيدة ، ولديه كارزمة سياسية..جعلت الشباب ينحازون اليه، فهو صوتهم للتغيير المنشود لبناء تونس الجديدة ، وتحقيق ما رفعته ثورة الياسمين 2011م ..واليوم وبعد اعلان النتائج أعاد التأكيد على أن من أولوياته ..الحرية..والكرامة.. والتعايش والعدل وعدم الاقصاء والتعامل مع الجميع على قدم المساواة والرفع من هيبة القانون والتقيد بروح الدستور التونسي فهو الحكم بين جميع الفعاليات وأبناء الشعب ...وشدد أيضا على ضرورة اشراك الشباب في عملية التغيير ..فهم كما كرر اكثر من ومرة الأقدر على التعبير عن أنفسهم وطموحاتهم.. وعليهم ان يقرروا دون غيرهم ماذا يريدون.

وما يعزز من فرضيات فوز المرشح قيس سعيد في الجولة الثانية إعلان بعض الفعاليات والأحزاب إنها سوف تصوت له..وهذا ما أكده اليوم الدكتور منصف المرزوقي .

ومع ذلك تبقى كل الاحتمالات والتوقعات مفتوحة في غير اتجاه..وذلك ساحة تونسية مليئة بالمتغيرات المتوالية..والتقلبات المحلية ..والتحالفات السياسية والتأثيرات الخارجية أيضا !! .

#عبد الحليم سيف
الثلاثاء، 2019/9/17م

ليست هناك تعليقات: