مدونة الكترونية تهتم بكل المعلومات في جميع المجالات ونقصد تزويد الباحثين والدارسين بالمعلومات والبيانات التي يحتاجونها والوصول إليها بطريقة سهلة وسريعة.
المتابعون
09/09/2019
مؤتمر الأديان.. المانيا
ألمانيا تستضيف للمرة الاولى أكبر مؤتمر عالمي للأديان "أديان من أجل السلام" - النسخة الـ 10 بمدينة ليندا
الرئيس الالماني في كلمة الافتتاح: الأوروبيون معتادونعلى تنوع الاديان، ولكن الآخرين أكثر حذرًا، من غير المفيد بتاتًا أن يتزوَّج الدين والسياسة فعندئذ تتولى السياسة بسرعة دور الزوج
علق بعد أربع وعشرين ساعة الكاردينال النيجيري جون أونايكان: عن كلام الرئيس الالماني "ونحن لدينا في أفريقيا تجارب مع الأزواج"
مسلمون ومسيحيون ويهود وهندوس وغيرهم - حوالي 1000 شخص ممثلين عن 17 طائفة دينية في مؤتمر "أديان من أجل السلام" من 100 دولة مجتمعون في أكبر منتديات الأديان العالمية تحت سقف واحد ومن أجل هدف واحد.
حيث استضافة ألمانيا للمرة الأولى أبرز ملتقيات حوار الأديان العالمية “اديان من اجل السلام” في نسخته العاشرة، بمدينة لينداو الألمانية على بحيرة كونستانس ( بحيرة بودِن) جنوبي البلاد ، خلال الشهر الجاري من 20 إلى 23..
وقد افتتح الرئيس الألماني "فرانك فالتر شتاينماير" النسخة العاشرة من مؤتمر "أديان من أجل السلام" الذي يشارك فيه نحو ألف شخص من مختلف أديان العالم حضروا خصيصاً إلى مدينة لينداو بولاية بافاريا.
ودعا الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير إلى مشاركة الزعماء الدينيين في التغلب على النزاعات في أنحاء العالم. وقال شتاينماير في الافتتاح : "الأديان، بوصفها داعما قوي التأثير ومرنا بالنسبة للسلام، يمكنها تقديم خدمة لا غنى عنها ولا يمكن الاستغناء عنها بالنسبة للبشر". مضيفا أنه يمكن أيضًا إساءة استغلال الإيمان والدين "كدوافع بشكل أساسي للنوايا غير الدينية والأهداف السياسية".
وقد أعرب الرئيس شتاينماير بوضوح وعلى نحو غير معتاد عن توقُّعاته من "الدين". الأوروبيون معتادون على ذلك، ولكن الآخرين أكثر حذرًا. "من غير المفيد بتاتًا أن يتزوَّج الدين والسياسة. فعندئذ تتولى السياسة بسرعة دور الزوج"، مثلما قال بعد حديث شتاينماير بأربع وعشرين ساعة الكاردينال النيجيري جون أونايكان: "ونحن لدينا في أفريقيا تجارب مع الأزواج". وأضاف يجب على الدين أَلَّا ينحاز.
“كما اعرب: قد نكون مختلفين في معتقداتنا. ولكن يجب أن يكون موقفنا المشترك هو: أنَّ الدين يجب أَلَّا يكون أبدًا مبررًا للكراهية والعنف".
وقد أكَّد بكلِّ صراحة ووضوح على ارتباطه "كمسيحي متديِّن" بهذا الموضوع: "يجب أَلَّا نكون غير مبالين عندما يقول مرارًا وتكرارًا الكثيرون من الناس إنَّ الدين بالذات هو ظاهرة تمنع السلام وحتى أنَّها تشجِّع على الحرب". وقد ذكَّر بحرب الثلاثين عامًا (1618-1648) [في ألمانيا]، التي كان سببها الدين وقد امتدَّت إلى مدينة لينداو أيضًا.
يجب أن تكون رسالة لينداو المشتركة هي: "لا يجوز أن تُشَنّ أية حرب باسم الدين!"، مثلما حذَّر رئيس الدولة الألماني. وأضاف: "لكن من الممكن أيضًا أن يُساء استخدام الإيمان والدين من أجل نوايا تعتبر في الحقيقة غير دينية وأهداف سياسية".
كان من الملفت للنظر في لينداو عددُ المرات التي تم فيها ذكر الهجمات الدموية الكبيرة التي وقعت في الآونة الأخيرة ضدَّ مؤمنين. الإرهاب الذي استهدف الكنائس في سريلانكا أثناء عيد الفصح وسقط ضحيته مئات القتلى، والمجازر الدموية في مساجد في نيوزيلندا وفي كنيس يهودي في بيتسبرغ في الولايات المتَّحدة الأمريكية. كان هذا الإرهاب في الغالب مُبَرَّرًا دينيًا أيضًا.
من المثير للإعجاب زيادة عدد النساء القادمات من أفريقيا وآسيا والشرق الأوسط للمشاركة في الدورة العاشرة لتجمع الأديان العالمي حيث شكَّلت النساء نحو ربع المشاركين. وهذا أكثر بكثير من ذي قبل. وحضرت هذا التجمُّع أيضًا مندوبةٌ عن الفاتيكان من مؤسَّسة كاريتاس الدولية. ولكن مع ذلك فإنَّ نسبة النساء لا تزال بالنسبة للكثيرين قليلة جدًا، مثل ذي قبل.
"نأمل في أن يضمّ هذا التجمُّع العالمي الجديد المزيد من النساء"، مثلما قالت محرزية العبيدي معيزة: "النساء يجب أن يكنّ أكثر حضورًا في جميع فعالياتنا". لقد كانت هذه التونسية النائبة الأولى لرئيس المجلس الوطني التأسيسي في بلدها تونس. وقد كانت في هذا التجمُّع العالمي الذي استمر أربعة أيَّام في جزيرة بحيرة كونستانس (بحيرة بودن) واحدةً من أكثر النساء الواثقات بأنفسهن، المطالبات بالمزيد من المشاركة في الرأي. وكذلك قالت العراقية ليلى الخفاجي، التي أمضت في عهد صدام حسين أكثر من عشرة أعوام في السجن ومن ثم أصبحت عضوة في البرلمان العراقي: "نرغب في أن تشارك النساء".
كان ظهور هاتين السيِّدتين من أقوى اللحظات في تجمُّع الأديان العالمي. ساهم في تلوُّن وتنوُّع تجمُّع الأديان في مدينة لينداو رجالٌ ونساء على حدّ سواء - هندوس وبوذيون ومسيحيون وبهائيون وصوفيون ويهود وسكَّان أصليون من كندا وكذلك من منطقة الأمازون. غير أنَّ المندوبات القادمات من آسيا وأفريقيا والعالم العربي مثَّلن بالذات العمل الشعبي الملتزم وجسَّدن ثقة جديدة بالنفس.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق