* يقول ماركس: "التاريخ يعيد نفسه في المرة الأولى كمأساة وفي الثانية كمهزلة".. ولا أظن هذه القصة أو المهزلة بحاجة إلى تعليق، أو مزيد شرح، فقد تكررت كثيرًا في تاريخ المنطقة!! يتغير الزمان والمكان وشخوص القصة، وتبقى الحبكة والحيلة ثابتة لا تتغير، فالفخ هو الفخ، والخيانة هي الخيانة، والنتيجة للأسف هي النتيجة! والمتأمل في وضع العالم العربي اليوم بدواعشه وجراحه الكثيرة يكتشف بكل سهولة وجود أكثر من (ياسين) في ليبيا، والعراق، وسوريا، واليمن... والحبل على الجرّار، تم إنتاجهم وتصنيعهم بنفس الطريقة الاستعمارية القديمة، قد يختلفون في الأسماء لكنهم يتفقون في الهدف، فالكل يعمل على تجزئة المجزّأ، وتقسيم المقسّم، وإسقاط مفهوم الدولة في المنطقة العربية، لصالح دويلات وأقاليم وكيانات هشة تقوم على فكرة التلاعب بحبال الانتماءات المذهبية والطائفية والقبلية، ما جعلنا نترحم على أيام سايكس بيكو.
* انتشار نموذج (ياسين) وتكراره بهذا الشكل الهزلي في أكثر من دولة عربية يعني انتصار للمشروع الصهيوني في المنطقة ونجاحه في تغييب العرب كقوة مؤثرة على كافة المستويات الإقليمية والدولية، وإشغالهم بكيانات صغيرة ومتنافرة، وإغراق المنطقة في اقتتالات طائفية لا تبشر بأي أفق للحل والمصالحة.
* الذين لا يقرأون التاريخ محكوم عليهم أن يعيدوه أكثر من مرة.. وأن يلدغوا من ذات الجحر ألف مرة!.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق