المتابعون

12/09/2019

صنعاء الوجه الآخر: (ذكريات محرمة):
الجزء السادس
لم يشرب الزملاء ما يوجد في القارورة فقط بل انهم التهموا الغداء الذي احضروه لي ولم يبقى الا قليل من الرز وبعض السحاوق وبقايا خبز. ولكن المهم عندي انهم غادروا. اكلت بقايا ما تركوه لي ثم اشعلت ثلاث سجائر في الغرفة الصغيرة المخصصة للمقيل حتى اذا كان هناك بقايا للرائحة يختلط بها. وصل بعض الزملاء للمقيل عندي وقد لاحظوا أيضا وجود رائحة العطر ولكن ليس كما كان قويا. وقد اخذتهم معي في احاديث متشعبة حتى لا افتح مجال للحديث عن العطور والروائح. وما كان يقلقني شيئين افكر فيهما فازداد قلقا الأول بقا رائحة العطر قوية في يدي من اثر المصافحة رغم غسل يدي اكثر من عشر مرات بالماء والصابون والشيء الثاني انني منتظر وصول (ص) لتعطيني القات كما وعدت. وأتمنى ان تخلف وعدها ولا تاتي. وأيضا افكر بالطريقة التي ستاتي بها ورائحتها عندما تصل الى الباب. لذلك ظللت ملتصق بالنافذة ونظري مركز على المارة وعلى باب السنترال من الخارج. بدأت اشعر بالجوع الشديد ولم أجرؤ على ترك السنترال في عهدة الزملاء المخزنون حتى لا اجد نفسي في مشكلة وورطة أخرى معهم.
الان الساعة الثالثة والنصف عصرا توقفت سيارة مرسيدس بيضاء اللون تحت النافذة التي انا مخزن فيها. ثواني وتم الطرق على الباب فتحت النافذة الصغيرة باشرني بالقول انت عبد رحمن قلت ايوه قال جاوب يشتوك عند السيارة قلت في نفسي ربما الشيخ جاء يعتذر والا يضارب. ونزلت مسرعا فتحت الباب الاوسط للسيارة تسمرت في مكاني انها (ص) قالت اركب قلت انا مستلم قالت اطلع اشتي احاكيك كلمتين وانزل. طلعت جنبها وتركت باب السيارة مفتوح كشفت عن وجهها وهي بكامل زينتها ومكياجها ايش الواصف يوصف حقيقة اجمل من ممثلات السينما الهندية والأمريكية والاروبية بألاف المرات وعلى الفور قالت ما رأيك ذلحين اجمل والا الصبح اجمل. قلت لها وعيوني مسمرة على وجهها ورقبتها انت جميلة في كل الأوقات والمكياج لا يضيف شيئا الى جمالك الصارخ (اول مرة اشاهد امرأة بكامل زينتها) وضعت يدها على يدي فسرت في جسمي رعشة كهربائية حتى شعرت ان شعر رأسي وقف. لا اراديا وبسرعة أبعدت يدي من تحت يدها وضربت رأسي في سقف السيارة. ضحكت وقالت جبان قلت جبان قوي. كانت مبتسمة ابتسامة الفائز المنتصر. وانا في قمة التوتر من لمستها وأخاف ان يأتي الزملاء للبحث عني وتكون فضيحة ثانية في نفس اليوم مع زملاء اخرين. وجهت حديثها للسائق وقالت اديله القات حقه من الخانة في المشمع الأزرق. وأخذت كيس بلاستيك كان امامها واعطتني إياه. وقالت فيه قاتك وسيجارتك قات مخصوص جدا خزن به انت وحدك واذا تشتي تقسم قسم من القات الثاني . اخذت الكيس وقد نصفي خارج السيارة ولم اعقب فأنا اريدها ان تذهب من امامي بسرعة. اعطاني السائق مربط قات طويل عريض اخذته منه وخفضت نظري نحوها كي القي عليها تحية المغادرة. فإذا هي تنظر نحوي والابتسامة الجذابة الرهيبة القاتلة على فمها وقالت اتصل بي العشي تمام وأغلقت باب السيارة وانطلقت. لحظتها كأني خرجت من حمام بخار الى الشارع واحسست بقشعريرة باردة جدا وانفاسي تتصاعد. رجعت الى الزملاء يسالوني من كان فوق السيارة قلت واحد صاحب أدى لي قات. فتحت مشمع القات الذي ناولني السائق فيه اربعة عيدان قات ضلاعي العودي يخزن لواحد ولعته مثلي أعطيت الأربعة الزملاء من غصن غصن . ونظرت الى الكيس الصغير ووجدت ربطتين قات سوطي ذروي لا له نظير وعروسة سيجارة (ميريت) وهي السيجارة التي ادخنها استغربت كيف عرفت نوعيتها ربما انها لاحظت ذلك عندما جأت في الصباح وجوار العروسة (بندة جديدة أبو خمسين ريال).خمسة الف ريال.
اخذت العلاقية الصغيرة وخرجت الى الممر واخذت من الفلوس مأتين ريال وخرجت من الباب الخلفي اخذت بسكويت وعصير فقد كنت ميت من الجوع. رجعت للتخزينة واخرجت الربطة الأولى فرغم انني اخزن بأفضل قات سوطي ذروي انما هذا لم اشاهد مثله الا ذلك اليوم رؤوس الاغصان فقط لا شيء ترميه الى الأرض. شاهد الزملاء قاتي وقالوا ايش من قات هذا. هذا القات الذي معك هو اللي بيهربوه للأمراء في السعودية. وهذا صاحبك ايش عمله. قلت لهم موظف في الجمارك. فعلا قات الذ من العسل لا تريد ان تبعده عن فمك ربطة واحدة بعد ان وزعت منها حوالي ثلثها. خزنت بالباقي منها حتى الساعة الحادية عشرة مساء. وبعدها تناولت كاس شاي وكأنني سكران في عالم اخر. اخذتني افكاري للتفكير بما حدث اليوم . أحيانا اشعر بالفرح وفجأة يسيطر على نفسي وصدري الضيق والقلق. احدث نفسي هل ما يحدث لي شيء مخطط ام مقدر ومكتوب وافكر في العواقب واخاف. ثم أتذكر صورتها وابتسامتها الساحرة وأقول يا الله كم انا محظوظ ان عرفت هذه الفتاة الأسطورية. المهم أفكار تأخذني وأفكار تعيدني وهواجس وقلق .حتى القرأة التي هي هوايتي المفضلة والتي اهرب بها من كل همومي لم استطع ان امارسها تركت الكتاب وتركت المجلات وحتى حل الكلمات المتقاطعة عجزت عن حلها وانا الطحطوح فيها .فكري مشوش قلق لا ادري ما اريد اكاد اجن واكاد اطير . حالتي حالة وبينما انا اعقد مقارنة بين صورة فتاة الغلاف لمجلة اليقظة وبين صورة (ص) وجدت ان صورة فتاة الغلاف قبيحة رغم جمالها اذا تم مقارنتها مع جمال (ص) وانا على هذه الحال رن الهاتف وقطع حبل افكاري. ارفع السماعة لأجد على الطرف الاخر منه الانسة (أ) فانفرجت اساريري وكأنها اخرجتني من الجحيم. قالت مساء الخير عرفتني قلت مساء النور لقد انقذتني من شتات افكاري... يتبع

ليست هناك تعليقات: