ﻣﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻹﻣﺎﺭﺍﺗﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤﻦ
ﻭﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺘﻪ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺆﺍﻣﺮﺍﺕ
ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ..
ﺍﻹﻣﺎﺭﺍﺕ .. ﺳﻴﻤﻔﻮﻧﻴﺔ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﻭﻫﺰﻳﻤﺔ
ﺍﻷﻋﺪﺍﺀ
- ﻛﻴﻒ ﺟﺮﺕ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺷﻴﻄﻨﺔ
ﺍﻹﻣﺎﺭﺍﺕ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻮﻫﻠﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ؟
- ﻫﺬﻩ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻹﺧﻮﺍﻧﻲ ﻓﻲ
ﺗﻌﻄﻴﻞ ﺗﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ
- ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻏﻴﺮﺕ ﺍﻹﻣﺎﺭﺍﺕ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺘﻬﺎ
ﻣﻦ ﺩﻋﻢ ﻣﺄﺭﺏ ﺇﻟﻰ ﺩﻋﻢ ﺗﺤﺮﻳﺮ
ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ؟
- ﻳﺪ ﺗﺒﻨﻲ ﻭﺃﺧﺮﻯ ﺗﻘﺎﺗﻞ
- ﺷﺠﺮﺓ ﺩﻡ ﺍﻷﺧﻮﻳﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ
ﻟﻠﻬﺠﻮﻡ ﺍﻟﻌﺪﺍﺋﻲ
- ﺗﻌﻄﻴﻞ ﻣﻴﻨﺎﺀ ﻋﺪﻥ ﻭﺗﻬﻤﺔ ﺍﺣﺘﻼﻝ
ﺍﻟﻤﻮﺍﻧﺊ ﻫﺬﻩ ﺩﻭﺍﻓﻌﻬﺎ!
- ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﺷﻴﻤﺘﻬﻢ ﺍﻟﻐﺪﺭ
ﻭﻻ ﺛﻘﺔ ﻓﻴﻬﻢ
- ﺍﻹﻣﺎﺭﺍﺕ.. ﺳﻴﻤﻔﻮﻧﻴﺔ ﺍﻷﺩﺍﺀ
ﻭﻫﺰﻳﻤﺔ ﺍﻷﻋﺪﺍﺀ
ﺟﺮﺕ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺷﻴﻄﻨﺔ ﺍﻹﻣﺎﺭﺍﺕ
ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻮﻫﻠﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ
ﻣﻦ ﻣﺸﺎﺭﻛﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻒ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ
ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺇﺧﻮﺍﻥ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﺃﻭ ﻣﺎ ﻳﻌﺮﻑ
ﺑﺤﺰﺏ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﺍﻟﺘﻜﻔﻴﺮﻱ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ
ﻳﺠﻌﻠﻨﺎ ﻧﺘﺴﺎﺀﻝ ﻋﻦ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻬﺠﻮﻡ ﺍﻟﻐﻴﺮ ﻣﺒﺮﺭ ﻭﺍﻟﻐﻴﺮ ﻣﻨﻄﻘﻲ
ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﻤﻞ ﻓﻲ ﺟﻮﻫﺮﻩ ﻋﺪﺍﺀً ﻣﺒﻄﻨﺎً
ﻭﺍﻧﺰﻋﺎﺟﺎً ﻣﻦ ﺩﻭﺭ ﺍﻹﻣﺎﺭﺍﺕ ﻭﻣﺸﺎﺭﻛﺘﻬﺎ
ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﺔ.
ﻳﺎ ﺗﺮﻯ ﻣﺎﻫﻲ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﻭﺍﻷﻫﺪﺍﻑ
ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻒ ﻭﺭﺍﺀ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ
ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻌﺪﺍﺋﻴﺔ، ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﻛﺎﻥ
ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺇﻧﺠﺎﺯﺍﺕ ﺍﻹﻣﺎﺭﺍﺕ ﻓﻲ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻣﻮﺿﻊ ﺷﻜﺮ ﻭﺗﻘﺪﻳﺮ؟
ﺷﺠﺮﺓ ﺩﻡ ﺍﻷﺧﻮﻳﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ
ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﺟﺮﻯ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺃﻱ
ﺣﺠﺔ ﺃﻭ ﺳﺒﺐ ﺃﻭ ﺳﻠﻮﻙ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻪ
ﺍﻹﻣﺎﺭﺍﺕ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﻣﺒﺮﺭﺍً ﻟﻠﻬﺠﻮﻡ
ﺍﻟﻌﺪﺍﺋﻲ، ﻓﺒﻤﺠﺮﺩ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻹﻣﺎﺭﺍﺕ
ﻓﻲ ﺳﻘﻄﺮﻯ ﻓﻬﻲ ﺗﺮﻳﺪ ﺍﻟﺴﻄﻮ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻨﺒﺎﺗﺎﺕ ﻭﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﺩﺭﺓ، ﻓﺘﺠﺮﻯ
ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺸﻴﻄﻨﺔ ﻭﺍﻟﺘﻀﺨﻴﻢ ﻭﻛﻴﻞ
ﺍﻻﺗﻬﺎﻣﺎﺕ ﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻹﻣﺎﺭﺍﺕ ﺑﺄﻧﻬﺎ
ﺍﺳﺘﻮﻟﺖ ﻋﻠﻰ ﺷﺠﺮﺓ ﺩﻡ ﺍﻷﺧﻮﻳﻦ، ﻭﻣﻊ
ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺗﻬﺎﻡ ﺍﻟﻤﻀﺤﻚ ﻭﺍﻟﺴﺨﻴﻒ
ﻭﺍﻟﻐﻴﺮ ﻣﻌﻘﻮﻝ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺩﺩﻩ ﻣﺮﺗﺰﻗﺔ
ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺨﺐ ﺍﻹﻋﻼﻣﻴﺔ
ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ، ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻳﺠﺪ ﺁﺫﺍﻧﺎً ﺻﺎﻏﻴﺔ
ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﻴﻦ، ﻭﻫﻲ ﻓﺌﺔ
ﻻ ﺗﺪﻗﻖ ﻟﻤﺎ ﺗﺴﻤﻌﻪ ﺃﻭ ﺣﺘﻰ ﺗﺤﺎﻭﻝ
ﺍﻟﺘﺤﻘﻖ ﻣﻦ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺗﻬﺎﻣﺎﺕ.
ﻳﻨﻢّ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﺮﺡ ﻋﻦ ﺳﺨﺎﻓﺔ ﻭﺗﺰﻳﻴﻒ
ﻭﺃﻛﺎﺫﻳﺐ ﻟﻠﻮﺍﻗﻊ ﻟﺴﺒﺒﻴﻦ، ﺍﻷﻭﻝ: ﻫﻮ ﺃﻥ
ﺯﺭﺍﻋﺔ ﺷﺠﺮﺓ ﺩﻡ ﺍﻷﺧﻮﻳﻦ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ
ﺍﻟﻨﺒﺎﺗﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﺩﺭﺓ ﻻ ﻳﺼﻠﺢ ﺯﺭﺍﻋﺘﻬﺎ ﻓﻲ
ﺍﻹﻣﺎﺭﺍﺕ ﻟﻌﺪﻡ ﻣﻼﺀﻣﺔ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ
ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﺍﻹﻣﺎﺭﺍﺗﻴﺔ، ﻓﺎﻟﺒﻴﺌﺔ
ﺍﻟﺴﻘﻄﺮﻳﺔ ﻓﺮﻳﺪﺓ ﻣﻦ ﻧﻮﻋﻬﺎ ﻭﺗﻤﺜﻞ
ﺑﻴﺌﺔ ﻧﺎﺩﺭﺓ ﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺒﺎﺗﺎﺕ،
ﻧﺎﻫﻴﻚ ﺃﻧﻨﺎ ﻟﻮ ﺍﻓﺘﺮﺿﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ
ﻫﻮ ﻧﻘﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ، ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ
ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺗﻘﻨﻴﺎﺕ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻭﺗﻮﻓﻴﺮ ﻇﺮﻭﻑ
ﺑﻴﺌﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ ﺳﺘﻜﻮﻥ
ﻇﺮﻭﻑ ﺻﻨﺎﻋﻴﺔ، ﻭﻫﻲ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻟﻴﺴﺖ
ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ، ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺴﻬﻮﻟﺔ ﻟﻔﻌﻠﻬﺎ
ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﻮﻥ ﻭﻣﻦ ﻗﺒﻠﻬﻢ ﺍﻟﺒﺮﺗﻐﺎﻟﻴﻮﻥ
ﻭﺍﻷﺗﺮﺍﻙ.
ﻭﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻫﻮ ﺃﻥ ﺍﻹﻣﺎﺭﺍﺕ ﻟﻮ
ﺃﺭﺍﺩﺕ ﺃﺧﺬ ﻋﻴﻨﺎﺕ ﻭﻧﻤﺎﺫﺝ ﻟﻬﺬﻩ
ﺍﻟﻨﺒﺎﺗﺎﺕ ﻟﺘﻤﻜﻨﺖ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﻳﺎﻡ
ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻋﻔﺎﺵ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ
ﻳﺮﻓﺾ ﻟﻬﺎ ﺃﻱ ﻃﻠﺐ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺣﺠﻤﻪ،
ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﺪﻋﻲ
ﺍﻻﻧﺘﻈﺎﺭ ﻟﻘﻴﺎﻡ ﺣﺮﺏ ﺣﺘﻰ ﺗﻘﻮﻡ
ﺑﺎﻟﺴﻄﻮ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺒﺎﺗﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﺩﺭﺓ
ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺨﻀﻊ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ
ﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﻴﻮﻧﺴﻜﻮ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻭﺿﻌﺖ
ﺳﻘﻄﺮﻯ ﺿﻤﻦ ﺍﻟﻤﺤﻤﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ.
ﻟﻜﻦ ﺣﺰﺏ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﻭﺁﻟﺘﻪ ﺍﻹﻋﻼﻣﻴﺔ
ﻛﻌﺎﺩﺗﻪ ﻳﻨﺸﺮ ﺃﻓﻜﺎﺭﺍً ﻣﻀﻠﻠﺔ ﻣﺨﺘﻠﻘﺔ
ﺗﻬﺪﻑ ﺇﻟﻰ ﺩﻏﺪﻏﺔ ﻋﻮﺍﻃﻒ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﺍﻟﺒﺴﻄﺎﺀ ﻭﺯﺭﻉ ﺧﻄﺎﺏ ﺍﻟﻜﺮﺍﻫﻴﺔ ﻓﻲ
ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ ﻭﺗﻮﺣﻲ ﻟﻬﻢ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺧﻄﺮﺍً
ﻳﻬﺪﺩ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻭﻫﻲ ﻭﺣﺪﻫﺎ ﻣﻦ
ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺇﻧﻘﺎﺫ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ، ﻟﻜﻨﻨﺎ ﻟﻢ
ﻧﺴﻤﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺟﺮﻯ
ﺍﻟﺘﻔﺮﻳﻂ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﺧﺮ ﺍﻟﻮﺭﺍﺛﻲ ﻟﻌﺪﺩ
ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺎﺻﻴﻞ ﺍﻟﻤﺰﺭﻭﻋﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ
ﻛﺎﻟﻘﻄﻦ ﻭﺍﻟﺒﻦ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﺻﻮﻝ
ﺍﻟﻮﺭﺍﺛﻴﺔ ﺍﻟﻬﺎﻣﺔ، ﻓﻬﻲ ﺃﺻﻼً ﻻ ﺗﻜﺘﺮﺙ
ﻭﻣﺴﺘﻌﺪﺓ ﺃﻥ ﺗﺘﻨﺎﺯﻝ ﺃﻭ ﺗﺒﻴﻊ ﺃﻱ
ﻣﻤﺘﻠﻜﺎﺕ ﺟﻨﻮﺑﻴﺔ ﻣﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺤﻘﻖ ﻟﻬﺎ
ﺃﺭﺑﺎﺣﺎً ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻫﻤﻴﺘﻬﺎ ﻟﻼﻗﺘﺼﺎﺩ
ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻲ.
ﺗﻌﻄﻴﻞ ﻣﻴﻨﺎﺀ ﻋﺪﻥ ﻭﺗﻬﻤﺔ ﺍﺣﺘﻼﻝ
ﺍﻟﻤﻮﺍﻧﺊ
ﺿﻤﻦ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﺍﻻﺣﺘﺠﺎﺟﻴﺔ
ﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻹﻣﺎﺭﺍﺕ ﻓﻲ ﺣﺮﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎﺕ ﺍﻹﺭﻫﺎﺑﻴﺔ ﻫﻮ
ﺍﺗﻬﺎﻣﻬﺎ ﺑﺘﻌﻄﻴﻞ ﻣﻴﻨﺎﺀ ﻋﺪﻥ، ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻤﻴﻨﺎﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺪﺃ ﻳﻌﻤﻞ ﺣﺎﻟﻴﺎ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ
ﻛﺎﻥ ﻣﻌﻄﻼً ﻗﺮﺍﺑﺔ ﺍﻟﺜﻼﺛﻴﻦ ﻋﺎﻣﺎً ﻣﻦ
ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﻤﺸﺆﻭﻣﺔ؛ ﺣﻴﺚ ﺗﻢ ﺗﺤﻮﻳﻞ
ﻛﻞ ﺍﻟﺴﻔﻦ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﻴﻨﺎﺀ
ﺍﻟﺤﺪﻳﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺏ ﻣﻴﻨﺎﺀ ﻋﺪﻥ،
ﻭﻟﻜﻨﻨﺎ ﻟﻸﺳﻒ ﻟﻢ ﻧﺴﻤﻊ ﺧﻼﻝ ﻛﻞ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﺣﺘﺠﺎﺟﺎً ﺃﻭ ﺍﻋﺘﺮﺍﺿﺎ
ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺸﻴﻦ ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ
ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﻬﺪﻓﺖ ﺿﺮﺏ ﻛﻞ
ﻣﻜﺎﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻓﻲ
ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ، ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﻳﺘﺒﺎﻛﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﻴﻨﺎﺀ
ﻋﺪﻥ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﻢ ﺗﺸﻐﻴﻠﻪ ﻭﺑﺪﺃﺕ
ﺍﻹﻳﺮﺍﺩﺍﺕ ﺗﺘﺪﻓﻖ ﻣﻨﻪ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻻﺩﻋﺎﺀ
ﻳﻜﺸﻒ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺃﻣﺮﻫﻢ ﻭﺇﺩﺭﺍﻛﻬﻢ ﺃﻧﻬﻢ
ﺳﻴﻔﻘﺪﻭﻥ ﻣﺼﺎﻟﺤﻬﻢ ﻷﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻴﻨﺎﺀ
ﻭﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﻣﻮﺍﻧﺊ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﺳﻴﻌﻮﺩ
ﻷﺻﺤﺎﺑﻪ ﺇﻥ ﺁﺟﻼً ﺃﻭ ﻋﺎﺟﻼً.
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﻧﺘﻬﺖ ﻗﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ
ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ، ﺑﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻹﻣﺎﺭﺍﺕ،
ﻣﻦ ﺗﺤﺮﻳﺮ ﺃﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ، ﻭﺑﺪﻻً ﻣﻦ
ﺃﻥ ﻳﺤﻈﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻧﺠﺎﺯ ﺑﺘﻘﺪﻳﺮ ﻣﺎ
ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﻄﻔﺔ ﻣﻦ
ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ، ﻓﺈﺫﺍ ﺑﻨﺎ ﻧﺮﻯ ﺍﻟﺘﻬﻤﺔ ﺟﺎﻫﺰﺓ
ﻭﻫﻲ ﺃﻥ ﺍﻹﻣﺎﺭﺍﺕ ﺗﺴﻌﻰ ﻻﺣﺘﻼﻝ
ﺍﻟﻤﻮﺍﻧﺊ ﻭﻣﻀﻴﻖ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻤﻨﺪﺏ، ﻟﻜﻦ
ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻷﻣﺮ ﻫﻮ ﺇﺩﺭﺍﻛﻬﻢ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ
ﺍﻹﻧﺠﺎﺯ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻋﺎﺩ
ﻷﺻﺤﺎﺑﻪ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﻴﻦ، ﻭﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻳﻌﻨﻲ
ﺃﻥ ﺗﺤﻜﻤﻬﻢ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﻮﺍﻧﺊ ﻭﺍﻟﻤﻄﺎﺭﺍﺕ
ﻭﺑﺎﺏ ﺍﻟﻤﻨﺪﺏ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺩ
ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﻗﺪ ﺍﻧﺘﻬﺖ ﺇﻟﻰ
ﻏﻴﺮ ﺭﺟﻌﺔ.
ﻭﺇﺫﺍ ﻋﺪﻧﺎ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻻﺗﻬﺎﻡ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﻧﺠﺪ
ﺃﻧﻪ ﺍﺗﻬﺎﻡ ﺳﺨﻴﻒ ﻻ ﻳﻘﺒﻠﻪ ﺣﺘﻰ
ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻟﺴﺒﺐ ﺑﺴﻴﻂ ﻫﻮ ﺃﻥ ﺗﺤﺮﻳﺮ
ﺍﻟﻤﻀﻴﻖ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﻧﺊ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ ﻻ ﻳﻬﻢ
ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﻴﻦ ﺃﻭ ﺣﺘﻰ ﺍﻹﻣﺎﺭﺍﺗﻴﻴﻦ
ﻭﺣﺪﻫﻢ ﺑﻞ ﻫﻮ ﻣﺤﺾ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ
ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻛﻠﻪ ﻭﻫﻮ
ﻣﻤﺮ ﺩﻭﻟﻲ ﻳﺨﻀﻊ ﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﻤﻼﺣﺔ
ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻻ ﻳﺼﻨﻌﻬﺎ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﻮﻥ
ﻭﺍﻹﻣﺎﺭﺍﺗﻴﻮﻥ ﻭﺣﺪﻫﻢ ﺑﻞ ﻭﺑﻤﺸﺎﺭﻛﺔ
ﺍﻷﺻﺪﻗﺎﺀ، ﻭﻟﻜﻦ ﻋﻈﻤﺔ ﻭﺩﻭﺭ
ﺍﻹﻣﺎﺭﺍﺕ ﻳﻜﻤﻦ ﻓﻲ ﺗﺤﺮﻳﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻤﺮ
ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﻴﻤﻨﺔ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻴﺔ ﻭﻗﻮﻯ
ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ ﺍﻹﺧﻮﺍﻧﻴﺔ، ﻭﻣﺎ ﻫﺬﻩ
ﺍﻻﺗﻬﺎﻣﺎﺕ ﺇﻻ ﺍﺩﻋﺎﺀﺍﺕ ﺳﺨﻴﻔﺔ
ﻟﻼﺳﺘﻬﻼﻙ ﺍﻟﻤﺤﻠﻰ ﻭﺑﻌﻴﺪﺍً ﻋﻦ
ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻴﺔ. ﻭﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻤﺜﻞ : ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ
ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺙ ﻣﺠﻨﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﻊ ﺃﻥ
ﻳﻜﻮﻥ ﻋﺎﻗﻼً ! ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻸﺳﻒ ﻏﺎﺏ
ﺍﻟﻌﻘﻼﺀ ﻭﺗﻐﻠﺒﺖ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻀﻴﻘﺔ.
ﻃﻴﻮﺭ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﺷﻴﻤﺘﻬﻢ ﺍﻟﻐﺪﺭ ﻭﻻ ﺛﻘﺔ
ﻓﻴﻬﻢ
ﻳﻌﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺳﺘﻨﻔﺎﺭ ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺔ
ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺨﺘﻄﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ
ﺇﺟﺮﺍﺀً ﺍﺳﺘﺒﺎﻗﻴﺎً ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻛﺸﻔﺖ
ﺍﻹﻣﺎﺭﺍﺕ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻹﺧﻮﺍﻧﻲ ﻓﻲ
ﺗﻌﻄﻴﻞ ﺗﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ،
ﻓﺈﺫﺍ ﻣﺎ ﻋﺪﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﺑﺪﺍﻳﺎﺕ ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ
ﺍﻹﻣﺎﺭﺍﺕ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ ﻓﻬﻲ
ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺪﻋﻢ ﺟﺒﻬﺔ ﻣﺄﺭﺏ ﺩﻋﻤﺎً ﻟﻴﺲ
ﻣﺎﺩﻳﺎً ﺃﻭ ﻟﻮﺟﻴﺴﺘﻴﺎً ﻓﻘﻂ؛ ﺑﻞ ﻛﺎﻧﺖ
ﻟﻬﻢ ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺑﺎﻟﺮﺟﺎﻝ
ﻭﺍﻟﻌﺘﺎﺩ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻹﻣﺎﺭﺍﺕ ﺍﻛﺘﺸﻔﺖ ﻏﺪﺭ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﺮﺑﺖ ﺇﺣﺪﺍﺛﻴﺎﺕ
ﺃﻣﺎﻛﻦ ﺗﻮﺍﺟﺪ ﺍﻹﻣﺎﺭﺍﺕ ﻟﻠﺤﻮﺛﻴﻴﻦ،
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻓﻘﺪﺕ ﺍﻹﻣﺎﺭﺍﺕ
ﻋﺪﺩًﺍ ﻣﻦ ﺭﺟﺎﻟﻬﺎ ﻭﺍﺳﺘﺸﻬﺪ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ
ﺧﻤﺴﻴﻦ ﺷﻬﻴﺪﺍً، ﻭﺍﺗﻀﺢ ﺑﻌﺪﻫﺎ، ﺑﻤﺎ
ﻻ ﻳﺪﻉ ﻣﺠﺎﻻً ﻟﻠﺸﻚ، ﻋﺪﻡ ﺟﺪﻳﺔ
ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﻄﻔﺔ ﻣﻦ
ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﻓﻲ ﺇﻟﺤﺎﻕ ﺍﻟﻬﺰﻳﻤﺔ
ﺑﺎﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ. ﻭﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻫﻮ ﺃﻥ
ﺍﻻﻣﺎﺭﺍﺕ ﺍﻛﺘﺸﻔﺖ ﺇﻥ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ
ﺑﺎﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺇﻻ ﻭﻛﺮ
ﻟﻺﺭﻫﺎﺑﻴﻴﻦ ﻭﻣﺄﻭﻯ ﺗﺘﺴﺘﺮ ﻓﻴﻪ
ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎﺕ ﺍﻹﺭﻫﺎﺑﻴﺔ ﻭﻳﺪﻳﺮﻩ
ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺩﻋﺎ ﺍﻹﻣﺎﺭﺍﺕ ﺃﻥ
ﺗﻀﻊ ﻣﺴﺎﻓﺔ ﻳﻨﻬﺎ ﻭﺑﻴﻦ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ
ﺑﺎﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﻄﻔﺔ ﻣﻦ
ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺍﺗﻀﺤﺖ ﻧﻮﺍﻳﺎﻫﻢ
ﻭﺍﻧﻜﺸﻔﺖ ﺃﻫﺪﺍﻓﻬﻢ، ﻭﺑﺬﻟﻚ ﺍﻧﻬﺎﺭﺕ
ﺍﻟﺜﻘﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭﻫﻨﺎ ﻏﻴﺮﺕ
ﺍﻹﻣﺎﺭﺍﺕ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺘﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺩﻋﻢ
ﺗﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻭﻣﻜﺎﻓﺤﺔ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎﺕ
ﺍﻹﺭﻫﺎﺑﻴﺔ ﻭﺍﺳﺘﻜﻤﺎﻝ ﺗﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ .
ﻭﻫﻨﺎ ﺑﺪﺃﺕ ﺣﺮﺏ ﻋﻠﻨﻴﺔ ﺿﺪ ﺍﻹﻣﺎﺭﺍﺕ
ﻭﺃﻋﻠﻨﺖ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ
ﺍﻟﻤﺨﺘﻄﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﻣﺴﺘﻮﻯ
ﺟﺪﻳﺪﺍً ﻣﻦ ﺍﻻﺗﻬﺎﻣﺎﺕ ﻣﻨﻬﺎ ﺗﻮﺟﻴﻪ
ﺍﻻﺗﻬﺎﻡ ﻟﻺﻣﺎﺭﺍﺕ ﺑﺪﻋﻢ ﺍﻧﻔﺼﺎﻝ
ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ .
" ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻲ " ﺣﻠﻴﻒ
ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻲ ﻟﻺﻣﺎﺭﺍﺕ
ﻟﻘﺪ ﻭﺟﺪﺕ ﺍﻹﻣﺎﺭﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ
ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻲ ﺣﻠﻴﻔﺎً ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺎً ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ
ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻒ ﻭﻫﻲ ﺇﺳﻘﺎﻁ ﺍﻧﻘﻼﺏ
ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ ﻭﻣﻜﺎﻓﺤﺔ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎﺕ
ﺍﻹﺭﻫﺎﺑﻴﺔ، ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺟﻌﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻮﻯ
ﺃﻥ ﺗﺸﻦ ﺟﺎﻡ ﻏﻀﺒﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ
ﺍﻹﻣﺎﺭﺍﺗﻴﺔ ﻭﻓﻘﺪﺕ ﺳﻴﻄﺮﺗﻬﺎ ﻭﺍﻟﺘﺤﻜﻢ
ﺑﺄﻋﺼﺎﺑﻬﺎ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺃﻧﻬﺎ ﺳﻘﻄﺖ ﺳﻘﻮﻃﺎً
ﺃﺧﻼﻗﻴﺎً ﺑﺎﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺃﻟﻔﺎﻅ ﻏﻴﺮ ﻻﺋﻘﺔً
ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻣﺎﺭﺍﺕ.
ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﻣﻦ
ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺿﻤﺎﻥ ﺇﺑﻌﺎﺩ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻣﻦ
ﺍﻟﻬﻴﻤﻨﺔ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻴﺔ ﻭﺑﻌﻴﺪﺍً ﻋﻦ
ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﺔ، ﻭﻫﺬﻩ
ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻻ ﺗﻬﻢ ﺍﻹﻣﺎﺭﺍﺕ
ﻭﺣﺪﻫﺎ ﺑﻞ ﺗﻬﻢ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﻭﻓﻲ
ﻣﻘﺪﻣﺘﻬﻢ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ
ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻭﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﻭﻓﺮﻧﺴﺎ؛ ﺑﻞ
ﻭﺗﺆﻳﺪﻫﺎ ﺭﻭﺳﻴﺎ ﻭﺍﻟﺼﻴﻦ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺩﻋﺖ
ﺇﻟﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﺑﻴﻦ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻲ
ﻭﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﻄﻔﺔ ﻣﻦ
ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ، ﻭﻫﻮ ﺃﺩﻧﻰ ﻃﻤﻮﺡ ﻳﺆﻳﺪﻩ
ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﻮﻥ.
ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﻄﻔﺔ
ﻣﻦ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﺗﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﻣﻊ
ﺍﻹﻣﺎﺭﺍﺕ ﻭﺻﻌّﺪﺕ ﻣﻦ ﻣﻮﺍﺟﻬﺎﺗﻬﺎ
ﻭﺫﻫﺒﺖ ﻟﻠﺸﻜﻮﻯ ﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻣﻦ
ﻭﻃﺎﻟﺒﺖ ﺑﻄﺮﺩ ﺍﻹﻣﺎﺭﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻒ،
ﻭﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺤﺮﻙ ﻛﺎﻥ ﻣﻮﺿﻊ ﺗﻬﻜﻢ
ﻭﺳﺨﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻷﻣﻦ، ﻟﻴﺲ ﻷﻥ
ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻟﻴﺲ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻬﺎ
ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺷﻜﻮﻯ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﻭﻟﻴﺲ ﻷﻥ
ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻭﺿﻌﺖ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﺒﻨﺪ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﻭﺗﻢ
ﺗﻜﻠﻴﻒ ﺍﻟﺮﺑﺎﻋﻴﺔ ( ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ، ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ،
ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻭﺍﻹﻣﺎﺭﺍﺕ ) ﺑﺈﻧﺠﺎﺯ ﻣﻬﻤﺔ
ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ، ﻭﻟﻜﻦ ﻷﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻘﺪﻡ ﺍﻷﺩﻟﺔ
ﻭﺍﻟﺤﻴﺜﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺜﺒﺖ ﺍﺩﻋﺎﺀﺍﺗﻬﺎ، ﻓﻘﺪ
ﻋﺠﺰﺕ ﻓﻲ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻛﺸﻒ ﺑﺄﺳﻤﺎﺀ
ﺍﻟﻀﺒﺎﻁ ﻭﺍﻟﺠﻨﻮﺩ ﻣﻊ ﺃﺭﻗﺎﻣﻬﻢ
ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﺍﻹﻣﺎﺭﺍﺕ
ﺍﺳﺘﻬﺪﻓﺘﻬﻢ ﺃﺻﺒﺢ ﺩﻟﻴﻼً ﺿﺪﻫﻢ ﺑﺪﻻً
ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﺼﺎﻟﺤﻬﻢ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ
ﺃﻛﺪﺕ ﺑﻐﺒﺎﺋﻬﺎ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺷﺎﺭﻛﻮﺍ ﻓﻲ ﻏﺰﻭﺓ
ﻋﺪﻥ ﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎﺕ ﺍﻹﺭﻫﺎﺑﻴﺔ.
ﺍﻟﻨﻬﺞ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻟﻺﻣﺎﺭﺍﺕ
ﺇﻥ ﺍﻟﻨﻬﺞ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺴﻴﺮ ﻓﻴﻪ
ﺍﻹﻣﺎﺭﺍﺕ، ﺑﻌﺪ ﺇﻋﻼﻥ ﺭﻏﺒﺘﻬﺎ ﻓﻲ
ﺍﻻﻧﺴﺤﺎﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﺏ، ﺇﻧﻤﺎ ﻓﻲ
ﺣﻘﻴﻘﺘﻪ ﺍﻧﺴﺤﺎﺏ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ
ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﻄﻔﺔ ﻣﻦ
ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﺑﻌﺪ ﺍﻛﺘﺸﺎﻓﻬﺎ ﻛﺬﺏ ﻭﻏﺪﺭ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ، ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺸﺎﺭﻛﺘﻬﺎ
ﺳﺘﻜﻮﻥ ﻣﻘﺘﺼﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﺮﺭﺓ ﻭﻣﻜﺎﻓﺤﺔ
ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎﺕ ﺍﻹﺭﻫﺎﺑﻴﺔ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺣﺎﻭﻟﺖ
ﻏﺰﻭ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺜﻤﻦ، ﻭﻫﺬﺍ
ﻣﻄﻠﺐ ﺩﻭﻟﻲ ﻭﻟﻪ ﺗﺄﻳﻴﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ
ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ، ﻭﻟﺪﻳﻬﺎ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻣﺆﻛﺪﺓ ﻋﻠﻰ
ﺗﻮﺭﻁ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﻄﻔﺔ
ﻣﻦ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺒﺢ ﺟﻠﻴﺎً ﺃﻧﻬﺎ
ﺗﺴﻌﻰ ﺇﻟﻰ ﺍﺣﺘﻼﻝ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ
ﺗﺘﺨﺬ ﻣﻨﻪ ﻭﻃﻨﺎً ﺑﺪﻳﻼً ﻟﻺﺧﻮﺍﻥ ﺑﻌﺪ
ﺃﻥ ﺗﻢ ﻃﺮﺩﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻭﻟﻢ ﻳﻌﺪ
ﻟﻬﻢ ﻣﻜﺎﻥ ﻓﻴﻪ.
ﺇﺫﻥ ﻳﺘﻀﺢ ﻣﻤﺎ ﺳﺒﻖ ﺃﻥ ﻛﻞ ﺍﺗﻬﺎﻣﺎﺕ
ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﻄﻔﺔ ﻣﻦ
ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﺿﺪ ﺍﻹﻣﺎﺭﺍﺕ ﻣﺎ ﻫﻲ ﺇﻻ
ﺍﺗﻬﺎﻣﺎﺕ ﻛﻴﺪﻳﺔ ﺗﻬﺪﻑ ﻓﻲ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﺇﻟﻰ
ﺍﺳﺘﻐﻼﻝ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺍﻟﻤﺘﺪﻧﻲ ﻟﻠﻌﺎﻣﺔ ﻣﻦ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻳﺸﺎﺭﻛﻬﻢ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻣﺮﺗﺰﻗﺔ
ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺑﺎﻋﻮﺍ ﺿﻤﻴﺮﻫﺎ
ﻟﻠﺸﻴﻄﺎﻥ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق