مدونة الكترونية تهتم بكل المعلومات في جميع المجالات ونقصد تزويد الباحثين والدارسين بالمعلومات والبيانات التي يحتاجونها والوصول إليها بطريقة سهلة وسريعة.
المتابعون
09/09/2019
تونس والآثار اليهودية
تونس.. سوق نشطة لتهريب الآثار اليهودية
تجارة المخطوطات العبرية.. تاريخ يهود تونس المهرّب…
“تختلف القطع المهربة ومنها مخطوطات مكتوبة بالخط العبري باعتماد ماء الذهب أو الحبر المنسوخة على الجلد وهي تختلف في حجمها ومن حيث قيمتها التاريخية”
القزدغلي: التوجه نحو إنشاء متحف قد يساهم في محاربة الاتجار بالتراث وتهريب إحدى مكونات الإرث الحضاري التونسي..هذا المشروع على طاولة المفاوضات منذ ثلاثة سنوات لم ير النور الى هذا اليوم!!
"مخطوطة عبرية عمرها ما يقارب 6000 سنة للبيع والسعر متروك للتفاوض، للتواصل اترك هاتفك أو إيميلك، وأنا أتصل بك إن شاء الله"، أو قد يصادفك عرض آخر مضمونه "إن كنت تبحث عن مخطوطات عبرية أو أثرية في تونس أو تود عرض مخطوطة لك، فأنت في المكان الصحيح"، فيما ينشر آخر "من لديه مخطوطات عبرية أو مكتوبة بماء الذهب فليتواصل معي عبر الخاص"، جميعها عروض تُنشر على بعض المواقع الالكترونية أو صفحات التواصل الاجتماعي لسوق بيع المخطوطات وتهريبها إلى الخارج، عروض علنية وكأنّها غير مخالفة للقانون.
أحبطت الأجهزة الأمنية التونسية، في عديد المناسبات، عمليات تهريب آثار عبر الحدود التونسية الجزائرية أو الحدود التونسية الليبية، بما في ذلك تهريب أو بيع مخطوطات لا سيما منها العبرية، خاصة في السنوات الأخيرة.
ففي جانفي/كانون الثاني 2019، تمكّنت فرقة الأبحاث والتفتيش بالمحمدية، جنوب غرب العاصمة، من حجز 6 مخطوطات وجلدات عبرية قديمة وذات قيمة أثرية، مخطوطات تم الاستيلاء عليها من متاحف ليبية، كان مهربوها، 3 أشخاص يتجارون بالآثار بين تونس وليبيا، ينوون التفويت فيها بمقابل مبالغ مالية تفوق 1.5 مليون دينار.
أفادت سعاد التومي، محافظ التراث بالمتحف الوطني بباردو، في تقرير وفق معاينة أولية أنّ المحجوز يعتبر من المخطوطات الأصلية والنادرة، وهو ذو قيمة تاريخية هامّة لا يمكن حيازتها ولا الاتجار بها. وتتمثل تلك المخطوطات في لفافة من ثلاث ورقات مكتوبة بماء الذهب باللغة العبرية، يعود تاريخه إلى القرن 19. أما المخطوط الثاني، فيتمثّل في لوحة من الجلد كتبت عليها أنشودة دينية مستوحاة من التوراة.
ويعود المخطوط الثالث إلى الفترة الحديثة وهو عبارة عن كتاب على جلد ماعز، أما المخطوط الرابع فهو كتاب عبري من الجلد يتضمن 18 صفحة دُوّنت عليه حِكم وأمثال مستوحاة من حياة اليهود. ويعود تاريخ هذا الكتاب أيضًا إلى الفترة الحديثة، إضافة إلى مخطوط يضمّ 12 صفحة عليها زخرفة هندسية ونباتية وحيوانية وتجسيمات إنسانية نادرة جدًا، بالإضافة إلى كتيب ذو غلاف من الجلد يتضمّن 15 صفحة في شكل مخطوطات مكتوبة بالعبرية مع زخرفة مكثفة، ورجّح التقرير أن هذا الكتيب يعود أيضًا إلى الفترة الحديثة.
كما حجزت الأجهزة الأمنية في فيفري/شباط 2018 مخطوطًا باللغة العبرية الآراميّة مكتوب بماء الذهب الخالص على جلد ثور بطول المترين تقريبًا، بحوزة ثلاثة أشخاص بولاية قفصة كانوا يعتزمون بيعه بـ700 ألف دينار. وهو مخطوط يتضمن طقوس وعادات اليهود أثناء احتفالاتهم.
فيما حجزت فرقة مكافحة الإجرام في ماي/آيار 2018 مخطوطًا يهوديًا ذا قيمة تاريخية وأثرية هامة، كانوا يعتزمون بيعه عبر شبكات الإنترنت المظلم، بمبلغ مالي لا يقل عن 12 مليون دينار تونسي.
فيما تمّ في ديسمبر/كانون الأول 2016 إحالة 3 متهمين أمام الدائرة الجناحية بالمحكمة الابتدائية بتونس وجهت لهم تهمة مسك وحيازة منقولات ذات قيمة تاريخية ودينية بنية الاتجار. وكان قد عثر تونسي على مخطوط مكتوب باللغة العبرية فعرضه علي أحد تجار "الأنتيكا" في تونس، ليستعين بدوره بتاجر فرنسي قام ببيع المخطوط بـ5 مليون دينار إلى تونسي مقيم بفرنسا اكتشف لاحقًا أن المخطوط غير أصلي ومقلد، غير أن المعهد الوطني للتراث أكد لاحقًا أن لهذا المخطوط قيمة تاريخية ودينية، وقد خُطّ فيه باللغة العبرية تعليمات الرب إلى اليهود.
ذلك البعض مما تمّ حجزه من مخطوطات عبرية خلال السنوات الأخيرة، تباع في السوق السوداء في تونس وتهرّب إلى الخارج، وقد تورط، في هذه العمليات، تونسيون وليبيون إضافة لأجانب من فرنسا وإيطاليا. الأمر الذي يدفع إلى التساؤل عن مصدر تلك المخطوطات، وإن كانت تونسية بالأساس أو وقع تهريب أغلبها من ليبيا بعد الانفلات الأمني إلى تونس.
مشروع لمتحف حول تاريخ اليهود في تونس (لم ير النور)
حبيب القزدغلي، العميد السابق لكلية الآداب والفنون والإنسانيات بمنوبة وأستاذ التاريخ المعاصر المتخصص في المسألة اليهودية ومدير مخبر التراث الذي ينشط منذ 20 سنة ويرأسه حاليًا تعاقد من أجل إنجاز برنامج بحث طموح، مع فريق بحث ينتمي إلى جامعة "شيفيلد" البريطانية، سيبحث لمدّة سنتين بمشاركة باحثين تونسيين وبريطانيين من أجل حصر ودراسة الارث التاريخي اليهودي التونسي وحمايته باعتباره أحد مكونات الحضارة التونسية العريقة متعددة الروافد والتي تفتخر بجذورها البربرية والبونية والرومانية والمسيحية واليهودية والعربية والاسلامية والأندلسية والعثمانية والأوروبية.
وأضاف أنّه إلى جانب الدراسة والتعريف بتاريخ اليهود التونسيين باعتباره أحد مكونات الحضارة التونسية، فإن الحل الأمثل يكمن في إنشاء متحف خاص بتاريخ اليهود التونسيين، أو عبر إضافة أجنحة خاصة بالتراث اليهودي يمكن أن تضمها المتاحف الوطنية أو الجهوية الموجودة في أغلب جهات البلاد.
وأشار أنه سبق لمخبر التراث أن طرح هذه الفكرة منذ ثلاث سنوات على كل من الحكومة التونسية وأيضًا على مجلس الجماعة اليهودية، وقد لقيت الفكرة الدعم والترحيب من قبل وزيرة السياحة السابقة سلمى الرقيق رئيس مجلس الجماعة اليهودية روجي بيسموت، حسب تأكيده، لتُبعث لجنة لدراسة المشروع عام 2017 في مختلف جوانبه العلمية والتراثية والميدانية ترأستها المؤرخة من أصل تونسي لوسات فالنسي. وبين أن تقريرًا حول هذا الموضوع عُرض عام 2018 على الحكومة التونسية، وتحديدًا وزارتي الثقافة والسياحة، وأيضًا على رئاسة الجمهورية.
حبيب القزغلي يأكد أن إنشاء مثل هذا المتحف سيمثل أحد عناصر الإجابة العقلانية والرصينة لمحاربة الاتجار بالتراث وتهريب إحدى مكونات الإرث الحضاري التونسي، وفق قوله، مضيفًا أنه سيكون من مهام المتحف صيانة هذا التراث وحمايته ودراسته والبحث في مدلول اللقى الأثرية وخصائصها وعرضها للزوار التونسيين وللأجانب مع إمكانية عرضها في المتاحف العالمية باعتبارها إحدى روافد الهوية التونسية العريقة والمتعددة.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق