نظرة على فشل العسكر وجنون الإمارات وتغليفه بالنرفزة ونظريات المؤامرة السعودية في اليمن
Abdulkader Alguneid(عبدالقادر الجنيد)
*
٥ سبتمبر ٢٠١٩
الشيئ الوحيد المهم في أي مكان، هو الوضع على الأرض وأداء القوى المتصارعة.
أي شيئ خارج عن حقائق الوضع على الأرض ولا يتماشى معها، يكون مجرد تبريرات أو انفلات أعصاب ونرفزة أو ألعاب إلقاء لوم وإسقاطات على الآخرين أيا كانوا هؤلاء "الآخرون".
***
أولا: نظرة على أداء العسكر على الأرض
***
حرب اليمن، هي بين المدرسة العسكرية الإيرانية وتخيلات السعودية والإمارات عن فنون الحرب
١- المدرسة العسكرية الإيرانية
• لا نعرف أهمية تاريخ الإمبراطورية الفارسية المليئ بالحروب في تسيير حربهم الحالية في اليمن.
ولكن المؤكد بأن الإيرانيين عندهم نزعة امبراطورية توسعية ويريدون بسط نفوذهم في المنطقة ومنها اليمن.
• الذي نعرفه بدرجة اليقين، هو أن الحرس الثوري الإيراني بقيادة قاسم سليماني وحزب الله بقيادة حسن نصر الله، هم الرأس المفكر والداعم لهذه الحرب ويستعملون الميليشيات الحوثية كأدوات.
الحرس الثوري الإيراني وقاسم سليماني، هو المسؤول عن التدخلات العسكرية خارج إيران في المنطقة الممتدة من أفغانستان حتى اليمن.
• الحوثي، معه عصبية سلالية تقف معه باستماتة واستطاع أن يسخر القبائل الشمالية لخدمته بالتخويف والترويع وبنبش عصبيات القبلية والجهوية والمناطقية.
٢- مدرسة قاسم سليماني في اليمن
ترتكز على خبرات حربية متواصلة لفترة ممتدة لأربعين سنة ضد عراق صدام حسين وفي جنوب لبنان ضد اسرائيل وفي سوريا ضد كل الناس لحماية بشار وضد الأكراد في إيران وضد داعش في العراق وضد طالبان في أفغانستان.
• والآن إيران متمترسة في اليمن وتسخر كل مخزون خبراتها وإمكانياتها مع الحوثيين ضد شعب اليمن ولنزف بطيئ للسعودية.
وأهم نقاط الفكر العسكري الإيراني لقاسم سليماني، والتي تطبق بنجاح على الأرض، هي:
•حقول ألغام
•قناصة
•استحكامات دفاعية
•عبوات ناسفة خلف خطوط الخصم مع تصوير فيديو
•حرب عصابات
•إعلام حربي
•استدراج الخصم إلى مناطق أوهموهم بفراغها ثم حصارهم والإجهاز عليهم
•طيارات مسيرة إيرانية إلى السعودية
•صواريخ باليستية إيرانية إلى السعودية
•عمليات إيرانية مباشرة ضد الإمارات لترويضها وتذليلها وتسخيرها لأهدافهم
•قوارب مسيرة متفجرة إيرانية في البحر الأحمر
٣- فشل الفكر العسكري للسعودية والإمارات
• ربما لا يوجد فكر عسكري خليجي محلي أصلاً، وكل ما هو موجود هو خبرات أجنبية بالإيجار.
والخليجيون، لم يخوضوا حروبا بأنفسهم من قبل.
وحتى في اليمن، هم يحاربون بأدوات يمنية، ويكتفون بالتوجيه والسيطرة.
• يعتمد السعوديون والإماراتيون، بصفة أساسية على الطيران النفاث القاصف، الذي يتفق الخبراء على أنه غير مجدي إذا لم ينتج عنه استيلاء قوات مشاة على الأرض.
• يعتمد السعوديون والإماراتيون على المدرعات والمصفحات، التي تعتبر لقمة سائغة للكورنيت والعبوات الناسفة في حرب العصابات وخصوصا في المناطق الجبلية.
• تقوم الإمارات بتقويض الشرعية اليمنية والجيش الوطني، بانشاء ميليشيات مضادة لهم تحت مسمىيات الحزام الأمني والمجلس الانتقالي، وقوات النخب، والعمالقة، والسلفيون، وحراس الجمهورية.
(طبعا هذه النقطة تخدم نظرية المؤامرة، ونذكرها هنا لأنها أيضا تندرج تحت نقطة الفشل والارتباك العسكري.
لأنه لا يمكن لأي جهة أن تنتصر بدون قيادة وغرفة عمليات واحدة.
وكان هذا واضحا في مسرح عمليات الساحل الغربي التي دخلتها الإمارات بقوات غير متجانسة مثل "حب المجذوب"، أنشأتها بنفسها وهي تعلم بأنها تكره بعضها البعض، وكان ذلك الأداء الذي تعرفون بالرغم من المدرعات والمصفحات والمروحيات والطائرات القاصفات والميكروفونات.)
•الإفتخار بتحرير ٨٠٪ من أرض اليمن التي هي مجرد صحاري وبراري وخُبُوت تحتاج إلى خطوط إمداد طويلة لأنها بعيدة عن مركز ثقل الحوثيين، يعتبر مبالغ به ولا يصطرف.
بالعكس، ربما كان من الأفضل إغواء الحوثيين بالبقاء داخل هذه البراري النائية ونزفهم أما إذا كانوا يستعملون أدوات محلية لا تكلفهم فما حدث هو الصحيح.
٤- فشل الجيش الوطني للشرعية
• في وضع محلك سر لمدة خمس سنوات، في كل الجبهات من ميدي إلى نهم إلى صرواح إلى تعز.
• السعودية والإمارات، تتهم الجيش الوطني علانية بابتلاع الأموال والمعدات، وحتى تتهمهم بالفساد وبأن القادة متمصلحون من استمرار الحرب، ولا يتواجدون مع جنودهم، وأن معظم الجنود "يلوون" بالشوارع حسب قول المقدشي وزير الدفاع، وأن معظم الجنود هم أرقام وهمية حسب اعتقاد معظم الناس، وأنهم لا يتمتعون بالجاهزية وتنعدم عندهم حتى اللياقة البدنية.
• يسيئ أفراد الجيش الوطني للمسافرين في النقاط بغرض الإبتزاز، وهذا يسيئ لسمعتهم وشعبيتهم.
• إعلاميوا الجيش الوطني، يتهمون السعودية والإمارات بقصف قواتهم عندما يتقدمون وبأنهم لا يزودونهم بما يكفي من العتاد والذخيرة والتموين والمرتبات والمال لخوض الحرب والتقدم في الجبهات.
• لم يستطع الجيش الوطني اليمني الإبتكار والإرتجال لتحسين أداءه وفكره العسكري بناء على التحديات والمعضلات التي تواجهه على الأرض، وبإمكانياته المحلية الخاصة به.
هذا في رأيي، أسوأ ما في الجيش الوطني اليمني.
لم يحسن وضعه بنفسه، بالإمكانيات المتاحة وبالإبتكار والإرتجال والإستناد إلى حاضنته التي هي في غاية الشوق لجيش تفتخر به وتحبه.
وقد قلب الجيش الوطني نفسه إلى مجرد شحاذ متسول، يتذلل للسعودية والإمارات، وينتظر ما سترميان له من الفتات.
***
ثانيا: جنون الإمارات
***
هكذا وعيني عينك وأمام الكاميرات وأمام صحافة وإعلام العالم، تقوم دولة الإمارت بالآتي:
١- ترد رئيس اليمن هادي من مطار أبو ظبي.
يعني تطرد رئيس الشرعية التي تدعمها وتمتنع حتى عن محادثته.
٢- تمنع هبوط طائرة الرئيس هادي في عاصمته عدن، وتجبرها على إعادة الارتفاع والتحليق بعيدا إلى سوقطرة.
وتطرد كل حكومات اليمن من عاصمتهم.
وتمنع عقد مجلس النواب.
وتجعل من عدن منطقة طاردة لسكان اليمن، شمالا وجنوبا.
وهذا كله لصالح الحوثي.
٣- تحتل سوقطرة التي ليست بحاجة للحماية من الحوثي، وتدخل في تحدي وصراع عض أصابع مع رئيس الوزراء بن دغر الذي جاء ليثبت وجود الشرعية عليها.
٤- تمنع تصدير غاز ونفط اليمن، هكذا وبكل عنجهية
٥- تحتل ميناء عدن وتمنع تشغيله وقيامه بوظيفته.
٦- تنشئ ميليشيات مسلحة في مختلف أنحاء البلاد، لتعادي شرعية اليمن التي جاءت لدعمها.
٧- أحاول أن أفهم ماذا تريد أبو ظبي بالضبط، باستعمال أدوات التحليل والعقل والعلم والمنطق، ولا أستطيع.
٨- لا أستطيع أن أفهم نظريات مؤامرة الإستيلاء على الموانئ والسواحل والجزر اليمنية، لأن الإمارات ستكون بغاية البلادة والغباء إذا ظنت أنه سيتحقق لها ذلك، فاليمنيون إذا انتفضوا فسيسحقون أحلامها وأدواتها بغمضة عين إذا نفذت هذا.
٩- وتتغنى الإمارات بتفتيت اليمن، عبر أدواتها، بالرغم من بياناتها الرسمية المؤكدة لوحدة اليمن.
أيا كان موقف الإمارات، فهناك كلمة في أذنها:
"الذي سيحمي وحدة اليمن، هم الجنوبيون بأنفسهم، ونحن قد وكلناهم للقيام بهذه المهمة."
١٠- مازلت أحاول فهم الإمارات، ولا أرى إلا أحقادا شخصية ورعونة وحماقة وعنجهية وكِبرَة وتكبر وتخبط وربما شيئ من الهوس والجنون.
١١- هناك مؤشرات على ضعف الإمارات الشديد وارتهانها لإيران وعدم قدرتها على تحمل أي ضغوط إيرانية للقيام بأعمال تصب في صالح الحوثي داخل اليمن.
١٢- يجب تحييد دور الإمارات بكل الطرق الممكنة، فضررها كبير على اليمن وحتى على السعودية
**
ثالثا: نكبة السعودية في حرب اليمن
**
١- أخلت السعودية مئات القرى في حدودها الجنوبية بسبب هجمات الحوثيين.
هذه نكبة.
٢- نزوح عشرات الألوف من سكان السعودية في الحد الجنوبي إلى الداخل بتكاليف كبيرة وتعويضات ومعاناة نفسية ومعنوية وإساءة للسمعة.
وهذه نكبة.
٣- غرامة تصل إلى مائة مليار دولار سنويا.
وهذه نكبة مهما كان ثراءها.
٤- تدهور سمعة المملكة أمام الرأي العام العالمي- وخاصة في الغرب- الذي هو أصلاً معادي للسعودية بمختلف ألوان طيفه منذ نشأة المملكة.
ولقد قام اليسار الغربي باحتضان الناشطين الحوثيين ومهد لهم المنصات لترويج هذه الحرب على أنها تجري بين الأغنياء الأقوياء ضد الفقراء المستضعفين النبلاء.
وإذا اعتبرنا أهمية الغرب في الفكر الإستراتيجي السعودي، فهذه نكبة ونكبة كبيرة أيضا.
٥- إطباق إيران على السعودية من حدودها الجنوبية بواسطة الحوثيين، بعد أن أحكمت استيلاءها على العراق وسوريا ولبنان في الشمال، يجعل من مسار الحرب الحالية على الحدود السعودية أكبر مظاهر النكبة التي أصابت السعودية.
وإيران، لا تخفي مطامعها بثروات الخليج ولا بتدويل مكة والحج وتحلم بزعامة كل الدول الإسلامية.
تواجد إيران في الحدود الجنوبية للسعودية، هي أم النكبات.
المنكوب، لا يتآمر بمؤامرات طويلة النفس وطويلة المدى.
المنكوب، يعمل على الخروج من نكبته بأقصى سرعة ممكنة.
إذا اتفقنا على أن السعودية منكوبة في حرب اليمن، فنستطيع الانتقال الآن لاستعراض كل نظريات المؤامرة التي يتم اتهام السعودية بها
***
رابعا: مؤامرات السعودية على اليمن
***
١- تريد إطلالة على المحيط ومد خط أنابيب بترول عبر المَهرة.
أهلاً وسهلاً، وفي أي وقت ولن يضير السعودية أن تدفع رسوم مرور النفط مثل ما يحدث في كل بلاد العالم.
والسعودية أصلاً، معها خط أنابيب من شرقها إلى ميناء ينبع على البحر الأحمر.
٢- السعودية، تريد نهب ثروات اليمن.
بدون تعليق!
٣- السعودية، تخاف الأفكار التقدمية والتحررية التي تموج بها اليمن.
هذا أكبر كلام فارغ.
الأفكار المتدنية المحنطة القبلية والسلالية والأحزاب والجماعات الدينية والمذاهب والطوائف التي تصارع بعضها في اليمن أكثر وأكبر حجما من الأفكار التحررية والنزعات الديموقراطية.
والمواطن في السعودية لا يرى في اليمن إلا مغتربا جاء للعيش أو لطلب الرزق أو هربا ونزوحا من بلاد اليمن المتوترة المضطربة الفقيرة.
وحتى لو استقرت اليمن وحقق المجتمع المدني أحلامه، فلا أعتقد أن نماذج البلدان المجاورة قابلة للتصدير، وإلا لكان الأجدر بسكان السعودية أن يحلموا بأن يتحقق لهم ما هو حاصل لبلدان أفضل حالا من اليمن ولا ينتظروا أن يحسدوا اليمن عندما تتحسن.
وأعتقد بأن هذه المسائل تخضع لاعتبارات كثيرة مختلفة وغاية في الخصوصية لكل مجتمع ولكل بلاد ولا يمكن استيرادها أو تصديرها.
٤- السعودية، تكره حزب الإخوان المسلمين.
وتؤجل الإنتصار حتى يتم القضاء عليهم.
وهل هناك أحد يؤجل انتصاره؟
من يستطيع الإنتصار، هو يتقدم وينتصر فقط.
روعة الانتصار، تغلب أي شيئ آخر في كل الكون.
وأما حزب الإصلاح، فهو نسخة مدينة مكة المكرمة الإخوانية التي استنسختها السعودية أيام مناوءتها للناصرية في الخمسينات والستينات من القرن الماضي.
وحزب الإصلاح نفسه، ينكر بأنه إخوان مسلمين.
وما ترعرع وكبر حزب الإصلاح إلا بقوافل تمر رمضان وأضاحي عرفة وفلوس الزكاة والمعاهد العلمية السعودية.
وحزب الإصلاح، براجماتي نفعي معجون بثقافة القبيلة الشمالية، وسيتعامل مع السعودية في أي وقت وبحسب شروط السعودية.
هنري كيسنجر، كان قد وضع مبدأ لأمريكا بعد انتهاء الحرب الباردة، بأن عليها ألا تتدخل من الآن فصاعدا لصالح أي جماعة في حروب العالم الثالث، سواء كانت خَيِّرة أو شريرة.
لا يهم من ينتصر، فأمريكا تستطيع أن تتعامل مع المنتصر أيا كان وأن ترغمه على احترام مصالحها.
الحوثي، يحاول إقناع السعودية بأنه سيرعى مصالحها إذا أوقفت الحرب عليه، ولكن المملكة يجب أن تكون أفطن وأكبر من ذلك.
خلاصة هذه النقطة، هو أنه على السعودية تحسين أداءها للحصول على النصر على إيران بدون الإلتفات لمسائل جانبية مثل الإخوان المسلمين.
في المستقبل، سيستمر تأثير السعودية ونفوذها في اليمن عن طريق الدعم الإقتصادي والتنمية وإعادة الإعمار.
مازلت عند رأيي، هو أننا نفشل على الأرض عسكريا وسياسيا سواء كمؤسسة الشرعية اليمنية أو من قبل السعودية والإمارات.
الجميع، في حالة فشل ذريع.
والجميع، يتبرأ من الفشل ويرميه على الآخر ويشطح أحيانا ويقفز إلى التشنج والنرفزة تحت غطاء نظريات المؤامرات المعقدة والمحبوكة التي يحيكها الدهاة الأشرار، لتأتي بالنتائج والثمار بعد سنين.
***
وأخيراً
***
أول خطوة على طريق الخروج من دوامة الفشل التي نعاني منها، هو بحث هذه النقاط بهدوء واحتراف.
عبدالقادر الجنيد
٥ سبتمبر ٢٠١٩
Abdulkader Alguneid(عبدالقادر الجنيد)
*
٥ سبتمبر ٢٠١٩
الشيئ الوحيد المهم في أي مكان، هو الوضع على الأرض وأداء القوى المتصارعة.
أي شيئ خارج عن حقائق الوضع على الأرض ولا يتماشى معها، يكون مجرد تبريرات أو انفلات أعصاب ونرفزة أو ألعاب إلقاء لوم وإسقاطات على الآخرين أيا كانوا هؤلاء "الآخرون".
***
أولا: نظرة على أداء العسكر على الأرض
***
حرب اليمن، هي بين المدرسة العسكرية الإيرانية وتخيلات السعودية والإمارات عن فنون الحرب
١- المدرسة العسكرية الإيرانية
• لا نعرف أهمية تاريخ الإمبراطورية الفارسية المليئ بالحروب في تسيير حربهم الحالية في اليمن.
ولكن المؤكد بأن الإيرانيين عندهم نزعة امبراطورية توسعية ويريدون بسط نفوذهم في المنطقة ومنها اليمن.
• الذي نعرفه بدرجة اليقين، هو أن الحرس الثوري الإيراني بقيادة قاسم سليماني وحزب الله بقيادة حسن نصر الله، هم الرأس المفكر والداعم لهذه الحرب ويستعملون الميليشيات الحوثية كأدوات.
الحرس الثوري الإيراني وقاسم سليماني، هو المسؤول عن التدخلات العسكرية خارج إيران في المنطقة الممتدة من أفغانستان حتى اليمن.
• الحوثي، معه عصبية سلالية تقف معه باستماتة واستطاع أن يسخر القبائل الشمالية لخدمته بالتخويف والترويع وبنبش عصبيات القبلية والجهوية والمناطقية.
٢- مدرسة قاسم سليماني في اليمن
ترتكز على خبرات حربية متواصلة لفترة ممتدة لأربعين سنة ضد عراق صدام حسين وفي جنوب لبنان ضد اسرائيل وفي سوريا ضد كل الناس لحماية بشار وضد الأكراد في إيران وضد داعش في العراق وضد طالبان في أفغانستان.
• والآن إيران متمترسة في اليمن وتسخر كل مخزون خبراتها وإمكانياتها مع الحوثيين ضد شعب اليمن ولنزف بطيئ للسعودية.
وأهم نقاط الفكر العسكري الإيراني لقاسم سليماني، والتي تطبق بنجاح على الأرض، هي:
•حقول ألغام
•قناصة
•استحكامات دفاعية
•عبوات ناسفة خلف خطوط الخصم مع تصوير فيديو
•حرب عصابات
•إعلام حربي
•استدراج الخصم إلى مناطق أوهموهم بفراغها ثم حصارهم والإجهاز عليهم
•طيارات مسيرة إيرانية إلى السعودية
•صواريخ باليستية إيرانية إلى السعودية
•عمليات إيرانية مباشرة ضد الإمارات لترويضها وتذليلها وتسخيرها لأهدافهم
•قوارب مسيرة متفجرة إيرانية في البحر الأحمر
٣- فشل الفكر العسكري للسعودية والإمارات
• ربما لا يوجد فكر عسكري خليجي محلي أصلاً، وكل ما هو موجود هو خبرات أجنبية بالإيجار.
والخليجيون، لم يخوضوا حروبا بأنفسهم من قبل.
وحتى في اليمن، هم يحاربون بأدوات يمنية، ويكتفون بالتوجيه والسيطرة.
• يعتمد السعوديون والإماراتيون، بصفة أساسية على الطيران النفاث القاصف، الذي يتفق الخبراء على أنه غير مجدي إذا لم ينتج عنه استيلاء قوات مشاة على الأرض.
• يعتمد السعوديون والإماراتيون على المدرعات والمصفحات، التي تعتبر لقمة سائغة للكورنيت والعبوات الناسفة في حرب العصابات وخصوصا في المناطق الجبلية.
• تقوم الإمارات بتقويض الشرعية اليمنية والجيش الوطني، بانشاء ميليشيات مضادة لهم تحت مسمىيات الحزام الأمني والمجلس الانتقالي، وقوات النخب، والعمالقة، والسلفيون، وحراس الجمهورية.
(طبعا هذه النقطة تخدم نظرية المؤامرة، ونذكرها هنا لأنها أيضا تندرج تحت نقطة الفشل والارتباك العسكري.
لأنه لا يمكن لأي جهة أن تنتصر بدون قيادة وغرفة عمليات واحدة.
وكان هذا واضحا في مسرح عمليات الساحل الغربي التي دخلتها الإمارات بقوات غير متجانسة مثل "حب المجذوب"، أنشأتها بنفسها وهي تعلم بأنها تكره بعضها البعض، وكان ذلك الأداء الذي تعرفون بالرغم من المدرعات والمصفحات والمروحيات والطائرات القاصفات والميكروفونات.)
•الإفتخار بتحرير ٨٠٪ من أرض اليمن التي هي مجرد صحاري وبراري وخُبُوت تحتاج إلى خطوط إمداد طويلة لأنها بعيدة عن مركز ثقل الحوثيين، يعتبر مبالغ به ولا يصطرف.
بالعكس، ربما كان من الأفضل إغواء الحوثيين بالبقاء داخل هذه البراري النائية ونزفهم أما إذا كانوا يستعملون أدوات محلية لا تكلفهم فما حدث هو الصحيح.
٤- فشل الجيش الوطني للشرعية
• في وضع محلك سر لمدة خمس سنوات، في كل الجبهات من ميدي إلى نهم إلى صرواح إلى تعز.
• السعودية والإمارات، تتهم الجيش الوطني علانية بابتلاع الأموال والمعدات، وحتى تتهمهم بالفساد وبأن القادة متمصلحون من استمرار الحرب، ولا يتواجدون مع جنودهم، وأن معظم الجنود "يلوون" بالشوارع حسب قول المقدشي وزير الدفاع، وأن معظم الجنود هم أرقام وهمية حسب اعتقاد معظم الناس، وأنهم لا يتمتعون بالجاهزية وتنعدم عندهم حتى اللياقة البدنية.
• يسيئ أفراد الجيش الوطني للمسافرين في النقاط بغرض الإبتزاز، وهذا يسيئ لسمعتهم وشعبيتهم.
• إعلاميوا الجيش الوطني، يتهمون السعودية والإمارات بقصف قواتهم عندما يتقدمون وبأنهم لا يزودونهم بما يكفي من العتاد والذخيرة والتموين والمرتبات والمال لخوض الحرب والتقدم في الجبهات.
• لم يستطع الجيش الوطني اليمني الإبتكار والإرتجال لتحسين أداءه وفكره العسكري بناء على التحديات والمعضلات التي تواجهه على الأرض، وبإمكانياته المحلية الخاصة به.
هذا في رأيي، أسوأ ما في الجيش الوطني اليمني.
لم يحسن وضعه بنفسه، بالإمكانيات المتاحة وبالإبتكار والإرتجال والإستناد إلى حاضنته التي هي في غاية الشوق لجيش تفتخر به وتحبه.
وقد قلب الجيش الوطني نفسه إلى مجرد شحاذ متسول، يتذلل للسعودية والإمارات، وينتظر ما سترميان له من الفتات.
***
ثانيا: جنون الإمارات
***
هكذا وعيني عينك وأمام الكاميرات وأمام صحافة وإعلام العالم، تقوم دولة الإمارت بالآتي:
١- ترد رئيس اليمن هادي من مطار أبو ظبي.
يعني تطرد رئيس الشرعية التي تدعمها وتمتنع حتى عن محادثته.
٢- تمنع هبوط طائرة الرئيس هادي في عاصمته عدن، وتجبرها على إعادة الارتفاع والتحليق بعيدا إلى سوقطرة.
وتطرد كل حكومات اليمن من عاصمتهم.
وتمنع عقد مجلس النواب.
وتجعل من عدن منطقة طاردة لسكان اليمن، شمالا وجنوبا.
وهذا كله لصالح الحوثي.
٣- تحتل سوقطرة التي ليست بحاجة للحماية من الحوثي، وتدخل في تحدي وصراع عض أصابع مع رئيس الوزراء بن دغر الذي جاء ليثبت وجود الشرعية عليها.
٤- تمنع تصدير غاز ونفط اليمن، هكذا وبكل عنجهية
٥- تحتل ميناء عدن وتمنع تشغيله وقيامه بوظيفته.
٦- تنشئ ميليشيات مسلحة في مختلف أنحاء البلاد، لتعادي شرعية اليمن التي جاءت لدعمها.
٧- أحاول أن أفهم ماذا تريد أبو ظبي بالضبط، باستعمال أدوات التحليل والعقل والعلم والمنطق، ولا أستطيع.
٨- لا أستطيع أن أفهم نظريات مؤامرة الإستيلاء على الموانئ والسواحل والجزر اليمنية، لأن الإمارات ستكون بغاية البلادة والغباء إذا ظنت أنه سيتحقق لها ذلك، فاليمنيون إذا انتفضوا فسيسحقون أحلامها وأدواتها بغمضة عين إذا نفذت هذا.
٩- وتتغنى الإمارات بتفتيت اليمن، عبر أدواتها، بالرغم من بياناتها الرسمية المؤكدة لوحدة اليمن.
أيا كان موقف الإمارات، فهناك كلمة في أذنها:
"الذي سيحمي وحدة اليمن، هم الجنوبيون بأنفسهم، ونحن قد وكلناهم للقيام بهذه المهمة."
١٠- مازلت أحاول فهم الإمارات، ولا أرى إلا أحقادا شخصية ورعونة وحماقة وعنجهية وكِبرَة وتكبر وتخبط وربما شيئ من الهوس والجنون.
١١- هناك مؤشرات على ضعف الإمارات الشديد وارتهانها لإيران وعدم قدرتها على تحمل أي ضغوط إيرانية للقيام بأعمال تصب في صالح الحوثي داخل اليمن.
١٢- يجب تحييد دور الإمارات بكل الطرق الممكنة، فضررها كبير على اليمن وحتى على السعودية
**
ثالثا: نكبة السعودية في حرب اليمن
**
١- أخلت السعودية مئات القرى في حدودها الجنوبية بسبب هجمات الحوثيين.
هذه نكبة.
٢- نزوح عشرات الألوف من سكان السعودية في الحد الجنوبي إلى الداخل بتكاليف كبيرة وتعويضات ومعاناة نفسية ومعنوية وإساءة للسمعة.
وهذه نكبة.
٣- غرامة تصل إلى مائة مليار دولار سنويا.
وهذه نكبة مهما كان ثراءها.
٤- تدهور سمعة المملكة أمام الرأي العام العالمي- وخاصة في الغرب- الذي هو أصلاً معادي للسعودية بمختلف ألوان طيفه منذ نشأة المملكة.
ولقد قام اليسار الغربي باحتضان الناشطين الحوثيين ومهد لهم المنصات لترويج هذه الحرب على أنها تجري بين الأغنياء الأقوياء ضد الفقراء المستضعفين النبلاء.
وإذا اعتبرنا أهمية الغرب في الفكر الإستراتيجي السعودي، فهذه نكبة ونكبة كبيرة أيضا.
٥- إطباق إيران على السعودية من حدودها الجنوبية بواسطة الحوثيين، بعد أن أحكمت استيلاءها على العراق وسوريا ولبنان في الشمال، يجعل من مسار الحرب الحالية على الحدود السعودية أكبر مظاهر النكبة التي أصابت السعودية.
وإيران، لا تخفي مطامعها بثروات الخليج ولا بتدويل مكة والحج وتحلم بزعامة كل الدول الإسلامية.
تواجد إيران في الحدود الجنوبية للسعودية، هي أم النكبات.
المنكوب، لا يتآمر بمؤامرات طويلة النفس وطويلة المدى.
المنكوب، يعمل على الخروج من نكبته بأقصى سرعة ممكنة.
إذا اتفقنا على أن السعودية منكوبة في حرب اليمن، فنستطيع الانتقال الآن لاستعراض كل نظريات المؤامرة التي يتم اتهام السعودية بها
***
رابعا: مؤامرات السعودية على اليمن
***
١- تريد إطلالة على المحيط ومد خط أنابيب بترول عبر المَهرة.
أهلاً وسهلاً، وفي أي وقت ولن يضير السعودية أن تدفع رسوم مرور النفط مثل ما يحدث في كل بلاد العالم.
والسعودية أصلاً، معها خط أنابيب من شرقها إلى ميناء ينبع على البحر الأحمر.
٢- السعودية، تريد نهب ثروات اليمن.
بدون تعليق!
٣- السعودية، تخاف الأفكار التقدمية والتحررية التي تموج بها اليمن.
هذا أكبر كلام فارغ.
الأفكار المتدنية المحنطة القبلية والسلالية والأحزاب والجماعات الدينية والمذاهب والطوائف التي تصارع بعضها في اليمن أكثر وأكبر حجما من الأفكار التحررية والنزعات الديموقراطية.
والمواطن في السعودية لا يرى في اليمن إلا مغتربا جاء للعيش أو لطلب الرزق أو هربا ونزوحا من بلاد اليمن المتوترة المضطربة الفقيرة.
وحتى لو استقرت اليمن وحقق المجتمع المدني أحلامه، فلا أعتقد أن نماذج البلدان المجاورة قابلة للتصدير، وإلا لكان الأجدر بسكان السعودية أن يحلموا بأن يتحقق لهم ما هو حاصل لبلدان أفضل حالا من اليمن ولا ينتظروا أن يحسدوا اليمن عندما تتحسن.
وأعتقد بأن هذه المسائل تخضع لاعتبارات كثيرة مختلفة وغاية في الخصوصية لكل مجتمع ولكل بلاد ولا يمكن استيرادها أو تصديرها.
٤- السعودية، تكره حزب الإخوان المسلمين.
وتؤجل الإنتصار حتى يتم القضاء عليهم.
وهل هناك أحد يؤجل انتصاره؟
من يستطيع الإنتصار، هو يتقدم وينتصر فقط.
روعة الانتصار، تغلب أي شيئ آخر في كل الكون.
وأما حزب الإصلاح، فهو نسخة مدينة مكة المكرمة الإخوانية التي استنسختها السعودية أيام مناوءتها للناصرية في الخمسينات والستينات من القرن الماضي.
وحزب الإصلاح نفسه، ينكر بأنه إخوان مسلمين.
وما ترعرع وكبر حزب الإصلاح إلا بقوافل تمر رمضان وأضاحي عرفة وفلوس الزكاة والمعاهد العلمية السعودية.
وحزب الإصلاح، براجماتي نفعي معجون بثقافة القبيلة الشمالية، وسيتعامل مع السعودية في أي وقت وبحسب شروط السعودية.
هنري كيسنجر، كان قد وضع مبدأ لأمريكا بعد انتهاء الحرب الباردة، بأن عليها ألا تتدخل من الآن فصاعدا لصالح أي جماعة في حروب العالم الثالث، سواء كانت خَيِّرة أو شريرة.
لا يهم من ينتصر، فأمريكا تستطيع أن تتعامل مع المنتصر أيا كان وأن ترغمه على احترام مصالحها.
الحوثي، يحاول إقناع السعودية بأنه سيرعى مصالحها إذا أوقفت الحرب عليه، ولكن المملكة يجب أن تكون أفطن وأكبر من ذلك.
خلاصة هذه النقطة، هو أنه على السعودية تحسين أداءها للحصول على النصر على إيران بدون الإلتفات لمسائل جانبية مثل الإخوان المسلمين.
في المستقبل، سيستمر تأثير السعودية ونفوذها في اليمن عن طريق الدعم الإقتصادي والتنمية وإعادة الإعمار.
مازلت عند رأيي، هو أننا نفشل على الأرض عسكريا وسياسيا سواء كمؤسسة الشرعية اليمنية أو من قبل السعودية والإمارات.
الجميع، في حالة فشل ذريع.
والجميع، يتبرأ من الفشل ويرميه على الآخر ويشطح أحيانا ويقفز إلى التشنج والنرفزة تحت غطاء نظريات المؤامرات المعقدة والمحبوكة التي يحيكها الدهاة الأشرار، لتأتي بالنتائج والثمار بعد سنين.
***
وأخيراً
***
أول خطوة على طريق الخروج من دوامة الفشل التي نعاني منها، هو بحث هذه النقاط بهدوء واحتراف.
عبدالقادر الجنيد
٥ سبتمبر ٢٠١٩
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق