ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻮﻗﻬﻢ ﻧﺪﻳﻨﻬﻢ
ﻟﻦ ﻧﺄﺗﻲ ﺑﺸﻲﺀ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺑﻞ
ﺳﻨﺴﺘﻌﺮﺽ ﻣﻨﻄﻮﻗﻬﻢ ﻣﺒﺘﺪﺋﻴﻦ ﻣﻦ
ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻟﻐﺎﺑﺮ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ ﺑﺴﺒﻌﺔ
ﻗﺮﻭﻥ، ﻓﻤﺜﻼ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﺴﺒﺄﻱ
(ﻛﺮﺏ ﺇﻝ ﻭﺗﺮ 700 ﻕ. ﻡ )، ﻧﻘﺶ ﺍﻟﻨﺼﺮ
ﻣﻮﺟﻮﺩ ﻓﻲ ﻣﺘﺤﻒ ﺻﻨﻌﺎﺀ ﻭﻛﻞ ﺩﺍﺭﺳﻲ
ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻣﻦ ﺃﺟﺎﻧﺐ ﻭﻋﺮﺏ ﻭﻳﻤﻨﻴﻴﻦ
ﻳﻌﻠﻤﻮﻧﻪ ﻭﺣﺘﻰ ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﺜﻘﻔﻴﻦ
ﺍﻃﻠﻌﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻓﻴﻪ ﺳﺠﻞ (ﻛﺮﺏ ﺇﻝ
ﻭﺗﺮ ) ﻛﻢ ﻗﺘﻞ ﻭﺩﻣﺮ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﻭﻛﻢ ﺃﺳﺮ
ﻭﻛﻢ ﺃﺣﺮﻕ ﻣﺪﻥ ﺃﻭﺳﺎﻥ، ﻭﺑﻘﻴﺔ
ﺍﻟﻤﻤﺎﻟﻚ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺓ ﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺳﺒﺄ .. ﻭﻧﻬﺐ
ﺃﻣﻼﻛﻬﻢ ﻭﺃﺭﺍﺿﻴﻬﻢ ﻭﻣﺰﺍﺭﻋﻬﻢ ﻭﺃﻫﺪﺍﻫﺎ
ﻟﻠﺴﺒﺄﻳﻴﻦ ﻭﻹﻟﻬﻬﻢ ( ﺍﻟﻤﻘﻪ ) ﻭﺫﻟﻚ
ﻷﻧﻬﻢ ﺧﺎﻟﻔﻮﺍ ﺍﻟﻤﻘﻪ.. ﻛﻔﺮﻫﻢ ﻷﻧﻬﻢ
ﻋﻠﻰ ﺩﻳﻦ ﻭﻋﺒﺎﺩﺓ ( ﻭﺩ ) ﻭﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﺩﻳﻦ
ﺍﻟﻤﻘﻪ، ﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ
ﻭﺛﺮﻭﺓ، ﻓﺄﻭﺳﺎﻥ ﺗﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ
ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻤﻮﺍﻧﺊ.
ﻭﻓﻲ ﺃﻳﺎﻡ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻘﺎﺳﻤﻴﺔ
ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻋﺸﺮ ﺃﻓﺘﻰ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ
ﺑﻦ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺑﺄﻥ ﻟﺤﺞ ﻭﻋﺪﻥ ﻭﺃﺑﻴﻦ
ﻭﺣﻀﺮﻣﻮﺕ ﺃﺭﺍﺿﻲ ﺧﺮﺍﺝ ﻭﺃﻥ ﺳﻜﺎﻧﻬﺎ
ﻛﻔّﺎﺭ ﺗﺄﻭﻳﻞ.
ﺃﻣﺎ ﻓﻲ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ
ﻫﺎﺟﻢ ﻳﺤﻴﻰ ﺣﻤﻴﺪ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ
1924ﻡ ﻗﺎﻝ ﺯﺍﻣﻠﻬﻢ :
ﻳﺎ ﻣﺴﻮﺭﺓ ﺟﻴﻨﺎ ﻧﻬﺪﺵ
ﺑﺎﻟﺠﻴﺶ ﻭﺃﺧﺸﺎﻡ ﺍﻟﻤﺪﺍﻓﻊ
ﻗﺪ ﻋﺎﺩﻫﺎ ﺣﺴﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ
ﻧﻮﺧﺬ ﻋﺪﻥ ﻭﺃﺑﻴﻦ ﻭﻳﺎﻓﻊ .
ﻣﺴﻮﺭﺓ ﻋﺎﺻﻤﺔ ﺍﻟﺮﺻﺎﺹ ﺳﻠﻄﺎﻥ
ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ.
ﻭﻓﻲ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﻟﻨﺎﺋﺐ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ
ﺍﻟﺮﻭﻳﺸﺎﻥ ﺣﻴﻦ ﺯﺍﺭ ﺳﻠﻄﺎﻥ ﺍﻟﻌﻮﺍﺫﻝ ﺇﻟﻰ
ﻋﺎﺻﻤﺔ ﺍﻟﺴﻠﻄﻨﺔ ﺍﻟﻌﻮﺫﻟﻴﺔ ( ﺯﺍﺭﺓ) ﻓﻲ
ﺍﻟﺴﺘﻴﻨﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ، ﻛﺎﻥ
ﻫﻨﺎﻙ ﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﻟﻨﺎﺋﺐ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ ( ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﺮﻭﻳﺸﺎﻥ
ﺑﺴﻠﻄﺎﻥ ﺍﻟﻌﻮﺍﺫﻝ ﻣﻤﺘﺎﺯﺓ ).
ﺯﺍﻣﻞ ﺍﻟﺘﺮﺣﻴﺐ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻧﺎﺟﻲ
ﺍﻟﻤﺼﻌﺒﻲ ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻘﺮﺑﻴﻦ ﻟﺴﻠﻄﺎﻥ
ﺍﻟﻌﻮﺍﺫﻝ :
ﺣﻴﺎ ﺑﻜﻢ ﻳﺎﺫﻱ ﻭﻟﺒﺘﻮﺍ ﻣﺮﺣﺒﺎ
ﺣﻴّﺎ ﻣﻼ ﻟﻮﺩﺭ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﻭﺃﻣﺸﻌﺔ
ﺣﻴّﺎ ﺑﻜﻢ ﻋﻨﺪ ﺃﻫﻞ ﺑﻦ ﻗﺎﺳﻢ ﻋﻠﻲ
ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻜﺮﻡ ﻭﺍﻟﻌﺰ ﻫﻲ ﺫﻱ ﺗﺰﺭﻋﻪ
ﻧﺤﻨﺎ ﻳﻤﻦ ﻭﺍﺣﺪ ﻭﻫﺬﻩ ﺃﺭﺿﻨﺎ
ﻭﺍﻟﺸﻌﻖ ﺫﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻮﺏ ﻻﺯﻡ ﻧﺮﻗﻌﻪ
ﺭﺩ ﺍﻟﺮﻭﻳﺸﺎﻥ ( ﺭﻏﻢ ﺃﻧﻪ ﺿﻴﻒ) :
ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺤﻴﻲ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺣﻴّﺎ ﺑﻨﺎ
ﻣﺎ ﺣﻦ ﻭﺃﻟﺠﺐ ﻣﻦ ﻣﺠﺎﺭﻱ ﻃﺎﻟﺒﻪ
ﻫﺬﺍ ﺟﻮﺍﺏ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻤﺼﻌﺒﻲ
ﺣﻴّﺎ ﻣﺮﺍﺩﻑ ﺑﻪ ﻭﺣﻴّﺎ ﺑﺎﺩﻋﻪ
ﻳﺎ ﻣﺼﻌﺒﻲ ﻣﺎ ﻋﺬﺭ ﻣﻦ ﻣﺎ ﻧﺘﻔﻖ
ﻧﺤﻨﺎ ﻭﺍﻧﺘﻢ ﻓﻲ ﺣﻔﺪ ﻭﺍﻻ ﺳﻌﺔ
ﺑﺎﻧﻮﺧﺬ ﺍﻟﻤﺸﺮﻕ ﻭﺑﺎﻧﻮﺧﺬ ﻋﺪﻥ
ﻭﺍﻟﻤﺤﻤﻴﺎﺕ ﺫﻱ ﺑﺎﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻣﻮﺟﻌﺔ .
ﻻﺣﻈﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻗﻮﻣﻲ
ﻭﺣﺪﻭﻱ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻋﻤﻞ ﺗﺤﺪﻳﺪ stop
( ﻭﻫﺬﻩ ﺃﺭﺿﻨﺎ) ﻭﺣﺪﻳﺜﻪ ﻣﻬﺬﺏ ﻭﺷﺒّﻬﻬﺎ
ﺑﺎﻟﺜﻮﺏ ﺍﻟﻤﺤﺘﺎﺝ ﻟﻠﺮﻗﻊ .. ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺟﻮﺍﺏ
ﺍﻵﺧﺮ ﺍﺳﺘﻌﻼﺋﻲ ﻭﻳﺘﻜﻠﻢ ﻋﻦ ﻧﻬﺐ
( ﺑﺎﻧﻮﺧﺬ) ﺛﻢ ﻧﺄﺗﻲ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﺑﻌﺪ
1994ﻡ .
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﻤﻨﺎﺿﻞ ﻋﻠﻲ ﺍﻣﻨﺎﺻﺮﻱ
ﻻﺟﺌﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺨﻀﺮ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩﻱ
ﺑﺴﺒﺐ ﻗﻀﻴﺔ ﻗﺘﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺫﺍﺗﻬﺎ
( ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻣﻨﺎﺻﺮﻱ ﺳﻠﻴﻞ ﺍﻷﺳﺮﺓ
ﺍﻟﺴﻼﻃﻴﻨﻴﺔ ﺍﻟﻌﻮﺫﻟﻴﺔ ﻓﺮﻉ ﺁﻝ ﺣﺴﻦ).
ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺨﻀﺮ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺄﺧﺬ
ﺍﻣﻨﺎﺻﺮﻱ ﻣﻌﻪ ﺣﻴﺜﻤﺎ ﻳﺬﻫﺐ ﻷﻱ
ﺩﻋﻮﺓ ﻗﺒﻠﻴﺔ ﺃﻭ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ .
ﻓﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺎﺕ ﻗﺎﻡ ﺷﺎﻋﺮ
ﺷﻤﺎﻟﻲ ﻭﺍﺳﺘﻔﺰ ﺍﻣﻨﺎﺻﺮﻱ ﺑﺪﻭﻥ
ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻭﺗﻌﺪﻯ ﻋﻠﻰ ﺿﻴﻒ ﺍﻟﺸﻴﺦ
ﺍﻟﺨﻀﺮ ..
ﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﺯﺍﻣﻠﻪ :
ﺣﻴّﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺑﺪﺍﺓ ﺍﻟﻌﻮﺫﻟﻲ
ﻭﺍﻟﻌﻔﻮ ﻣﻨّﻚ ﻟﻮ ﻃﻬﺸﻨﺎﻛﻢ ﻃﻬﻮﺵ
ﺧﺬﻧﺎ ﻣﻄﺎﺭﻛﻢ ﻭﺧﺬﻧﺎ ﺑﻮﺷﻜﻢ
ﻭﺍﻟﺒﻨﻚ ﺷﻠﻴﻨﺎﻩ ﺫﻱ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻘﺮﻭﺵ .
ﻓﻐﻀﺐ ﺍﻣﻨﺎﺻﺮﻱ ﻭﺭﺩ ﺑﺎﻟﺰﺍﻣﻞ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ :
ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺤﻴﻲ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺣﻴّﺎ ﺑﻨﺎ
ﻣﺎ ﻳﺼﺒﺢ ﺍﻟﻜﻮﻣﻲ ﺑﻠﺤﻤﺎﻟﻪ ﻳﻨﻮﺵ
ﻟﻮﻻ ﺍﻟﺨﻠﻞ ﻭﺍﻟﺸﺮﺥ ﺫﻱ ﺑﻴﻨﺎﺗﻨﺎ
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺜﻌﺎﻟﺐ ﻣﺎﻛﻠﺖ ﺭﺯﻕ ﺍﻟﻮﺣﻮﺵ.
ﺍﻟﺰﺍﻣﻞ ﻃﻮﻳﻞ ﻭﺍﻛﺘﻔﻴﺖ ﺑﺎﻟﺒﻴﺘﻴﻦ
ﻓﻘﻂ.
ﻟﻦ ﻧﻨﺴﻰ ﻓﺘﻮﺍﻫﻢ ﻓﻲ 1994ﻡ ﻭﺍﻟﺘﻲ
ﺗﺘﻜﺮﺭ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ، ﻓﻬﺬﻩ ﺛﻘﺎﻓﺔ
ﻣﺘﺄﺻﻠﺔ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻭﻻ ﻧﺘﺠﻨﻰ ﻋﻠﻴﻬﻢ،
ﻭﺍﻟﻨﺎﻗﺶ ﻭﺍﻟﻤﻔﺘﻲ ﻭﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻛﻔﻮﻧﺎ
ﺍﻹﺩﺍﻧﺔ ﻟﻬﻢ ﻓﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺪﻳﻨﻮﻥ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ.
ﻭﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺃﻛﺜﺮ ﺗﻌﺒﻴﺮﺍ ﻭﻣﺼﺪﺍﻗﻴﺔ ﻋﻦ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻤﺘﻠﻮّﻥ ﻓﻬﻮ ﻛﺎﻥ
ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻟﻠﻘﺒﻴﻠﺔ ﺃﻭ
ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ.
ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ، ﻭﻣﻦ ﻳﺒﺤﺚ ﻓﻲ ﺳﺠﻠﻬﻢ
ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻲ ﻭﺍﻟﻔﻘﻬﻲ ﻭﺍﻟﺸﻌﺮﻱ ﺳﻴﺮﻯ ﻣﺎ
ﻳﺜﻴﺮ ﺍﻟﺘﻘﺰﺯ
ﻟﻦ ﻧﺄﺗﻲ ﺑﺸﻲﺀ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺑﻞ
ﺳﻨﺴﺘﻌﺮﺽ ﻣﻨﻄﻮﻗﻬﻢ ﻣﺒﺘﺪﺋﻴﻦ ﻣﻦ
ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻟﻐﺎﺑﺮ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ ﺑﺴﺒﻌﺔ
ﻗﺮﻭﻥ، ﻓﻤﺜﻼ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﺴﺒﺄﻱ
(ﻛﺮﺏ ﺇﻝ ﻭﺗﺮ 700 ﻕ. ﻡ )، ﻧﻘﺶ ﺍﻟﻨﺼﺮ
ﻣﻮﺟﻮﺩ ﻓﻲ ﻣﺘﺤﻒ ﺻﻨﻌﺎﺀ ﻭﻛﻞ ﺩﺍﺭﺳﻲ
ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻣﻦ ﺃﺟﺎﻧﺐ ﻭﻋﺮﺏ ﻭﻳﻤﻨﻴﻴﻦ
ﻳﻌﻠﻤﻮﻧﻪ ﻭﺣﺘﻰ ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﺜﻘﻔﻴﻦ
ﺍﻃﻠﻌﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻓﻴﻪ ﺳﺠﻞ (ﻛﺮﺏ ﺇﻝ
ﻭﺗﺮ ) ﻛﻢ ﻗﺘﻞ ﻭﺩﻣﺮ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﻭﻛﻢ ﺃﺳﺮ
ﻭﻛﻢ ﺃﺣﺮﻕ ﻣﺪﻥ ﺃﻭﺳﺎﻥ، ﻭﺑﻘﻴﺔ
ﺍﻟﻤﻤﺎﻟﻚ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺓ ﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺳﺒﺄ .. ﻭﻧﻬﺐ
ﺃﻣﻼﻛﻬﻢ ﻭﺃﺭﺍﺿﻴﻬﻢ ﻭﻣﺰﺍﺭﻋﻬﻢ ﻭﺃﻫﺪﺍﻫﺎ
ﻟﻠﺴﺒﺄﻳﻴﻦ ﻭﻹﻟﻬﻬﻢ ( ﺍﻟﻤﻘﻪ ) ﻭﺫﻟﻚ
ﻷﻧﻬﻢ ﺧﺎﻟﻔﻮﺍ ﺍﻟﻤﻘﻪ.. ﻛﻔﺮﻫﻢ ﻷﻧﻬﻢ
ﻋﻠﻰ ﺩﻳﻦ ﻭﻋﺒﺎﺩﺓ ( ﻭﺩ ) ﻭﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﺩﻳﻦ
ﺍﻟﻤﻘﻪ، ﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ
ﻭﺛﺮﻭﺓ، ﻓﺄﻭﺳﺎﻥ ﺗﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ
ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻤﻮﺍﻧﺊ.
ﻭﻓﻲ ﺃﻳﺎﻡ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻘﺎﺳﻤﻴﺔ
ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻋﺸﺮ ﺃﻓﺘﻰ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ
ﺑﻦ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺑﺄﻥ ﻟﺤﺞ ﻭﻋﺪﻥ ﻭﺃﺑﻴﻦ
ﻭﺣﻀﺮﻣﻮﺕ ﺃﺭﺍﺿﻲ ﺧﺮﺍﺝ ﻭﺃﻥ ﺳﻜﺎﻧﻬﺎ
ﻛﻔّﺎﺭ ﺗﺄﻭﻳﻞ.
ﺃﻣﺎ ﻓﻲ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ
ﻫﺎﺟﻢ ﻳﺤﻴﻰ ﺣﻤﻴﺪ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ
1924ﻡ ﻗﺎﻝ ﺯﺍﻣﻠﻬﻢ :
ﻳﺎ ﻣﺴﻮﺭﺓ ﺟﻴﻨﺎ ﻧﻬﺪﺵ
ﺑﺎﻟﺠﻴﺶ ﻭﺃﺧﺸﺎﻡ ﺍﻟﻤﺪﺍﻓﻊ
ﻗﺪ ﻋﺎﺩﻫﺎ ﺣﺴﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ
ﻧﻮﺧﺬ ﻋﺪﻥ ﻭﺃﺑﻴﻦ ﻭﻳﺎﻓﻊ .
ﻣﺴﻮﺭﺓ ﻋﺎﺻﻤﺔ ﺍﻟﺮﺻﺎﺹ ﺳﻠﻄﺎﻥ
ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ.
ﻭﻓﻲ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﻟﻨﺎﺋﺐ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ
ﺍﻟﺮﻭﻳﺸﺎﻥ ﺣﻴﻦ ﺯﺍﺭ ﺳﻠﻄﺎﻥ ﺍﻟﻌﻮﺍﺫﻝ ﺇﻟﻰ
ﻋﺎﺻﻤﺔ ﺍﻟﺴﻠﻄﻨﺔ ﺍﻟﻌﻮﺫﻟﻴﺔ ( ﺯﺍﺭﺓ) ﻓﻲ
ﺍﻟﺴﺘﻴﻨﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ، ﻛﺎﻥ
ﻫﻨﺎﻙ ﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﻟﻨﺎﺋﺐ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ ( ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﺮﻭﻳﺸﺎﻥ
ﺑﺴﻠﻄﺎﻥ ﺍﻟﻌﻮﺍﺫﻝ ﻣﻤﺘﺎﺯﺓ ).
ﺯﺍﻣﻞ ﺍﻟﺘﺮﺣﻴﺐ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻧﺎﺟﻲ
ﺍﻟﻤﺼﻌﺒﻲ ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻘﺮﺑﻴﻦ ﻟﺴﻠﻄﺎﻥ
ﺍﻟﻌﻮﺍﺫﻝ :
ﺣﻴﺎ ﺑﻜﻢ ﻳﺎﺫﻱ ﻭﻟﺒﺘﻮﺍ ﻣﺮﺣﺒﺎ
ﺣﻴّﺎ ﻣﻼ ﻟﻮﺩﺭ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﻭﺃﻣﺸﻌﺔ
ﺣﻴّﺎ ﺑﻜﻢ ﻋﻨﺪ ﺃﻫﻞ ﺑﻦ ﻗﺎﺳﻢ ﻋﻠﻲ
ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻜﺮﻡ ﻭﺍﻟﻌﺰ ﻫﻲ ﺫﻱ ﺗﺰﺭﻋﻪ
ﻧﺤﻨﺎ ﻳﻤﻦ ﻭﺍﺣﺪ ﻭﻫﺬﻩ ﺃﺭﺿﻨﺎ
ﻭﺍﻟﺸﻌﻖ ﺫﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻮﺏ ﻻﺯﻡ ﻧﺮﻗﻌﻪ
ﺭﺩ ﺍﻟﺮﻭﻳﺸﺎﻥ ( ﺭﻏﻢ ﺃﻧﻪ ﺿﻴﻒ) :
ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺤﻴﻲ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺣﻴّﺎ ﺑﻨﺎ
ﻣﺎ ﺣﻦ ﻭﺃﻟﺠﺐ ﻣﻦ ﻣﺠﺎﺭﻱ ﻃﺎﻟﺒﻪ
ﻫﺬﺍ ﺟﻮﺍﺏ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻤﺼﻌﺒﻲ
ﺣﻴّﺎ ﻣﺮﺍﺩﻑ ﺑﻪ ﻭﺣﻴّﺎ ﺑﺎﺩﻋﻪ
ﻳﺎ ﻣﺼﻌﺒﻲ ﻣﺎ ﻋﺬﺭ ﻣﻦ ﻣﺎ ﻧﺘﻔﻖ
ﻧﺤﻨﺎ ﻭﺍﻧﺘﻢ ﻓﻲ ﺣﻔﺪ ﻭﺍﻻ ﺳﻌﺔ
ﺑﺎﻧﻮﺧﺬ ﺍﻟﻤﺸﺮﻕ ﻭﺑﺎﻧﻮﺧﺬ ﻋﺪﻥ
ﻭﺍﻟﻤﺤﻤﻴﺎﺕ ﺫﻱ ﺑﺎﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻣﻮﺟﻌﺔ .
ﻻﺣﻈﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻗﻮﻣﻲ
ﻭﺣﺪﻭﻱ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻋﻤﻞ ﺗﺤﺪﻳﺪ stop
( ﻭﻫﺬﻩ ﺃﺭﺿﻨﺎ) ﻭﺣﺪﻳﺜﻪ ﻣﻬﺬﺏ ﻭﺷﺒّﻬﻬﺎ
ﺑﺎﻟﺜﻮﺏ ﺍﻟﻤﺤﺘﺎﺝ ﻟﻠﺮﻗﻊ .. ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺟﻮﺍﺏ
ﺍﻵﺧﺮ ﺍﺳﺘﻌﻼﺋﻲ ﻭﻳﺘﻜﻠﻢ ﻋﻦ ﻧﻬﺐ
( ﺑﺎﻧﻮﺧﺬ) ﺛﻢ ﻧﺄﺗﻲ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﺑﻌﺪ
1994ﻡ .
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﻤﻨﺎﺿﻞ ﻋﻠﻲ ﺍﻣﻨﺎﺻﺮﻱ
ﻻﺟﺌﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺨﻀﺮ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩﻱ
ﺑﺴﺒﺐ ﻗﻀﻴﺔ ﻗﺘﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺫﺍﺗﻬﺎ
( ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻣﻨﺎﺻﺮﻱ ﺳﻠﻴﻞ ﺍﻷﺳﺮﺓ
ﺍﻟﺴﻼﻃﻴﻨﻴﺔ ﺍﻟﻌﻮﺫﻟﻴﺔ ﻓﺮﻉ ﺁﻝ ﺣﺴﻦ).
ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺨﻀﺮ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺄﺧﺬ
ﺍﻣﻨﺎﺻﺮﻱ ﻣﻌﻪ ﺣﻴﺜﻤﺎ ﻳﺬﻫﺐ ﻷﻱ
ﺩﻋﻮﺓ ﻗﺒﻠﻴﺔ ﺃﻭ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ .
ﻓﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺎﺕ ﻗﺎﻡ ﺷﺎﻋﺮ
ﺷﻤﺎﻟﻲ ﻭﺍﺳﺘﻔﺰ ﺍﻣﻨﺎﺻﺮﻱ ﺑﺪﻭﻥ
ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻭﺗﻌﺪﻯ ﻋﻠﻰ ﺿﻴﻒ ﺍﻟﺸﻴﺦ
ﺍﻟﺨﻀﺮ ..
ﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﺯﺍﻣﻠﻪ :
ﺣﻴّﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺑﺪﺍﺓ ﺍﻟﻌﻮﺫﻟﻲ
ﻭﺍﻟﻌﻔﻮ ﻣﻨّﻚ ﻟﻮ ﻃﻬﺸﻨﺎﻛﻢ ﻃﻬﻮﺵ
ﺧﺬﻧﺎ ﻣﻄﺎﺭﻛﻢ ﻭﺧﺬﻧﺎ ﺑﻮﺷﻜﻢ
ﻭﺍﻟﺒﻨﻚ ﺷﻠﻴﻨﺎﻩ ﺫﻱ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻘﺮﻭﺵ .
ﻓﻐﻀﺐ ﺍﻣﻨﺎﺻﺮﻱ ﻭﺭﺩ ﺑﺎﻟﺰﺍﻣﻞ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ :
ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺤﻴﻲ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺣﻴّﺎ ﺑﻨﺎ
ﻣﺎ ﻳﺼﺒﺢ ﺍﻟﻜﻮﻣﻲ ﺑﻠﺤﻤﺎﻟﻪ ﻳﻨﻮﺵ
ﻟﻮﻻ ﺍﻟﺨﻠﻞ ﻭﺍﻟﺸﺮﺥ ﺫﻱ ﺑﻴﻨﺎﺗﻨﺎ
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺜﻌﺎﻟﺐ ﻣﺎﻛﻠﺖ ﺭﺯﻕ ﺍﻟﻮﺣﻮﺵ.
ﺍﻟﺰﺍﻣﻞ ﻃﻮﻳﻞ ﻭﺍﻛﺘﻔﻴﺖ ﺑﺎﻟﺒﻴﺘﻴﻦ
ﻓﻘﻂ.
ﻟﻦ ﻧﻨﺴﻰ ﻓﺘﻮﺍﻫﻢ ﻓﻲ 1994ﻡ ﻭﺍﻟﺘﻲ
ﺗﺘﻜﺮﺭ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ، ﻓﻬﺬﻩ ﺛﻘﺎﻓﺔ
ﻣﺘﺄﺻﻠﺔ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻭﻻ ﻧﺘﺠﻨﻰ ﻋﻠﻴﻬﻢ،
ﻭﺍﻟﻨﺎﻗﺶ ﻭﺍﻟﻤﻔﺘﻲ ﻭﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻛﻔﻮﻧﺎ
ﺍﻹﺩﺍﻧﺔ ﻟﻬﻢ ﻓﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺪﻳﻨﻮﻥ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ.
ﻭﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺃﻛﺜﺮ ﺗﻌﺒﻴﺮﺍ ﻭﻣﺼﺪﺍﻗﻴﺔ ﻋﻦ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻤﺘﻠﻮّﻥ ﻓﻬﻮ ﻛﺎﻥ
ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻟﻠﻘﺒﻴﻠﺔ ﺃﻭ
ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ.
ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ، ﻭﻣﻦ ﻳﺒﺤﺚ ﻓﻲ ﺳﺠﻠﻬﻢ
ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻲ ﻭﺍﻟﻔﻘﻬﻲ ﻭﺍﻟﺸﻌﺮﻱ ﺳﻴﺮﻯ ﻣﺎ
ﻳﺜﻴﺮ ﺍﻟﺘﻘﺰﺯ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق