ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﻄﻔﺔ ﺑﺎﻟﺨﻴﺎﻧﺔ ﻭﺻﻔﻪ
ﻓﺮﻳﻖ ( ﺍﻟﺤﻤﺎﺋﻢ ) ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺫﺍﺗﻬﺎ
ﺑﺎﻻﻧﺘﺼﺎﺭ ﻭﺍﻹﻧﺠﺎﺯ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ..
ﻫﻜﺬﺍ ﺣﻄﻢ ﺍﺗﻔﺎﻕ " ﺟﺪﺓ " ﺃﺣﻼﻡ
ﺷﺮﻋﻴﺔ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ! ﻗﺮﺍﺀﺓ ﻓﻲ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ
ﻭﺍﻟﻤﻀﺎﻣﻴﻦ
ﻓﻴﻤﺎ ﻭﺻﻒ ﻓﺮﻳﻖ ( ﺍﻟﺼﻘﻮﺭ) ﻓﻲ
ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﻄﻔﺔ ﻣﻦ
ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﺍﺗﻔﺎﻕ ﺟﺪﺓ ﺑﺎﻟﺨﻴﺎﻧﺔ ﻭﺻﻔﻪ
ﻓﺮﻳﻖ ( ﺍﻟﺤﻤﺎﺋﻢ ) ﻓﻲ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻫﺎﺩﻱ
ﺑﺎﻻﻧﺘﺼﺎﺭ ﻭﺍﻹﻧﺠﺎﺯ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ؛ ﺣﻴﺚ
ﺗﻤﻜﻨﺖ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻣﻦ ﺗﺼﻮﻳﺮ
ﺃﺣﻼﻡ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻲ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻣﺠﺮﺩ ﻟﻬﺚ ﻭﺭﺍﺀ
ﺍﻟﻤﻨﺎﺻﺐ، ﻭﺃﻧﻪ ﺗﺨﻠﻰ ﻋﻦ ﺣﻠﻢ ﺷﻌﺐ
ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﺍﻟﺘﻮﺍﻕ ﻟﻼﻧﻔﺼﺎﻝ. ﻭﻟﻜﻦ
ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﻲ ﻫﻮ: ﻫﻞ ﻣﺴﻮﺩﺓ
ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﻫﻲ ﻛﺬﻟﻚ ﺃﻱ ﺳﺘﻘﻀﻲ ﻋﻠﻰ
ﺣﻠﻢ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻻﻧﻔﺼﺎﻝ؟ ﻭﻣﺎ
ﻫﻲ ﻣﻜﺎﻣﻦ ﺍﻟﻀﻌﻒ ﻭﺍﻟﻘﻮﺓ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﺴﻮﺩﺓ؟ ﻭﻫﻞ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻜﺎﺳﺐ ﺃﻭ
ﺧﺴﺎﺋﺮ ﺳﺘﻠﺤﻖ ﺑﺎﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ
ﻣﻮﺍﻓﻘﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﻊ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ؟
ﺍﻟﺼﻔﻌﺎﺕ ﺍﻟﺜﻼﺙ
ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﻳﻮﺟﻪ ﺛﻼﺙ ﺻﻔﻌﺎﺕ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ
ﺇﺧﻮﺍﻥ ﺍﻟﻴﻤﻦ (ﺣﺰﺏ ﺍﻹﺻﻼﺡ) :
ﺍﻷﻭﻟﻰ: ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻣﻨﺤﺖ ﺍﻟﻤﺴﻮﺩﺓ
ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻲ ﺍﻋﺘﺮﺍﻓﺎً ﻭﺷﺮﻋﻴﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ
ﻭﺩﻭﻟﻴﺔ ﻟﺘﻤﺜﻴﻞ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ . ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ :
ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺃﻛﺪﺕ ﻋﻠﻰ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﺍﻹﻣﺎﺭﺍﺕ
ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ، ﻭﻫﺬﺍ
ﺭﺩ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪﻣﺖ
ﺍﻟﻐﺎﻟﻲ ﻭﺍﻟﺮﺧﻴﺺ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﺤﺮﻳﺮ
ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ . ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ: ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺍﻋﺘﺮﻓﺖ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﻮﺩﺓ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﻗﻮﺍﺕ ﺧﺎﺭﺝ
ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ، ﻭﻫﺬﻩ ﺇﺷﺎﺭﺓ
ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻟﻠﺘﻨﻈﻴﻤﺎﺕ ﺍﻹﺭﻫﺎﺑﻴﺔ .
ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﺎﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻲ ﻣﻤﺜﻼً ﻟﺸﻌﺐ
ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ
ﻇﻠﺖ ﺃﺑﻮﺍﻕ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﻭﻣﺮﺗﺰﻗﺘﻬﺎ ﻣﻦ
ﺍﻹﻋﻼﻣﻴﻴﻦ ﺗﻌﻜﻒ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻞ
ﻭﻋﻠﻰ ﻣﺪﻯ ﺷﻬﺮﻳﻦ، ﻭﺷﻨﺖ ﻫﺠﻮﻣﺎ
ﻋﺪﺍﺋﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻲ، ﺗﻌﻠﻦ ﺭﻓﻀﻬﺎ
ﻟﻠﺤﻮﺍﺭ ﻣﻌﻪ، ﻓﻜﻴﻒ ﺇﺫﻥ ﺳﺘﺒﺮﺭ
ﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮﻫﺎ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺊ ﻟﻬﺬﻩ
ﺍﻟﻤﺴﻮﺩﺓ ﺍﻟﻤﻔﺼﻠﺔ - ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ
ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ - ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻘﺒﻞ
ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺘﻀﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﺘﺰﻳﻴﻒ ﻟﻠﺤﻘﺎﺋﻖ؟
ﻭﻟﻜﻦ ﻗﻄﻌﺎً ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﻟﻦ ﻳﻜﻮﻥ
ﺑﻤﻘﺪﻭﺭﻫﺎ ﺍﻟﺘﻨﺼﻞ ﻣﻦ ﺃﻗﻮﺍﻟﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ
ﻗﺬﻓﺖ ﺑﻬﺎ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻲ ﺑﺄﺑﺸﻊ ﺍﻷﻭﺻﺎﻑ،
ﻭﻋﻠﻰ ﻣﺪﻯ 24 ﺳﺎﻋﺔ ﻳﻮﻣﻴﺎ، ﻣﻦ
ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻼﺕ ﻭﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻜﺎﺫﺑﺔ ﻓﻲ
ﻗﻨﻮﺍﺗﻬﺎ ﺍﻹﻋﻼﻣﻴﺔ. ﻓﺒﻤﺎﺫﺍ ﺳﺘﻔﺴﺮ
ﻟﻬﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﻣﻨﺢ
ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻲ ﺗﻤﺜﻴﻼً ﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ
ﻭﻭﻋﺪﺍ ﺑﺘﺄﺟﻴﻞ ﺍﻟﺒﺖ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻮﻉ
ﺍﻻﻧﻔﺼﺎﻝ؟ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﻔﺴﺮ ﺍﻧﻘﺴﺎﻡ
ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ، ﻓﻔﻲ ﺣﻴﻦ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻓﺮﻳﻖ
ﻣﺘﻤﺴﻜﺎً ﺑﺮﻓﻀﻪ ﻟﻼﻧﺘﻘﺎﻟﻲ ﻓﺈﻥ ﻓﺮﻳﻘﺎً
ﺁﺧﺮ ﻳﻤﺪﺡ ﺍﻟﻤﺴﻮﺩﺓ ﻭﻳﻌﺘﺒﺮﻫﺎ ﺇﻧﺠﺎﺯﺍً
ﻟﻪ.
ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎﺕ ﺍﻹﺭﻫﺎﺑﻴﺔ
ﺃﺷﺎﺭﺕ ﺍﻟﻤﺴﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺰﺍﻡ ﺟﻤﻴﻊ
ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﻟﻤﺤﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻼﺕ
ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺟﺪﺓ ﺧﺎﺭﺝ ﺇﻃﺎﺭ
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ، ﻭﻫﺬﻩ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎﺕ ﺍﻹﺭﻫﺎﺑﻴﺔ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻣﻦ
ﺷﺄﻧﻪ ﺃﻥ ﻳﻘﻠﻖ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻧﻬﺎ
ﺗﻌﻄﻲ ﻏﻄﺎﺀً ﺷﺮﻋﻴﺎً ﻟﻬﺬﻩ
ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎﺕ، ﻭﻫﻲ ﺃﺣﺪ ﺃﺫﺭﻋﻬﺎ
ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﻓﻲ ﺍﺣﺘﻼﻝ
ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ( ﻃﺒﻌﺎً ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎﺕ ﻻ
ﺗﺴﺘﺨﺪﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ) . ﺇﺫﻥ ﻣﺎﺫﺍ
ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻣﺼﻴﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ؟ ﻭﻫﻞ
ﺳﻴﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﻭﻳُﻀﺤﻰ ﺑﻬﺎ؟
ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻲ .. ﺣﻨﻜﺔ ﻭﻛﻔﺎﺀﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ
ﺃﻇﻬﺮ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻲ ﺣﻨﻜﺔ ﻭﻛﻔﺎﺀﺓ ﻓﻲ
ﺣﻮﺍﺭ ﺟﺪﺓ، ﻛﺎﺷﻔﺎً ﻛﻞ ﺍﻷﻭﺭﺍﻕ
ﻭﺍﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻳﻦ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﻵﺧﺮ،
ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻣﻮﺭ:
ﺍﻷﻭﻝ : ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻟﻦ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﻌﺪ
ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺣﻜﺮﺍً ﻋﻠﻰ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺃﻭ ﺣﺰﺏ
ﻣﻌﻴﻦ، ﺑﻞ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﻣﻨﺎﺻﻔﺔ ﺑﻴﻦ
ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻭﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻋﺪﺓ
ﺍﻟﻜﻔﺎﺀﺍﺕ. ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﻮﺟﻮﺩ
ﻓﺴﺎﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻭﺧﻠﻞ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺴﻤﻰ
ﺑﺎﻟﺠﻴﺶ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ
ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ﻫﻴﻜﻠﺔ ﺍﻟﺠﻴﺶ .
ﻭﺃﺧﻴﺮﺍً: ﺇﻥ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ ﺳﺘﻜﻮﻥ
ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ ﻭﻻ ﺑﺪّ ﻣﻦ
ﺗﻔﺮﻍ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻟﺬﻟﻚ ﺍﻟﻬﺪﻑ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ
ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﺗﻨﺎﺯﻻً ﻟﻼﻧﺘﻘﺎﻟﻲ ﺇﻻ ﺃﻥ
ﺫﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﺑﻤﻘﺎﺑﻞ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﺤﻖ
ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﻤﺼﻴﺮ ﻟﻠﺠﻨﻮﺑﻴﻴﻦ ﺑﻌﺪ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﻭﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻃﺔ ﺑﺈﺻﻼﺣﺎﺕ
ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ .
ﻣﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻓﻮﻕ ﻛﻞ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ
ﻓﻴﻤﺎ ﺃﻛﺪﺕ ﺍﻟﻤﺴﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ
ﻟﻦ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺣﻜﺮﺍً ﻋﻠﻰ
ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺃﻭ ﺣﺰﺏ ﻣﻌﻴﻦ، ﺑﻞ ﺳﺘﻜﻮﻥ
ﺗﻤﺜﻴﻼً ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻭﺍﻟﺸﻤﺎﻝ
ﻭﻣﻨﺎﺻﻔﺔ، ﻭﻫﺬﺍ ﺑﺤﺪ ﺫﺍﺗﻪ ﺇﻧﺠﺎﺯ
ﻛﺒﻴﺮ ﻟﺴﺒﺐ ﺑﺴﻴﻂ، ﻭﻫﻮ ﺃﻥ ﺍﻷﺯﻣﺔ
ﻟﻴﺴﺖ ﺃﺯﻣﺔ ﺣﻜﻢ ﻓﻘﻂ ﺑﻞ ﺃﺯﻣﺔ ﺑﻴﻦ
ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻭﺍﻟﺸﻤﺎﻝ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻗﻮﻯ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ
ﺗﺮﻓﺾ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ
ﺍﻟﻤﺸﺆﻭﻣﺔ ﺗﻤﺖ ﺑﺎﻻﺗﻔﺎﻕ ﺑﻴﻦ ﺩﻭﻟﺘﻴﻦ
ﻭﺑﻤﺠﺮﺩ ﺃﻥ ﻳﺤﺪﺙ ﺧﻠﻞ ﻓﻲ ﺗﻄﺒﻴﻖ
ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﻓﺈﻥ ﻓﻚ ﺍﻻﺭﺗﺒﺎﻁ ﻭﺣﻞ
ﺍﻟﺪﻭﻟﺘﻴﻦ ﻫﻮ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﻟﺤﻞ
ﺍﻟﻨﺰﺍﻋﺎﺕ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ.
ﻭﺃﻋﻄﺖ ﻣﺴﻮﺩﺓ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﺑﻘﻴﺔ
ﺍﻟﻤﻜﻮﻧﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﺍﻙ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻲ ﺃﻳﻀﺎً
ﺗﻤﺜﻴﻼً ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ، ﻭﻣﻊ ﺃﻧﻨﻲ ﻋﻠﻰ
ﻏﻴﺮ ﺍﻃﻼﻉ ﺑﺎﻟﺜﻘﻞ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮﻱ ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﻤﺜﻠﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻜﻮﻧﺎﺕ، ﻭﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﻛﻞ
ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻜﻮﻧﺎﺕ ﺃﻥ ﺗﻀﻊ
ﻓﻲ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﻣﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﻴﻦ ﻓﻲ
ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺣﻠﻤﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻻﻧﻔﺼﺎﻝ ﻓﻮﻕ ﻛﻞ
ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ، ﻭﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺮﻓﺾ ﺃﻱ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ
ﺧﺒﻴﺚ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﻮﻯ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ
ﺃﻥ ﺗﻀﺮ ﺑﺎﺳﺘﻘﻼﻝ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ. ﻭﺍﻟﺸﻲﺀ
ﺫﺍﺗﻪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻘﻮﻯ ﺍﻟﺤﺰﺑﻴﺔ
ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺳﺘﻤﺜﻞ
ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ، ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻀﻊ ﻓﻲ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ
ﺃﻳﻀﺎً ﻣﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻻ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ
ﺍﻟﺤﺰﺑﻴﺔ ﺍﻟﻀﻴﻘﺔ .
ﻣﻨﺤﺖ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻫﺎﺩﻱ
ﺑﺘﺴﻤﻴﺔ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺣﻜﻮﻣﺘﻪ ﻭﺧﺼﻮﺻﺎً
ﻭﺯﺭﺍﺀ ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﺓ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺮﻳﺎﺽ ﺍﻋﺘﺮﺿﺖ
ﻋﻠﻰ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺗﻌﻴﻴﻦ ﻭﺯﻳﺮﻳﻦ ﻫﻤﺎ
ﺍﻟﻤﻴﺴﺮﻱ ﻭﺍﻟﺠﺒﻮﺍﻧﻲ؛ ﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻬﻤﺎ ﻣﻦ
ﺩﻭﺭ ﺳﻠﺒﻲ ﻓﻲ ﺃﺣﺪﺍﺙ ﻋﺪﻥ ﻭﺷﺒﻮﺓ
ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ، ﺑﻞ ﻻﺳﺘﻴﺎﺋﻬﺎ ﻟﻤﺎ ﻗﺎﻣﺎ ﺑﻪ
ﻣﻦ ﺍﺗﻬﺎﻣﺎﺕ ﻟﻠﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﺑﺎﻻﻧﺤﻴﺎﺯ
ﻟﻔﺮﻳﻖ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻲ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ
ﻃﺮﺩﻫﻤﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﺛﻢ ﻃﺮﺩﻫﻤﺎ
ﻣﻦ ﺟﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻣﺼﺮ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻧﺘﻬﻰ
ﺑﻬﻤﺎ ﺍﻟﻤﻄﺎﻑ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﺠﻮﺀ ﺇﻟﻰ ﻣﺴﻘﻂ
ﻋﻤﺎﻥ، ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮﻣﺎﻥ ﺑﺎﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﻣﻊ
ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ ﻭﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﻟﻠﺘﺂﻣﺮ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﺑﺎﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﻣﻊ ﻗﻄﺮ ﻭﺇﻳﺮﺍﻥ،
ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻌﺪ ﺗﺤﺪﻳﺎً ﺻﺎﺭﺧﺎً ﻹﺭﺍﺩﺓ
ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻒ؛ ﺑﻞ ﻳﻤﺜﻞ ﺗﻬﺪﻳﺪﺍً ﻟﻸﻣﻦ
ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﺃﻳﻀﺎً.
ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻻ ﺗﺴﺘﺤﻖ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ
ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺴﻮﺩﺓ ﺃﺷﺎﺭﺕ ﺑﻮﺿﻮﺡ
ﺇﻟﻰ ﺗﻮﺭﻁ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ
ﺍﻟﻤﺨﺘﻄﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ
ﻓﺴﺎﺩ ﻛﺒﻴﺮﺓ، ﻓﻤﺎ ﻓﻌﻠﺘﻪ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻣﻦ
ﺃﻋﻤﺎﻝ ﻓﺴﺎﺩ ﺗﻘﺸﻌﺮ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺑﺪﺍﻥ،
ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺃﻧﻪ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ
ﺳﻘﻄﺖ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺳﻘﻮﻃﺎً ﺃﺧﻼﻗﻴﺎً ﺑﻠﻎ
ﺣﺪﺍً ﻳﺮﻗﻰ ﺇﻟﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺟﺮﺍﺋﻢ
ﺍﻟﺤﺮﺏ، ﻓﻠﻴﺘﺼﻮﺭ ﻣﻌﻲ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﻛﻴﻒ
ﺍﺳﺘﺨﺪﻣﺖ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺳﻼﺡ ﺗﻌﻄﻴﻞ
ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﻓﻲ ﻋﺪﻥ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﺎً ﺳﻴﺎﺳﻴﺎً
ﺑﻬﺪﻑ ﺍﻟﻀﻐﻂ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻲ
ﻟﻼﺳﺘﺴﻼﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻤﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻲ،
ﻟﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﻓﺤﺴﺐ ﺑﻞ ﻛﻴﻒ ﺍﺳﺘﺨﺪﻣﺖ
ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺳﻼﺡ ﻋﺪﻡ ﺻﺮﻑ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﺎﺕ
ﻟﻠﻌﺴﻜﺮﻳﻴﻦ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﻴﻦ ﺑﻬﺪﻑ
ﺇﺧﻀﺎﻋﻬﻢ ﻭﺇﺫﻻﻟﻬﻢ، ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻌﺪ
ﺍﻧﺘﻬﺎﻛﺎً ﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺟﺮﻳﻤﺔ
ﺣﺮﺏ، ﻭﻫﻲ ﻻ ﺗﻜﺘﺮﺙ ﺑﻤﺎ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﻪ .
ﻟﺬﻟﻚ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺴﻮﺩﺓ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﻭﺍﺿﺤﺔ
ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺃﺷﺎﺭﺕ ﺇﻟﻰ ﺇﻧﻬﺎﺀ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ
ﻓﻲ ﺻﻔﻮﻑ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﻭﺗﺸﻜﻴﻞ
ﻟﺠﺎﻥ ﻣﺮﺍﻗﺒﺔ ﻟﻤﺘﺎﺑﻌﺔ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺻﺮﻑ
ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﺎﺕ ( ﺗﻤﺖ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﻟﻤﻮﺿﻮﻉ
ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﺎﺕ ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺮﺓ ).
ﺇﻥ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﺘﺠﻮﻳﻊ ﺷﻌﺐ
ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻭﻗﺘﻠﻪ ﻭﺇﺛﺎﺭﺓ ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ
ﻭﺯﻋﺰﻋﺔ ﺍﻷﻣﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ
ﻻ ﺗﺴﺘﺤﻖ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ، ﻓﺸﻌﺐ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ
ﻟﻴﺲ ﻏﺒﻴﺎً، ﻓﻬﻮ ﻳﻌﺮﻑ ﻣﻦ ﻫﻢ ﻭﺭﺍﺀ
ﺗﻌﻄﻴﻞ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻋﺪﻥ
ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ.
ﺇﻋﺎﺩﺓ ﻫﻴﻜﻠﺔ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺃﻭﻝ
ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺇﺳﻘﺎﻁ ﺍﻧﻘﻼﺏ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ
ﺇﻥ ﺇﻧﻬﺎﺀ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻓﻲ ﺻﻔﻮﻕ
ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ، ﻻ ﺃﻇﻦ ﺃﻧﻪ ﻣﻤﻜﻨﺎً
ﻣﺎﻟﻢ ﻳﺘﻢ ﺇﻗﺼﺎﺀ ﺑﺆﺭ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ
ﻭﺍﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﺑﺮﻣﻮﺯﻩ، ﺃﻣﺜﺎﻝ ﺍﻟﺠﻨﺮﺍﻝ
ﻋﻠﻲ ﻣﺤﺴﻦ ﺍﻷﺣﻤﺮ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ
ﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﻭﺍﻷﺏ ﺍﻟﺮﻭﺣﻲ
ﻟﻺﺭﻫﺎﺏ، ﻣﺎﻟﻢ ﻓﻠﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻱ
ﺗﻘﺪﻡ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﺃﻥ
ﺯﻋﻤﺎﺀ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻳﺘﺮﺑﻌﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻋﺮﺷﻪ.
ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺗﻠﺨﻴﺺ ﺃﻫﻢ ﺍﻹﺻﻼﺣﺎﺕ
ﺍﻟﻌﺎﺟﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ :
ﻓﻚ ﺍﺭﺗﺒﺎﻁ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺗﻤﻮﻳﻞ
ﻭﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎﺕ ﺍﻹﺭﻫﺎﺑﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﻳﺘﻢ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻨﺸﺎﻃﺎﺕ
ﺇﺭﻫﺎﺑﻴﺔ ﺿﺪ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻓﻘﻂ
( ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎﺕ ﻻ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﺄﻋﻤﺎﻝ
ﺇﺭﻫﺎﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ). ﺍﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ
ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻤﺮﺗﺒﺎﺕ
ﺍﻟﻮﻫﻤﻴﺔ ﻭﺇﻟﻐﺎﺋﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ
ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻭﺍﻹﺷﻬﺎﺭ ﺍﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﻤﻴﺰﺍﻧﻴﺔ
ﺍﻟﺴﻨﻮﻳﺔ ﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻳﻊ
ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻬﺎ. ﺇﻟﻐﺎﺀ ﺍﻟﺘﻌﻴﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﻐﻴﺮ
ﺷﺮﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺨﺎﺭﺟﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻣﺜﻞ
ﺗﻌﻴﻴﻨﺎﺕ ﺃﺋﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻭﺟﻤﺎﻋﺎﺕ
ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﻭﺯﻋﻤﺎﺀ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎﺕ
ﺍﻹﺭﻫﺎﺑﻴﺔ ﻛﻘﺎﺩﺓ ﻟﻸﻟﻮﻳﺔ. ﺇﻋﺎﺩﺓ
ﻫﻴﻜﻠﺔ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﻣﺒﺪﺃ
ﺍﻟﻜﻔﺎﺀﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘﺮﺍﺗﺒﻴﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ
ﻭﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﻘﺘﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ
ﺑﺎﻟﻮﻻﺀ ﻟﻠﻮﻃﻦ ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻠﻤﺼﺎﻟﺢ
ﺍﻟﺤﺰﺑﻴﺔ ﺍﻟﻀﻴﻘﺔ .
ﻭﻟﺬﻟﻚ - ﻭﻛﻤﺎ ﺃﺷﺎﺭﺕ ﺍﻟﻤﺴﻮﺩﺓ -
ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺗﻔﺮﻍ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻓﻲ ﺟﺒﻬﺔ
ﺍﻟﺘﺼﺪﻱ ﻻﻧﻘﻼﺏ ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ ﻟﻦ ﻳﺘﻢ
ﻣﺎﻟﻢ ﻳﺘﻢ ﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﺱ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ
ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﻇﻬﺮﻭﺍ ﻋﺪﻡ ﻧﻴﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﺭﺑﺔ
ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ، ﺑﻞ ﺇﻧﻨﺎ ﻧﺴﻤﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ
ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺗﻨﺴﻴﻘﺎ ﻭﻋﻤﻼ
ﻣﺸﺘﺮﻛﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﻭﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ
ﻟﻠﺤﺮﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ.
ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺍﻷﻣﺮ ﺇﻟﻰ ﺗﺼﺤﻴﺢ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻮﺿﻊ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻧﺰﻉ ﻣﻜﺎﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﺓ
ﻟﻬﺆﻻﺀ ﺍﻟﻤﺘﻨﻔﺬﻳﻦ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺣﺮﻣﺎﻧﻬﻢ
ﻣﻦ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﺜﺮﻭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﺒﺜﻮﻥ ﺑﻬﺎ
ﻟﺘﺨﺮﻳﺐ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﺷﻤﺎﻟﻪ ﻭﺟﻨﻮﺑﻪ؛ ﻭﺫﻟﻚ
ﺑﺘﺨﺼﻴﺺ ﺣﻘﻴﺒﺔ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻭﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ
ﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﺟﻨﻮﺑﻴﻴﻦ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻗﺮﺍﻁ
ﻳﺨﺘﺎﺭﻫﻢ، ﻭﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﻗﻴﺎﺩﺓ
ﺍﻷﺭﻛﺎﻥ ﻣﻨﺎﺻﻔﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﻴﻦ
ﻭﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﻴﻦ، ﻭﻫﺬﺍ ﻟﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ
ﻣﻜﺎﺳﺐ ﻭﻧﺘﺎﺋﺞ ﺳﺮﻳﻌﺔ ﻟﻠﺠﻨﻮﺑﻴﻴﻦ
ﻓﻘﻂ ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻠﺸﻤﺎﻟﻴﻴﻦ ﻭﺩﻭﻝ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻒ
ﺃﻳﻀﺎً.
( ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻳﻜﻤﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ)
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻤﺜﻞ : " ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻳﻜﻤﻦ ﻓﻲ
ﺍﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ " ﻓﻬﻨﺎﻙ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﻛﺜﻴﺮﺓ
ﻏﻴﺮ ﻭﺍﺿﺤﺔ، ﺑﻞ ﺇﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﺒﺎﺭﺍﺕ
ﺗﺤﻤﻞ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻌﻨﻰ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻲ
ﺳﻴﺘﺒﻊ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ ﻭﻳﻤﻨﺢ
ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﺮﺍﻋﻴﺔ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﺜﻘﺔ
ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ
ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻭﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻵﻟﻴﺔ
ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻓﻲ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﻭﺳﻴﺘﺮﻙ
ﻟﻠﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺿﺒﻂ ﺇﻳﻘﺎﻉ
ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ، ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻥ
ﻫﻨﺎﻙ ﺗﻮﻗﻌﺎﺕ ﺑﻤﺤﺎﻭﻻﺕ ﻟﻠﻘﻮﻯ
ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺇﻓﺸﺎﻝ ﻫﺬﺍ
ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ، ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻠﺖ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺣﻴﻨﻤﺎ
ﻋﻄﻠﺖ ﻭﺃﺟﻬﻀﺖ ﺍﺗﻔﺎﻕ ﻣﺎ ﺳﻤﻲ
ﺑﻮﺛﻴﻘﺔ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﻭﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﻓﻲ 1994
ﺍﻟﺬﻱ ﻭﻗﻌﺘﻪ ﻓﻲ ﻋﻤﺎﻥ ﻭﻋﺎﺩﺕ
ﻭﺍﻧﻘﻠﺒﺖ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﺷﻨﺖ ﺣﺮﺑﺎً ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻭﺍﺣﺘﻠﺘﻪ.
ﻓﻬﻞ ﻳﻔﻌﻠﻬﺎ ﺍﻷﺣﻤﺮ ﺑﺈﺟﻬﺎﺽ ﻫﺬﻩ
ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻬﺪﻫﺎ ﻭﺷﻦ ﺣﺮﺏ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ؟ ﻧﻘﻮﻝ: ﺇﻧﻚ ﻟﻦ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ؛
ﻟﺴﺒﺐ ﺑﺴﻴﻂ ﻫﻮ ﺃﻧﻚ ﻓﻲ ﻭﺿﻊ ﻻ
ﺗﺤﺴﺪ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﺄﻧﺖ ﻓﻲ ﺃﺿﻌﻒ
ﺣﺎﻻﺗﻚ، ﻭﺟﻨﻮﺏ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻟﻴﺲ ﻛﻤﺎ
ﺟﻨﻮﺏ ﺍﻷﻣﺲ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق